أخبار سوريا....اجتماع آستانة ينتقد وجود أميركا وغارات إسرائيل... و«ينسى» الجولان والسوريين...معارك في ريفي حماة وإدلب و930 غارة خلال 40 يوماً..ما غاية روسيا من الاستيلاء على مطار القامشلي؟...."نيويورك تايمز" تكشف عن تواجد ميليشيات تهدد القوات الأمريكية في سوريا.....بعد قادة الميليشيات.. ضباط مخابرات رهن الاعتقال في حلب...

تاريخ الإضافة السبت 14 كانون الأول 2019 - 5:18 ص    عدد الزيارات 2175    التعليقات 0    القسم عربية

        


اجتماع آستانة ينتقد وجود أميركا وغارات إسرائيل... و«ينسى» الجولان والسوريين..

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي.. عكس الاجتماع الأخير لـ«ضامني» عملية سوتشي - آستانة، روسيا وتركيا وإيران، في العاصمة الكازاخية طغيان المشاغل الجيو-سياسية على حساب الاهتمامات بأولويات السوريين، وتحول البوصلة من إدلب في شمال غربي سوريا إلى شمالها الشرقي سواء ما يتعلق بالوجود الأميركي أو الغارات الإسرائيلية على «مواقع إيرانية». وتبادلت الدول الثلاث «الضامنة» المقايضات في المواقف للوصول إلى توافقات مشتركة تخص مصالحها أكثر مما يخص مصالح السوريين وعملية الإصلاح الدستوري أو المعتقلين والمخطوفين... مع ثبات الدول في تكرار العبارة الآسرة من أن العملية السياسية يجب أن تكون «بملكية سورية وبقيادة سورية لإطلاق الحوار السوري - السوري».

تفاهم روسي ـ تركي

وهيمنت التطورات العسكرية في شرق الفرات الحاصلة منذ الاجتماع الأخير لـ«ضامني آستانة» في أغسطس (آب) الماضي على اهتمام المشاركين، إذ كرر المشاركون رفض «محاولات خلق واقع جديد على الأرض، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير الشرعية» وعزمهم «التصدي لجميع الأجندات الانفصالية الرامية» في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» ومكونها الرئيسي «وحدات حماية الشعب» الكردية، لسببين: الأول، أن ذلك «يقوض سيادة والسلامة الإقليمية لسوريا» في وقت يجدد القرار الدولي 2254 التزام سيادة سوريا ووحدتها. الثاني، «يهدد الأمن الوطني للدول المجاورة» في إشارة إلى تركيا أولاً وإيران ثانياً. وهناك اعتقاد تركي، أن «قيام كيان كردي شمال شرقي سوريا سيؤدي فورا إلى كيان كردي جنوب شرقي تركيا». واستطاع الوفد الروسي إقناع نظيره التركي للاقتراب خطوة إضافية من تفعيل اتفاق أضنة بين أنقرة ودمشق للعام ١٩٩٨. كان الرئيس فلاديمير بوتين روج لهذا الاتفاق مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان. كما أن مذكرة التفاهم في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تضمنت إشارة لهذا الاتفاق، ذلك أن موسكو تعتقد أنه يعطي أساساً لـ«التطبيع» بين أنقرة ودمشق واحتمال فتح الأقنية السياسية والدبلوماسية بعد الأمنية لاستعادة تعاون بين الطرفين كان تولد في نهاية تسعينات القرن الماضي. لكن هذا الطموح يقع «في المدى البعيد» بالنسبة إلى موسكو. أما «المدى الحالي» فإنه يخص تنفيذ مذكرة التفاهم لضبط انتشار القوات السورية وانتشارها على الحدود والقوات الكردية وإعادة فتح شرايين المنطقة الشرقية عبر تسيير دوريات مشتركة على الطريق السريع بين القامشلي وحلب.

