لبنان...لمصلحة مَنْ توريط لبنان بمواجهة مع السعودية؟... الراعي يؤكّد على متانة العلاقة مع المملكة.. وحزب الله يلزم الصمت حول مصير التسوية...تعافي السندات بالدولار... وسلامة يتحدث عن مرحلة استقرار نسبية ..حِراك دولي «فوق عادي» مواكبةً للأزمة في لبنان.. فرنسا تربط استقرار المنطقة بوقف التدخلات الإيرانية...السبهان: الحريري يتحدّث وهم يلطمون ... لهذا استعان البخاري بـ «بات مان»...لبنان يتحضّر لـ «كباش» بدء المفاعيل السياسية لاستقالة الحريري ورئيس الحكومة رسم «خريطة الطريق»... وإيران و«حزب الله» يستبقان المرحلة «هجومياً»....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2548    التعليقات 0    القسم محلية

        


لمصلحة مَنْ توريط لبنان بمواجهة مع السعودية؟... الراعي يؤكّد على متانة العلاقة مع المملكة.. وحزب الله يلزم الصمت حول مصير التسوية...

اللواء... بعد المقابلة التلفزيونية التي أطلق خلالها الرئيس سعد الحريري مواقف ادرجت على وجه الاجمال بأنها «ايجابية»، وانعشت الآمال بإمكانية معالجة استقالة الحكومة، التي حدّدت مكامن الداء في الأداء الرسمي، سواء في توازنات التسوية السياسية، أو النأي بالنفس، والابتعاد الفعلي عن الأزمات العربية، والنأي بالنفس، لا سيما بالنسبة لحزب الله الذي يتولى بالنيابة عن إيران «ادارة معارك» أو المساهمة مباشرة بالعمليات العسكرية، من سوريا إلى العراق إلى اليمن، عبر إطلاق الصواريخ على الداخل السعودي، وتهديد المصالح الحيوية للمملكة، بقصف مطار الملك خالد الدولي، وتهديد مصافي النفط والمنشآت المدنية والاقتصادية. ما قاله الرئيس الحريري في مقابلته كان واضحاً وجازماً: التسوية السياسية قائمة، والعودة إلى بيروت قريبة، وتقديم الاستقالة سيحصل وفقاً للأصول، لكن المرحلة السابقة لا يمكن الاستمرار بها.. وما لم يوضحه الرئيس الحريري مباشرة، اوضحه عضو كتلة «المستقبل» النائب عقاب صقر الذي أشار إلى ان التسوية الماضية تغيرت تماماً، وانتهت شروط تسوية الدوحة، وعلينا ان نبحث عن تسوية جديدة، والرجوع عن الاستقالة ممكن بتوفر شرطين في سلاح حزب الله: يكفي التصريح بأنه سينسحب من العالم العربي عسكرياً وامنياً ويبدأ الخطوات، وأنه سيعلن العودة إلى طاولة الحوار لبحث قضية سلاحه.

