«خلية أزمة» في براغ اليوم.. ووزير الخارجية التشيكي يتصل بباسيل مستفسراً عن المفقودين...لا فدية مقابل التشيكيين... للمبادلة بفياض؟

الحريري إلتقى جعجع في جدّة... والنفايات تُطفِح كيل الأزمات....هولاند كلّف فابيوس بحث الرئاسة اللبنانية خلال زيارته طهران في 25 الجاري .. وغابت «الملائكة» عن سماء «حزب الله» ....«حزب الله» على مفترق «النووي».. وأمن إسرائيل

تاريخ الإضافة الأربعاء 22 تموز 2015 - 7:00 ص    عدد الزيارات 2286    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري إلتقى جعجع في جدّة... والنفايات تُطفِح كيل الأزمات
الجمهورية..
فيما سلكَ الاتفاق النووي بين دوَل الغرب وإيران طريقَه الشرعي والقانوني بإقراره بالإجماع في مجلس الأمن الدولي أمس، ظلّت الأزمة الداخلية اللبنانية على غاربِها، في وقتٍ تكدّسَت النفايات في شوارع بيروت وضواحيها ليطفحَ معها كيلُ الأزمات التي تواجهها الحكومة وباتت مسكونةً بها، لينعقدَ مجلس الوزراء بعد غدٍ الخميس على روائحِ النفايات التي توقّفَت شركة «سوكلين» عن كنسِها ونقلِها، ما حوّلَها مشكلةً بيئية تهدّد صحّة المواطن، وأخرى سياسية تواجهها الحكومة بسببِ الخلاف على سبُل اتّخاذ القرارات في المجلس في ضوء الشغور الرئاسي، وانعدام فرَص التسوية، أقلّه حتى الآن، نتيجة رفضِ «التيّار الوطني الحر» إمرارَ أيّ ملفّ قبلَ بتّ مصير آليّة العمل الحكومي.
قبل 72 ساعة من موعد جلسة مجلس الوزراء، كشفَت مراجع واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» أنّ الملفات التي ستَطرح نفسَها على الجلسة معقّدة جداً نتيجة انعدام أيّ مخرج للمأزق، في انتظار توافرِ حدّ أدنى من التفاهمات التي يمكن أن تعيدَ النظر في الأولويات.

وقالت هذه المصادر إنّ الغموض الذي يلفّ المخارج المحتملة لا يخفي أيّ اتّفاق سرّي، بل هو غموض جدّي جعلَ كلّ السيناريوهات المحتملة لواقع الجلسة «مغامرةً حقيقية» بكلّ ما للكلمة من معنى، فليس لدى أيّ مِن الأطراف المعنية ما يمكن اعتباره خريطة طريق تؤدّي إلى حلّ مِن زاوية أو من ملف ما، بعدما تعقّدَت الملفات وتداخَلت بعضها ببعض.

ولذلك، أضافَت المصادر، إنّ عودة رئيس الحكومة تمّام سلام من إجازة عيد الفطر ستفرض إيقاعَها على مواعيد السراي الحكومي اليوم والتي ستبدأ التاسعة والنصف صباحاً وسط تعتيمٍ على طبيعة هذه المواعيد، على رغم وجود مَن ينتظر عودةَ سلام للبحث في الأزمات ذات الأولوية، وأبرزُها أزمة النفايات التي أغرقَت شوارع بيروت الكبرى وبلغَت ذروتَها أمس بعد أربعة أيام مِن وقف أعمال الجمع والكنسِ إلّا مِن بعض شوارع بيروت المحظيّة، فيما انهمكَت بعض بلديات الضواحي الواقعة في نطاق بيروت الكبرى بجَمعِ النفايات في بؤرٍ خاصّة بها، ورَشّ المبيدات التي تقضي على ما يمكن أن تتسبّبَ به من روائح كريهة وأمراض خطيرة.

ملاحظات ومناكفات

وفي هذه الأجواء، قالت المصادر لـ«الجمهورية» إنّ الروايات التي تحدّثت عن معادلات جديدة بدأ النقاش فيها لترتيب العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بقيَت روايات «يتيمة» لم يتبَنَّها أحد، خصوصاً أنّها جاءَت في سياق تبادُل «الملاحظات الكيدية» كتِلك التي ربَطت أيّ تفاهم بالإسراع في بَتّ مراسيم المناقصة العامة للنفط، عِلماً أنّ دون هذه المرحلة تفاهمات مفقودة حول البلوكات النفطية التي يجب أن تبدأ منها هذه المناقصات، بالإضافة إلى دفاتر الشروط وهي في شكلِها ومضمونها شبيهة بالملاحظات التي يمكن أن تعرقلَ المساعي الجارية لإجراء المناقصات الخاصة بإدارة شركتَي الخلوي، على رغم تحديد موعد فضّ عروضِها في 8 أيلول المقبل بعد ملاحظات وزراء «حزب الله» و»التيّار الوطني الحر» المشترَكة التي تبلّغَها سلام ووزير الاتّصالات بطرس حرب وثبتَ ما تحويه من كيدية سياسية بوجهَيها القانوني والمالي.