الوجود الأميركي الجديد

حسب المعلومات، فإن معظم النقاش بين «الضامنين» الثلاثة تناول الوجود الأميركي بصيغته الجديدة شرق الفرات، إذ أن الرئيس دونالد ترمب وافق على اقتراح وزارة الدفاع (بنتاغون) نشر 600 جندي لـ«حماية النفط»، الأمر الذي شجع دولا أوروبية على الإبقاء على قواتها ضمن التحالف الدولي لملاحقة خلايا «داعش» بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية». واقعياً، تقاسمت روسيا وتركيا السيطرة على مناطق شرق الفرات مع أميركا التي كانت تسيطر مع حلفائها عليها، ما يتطلب الكثير من التنسيق العملياتي العسكري بين الأطراف الثلاثة في وقت تلعب الشرطة الروسية دور الميسر للأطراف العسكرية في مساحة تساوي ثلث سوريا البالغة 185 ألف كلم مربع. هناك اتفاق بين واشنطن وأنقرة ينظم الوجود التركي بين رأس العين وتل أبيض. وهناك مذكرة بين موسكو وأنقرة تنظم وجود تركيا شمال طريق القامشلي - حلب. وهناك مذكرة روسية - أميركية لـ«منع الاحتكاك» في أجواء شرق الفرات. وهناك مذكرة بين دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» لتحديد مسارات الانتشار هناك. أما إيران، فإن وجودها رهن التعاون مع دمشق و«غض الطرف» من روسيا، في وقت يتعرض لقصف إسرائيلي وتضييق أميركي. عليه، فإن «الضامنين» الثلاثة، ذهبوا إلى رفع سقف المواجهة مع الوجود الأميركي من دون اعتباره «غير شرعي» على عكس ما يأتي في الخطاب الانفرادي لكل دولة. وأفاد البيان الثلاثي: «ناقشوا الوضع في شمال شرقي سوريا واتفقوا على أن أمن واستقرار هذه المنطقة على المدى البعيد لا يمكن تحقيقه سوى على أساس الحفاظ على سيادة والوحدة الإقليمية للبلاد (...) ويعربون عن معارضتهم للاستيلاء على نحو غير قانوني على عائدات النفط وتحويلها، بينما ينبغي أن تنتمي هذه العائدات إلى الجمهورية العربية السورية».

إسقاط الجولان

في المقابل، حصلت إيران لأول مرة على موقف متقدم من «شريكيها» الروسي والتركي، إذ نص البيان على أن الدول الثلاث تدين «استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية في سوريا بما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ويقوض سيادة سوريا والدول المجاورة، بجانب تشكيله خطراً على استقرار وأمن المنطقة». كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بتعرض «مواقع إيرانية» في البوكمال على حدود العراق لغارات مكثفة من إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، في وقت حذر وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت: «نقول لهم – أي الإيرانيين – ستتحول سوريا إلى فيتنام الإيرانية، وستواصلون النزيف حتى مغادرة آخر جندي إيراني الأراضي السورية». لكن اللافت أن البيان الختامي حذف فقرة سابقة كانت موجودة في بيان آستانة السابق، نصت على أن «الضامنين» الثلاثة «أعادوا التأكيد مجددا، في هذا الصدد، على احترام القرارات القانونية الدولية المعترف بها عالميا، بما في ذلك أحكام القرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة الرافضة لاحتلال هضبة الجولان السورية، أولا وقبل كل شيء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497». وكان هذا ردا على قرار الرئيس ترمب الاعتراف بـ«السيادة الإسرائيلية» على الجولان السوري المحتل.

