حزب الله يتحمل مسؤولية إفلاس عزالدين ويقيّم الخسائر

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 أيلول 2009 - 7:07 ص    عدد الزيارات 3571    التعليقات 0    القسم محلية

        


طارق نجم ::

نشرت صحيفة النيويورك تايمز تحقيقاً أجراه "روبرت وارث" عن فضيحة الإفلاس التي طالت رجل الأعمال اللبناني المقرب من حزب الله صلاح عزالدين. أجرى الكاتب خلال التحقيق مقابلة مع أحد المستثمرين الجنوبيين الكبار من بلدة طورا الذين وظفوا أموالهم وأموال غيرهم من سكان القرى المجاورة في مشاريع عزالدين. وهذا هو نص التحقيق.

أنها تسونامي وحزب الله كان الضمانة

جلس المستثمر، وهو رجل ممتلئ الجسم يرتدي قميصا رمادياً، على كرسي من البلاستيك في متجره وتنهد، غير قادر على شرح كيف أن مدخراته قد تبخرت في الهواء. "انها كارثة إنها تسونامي" ، قالها بحسرة "هناك بعض المزارعين الذين رهنوا حقولهم كي يأتوا بالمال ليسثمروه. آخرون باعوا أرضا ورثوها عن آبائهم. المعلمون تخلوا عن كل مدخراتهم. أما الاشخاص الكبار في السنّ فقد فقدوا كل ما لديهم. "

فوفق ما ذكرت السلطات القضائية، يبدو أن المال اختفى بكل بساطة ضمن أحد أكبر الإفلاسات التي طالت المجتمع اللبناني. وقد تمّ توجيه تهمة الاحتيال لمن سمي في الصحف المحلية بـ" مادوف اللبناني"، وهو رجل الأعمال صلاح عز الدين.

هذا الإفلاس أظهر الصلات الوثيقة التي تربط السيد عز الدين بحزب الله. فالعديد من المستثمرين، ومعظمهم من الشيعة الذين يعيشون في بيروت والقرى الجنوبية، يقولون أن هذه الصلات مع الحزب هي سبب قبولهم المخاطرة بإستثمار أموالهم مع رجل يقدم 40 و50 % من الارباح دون وثائق تثبت ذلك.

هذه الفضيحة المالية أحرجت حزب الله، الذي يفتخر بسمعته ويباهي بورعه وتقواه. كما أن هذه الحادثة تظهر أيضا كيف أن شيعة لبنان، على الرغم من تحررهم من الفقر والاقطاع خلال العقود الأخيرة، إلا أنهم ما زالوا يشكلون حالة منفصلة وقائمة بحدّ ذاتها. فواقع عدم ثقتهم بالمؤسسات اللبنانية المتعارف عليها، ساعد على اذكاء صعود حزب الله كدولة داخل الدولة، كما جعلهم عرضة للإختراق من خلال السيد عز الدين.

"تلقينا ضمانات كانت أقوى من أي مصرف " على حدّ ما قاله هذا المستثمر المرتبط بعزالدين، والذي على غرار الكثيرين قرر التكلم عن الموضوع بشرط عدم الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام. وردا على سؤال عما إذا كان يقصد حزب الله، امتنع عن الإجابة.

نصرالله: نحن مسؤولون عملياً عما جرى

السيد عز الدين، 49 عاما، ما زال شخصية غامضة. فهو معروف بأنه صاحب دار الهادي، وهي دار نشر متخصصة في مجال الكتب الدينية، وتتخذ من الضاحية الجنوبية لبيروت مقراً لها. وفي الآونة الأخيرة، وبالتحديد عام 2007، أسس شركة "مستثمر"، وهي مؤسسة مالية مقرها في بيروت يتمحور عملها الأساسي حول إدارة الأموال. وأشتهر "الحاج عز الدين" بأنه رجل متديّن وصاحب الكثير من المشاريع الخيرية، وله قدرة هائلة على إكتساب الصداقات.

الامين العام لحزب الله حسن نصر الله نفى في خطاب القاه الاسبوع الماضي ان يكون للحزب أي اتصال رسمي بالسيد عز الدين. ولكن بعد بضعة أيام ، خلال حفل إفطار رمضاني وأمام عدد من أنصار حزب الله، ظهر فيه على شريط فيديو مسجل، أقرّ السيد حسن نصر الله ان الحزب مسؤول عملياً عن نتائج ما حصل، وقال انه أنشأ ما سماه "خلية أزمة" لتقييم خسائر كل مستثمر. وقد فقد العديد من مسؤولي حزب الله أموالهم، في حين قام أحدهم برفع دعوى قضائية ضد السيد عز الدين. وقد ظهرت الكثير من الدعوات المطالبة حزب الله بالتعويض للمستثمرين.

