تحذيرات من كارثة إنسانية في الموصل و«جيش النقشبندية» يرفض تهجير المسيحيين

عدم التوافق السياسي يعرقل انتخاب الرئيس العراقي...بغداد تطالب الأردن بتسليمها مشاركين في مؤتمر القوى السنية بعمان

تاريخ الإضافة الخميس 24 تموز 2014 - 7:55 ص    عدد الزيارات 1729    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

عدم التوافق السياسي يعرقل انتخاب الرئيس العراقي
بغداد – «الحياة»
يعقد البرلمان العراقي اليوم جلسة مخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، وبلغ عدد المتقدمين لشغل هذا المنصب 100 مرشح، بينهم نواب ومواطنون عاديون. ويتوقع أن تؤجل الجلسة بسبب عدم التوافق بين الكتل السياسية على مرشح واحد، فضلاً عن عدم الاتفاق بين أجنحة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي عليه، حسب العرف، اختيار الرئيس من قادته.
وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال مؤتمر صحافي أمس إن الجلسة «تعقد من دون توافقات سياسية»، ورجح أن «يتم الانتهاء من المرحلة الثانية لبناء الدولة غداً (اليوم) بعد أن أنجزت الخطوة التشريعية الأولى بانتخاب رئيس مجلس النواب»، ولفت إلى أنه «سيتم استعراض السير الذاتية لجميع المرشحين، وسيكون لكل عضو الحرية الكاملة في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب». وأوضح أن «رئاسة البرلمان بعثت بكتب إلى الدوائر المختصة لتحصل على أجوبة وافية عن سير جميع المرشحين».
إلى ذلك، استبعد النائب عن ائتلاف «متحدون للإصلاح» رعد الدهلكي «حسم اختيار رئيس الجمهورية اليوم». وقال لـ «الحياة» إن «الجلسة غير واضحة، خصوصاً أن هناك كتلاً لم تتفق على تسمية مرشحها، فضلاً عن أن عدد المرشحين بالعشرات».
على صعيد آخر، هدد المسؤول في «كتائب حزب الله- العراق» عباس المحمداوي بقصف مواقع داخل الأراضي السعودية، داعياً الى إغلاق «السفارتين الأميركية والتركية في بغداد خلال خمسة أيام، قبل أن يتم قصفهما».
وقال المحمداوي، في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه: «نحن لا نعتب على المحسوبين على الوسط السياسي في العراق في ما يتعرض له الشعب من سنة وشيعة من قتل وحشي، وما يتعرض له المسيحيون على وجه الخصوص في الموصل من قتل ممنهج وتهجير وسلب للأموال والممتلكات، لكننا نود أن نذكّرهم (المسؤولين) إن نفعت الذكرى، ونعيد الى أذهانهم تصريحاتنا قبل أكثر من عامين، عندما حذّرنا من حجم المؤامرة الداخلية التي يعد (رئيس إقليم كردستان) مسعود بارزاني أحد أقطابها، والمؤامرة الخارجية... إلا أن القليلين فقط من السياسيين في ذلك الوقت استوعبوا حجم الخطر».
وأضاف: «بات لزاماً علينا نحن في كتائب حزب الله أن نردع أعداء العراق... من خلال تنفيذ هجمات صاروخية... خلال الأيام المقبلة، وبعدها سيحاسب كل خائن على ما اقترفت يداه في الموصل وكركوك وصلاح الدين، وأولهم مسعود بارزاني».
وتابع: «على بارزاني ألا يقول إنه كردي أو عراقي، لأنه عدو للأمة الإسلامية برمتها، وأدعو الشيخ قيس الخزعلي (زعيم عصائب أهل الحق) أن لا يكون متحدثاً أمام الإعلام فقط، بل عليه أن يتوجه نحو أعداء العراق الخارجيين، وإذا كان المسؤولون في الحكومة العراقية جادين في حرصهم على سيادة العراق وسلامة شعبه (عليهم) أن يباشروا بإغلاق السفارتين الأميركية والتركية فوراً خلال مدة أقصاها خمسة أيام قبل أن يتم قصفهما في المنطقة الخضراء، ونرجو ممن يسكنون قرب هاتين السفارتين إخلاء منازلهم موقتاً الى حين حسم الأمر حفاظاً على سلامتهم». وأكد مصدر في مستشارية الأمن الوطني لـ «الحياة» أمس، أن «هذه التهديدات تضر بسمعة العراق كما أنها دعوة إلى التمرد ضد الدولة بكل مفاصلها، سواء الأمنية أو العسكرية، وهذا ما لا نقبله تحت أي ضغط». ولفت إلى أن «التهديد بتوجيه ضربات صاروخية الى السفارتين الأميركية والتركية محاولة لجذب انتباه الشارع العراقي والرأي العام عما يدور في المحافظات المضطربة، فضلاً عن تهميش الدور الحكومي في معالجة الأزمات».
في غضون ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» أحمد الكناني في تصريح الى «الحياة»: «باعتبارنا جزءاً من العملية السياسية نرى أن مثل هذه التهديدات غير منطقية والمرحلة لا تحتمل ذلك، ما يهمنا هو دحر عصابات داعش وإنهاء وجودها في العراق».
وتابع: «أعتقد بأن العصائب ترجمت رفضها أعداء العراق في شكل عملي من خلال تنفيذها عمليات عسكرية نوعية في مختلف المناطق والمدن ضد داعش وهذا ما لا يمكن نكرانه».
 