كيف تعاملت بعبدا مع الموقف الجديد؟

الأوساط السياسية سجلت تعاطياً سلبياً مع المنحى الذي فتحته مقابلة الرئيس الحريري، تقول الأوساط نفسها لـ«اللواء»: بدل ان يلاقي فريق رئيس الجمهورية الأجواء الهادئة والإيجابية للمقابلة وتوجهات من كان يتكلم خلالها، والذي وجّه إشارة طيبة للرئيس ميشال عون، عند منتصف الطريق، ويعلن الاستعداد للبحث في اسبابها وتدارك الضرر الذي يصيب لبنان من تأزم العلاقات مع محيطه العربي لا سيما الخليجي والسعودي، ذهب باتجاه صادم، طرح أسئلة حول المصلحة الوطنية في توريط البلد مع المملكة العربية السعودية؟ فزوار بعبدا ينقلون عن رئيس الجمهورية ان «الحملة الوطنية والدبلوماسية التي خاضها لبنان من أجل جلاء الغموض حول وضع الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية اعطت نتائجها الايجابية». وتساءلت الأوساط ماذا يتضمن هذا الموقف: هل يتضمن إشارة، وصفتها الأوساط العربية، بأنها «استفزازية» للمملكة، ان الضغط عليها نجح، وهي كانت «تحتجز رئيس الحكومة؟». وهذا مجاف للحقيقة، ولا يتفق مع معطيات الاستقالة التي تحدث عنها صاحبها في البيان الذي اذاعه مباشرة عبر شاشات التلفزة.. وتتساءل هذه الاوساط: لماذا يدفع فريق الرئيس إلى استكمال الحملة ضد المملكة؟ وما المصلحة الفعلية في ذلك؟! وتقول هذه الأوساط بدل ان يُطلق فريق الرئيس المبادرة بحكم علاقته المتينة مع «حزب الله» للبحث في وقف تدخله في اليمن وغيرها، تراه يمضي في طريق لا يخدم معالجة الاستقالة ولا ظروفها أو مسبباتها.. وعشية سفره اليوم إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون، عاد الوزير جبران باسيل إلى الحديث عن عودة الرئيس الحريري بحرية إلى لبنان حيث يمكنه الإعلان عمّا يشاء، في إيحاء غير بريء بأن ما أعلنه الرئيس الحريري في المقابلة التلفزيونية لم يكن من زاوية «حريته الكاملة» في إعلان ما يشاء، وهذا تعريض إضافي بالمملكة.. ولم يقف باسيل عند هذا الحد، بل حدّد غداً الأربعاء موعداً لعودة الحريري، وهو الأمر الذي يقرره حصراً الرئيس الحريري.. وهذه التساؤلات العربية المقبلة، لم تخفها دوائر بعبدا التي فضلت «التريث»، معتبرة ان «السعوديين لم يقولوا كلمتهم بعد»، خالصة إلى ان الأزمة لم تنته بعد، على الرغم مما وصفته بالايجابيات التي تتقدّم على السلبيات. وفيما رجحت مصادر مطلعة ان يعود الرئيس الحريري إلى بيروت قبل نهاية الأسبوع، اتجهت الأنظار إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الأحد المقبل في القاهرة لمناقشة التدخلات الإيرانية في القضايا العربية، واتخاذ موقف من هذا التدخل، والموقف الذي يمكن ان يتخذه لبنان، لجهة «النأي بالنفس» أو امتناع وزير الخارجية عن حضور الاجتماع تجنباً للاحراج، والاكتفاء بإرسال مندوب. وسيكون هذا الموضوع مدار مناقشة بين الرئيسين عون والحريري قبل انعقاد الاجتماع. تجدر الاشارة إلى ان «حزب الله» لم يعلن موقفاً مما قدمه الرئيس الحريري من مخارج للأزمة، والحزب معني بها بصورة مباشرة.

