لبنان....بيان لقاء سيدة الجبل.......ترقب لطبيعة رد «حزب الله» على العملية الإسرائيلية.......غارات إسرائيلية على مواقع في قوسايا بمنطقة البقاع اللبنانية..اتجاه إسرائيلي بدعم أميركي لكسر قواعد الاشتباك مع «حزب الله».....عون يرفع السقف بوجه إسرائيل: «إعلان حربٍ» يتيح لنا الدفاع عن سيادتنا....اللواء.....رعب الرد والحرب: إستنفار الجبهات وعواصم القرار..تحقيق حزب الله يركِّز: من أين جاءت المسيَّرتان.. وهيئة الإغاثة في الضاحية....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آب 2019 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2558    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيان لقاء سيدة الجبل...

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الأسبوعي في مكاتبه في الأشرفية بحضور السيدات والسادة اسعد بشارة، أمين بشير، ايلي الحاج، بهجت سلامه، حسان قطب، حًسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، ربى كبارة، طوني الخواجه، طوني حبيب، سامي شمعون، سعد كيوان، سوزي زيادة، غسان مغبغب، فارس سعيد، كمال الذوقي، مياد حيدر، وأصدر البيان التالي:

يسجّل "اللقاء" أوضح صور الاعتراض على وضع اليد الكاملة لحزب الله على الدولة اللبنانية وقرارها، إذ شعر اللبنانيون بالأمس بالخجل الشديد أمام غياب رئيس الجمهورية وتدخّل رئيس الحكومة، الذي اقتصر على مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الاميركية. بينما انتظر الجميع بمن فيهم الرؤساء كلام السيد حسن نصرالله لمعرفة الوجهة التي يجب اعتمادها.

ويسأل "اللقاء" لماذا لم ينتقل رئيس الجمهورية إلى قصر بعبدا للقاء سفراء الدول العربية والغربية ولماذا لم يعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة؟ وبدلاً من ذلك حصلوا على إعلان حزب الله تجاوز الدستور وقرارات الشرعية الدولية والادّعاء بالتحكّم بمصير لبنان واللبنانيين.

وبعد تدارس المعطيات المتوفرة يعلن "لقاء سيدة الجبل":

1- يتعيّن على كل القوى المشاركة في مجلس الوزراء ضرورة اعتبار حماية لبنان مسؤولية الدولة حصراً ومن دون شراكة أحد تحت سقف الدستور والقرارين 1559 و1701.

2- بدّل حزب الله سرديته السياسية، إذ انتقل من منطق "الدفاع عن لبنان" إلى منطق الدفاع عن ايران في لبنان ومن لبنان ما يضعنا في صلب نفوذ ايران.

3- طالب حزب الله الرئيس الحريري التدخل لدى الاميركيين من أجل "ضبضبة" اسرائيل، نطالب بدورنا الرئيس سعد الحريري التدخل لدى حزب الله المشارك في حكومته لعدم إلحاق لبنان في الفضاء الايراني.

4- نحن في واقع جيوسياسي- عسكري جديد، إذ ترابطت ساحات القتال بين سوريا والعراق ولبنان وفلسطين وحتى اليمن.

هذا واقع لا يمكن تجاهله والمطلوب من كل القوى السياسية المتواجدة في السلطة أن تتحمّل كامل مسؤولياتها. أي بكلامٍ آخر المطلوب أن يكون للبنان رئيسٌ للجمهورية ورئيسٌ للحكومة ومجلسٌ للنواب بكامل الاوصاف والمسؤوليات أو مكاشفة اللبنانيين بالعجز والاستقالة.

إن اعتداء اسرائيل على لبنان في الضاحية والبقاع عملٌ مرفوض، لكن المرفوض أيضاً وبوضوح تقديم كل الذرائع لإسرائيل من أجل الاعتداء على أرضنا.

ترقب لطبيعة رد «حزب الله» على العملية الإسرائيلية...

جهود لكشف مكان انطلاق الطائرتين المسيّرتين... و«شخصية قيادية» ربما كانت هدف الضربة..