درباس

وإذ استبعدَ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن تكون جلسة مجلس الوزراء حاميةً، أكّد لـ»الجمهورية» أنّه لا يتوقّع أن تكون منتِجة، وقال: «لستُ متفائلاً صراحةً بحصول تسوية». وردّاً على سؤال، أكّدَ درباس «أنّنا لن نقبلَ أن نكون شهودَ زور أو حرّاساً على الجمود، وموقِفي هو جزءٌ مِن موقف رئيس الحكومة».

تفاقُم أزمة النفايات

فقد طغَت أزمة النفايات المتفاقمة على ما عداها من أزمات سياسية، ولو أنّ البعض يَعتبر أنّ السياسة نفسَها تقف وراء هذه المشكلة المستجدّة. لكنّ مشهد النفايات وهي تغمر الشوارع وتطمرها فرضَ نفسَه مادةَ نقاشٍ دسمة، ومِن غير المستبعَد أن تتحوّل بنداً أساسياً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء بعد غدٍ الخميس.

وفي هذا السياق، أظهرَت المواقف أمس تصميماً لدى الأطراف السياسية المعنية، على عدم التراجع عن الإقفال النهائي لمطمر الناعمة. وقد رفضَت المطامر المحلّية الأخرى في كلّ المناطق استقبالَ نفايات مِن بيروت وجبل لبنان مؤقّتاً، ما يعني أنّ الشوارع في بيروت وضواحيها وجبل لبنان معرّضة لتكديس إضافي في النفايات سيتحوّل كارثةً إذا تأخّرَت المعالجات.

وكان الاعتصام أمام مطمر الناعمة استمرّ أمس لليوم الرابع على التوالي منعاً لإعادة فتحِه أمام الشاحنات المحَمَّلة بالنفايات، ولا سيّما منها شاحنات «سوكلين».

خطّة موقّتة لبيروت

مِن جهته، كشفَ رئيس بلدية بيروت بلال حمد لـ»الجمهورية» أنّ البلدية تعمل مع وزير البيئة وبالتنسيق مع رئيس الحكومة على اعتماد معالجة مؤقّتة لنفايات بيروت، لا تستنِد إلى فكرة التوزيع على المطامر القائمة في المناطق، أو التصدير إلى تركيا، كما تردّد. ورفضَ حمد الإفصاح عن الخطوط العريضة للخطّة المؤقّتة، في اعتبار أنّ سلام خارج البلاد «وعندما يعود سيتولّى وزير البيئة الإعلان عنها».

في غضون ذلك، أكّدَت مصادر في شركة «سوكلين» لـ»الجمهورية» أنّ الشركة توقّفَت أمس عن جمعِ النفايات في بيروت وجبل لبنان، لأنّ مركزَي المعالجة والفرز في العمروسية والكرنتينا فَقَدا القدرة الاستيعابية. وأشارَت إلى أنّ «سوكلين» ستستمرّ في أعمال الكنس التي لا تنتج عنها كمّيات نفايات كبيرة. وشَدّدت على أنّها لم تتبلّغ بعد مِن مجلس الإنماء والإعمار أو وزارة البيئة أيّ تعليمات.

بدَورِه، قال رئيس اتّحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل لـ«الجمهورية» إنّ «الحكومة فاجأتنا بأزمة النفايات، ولا حلَّ حتى اليوم. وقد دعونا إلى جلسة الاثنين المقبل للبحث في الموضوع وطرح الأماكن الممكنة لطمر النفايات، عِلماً أنّ هذه العملية هي من مسؤوليّات الدولة ومجلس الإنماء والإعمار».

الحريري ـ جعجع

وفي الحراك السياسي، بَرز أمس اللقاء الذي عقِد في جدّة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وتمَّ خلاله عرض لآخر التطوّرات في لبنان والمنطقة. وقد جاء هذا اللقاء في ختام سلسلة لقاءات عَقدها جعجع مع عدد من المسؤولين السعوديين الكبار، وفي مقدّمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

«
الكتائب»

على صعيد آخر، علمَت «الجمهورية» أنّ المكتب السياسي الكتائبي الجديد عيَّنَ أمس، بناءً لاقتراح رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، المحامي رفيق غانم أميناً عاماً للحزب خَلفاً للأمين العام السابق ميشال الخوري، والمحامي ساسين ساسين رئيساً لمجلس الإعلام في الحزب خَلفاً للدكتور جورج يزبك.

الاتّفاق النووي

نوَوياً، سَلكَ الاتفاق النووي بين إيران والدوَل الغربية أمس دربَه الشرعيّ والقانوني الدولي، بَعد تصويت مجلس الأمن الدولي عليه بالإجماع بقرارٍ حملَ الرقم 2231، مُعبِّداً بذلك الطريقَ أمام رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران والمفروضة عليها منذ سنوات.

