سوريا..تعهدات بـ 7 مليارات دولار للاجئين والنازحين السوريين... وعين النظام على تغيير ديموغرافي...عشرة آلاف «داعشي» في قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» ..دمشق قلقة من «انتصار» منقوص... واحتدام تنافس موسكو وطهران..تركيا تفاوض روسيا لإنشاء «مركز تنسيق مشترك» شمال غربي سوريا...مقترحات من «الأزمات الدولية» لموسكو وأنقرة لـ«تجنب أفضل الخيارات السيئة» في إدلب...

تاريخ الإضافة الجمعة 15 آذار 2019 - 5:44 ص    عدد الزيارات 2064    التعليقات 0    القسم عربية

        


تعهدات بـ 7 مليارات دولار للاجئين والنازحين السوريين...

سكاي نيوز..وكالات – أبوظبي.... بلغت قيمة التعهدات التي أعلنها المجتمع الدولي للاجئين والنازحين السوريين خلال مؤتمر المانحين الذي عقد الخميس في بروكسل، سبعة مليارات دولار، بحسب ما أعلنت المفوضية الأوروبية التي شاركت في ترؤس المؤتمر مع الأمم المتحدة. وأعلن المفوض الأوروبي خريستوس ستيليانيدس في ختام المؤتمر أن "إجمالي التعهدات بلغ سبعة مليارات دولار"، علما بأن الأمم المتحدة كانت قدرت الحاجات للعام 2019 بتسعة مليارات دولار. وأعلن الاتحاد الأوروبي، أكبر مانح للمعونات في العالم، تقديم 560 مليون يورو (633 مليون دولار) هذا العام، بينما يخطط لتقديم نفس المبلغ في العام المقبل وعام 2021. كما صرحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، بأن الاتحاد الأوروبي سيقدم لتركيا 1.5 مليار يورو إضافية لمساعدتها في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أنقرة لمنع اللاجئين والمهاجرين من مغادرة تركيا إلى أوروبا. وكان الاتحاد الأوروبي قد منح تركيا بالفعل حوالي 3 مليارات يورو للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين هناك. وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 396 مليون دولار لدعم اللاجئين. وحذرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات الفكر من أن الصراع، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص وأثار موجة من الهجرة زعزعت استقرار جيران سوريا وأصابت أوروبا أيضا، لا يزال بعيدا عن نهايته. ويعيش حوالي 80 بالمائة من السوريين داخل البلاد في فقر مدقع، ويعزف اللاجئون عن العودة خوفا من العنف أو التجنيد أو السجن. وقالت موغريني إن الاتحاد الأوروبي يأمل أن يعطي اجتماع المانحين زخما لمحادثات السلام المتوقفة التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة. لكن الاتحاد يرفض المساهمة في إعادة إعمار البلاد حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية. وتغيبت سوريا عن مؤتمر المانحين. فلم توجه الدعوة إلى ممثلين عن الحكومة أو المعارضة، لكن ممثلي منظمات المجتمع المدني في بروكسل الذي حضروا المؤتمر أعربوا عن قلقهم من أن تضغط الدول المانحة على اللاجئين السوريين للعودة، على الرغم من المخاطر والشكوك التي يواجهونها.

«السورية للطيران» تبدأ رحلات بين أبو ظبي واللاذقية في 26 مارس.. تعمل على تشغيل خطوط إلى القاهرة والدوحة والكويت

الراي..دمشق - رويترز - أعلنت وزارة النقل السورية، عن عودة الرحلات بين أبو ظبي ومدينة اللاذقية وبالعكس، ابتداء من 26 مارس الجاري. وذكرت في بيان، أن «هذه الرحلات ستكون كل يوم ثلاثاء بهدف تغطية الطلب الكبير على السفر من الإمارات إلى سورية خصوصاً في ظل وجود جالية سورية كبيرة موزعة في الإمارات، ومع بدء فصل الربيع واقتراب العطلة الصيفية». وأضافت أن «هذه الرحلة تضاف إلى الرحلة الأسبوعية التي استمرت السورية للطيران بتسييرها من الشارقة إلى اللاذقية وبالعكس كل يوم جمعة». وأشارت إلى أن «إعادة تشغيل خط أبوظبي، سيؤمن إيرادات إضافية لمؤسسة الطيران العربية السورية، وسيخفف على القادمين عناء الخيار الثاني وهو مطار بيروت ما يوفر الوقت والجهد عليهم». وأوضحت الوزارة أن «الشركة السورية للطيران، تعمل على تشغيل 3 محطات أخرى، من اللاذقية إلى القاهرة والدوحة والكويت وبالعكس، كما تدرس في الوقت ذاته تشغيل رحلة أسبوعية إلى موسكو مع بداية فصل الصيف».

نازحو سوريا ينتظرون.. وعين النظام على تغيير ديموغرافي

العربية نت...المصدر: بيروت- جوني فخري .. يغيب الإجماع ووحدة الموقف الرسمي في مقاربة القوى اللبنانية للنزوح السوري الذي بدأت موجاته تتدفّق في اتّجاه القرى والمناطق اللبنانية بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، محوّلةً لبنان إلى مخيم كبير يستضيف نحو مليون ونصف المليون نازح سوري. وبين العودة الطوعية للنازحين التي يشدد عليها المجتمع الدولي والعودة الآمنة التي يختلف اللبنانيون على تفسيرها، انقسم لبنان إلى معسكرين. الأول يمثله التحالف الذي يقوده "حزب الله" والذي يدعو إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري بغية الوصول إلى صيغة لإعادة النازحين إلى بلادهم. في المقابل يعارض "تيار المستقبل" بزعامة سعد الحريري و"القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع والحزب "التقدمي الاشتراكي" بزعامة وليد جنبلاط أي ربط لموضوع عودة اللاجئين السوريين بمسألة تطبيع العلاقات مع نظام دمشق، بل يدعو إلى أن تتم بالتعاون مع المجتمع الدولي وروسيا من أجل توفير ضمانات دولية تحمي العائدين من أي اضطهاد مُحتمل. إلا أن الخلافات اللبنانية برزت مُجدّداً بعد زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب (المُقرّب من النظام السوري) إلى سوريا قبل يومين لبحث خيارات عودة هؤلاء النازحين. وهو أكد منذ تولّيه مهامه الوزارية أن لا حل لهذه الأزمة إلا بالتواصل المباشر مع النظام السوري.