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... قال مصدر وزاري واسع الاطلاع إن لبنان يقترب من الدخول في خضم مرحلة أمنية غير مسبوقة في ضوء تأكيد «حزب الله»، بلسان أمينه العام حسن نصر الله، أنه سيرد على قيام إسرائيل بخرق قواعد الاشتباك التي أرساها القرار الدولي الرقم 1701 من خلال محاولتها الفاشلة التي أرادت منها استهداف الحزب بعملية أمنية نوعية لم تُعرف حتى الآن طبيعتها، وتعمل أجهزته المختصة على تحديد الهدف الذي كانت تخطط لضربه ومكان انطلاق الطائرتين المسيّرتين، خصوصاً أنهما لا تستطيعان أن تقطعا سوى مسافة قصيرة تبقى بحدود 4 كيلومترات. ولفت المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السباق قائم على أشده بين الجهود الدبلوماسية التي يقودها شخصياً رئيس الحكومة سعد الحريري، لإعادة الاعتبار لاحترام قواعد الاشتباك من قبل إسرائيل وبين التزام نصر الله بالرد على الخرق الإسرائيلي الذي استهدف منطقة تقع في عمق الشعاع الأمني لـ«حزب الله» مع أن الطائرتين المسيّرتين أُسقطتا -أو سقطتا- قبل بلوغهما بنك الأهداف المنويّ ضربه بعملية انتحارية باعتبار أن هاتين الطائرتين أُعدّتا، كما يبدو، لتنفيذ المهمة الموكلة إليهما دون العودة إلى المكان الذي سُيّرتا منه. وأكد المصدر نفسه أن «حزب الله» من خلال كشفه عن طائرة الاستطلاع التي سقطت من دون أن تنفجر والأخرى المزوّدة بعبوة ناسفة وانفجرت في مكان غير مأهول بالسكان وتطايرت شظاياها وعمل الحزب على تجميعها، يحاول تحديد الآلية التي اتبعتها تل أبيب لتطييرهما فوق منطقة حي معوّض في الضاحية الجنوبية. وقال إن هناك عدة احتمالات لجأت إليها تل أبيب لتطييرهما أبرزها أن طائرة عسكرية تولّت إسقاطهما من الجو وقامت غرفة العمليات الخارجية في الجيش الإسرائيلي بتسييرهما، خصوصاً أنه تردد أن هاتين الطائرتين موصولتان عبر الأقمار الصناعية بهذه الغرفة أو أن طائرة استطلاع من الحجم الكبير تولت هذه المهمة من دون استبعاد احتمالات أخرى منها أن خلايا نائمة تتعامل مع إسرائيل وموجودة على مقربة من حي معوّض أخذت على عاتقها تسييرهما أو أنهما أُطلقتا من قطعة حربية إسرائيلية تجاوزت المياه الإقليمية وقامت بتسييرهما من دون أن تلتقطهما أجهزة الرادار. ورأى المصدر الوزاري نقلاً عن قطب نيابي بارز، أن الأخير يستبعد أن يكون مقر العلاقات الإعلامية التابع لـ«حزب الله» من ضمن بنك الأهداف الذي خططت إسرائيل لضربه بعملية نوعية، وعزا السبب إلى أنها لا تغامر بتنفيذ عملية من هذا النوع في منطقة مكتظة بالسكان، باعتبار أن هذا المقر قد لا يكون في عداد الصيد الثمين من وجهة نظرها لاستهدافه، خصوصاً أن تسيير هاتين الطائرتين تلازم مع الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى بلدة عقربا السورية الواقعة في نواحي دمشق. واعتبر المصدر أن الحكومة اللبنانية تحركت فور وقوع العدوان الإسرائيلي على خطين، الأول في اتجاه الأمم المتحدة بالطلب من مندوبة لبنان السفيرة آمال مدللي، التقدّم بشكوى عاجلة ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، والآخر نحو المجتمع الدولي بتوجيه رسائل لبنانية تدعو الدول الفاعلة إلى التحرّك للجْم هذا العدوان ووقف الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وقال إن الحريري الذي بقي على تشاور مفتوح مع رئيسي الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، طلب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وأكد أن لدى واشنطن القدرة في الضغط عليها لمنع لبنان والمنطقة من الانجرار إلى تأزّم مصدره العدوان الإسرائيلي الذي شكّل خرقاً لقواعد الاشتباك التي أوجدها القرار 1701 الذي يلتزم به لبنان ويصر على تطبيقه. واستغرب المصدر الوزاري ما أُشيع من أن إسرائيل خططت لتوجيه ضربة انتحارية إلى «حزب الله» لقطع الطريق على احتمال التوصّل إلى تفاهم بين واشنطن وطهران من شأنه أن يؤدي إلى معاودة المفاوضات حول الملف النووي على خلفية دعوة باريس وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف للتوجّه إلى حيث تُعقد قمة الدول السبع. ورأى أن مثل هذه التوقعات ليست