وأعلنَ الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ قرار الأمم المتحدة رسالةٌ بأنّ الاتفاق النووي «أقوى وسيلة لضمان أن لا تحصل إيران على سلاح نووي». وأكّدَت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور استعدادَ بلادِها «للعودة إلى خيار فرضِ العقوبات مجدّداً على طهران، في حال لم تلتزم الحكومة الإيرانية تطبيقَ بنود الاتفاق».

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، أعلنَ بَعد لقائه أمس نظيرَه الإسرائيلي موشي يعالون «أنّ الاتفاق النووي لا يَمنع الولايات المتحدة من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة، لمنعِ طهران من حيازة القنبلة الذرّية».

أمّا يعالون فرأى «أنّ الاتّفاق يضرّ بمصالح إسرائيل الأمنية، «خصوصاً الأموال التي ستدخل الخزينة الإيرانية بعد رفعِ الحصار عنها والتي ستحوَّل إلى «حزب الله» والمنظّمات المعادية لإسرائيل».

ومِن جهته اعتبَر نتنياهو أنّ قرار مجلس الأمن «ليس نهاية المطاف»، واصِفاً القرار الأممي بـ»النِفاق»، وقال: «ما دامَت العقوبات التي فرضَها الكونغرس الأميركي على إيران ساريةَ المفعول فمِن شأن ذلك أن يدفعَ طهران إلى تقديم تنازلات وليس فقط تلقّيها».

طهران

وفي أوّل تعليق لها على قرار مجلس الأمن الدولي، أكّدت وزارة الخارجية الإيرانية «أنّ إعادة فرضِ العقوبات تعني عدمَ التزام الأطراف الأخرى، وهذا يَجعل إيران الإسلامية في حِلٍّ مِن تعهّداتها»، مشدّدةً على «أنّ الاتفاق النووي ينصّ على عدم فرضِ، أو إعادة فرضِ عقوبات، أو قيود من قبَل الاتحاد الأوروبي وأميركا»

وقد ردَّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف على التهديدات الأميركية باستخدام الخیار العسكري ضدّ بلاده، وقال: «إنّ الذین لا زالوا یتحدّثون عن استخدام القوّة بَعد الاتفاق في فیینّا لا یمتلكون القدرات والطاقات المناسبة لإدارة الديبلوماسیة وتقویتِها وترسیخِها».

ومن جهتِه، رفضَ قائد «الحرَس الثوري الإيراني» اللواء محمد علي جعفري أيَّ قرار يصادق عليه مجلس الأمن الدولي يَقضي بوضع قيود على القدرات التسليحية لبلادِه، واعتبَر أن «لا قيمة له أبداً»، مؤكّداً أنّ أيّ قرار يتعارض مع الخطوط الحمرِ لإيران يَفتقد إلى الصدقية».

وكان الاتّحاد الأوروبي صادقَ على الاتفاق النووي، ووصَفَ وزراء الخارجية الأوروبيّون هذا الاتفاق بأنّه اتّفاق متوازن لن تحصلَ إيران بموجبه على قنبلة ذرّية.
 
«خلية أزمة» في براغ اليوم.. ووزير الخارجية التشيكي يتصل بباسيل مستفسراً عن المفقودين
مجلس الوزراء: لا حلّ في الأفق
المستقبل..
على ضفة المشاورات السياسية المهتمّة بتحصين الساحة الداخلية وتمتين شبكة الأمان الوطنية والمؤسساتية في مواجهة الأخطار والمستجدات الداهمة من المحيط، برز أمس اللقاء الذي عُقد بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في المملكة العربية السعودية حيث أوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه استقبل جعجع في دارته بجدة «وتناول اللقاء عرضاً لآخر التطورات في لبنان والمنطقة». في حين أعلنت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اجتمع بجعجع مساءً واستعرض معه مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية. أما على مستوى الأزمة الحكومية المفتعَلة تعطيلاً وتنكيلاً بإنتاجية مجلس الوزراء، فلا يزال الأفق بلا حل في ضوء استمرار نهج التعنّت والمكابرة المتحكّم والمستحكم بمصالح البلاد والعباد والآخذ في إغراق الوطن بأزمات متناسلة آخرها أزمة تراكم النفايات في شوارع المناطق والأحياء والتي لا بد أنها ستطغى بنداً ساخناً رئيسياً على جلسة «الآلية» الحكومية بعد غد الخميس.

وبُعيد عودة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس من إجازته الخاصة إلى بيروت، اختصرت مصادر حكومية الوضع على بُعد 72 ساعة من انعقاد المجلس بالقول لـ«المستقبل»: «لغاية الآن لا يوجد لا حل ولا اقتراح ولا صيغة ولا تسوية» لأزمة الحكومة، مشيرةً إلى أنّ «الثابت الوحيد حتى الساعة هو ما يقوله الرئيس سلام لكل من يراجعه بشأن جلسة مجلس الوزراء الخميس، لناحية تأكيد عزمه فتح الباب واسعاً أمام إبداء أعضاء مجلس الوزراء وجهات نظرهم حيال آلية العمل الحكومي واستعداده في هذا الإطار لاستنفاد كافة سبل المناقشة في هذا الموضوع إلى أن يشعر بأنّ النقاش بلغ طريقاً مسدودة فسيطلب عندها الانتقال إلى بنود جدول الأعمال».