أولويات السوريين

في مقابل هذا المقايضات للاعبين الخارجيين، تراجعت أهمية ملف إدلب ولم يتضمن الموقف أي إجراءات جديدة بالنسبة إلى السوريين في الاجتماع الذي شارك فيه ممثلو الحكومة والمعارضة. ولم يجر أي تقدم في ملف المخطوفين أو المعتقلين وعمل اللجنة المشتركة لهذا الملف، إضافة إلى غياب أي اتفاق على تسريع عمل اللجنة الدستورية التي تعثرت في الجولة الثانية من عملها منتصف الشهر الماضي وسط رفض دمشق استقبال المبعوث الأممي غير بيدرسن الذي سيقدم قريباً إيجازا لمجلس الأمن. لكن «الضامنين»، الذين لم يكونوا مرتاحين لاستبعادهم من رعاية إطلاق أعمال اللجنة الدستورية بداية نوفمبر (تشرين الثاني) حسب رغبة بيدرسن المتمسك بمرجعية القرار 2254 ومسار جنيف الدولي، نجحوا في تعزيز مرجعية آستانة وسوتشي بدلا من جنيف، عبر التأكيد أن «تشكيل اللجنة الدستورية وعقد اجتماعها في جنيف جاء نتيجة الإسهام الحاسم من الدول الضامنة التي اجتمعت في آستانة وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي» الذي عقد بداية العام الماضي. قد يفسر هذا ضمن المساعي المستمرة لتعزيز مرجعية سوتشي - آستانة وتوسيع ثقوب مسار جنيف. هنا اقتربت أنقرة من موقف موسكو وطهران ودمشق في رفض مطالبات المعارضة السورية وحلفائها بوضع جدول زمني لأعمال اللجنة الدستورية أو فتح بوابات جديدة لتنفيذ القرار 2254. حيث أكد «الضامنون» أن الإصلاح الدستوري محكوم بـ«الرغبة في إقرار تسوية والتعاون البناء دون تدخل أجنبي أو جداول زمنية مفروضة من الخارج ترمي للتوصل إلى اتفاق عام بين الأعضاء»، في انتقاد ضمني لموقف واشنطن ولندن الذي حمل دمشق مسؤولية تعثر أعمال «الدستورية». استفادت موسكو من رغبة أنقرة في طرح مشاريع إعمار منطقة «نبع السلام» شرق الفرات بسحبها إلى موقفها المتعلق بشروط المساهمة في بناء «البنية التحتية» السورية، عبر دعوة البيان «المجتمع الدولي والأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، لزيادة مساعداتها لسوريا، عبر سبل منها استعادة الأصول المرتبطة بالبنية التحتية»، ما اعتبر بمثابة رد على مطالب الدول الأوروبية وأميركا بـربط المساهمة بإعمار سوريا ورفع العقوبات عن دمشق بـ«التقدم في عملية سياسية ذات صدقية».

