حذر إسـرائيلي على الجبهة مع لبـنان وسـوريا: شــرارة واحــدة يـمكـن أن تـشـعل كـل شـيء

تاريخ الإضافة الجمعة 9 تشرين الأول 2009 - 6:45 ص    عدد الزيارات 3845    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

أشار ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي ممن يخدمون في الجبهة الشمالية المحاذية لسوريا ولبنان، إلى شدة التناقضات التي تميز هذه الجبهة.


وأعلن قائد اللواء 300 من فرقة الجليل، العقيد رونين ميرلي، أن «دقائق تفصل بين احتساء القهوة في المكتب وإمكانية وقوع حادث قد يقود إلى حرب». وشدد على أنه «إذا أقدم «حزب الله» على مهاجمتنا فإننا سوف نعيده إلى العصر الحجري».


وذكر تقرير نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» أمس، أن شرارة واحدة يمكن أن تشعل كل شيء وأن الجيش الإسرائيلي قد يجد نفسه مرة أخرى في عمق الأراضي، في ذروة حرب لبنان أخرى وفي سيناريوهات أكثر تطرفا، في حرب مع السوريين. وأشار إلى أن الحوار مع القادة العسكريين على الجبهة الشمالية يشهد على الحافز العالي لصد كل محاولة من جانب لبنان وسوريا للاخلال بالتوازن القائم. وأن التوتر الميداني السائد بعد حرب لبنان الثانية يبلغ الذروة حيث أن «كل جندي يشعر في كل دورية أنه يخرج للمواجهة الكبرى في حياته».


ورافقت مراسلة الصحيفة اثنين من كبار قادة الجيش الاسرائيلي على الجبهة وهما المسؤولان عن متابعة ما يجري هناك. وقالت إن العقيد ميرلي الذي يقود اللواء 300 من فرقة الجليل يدرك حقيقة أن «مكان عمله» يمكن أن ينتقل خلال وقت قصير إلى عمق الأراضي اللبنانية. وهو يقول: إن حادثا كهذا ليس بالأمر الموهوم. إنه ليس هجوم الجيش المصري في العام 1973. وفرضية العمل هذه تدفع الجيش الإسرائيلي إلى تدريبات ومناورات ومداولات قيادية لا تتوقف في صفوف القوات في هذا القطاع الحساس. وهناك تفتيشات مباغتة وزيارات قادة كبار ومناورات للفرق باتت أمرا روتينيا. وهذا الأسبوع أنهت الفرقة 91 دورة في موضوع «حادث مركب»، تغلغل «قوات معادية إلى داخل أراضي إسرائيل، بالترافق مع إطلاق صواريخ مكثف على طول الجبهة».


ويصف العقيد ميرلي الضرر الذي سيوقعه الجيش الإسرائيلي بالطرف الثاني ويقول: هدفنا هو التسبب بأنه في نهاية حادث كهذا سيضطر «حزب الله» لإشعال النار باستخدام شرارات حجارة الصوان. وردنا سيشمل كل ما يمكن أن يخطر بالبال. وأظن أننا ينبغي التسبب لهم برجفات جدية في البدن وقتما يفكرون في أن يطلقوا علينا كاتيوشا. ينبغي لهم أن يموتوا من الخوف. وإذا وقعت الحرب مرة أخرى، ينبغي أن تكون الأخيرة. ينبغي أن نحقق النصر، الحسم المطلق، من النوع الذي يفهم في أعقابه الطرف الآخر أنه في هذا الحي من الشرق الأوسط لا ينبغي لأحد أن يتورط مع قبضاي الحارة.


وتضيف الصحيفة أنه رغم هذه التصريحات لا يبدو أن رد فعل الجيش الإسرائيلي خلال الأعوام الثلاثة بعد انتهاء حرب لبنان الثانية على إطلاق الصواريخ على الجليل الغربي، كان عديم التناسب. فقبل ثلاثة أسابيع أطلقت صواريخ رد عليها الجيش الإسرائيلي بشكل لا يهدف إلى تسخين الجبهة بإطلاق رمزي لـ12 قذيفة. ويشرح العقيد ميرلي أنه «بموجب صلاحياتي بوسعي تفعيل نيران مضادة في مثل هذا الحادث. وأنا أفعل ذلك. ومن ناحيتي فإني أفضل الرد وطلب المعذرة لاحقا عن التقدم بطلب الإذن للرد. ومن أجل إزالة الخطر أنا أفعل كل شيء. حتى إذا تعلق الأمر بالتوغل في قرية وتفكيكها. ينبغي إزالة الخطر عن سكان الشمال.