على صعيد آخر، تتفاعل قضية خطف التشيكيين الخمسة في لبنان حيث وللأسف الشديد «توجد مناطق واسعة في البقاع خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية تتحصن فيها مجموعات خارجة عن القانون» وفق ما جاء في التقرير الذي أعدته وكالة الصحافة الفرنسية عن القضية ولفتت فيه إلى مؤشرات تفيد بوجود ترابط بين فقدان التشيكيين ومسألة توقيف اللبناني علي فياض (يحمل الجنسية الأوكرانية ومستشار سابق لوزير الدفاع الأوكراني لشؤون الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس السابق فكتور يانوكوفيتش) في تشيكيا مع شخصين آخرين في نيسان 2014 بتهمة «محاولة بيع أسلحة الى «الفارك» (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) مصدرها أوكرانيا، بقيمة 160 مليون دولار يتم تمويلها من أرباح الاتجار بالمخدرات».

وعشية انعقاد «خلية أزمة» في مقر وزارة الخارجية التشيكية في براغ اليوم لمتابعة مستجدات القضية على أن يليها مؤتمر صحافي حول الموضوع وفق ما أوضحت المتحدثة باسم الوزارة ميكاييلا لاغرونوفا، أعلن وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك أن الاتصالات مستمرة مع الحكومة اللبنانية وأجهزتها الأمنية من أجل الكشف عن موقع وجود التشيكيين الخمسة، مؤكداً لتلفزيون بلاده «التعاون بشكل جيّد مع الحكومة اللبنانية التي تتولى قيادة العملية العسكرية والأمنية بحثاً عن المفقودين».

زاوراليك يتصل بباسيل

بدورها، أكدت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية لـ«المستقبل» أنّ وزير الخارجية التشيكي اتصل بنظيره اللبناني جبران باسيل مستفسراً عن مصير رعايا بلاده الخمسة المفقودين، ناقلةً عن باسيل أنه طمأن خلال الاتصال زاوراليك إلى كون «الدولة اللبنانية تتابع الموضوع باهتمام بالغ وتبذل عبر مختلف الأجهزة الرسمية جهوداً حثيثة لكشف مصيرهم».

ابراهيم ينتظر «رداً قريباً»

تزامناً، كشفت مصادر خلية الأزمة اللبنانية المعنية بمتابعة قضية العسكريين المخطوفين لـ«المستقبل» أنّ «المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ينتظر رداً قريباً من الوسيط القطري بشأن مستجدات المفاوضات الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على عملية التبادل المزمع إنجازها لتحرير العسكريين الأسرى لدى تنظيم جبهة النصرة».

وإذ أوضحت أنّ ابراهيم عاد من الدوحة حاملاً «أجواء إيجابية» تؤكد إعادة «تفعيل قنوات التواصل بين القطريين وخاطفي العسكريين»، أشارت المصادر في هذا السياق إلى أنّ الوسيط القطري سيزور تركيا لاستكمال المفاوضات الهادفة إلى إتمام صفقة التبادل مع الخاطفين، لافتةً إلى أنّ الجانب اللبناني يترقب حالياً نتائج هذه الزيارة بعد أن أتمّ من ناحيته ما يقع على عاتقه في إطار التحضير لهذه الصفقة.
 
هولاند كلّف فابيوس بحث الرئاسة اللبنانية خلال زيارته طهران في 25 الجاري
الحياة...باريس - رندة تقي الدين 
علمت «الحياة» من مصدر فرنسي مطلع، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلف وزير خارجيته لوران فابيوس، لدى زيارته المرتقبة طهران في ٢٥ تموز (يوليو) الجاري، البحث مع السلطات الإيرانية في الملف الرئاسي اللبناني وجهود إنهاء الشغور في الرئاسة.
وكان تعطيل الانتخابات الرئاسية اللبنانية موضوع بحث خلال استقبال هولاند بعد ظهر أمس، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط ونجله تيمور في قصر الإليزيه، في لقاء وصفته مصادر الرئاسة الفرنسية بأنه «كان بين صديقين أراد الرئيس الفرنسي خلاله التأكيد لتيمور أن عائلته صديقة لفرنسا وأنه يمكنه الاعتماد على صداقتها باستمرار».
ووضع جنبلاط هولاند في صورة الأوضاع الراهنة الصعبة في لبنان، رداً على أسئلة كثيرة من الأخير المهتم بمعرفة ما يجري فيه. وعلمت «الحياة» أن جنبلاط أعطى صورة متشائمة عما يجري، وقال إن الأزمة الاقتصادية تتفاقم وشلل الحكومة خطير، مع احتمال تكرار السيناريو الذي حصل قبل أسبوعين من خلافات داخل مجلس الوزراء، في الجلسة المقبلة المقررة بعد غد الخميس. كما أطلعه على احتمال فتح دورة استثنائية للبرلمان كي يتمكن من الاجتماع لبتّ قضايا مهمة.
وطرح هولاند أسئلة على تيمور جنبلاط حول ماذا ينوي القيام به وكيف سيتولى خلافة أبيه، وهل سيكون في المختارة أو في بيروت. ومما قاله تيمور: «نحن دائماً نعتمد عليكم». وهنأ وليد جنبلاط هولاند على ما قام به بالنسبة الى معالجة أزمة ديون اليونان. وتناول الحديث أيضاً الاشتراكية الدولية وغياب وجوه كبرى عنها، مثل فرنسوا ميتران وهولاند نفسه، والتغيير الذي حصل للشخصيات فيها.
وحضر اللقاء عن الجانب الفرنسي، مستشارا هولاند الرئاسي جاك أوديبيير ولشؤون الشرق الأوسط إيمانويل بون.
 