ترقب.. وارتياح

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان أولوية الأولويات لدى الرئيس عون في هذه المرحلة هي عودة الرئيس الحريري، مشيرة إلى انه (أي عون) ذكر ذلك منذ اليوم الأوّل وأصر عليه، وهو ينتظر الآن عودة الحريري التي قال انها ستكون قريبة للبحث معه في ملف إعلان الاستقالة. وفيما توقعت المصادر السياسية، ومنها وزير الخارجية جبران باسيل، ان تتم هذه العودة قبل العرض العسكري المركزي في وسط بيروت، في حضور الرئيس عون وأركان الدولة، فإنها سجلت ارتياح رئيس الجمهورية لما ورد في مضمون كلام الحريري، ولا سيما بالنسبة للتمسك بالدستور بما خص تقديم الاستقالة، وما ألمح إليه في ما خص العودة عن الاستقالة، كما بالنسبة لاستمرار التسوية، في حين ان الكلام عن النأي بالنفس يحتاج إلى توضيح، وهو ما سيكون حاضراً في لقائهما. وفي عين التينة، اكتفى الرئيس برّي بالقول في معرض رده على إمكانية عودة الحريري عن استقالته ان «العدول عن الاستقالة فيه عدالة»، معرباً عن انطباعه بأن الرئيس الحريري سيعود إلى بيروت وسيكون بين أهله وشعبه. اما كتلة «المستقبل» التي اجتمعت استثنائياً أمس في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة فقد توقفت بارتياح كبير امام إعلان الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة، ورأت في ذلك بشارة طيبة بشأن طبيعة المرحلة القادمة بما يجعلها تتطلع إلى ان تكون في مصلحة لبنان، ولا سيما لجهة التقدم على مسار تصحيح علاقات لبنان الخارجية مع أشقائه العرب. ورأت الكتلة كذلك، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته، في اطلالة الرئيس الحريري، اطلاقة رجل دولة، كونها أعادت تأكيد مكانته المميزة في المعادلة الوطنية اللبنانية، فضلاً عن انها رسمت خطوطاً واضحة ومسؤولة بشأن المسار المطلوب اتباعه من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، وتحديداً لجهة التأكيد على الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الدائرة في المنطقة، بما في ذلك رفض كل اشكال التدخل الإيراني وادواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة. ولوحظ ان بيان الكتلة تجنّب الإشارة إلى الاستقالة أو العودة عنها، لكن مصادر في تيّار «المستقبل» أبلغت «اللواء» ان لا عودة عن الاستقالة طالما ان الأمور ما تزال كما هي بالنسبة لسلاح «حزب الله» وتدخلاته في عدد من الدول العربية، مشيرة إلى ان لبنان لم يعد باستطاعته الاستمرار بقبول بقاء سلاح «حزب الله» متفلتاً في الداخل، ولا يمكن السماح لإيران بعد الآن بأن تتعامل مع لبنان وكأنه منصة وقاعدة لها لمحاربة العالم العربي. وفي دار الفتوى، اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي خص الرئيس الحريري بتحية، ان حديث الحريري المباشر من بلده الثاني في المملكة العربية السعودية شكل ارتياحاً لدى اللبنانيين وتفاؤلاً بعودته قريباً خلال الأيام المقبلة، ودحض كل الإشاعات والتأويلات التي انتشرت في لبنان والعالم وهو بين أهله وإخوانه في الرياض».

الراعي في الرياض

في هذه الاثناء، حط البطريرك الماروني بشارة الراعي، في أرض المملكة في زيارة تاريخية، بحسب وصف القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد بخاري، باعتباره أوّل بطريرك ماروني يزور المملكة منذ تأسيسها، حيث سيلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم ولي عهده الأمير محمّد بن سلمان الذي سيقيم مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق، كما سيلتقي الرئيس الحريري قبل ان يغادر الرياض متوجها إلى روما. وخلافاً للتوقعات، لم يكن الرئيس الحريري في استقبال الراعي لدى وصوله إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض، كما لم يحضر حفل الاستقبال الذي أقيم على شرفه في السفارة اللبنانية وذلك لأسباب بروتوكولية، في حين كان في استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي عقد مع الراعي لقاء ثنائياً، قبل توجهه إلى مقر اقامته. واعرب الراعي في مطار بيروت عن اطمئنانه وارتياحه لما قاله الحريري في اطلالته التلفزيونية، معتبرا انه أجاب على كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين، وفتح افاقاً جديدة ومهمة، آملاً ان تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن. ووصف الصداقة بين المملكة ولبنان بالتاريخية وقال ان المملكة لم تخذل لبنان مرّة، وهي وقفت إلى جانب لبنان في جميع الأوقات، موضحا انه على الرغم من الأزمات تبقى علاقة الأخوة تجمع لبنان والسعودية التي كانت حاضرة دائما في أزمات لبنان الاقتصادية والسياسية، مؤكدا ان لبنان لا يزول طالما التعايش الإسلامي - المسيحي قائم.

الجامعة العربية

في سياق دبلوماسي، نفت مصادر رسمية لـ «اللواء» ما يتردد حول الضغط لسحب عضوية لبنان من جامعة الدول العربية، بشكل قاطع، ولاحظت انه بالعكس لما يتردد فإن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الأحد، قد يكون جزءا من مسار عربي مواز للنأي بلبنان عن الصراع الحاصل في المنطقة، عبر تلقف الوزراء العرب للأزمة الحالية ومباشرة العمل على حلها، بما يعني ان مواجهة إيران، حسب ما تطالب به السعودية لوقف تدخلها في شؤون المنطقة، ستكون انطلاقا من الجامعة العربية وبموقف عربي موحد.