لاجئون سوريون في لبنان خلط أوراق مذهبية

غير أن "حماسة" الوزير الغريب لجهة رهانه على ايجابية النظام السوري في التعاطي مع ملف النازحين تبددت بعد زيارته الأخيرة لدمشق. فوفق معلومات "العربية.نت" "عاد الوزير المحسوب على حلفاء النظام السوري ممتعضاً من الجانب السوري، إذ لمس أنه غير متحمّس لعودة النازحين السوريين وهو ما يُناقض المشهد الذي يحاول النظام تسويقه للرأي العام العالمي أنه مندفع ومتحمّس لإعادتهم إلى وطنهم. وبحسب المعلومات أيضاً، فإن النظام السوري يرفض عودة النازحين لأن معظمهم من معارضيه (من السنّة)، ويُفضّل أن يبقوا حيث هم من ضمن خطّة لخلط أوراق التوازنات المذهبية والسياسية في سوريا مستقبلاً، بحيث يُخفف من الثقل السنّي في البلاد بما يناسب العلويين ليبقوا في السلطة.

حقائق على عدم العودة

هذه المعلومات تتقاطع مع دعوة الرئيس سعد الحريري قبيل القائه كلمته في مؤتمر "بروكسيل 3"، إلى الضغط على النظام في سوريا كي تتحقق العودة"، قائلا "يجب الضغط على النظام في سوريا من قبل كل الأصدقاء والحلفاء، لكي يعود النازحون إلى سوريا". وتعززها أيضاً جملة حقائق تؤكد ان النظام السوري هو من لا يرغب في عودة النازحين. فوزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغر كشف في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لوفد لبناني، عن عدم رغبة رئيس النظام السوري بشار الأسد بعودة النازحين، كذلك عدم وجود رغبة دولية بعودتهم من الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم.

تغييرات ديموغرافية

كما أن العودة الطوعية للنازحين التي تنظّمها المديرية العام للأمن العام على دفعات مرتبطة بموافقة النظام السوري الذي تُرسل إليه الأسماء ويوافق على مَن يريد منها، ويرفض مَن يريد. وإلى هاتين الحقيقتين، اتّخذ النظام السوري خطوات عدة تؤكد عدم رغبته في عودة أكثر من 6 ملايين نازح شرّدتهم الحرب لعل أبرزها القانون الرقم 10، الذي أقرّه مجلس الشعب السوري في 19 ابريل/نيسان الفائت، عنوانه تنظيم المناطق في شكل معاصر كجزء من عملية إعادة الاعمار، إلا أن جوهره يَستهدف فئة واحدة فقط من المواطنين السوريين لونها وموقفها واضح لإحداث تغييرات ديموغرافية في البلاد. ويفقد نحو عشرة ملايين سوري ملكية أراضيهم وتسقط حقوقهم الاستملاكية لمنازلهم نتيجة "القانون 10" الذي يُمهل السوريين مقيمين ومنتشرين ونازحين في لبنان والعالم ثلاثين يوماً (تم تعديله لمدة عام) للتوجه إلى بلادهم وتسجيل ممتلكاتهم لدى وزارة الإدارة المحلية، على أن يتم استدعاؤهم من قبَل الدولة السورية مجدّداً بعد خمسة أيام من التسجيل، ومَن لا يحضر في الوقت المحدّد تسقط ملكيته وتصبح ملكَ الدولة السورية. وفي هذا السياق، أكد النائب عن "تيار المستقبل" محمد الحجار، للعربية.نت "أن هذا القانون إضافةً إلى جملة تدابير يتّخذها النظام كمسألة التجنيد الاجباري واعتقال النازحين العائدين وتصفية بعضهم، تؤكد أن النظام السوري يريد أن يُنجز عملية تغيير ديموغرافي في المناطق السورية التابعة له". ولفت إلى "أن معظم القوى اللبنانية متّفقة على ضرورة عودة النازحين إلى بلدهم، لكننا لا نريد أن تكون هذه العودة مدخلاً للاعتراف بشرعية النظام السوري المسؤول الأوّل عن تدمير سوريا وتشريد أبنائها". وسأل الحجار "هذا النظام يتعاطى بشكل مباشر مع الأردن الذي يستضيف آلاف النازحين، فلماذا إذاً لم يعودوا إلى سوريا حتى الان"؟ كما اعتبر "أن المطلوب اليوم تأمين موجبات هذه العودة الطوعية-الآمنة من خلال ايجاد حلّ سياسي للازمة السورية ينتج عنه تشكيل حكومة سورية مُعترف بها دولياً وتؤمّن عودة النازحين". وتضاعفت الخلافات اللبنانية- اللبنانية حول مقاربة قضية النازحين السوريين مع انعقاد مؤتمر "بروكسل 3" المخصص لدعم مستقبل سوريا والمنطقة الذي عُقد على مدى اليومين الفائتين، من خلال عدم دعوة وزير شؤون النازحين صالح الغريب ضمن الوفد اللبناني الذي رأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، ما دفعه إلى الاحتجاج على عدم ضمّه إلى الوفد. وكانت روسيا أعلنت إطلاق مبادرة تقترح فيها إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وذلك بعد أيام على لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في العاصمة الفنلندية هلسنكي في ١٦ تموز/يوليو ٢٠١٨.

الباغوز تفرغ أنفاقها.. استسلام المئات وخروج أطفال وجرحى

المصدر: العربية.نت- وكالات... تحصي منطقة الباغوز، على الضفة الشرقية لنهر الفرات، شمال شرق سوريا، لحظاتها الأخيرة قبل التخلص من آخر الدواعش، بعد أن استمر الخميس خروج المزيد من عناصر داعش، يرافقهم نساء وأطفال وجرحى من التنظيم. وأمكن رؤية العديد من الرجال يعرجون أثناء خروجهم من الباغوز سيراً على طريق ترابي على تل صخري، وبصحبتهم أطفال يبكون ونساء منتقبات، ويجرون حقائب ويحملون أخرى على ظهورهم، بحسب ما أفادت وكالة رويترز. وكان بعض الرجال مصابين أو يستندون إلى عكازات. كما رفع آباء وأمهات أطفالهم على الأكتاف لصعود التل وتركوا عربات الأطفال بالأسفل. وفي السياق، أعلن مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية بتغريدة على حسابه على تويتر مساء الخميس، أن نحو 1300 متشدد وأسرهم خرجوا الخميس

وفي جزء من مخيم لداعش الذي روع لسنوات مناطق شاسعة في سوريا والعراق، سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام قليلة تناثرت الأنقاض وأجزاء معدنية محطمة وأشجار نخيل متساقطة. وانتشرت على أرض المخيم أغطية وسجاد وأحشية فراش قذرة ممزقة ودراجات نارية مهمَلة. يذكر أن الهجوم على الجيب الأخير لداعش في سوريا تأجل مرارا خلال الأسابيع الماضية للسماح بإجلاء الآلاف، وكثيرون منهم من أقارب المسلحين. وقد فر بالفعل عشرات الآلاف من الجيب خلال الأسابيع الماضية ونُقل معظمهم إلى مخيم في الهول بشمال شرق سوريا.