معارك في ريفي حماة وإدلب و930 غارة خلال 40 يوماً

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»... أعلن مصدر عسكري من المعارضة السورية فشل القوات الحكومية السورية في تحقيق تقدم في هجمات شنتها على جبهات محافظتي إدلب وحماة، الجمعة، فيما قال مصدر مقرب من القوات الحكومية إنه تم تحقيق تقدم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين توصلا إلى اتفاق جديد في أغسطس (آب) حول وقف نار جديد ضمن ما يعرف بمنطقة «خفض التصعيد» الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، لكن «الاتفاق كان بشكل صوري فقط»، فـ«الضامن» الروسي لم يلتزم به وشنت طائراته غارات محدودة نسبياً في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، تسببت بمقتل 8 مدنيين بينهم طفلة ومواطنة، قبل أن يعود ويضرب بالاتفاق عرض الحائط حاله كحال الاتفاقات التركية - الروسية السابقة، حيث عادت الطائرات الروسية لتصعد من قصفها الجوي بشكل كبير جداً مع بداية نوفمبر (تشرين الثاني). وقال «المرصد» أمس، تم رصد تنفيذ الطائرات الحربية الروسية لأكثر من 930 غارة جوية خلال الفترة الممتدة من الثاني من نوفمبر قتل فيها «89 مدنياً من بينهم 30 طفلا و17 امرأة، وإصابة العشرات من المدنيين أيضاً بعضهم بجراح خطرة وبعضهم الآخر أصيبوا بإعاقات دائمة، حيث نفذت القوات الروسية 7 مجازر في إدلب وغرب حلب خلال الفترة تلك، كما أن الضربات الجوية تلك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الفصائل المقاتلة والإسلامية والمجموعات المقاتلة». وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة: «رصد مقاتلو فصائل المعارضة عملية تسلل لعناصر القوات الحكومية ليل الخميس - الجمعة على محور قرية الحويز باتجاه نقاط الفصائل في قرية البدرية بمنطقة الغاب في ريف حماة الغربي، ولدى وصول عناصر القوات الحكومية إلى منطقة مكشوفة تم استهدافهم بالرشاشات الثقيلة وقذائف صاروخية، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوفهم ما دفعهم للتراجع». وأكد القائد العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية: «بعد تعرض القوات الحكومية لخسائر جسيمة خلال محاولتها التقدم، أطلقت راجمات الصواريخ والمدفعية عشرات القذائف الصاروخية من معسكراتهم ومواقعهم على قرى البدرية وجب سليمان والشركة والحويجة وجسر بيت الراس بريف حماة». وأضاف القائد العسكري: «تصدت أيضاً فصائل المعارضة لهجوم شنته القوات الحكومية وبإسناد من الطيران الحربي السوري والروسي على قرى تل طويل والكتيبة المهجورة وقد ساعدت الأجواء الجوية في إضعاف سلاح الجو عن تحقيق إصابات مباشرة في المناطق التي يتم استهدافها». وتحاول القوات الحكومية المدعومة من الطيران الروسي منذ بداية نوفمبر الماضي تحقيق تقدم على الأرض في مناطق ريفي حماة وإدلب للوصول إلى طريق حلب دمشق في منطقة معرة النعمان بريف إدلب الشرقي، وقد تصدت فصائل المعارضة لجميع المحاولات. من جهة أخرى، قال مصدر من القوات الحكومية: «حقق الجيش السوري تقدما خلال الساعات الماضية في هجوم شنه على مواقع فصائل المعارضة في قرى تل طويل الحليب والكتيبة المهجورة بريف إدلب الشرقي». وأكد المصدر، الذي لم يتم تسميته، أن «الاشتباكات ما تزال مستمرة على محاور الكتيبة المهجورة، واستهدف الجيش السوري مواقع لفصيل أنصار التوحيد التابع لجبهة النصرة قرب بلدة أبو ظهور بريف إدلب».

ما غاية روسيا من الاستيلاء على مطار القامشلي؟..

أورينت نت - عمر حاج أحمد.. كشفت وسائل اعلام روسية عن استيلاء روسيا على مطار القامشلي شمال شرق سوريا مؤخراً، بالوقت الذي تحدثت فيه وزارة الدفاع الروسية عن نيّتها البقاء طويلاً ضمن المطار ولفترة قد تصل لـ 49 عاماً، رغم أن المطار يقع ضمن المناطق القريبة من السيطرة الأمريكية، مما قد يُسبب مزيداً من التوتر في المنطقة. ووفق مصادر خاصة لأورينت نت فإن قوات الاحتلال الروسي أرسلت أكثر من 200 جندي وما يُقارب 80 آلية عسكرية إلى مطار القامشلي الذي كانت تُسيطر عليه ميليشيا أسد الطائفية، كما نشرت هذه القوات منظومة الدفاع الجوي من طراز "بانتسير" لتفادي أي هجوم جوي على المطار، بالإضافة لذلك تمّ ارسال عدة طائرات مروحية هجومية للمطار بينما يتم تجهيز أرضية المطار لتكون صالحة للطائرات الحربية.