لا فدية مقابل التشيكيين... للمبادلة بفياض؟
موقع 14 آذار.. خالد موسى
عمليات قتل في وضح النهار. وضرب سكاكين. خطف أجانب وحوادث متفرقة جرت في أيام عيد الفطر، ومن أبرزها مقتل الشاب جورج الريف واختطاف خمسة تشكيين كانوا برفقة لبناني من آل فياض في منطقة كفريا فب البقاع الغربي.
هذه الحادثة أرخت بظلالها على الوضع الأمني في المنطقة بأكملها، خصوصاً ان حدودها الشرقية تئن تحت مطرقة المجموعات المسلحة السورية وسندان تدخل "حزب الله" العسكري في الازمة السورية، وما الى ذلك من انعكاسات أفسحت المجال أمام تنشيط عصابات الخطف مقابل فدية، أو تلك المعنية بتصفية حسابات خاصة على حساب الامن الوطني والاستقرار العام، لتعمل وفق برنامج يحتمل الكثير من التفسيرات لعل أبرزها ضرب الخطة الأمنية التي ينفذها الجيش والقوى الامنية في البقاع، والتي كانت قد اعطت نتائج إيجابية جداً على أكثر من صعيد.
عملية الخطف
وفي تفاصيل الحادثة "الملتبسة"، بحسب ما روت مصادر أمنية بقاعية لموقع "14 آذار" أنه في تمام الساعة الواحدة والنصف من فجر السبت الفائت، عثرت القوى الأمنية على سيارة ميني فان من نوع كيا، تحمل الرقم 102470 وتعود ملكيتها لصائب منير طعان (فياض)، كانت متوقفة بشكل مريب يمين الطريق العام الواقع بين بلدتي كفريا وخربة قنافار في البقاع الغربي. وبعد اتخاذها اجراءات في محيط المنطقة، باشرت القوى الأمنية عملية تفتيش الفان حيث عثرت على خمسة جوازات سفر تعود لأشخاص من التابعية التشيكية وهم: سرفاك جان 25 عاماً، حمصي آدم مواليد 1978، كوفون بارفيل مواليد 1970، دوبلس ميرسكلاف مواليد 1968، وبيسيك ماليين مواليد 1970، وكاميرا تلفزيونية كبيرة، وثانية فوتوغرافية نوع نيكون للمحترفين، وثالثة عادية نوع نيكون ايضاً. كما عثرت داخل الفان على عملات لبنانية وأجنبية هي بالتفصيل: 105 آلاف ليرة لبنانية، ورقتان نقديتان من فئة 500 و200 كورون، ورقة نقدية من فئة 50 يورو، جاكيت لون بيج، جهاز ذاكرة متطور، سنسال وخاتم فضيان، يو أس بي، ومحفظة جيب سوداء اللون".
سائق الفان ودوره في العملية
مصادر أمنية، كشفت لموقع "14 آذار"، عن أن " سائق الفان صائب، هو شقيق علي فياض الموقوف منذ سنة ونيف في تشيكيا بتهمة تجارة الاسلحة، وعملية توقيفه تمت بناء على طلب من الولايات المتحدة الاميركية"، مشيرة الى أن "التشيكيين الخمسة يزورون لبنان للمرة الثالثة على التوالي، وفي كل مرة كان طعان يستضيفهم ويتحرك معهم وتردد أن بينهم محامي يتولى الدفاع عن علي طعان في تشيكيا، وإعلاميين يتابعان ملفه عبر وسائل اعلام تشيكية".
مبادلة المخطوفين
وشددت على أن "المراد من عملية خطف التشيكيين الخمسة، ليس فدية مالية، بل لمبادلتهم مع الموقوف في تشيكيا علي فياض والذي كان يعمل في فترة سابقة كمستشار لوزير الدفاع، وهو متهم بأنه يتاجر بالسلاح لمصلحة "حزب الله" بناء على عدد من البرقيات الأميركية"، مشيرة الى أن "الخاطفين أرادو من ترك جوزات السفر في السيارة توجيه رسائل أن المخطوفين بخير وهم لدينا وهذا ما يدل على حرفية المجموعات التي قامت بالعملية".
من جهتها، نفت مصادر بقاعية في حديث لموقعنا أن "يكون من بين المخطوفين أي أمني بلباس صحافي، وهذا محاولة لتبرير فعلة الخاطفين". ولم تستبعد " فرضية إمكان نقل هؤلاء المخطوفين الى إحدى القرى الجنوبية الحدودية"، لفتت الى أن "هذه العملية اتت بعد ساعات على افراج عصابة خطف منظم عن مدير العلاقات العامة في بنك "الموارد" محمد ابو جخ بعد دفع ذويه فدية مالية، وعملية الافراج تمت في منطقة بريتال ـ الطيبة"، معتبرة أن " هذه العملية أعادت الى أذهان البقاعيين قضية خطف الإستنويين السبعة، كما أعادت إلى الأذهان الى الوضع الأمني في المنطقة وستترك حكماً تداعياتها على السواد الأعظم من المغتربين البقاعيين الذين عادة ما يتوافدون الى قراهم الأم في مثل هذا الوقت من الصيف خصوصاً منهم أبناء قرى البقاع الغربي وراشيا".
 