حتى الآن، فإن الحزب قال انه لن يقوم بتقديم التعويضات، ومن السهل معرفة السبب. فالخسائر التي طالت أوساط الشيعة في الجنوب وحدهم قد تصل إلى مئات الملايين، في وقت لا زال فيه حزب الله يجهد من أجل إعادة بناء المنازل التي دمرت خلال الحرب التي استمرت لفترة شهر مع اسرائيل في عام 2006.

الواقع المرّ لأموال صارت أثراً بعد عين

السيد عز الدين، هو حالياً في السجن بانتظار المحاكمة، كان قد استثمر في تجارة المعادن والنفط والسلع الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط، وفقاً لعدد من الاشخاص الذين عرفوه.

وذكر المستثمر الجنوبي حول ذلك "إن النشاط الأساسي لعزالدين كان الذهب والفولاذ والحديد، حيث كنت أجمع مساهمات عشرات أو حتى مئات من القرويين وثم أقدمها بحزمة من 100،000 دولار الى 500،000 دولار باعتبارها استثمارا واحداً. و في كل مرة، أقدم هذا المبلغ إلى أحد معاوني عزالدين في حقيبة، كانوا يعطونني شيكاً بالمبلغ نفسه."

وتابع حديثه وانحنى إلى الأمام ليخرج هاتفه المحمول ويكشف عن صورة لديه عن أكوام مرصوصة من المال من فئة 100 دولار. ويعدد المشاريع، من الزيركون، للتيتانيوم، النفط الافريقي، وبدأ يضحك بحزن.

اثنان من أصدقائه جالسين قبالته في متجره قد خسرا أموالهما مع السيد عز الدين يضحك معه بمرارة. ليصمت الجميع بعد حين محاولين كبت دموع تشكلت في زوايا عيونهم. "كنا أول من علمنا بخبر الإفلاس، فالتقينا في المسجد، وعشنا حالة هستيرية من الضحك لمدة 24 ساعة" بحسب المستثمر الذي إستعاد رصانته مرة أخرى.

"أنا أرويه لك على انها مجرد قصة ولكن بالنسبة لنا، هي واقع صعب للغاية. نحن نتوقع ظهور الكثير من المشاكل الأسرية والاجتماعية. فهناك الاخوة الذين اقترضوا من المال أقربائهم وانا شخصياً رهنت مبناً أملكه كي أموّل إستثماري".

الولاء للحزب والإتهام لأمريكا وإسرائيل

لا يزال ملتبساً ما حدث لهذه الأموال، وفقاً لمسؤول قضائي على معرفة بالقضية وقد تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. الحجم الكامل لعملية الاحتيال لا يزال غير واضحاً، ولكن المسؤول القضائي قدر أن المبلغ يتجاوز 1 بليون دولار. الغريب أن بعض المستثمرين لا يزال يدافع عن السيد عز الدين. فالولاء العميق لحزب الله قد ساعد في هذه كارثة ومنع العديد من الضحايا من التقدم بالشكوى.

في معروب، القرية التي تبعد بضعة كيلومترات من طورا، حيث نشأ السيد عز الدين، الكثير من السكان المحليين يعرفون تقواه، فهو رجل محبب إستعمل المال لبناء المسجد الجديد الجميل في القرية منذ بضع سنوات.
وفي بعض الحالات كانت السذاجة المالية قد لعبت دورها لمساعدة السيد عز الدين على جرائمه. مصطفى فنيش، هو سائق تاكسي 54 عاماً، قال انه استثمر 10،000 دولار مع السيد عز الدين، وتلقى 80% أرباحاً على استثماره، أي 8،000 دولار ولكنه لم يتلق المبلغ الأساسي الذي إستثمره. وهو يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل، على حدّ قوله بأنهما وراء ما حصل لعزالدين عندما ظهر مدى قربه من حزب الله."

على الرغم من أن الفضيحة لن تؤثر على الاقتصاد اللبناني، لكنها تخلق مشاكل حقيقية في المجتمع الشيعي، حيث ان بعض اصحاب العقارات الكبرى ورجال الأعمال قد إستدانوا لتمويل الاستثمارات.
المصدر : خاص موقع 14 آذار


المصدر: موقع 14 آذار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,160,201

عدد الزوار: 6,757,978

المتواجدون الآن: 120