في الحسبان. وأكد المصدر الوزاري أن الحروب سواء أكانت مباشرة أو بالوكالة، أخذت تتصاعد بين واشنطن وتل أبيب من جهة وبين طهران ومعها «حزب الله» و«الحشد الشعبي» في العراق من جهة أخرى، وقال إن إسرائيل تريد أن تقول من خلال عملياتها العسكرية المتنقلة ما بين سوريا والعراق ولبنان إنها وحدها تمسك بزمام المبادرة، وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن زعيم «حزب الله» ملتزم بوعده في الرد على الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وشيع «حزب الله» أمس عنصرين من عناصره سقطا في الغارة الجوية الاسرائيلية على ريف دمشق ليلة السبت - الأحد. وأفادت وسائل اعلام قريبة من الحزب ان التشييع للشابين حسن زبيب وياسر ضاهر «كان مهيباً» وشارك فيه المئات بضاحية بيروت الجنوبية. في غضون ذلك، اعتبر المصدر الوزاري اللبناني أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في حاجة الآن إلى تمرير رسالة إلى الداخل في تل أبيب مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية في دورتها الثانية في 19 سبتمبر (أيلول) المقبل بأنه الأقدر على توفير الحماية لإسرائيل من «محور الممانعة» بقيادة إيران، وقال إنه يطمح إلى تحقيق فوز يعيده إلى رئاسة الحكومة، لأن رسوبه سيعرّضه للملاحقة في ضوء ارتفاع منسوب التهم الموجهة إليه بالفساد. ومع أن المصدر الوزاري توقف أمام دعوة نصر الله للذين لا يريدون مشكلات، إلى أن يتصلوا بواشنطن للضغط على إسرائيل من أجل منعها من التمادي في الاعتداء على لبنان بغية توصلها إلى فرض واقع سياسي وأمني يتيح لها تغيير قواعد الاشتباك، رأى أنه يوجّه كلامه بطريقة غير مباشرة إلى رئيس الحكومة على خلفية الموقف الذي أصدره بعد اتصاله بوزير الخارجية الأميركي. لكن موقف نصر الله لجهة دعوته واشنطن للضغط على إسرائيل لا يعفيه من التزامه بالرد على العدوان الإسرائيلي في ضوء التعهد الذي قطعه على نفسه في هذا الخصوص الذي جاء مقروناً بأن يكون هذا الرد من لبنان وليس من مزارع شبعا المحتلة. ويقصد نصر الله من خلال التزامه بالرد توجيه رسالة لا إلى إسرائيل فحسب وإنما إلى المجتمع الدولي بأن لديه القدرة على تغيير قواعد الاشتباك. ويبقى السؤال: متى يقرر «حزب الله» الرد؟ وهل يلتزم بتعهد نصر الله بأن يكون من لبنان؟ وكيف سيتصرف نتنياهو حيال هذا الرد، وهل يدخل في مواجهة مع الحزب لا تخضع للتقديرات التقليدية؟ أم أنه سيقرر أن يبلع الرد الذي سيبادر إليه الحزب مع احتفاظه بالتوقيت المناسب الذي سيختاره؟ وعليه لا بد من السؤال عما إذا كان نتنياهو سيقرر الرد حتى لو أقحم نفسه في مغامرة عسكرية غير محسوبة النتائج، ويمكن أن تنعكس سلباً على مجريات الانتخابات في إسرائيل، أم أن الرد سيكون كافياً لتحقيق حالة من توازن الرعب على قاعدة أن التعادل في توجيه الضربات سيفتح الباب حتماً أمام إعادة الاعتبار لقواعد الاشتباك والتقيّد بها؟ لذلك يقف لبنان الآن أمام مرحلة أمنية بامتياز انطلاقاً من تقدير المصدر الوزاري أنْ لا خيار أمام «حزب الله» سوى الرد الذي سيقود حتماً إلى السؤال عن موقف الحكومة والمكونات المشاركة فيها التي أجمعت على إدانتها للعدوان، وإنما من موقع الاختلاف حول دور الدولة في اتخاذها قرار السلم والحرب. وإلى أن يختار «حزب الله» توقيته للرد على العدوان الإسرائيلي، فهل تتسارع الاتصالات من أجل تغليب الرد الدبلوماسي على العسكري على قاعدة إلزام إسرائيل باحترام قواعد الاشتباك؟ وكيف سيتصرف الحزب بعد أن التزم أمينه العام بالرد، خصوصاً أن هذا العدوان تزامن مع التفات الدولة بكل أركانها ومكوناتها إلى توفير الحلول للأزمة الاقتصادية والمالية، مستفيدةً من فترة السماح التي أُعطيت لها من خلال التصنيف الائتماني للبنان الذي جاء سلبياً وإنما نسخة طبق الأصل من التصنيف السابق؟ ولا يستبعد المصدر الوزاري أن يكون الهدف من العملية الإسرائيلية في الضاحية اغتيال شخصية حزبية بارزة، وهذا ما يدفع الحزب إلى عدم السكوت والإصرار على الرد لأنه لن يسمح لإسرائيل بأن تتعامل معه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع «الحشد الشعبي» في العراق.