.. وغابت «الملائكة» عن سماء «حزب الله»
المستقبل...علي الحسيني
لم يتطابق حقل معركة الزبداني التي كان قد بدأها «حزب الله» منذ شهر تقريباً مع حسابات بيدره، فالحزب الذي اراد الهروب من مآزق حرب طويلة تستنزف عناصره بشكل يومي في دمشق والقلمون، قرّر القفز إلى الامام عبر معركة لم يُعد لها بالشكل المطلوب ولم يختر التوقيت المناسب لخوضها، فسقط في شرّ التبعية من دون أن يُحقق «نصرا» أراد أن يُهديه لجمهور متعطش إلى زمن الإنتصارات.

يعجز «حزب الله» عن احداث خرق ملموس على جبهة «القلمون»، فلا الوعود بالنصر تحقّقت، ولا قضم المساحات آتت أكلها حتّى اصبح وضع عناصره أشبه بمركب تائه في عرض البحر تتقاذفه الأمواج العاتية من جهة إلى اخرى، وخطط نقل العناصر بين الجبهات لا تعني سوى مزيد من الخسارة، لكنها تبقى إجراءات ضرورية يهدف الحزب من ورائها، الى تخفيف حدة توتر عناصره وإن كان الموت يُحاصرهم في كل مكان يذهبون اليه.

قد يسأل البعض عن سر فتح معركة «الزبداني» في هذا التوقيت بالذات وخصوصاً أنها بلدة مُحاصرة منذ سنتين تقريباً. وقد يستغرب البعض فتح الحزب ممرات للعديد من العناصر المسلحة التي كان يُقاتلها في القلمون بإتجاه الزبداني، ثم إنقلابه على إتفاقات سابقة كان آخرها مع الفصائل المسلحة داخل البلدة والتي قضت بعدم تعرضه مع جيش النظام لها، مقابل عدم استهدافها طريق عام دمشق - بيروت وعدم قطع مجاري المياه عن العاصمة السورية.

إنقضاض «حزب الله» على الإتفاقية غير المُعلنة مع مُسلحي الزبداني جاء نتيجة تخبطه في «القلمون» و»الغوطة» الشرقية إضافة إلى سقوط المئات من عناصره في فترة قصيرة قياساً مع مدة تدخله في الحرب السورية من دون أن يُحرز أي تقدم لا في الميدان ولا في نفوس عناصره الذين ابتلعت بعضهم جبال المنطقة ووديانها. وكان أحد ضباط النظام فصّل عبر وسيلة اعلامية تابعة للحزب، كيف لجأ المسلحون إلى حيلة إشعال نيران كالتي أشعلتها عناصر النظام والحزب في بعض مناطق القلمون، كدليل للعناصر الذين تاهوا بعد هجوم مضاد نفذه المسلحون ضدهم، ما جعل من هؤلاء صيدا سهلا للقتل والأسر، بعد لجوئهم إلى أماكن تواجد المسلحين عن طريق الخطأ.

تأفف بيئة «حزب الله» الممتدة من الضاحية الجنوبية إلى الجنوب فالبقاع، ينعكس بطبيعة الحال عامل توتر على قيادة الحزب وعلى سير معاركها في سوريا، فجمهور الحزب يطالب بإنجازات فعليّة تمكّنه من غض الطرف الى حد ما عن النعوش التي يستقبلها على الدوام، وعن الجرحى الذين توصف حالاتهم بالحرجة لدرجة تجعل من بعضهم يتمنون لو أنهم «إسشتهدوا»، كما هو حال عنصر من عائلة فرحات، كان فقد نظره ورجليه ويده اليُمنى بلغم أرضي في الغوطة، في ظل عجز من الأهل عن فعل أي أمر يُمكن ان يُهدئ من حالة ولدهم.