الجبوري يؤكد عدم التوافق على انتخاب رئيس للعراق
الحياة...بغداد - بشرى المظفر
أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عدم التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية قبل جلسة اليوم، فيما استبعد نواب حسم المسألة في غياب الاتفاق داخل كتلة «التحالف الكردستاني» على مرشحها.
وقال الجبوري خلال مؤتمر صحافي امس إن «عملية الاقتراع على منصب رئيس الجمهورية التي ستحصل داخل البرلمان يوم غد (اليوم) تخلو من التوافقات بين الكتل السياسية»، ورجح أن «يتم الانتهاء من المرحلة الثانية لبناء الدولة في جلسة الغد (اليوم) بعد أن أنجزت الخطوة التشريعية الأولى عند اختيار رئاسة مجلس النواب»، ولفت إلى أنه «سيتم التحدث عن السير الذاتية لجميع المرشحين وسيكون لكل عضو الحرية الكاملة في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب».
وأوضح أن «رئاسة البرلمان بعثت بكتب إلى الدوائر المختصة لتحصل على الأجوبة عن سير جميع المرشحين»، مؤكداً أنه «لن يتم طرح أي مرشح ما لم تتوافر فيه تلك الشروط».
وعن تجديد ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي، قال الجبوري إنها «لم تدخل في إطار تفاهمات بين الأطراف السياسية»، مشيراً إلى أن «جل ما ينشغل به أقطاب العملية السياسية هو بناء مؤسسة رئاسة الجمهورية».
إلى ذلك، استبعد النائب عن ائتلاف «متحدون للإصلاح» رعد الدهلكي «حسم مسالة اختيار رئيس الجمهورية في جلسة اليوم» وقال لـ «الحياة» إن «الجلسة غير واضحة، خصوصاً أن هناك كتلاً لم تتفق على تسمية مرشحها، فضلاً عن أن هناك عشرات المرشحين». وأشار إلى أن «الجلسة ستشهد الكثير من المماحكات والمناكفات وستكون هناك مفاجآت كبيرة كما حصل في جلسة اختيار رئيس البرلمان». وتوقع عدم انتخاب رئيس.
وعن الأصوات المطالبة بضرورة أن تكون رئاسة الجمهورية للعرب، قال « إن هذه الأصوات تعالت عندما وجدنا الإقليم يذهب إلى تقرير المصير والانفصال ويطالب برئاسة الدولة في الوقت ذاته. كما أن دخول قوات البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها ورفضها الخروج منها أدى إلى انعدام الثقة».
وكان حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني رشح برهم صالح وفؤاد معصوم ويفترض أن تعلن كتلة التحالف الكردستاني التي تضم القوى الكردية اتفاقاً على أحد المرشحين، أو القبول بالتصويت. وقدم نحو 50 عراقياً من داخل البرلمان وخارجه ترشيحاتهم للمنصب.
من جهة أخرى، قال النائب مهدي الحافظ الذي كان أحد المرشحين للمنصب: «سحبت ترشيحي بسبب طريقة الترشح، التي كان يجب أن تكون بشكل مختلف، وهذه عملية غير بسيطة ويجب أن تخضع لضوابط»، وتوقع «عدم حسم مسالة رئيس الجمهورية بسبب الانقسام داخل التحالف الكردستاني الذي لديه 3 مرشحين وهي مشكلة بسيطة لكنها مقلقة لأن التفاهمات القديمة عادت إلى الواجهة من جديد».
وأكد «ضرورة أن يكون رئيس الدولة عربياً ليتلاءم وضع العراق مع الظرف الإقليمي الراهن ولأن العراق بغالبيته العربية جزء من الأمة العربية». وأضاف: «حاولت إقناع الكرد بهذا الأمر إلا أنهم اعتبروا الحديث متأخراً». وتابع أن «الوضع حساس ولا يوجد توافق والمصالحة أصبحت من الماضي، والحل يكمن في إقامة دولة المؤسسات التي لن تنجح ما لم يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب».
 