غارات إسرائيلية على مواقع في قوسايا بمنطقة البقاع اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين».. نقلت قناة "العربية" الإخبارية عن مصادر خاصة، فجر اليوم (الاثنين)، وقوع غارات إسرائيلية على مواقع في منطقة قوسايا بمنطقة البقاع اللبنانية. وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، قد تعهد بالرد على إسرائيل عقب سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية "معقل حزب الله"، كما تعهد بعدم السماح بوجود طائرات إسرائيلية مسيرة في سماء بلاده، مشيراً إلى أن الرد على مقتل عناصر للحزب في سوريا جراء الهجمات الإسرائيلية "سيكون على الأراضي اللبنانية" وأن ما جرى "خطير جداً ولا يمكن السكوتُ عليه". كما وصف نصر الله هجومَ الطائرتين المسيرتين فوق الضاحية الجنوبية، بأنه تكرارٌ لسيناريو استهداف مقرات ميليشيات الحشد الشعبي، ولكن هذه المرة في لبنان.

اتجاه إسرائيلي بدعم أميركي لكسر قواعد الاشتباك مع «حزب الله»

الشرق الاوسط....واشنطن: إيلي يوسف.... فرض التصعيد الإسرائيلي على إيران وميليشياتها في كل من لبنان وسوريا والعراق، نفسه على حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية، بين عواصم تلك الدول مع واشنطن. اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو برئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يوم الأحد، أعقبه اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضح فيه بومبيو، عبر تغريدتين، أنه أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات التي يمثلها الحرس الثوري الإيراني. وفيما نشر لبنان ما جاء في الاتصال الهاتفي بين بومبيو والحريري، الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي ضرورة تجنب أي تصعيد، نشر بومبيو مضمون اتصاله بنتنياهو، الأمر الذي اعتبر أنه إشارة واضحة إلى دعم مباشر لإسرائيل. وقال بومبيو: «تحدثت اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا. أعربت عن دعمي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات التي يمثلها فيلق الحرس الثوري الإيراني واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الهجمات الوشيكة ضد الأهداف الإسرائيلية». وأضاف بومبيو في تغريدة ثانية: «ناقشنا كيف تستغل إيران موطئ قدمها في سوريا لتهديد إسرائيل وجيرانها. أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى أن إسرائيل ستضرب أهداف الحرس الثوري الإيراني التي تهدد إسرائيل أينما وجدت». وقالت أوساط سياسية إن بومبيو يحاول احتواء الوضع الأمني والسياسي في لبنان، خصوصاً على حدوده الجنوبية. لكنها أضافت أن تأكيدات واشنطن على حق إسرائيل بالرد على إيران تُظهر تغيرات جوهرية في الموقف الأميركي. والأمر لا ينحصر بأنه جزء من الضغوط الشاملة التي تمارسها واشنطن على طهران لإرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لعقد صفقة جديدة تطال برنامجها النووي وبرنامج صواريخها الباليستية وتدخلاتها الإقليمية، على ما كرره الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة مجموعة الدول السبع الكبرى. وتحدثت الأوساط ذاتها عن محاولة واضحة من إسرائيل، بدعم من أميركا، لكسر قواعد الاشتباك التي أرسيت بعيد حرب يوليو (تموز) عام 2006 مع «حزب الله». ولفتت إلى أن الولايات المتحدة عازمة على فرض مزيد من العقوبات على «حزب الله»، كجزء من سياسة العقوبات والشروط التي وضعتها واشنطن ضد إيران، مضيفة أن ذلك سيرافقه من الآن فصاعداً تصعيد سياسي وعسكري من إسرائيل، لحرمان «حزب الله» من إمكانية المناورة التي مارسها في السنوات الماضية، وسط عزلة سياسية داخلية وخارجية غير مسبوقة له.

عون يرفع السقف بوجه إسرائيل: «إعلان حربٍ» يتيح لنا الدفاع عن سيادتنا

أي هدفٍ أمني «اصطادتْه» المُسَيَّرتان في ضاحية «حزب الله»؟

الكاتب:بيروت - «الراي» ... إسرائيل عاجلتْ معادلة نصرالله بـ 3 غارات على «جبهة جبريل» في البقاع