تعزيز الوجود الروسي شرق الفرات

خلال الشهرين الماضيين، تمكنت قوات الاحتلال الروسي من السيطرة على عدة نقاط ومعسكرات، والإشراف على مناطق شاسعة تقع شرق الفرات على إثر عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيش التركي والجيش الوطني السوري ضد ميليشيات قسد الانفصالية. وبهذا السياق، يقول الخبير العسكري المقدم أحمد العطار لأورينت نت، "تسعى روسيا لتعزيز تواجدها شرق الفرات بعد أن سنحت لها الفرصة بوضع قدمها في تلك المنطقة مؤخراً، ولا يُمكنها التعزيز دون سيطرتها على مطار القامشلي لعدة أسباب أهمها نقل الجنود التابعين لها من المركز الرئيسي في حميميم أو من روسيا إلى منطقة شرق الفرات، بالإضافة لنقل العتاد ولهذا يحتاج الاحتلال الروسي لميناء جوي بتلك المنطقة". ويُضيف المقدم العطار، "نوعية العتاد والجنود الذين وصلوا للمطار وانتشروا فيه يعني أن فترة إقامتهم طويلة، وبالتالي سيكون الوجود الروسي بشرق الفرات لعديد السنوات ولن يكون مؤقتاً كما أشاع البعض، وحتى بحال انسحبت روسيا من مناطق أخرى فإنها لن تنسحب من مطار القامشلي وبعض النقاط الهامة بتلك المنطقة لأنها ذات طابع استراتيجي لها، وبهم يُمكنها تعزيز موطئ قدمها بتلك المنطقة ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لروسيا".

منافسة الأمريكان والتحالف الدولي

يقع مطار القامشلي بأقصى الشمال الشرقي لسوريا وبالقرب من الحدود السورية العراقية التركية، وعلى بُعد عدة كيلومترات من القواعد الأمريكية والتركية بالمنطقة. وبحسب اللواء المنشقّ محمد حاج علي فإن روسيا تسعى جاهدةً لتكون بالقرب من مواقع الأمريكان والتحالف الدولي، موضحاً حاج علي لأورينت نت أن "روسيا ترغب دائماً بأن تكون قواعدها بالقرب من القواعد الأمريكية وقواعد التحالف الدولي لرصد تحركاتهم والتنصّت عليهم وإجراء ما يلزم لمنافستهم واتخاذ بعض التدابير الأخرى، كي لا تكون المنطقة خاصة بهم وإنما للروس حصة وتواجد فيها". وهذا ما أكده كذلك الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت بقوله، "غاية روسيا من السيطرة على مطار القامشلي هي جعل المطار قاعدةً لها في شمال شرق سوريا، وذلك من أجل مواجهة الوجود الأمريكي بتلك المنطقة ولمراقبة الوجود التركي الذي سيطر مؤخراً على بعض المناطق هناك، وبالتالي يكون لروسيا دور المنافسة بتلك المنطقة وليس فقط دور المراقب أو الشرطي". وبحسب بعض المصادر العسكرية، نشرت القوات الروسية داخل مطار القامشلي منظومة صواريخ أرض- جو متوسطة المدى (بانتسير) قادرة على مراقبة المجال الجوي شرق الفرات وشمال العراق وجنوب تركيا، والاشتباك مع الأهداف التي تعتبرها معادية كصواريخ الكروز والطائرات المُسيّرة، وبالتالي تعقّب النشاط العسكري الأمريكي في سوريا والعراق وضمان مصالح روسيا الجيوسياسية مستقبلاً.

أهمية اقتصادية

بينما الإعلامي الكُردي رودي حسو يرى أن الهدف الرئيسي لاستيلاء روسيا على مطار القامشلي هو سبب اقتصادي بحت، ويعتبر حسو أن "لروسيا عدة غايات وأهداف من سيطرتها على مطار القامشلي شمال شرق سوريا، أهم هذه الأهداف هو الهدف الاقتصادي عبر السيطرة على آبار النفط والغاز في المنطقة بحال سنحت لها الفرصة بعد خروج القوات الأمريكية من المنطقة وانسحابها". ويُشير الإعلامي رودي حسو خلال حديثه لأورينت نت إلى أن، "منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا غنيّة بالموارد الاقتصادية وهذا ما يجعل الجميع يتصارع عليها، ويُريد السيطرة عليها ولهذا روسيا بدأت بإرسال مئات العناصر والضباط لتلك المنطقة والعمل على تجهيز المنازل لهم، مما يعني طول البقاء لهم بتلك المنطقة والاستفادة من خيراتها ومواردها".