تحذيرات من كارثة إنسانية في الموصل و«جيش النقشبندية» يرفض تهجير المسيحيين
الحياة...بغداد - عبدالواحد طعمة
حذر بطريرك الكلدان في بابل لويس روفائيل ساكو، من ان ما يجري على المسيحيين في الموصل، «ينذر بكارثة انسانية وحضارية»، وناشد العراقيين في المنظمات الإسلامية المتطرفة احترام الأبرياء العزل كما اوصى القرآن الكريم، فيما رفض تنظيم «جيش النقشبندية» في بيان تهجير المسيحيين، مؤكداً انه يؤمن بالمساواة على أساس المواطنة.
وقال ساكو في مقال نشر على أحد المواقع الكردية إن «استيلاء الجهاديين الإسلاميين على الموصل وإعلانهم دولة إسلامية، وبعد أيام من الترقب، انعكس الأمر سلباً على مسيحيي المدينة والمنطقة المجاورة. وكانت أولى بوادر هذا الانعكاس خطف راهبتين وثلاثة أيتام». وأكد «إطلاقهم بعد 17 يوماً، فاستبشرنا خيراً بهذا التطور واعتبرناه بارقة أمل وانفراجاً. وإذا بنا نفاجأ بآخر المستجدات، وهي توزيع «الدولة الإسلامية» بياناً يدعو فيه المسيحيين صراحة إلى اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون أية أمتعة، وأفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن إلى الدولة الإسلامية».
وتابع: «لا يخفى ما لذلك كله من نتائج وخيمة على التعايش بين الأكثرية والأقليات، بل بين المسلمين أنفسهم، على المدى القريب والبعيد، وإلا فالعراق مقدم على كارثة إنسانية وحضارية وتاريخية».
وتابع: «لذا نطلق نداءنا إليهم حاراً أخوياً ملحاً وخطيراً، ونناشد إخواننا العراقيين الذين معهم أن يعيدوا النظر في استراتيجيتهم، ويحترموا الناس الأبرياء العزل من كافة القوميات والديانات والمذاهب، فالقرآن الكريم يوصي باحترام الأبرياء ولا يدعو إلى الاستيلاء على ممتلكات الناس عنوة، ويجير الأرملة واليتيم والمعدم والأعزل، ويوصي حتى إلى سابع جار».
وزاد: «نهيب بالمسيحيين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة، وأن يحسبوا حساباتهم بشكل جيد، ويفهموا ما يُخطط للمنطقة، ويتكاتفوا بالمحبة، ويتدارسوا معا بتضامن سبل بناء الثقة بأنفسهم وبجيرانهم، والالتفاف حول كنيستهم، وان يصبروا ويتحملوا ويصلوا إلى أن تعبر العاصفة».
من جانبه، أكد محافظ أربيل نوزاد هادي، في بيان امس ان «هناك ضغطاً مادياً وإنسانياً كبيراً على الإقليم، نتيجة قطع الحكومة العراقية حصته من الموازنة»، مشيراً الى أن «عدداً كبيراً من المسيحيين نزحوا إلى محافظة دهوك وتمت استضافتهم وأن حوالي 60 عائلة نزحت إلى محافظة اربيل وتم إسكانها في منطقة عين كاوا والمناطق المحاذية لها»، مؤكدا انه «أوعز إلى كافة الدوائر الحكومية في تلك المناطق بتقديم الخدمات الضرورية لهم ومنها الماء والكهرباء، وبعض المستلزمات الضرورية للعوائل المسيحية النازحة والتي يقدر عددها بأكثر من 350 عائلة»، لافتاً إلى أنه «تم اصدار أمر بإرسال العائلات التي لا تجد مأوى في تلك المناطق نحو أربيل وسنقيم مخيما لإيوائهم بشكل سريع، وفي مخيم بحركة تمت تهيئة المستلزمات الضرورية، لحين إيجاد حل لأوضاعهم المأسوية».
 
نجم الدين كريم.. مرشح للرئاسة يغرد خارج السرب الكردي ومحافظ كركوك والقيادي في حزب طالباني تجمعه علاقة جيدة بالمالكي