رئيس الائتلاف السوري يلتقي المبعوث الأميركي في بروكسل وشدد على ضرورة محاسبة مجرمي الحرب

...ايلاف...بهية مارديني.. التقى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لسوريا، جيمس جيفري، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وبحث معه أهمية حماية المدنيين وخاصة بعد ارتكاب المجازر الحالية على يد نظام الأسد في إدلب. وأشار مصطفى ، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى أنه "بات من الواضح قيام النظام بعمليات تصعيد عسكرية ضد المدنيين بالتزامن مع أي استحقاق أو مؤتمر لخدمة الشعب السوري"، مضيفاً أنه "من المهم جداً الحفاظ على اتفاق إدلب"، وتفعيل العملية السياسية بإشراف كامل من الأمم المتحدة.

فرصة هامة

وقال مصطفى إن مؤتمر بروكسل فرصة هامة لتقديم الدعم للشعب السوري والتخفيف من معاناته، وأشار إلى أن جميع المشاريع المقدمة من الداعمين معرضة للتهديد بسبب استمرار نظام الأسد بعمليات القصف والتدمير. وشدد على أن الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري يجب أن يكون عن طريق الحل السياسي الذي حددته قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254. وأضاف أن الائتلاف الوطني يتطلع إلى المزيد من التحرك السياسي والدبلوماسي من جانب الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أن ذلك من شأنه إعادة التوازن إلى العملية السياسية والوصول إلى دولة آمنة ومستقرة وخالية من نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الإرهابية. واعاد مصطفى الحديث عن ضرورة أن يكون هناك محاسبة لكافة مجرمي الحرب، بما في ذلك الجرائم المترتبة على استخدام السلاح الكيماوي وعمليات القصف والتدمير، إضافة إلى التعذيب الوحشي في السجون والتهجير القسري، ودعا إلى اتخاذ موقف أكثر جدية ضد نظام الأسد وعدم الاكتفاء بمراقبة جرائمه. وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في المنطقة الشمالية الشرقية، ولفت رئيس الائتلاف الوطني إلى ضرورة التنسيق مع تركيا، واتخاذ خطوات مشتركة بهذا الموضوع.

استمرار المحادثات

من جانبه، أكد جيفري أن المحادثات التركية الأميركية لا تزال مستمرة، وأشار إلى أهمية وجود وفد من الائتلاف الوطني على هامش مؤتمر بروكسل، وجدد دعم بلاده لمطالب الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة والقضاء على كافة التنظيمات والميليشيات الإرهابية. كما أكد على أن "واشنطن لا ترى أي حل ممكن في سوريا غير الحل السياسي"، منوّهاً إلى أن نصف الشعب السوري بات خارج مناطق سيطرة النظام بسبب العمليات الإجرامية المرتكبة بحقه..

عشرة آلاف «داعشي» في قبضة «قوات سوريا الديمقراطية» وتوقعات بحسم المعركة خلال ساعات