ارتياح أوروبي ومبادرات

على ان الارتياح الذي اشاعته مواقف الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية أمس الأوّل، لم تقتصر على الداخل اللبناني رسميا وسياسيا وشعبيا، بل شمل ايضا المنتديات الدولية ولا سيما الأوروبية، حيث حضر الوضع اللبناني في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل التي يزورها الوزير باسيل اليوم للقاء نظيرته الأوروبية فيديريكا موغريني، بعد ان يستقبله اليوم ايضا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه في باريس. وعشية اللقاء، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا سجلت فيه بعض الانفراج بعد مداخلة الرئيس الحريري مساء الأحد، مشيرة إلى ان الخروج من الأزمة الحالية يمر بعودة الحريري إلى لبنان وتمكينه من تقديم استقالته إلى رئيس الدولة، في حال كان راغباً بالفعل بالاستقالة، ما لم يكن قد غير رأيه منذ ذلك الوقت. وشدّد البيان على ان فرنسا ضد كل التدخلات في الأزمة اللبنانية، خاصة وأن هذه التدخلات لا تأتي فقط من بلد واحد. ولفت بيان الاليزيه إلى انها ستبقى يقظة جداً، وسنرى ما سيحصل بالفعل خلال الأيام المقبلة، وسنواصل أخذ المبادرات التي نفكر فيها خلال مستقبل قريب، خصوصا بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة. الا ان البيان لم يشر إلى طبيعة هذه المبادرات التي قال انها «تبقى مرتبطة بتطور الأزمة طالما ان الأمور تتحرك كثيرا، علما ان موضوع التوجه إلى مجلس الأمن «لم يتم بعد الدخول في تفاصيله». وجاء البيان الرئاسي الفرنسي في أعقاب اجتماع الرئيس ماكرون بالامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، اللذين تطرقا، بحسب الاليزيه، إلى المبادرات التي يتوجّب اتخاذها لطمأنة اللبنانيين وضمان الاستقرار في لبنان وحمايته من التأثيرات الإقليمية التي يمكن ان تكون مزعزعة للاستقرار، فيما أعلن المتحدث باسم غوتيرس انه لا توجد طريقة لتأكيد طبيعة وجود الحريري في السعودية. وكان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قد دعا من بروكسل إلى «عدم التدخل في شؤون لبنان». وقال عند وصوله إلى الاجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل «لكي يكون هناك حل سياسي في لبنان، يجب أن يكون لكل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حرية حركة كاملة، وأن يكون عدم التدخل هو المبدأ الأساسي». وشدد على أن الحريري «حتى هذه اللحظة، يعلن أنه حر في التحرك، وليس لدينا ما يدعو إلى عدم تصديقه». ولاحقا، اوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس روماني إسباني، «أن الدعوة إلى عدم التدخل موجهة إلى كل الأطراف الإقليميين الضالعين في الأزمة اللبنانية». وقالت في بيان عبر البريد الإلكتروني «نرغب في أن يسمح كل هؤلاء الذين يمارسون نفوذا في لبنان للأطراف السياسية في هذا البلد بممارسة مسؤولياتهم بشكل كامل». وأعلنت موغيريني في ختام اجتماع وزراء الخارجية ان «الاتحاد الأوروبي يطالب بالا يكون هناك أي تدخل خارجي في لبنان»، وقالت: «لا نريد أي تدخل خارجي في لبنان، ونعتبر انه من الضروري تجنّب استجلاب نزاعات إقليمية وتفاعلات إقليمية وتوترات إقليمية إلى لبنان، ولا بدّ من ابقائها خارج هذا البلد».