يكتوي «حزب الله» بنار حروب يُلاحقها هو من مكان إلى آخر ويتبرّع بقتل عناصره بالمجان في سبيل قضايا لا تعود عليه بالنفع ولا بالفائدة ولا على أبناء طائفته. شبح الموت يخطف منه خيرة «الشباب» ويُحاصر بيئته من الجهات كافة. يُقابل هذا كله صرخات ألم ترتد إلى مطلقيها بصناديق خشبية تروي حكاية عائلات دفعت من عمرها ولحمها الحي، لتحافظ على أبناء أخذهم «الواجب الجهادي» وخلّف وراءه أيتاماً وأرامل، ودموع أمهات يتحرقن شوقاً لعودة أبنائهن وينتظرن عند عتبات المنازل، في وقت تقوم عائلات سورية كانت تدعم النظام، ببيع منازلها في مناطق الساحل خوفاً على حياة أبنائها.

الأمر المستغرب في الحرب التي يخوضها «حزب الله» اليوم في سوريا، أن «لا ملائكة تقاتل الى جانب عناصره على غرار الحرب التي خاضها ضد اسرائيل في تموز 2006«، بحسب إدعاءاته حينها، يومها كانت تُنسج الروايات وتُختلق القصص عن «ملائكة» ساهمت بـ»النصر» إلى جانب المقاتلين، وعن عنصر «انطلقت صليات صواريخ راجمته وحدها صوب المستعمرات بعدما عجز هو عن تنفيذ المُهمّة بعد تعرّضه لإصابة بالغة في يده«، وغيرها الكثير من الروايات التي كانت تدل على حجم الحرب وشرعيتها الدينية والسياسية والعسكرية بالنسبة إلى الحزب وجمهوره.

اليوم تغيب كل هذه القصص من البال لأسباب لم يُحدثنا عنها إعلام الحزب الحربي، أقلّه حتى اليوم.

عنصر من «سرايا المقاومة« كان قد اصيب في القلمون منذ سنة، سُمع يتحدث الى مجموعة من أصدقائه عن تلك الفترة، يقول من باب الدعابة: «الحرب في سوريا وتحديدا في القلمون هي عبارة عن صفقات بين جميع الاطراف من ضمنهم حزب الله، وفي حالة كهذه تقف الملائكة على الحياد وتكتفي بالمراقبة وبإحصاء عدد القتلى».
 
«حزب الله» على مفترق «النووي».. وأمن إسرائيل
المستقبل..علي رباح
انتهى «ماراثون» التوقيع على «الاتفاق النووي» بين إيران ومجموعة الـ»5+1». وكما جرت العادة، فإن أصحاب البشرة السوداء والسمراء يملكون القدرة على الركض وإحراز اللقب. هكذا فاز الرئيس الأميركي باراك أوباما باللقب وبكأس «التوقيع»، ليهديه الى «الإصلاحيين» في إيران، أصحاب المشاريع المتمايزة عن مشاريع السيّد علي خامنئي والحرس الثوري. وهكذا، وبدهاءٍ وخبثٍ كبيرين، نجحت الإدارة الأميركية في تحويل الخلاف والسجالات بين إيران والمجتمع الدولي الى صراعٍ داخل البيت الإيراني الواحد.

مشروعان داخل إيران ظهرا بوضوح قبيل وعقب التوقيع على الاتفاق النووي. المشروع الأول يقوده الرئيس حسن روحاني بدعمٍ من الفريق الإصلاحي والمجتمع الدولي، يهدف الى تحسين الاقتصاد الداخلي، لتصبح إيران قوة اقتصادية عظمى (على الطريقة التركية). والمشروع الثاني، يقوده السيّد علي خامنئي مدعوماً من الحرس الثوري داخلياً و«حزب الله إقليمياً، ويهدف الى تصدير الثورة كسبيل لفرض النفوذ، حتى لو جاع الشعب.

شهد يوم السبت الماضي خطابين كانا بمثابة التجسيد الواقعي لهذين المشروعين. خطاب صباحي للسيّد خامنئي، قال فيه إن «الاتفاق النووي مع القوى العظمى لن يغيّر سياسة إيران في مواجهة الغطرسة الأميركية، ولا في دعم إيران لأصدقائها في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن والبحرين». وحديث مسائي للرئيس روحاني، أكد فيه أن «الاتفاق النووي يؤدي الى توثيق العلاقات بين إيران والجيران العرب».

من المؤكد أن الأمر يتعدى تقسيم الأدوار بين رأسَي النظام الإيراني. فإذا نجح مشروع الإصلاحيين، المدعومين من الغرب، فسيشكّل ذلك انتكاسة كبيرة للمحافظين، الساعين الى توسيع حروبهم تمهيداً لفرض النفوذ.