(الشرق الأوسط)... الباغوز - دير الزور (سوريا): كمال شيخو.. من على تلة الباغوز الاستراتيجية الواقعة على ضفاف نهر الفرات شمالاً، تقف مجموعة من الجنود الأميركيين، ومسؤولون عسكريون من التحالف الدولي، ومقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية»، يرصدون خروج مسلحي تنظيم «داعش» المتطرف، عبر طريق جبلي وعر، صعوداً إلى أعلى القمة، يسلكه هؤلاء المقاتلون بعد استسلامهم من آخر رقعة أرض كانت خاضعة لمسلحي التنظيم قبل طردهم، يوم أمس. طُلب منهم الجلوس على الأرض في صفوف متراصة بانتظار دورهم للتفتيش. أُعطيت التعليمات إلى عائلاتهم بالابتعاد إلى نقطة قريبة، للخضوع بدورهم إلى الاستجواب. بعدها يبدأ عناصر من الحراسة يتبعون «قوات سوريا الديمقراطية» كانوا مقنّعين يلبسون نظارات سوداء، بأخذ بصمات اليد والعين بعد عمليات تفتيش دقيقة. يذهب المصابون والجرحى برفقة دورية عسكرية إلى مكان تشرف عليها نقطة طبية مؤلفة من ممرضين وطبيب ميداني. وكان المقاتلون السوريون يقفون في طابور طويل، فيما اصطفّ العراقيون والعرب في طابور محاذٍ، أما المقاتلون المتحدرون من جنسيات غربية وأوروبية كانوا يقفون في مكان ثانٍ قريب على قمة الجبل. يبدأ محققون باستجواب العناصر المتشبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش». يطرحون أسئلة عن البطاقات الشخصية واسم الدولة والجنسية التي يحملها كل شخص، والمكان الذي كان يعيش فيه قبل سفره إلى سوريا، ومطارات الدول التي عبر من خلالها حتى وصل إلى وجهته، والمناطق التي انتقل بينها في كل من سوريا والعراق خلال سنوات عمله مع التنظيم المتطرف. وأوضح عدنان عفريني القيادي الميداني في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر التنظيم، ومنذ إعلان الحملة العسكرية الحاسمة، ليل الأحد الماضي: «استسلم بشكل جماعي أكثر من 3 آلاف مسلح خلال الأيام الماضية، يومياً نلقي القبض على العشرات منهم، والبعض يستسلم خلال المعارك العنيفة التي لا تزال مستمرة»، ليرتفع عدد عناصر التنظيم لدى القوات إلى نحو 10 آلاف مسلح منذ بداية الهجوم في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، ونفى عفريني بشكل قاطع خروج أي مسلح من التنظيم عبر صفقة أو الهدن التي أُعلِنت مراراً خلال المعركة الأخيرة، مضيفاً: «لا توجد لدينا معلومات مؤكدة عن فرار عناصر (داعش) إلى مناطق النظام، أو نحو العراق، أنوه بأنهم يمتلكون شبكة أنفاق توصلهم إلى نهر الفرات والحدود العراقية، نعمل على اكتشافها وتدميرها». ليس خافياً على أحد أنّ هؤلاء هم عناصر «داعش» المتطرف، الذين أثاروا الرعب بقواعده المتشدّدة وأحكامه المتوحشة، يتحدرون من دول روسية وبلدان غربية وعواصم أجنبية وعربية وتركية، فالتنظيم أصدر مناهجه الدينية وعُملته الخاصة في ذروة قوته، وقبل 5 أعوام كان «داعش» يسيطر على 88 ألف كيلومتر مربع تمتد بين شرق سوريا وغرب العراق، تعادل مساحة بريطانيا، معلناً خلافته المزعومة، وفرض سلطة متوحشة على قرابة 8 ملايين نسمة، وجمع مليارات الدولارات من النفط والسلب والسرقة والاختطاف. بشعره الطويل غير المهذب ولحيته الحمراء، يقول مقاتل في بداية عقده الثالث (رفض ذكر اسمه) يُشتبه بانتمائه للتنظيم، يتحدر من المغرب، كان يعيش في مناطق «داعش» منذ خمس سنوات، انتقل بين إدلب والرقة وشمال الفرات، وقال: «بالبداية كنت مقاتلاً ثم توليتُ مهام إدارية وكنت أشرف على الرحبات العسكرية بحكم دراستي بالهندسة الميكانيكية، الجميع كان يرابط على الجبهات، وهذه تُعد من ركائز العقيدة لدى التنظيم». أما خير الدين، القادم من أوزبكستان، البالغ من العمر 35 سنة، فكشف أنه كان يعمل «دعوياً في جهاز الحسبة الخاضع للتنظيم»، وادعى عدم مشاركته في المعارك القتالية، واقتصر عمله على تدريس وتنظيم الدوائر. وبكلمات عربية ركيكة ثقيلة قال: «لا أتكلم العربية كثيراً، كنتُ دعويّاً، توجد معي زوجتي وأطفالي، نحن نعيش في سوريا منذ 4 سنوات، كنا في دير الزور والميادين بعدها جئنا للباغوز قبل 6 أشهر»، ويدعي خير الدين أنه حاول الفرار أكثر من مرة من مناطق التنظيم لكنه تعرض للاحتيال: «حاولت الهروب كثيراً، المرة الأولى تعرضتُ للنصب بمبلغ ألفي دولار، المرة الثانية دفعنا المال والمهرّب أخذنا للحدود العراقية وهناك لم نعرف الطريق وكُشف أمرنا». وتكبد تنظيم «داعش» خسائر فادحة في سوريا والعراق، وطُرد من جميع المدن والبلدات الحضرية، لكن عناصره يبسطون السيطرة على جيب صحراوي إلى الغرب من نهر الفرات في منطقة البادية الشامية، تحيط به القوات النظامية الموالية للأسد مدعومة من ميليشيات إيرانية والطيران الروسي، ومن الجهة العراقية، القوات الحكومية والحشد الشيعي. كما يوجد عدد كبير من المسلحين التابعين للتنظيم في أفغانستان ومصر وليبيا وجنوب شرقي آسيا وغرب أفريقيا، وعدد أقل في الصومال واليمن والساحل الأفريقي. بينما أشار زاهد (25 سنة) المتحدر من دمشق، إلى أنه كان مسجوناً لدى التنظيم، وبعد الإفراج عنه لم يُسمح له بمغادرة مناطق التنظيم، وقال: «أدخلتُ بضاعةً مهرّبة من مناطق النظام بتدمر لمنطقة التنظيم، ألقوا القبض عليّ وسُجنت عندهم ثلاثة أشهر، حاولت مراراً الهروب دون جدوى. وكنت أخاف من افتضاح أمري، كنتُ سأتعرض للسجن مرة ثانية». وعمدَ تنظيم «داعش» في ذروة نشاطه إلى بثّ الشعور بالرعب، من خلال نشر صور وأفلام مروعة، مثل مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً بشهر فبراير (شباط) 2015، وتعليق رؤوس وجثث عشرات الجنود السوريين (شبه عرايا) الذين أُسِروا في مطار الطبقة العسكري في يوليو (تموز) 2014، وتصفية عشرات الصحافيين الأجانب وعاملين في منظمات إغاثة من جنسيات غربية وأوروبية. وأكد مقاتل روسي كان في بداية عقده الرابع أنّه قرر المجيء لسوريا قبل عامين ونصف العام بعد دراسة الأدب العربي في مسقط رأسه، لممارسة طقوسه الدينية بحرية، وتحدث بلغة فصحى وكلمات عربية مفهومة ليقول: «قررتُ أنا وعائلتي السفر لمناطق التنظيم لأنها أعلنت خلافة إسلامية، بعد أشهر شعرنا بالندم، خدعونا، قالوا لنا إن الطبابة بالمجان، ويدفعون رواتب عالية، لكن ذلك كله كان كذباً بكذب». لكن المئات من مقاتلي التنظيم قرروا القتال حتى النهاية، ولا تزال تُسمع أصوات اشتباكات متقطعة في بعض المواقع شرق الباغوز، ويرجح مسؤولون عسكريون من «قوات سوريا الديمقراطية» وجود خلايا نائمة وعناصر مختبئين في أنفاق وخنادق تحت الأرض قد يشنون هجمات انتحارية. وآخر جيب كان يسيطر عليه التنظيم كان بلدة الباغوز التابعة لناحية السوسة في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور، بلغ عدد سكانها نحو 11 ألفاً، بحسب إحصاء أجري في سوريا سنة 2004، لكن ومنذ شهر سبتمبر (أيلول)، العام الماضي، وبعد الهجوم الواسع الذي شنته «قوات سوريا الديمقراطية» لطرد عناصر التنظيم من آخر موطئ قدم، نزح إليها عشرات الآلاف من مدن وبلدات السوسة والشعفة وهجين الواقعة على حوض نهر الفرات شمالاً، إلى جانب المناطق العراقية المحاذية لسوريا التي طُرد منها عناصر التنظيم. وأكد سليمان (28 سنة)، وهو مقاتل تونسي، أنّ المعاملة لدى التنظيم كانت بحسب الجنسيات، على الرغم من أنّ بلده كانت من بين أكثر الدول التي قدم منها عناصر التنظيم، فالعراقي يكون أميراً والشيشاني والإيغور والقادمون من دول روسيا الاتحادية كانوا قادة، أما باقي الجنسيات من العرب والأجانب يتولون مناصب متدنية، وتُوكَل لهم مهام إدارية وتنظيمية، وقال: «العراقيون نافذون، والشيشان والروس قادة، ومجلس الشورى كانوا بضع شخصيات مقربة من البغدادي، والأخير لم يشاهده أحد سوى في إطلالته على مسجد الموصل بخطبته الوحيدة والأخيرة، منتصف 2014». وباستسلام مسلحي «داعش» يُسدل الستار على الفصل الأخير من بقاء التنظيم الإرهابي جغرافياً. مئات من الرجال يرتدون لباساً طويلاً ويجلسون في العراء وسط أرض جبلية قاحلة مع هبوب رياح مغبرة. من ملامحهم يبدو عليهم أنهم قادمون من مسافات بعيدة، قطعوا آلاف الكيلومترات لوجهتهم، سوريا، أكثر منطقة ساخنة في الشرق الأوسط منذ 2011، لطالما حلموا بالعيش في كنف «الخلافة» المزعومة، لكن انتهى بهم المطاف في نقطة تفتيش بانتظار تحديد مصيرهم بعد استسلامهم. ومع استمرار الاشتباكات العسكرية التي دخلت يومها الخامس، يرجح مسؤولون عسكريون من «قوات سوريا الديمقراطية» أن تنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث يدافع مسلحو تنظيم «داعش»، غالبيتهم من جنسيات أجنبية، بعنادٍ عن آخر بقعة أرض، متحصنين في أنفاق وخنادق داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري.