أربيل: «الشرق الأوسط» ... اختار نجم الدين عمر كريم، محافظ كركوك والقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني، أن يغرد خارج السرب عندما قرر الترشح فرديا للرئاسة العراقية من دون إعلام حزبه أو برلمان ورئاسة كردستان، رغم أن حزبه تقدم رسميا بمرشحين لهذا المنصب الذي هو من حصة الأكراد حسب العرف السياسي ومن حصة «الاتحاد» ضمن التفاهمات الكردية.
وكريم من مواليد كركوك عام 1949، وهو أول محافظ منتخب لها. أكمل كريم دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في كركوك وتخرج في كلية الطب بالموصل عام 1972. وفي العام ذاته التحق بالحركة الكردية، فانضم إلى قوات البيشمركة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليكمل الدراسات العليا بجامعة جورج واشنطن، ونال الـ«بورد» في جراحة الجملة العصبية، وعمل أستاذا بالجامعة نفسها. وأسس المؤتمر القومي الكردي في أميركا الشمالية عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999.
وبصفته عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ذكر اسم كريم بداية مرشحا منافسا لبرهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية وبدعم من عقيلة الرئيس طالباني، هيرو إبراهيم أحمد. إلا أن الحزب، وبعد عودة طالباني من رحلته العلاجية، سرعان ما تراجع عن ترشيح كريم ليحل محله الدكتور فؤاد معصوم. لكن كريم أصر على ترشحه لهذا المنصب، وقدم أوراقه إلى مجلس النواب العراقي من دون إعلام حزبه. بل أكد كريم في تصريح لشبكة «روداو» الكردية أول من أمس أنه لن يتراجع قط عن ترشحه.
ويرى مراقبون للوضع في كركوك أن كريم استطاع خلال المدة الماضية في عمله محافظا لكركوك أن يحافظ على توازن المدينة من حيث توزيع المشاريع والخدمات، وبينوا أن علاقاته ليست بالسيئة مع كل أطراف المدينة، لذا فإن ابتعاده عن كركوك قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع فيها مرة أخرى.
وكانت آراء كريم مخالفة لما صرح به رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، الشهر الماضي بانتهاء المادة 140 وإجراء الاستفتاء على مصير الكرد في العراق. وقال كريم في حديث لصحيفة «كردستاني نوي» التي يصدرها حزبه إن «أي دعوة لتنظيم الاستفتاء يجب أن تحظى برضا ودعم الجماهير الشعبية وإلا ستفشل»، مضيفا: «تنظيم استفتاء يشمل فقط المكون الكردي لن ينجح ولن يكون له جدوى ولن يتمتع بالشرعية الدولية».
أما عن المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، التي وصفها بارزاني بالمنتهية، فيقول نجم كريم: «من الممكن أن نتقدم بخطوات مهمة نحو تنفيذ المادة 140 وإعادة الحدود الإدارية المشوهة إلى سابق عهدها وتحقيق الأمن والاستقرار للمحافظة ومكوناتها».
وامتاز كريم بمواقفه المعارضة للخندق الذي حفره الإقليم في حدوده مع محافظة كركوك نهاية العام الماضي، ووصفه كريم بأنه يعزل كركوك عن الإقليم وأن وراءه أهدافا سياسية وليست أمنية.
وفي مؤشر آخر على توتر علاقته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني فإن الأخير اعترض على اختيار كريم لترؤس الكتلة الكردية في كركوك لخوض انتخابات البرلمان العراقي في 30 أبريل (نيسان) الماضي فانهارت الكتلة، لكن كريم حصل على أكثر من 150 ألف صوت ليأتي في المرتبة الرابعة على مستوى الأصوات في العراق.
نجم الدين كريم، الذي كان الطبيب الشخصي لطالباني وأشرف على علاجه في ألمانيا والوحيد الذي كان يعطي تصريحات إعلامية حول حالة الرئيس الصحية، يتمتع الآن بعلاقات قوية مع بغداد، خاصة مع شخص رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن كريم زار على رأس وفد من نواب الاتحاد الوطني الكردستاني المالكي بعد التجاذبات التي حدثت في الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد في 1 يوليو (تموز) الحالي، وأنه يحظى بتأييد المالكي وإيران لتولي رئاسة الجمهورية.
 
«البعث» العراقي: «داعش» منظمة إرهابية والمسيحيون جزء أصيل من الوطن
المستقبل....بغداد ـ علي البغدادي
فاجأ حزب البعث العراقي الأوساط السياسية عندما اتخذ موقفاً مغايراً للاعتقاد الذي ساد في الآونة الأخيرة بوجود تحالف يجمعه مع تنظيم «داعش» بعد دخول مقاتلين بعثيين وآخرين منضوين في جيش الطريقة النقشبندية الموالي لزعيم حزب البعث عزة الدوري، الى مدينة الموصل عندما اعتبر «داعش» منظمة» إرهابية و»صنيعة قوى الشر» وتأكيده رفض تهجير المسيحيين.

وقالت القيادة القطرية لحزب البعث في بيان لها إن «تنظيم داعش هو منظمة إرهابية صنيعة قوى الشر وتحمل مشروع إجهاض الثورة الشعبية العارمة التي يشهدها العراق»، مؤكدة أنها «ستقف بوجهها بقوة ولن تسمح لعناصرها التخريبية الغوغائية أن تحبط أمل الخلاص الأخير من إيران وأميركا والخونة التابعين لها».

وشدد البيان بالقول إنه «في الوقت الذي نعلن براءتنا من كل أفعال داعش»، مشيراً إلى أن «المسيحيين يعتبرون جزءاً أصيلاً من هذا الوطن ولن نسمح لأحد أن يكون خنجراً مسموماً بظهر مكونات المجتمع» مؤكداً أن «جرائم تنظيم داعش بدأت تتسع وتتفاقم، وآخرها تهجير المسيحيين من الموصل».

وكان العشرات من المسيحيين غادروا مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من قبل تنظيم «داعش» لرفضهم دفع الجزية.

وسط هذه الأجواء ما زالت الأزمة السياسية تخيم على مجمل المشهد العراقي ولا سيما بعدما تحول منصب الرئيس العراقي الى عقبة أخرى تضاف الى عقدة المرشح لرئاسة الحكومة في ظل احتدام الصراع السياسي وسط شكوك بإمكانية انعقاد جلسة البرلمان اليوم لاختيار الرئيس بسبب كثرة الترشيحات التي بلغت 100 مرشح.

وأعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن جلسة اليوم ستخلو من التوافقات السياسية في عملية الاقتراع الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية بعد تقديم 100 شخصية ترشيحهم لشغل المنصب.

وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان أمس إن «الأطراف السياسية منشغلة بمسألة بناء مؤسسة رئاسة الجمهورية ولم تدخل مسألة ترشيح (رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي لولاية ثالثة في إطار التفاهمات بين هذه الأطراف»، مشيراً الى أنه «بعد اختيار رئاسة البرلمان نتمنى أن ننتهي اليوم من المرحلة الثانية من عوامل بناء الدولة العراقية حيث سننتظر اختيار رئاسة الجمهورية ثم ننتقل بعد ذلك متعاونين في سبيل الانتهاء من المرحلة الثالثة».

وأضاف الجبوري أن «ميزة الجلسة اليوم هي أن عملية الاقتراع على مرشح رئيس الجمهورية ستخلو من التوافقات السياسية»، موضحاً أن «100 شخص رشحوا أنفسهم لرئاسة الجمهورية والمنافسة ستكون مشروعة وسيكون لعضو مجلس النواب الحرية الكاملة لاختيار من يعتقد أنه مناسب لهذا المنصب».

وأخذ الصراع على منصب الرئيس منحى التنافس بين الأكراد أنفسهم من خلال تمسك القيادي الكردي برهم صالح ورئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب فؤاد معصوم برغبتهما بتولي المنصب الرئاسي خلفاً للرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني الذي عاد من العلاج الى مدينته السليمانية بعد نحو سنة ونصف من العلاج في المانيا.

وقال مصدر كردي مطلع إن «نواب التحالف الكردي في البرلمان والبالغ عددهم 62 نائباً سيعقدون اجتماعاً في غضون الساعات التي تسبق الجلسة اليوم للتصويت لصالح أو معصوم» مشيراً الى أن «حظوظ صالح تبدو مرتفعة لتولي منصب رئاسة الجمهورية».

ومن المؤمل أن تشهد جلسة البرلمان العراقي المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية اختيار نائبي الرئيس إذ أعلن ائتلاف متحدون ترشيح رئيسه اسامة النجيفي لمنصب نائب رئيس الجمهورية.

وقالت النائب انتصار الجبوري عن ائتلاف «متحدون» إن ائتلافها «سيحضر جلسة البرلمان المقرر عقدها اليوم»، لافتة الى أنه «تم ترشيح كل من اسامة النجيفي لشغل منصب نائب رئيس الجمهورية وصالح المطلك لشغل منصب نائب رئيس الوزراء»، مشيرة الى أن «المناقشات مع بقية الكتل قائمة بشأن هذا الموضوع ولكن لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي».

وبالرغم من تفضيل طهران لـ4 شخصيات شيعية بارزة لتولي رئاسة الحكومة إلا أن المالكي يحاول خرق قواعد اللعبة الإيرانية بالتمسك بولاية ثالثة مما قد يولد مشاكل عدة خلال الفترة المقبلة لعدم تقبل المحافظات السنية فكرة بقائه فضلاً عن الرفض الكردي القاطع له وامتناع أطراف شيعية مهمة عن اعتباره مرشحاً مقبولاً لرئاسة الحكومة.

وأفاد مصدر سياسي مطلع بأن إيران أبلغت التحالف الوطني الحاكم موافقتها على ترشيح 4 شخصيات شيعية ليس بينها المالكي لشغل منصب رئيس الوزراء للمرحلة المقبلة.

وقال المصدر إن «إيران وافقت على 4 أسماء مرشحة لشغل منصب رئيس الوزراء وأبلغت التحالف الشيعي بذلك خلال زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني للعراق أخيراً» مشيراً الى أن «مفاوضات التحالف الشيعي تشهد الآن طرح أسماء كل من عادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي وابراهيم الجعفري وطارق نجم لمنصب رئيس الوزراء».

وأوضح أن «شمخاني حض المرجعية الشيعية خلال زيارته للنجف على تغيير الشخوص والنهج في تشكيل الحكومة العراقية».

وكان أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني زار العراق أخيراً والتقى بالعديد من زعماء الكتل السياسية ومنهم المالكي.

ويواجه العراق في خضم هذه الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية التي يمر بها تحديات خطيرة قد تقود في ظل اتساع دائرة استهداف الأقليات العرقية أو الدينية الى الفرقة والانقسام والتشظي، ما قد يفتح استيلاء تنظيمات مسلحة من بينها تنظيم «داعش» على مدن وبلدات مهمة في غرب وشرق وشمال العراق والانتهاكات التي تعرضت لها الأقليات الدينية على يد المتطرفين منهم، الباب واسعاً أمام تدخل دولي تحت غطاء إنساني لحماية تلك الأقليات من مخاطر تهدد وجودهم.

وقال علاوي في رسالة وجهها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حصلت «المستقبل» على نسخة منها إنه «من المؤسف حقاً استهداف المسيحيين منذ أن تم إسقاط دولة العراق عام 2003 من قبل الاحتلال (الأميركي) وكذلك النظام الدكتاتوري ومنذ ذاك الحين ومسلسل معاناة المسيحيين في تزايد مريع مما اضطرهم الى الهجرة الجماعية من العراق وهم من سكانه الأصليين الى بلدان الشتات في العالم ورافق هذه الهجرة الاضطرارية واللإنسانية سكوت محزن للمجتمع الدولي فضلاً عن عدم اكتراث بعض الحكام العراقيين الذين لم يبالوا لما يتعرض له المسيحيين» موضحاً أنه «أصبح من واجب الأمم المتحدة أن تدافع عن كل اللاجئين والنازحين ومنهم المسيحيين»، داعياً «المنظمة الدولية الى التدخل الفوري الأممي لإنقاذ المظلومين من الشعب العراقي ومنهم المسيحيين».

