غينو إلى بيروت وغايان إلى دمشق للمساهمة في إنجاز التأليف

كتب خليل فليحان:

قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تزخيم تحركه في اتجاه لبنان وسوريا للمساهمة في اعطاء دفع لعملية تشكيل الحكومة، فأوفد الى بيروت مستشاره الخاص هنري غينو الذي وصل ليل امس في زيارة تستمر ثلاثة ايام، على ان يصل الامين العام لقصر الرئاسة الفرنسي كلود غايان الى دمشق غداً الاحد حاملاً رسالة الى الرئيس بشار الاسد، في مهمة متصلة بالملف الحكومي وبملفات اخرى حول العراق وعملية التسوية ورغبة ساركوزي في استضافة المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط واهتمامه بتوحيد الصف الفلسطيني وانهاء المجازر التي ترتكب يومياً تقريباً في العراق. وكانت تلك الملفات قد بحثت في الايام الثلاثة الماضية مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارة العمل التي قام بها بطريق عودته من نيويورك الى دمشق. واللافت ان تحرك غينو وغايان يأتي بعد محادثات المعلم في باريس منتصف الاسبوع الجاري.
وأفادت مصادر ديبلوماسية ان غينو يحمل رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان يسلّمها اليه ظهر اليوم السبت. وفي برنامجه لقاءات اخرى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. صحيح ان غينو يكتب خطابات ساركوزي ويصفونه بأنه "الريشة الرئاسية"، لكن مهمته هذه المرة هي نقل التمني الرئاسي الفرنسي على الذين سيلتقيهم لتسهيل تشكيل الحكومة.
واشارت الى ان غينو سينقل ايضاً اقتراحات معينة في هذا الصدد، وسيؤكد لمحدثيه قلق الرئيس ساركوزي من اي تأخير في تأليف الحكومة وفي وضع عراقيل جديدة في وجه الحريري. ويخشى ايضاً انه اذا لم ينجز ذلك وطالت الازمة الحكومية، فقد يهتزّ الاستقرار السياسي وينعكس ذلك على الاستقرار الامني. وتجدر الاشارة الى ان رئيس الوزراء فرنسوا فيون كان قد زار بيروت الاحد الماضي ممثلاً بلاده في الدورة السادسة للالعاب الفرنكوفونية، لكنه انتهز مناسبة وجوده في لبنان فأجرى مقابلات مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والحكومة وحضهم على التعاون من اجل تأليف الحكومة.
ولفتت الى ان مهمة غايان مع المسؤولين السوريين متابعة نتائج الاتصالات السورية مع اصدقائها من القادة السياسيين اللبنانيين ودعوتهم الى تسهيل تشكيل الحكومة لتولد في مهلة لا تتجاوز العشرة ايام، وبعض المقربين من احد الرؤساء يتوقعونها خلال الاسبوع المقبل دون تحديد موعد زمني نهائي حتى الساعة، مع تكثيف الاتصالات.
وكشفت ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيزور بيروت ايضاً، وتعتبر زيارته ذات رمزية ثقافية باعتبار ان بيروت عاصمة عالمية للكتاب، لكن سيكون لها مضمونها السياسي من خلال الاجتماعات التي سيعقدها مع عدد من الزعماء السياسيين.
واكدت ان ساركوزي يضع كل ثقله في انقاذ عملية التأليف، ولن يوقف تحركاته في اتجاه بيروت ودمشق واي عاصمة عربية او عالمية توصل الافرقاء المتخاصمين الى التفاهم مع الرئيس سليمان ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري على صيغة الحكومة وعلى مشروعها الذي سيترجم في البيان الوزاري.
واعادت الى الاذهان ان ساركوزي كان وراء اقناع الافرقاء بانتخاب رئيس الجمهورية وبانشاء العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وبالتالي فهو لن يوقف زيارات الموفدين لبيروت وسواها قبل ولادة الحكومة.
واعربت عن املها في ان يتجاوب الافرقاء الذين سيتكلم معهم غينو والآخرون الذين ستتكلم معهم دمشق في انضاج الحكومة في اقصر مدة ممكنة لمواجهة العديد من الاستحقاقات وترسيخ تألق دور لبنان الديبلوماسي الذي سينتخب عضواً غير دائم لدى مجلس الامن لمدة سنتين ابتداء من الاول من كانون الثاني المقبل 2010.
وحذّرت من خطورة التمسك بالمطالب السابقة لبعض اركان المعارضة التي ادت الى اعتذار الحريري الشهر الماضي او استبدال تلك المطالب بأخرى غير قابلة للتنفيذ وعدم تمسك هذا الفريق بهذه الحقيبة دون سواها.