دمشق قلقة من «انتصار» منقوص... واحتدام تنافس موسكو وطهران

«داعش» يلفظ أنفاسه الأخيرة وقصف إدلب عشية الذكرى الثامنة للاحتجاجات السورية

الشرق الاوسط..لندن: إبراهيم حميدي.. عشية الذكرى الثامنة لانطلاق الاحتجاجات السورية، تجد دمشق صعوبة في ترجمة «الانتصار العسكري» الذي تراكم خلال السنة الأخيرة ولم يصل إلى الاكتمال الجغرافي، إلى «انتصار سياسي»؛ ما يترك الباب مشرعاً حول مستقبل سوريا القلق وسط احتدام التنافس الروسي - الإيراني، وانخراط خمسة جيوش في البلاد. خلال السنة الأخيرة، استعادت قوات الحكومة السيطرة على غوطة دمشق وجنوب سوريا والجنوب الغربي، لتصل إلى 60 في المائة مساحة الأراضي التابعة للحكومة. ولا يزال ثلث مساحة البلاد تحت سيطرة حلفاء واشنطن، و10 في المائة منها تحت سيطرة حلفاء أنقرة. (مساحة سوريا 185 ألف كيلومتر مربع) سكتت أصوات النار ولم تعد تحلق الطائرات في أجواء العاصمة لقصف الغوطة، ولا تسقط قنابل على شوارعها، لكن المدينة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تزداد يوماً بعد يوم. ولم يكن الهدوء واستتباب الأمن كافيين لتشجيع دول عربية وغربية لإعادة فتح سفاراتها في دمشق، وتوقف مسيرة التطبيع العربي - الغربي وجهود إعادة دمشق إلى الجامعة العربية.

- أربع حروب

وكان الرئيس بشار الأسد قال في خطاب الشهر الماضي: «ما زلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب» هي: الحرب العسكرية و«الحصار» الاقتصادي والحرب ضد الفساد، و«معركة دعائية» على وسائل التواصل الاجتماعي. في الجنوب، حيث كان الأهالي ينتظرون عودة الخدمات والكهرباء، عادت المظاهرات إلى الظهور في درعا بعد نصب تمثال للرئيس حافظ الأسد بعدما نصب في حماة ودير الزور. ولا يزال التوتر مسيطراً على محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، المجاورة. وإذ عادت إيران و«حزب الله» إلى الجنوب لتجنيد عناصر سورية في ميليشيات تابعة لها بعدما سحبت العناصر غير السورية بموجب تفاهمات أميركية - روسية. كما أن التنافس بين موسكو وطهران يحتدم على تجنيد الشباب في ضوء دعم الجيش الروسي لنسخ عدة من «الفيلق الخامس» الذي يضم مقاتلين كانوا معارضين. ويشمل التنافس تقديم ضمانات للشباب الذين وقّعوا «تسويات» وترتيب أمور الخدمة العسكرية. لا يقتصر التنافس على الشباب، بل يشمل البعد الاقتصادي. وبعدما جمدت روسيا في بداية 2017 اتفاقيات اقتصادية بين دمشق وطهران تتعلق بالفوسفات والمشغل الثالث للهاتف النقال وميناء نفطي، عادت إيران لإعطاء زخم إضافي لهذه الاتفاق قبل أسبوعين، حيث بدا أن الكفة السورية تميل حالياً إلى الحضن الإيراني. ويمتد التنافس الخفي إلى حدود نهر الفرات؛ إذ إن روسيا دعمت انتشار مقاتلين من «فيلقها الخامس» قرب النهر قرب ميليشيات سورية دربتها إيران في انتظار «اليوم التالي» للانسحاب الأميركي.

- تمديد الاقامة

كان مقرراً أن ينسحب الأميركيون في نهاية الشهر المقبل، لكن الرئيس دونالد ترمب وافق على تمديد إقامة قواته مع حلفاء أوروبيين لإمساك أوراق تفاوض مع روسيا وضبط نفوذ إيران وحماية الأكراد ومنع عودة «داعش» ما بعد هزيمته الجغرافية. وتصادف الذكرى الثامنة للاحتجاجات مع قرب انتهاء التنظيم الذي كان يسيطر ذات يوم على نصف مساحة البلاد، أن «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية تخوض المعارك الأخيرة ضده في الباغوز. ويعقد المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» جيمس جيفري اليوم مؤتمراً صحافياً لتقديم موقف واشنطن من مرحلة ما بعد «داعش». كان جيفري شارك في المؤتمر الدولي للمانحين في بروكسل، الذي شارك فيها مسؤولون من دول الجوار والمجتمع المدني؛ لتوفير الدعم المالي للاجئين والنازحين السوريين. وحددت الأمم المتحدة الاحتياجات المالية لسنة 2019 بنحو 5.5 مليار دولار (4.4 مليار يورو) لمساعدة نحو 5.6 مليون لاجئ سوري خارج بلدهم في تركيا، ولبنان، والأردن، وفي العراق، ومصر، في حين قدرت أنها تحتاج إلى 3.3 مليار دولار (2.9 مليار يورو) للنازحين داخل البلاد. سياسياً، بقي الربط بين المساهمة في الإعمار والحل السياسي. وإلى بقاء ملف السلاح الكيماوي على المائدة الدولية، أعيد طرح ملف العقاب والمحاسبة. ويسعى المبعوث الدولي الجديد غير بيدرسن إلى الاتفاق مع روسيا لتشكيل اللجنة الدستورية وقواعد عملها وإعادة طرح «السلال الأربع» التي تشمل الحكم، والدستور، والانتخابات، والأمن ومكافحة الإرهاب ضمن مهمته لتنفيذ القرار الدولي 2254. وأكد وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، أمس «يجب أن يجلس النظام السوري حول طاولة المفاوضات في جنيف». وأضافت بلجيكا والكثير من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وهي فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والسويد، وهولندا، والدنمارك، شرطاً آخر، هو مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في سوريا.