توحي التطوراتُ اللاهبةُ في الأيام القليلة الماضية وكأن المنطقةَ ومعها لبنان أمام «وليمةِ نارٍ» يصعب التكهّن بحجمها ومَداها بعدما سدّدتْ إسرائيل ضربةً موجعة لـ«حزب الله» وإيران في سورية (عقربا) قبل أن تكْسرَ «قواعد الاشتباك» مع الحزب في لبنان بطائرتين مُسَيَّرتَيْن دهمتا عقر داره في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأحد، ثم تُلاقي «معادلة الردع» التي رَسَمها أمينه العام السيد حسن نصر الله، وقبل أن «يجفّ حِبْرُها»، بشنّ غاراتٍ فجر الاثنين على موقع للجبهة الشعبية - القيادة العامة (يتزّعمها أحمد جبريل) في البقاع اللبناني على تخوم الحدود مع سورية. وبات جلياً أن المنطقة صارت في قلب مرحلة جديدة من «التطاحن» على عتبة «الانفجار الكبير» المؤجَّل، في ظلّ إنفلاش المواجهة كـ«بقعة الزيت» ومحاولة ضمّ لبنان إلى سورية والعراق كساحاتٍ خلْفية للمُنازَلة المتعاظمة بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي رَفَع مستوى «ربْط الأحزمة» في بيروت تحسّباً لخطواتٍ غير محسوبة قد تُفْضي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة. وتتقاطع تقديراتُ الخبراء الذين يتابعون مجريات اللعب على حافة الهاوية في المنطقة عند الجزم بأنه لا يمكن الفصل بين ما جرى في سورية قبيل منتصف ليل السبت - الأحد وما حدَث فجر أول من أمس في الضاحية الجنوبية. وقد عبّر نصر الله بوضوح عن هذا الربط في اطلالته عصر الأحد إذ وَصَفَ الحدَثين بأنهما تطور «خطير جداً جداً جداً»، رَسَمَ حياله معادلةً مزدوجة عنوانها بمواجهة «المُسيَّرات» في سماء لبنان: سنُسْقِطُها، وبمواجهة «النقلة النوعية» التي شكّلها الاستهداف «القاتِل» لعناصره في سورية: سنردّ عبر لبنان وليقف الجيش الإسرائيلي على الحائط على «إجر ونص» ولينتظِرنا. وكشفت معلومات خاصة لـ«الراي» عن أن الهجوم الإسرائيلي في عقربا جرى عبر صواريخ يزِن الواحد منها نحو طن من المتفجرات وهي استهدفت مزرعة تحوّلت مركزاً للقوات الحليفة لسورية، أي للقوات الإيرانية ومقاتلي «حزب الله»، وهو الهدف الذي يحوي مركزاً للطائرات المُسَيَّرة ويقع على بعد ما بين 10 إلى 15 كيلومتراً عن مطار دمشق. وأشارت المعلومات إلى أن المنطقة المُسْتَهْدَفة تحوي مراكز عدة أصيب أحدها، ما أدى لمصرع مقاتليْن من «حزب الله» وجرح اثنين، أما الخسائر الإيرانية فغير معروفة تماماً رغم تقارير تحدثت عن سقوط قتلى. ولم يكن ما حصل في ضاحية بيروت الجنوبية أقلّ وطأةً، رغم الغموض الذي يحوط بـ«العملية» التي يصعب الكشف عن تفاصيلها، خصوصاً في ظلّ توقف دوائر خبيرة عند ضعف الرواية عن أن الهدف كان مبنى وحدة العلاقات الإعلامية لـ«حزب الله»، «فالأمر لا يستوي من الناحية العسكرية بعدما تأكد أن لا وجود لأي شخصية ذات وزن في المبنى المذكور». وفي ضوء فحْص الجوانب اللوجستية للحادثة، ذكرت هذه الدوائر أن الطائرتين المُسَيَّرتين اللتين استُخدمتا هما من الصناعة الإسرائيلية القديرة، خصوصاً في مجال الطائرات من دون طيار، وأن الطائرة الأولى كانت استكشافية وتصويرية على عكس الثانية المسلّحة والانتحارية والتي يُرجّح أن تكون وجّهت ضربة لهدف أمني على جانبٍ من الأهمية. وكان لافتاً ما أورده موقع «لبنان 24»، نقلاً عن مصادر مطلعة من أن هدفَ العملية الإسرائيلية في الضاحية «كان إصابة هدف مهم للحزب، ويستحق المخاطرة بعملية عسكرية مباشرة قد تؤدي إلى ردّ قاس من (حزب الله)»، مشيرة إلى «أن الاحتمالات التي يتم تداولها في البعض الأوساط هي وجود مخزن لأسلحة نوعية، وقد لا يكون المقصود بذلك صواريخ بل أمور تقنية تكنولوجية». ومن هنا، فإن أوساطاً سياسية مطّلعة ترى عبر «الراي» أن نصرالله سعى في إعلانه عن ملاقاة المرحلة الجديدة بما تقتضيه، وبما يشبه «إعلان الحرب» في السماء وعلى الحدود، إلى «ربْط نزاع» استباقي بإزاء المنحى الذي سلكتْه إسرائيل في العراق ضدّ مخازن الصواريخ وذلك على قاعدة توجيه رسالة حازمة بأن «حزب الله» ليس «الحشد الشعبي» وأنه لن يسلّم بمسارٍ من الاستهداف المتدحْرج له ولو عبر ضربات موْضعية من ضمن حلقات المعركة الكبرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبين إيران وأذرعها. و«لم تتراجع» إسرائيل أمام تحذيرات نصرالله، بل عاجلتْ «الخط الأحمر» الذي حدّده بضربة لأحد الفصائل الفلسطنية الحليفة لإيران والنظام السوري وهي «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» التي استهدفتْها بـ3 غارات (ليل الأحد - الاثنين بطائرات من دون طيار «إم كا») عند سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، غرب زحلة من دون تسجيل إصابات بشرية، قبل أن تتَعمّد تل أبيب التي امتنعت عن تسيير دوريات قرب الحدود مع لبنان، رفْع مستوى «تحدّيها الجوي» لمعادلة «حزب الله» الجديدة بالإكثار من طلعات «المُسيَّرات» في سماء البقاع والجنوب. وعلى وقع هذه التطورات الصاخبة، بدا لبنان الرسمي وكأنه مُرْبك حيال المنزلق المباغت الذي جاء من خارج أجندة الطوارئ المالية - الاقتصادية التي كان منكبّاً عليها، رغم الالتقاء الجامع على اعتبار ما حصل في الضاحية الجنوبية «عدواناً إسرائيلياً وخرقاً للقرار 1701». وبعدما كان رئيس الحكومة سعد الحريري أكد لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (اتصل بالحريري الأحد) «بذل كل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس والعمل على تخفيف حدة التوتر»، رفع الرئيس ميشال عون سقف الموقف الرسمي لأعلى مستوى بإبلاغه الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أن لبنان «الذي تقدّم بشكوى الى مجلس الأمن رداً على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لأن ما حصل هو بمثابة اعلان حرب يتيح لنا اللجوء الى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا». وأكد «ان الاعتداء على الضاحية وكذلك على منطقة قوسايا، يخالفان الفقرة الاولى من القرار 1701، وما يسري على لبنان في مندرجات هذا القرار الدولي يجب ان ينطبق على إسرائيل أيضاً». وأضاف عون لكوبيتش في موقف اعتُبر بمثابة تغطية لمعادلة نصرالله الجديدة: «سبق أن كررتُ أمامكم ان لبنان لن يطلق أي طلقة واحدة من الحدود ما لم يكن ذلك في معرض الدفاع عن النفس، وما حصل (أول من) أمس يتيح لنا ممارسة هذا الحقّ»، معرباً عن خشيته «من أن تؤدي اعتداءات إسرائيل الى تدهور في الأوضاع خصوصاً اذا تكررت ووضعت لبنان في موقع الدفاع عن سيادته إذ لا نقبل ان يهدّدنا احد بأي طريقة». وبعدما تشاور عون مع الحريري، تقرر دعوة المجلس الاعلى للدفاع الى اجتماع طارىء في قصر بيت الدين بعد ظهر اليوم للبحث في تداعيات الاعتداءين الاسرائيليين. وقال الحريري إن «إسرائيل ارتكبت انتهاكاً واضحاً لسيادة لبنان بهجوم الطائرات المسيرة»، وطالب المجتمع الدولي «برفض هذا الانتهاك الصارخ». لكنه أضاف إن الحكومة اللبنانية «تريد تجنب انزلاق الوضع إلى تصعيد خطير».

اللواء.....رعب الرد والحرب: إستنفار الجبهات وعواصم القرار

تحقيق حزب الله يركِّز: من أين جاءت المسيَّرتان.. وهيئة الإغاثة في الضاحية

بدا اليوم الأوّل في أسبوع ما بعد تغيير قواعد الاشتباك بين لبنان وإسرائيل، وكأنه مثقل بالهموم، على مسارات ثلاثة:

1- مواجهة احتمالات جرّ إسرائيل لبنان إلى مواجهة تتخطى ما هو معلن في التهديدات المتبادلة على ضفتي الحدود.