مركز مصالحة على غرار "حميميم"

اجتمع خلال الأيام الأخيرة نائب بشار الأسد للشؤون الأمنية اللواء علي مملوك مع زعماء العشائر في القامشلي والحسكة، وكان الاجتماع داخل صالات مطار القامشلي، وذلك بالتزامن مع اجتماع الروس مع قيادات ميليشيا قسد داخل المطار، بُغية ايجاد حلول تصالحية برعاية روسية. وبهذا الجانب، يقول رئيس تحرير موقع زمان الحدث الكردي رودي حسو لأورينت نت، "تهدف روسيا لجعل مطار القامشلي مركزاً للمصالحة على غرار مطار حميميم وتحقيق بعض المكاسب السياسية والعسكرية بالمنطقة، وبالتالي بسط هيمنتها على المنطقة وعلى كوادر حزب العمال الكردستاني وقيادات ميليشيا PYD وإجبارهم على تنفيذ مخططات الاحتلال الروسي شرق الفرات". وتابع حسو، "ومن مهام الروس القائمين على مطار القامشلي، تنظيم اللقاء والتحاور بين ميليشيا أسد والميليشيات الكردية، والعمل على توحيد جهودهم بما يخدم المصالح الروسية أولاً ثم مصالح هذه الميليشيات من الطرفين، وهذا ما أكدته بعض اللقاءات والتصريحات الروسية والتي تعهدت بتوحيد جهود تلك الميليشيات وتكفّلت بوضع أسس تصبّ بمصلحة الطرفين وربما الاندماج لاحقاً".

"نيويورك تايمز" تكشف عن تواجد ميليشيات تهدد القوات الأمريكية في سوريا

أورينت نت - ترجمة: جلال خياط... حذرت وثيقة عسكرية أمريكية، أطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، من الصعوبات التي تواجه القوات الأمريكية المتواجدة في شمال سوريا بسبب التعقيدات المحيطة بها والتي فرضت مخاطر مختلفة عن التهديدات التي كان يمثلها تنظيم داعش. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع للصحيفة، إن استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب في شمال سوريا، والتي فرضت تغيرات سريعة غير مدروسة، وضعت القوات الأمريكية في بيئة معادية جديدة حيث تواجه تهديدات من مليشيات حكومية تابعة لروسيا وإيران ومليشيات تابعة لنظام أسد فضلاً عن القوات المقاتلة الحالية التابعة للمعارضة في الشمال. ويرى القادة العسكريون الأمريكيون إن هذه الجماعات المسلحة على اختلافها تشكل تهديدات أكبر بكثير من تلك التي يشكلها تنظيم داعش.

عدم وضوح التعليمات

وطلب القادة العسكريون توضيحات تخص قواعد الاشتباك وكيفية التعامل مع أي هجوم ضد هذه القوات خصوصاً أن روسيا بالتعاون مع النظام حاولت في السابق الاستيلاء على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الأمريكي. وقال اثنان من المسؤولين في وزارة الدفاع إن البنتاغون لم يرد بشكل واضح حول قواعد الاشتباك ولم يوضح كيفية التعامل مع أي هجوم قد تتعرض له القوات الأمريكية في سوريا وجاء رده عبر إصدار "تعليمات متداخلة" على حد وصفهم. وتعتمد حالياً القوات الميدانية على التعامل مباشرة مع أمر الوقائع وفق ما تقضتيه مسؤولياتهم بما في ذلك إجراء مكالمات هاتفية مع المسؤولين في تركيا وروسيا بالإضافة إلى المراقبة الجوية، والتي تفشل في كثير من الأحيان بسبب سوء أحوال الطقس، ولكن يمكنها أن تساهم في تجنب أي مواجهة مع القوات المتواجدة على الضفة الأخرى من الفرات. وقالت جينيفر كافاريلا، مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب في واشنطن "إن هذه القوات معرضة للخطر بدون أن تفهم ما يتوقع منها إنجازه، وبدون أي دعم سياسي مقدم له من بلدهم.. هؤلاء متواجدون في واحدة من أكثر البيئات خطورة وتعقيداً، وسريعة التغير، على هذا الكوكب".