- مثلث الشمال

ولا يزال القلق مخيماً على مستقبل «مثلث الشمال» الذي يضم إدلب وأرياف حلب واللاذقية وحماة، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص. وتخضع مدينة إدلب، في شمال غربي سوريا، لسيطرة «هيئة تحرير الشام» التي شكّلها الفرع السابق لتنظيم «القاعدة» في سوريا، وتمثل آخر معقل مناهض للنظام. وتعرضت أول من أمس مدينة إدلب لأول قصف منذ سنة ولأعنف غارات منذ توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق خفض التصعيد في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أيام من تسيير دوريات عسكرية تركية قرب 12 نقطة عسكرية في العمق السوري. وقال ديدييه رايندرز: «الحرب لم تنته في سوريا». وتحدث ممثل الأمم المتحدة في السياق نفسه محذراً من أن «شن هجوم عسكري ضخم على إدلب من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية». خلال السنة المقبلة الحصول على إجابات تتعلق بالأمور التالية: مستقبل مناطق شرق الفرات وقاعدة التنف الأميركية، المفاوضات بين دمشق والأكراد، المنطقة الأمنية شرق الفرات بين أميركا وتركيا، مستقبل إدلب والاتفاق الروسي - التركي، التطبيع العربي - الغربي مع دمشق، منعكسات العقوبات والأزمة الاقتصادية في مناطق الحكومة، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية، وجهود تل أبيب للحصول على اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، إضافة إلى مآلات التنافس الروسي - الإيراني في مناطق الحكومة.

تركيا تفاوض روسيا لإنشاء «مركز تنسيق مشترك» شمال غربي سوريا

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أعلنت تركيا أنها تواصل العمل مع روسيا لإنشاء مركز تنسيق مشترك، حول الأوضاع في محافظة إدلب السورية. وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، الأسبوع الماضي، على تسيير دوريات في إدلب، لافتاً إلى أن الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح. وقال إن الطرفين اتفقا على إنشاء مركز عمليات مشترك. وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية صدر أمس، لم يعلق أكار على قصف الطيران الروسي لمدينة إدلب، أول من أمس، الذي أودى بحياة مدنيين. وتعرضت إدلب إلى قصف بالطيران الحربي استهدف الأحياء السكنية وسط المدينة، بحسب الدفاع المدني في المنطقة، الذي أشار إلى أن 4 غارات شنها الطيران الحربي على وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم 7 أطفال وامرأة، إضافة إلى إصابة 49 شخصاً، بينهم 19 امرأة و6 أطفال. وتعرض مخيم للنازحين شرق بلدة كفرعميم قرب مدينة سراقب، فجر أمس، إلى غارتين بالطيران الحربي الروسي، ما أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة 19 آخرين. ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت غارة جوية على مقر لـ«هيئة تحرير الشام»، وإن قوة الفضاء الروسية دمرت مستودع أسلحة تابعاً لـ«هيئة تحرير الشام» الإرهابية في محافظة إدلب السورية، و«تم تنفيذ غارة جوية شديدة الدقة بالتنسيق مع تركيا». وجاء القصف ضمن حملة التصعيد التي يقوم بها النظام السوري على المنطقة، رغم دخولها في «اتفاق سوتشي» الموقع بين روسيا وتركيا، في 17 سبتمبر (أيلول) 2018. وكانت تركيا قد سيرت أول دورية عسكرية في المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، الجمعة الماضي، بالتزامن مع دورية روسية خارجها. وذكرت مصادر تركية، أمس، أن مسؤولين عسكريين روساً وأتراكاً بدأوا مفاوضات لتسيير دوريات مشتركة في منطقة تل رفعت، وأنهم اجتمعوا في مدينة أعزاز الواقعة ضمن منطقة «درع الفرات» التي تسيطر عليها فصائل «الجيش السوري الحر» المدعومة من تركيا. وأضافت المصادر أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة، لمنع أي هجمات من جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية، على القوات التركية. كما تم تحديد الطرق التي سيستخدمها الجنود الأتراك والروس في الدوريات المشتركة. ونقلت صحيفة «صباح» التركية عن مصادر، قولها إنه تم الاتفاق على تسيير الدوريات المشتركة، بداية من جنوب شرقي الطريق السريعة، أعزاز – حلب – تل رفعت، بطول 20 كيلومتراً، وستشمل الدوريات مطار منغ العسكري. وأضافت المصادر أنه تم الاتفاق على التدابير الأمنية التي ستطبق خلال الدوريات؛ حيث سيستخدم الجنود الأتراك والروس مركبات مدرعة. وسترافق القوات الجوية للبلدين الدوريات إذا لزم الأمر. وأشارت إلى أنه تم الاتفاق على أن يتم الاستمرار في الدوريات المستقلة للجانبين، إذا حدث ما يعطل تسيير دوريات مشتركة. وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع التركية، نديدة شبنام أكطوب، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي عن مباحثات تجري مع روسيا، لتسيير دوريات مشتركة، لمنع هجمات عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية على القوات التركية، انطلاقاً من بلدة تل رفعت بريف حلب، الخاضعة لسيطرة تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية قوامها الأساسي. وشددت المتحدثة على أن الجيش التركي سيواصل القيام بالرد اللازم على الهجمات التي مصدرها تل رفعت، في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس. وبشأن الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا، قالت المتحدثة: «جهودنا متواصلة بنجاح لتنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب، بالتنسيق مع روسيا، رغم الاستفزازات».