2- المضي قدماً في البرنامج الحكومي الرامي إلى معالجة المشكلات العالقة والملحة كالنفايات الصلبة والمنزلية، فضلاً عن إطلاق الاستعداد لمواجهة اقتراب موسم المدارس وفصل الشتاء.

3- التحرّك السريع، على مستوى المسؤولية السياسية والنيابية والنقدية لتدارك التصنيف الائتماني السلبي للبنان، عبر إطلاق ورشة واسعة، بدءاً من الاجتماع في مقر الرئاسة لممثلي الكتل النيابية وكبار المسؤولين النقديين والاقتصاديين للتداول في كيفية مواجهة الوضع الاقتصادي الصعب.

ومع ما يمكن وصفه بـ«رعب الرد والحرب» وامتداد الاستنفار إلى كل الجبهات، فضلاً عن عواصم القرار، وصف الرئيس ميشال عون هجوم الطائرتين الاسرائيليتين في الضاحية الجنوبية بأنه «بمثابة إعلان حرب»، مؤكداً حق لبنان في الدافع عن سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، في حين أبلغ الرئيس سعد الحريري سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ان «الحكومة اللبنانية ترى انه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، ولكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه لهذا الخرق الفاضح لسيادتنا». ولليوم الثاني على التوالي، تجري الإدارة الأميركية اتصالات مباشرة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ اتصل به نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وابلغه دعم واشنطن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من التهديدات الوشيكة، وفقاً للتعبير الأميركي، فيما دعت السفارة البريطانية في تل أبيب رعاياها للإسراع بالعودة إلى بلادهم، في أقرب فرصة ممكنة. ولم تمنع حالة الترقب والحذر السائدة هذه، من إطلاق التحقيقات في الذي حدث. وعلمت «اللواء» من مصدر قريب من التحقيقات ان التحقيق إنطلق، وان الطائرتين المسيّرتين انطلقتا من لبنان، وهذا ما قصده السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأن الحزب قرّر الرد على الاختراق، الذي بات مكشوفاً لديه، وملاحقة الفاعلين، ومن لبنان.