من جانبه أدان التحالف المدني الديمقراطي (تحالف نيابي علماني) «النهج الإجرامي» لداعش تجاه المسيحيين.

وقال التحالف في بيان صحافي أمس إن «الفعل الإجرامي لداعش وحلفائها تجاه المسيحيين العراقيين يعد جريمة ضد الإنسانية وفق معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة»، موضحاً أن على «المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية لتوفير الحماية والأمن الإنساني للعوائل المتضررة في مناطق الصراع المسلح».

وفي الملف الأمني قالت الشرطة في بغداد إن «ثلاثة عراقيين قتلوا وأصيب 8 اخرون في انفجار سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق في منطقة النهروان»، فيما أكد مصدر آخر أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أطلقوا النار أمس من أسلحة رشاشة باتجاه نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في ناحية المشاهدة (شمال بغداد) ما أسفر عن مقتل أحد عناصرها وجرح 5 آخرين».

وفي صلاح الدين (شمال بغداد) قالت الشرطة إن «مسلحين هاجموا أمس بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دورية تابعة للمتطوعين في الجيش العراقي لدى مرورها في ناحية دجلة (جنوب تكريت) ما أسفر عن إصابة 10 منهم بجروح»، مشيرة الى أن «6 من المتطوعين في الجيش جرحوا في اشتباكات مع مسلحين في ناحية المعتصم (جنوب سامراء)». وفي نينوى (شمال العراق) أعلن مصدر أمني بأن طائرات حربية شنت، فجر أمس ثلاث غارات على مناطق متفرقة من قضاء البعاج الذي يسيطر عليه تنظيم (داعش) ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 6 اخرين بينهم نساء وأطفال.

وإلى البصرة (أقصى جنوب العراق) أفاد مصدر أمني بأن إمام جامع وثلاثة مصلين سقطوا بين قتيل وجريح واختطف ثلاثة آخرين بهجوم شنه مسلحون على جامعين جنوبي وشمالي البصرة.

واضاف المصدر إن «مسلحين مجهولين اقتحموا فجر أمس جامع مهيجران في قضاء أبو الخصيب (جنوب البصرة) وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة ما أسفر عن مقتل إمام الجامع وأحد المصلين»، مبيناً أن «المسلحين اختطفوا 3 مصلين واقتادوهم معهم»، لافتاً أن»مسلحين مجهولين اقتحموا بعد صلاة التراويح أول من أمس جامع العثمان في منطقة المعقل (شمال البصرة) وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة ما أدى لمقتل أحد المصلين وإصابة آخر بجروح خطرة».
 

السحق والإكراه.. أدوات «داعش» في مسيرته صوب بغداد
التنظيم يعمل أيضا على تحقيق أهدافه بالوسائل النفسية
بغداد: «الشرق الأوسط»

حقق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) نجاحا كبيرا في سحق المقاومة عبر شمال العراق، باستخدام رؤيته الخاصة للقوة الناعمة والقوة الخشنة، حتى إن ما وعد به من الزحف على بغداد ربما لا يكون شجاعة شكلية لا أساس لها في الواقع.

بغداد تطالب الأردن بتسليمها مشاركين في مؤتمر القوى السنية بعمان
من بينهم حارث الضاري وناصر الجنابي وأحمد الدباش
بغداد: «الشرق الأوسط»
أعلنت الحكومة العراقية أنها طلبت من الأردن تسليمها الكثير من الشخصيات السياسية والدينية والعشائرية ممن شاركت في مؤتمر عمّان الأسبوع الماضي المناهض للعملية السياسية بالعراق.

وقال المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، في مؤتمر صحافي عقده ببغداد أمس، إن «هناك إجراءات سياسية حول مؤتمر الأردن، مثلما هناك إجراءات أمنية ضد الذين حضروا، كونهم مطلوبين للقضاء العراقي وفق المادة أربعة إرهاب، ومن بينهم: ناصر الجنابي، وحارث الضاري، وحسن البزاز، وصباح العجيلي، وبشار الفيضي، وأحمد الدباش، وأعضاء بحزب البعث». وأضاف عطا: «نطالب الأردن بتسليمهم للعراق، كما سنصدر مذكرات القبض ونسلمها لـ(الإنتربول) لإلقاء القبض على من تآمروا بشكل صريح ضد العملية السياسية في العراق»، مشيرا إلى أنهم «يريدون العودة مرة أخرى بالبلاد إلى تنفيذ عمليات القتل الجماعي من الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية».

وكان المشاركون في مؤتمر عمان أعلنوا أنهم سيعقدون مؤتمرا ثانيا حول العراق، وأن مؤتمر عمان الذي أطلق عليه «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» كان بمثابة الخطوة التحضيرية لمؤتمر جديد لم يحددوا بعد مكان انعقاده وزمانه.