موسكو تنتقد «تسييس» المساعدات الدولية

الشرق الاوسط...موسكو: رائد جبر.. حذّرت موسكو من «مساعٍ لتسييس عملية تخصيص مساعدات دولية لسوريا»، وقالت إن أي جهد من قبل دول مانحة يجب أن يصب في اتجاه إرساء السلام وعودة الحياة الطبيعية إلى المدن السورية. ورأى بيان أصدرته وزارة الدفاع وحمل توقيع «مقر التنسيق الروسي - السوري المشترك» أن عدم دعوة دمشق إلى الاجتماع الدولي الثالث للدول المانحة في بروكسل، يعكس توجهاً لدى أطراف دولية لتسييس عملية تقديم المساعدات لسوريا. وزادت أن المساعدات الدولية يجب أن تمر عبر دمشق لتصب في جهود إعادة السلام وتطبيع الأوضاع بالنسبة للسوريين. وأكد البيان حاجة دمشق للمساعدة المالية الدولية، واستعدادها للعمل بشفافية تامة في إنفاق هذه الأموال. تزامن ذلك مع توجيه انتقادات مماثلة إلى الولايات المتحدة بسبب «ممارستها سياسة التهديد ضد بلدان تسعى إلى المشاركة في عمليات إعادة إعمار سوريا» وفقاً للسفير الروسي لدى الأردن غليب ديسياتنيكوف الذي أبلغ وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية بأن عمان «ترغب في المشاركة في إعادة إعمار سوريا، إلا إن قطاع أعمالها يتعرض لتهديدات مباشرة من الولايات المتحدة بسبب مساعيه هذه». وأوضح ديسياتنيكوف أن لدى الأردن «الإمكانات والنيات اللازمة للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، إلا إنها تواجه عقبات خطيرة تضعها الولايات المتحدة التي يهدد ممثلوها علناً وبشكل مباشر بفرض مختلف العقوبات على أوساط الأعمال الأردنية التي تسعى لممارسة نشاط في سوريا». وأعرب السفير عن ثقة روسيا الكاملة بقدرة الأردن على اجتياز هذه العقبات والإسهام بقسط كبير في إعادة إعمار سوريا، بغض النظر عن جميع الصعوبات. ولفتت الوكالة الروسية إلى أن موسكو انتقدت مواقف بلدان عربية بسبب إعلان رفضها المساهمة في إعادة إعمار سوريا قبل «تحقيق الانتقال السياسي في البلاد في إطار عملية جنيف». وفي مقابل تلك الانتقادات، فاخرت، أمس، صحيفة «فوينيه أوبزرينيه» التابعة لوزارة الدفاع الروسية بما وصفته بـ«تحول في سياسات بلدان عربية نحو روسيا بعد النجاح الملحوظ الذي حققته سياستها في سوريا». ولفتت الصحيفة إلى أن «نفوذ روسيا في الشرق الأوسط نما بسرعة، منذ أن قرر الكرملين أن يدعم بشكل كامل وشامل، بما في ذلك عسكرياً، السلطة الشرعية في سوريا». وكشفت أن عدداً من الخبراء المقربين من الكرملين كانوا حذروا في وقت سابق من أن «الدعم الواضح لدمشق سوف يدمر علاقات موسكو مع جميع خصوم سوريا وعلى رأسهم تركيا وإسرائيل وبلدان عربية» ورجحوا أن «تفقد موسكو أهميتها بالكامل في المنطقة بسبب دعم (الرئيس السوري) بشار الأسد». لكن الصحيفة لاحظت أن النتائج التي تحققت «جاءت عكسية» وأضافت: «كما نرى، انقلب كل شيء. فخلال 4 سنوات من المساعدة الفعالة للغاية للجمهورية العربية السورية في حل مشكلاتها العسكرية والسياسية، نمت مكانة روسيا في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ».

مقترحات من «الأزمات الدولية» لموسكو وأنقرة لـ«تجنب أفضل الخيارات السيئة» في إدلب

توسيع نطاق الدوريات التركية وتخلي «هيئة التحرير» عن الطرق... وضغوط على دمشق لوقف الهجمات