وبين هذين الخطابين والمشروعين، يقف «حزب الله« على مفترق طرق يحدّد مصيره ومستقبله. فكيف يقرأ «حزب الله« الاتفاق النووي؟ وما هو موقفه من تجاذبات البيت الإيراني؟ وما هي هواجسه الفعلية؟

في عام 2013، وعقب انطلاق المفاوضات المباشرة بين إيران و»الشيطان الأكبر»، أطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد نصرالله في خطاب عاشورائي، ليشمت بـ»14 آذار» على اعتبار أن «الأميركيين باعوا جماعتهم». يومها لم يعبّر حديثه عن شماتةٍ بالفريق الآخر بقدر ما كانت رسالة الى إيران التي «لن تبيع جماعتها». وقبل أيام على توقيع الاتفاق، قال السيّد في خطابه بمناسبة يوم القدس إنه «لو أعطوا إيران كل ما تريده في الملف النووي وما لا تحلم به، شريطة اعترافها بوجود دولة إسرائيل، فإن جمهورية الإمام الخميني بقيادة السيّد خامنئي وبحكومتها وبمجلس نوابها، لن توافق على بند من هذا النوع». وعقب التوقيع على النووي، وبينما كانت التجاذبات الإيرانية الداخلية آخذة بالتفاقم، قال مسؤولو حزب الله إن «الحزب بعد النووي هو نفسه حزب الله المقاومة ونصرة فلسطين».

حرص «حزب الله« على التأكيد أن المقاومة باقية وتتمدّد، وبأن فلسطين هي وجهتها، حتى إذا مرّ طريقها في سوريا، ذلك الطريق الذي يبدأ ولا ينتهي. لكن الحزب أثبت أنه مسكون بهواجس الحفاظ على مشروعيته، ليقينه أن دخول إيران في المنظومة الدولية، يعني التزامها بالقرارات الدولية وبالقانون الدولي. أي أن ممارسات «الحرس الثوري«، الذي هو جزء من هيكليته، والمتمثّلة باختراق الحدود وسيادة دول المنطقة، باتت من الخطوط الحمر الدولية. ربما لهذا السبب استشرس «المقاومون» في الأيام القليلة الماضية في الحديث عن سقوط الدولة اللبنانية وضرورة الذهاب الى مؤتمر تأسيسي، علّه يعوّض انتكاسة «مشروعيته» بمكاسب داخلية.

لكن هل تسعى واشنطن بالفعل الى ضرب «حزب الله« وسلاحه؟

على الرغم من خطاب الممانعة المعادي لـ»الشيطان الأكبر»، إلّا أن هذا «الشيطان» لم يعطِ يوماً انطباعاً بأنه ضد تضخّم دور «حزب الله« في الداخل اللبناني. غداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم تعارض واشنطن انتاج توافق دولي عرف بـ»التحالف الرباعي». وأثناء غزوة بيروت في «7 أيار»، كان كثيراً على الموقف الأميركي أن يوصف بالخجول. ما يهم واشنطن، كما تل أبيب، هو أمن إسرائيل. وبعدها لا يهم إن هيمن حزب الله على الدولة اللبنانية، أو حارب السوريين على «طريق القدس». بل على العكس تماماً. قد تعزّز واشنطن دور الحزب في محاربة «الإرهاب والتكفير» في المنطقة. وبذلك تبقى إسرائيل سعيدة لما يجري في المنطقة، كما قال نصرالله في خطابه الأخير، ويُستنزف الحزب في سوريا والمنطقة بعيداً عن القدس وتراب فلسطين. حتى في ذلك مصلحة مشتركة بين الأميركيين ونصرالله، الذي بات يرى أن «الإرهاب» يشكل خطراً وجودياً أكبر من الخطر الإسرائيلي!

من المؤكد حتى اللحظة أن الاتفاق النووي جاء في سياق الطرح «الإصلاحي» على حساب استراتيجية الولي الفقيه الذي عمل سنوات على بنائها. اتفاق يرى فيه اللواء سعيد قاسمي، أحد المحافظين المتشددين المقربين من المرشد، نهاية نظام الولي الفقيه. وبينما يخوص الإصلاحيون والمحافظون صراعاً على مستقبل إيران وليس حاضرها، يقف «حزب الله« على «ضفة النهر» يراقب مرور جثث السلاح ورفاق السلاح.. و»ما باليد حيلة». مرّت جثة الكيماوي السوري، لتلحق بها جثة «السلاح النووي العسكري» الإيراني، وها هو العدو الإسرائيلي يتحدث اليوم عن أن «صواريخ حزب الله أخطر عليه من النووي الإيراني»! فهل تمر جثة «المنظومة الصاروخية» لـ»حزب الله«، الذي بات محكوماً بالالتزام بالقرارات الدولية، كما سيده الإيراني، بعد أن كان يركلها برجله لعقود طويلة؟ المنظومة الإعلامية لحزب الله تُهلّل للاتفاق النووي؟ إن كيد الممانعة عظيم!
 

المصدر: مصادر مختلفة

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,675,525

عدد الزوار: 7,108,923

المتواجدون الآن: 123