تداخل خارطة النفوذ

وظهرت هذه المخاوف حديثاً بعدما أمر ترامب بسحب ألف جندي أمريكي ومن ثم قرر بعد أسابيع الإبقاء على نحو 500 جندي في مواقع مختلفة لمواجهة فلول تنظيم داعش و"تأمين النفط". قبل بدء العملية العسكرية التركية الأخيرة كانت القوات الأمريكية تنسق مع الروسية عن طريق خط هاتف "فض النزاع" والذي استمر العمل عليه لمدة ثلاث سنوات. اعتمد الجيشان على خريطة تقاسم للنفوذ، تقسم كل منطقة إلى قطاعات عليها حروف وأرقام، وتعرف باسم "لوحة المفاتيح" بحيث يتم اعتماد هذه الخريطة لتفادي التصادم ولتنسيق الدوريات العسكرية. تغيرت هذه الخريطة مع بدء العملية التركية، وأصبحت حدود النفوذ متداخلة وغير معروفة. وقالت إحدى الوثائق إن القادة العسكريين لا يستبعدون بأن تخطئ الفصائل المعارضة "بالتقديرات وتستهدف القوات الأمريكية مرة أخرى". ولكن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، قلل من الأخطار الحالية، وقال في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي إن الوضع شمال سوريا "استقر بشكل عام" ولكنه قال إن قوات الفصائل ما زالت تتصرف بشكل عشوائي. وأكد في الوقت نفسه على إنه لا توجد خطط حالية للانسحاب.

بعد قادة الميليشيات.. ضباط مخابرات رهن الاعتقال في حلب

أورينت نت - حسان كنجو... منذ بدء الصراع الإيراني - الروسي شهدت مدينة حلب معارك واشتباكات وعمليات اعتقال متبادلة بين الميليشيات الموالية لروسيا من جهة وبين الميليشيات الموالية لإيران من جهة أخرى حيث لم تقتصر تلك الاعتقالات على الميليشيات منقسمة الدعم، بل امتدت لتشمل فروع أمن أسد أيضاً التي باتت بدورها بيادق صراع (غير مباشر) بين الروس والإيرانيين وقد تجلى ذلك بسلسلة إقالات واعتقالات متبادلة طالت ضباطاً من تلك الأفرع. وتركزت عمليات الاعتقال المستمرة منذ ما يقارب الشهرين على الميليشيات وقادتها بمختلف مسمياتها وتوجهاتها، فيما كان الحدث الأبرز هو سيطرة ميليشيا آل بري على حلب الشرقية بعلم ودراية من الروس الذين أخذوا وضع المتفرج خلال قيام الميليشيا بالاستيلاء على مقرات الميليشيات الأخرى في المنطقة.

8 ضباط رهن الاعتقال

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "أمن أسد اعتقل 8 ضباط برتب عالية من أفرعه الأمنية ومن اختصاصات عدة بتهم شتى كان على رأسها اتهامات بالفساد وتوظيف السلطة الممنوحة لارتكاب مخالفات تهدد أمن البلاد، إضافة لتهم أخرى تتعلق بتشكيل ميليشيات خاصة وتسخير مقدرات الدولة العامة للمصلحة الشخصية وغيرها من التهم حيث تم اقتياد الضباط الثمانية من أفرعهم بعد اعتقالهم من قبل دوريات الشرطة العسكرية التي بدورها جردتهم من رتبهم قبل اعتقالهم، مشيرة إلى أن قوة أخرى يعتقد أنها تابعة للوحدات الخاصة كانت برفقة الشرطة العسكرية خلال عملية الاعتقال، في وقت تحدثت فيه مصادر أخرى عن أوامر روسية بإقصاء ضباط بعينهم من تلك الأفرع بل والقضاء على سطوتهم لاسيما وأنه تبين بأن هؤلاء الضباط على صلة وثيقة وكانوا من أبرز المقربين للإيرانيين منذ دخولهم المدينة عام 2012، قبل أن يغير بعضهم (توجهه) ليعمل لصالح الروس لاحقاً. وأضافت: "عرف من الضباط الذين تم اعتقالهم كلٌ من (اسماعيل كيالي/عقيد وضابط ارتباط في فرع أمن الدولة - منيف الصبوح مقدم في الأمن العسكري ويشغل منصب محقق في الفرع - لؤي خزندار/محقق في أمن الدولة برتبة عقيد - سليمان بركات/مقدم في الأمن الجوي - رضوان توتنجي/ وهو أعلى رتبة تم اعتقالها ويشغل منصب عميد في فرع المداهمة بحلب ورئيس مفرزة التحقيق فيه - نصر عبد العال/رائد في المحكمة العسكرية - 3 ضباط آخرين مجهولي الاسم تتراوح رتبهم بين مقدم ورائد)، حيث تم توجيه ذات التهم للجميع واعتقالهم بعد تجريدهم من رتبهم.