لندن: «الشرق الأوسط»... اقترحت «مجموعة حل الأزمات الدولية» قيام تركيا بالمزيد في إدلب و«توسيع نطاق دورياتها بشكل يغطي كامل المنطقة منزوعة السلاح وتعزيز نقاط المراقبة الثابتة لقواتها، لثني مسلحي إدلب والنظام على حد سواء عن استعمال العنف»، إضافة إلى ضغط موسكو وأنقرة «على الطرفين معاً لوقف الهجمات المتبادلة بينهما وتخلي هيئة تحرير الشام عن سيطرتها على الطرق الرئيسية السريعة». وجاء في تقرير لـ«حل الأزمات الدولية» أن الاتفاق بين تركيا وروسيا الذي وقع في سبتمبر (أيلول) ويحمي محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة من هجمات النظام يتعرض لضغوط متزايدة؛ إذ تصاعدت الصدامات بين المتطرفين وغيرهم من المسلحين داخل إدلب من جهة وقوات النظام من جهة أخرى. الدوريات التي بدأت تركيا مؤخراً بتسييرها تشكل تقدماً نحو تنفيذ الاتفاق الثنائي، لكن ما يزال هناك المزيد مما ينبغي فعله. وقُتل 13 مدنيّاً على الأقلّ، بينهم ستّة أطفال، الأربعاء بضربات جوّية روسيّة على محافظة إدلب السورية هي «الأولى» منذ اتفاق موسكو وأنقرة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال: «خلال الـ24 ساعة الماضية، استهدف الطيران الروسي بعشرات الصواريخ مناطق عدّة في محافظة إدلب، شملت مدينة إدلب التي تعرّضت لقصف الطيران الروسي لأوّل مرّة منذ نحو عام، بالإضافة لقصف طال بلدة سراقب». ولفت «المرصد» إلى أنّ تلك الضربات الروسيّة هي الأولى التي «تستهدف مدينة إدلب منذ أكثر من عام» بعد الغارات الروسيّة الأخيرة عليها في فبراير (شباط) 2018. ومنذ مطلع فبراير، دفعت عمليات القصف التي يشنّها النظام أكثر من سبعة آلاف شخص إلى النزوح من مدينة خان شيخون في جنوب إدلب في اتجاه شمال المحافظة. وتشكل منطقة إدلب آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة السورية، ويقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة. ليس هناك وسيلة واضحة لتحييد جهاديي إدلب دون أن يكون لذلك كلفة إنسانية مروّعة؛ حيث إن هجوماً للنظام سيرسل موجات من اللاجئين نحو الحدود التركية ويمكن أن يؤدي إلى نشر جهاديي إدلب حول العالم. في التفاصيل، تحاشت محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها هجوماً عسكرياً شاملاً – لكن من غير الواضح إلى متى ستتمكن من تجنب ذلك، إذ أن روسيا والنظام السوري قالا إنهما «لن يسمحا باستمرار الوضع الراهن في إدلب وأنهما حريصتان على استعادة دمشق للمنطقة في أقرب فرصة ممكنة. لكن هجوماً للنظام مدعوماً من روسيا سيحدث كارثة إنسانية، ويخرج أعداداً كبيرة من اللاجئين بشكل يؤدي إلى زعزعة استقرار تركيا المجاورة ويبعثر مسلحين قد يحدثون فوضى عارمة عالمياً». منذ سبتمبر 2017. ساعد وقف جزئي لإطلاق النار بموجب اتفاق «خفض التصعيد» بين تركيا وإيران وروسيا في حماية إدلب. كما منع اتفاق تم التوصل إليه في سبتمبر 2018 بين تركيا وروسيا، وأعلن في منتجع سوتشي على البحر الأسود، ما كان يبدو هجوماً وشيكاً للنظام وعزز الاتفاق السابق. لكن من المهم أن اتفاق «خفض التصعيد» الأصلي ألزم جميع الأطراف بعزل ومحاربة التنظيمات المتطرفة، وأن اتفاق سوتشي حدد إجراءات إضافية لتطهير منطقة منزوعة السلاح داخل إدلب من «التنظيمات الإرهابية المتطرفة». وأفاد التقرير: «يقع عبء تنفيذ اتفاق سوتشي بشكل رئيسي على تركيا، التي قصّرت حتى الآن في الوفاء بمسؤولياتها. في هذه الأثناء، تصاعدت الهجمات المتبادلة بين مسلحي إدلب وقوات النظام. إن تسيير دورية تركية في المنطقة منزوعة السلاح في 8 الشهر الجاري، يشكل تقدماً كبيراً، لكن اتفاق سوتشي يتطلب المزيد». داخل إدلب، تشكل «هيئة تحرير الشام»، وهي النسخة الأحدث لـ«جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، الفصيل المسلح الأكثر أهمية. بعد أن كسر خصومها المسلحون سيطرتها المطلقة على إدلب في مطلع العام 2018. أعادت «هيئة تحرير الشام» إحكام قبضتها على كل منطقة إدلب في يناير (كانون الثاني) 2019. إضافة إلى «هيئة تحرير الشام»، فإن بعض المجموعات المسلحة الأخرى في إدلب تضم متطرفين لهم أطماع عالمية، إلا أن معظمها إسلامية بشكل عام ولكن يمكن فهمها على نحو أفضل بوصفها تجليات شعبية مسلحة للمجتمعات المحلية في إدلب. بالنسبة إلى «هيئة تحرير الشام»، ليس من الواضح تماماً ما تمثله اليوم. فمع عدم إمكانية تحقيق نصر عسكري في سوريا، استثمر الفصيل في مشروع حكم إسلامي محلي. ويعبّر كبار شخصياتها علناً عن الالتزام بـ«الجهاد»، لكنهم عملياً أظهروا بعض البراغماتية والمرونة. لقد توصلت «هيئة تحرير الشام» بشكل متكرر إلى تسويات مع تركيا تخالف المسلّمات بينما تضمن حتى الآن بقاء التنظيم. لا يبدو أن الهجوم العسكري على إدلب وشيك الحدوث؛ إذ إن هجوماً للنظام مدعوماً من روسيا سيكون مكلفاً جداً، عسكرياً، وبالنظر إلى الكلفة الإنسانية المرتفعة، سيكون ذا كلفة سياسية مرتفعة أيضاً. بدلاً من ذلك، تبدو روسيا ميالة لإعطاء الأولوية لعلاقتها مع تركيا والمحافظة على العملية السياسية في سوريا. «ما الذي ينبغي فعله؟»، تسأل «مجموعة حل الأزمات». تجيب: «ينبغي على تركيا أن تفعل المزيد في إدلب إذا أريد لوقف إطلاق النار أن يستمر. كما ينبغي على تركيا توسيع نطاق دورياتها داخل منطقة إدلب بشكل يغطي كامل المنطقة منزوعة السلاح وتعزيز نقاط المراقبة الثابتة لقواتها، لثني مسلحي إدلب والنظام على حد سواء عن استعمال العنف. كما ينبغي على تركيا وروسيا أن تضغطا على الطرفين معاً لوقف الهجمات المتبادلة بينهما. إضافة إلى ذلك، على تركيا أن تضغط على هيئة تحرير الشام كي تتخلى عن سيطرتها على الطرق الرئيسية السريعة التي تعبر المنطقة، وأن تقوم مع روسيا بتأمين الطرق أمام التجارة». «لا يشكل تجنب مواجهة عسكرية كارثية في إدلب واحتواء مسلحي المنطقة حلاً دائماً. لكن حتى الآن، يشكل ذلك أفضل خيار متوفر يحمي حياة السكان»، بحسب التقرير.

 



السابق

أخبار وتقارير...تشاؤم أوروبي حيال التزام لبنان بوعوده تجاه النازحين...تقارير فرنسية تكشف {أسرار} التطورات في الجزائر.. ..تقرير الخارجية الأميركية لم يشر إلى الجولان والضفة وغزة بـ «تحت الاحتلال»...البرلمان الأوروبي يدعو إلى تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد..المدارس الثانوية الأميركية مبتلية بضغائن وحقد عنصري..ألمانيا تتولى مهمة تحليل صندوقي الطائرة الإثيوبية الأسودين...جولة ماكرون الأفريقية... هموم سياسية واستراتيجية والبحث عن شراكات اقتصادية..واشنطن وبروكسل تحذران من «دبلوماسية فخ القروض» لبكين..روسيا تحصن طريق بحر الشمال بنظم دفاع صاروخية جديدة..تركيا: القبض على 14 «داعشياً أجنبياً» تسللوا من الحدود مع سوريا والعراق..

التالي

اليمن ودول الخليج العربي....ميليشيا الحوثي تبتز أسر المعتقلين.. خطف وسلب وتهجير..إشادة أميركية بمرونة الشرعية... الحوثيون يحددون الشهر المقبل موعداً لملء المقاعد البرلمانية الشاغرة..الرياض: تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بقضية مقتل خاشقجي..الجبير: حل أزمة سوريا يعني انسحاب إيران وميليشياتها...مؤتمر مجالس «التعاون الإسلامي» يشدّد على «مركزية القضية الفلسطينية»...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,706,062

عدد الزوار: 6,909,548

المتواجدون الآن: 108