استنفار سياسي وأمني

وفي تقدير مصادر مطلعة ان العدوان الإسرائيلي الجديد، سواء على الضاحية الجنوبية، أو على قوسايا في البقاع، فاقم من وطأة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان، وأضاف بعداً جديداً، أو عبئاً على أزماته الداخلية، بغرض اشعاره بأن الحديث عن الاستقرار، الذي يتغنى به المسؤولون لم يكن يوماً بعيداً عن تماس الأزمات الإقليمية والصراعات الدائرة سواء في الإقليم أو على الصعيد الدولي، الأمر الذي يفرض على أهل الحكم فيه السعي الجدي أكثر نحو تمتين الوحدة الوطنية، ومعالجة كل الثغرات التي ينفذ فيها الشقاق والخلافات بين القوى السياسية المختلفة. واللافت للانتباه ان التدخل الإسرائيلي في الوضع الداخلي اللبناني استمر لخلق مزيد من التوتير الامني والعسكري والبلبلة السياسية، فبعد اربع وعشرين ساعة على العدوان الذي جرى بطائرتين مسيرتين على منطقة حي معوض في عمق الضاحية الجنوبية، نفذت طائرات معادية غارة جوية على مواقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادية العامة، في منطقة قوسايا عند الحدود اللبنانية – السورية لكن من الجهة اللبنانية للسلسلة الشرقية، لم تسفر عن وقوع ضحايا. واعلن المسؤول العسكري والامني في لبنان للجبهة راتب النمر «ابوراتب»، ان العدوان الاسرائيلي الذي تعرضت له مواقع الجبهة استهدف مركز قيادة المسؤول العسكري والامني المركزي للجبهة خالد جبريل، وقال لـ»اللواء»: ان الطائرات الاسرائيلية المعادية القت عند الواحدة والربع بعد منتصف ليل الاحد – الاثنين اربعة صواريخ اصابت ثلاثة منها المركز واقتصرت الاضرار على الماديات، بينما لم ينفجر الصاروخ الرابع وعملت وحدات الهندسة في الجبهة على تفكيكه وتفجيره، وقد تصدّت مضاداتنا الارضية للطائرات المغيرة ومنعتها من تحقيق كامل اهدافها. ولحسن الحظ اننا نجري كل فترة عملية تبديل وتغيير لقادتنا وكوادرنا لأسباب امنية ماحال دون وجود جبريل في الموقع. واوضح ابو راتب: اننا نأخذ العداون على انه استهداف مقصود لأغتيال خالد جبريل ردا على مقابلته معه الاسبوع الماضي عبر قناة «الميادين»، والذي اعلن فيه ان اسرائيل كانت تعتقد انها حصلت بموجب الاتفاق مع روسيا قبل اشهر على جثة احد جنودها، لكن الحقيقة انها حصلت على نصف جثة والنصف الاخر لا زال لدينا. وشهدت الحدود الجنوبية، من منطقة الوزاني وكفركلا وصولاً إلى بلدة العديسة هدوءاً حذراً وترقباً لما يمكن ان تؤول إليه الأوضاع في القرى الحدودية، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي وتوعد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالرد بإسقاط أي طائرة إسرائيلية مسيرة تخرق الأجواء اللبنانية، وغابت حركة دوريات الجيش الإسرائيلي الراجلة والمؤللة، فيما تمركز الجنود الاسرائيليون داخل مواقعهم المحصنة على طول الخط الأزرق، في حين واصل الجيش اللبناني وقوات «اليونيفل» دورياتهما المشتركة كالعادة، وتمركز البعض الآخر قبالة العديسة، بينما حلقت أكثر من طائرة حربية واستطلاعية إسرائيلية في الأجواء البقاعية والجنوبية. وازاء حال الترقب الذي عاشه اللبنانيون أمس، كان من الطبيعي ان يواكب أركان الحكم هذه التطورات باستنفار سياسي لمواجهة احتمالات ما يمكن ان يطرأ على الأرض، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لردع إسرائيل عن القيام بأي مغامرة عسكرية، وبوقف انتهاكاتها اليومية لقرارات مجلس الأمن. وسجل على هذا الصعيد أمس تشاور بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في التطورات التي استجدت بعد العدوان الاسرائيلي على كل من الضاحية الجنوبية في بيروت ومنطقة قوسايا في البقاع. وتقرر دعوة المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع طارئ يعقد الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بيت الدين، ويحضره الوزراء أعضاء المجلس وقادة الأجهزة الأمنية، وذلك لمناقشة المستجدات واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها. وسبق ذلك لقاء للرئيس عون، ومن ثم للرئيس الحريري وكذلك الرئيس نبيه بري مع الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وحسب المعلومات الرسمية، ابلغ عون المسؤول الدولي ان «لبنان الذي تقدم بشكوى الى مجلس الامن ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت، يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لان ما حصل هو بمثابة إعلان حرب يتيح لنا اللجوء الى حقنا في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا». وقال: «سبق أن كررت امامكم ان لبنان لن يطلق طلقة واحدة من الحدود ما لم يكن ذلك في معرض الدفاع عن النفس، وما حصل أمس يتيح لنا ممارسة هذا الحق». وأعرب «عن خشيته أن تؤدي اعتداءات إسرائيل الى تدهور في الأوضاع خصوصا اذا ما تكررت ووضعت لبنان في موقع الدفاع عن سيادته»، وقال: لا نقبل ان يهددنا احد باي طريقة، علما اننا شعب يسعى الى السلام وليس الى الحرب. واعتبر الرئيس عون أن «التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب قبل نهاية هذا الشهر، بات حاجة ملحة وضرورية للمحافظة على الاستقرار على الحدود». اما الرئيس الحريري، فقد جمع سفراء وممثلي مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وقال امامهم انه دعا إلى هذا الاجتماع نظراً لخطورة الموقف واستهداف إسرائيل لمنطقة مدنية مأهولة، دون أي اعتبار للقانون الدولي أو أرواح المدنيين. وقال ان «الحكومة اللبنانية ترى انه من المصلحة تفادي أي انزلاق للوضع نحو تصعيد خطير، لكن هذا يحتاج إلى إثبات المجتمع الدولي رفضه للخرق الإسرائيلي الواضح للسيادة اللبنانية والقرار 1701، وبالتالي تحميل إسرائيل مسؤولية هذه الخروقات». وأبلغ الحريري الحاضرين أن «لبنان سيتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص ما حصل»، متوجها إليهم بالقول: «من المهم جدا أن تحافظ دولكم على التوافق الموجود بينكم للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، لأن أي تصعيد قد يتطور إلى دورة عنف إقليمية لا يمكن لأحد التنبؤ بالمدى الذي ستبلغه». وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها ضمن إطار تحركها، وان هناك ضرورة للتهدئة، لكن هذه التهدئة يجب ان تبدأ من الجانب الإسرائيلي، متوقعة ان تحضر هذه التطورات في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم في السراي، وان لم يكن اليوم فعلى الارجح بعد غد الخميس، حيث ترددت معلومات عن احتمال عقد جلسة لمجلس الوزراء في بيت الدين، رغم ان الوزراء لم يتبلغوا بأي توجه في هذا المجال.

طاولة حوار اقتصادي

وأشارت المصادر إلى انه مثلما بدأت الإقامة الرسمية للرئيس عون في قصر بيت الدين مكثفة على مدى ثمانية أيام، ستنتهي في المنوال نفسه في التاسع والعشرين من اب الجاري على ان يعود الى القصر الجمهوري في بعبدا مفتتحا النشاط الرسمي بإجتماع اقتصادي ومالي موسع الأثنين المقبل يشارك فيه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية. واوضحت المصادر المطلعة ان الهدف من طاولة الحوار الاقتصادي الخروج بتوافق على سلسلة اجراءات من اجل الوضع الأقتصادي وتحمل الجميع المسؤولية في هذا الظرف وايجاد معالجة لهذا الوضع بأسرع وقت ممكن على ان تكون القرارات بمثابة خارطة طريق من اجل تنفيذها. وعلم ان معظم المدعوين وافقوا على هذه المشاركة. يُشار إلى ان الأسواق المالية، بقيت في الأيام الأولى للعمل، بعد صدور تقريري «ستاندر اند بورز» و«فيتش» هادئة، وبقي سعر صرف الليرة عادياً، ولم يسجل ما هو خارج المألوف. ونفت مصادر مصرفية تسجيل أي تحويلات غير اعتيادية من الليرة إلى الدولار، أو خروج أي ودائع من لبنان، معتبرة ان أي كلام حول ذلك يفتقد إلى المصداقية وبالتالي لا أساس له من الصحة. وزار رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير السراي الحكومي، وطمأن الرئيس الحريري إلى ان الوضع الاقتصادي في لبنان مستقر وكذلك الليرة والوضع المصرفي. ولفت إلى ان «ملاءة المصارف تفوق الـ16 في المائة، وبالتالي لم يتغيّر وضع المصارف نتيجة صدور التقريرين، بل على العكس اعتبرنا انهما حافز إيجابي للاقتصاد والدولة اللبنانية، مشدداً على انه حان الوقت ان تبدأ الدول بالتفكير في الاقتصاد. واستقبل الرئيس الحريري مساء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الأوضاع المالية والنقدية.