ما علاقة قادة الميلشيات؟

ووفقاً للمصادر فإن عمليات الاعتقال جاءت بعد اعتقال قادة الميليشيات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ترى المصادر أن عمليات الاعتقال جاءت بعد اعترافات ربما أدلى بها هؤلاء، فيما رجحت مصادر أخرى أن عمليات الاعتقال كانت مبيتة وتنتظر أمراً لتنفيذها بعد جمع المعلومات عن كل ضابط على حده, ورغبة نظام أسد بالتخلص منهم وإنهاء عملهم بعد أن أصبحوا يشكلون خطراً على القوى الرئيسية في المدينة وخاصة الروس الذين بدؤوا يتجهون لمنح ميزان القوى لطرف واحد يخضع لسيطرتهم ومدعوم من قبلهم. وذكرت المصادر أن "اعترافات القيادي في ميليشيا العساسنة والذي تم اعتقاله قبل شهر تقريباً "حسن حريبل"، هي سبب الاعتقال لاسيما وأنه تبين بأن (حريبل) على علاقة وطيدة مع عدد من هؤلاء وتربطه معهم صداقة وأعمال أخرى على حد تعبيرها". وقبل أيام هاجمت ميليشيا (آل بري) المدعومة روسياً مقرات لميليشيات أخرى كـ (الباقر وتجمعات العساسنة) في عدد من أحياء حلب الشرقية وسيطرت عليها وسط انتشار مكثف لها في المنطقة، وذلك بعلم وموافقة من الاحتلال الروسي بالدرجة الأولى الذي فيما يبدو بدأ يتجه للإبقاء على قوة واحدة في حلب تضمن له مصالحه وبأقل التكاليف الممكنة.

 



السابق

أخبار العراق...بعد تحركات السوداني.. عراقيون يرفضون ترشيحه لرئاسة الوزراء..قتلى مدنيون في العراق بأسلحة كاتمة للصوت....حقوق الإنسان العراقية: 25 حالة خطف منذ بدء الاحتجاجات....الداخلية العراقية: لم نتسلم أي متهم بجريمة الوثبة..السيستاني يتحدث عن ولاء الجيش العراقي وسلطة حمل السلاح... إصابة متظاهرين بـ"طعنات مجهولة" في كربلاء....الكونغرس يدرس مشروع عقوبات على 9 قيادات بالحشد..."السبب الحقيقي" وراء حرق مرقد الحكيم في النجف..

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي....الجيش اليمني يعلن مقتل 17 حوثيا بينهم قياديان...السعودية تعلن عن مقتل 3 عسكريين من قواتها المسلحة بمعارك اليمن....اتهامات للحوثيين بخطف 120 مدنياً في مصافرة ذمار....السلطان قابوس يعود إلى عُمان ..الإمارات: جميع المنتجات مطابقة للمواصفات المعتمدة..صندوق الاستثمارات السعودي يعتمد مجلس إدارة «شركة القدية»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,930

عدد الزوار: 6,756,280

المتواجدون الآن: 143