تعافي السندات بالدولار... وسلامة يتحدث عن مرحلة استقرار نسبية وحوار رئيس الحكومة المستقيل ينعش الوضع المالي في لبنان

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح.... تعافت سندات لبنان الدولارية، أمس، بعدما كانت قد شهدت موجة هبوط شديدة الأسبوع الماضي، وذلك بعدما قال رئيس الوزراء سعد الحريري إنه سيعود للبلاد قريباً، وإنه قد يتراجع عن استقالته إذا وافق «حزب الله» على البقاء بعيداً عن الصراعات الإقليمية. وارتفع الإصدار المستحق في 2024 بواقع 2.4 سنت، بينما ارتفعت الإصدارات التي تستحق في 2027 و2028 و2032 بما يصل إلى 1.6 سنت، حسبما أظهرت بيانات وكالة «رويترز». وقال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أنه «بفضل الدعم الدولي من الولايات المتحدة ومن أوروبا، وظهور رئيس الوزراء سعد الحريري على شاشة التلفزة، وجهود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لصون الوحدة والتواصل مع الأسرة الدولية، أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة استقرار نسبية في الأزمة، لا إلى تسوية للأزمة»، في حين حثّ رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط على وجوب «الحيطة والحذر في هذه الحالة الاستثنائية غير المسبوقة باعتبار أن الدين العام يرتفع استثنائياً». وأمل سلامة في مقابلة أجرتها معه قناة CNBC الأميركية، أن تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي مع تصريح الرئيس الحريري بعودته إلى لبنان، وإجراء محادثات مع الرئيس عون. منوها «لكننا لا نرى مخرجاً للأزمة على المدى القصير». وأكد سلامة، أن «اقتصاد لبنان لديه القدرة على التحمل والصمود، والوضع النقدي مستقر، والليرة اللبنانية ستبقى مستقرة، ولسنا قلقين بشأن القدرة الائتمانية للحكومة والقطاع المصرفي»، لافتاً إلى أن «الأزمة سياسية لا نقدية». وإذ طمأن بأن «لبنان ومصرف لبنان بالتحديد قد اتخذا إجراءات استباقية؛ إذ إن السيولة بالليرة وبالعملات الأجنبية باتت مرتفعة لدى القطاع المصرفي والمصرف المركزي»، تحدث عن «عوامل سياسية إيجابية ترجمت من خلال الخطوات التي قام بها رئيس الجمهورية لصون وحدة لبنان والتعاون الوثيق مع الأسرة الدولية التي دعمت لبنان من خلال تصاريح صادرة عن الولايات المتحدة وأوروبا». وقال: «بفضل وضع السيولة المتين والدعم السياسي الدولي، نأمل أن يسود الاستقرار في لبنان». وشدد سلامة على أن لبنان ليس في حاجة إلى دعم مالي: «بل إلى نقل رسالتنا إلى المجتمع الدولي مفادها أن مصرف لبنان لديه القدرة على المحافظة على الاستقرار في الأسواق»، مشيراً إلى أن «سندات الخزينة اللبنانية بالعملات الأجنبية تقدر حالياً بأقل من قيمتها. لكن، متى انتهت الأزمة وعادت الأمور إلى طبيعتها، ستستعيد هذه السندات مستويات أفضل». وأوضح، أنه «استناداً إلى أرقام البنك الدولي لهذا العام، يصل مجموع التحويلات إلى نحو 8 مليارات دولار، يرد منها نحو مليار دولار من اللبنانيين في دول الخليج، علماً بأن هذه الأرقام كانت أعلى، لكنها انخفضت بسبب تراجع أسعار النفط». وأشار الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان إلى أن تعافي السندات الدولارية مرتبط مباشرة بالوضع السياسي، لافتاً إلى أنه ومع إعلان الحريري استقالته قبل أكثر من أسبوع: «أقدم المستثمرون الأجانب على بيع سنداتهم، لكنهم يوم أمس عادوا واشتروا سندات بعد تأكيد رئيس الحكومة تمسكه بالتسوية السياسة وعودته قريباً إلى لبنان».