وكانت الحكومة العراقية قد احتجت على عقد هذا المؤتمر واستدعت سفيرها لدى الأردن، جواد هادي، للتشاور، الذي أعلن بدوره أن الحكومة الأردنية اعتذرت عن استضافة بلادها المؤتمر.

وفي وقت أعلنت بغداد رفضها المؤتمر من منطلق تهديده وحدة العراق وأن غالبية المشاركين فيه «مطلوبون» للقضاء العراقي - فإن المؤتمر لم يحظ بدعم فصائل وقيادات سياسية وعشائرية في الداخل لديها خلافات عميقة مع الحكومة العراقية وبعضها، مثل الشيخ علي حاتم السليمان (رئيس مجلس ثوار العشائر بالأنبار)، مطلوبة للقضاء العراقي. وفي هذا السياق، أكد الشيخ قاسم محمد الكربولي، أحد قادة ثوار العشائر بالأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اعتراضنا على مؤتمر عمان يختلف عن اعتراض الحكومة العراقية عليه، من منطلق أن الحكومة ترى الجميع إرهابيين و(دواعش) وينفذون أجندات خارجية ما داموا معارضين لها من دون أن تنظر في طبيعة هذا الاعتراض وعلى أي الأسس كان قد قام». وأضاف الكربولي: «إننا، كثوار عشائر لدينا ثقل على الأرض، لم نحضر هذا المؤتمر لأننا نرى أن قضيتنا لا تحلها المؤتمرات الخارجية بقدر ما تحتاج إلى فعل ميداني، ثم إنه من غير المنطقي أن يتحكم من هو بالخارج - مع احترامنا للكثير من الشخصيات الدينية والسياسية ممن شاركت في المؤتمر - في الحراك الشعبي الداخلي». وقال: «إننا لا نريد القول إن هناك من يريد أن يقطف الثمار وهو في الخارج ولم يقدم شيئا للانتفاضة، لكننا في المقابل نجد أنفسنا منسجمين مع بعض طروحات المؤتمر، مثل تأكيد وحدة العراق، ورفض تقسيمه، ووقف التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، ورفض الصحوات، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني». وأوضح الكربولي: «إننا بصراحة نقول إن هذا المؤتمر إذا أراد أن يقدم دعما معنويا للانتفاضة فأهلا وسهلا، ولكنه إذا أراد أن يكون هو راعي الثورة والمتحدث باسمها فإننا نقول بكل صراحة إنه لا يمثل الثورة».

وفي حين أن الدول التقليدية تسعى لكسب قلوب وعقول الناس في الخارج قبل أن تلجأ بالضرورة للقوة العسكرية، فإن هذه الجماعة تعمل أيضا على تحقيق أهدافها بالوسائل النفسية وتقوي شوكتها بسمعة الإفراط في استخدام العنف. واستخدم تنظيم «داعش» الذي استولى في يونيو (حزيران) الماضي على مساحة كبيرة من الأراضي في شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، أكبر مدن المنطقة هذه الاستراتيجية.

وحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن أحد الأمثلة على هذا العنف المفرط ما فعلته الجماعة عندما واجه مقاتلوها مقاومة مسلحة من بلدة العلم، على مدى 13 يوما. فقد خطف المقاتلون 30 أسرة محلية، واتصلوا بأكبر أعيان المدينة لنقل رسالة بسيطة عن الرهائن مفادها: «تعلمون مصيرهم إذا لم تتركونا نستولي على المدينة». وخلال ساعات استسلم شيوخ العشائر وكبار أهل البلدة لإنقاذ الأسرى، وسرعان ما ارتفعت راية «داعش» السوداء فوق المباني الحكومية ومراكز الشرطة في العلم. وبعد أسابيع، لا يحرس نقاط التفتيش في مختلف أنحاء العلم ليلا سوى بضعة مسلحين ملثمين.

وقال أحد السكان الخائفين هاتفيا مشترطا عدم نشر اسمه: «كل الناس مستاؤون من وجود الدولة الإسلامية لكن لا يسعنا عمل أي شيء». وسمح كسر شوكة السكان المحليين لقوة «داعش» الصغيرة نسبيا بالزحف جنوبا، إذ ركز التنظيم حربه في الأيام الأخيرة على ساحات قتال لا تبعد سوى 70 كيلومترا عن بغداد. وقد عزز المقاتلون رصيدهم من السلاح والعتاد على طول الطريق، وجعلوا الاستيلاء على أسلحة وعربات شرطة في أي اتفاقات يبرمونها مع التجمعات السكانية التي أرغموها على الخضوع لهم.

ويقدر مسؤولون عسكريون أميركيون وأمنيون عراقيون أن «داعش» لديها ثلاثة آلاف مقاتل على الأقل في العراق، وأن العدد يرتفع إلى نحو 20 ألفا عند حساب المجندين الجدد الذين انضموا إليها منذ الهجوم الخاطف الذي شنته، الشهر الماضي.