جلسة النفايات

ويترأس الحريري ظهر اليوم جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يخصصها لمناقشة ملف النفايات في بيروت والشمال والجبل، كان قد استبقها باجتماع تمهيدي للجنة الوزارية المكلفة متابعة هذا الملف، ناقشت على مدى ساعة تفاصيل خارطة الطريق التي وضعها وزير البيئة فادي جريصاتي الذي اعتبر ان اجتماع اللجنة كان بمثابة الخرطوشة الأخيرة لإنجاز درس الخطة الموضوعة بموضوعية، خصوصا وانها تلحظ إنشاء 25 مطمراً يتوزعون على كافة المناطق. لكن الوزير جريصاتي، ردّ على المعترضين على إقامة المطامر، بأن يقوموا له البديل، علماً ان الجلسة قد لا تكون كافية لحسم كامل الملف. ويحمل جريصاتي في جعبته، ضمن خارطة الطريق، أكثر من مشروع قانون ومرسوم يسمح للبلديات بفرض رسوم لكي تتولى مسألة الفرز من المصدر، كان محط جدل وسجال وصخب في لجنة البيئة النيابية. ويتضمن مشروع القانون رسوماً وضرائب جديدة تحت عنوان «الأحكام المالية الانتقالية العائدة لقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة»، الذي يلحظ رسوماً مباشرة لتغطية كلفة جمع النفايات ونقلها، وأخرى غير مباشرة لتغطية كلفة معالجة النفايات الصلبة والتخلص منها، وكذلك رسوماً على المنتجات المستوردة التي تصبح نفايات بعد استخدامها أو ينتج عن استعمالها نفايات. ويجيز المشروع للبلديات فرض رسوم، فصلية أو سنوية، على الوحدات السكنية ضمن جدول وُضع خصيصاً لتحديد التعرفة مقابل «تفعيل الفرز من المصدر» الذي ستشرف عليه البلديات نفسها حسب القانون، وتبلغ 120 ألف ليرة سنوية عن كل شقة تفوق مساحتها 120 مترا مربعاً لتصل إلى نحو 240 ألف ليرة سنويا عن الشقق التي تزيد على 400 متر مربع، وكذلك على المؤسسات التجارية والشركات والمكاتب والعيادات والمستشفيات والمدارس والجامعات (الرسم بحسب عدد الطلاب والنزلاء، ويصل إلى حدود 48 مليون ليرة سنوياً) والمصانع (تصل إلى 9 مليون ليرة سنوياً للمصنفين فئة أولى) والمطاعم والملاهي الليلية والفنادق والمنتجعات السياحية (حسب المساحة وتصل إلى حدود 24 مليون ليرة). ويفرض مشروع القانون ضرائب على السلع على أنواعها.

الوضع الميداني

ميدانياً، عاشت المناطق الحدودية، يوماً حذراً، فغاب الجنود الاسرائيليون عن المشهد، ولزموا مواقعهم العسكرية، فيما غطت سماء المناطق الحدودية، قنابل مضيئة.. وتسبب بعضها بحرائق في مزارع شبعا، فيما أفادت المعلومات عن تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق عاصمة الجنوب صيدا ليل أمس. وكانت طائرات «MK» تحلق فوق البقاعين الغربي والمتوسط. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان رئيس أركان الجيش الجنرال أفيف كوخافي طلب بتعزيز المنطقة الحدودية بعناصر عسكرية وآليات، وتعزيز نشر القبة الحديدية. وليلاً، نقلت القناة 13 عن ناطق إسرائيلي ان تل أبيب أبلغت لبنان، عبر وسطاء، انه إذا نفذ حزب الله هجوماً ضد أهداف إسرائيلية فالحكومة اللبنانية ستتحمل المسؤولية.

بيان صادر عن المقاومة الإسلامية

بعد قيام الخبراء المختصين في المقاومة الإسلامية بتفكيك الطائرة المسيرة الأولى التي سقطت في الضاحية الجنوبية تبين أنها تحتوي على عبوة مغلفة ومعزولة بطريقة فنية شديدة الإحكام وأن المواد الموجودة بداخل العبوة هي من نوع C4 وزنة العبوة تبلغ 5.5 كيلوغرام. وبناءً على هذه المعطيات الجديدة التي توفرت بعد تفكيك الطائرة وتحليل محتوياتها فإننا نؤكد أن هدف الطائرة المسيرة الأولى لم يكن الاستطلاع وإنما كانت تهدف إلى تنفيذ عملية تفجير تماماً كما حصل مع الطائرة المسيرة الثانية. وبالتالي فإننا نؤكد أن الضاحية كانت قد تعرضت ليل السبت - الأحد الماضي لهجوم من طائرتين مسيرتين مفخختين، تعطلت الأولى فيما انفجرت الثانية. وإننا نضع هذه المعطيات الجديدة والثابتة أمام اللبنانيين والرأي العام وأهالي الضاحية الجنوبية الشرفاء...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,149,081

عدد الزوار: 6,757,181

المتواجدون الآن: 124