وحاول العقيد ميرلي غرس نظريته القتالية في أذهان مرؤوسيه بهدف أن تتغلغل وصولا إلى آخر الجنود. ويشير إلى أن «حادث اختطاف (غولدفيسر وريغف) كان بالغ السوء. ولكنه خدمنا لجهة التوتر الميداني في القطاع. ومن المؤلم قول ذلك، ولكن أحداث العام 2006 خدمتني كمثال ملموس أعرضه على الجنود. وحادث الاختطاف جاثم في رأسي. وأنا أحاول أن أخلق لدى الجنود وضعا حتى في المرة الـ30 التي يخرجون فيها في دورية، عليهم التعامل معها كما لو أنها المرة الأولى. مطلوب أن تكون يقظة الجنود بالحد الأقصى».


وحسب ميرلي فإن الجنود في القاطع الذي اختطف فيه الجنود الإسرائيليون استوعبوا دروس 2006: يمكن رؤية أن الجنود الاحتياط يصلون لأداء عمل جدي. والناس تفهم المطلوب منها. إنهم يفهمون أنهم يصلون لوقت قصير، ويقومون بعمل ممتاز.


وتشدد مراسلة «إسرائيل اليوم» في تقريرها على أن الحساسية العملياتية في الجبهة الشمالية تتطلب ليس فقط اليقظة والتوتر العملياتي، وإنما كذلك تشخيصا سريعا لكل تحرك، من أجل عدم إشعال المنطقة عبثا. ويؤكد ميرلي على أنه «إذا تواجد مسلح وراء السياج، فإنني لا أطلق النار عليه. إذ يمكن أن يكون من رجال الأمم المتحدة. ولكن إذا حاول اجتياز السياج، فإنني أقول لجنودي أنه يجب أن يموت في مرحلة قطع السياج. فلا أبرياء عبر السياج. «حزب الله» يعيش هنا ومن الواضح لي أن وجهته ليست صوب السلام. إنه يقوم بجمع المعلومات الاستخبارية عنا، وهو يتجول على الأرض ويقوم بالعديد من النشاطات العملانية».


ويعتبر أحد سيناريوهات الرعب التي يتدرب عليها الجيش الإسرائيلي هو اندلاع المواجهات مع سوريا نتيجة اشتعال الجبهة مع لبنان، رغم أن التقديرات في الجيش لا ترى أن ذلك ممكن في المدى القريب. ويشدد قائد لواء الجولان، العقيد أشكول شوكرن، على أنه «رغم ذلك، رأينا هذا العام ازديادا في عدد الأحداث. والأمر يتعلق بمبادرات فردية، ويبدو أن لعملية «الرصاص المسكوب» دورا في ذلك، كما للتصريحات العلنية للقادة من الجانبين».


واعتبر أن هذه الزيادة تجلت على الحدود مع سوريا في أحداث مثل إطلاق ضابط سوري النار على آلية عسكرية إسرائيلية وزرع عبوة ناسفة على السياج وإحباط عدد من عمليات تهريب المخدرات. وقال إنه «قد تقع أحداث محلية رغم أن أيا من الجانبين غير معني بكسر الهدوء. وفي كل الأحوال لا يبدو أن للسوريين مصلحة بالحرب مع إسرائيل في الزمن القريب. وقد توفرت للسوريين فرص وذرائع كافية لتسخين الجبهة في السنوات الأخيرة. وفوجئت بأنهم ضبطوا أنفسهم». وأشارت الصحيفة إلى أن شوكرن يلمح بذلك إلى الغارة الإسرائيلية على موقع سوري في أيلول العام 2007.


وركز شوكرن أيضا على التوتر العملياتي في صفوف قواته. وقال إن «واقع أن الجبهة غير مشتعلة يقود أحيانا إلى استرخاء في صفوف الجنود الذين يقومون بمهام الأمن الجاري». وأنهى حديثه برسالة تهدئة حتى للعائلات في بيوتها


المصدر: جريدة السفير

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,549,894

عدد الزوار: 6,954,549

المتواجدون الآن: 66