ولا تزال بعض التجمعات السكانية السنية ترفض الانضواء تحت لواء «داعش»، لكن مشاعر الغضب من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي شجعت بعض الجماعات السنية المسلحة على الانخراط معه منذ استيلائه على الموصل في العاشر من يونيو (حزيران)، حسبما قال مسؤولون وشيوخ عشائر.

وقال الشيخ وسام الحردان أحد القيادات الشعبية التي قاتلت تنظيم القاعدة إن بعض الجماعات السنية المسلحة المتحالفة مع «داعش» تولت السيطرة على تجمعات سكنية أخضعها في البداية. وأضاف أن التنظيم «يعتمد على الخلايا النائمة في الاحتفاظ بالمناطق، والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش النقشبندية كلهم يرفعون الآن علما واحدا ويتعاونون».

كما استفادت «داعش» من حالة الضعف التي تعتري الجيش العراقي والهوة الطائفية المتنامية في إطار تحديها سيطرة بغداد على مدن مثل الضلوعية، التي لا تبعد عن بغداد سوى ساعتين بالسيارة. فعندما دخل المسلحون الضلوعية في قافلة طويلة من الشاحنات والعربات العسكرية المسروقة توجهوا إلى أعيان عشيرة الجبور برسالة مفادها: «انضموا إلينا بوصفنا مقاتلين، أو ابقوا في دياركم وبعيدا عن طريقنا».

وقال عدد من سكان المدينة إن المسلحين قالوا للشيوخ: «لا مشكلة لنا معكم. وهدفنا هو دخول بغداد».

لكن أهل الضلوعية لم يرتاحوا لهذا الهدف. وكان كثير منهم قاوم الغزو الأميركي عام 2003، غير أنهم انضموا فيما بعد إلى القوات الأميركية في مقاتلة تنظيم القاعدة. وتطوع نحو 2000 من السكان المحليين للقتال في صفوف الشرطة من أجل منع مسلحي «داعش» من اجتياح المدينة وسرقة السلاح والعربات. وتبادل المقاتلون المتشددون والشرطة السيطرة على المدينة عدة مرات، خلال قتال استمر أسابيع شارك فيه سكان محليون وبعض التعزيزات الحكومية من وقت لآخر.

وقال أحد السكان انضم للشرطة لفترة ثم غير رأيه الأسبوع الماضي: «لا أثق بالقوات الحكومية». وأضاف أنه أرسل زوجته وأطفاله الثلاثة إلى قرية قريبة، وسيبقى مع أخيه لحماية المتاجر التي يملكونها.

وفي الأسبوع الماضي، وصل عدد يقدر بنحو ألف رجل كثير منهم متطوعون انضموا للقوات الحكومية من مدينة سامراء، التي تضم بعض أهم المراقد الشيعية لتعزيز السكان المحليين الذين يقاتلون في صفوف الشرطة، غير أن الرجل الذي انسحب من صفوف الشرطة قال إنهم ليسوا ندا لمسلحي «داعش»، مضيفا: «أعلم أنهم ليسوا قادرين على مقاتلة الدولة الإسلامية».

وعندما اختفى مقاتلو «داعش» بصفة مؤقتة انسحبت القوات الحكومية والمتطوعون أيضا عائدين في اتجاه الجنوب إلى ساحة المعركة حول سامراء، مما شجع مسلحي «داعش» على العودة. وقال الرجل: «لا يحرزون أي تقدم بينما الدولة الإسلامية تتحرك بسرعة».

ويبدو أن السكان الذين لم يفروا من أعمال العنف بدأوا يستسلمون على نحو متزايد لفكرة أن الضلوعية ستسقط في أيدي المسلحين. وبدأ فيما يبدو فصل جديد من فصول الحملة التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في مطلع الأسبوع، فقد قالت الدولة الإسلامية على حساب يرتبط بها على «تويتر» إنها ستقصف المدينة وسكانها «الكفار» الباقين فيها بقذائف هاون عيار 82 ملم و120 ملم.

وقالت الشرطة المحلية إن المتشددين أطلقوا ما بين 50 و60 قذيفة هاون على المدينة ليل السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل امرأة وطفل.

ونهجت «داعش» نهجا مماثلا في شدته لقمع المعارضة في مناطق أخرى، بمحافظة صلاح الدين.

فإلى الشمال في قرية الزوية الواقعة بين نهر دجلة وسلسلة جبال صغيرة بدأ «داعش» هجوما بريا استغرق يوما بأكمله، مدعوما بقصف شديد الأسبوع الماضي، كاد يمحو هذا التجمع السكاني، بعد أن حاول السكان المحليون التعبئة. ويراود الأمل بعض السكان في إمكانية النجاح في منع «داعش» من فرض حكمه على الزوية، بفضل ما لديهم من ذكريات عن مقاتلة تنظيم القاعدة، عندما دفعت مجالس الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة التنظيم للتراجع. وقال أحد سكان المدينة طلب عدم نشر اسمه خشية الانتقام منه «تصدينا لهم عدة مرات، وكنا المنتصر دائما في تلك السنين». ولم يكن هذا هو الحال، الأسبوع الماضي.


المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,204,787

عدد الزوار: 6,940,371

المتواجدون الآن: 130