حِراك دولي «فوق عادي» مواكبةً للأزمة في لبنان.. فرنسا تربط استقرار المنطقة بوقف التدخلات الإيرانية

بيروت - «الراي» ... بغداد: نتوسط بين السعودية ولبنان..... يستمرّ الحِراك الاقليمي والدولي على خطّيْ محاولة حلّ الأزمة السياسية في بيروت التي عبّرتْ عنها استقالة الرئيس سعد الحريري وتأكيد محورية دور الأخير في المشهد السياسي اللبناني في المرحلة المقبلة. وفي هذا السياق وقبل يومين من زيارته الرياض غداً لبحث الملف اللبناني، دعا وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى «عدم التدخل» في لبنان، موضحاً عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل أنه «كي يكون هناك حل سياسي في لبنان، يجب ان يكون لكل من المسؤولين السياسيين بالتأكيد حريته الكاملة في التحرك وان يكون عدم التدخل هو المبدأ الاساسي»، مشدداً على ان الحريري «حتى هذه اللحظة، يعلن انه حر في التحرك، وليس لدينا ما يدعو الى عدم تصديقه». وبعدها أعلنت الخارجية الفرنسية، بلسان الناطقة باسمها أنييس روماتيه إسباني، ان عدم تدخل إيران في شؤون لبنان «شرط مهمّ» لاستقرار المنطقة. وفي سياق متصل، وعلى وقع بدء مصر تحركاً يتناول الواقع اللبناني، كشفت الخارجية العراقية «أن بغداد تتواصل مع السعودية ولبنان لحل الأزمة الناجمة عن إعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته من الرياض». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب إن «العراق فاعل في التواصل من خلال علاقاته مع لبنان والسعودية لمعالجة الأزمة». وأعرب وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل عن أمله «بعودة الرئيس الحريري إلى وطنه في أقرب وقت والحفاظ على الاستقرار في المنطقة»، مؤكداً «أننا قلقون إثر تطور الأوضاع في الشرق الأوسط»، ومعتبراً أن «استقالة الحريري وأنشطته في بلد أجنبي، دون شك، تؤدي إلى زعزعة الوضع في لبنان ونحن نأمل أن يتضح الوضع سريعاً، ويعود رئيس الوزراء إلى لبنان، وتتمكن البلاد من الحفاظ على الاستقرار». وبالتزامن، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون انه يأمل أن يعود الحريري إلى بيروت «من دون أي تأخير اضافي»، موضحاً انه تحدث مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل يوم الأحد الماضي وأكّد له مجدداً دعم بريطانيا للبنان. وقال جونسون «يجب عدم استخدام لبنان كأداة لصراعات بالوكالة، كما ينبغي احترام استقلاله». بدوره، علّق وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على الأزمة اللبنانية، فأكد أن «المسألة اللبنانية ذات حساسية خاصة لتعدد أطيافه»، مشيراً الى أنه «يجب عدم التدخل في شؤونه الداخلية». واعتبر خلال لقائه مع قناة «تي ار تي» التركية، أن «اتخاذ سلوك تصعيدي بين السعودية وإيران، قد يؤدي إلى أزمة جديدة لا تتحملها المنطقة»، وقال: «إيران دولة مجاورة لدول الخليج ولدينا مصالح مشتركة ويجب حل الأزمة معها عبر الحوار». وفي موازاة ذلك، تلقى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اتصالاً من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اكد وقوف أنقرة الى جانب لبنان وضرورة التوصل الى حلّ للأزمة.

السبهان: الحريري يتحدّث وهم يلطمون ... لهذا استعان البخاري بـ «بات مان»...

بيروت - «الراي» ... تزامنتْ الإطلالة التلفزيونية للرئيس سعد الحريري، ليل أول من أمس، مع «تغريدة» لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان الذي علّق على قطْع إرسال المحطتين اللتين بثّتا المقابلة وامتناع محطات أخرى عن بثها مشيعين انها «تحت الضغط»، فكتب: «أثبتوا كذْبهم وضعف حججهم الواهية وقطعوا الإرسال حتى لا ينكشف ضلالهم أمام العالم واللبنانيين، الحريري يتحّدث وهم يلطمون كعادتهم». بدوره، نشَرَ القائم بالأعمال السعودي لدى لبنان وليد البخاري صورة عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يَظهر فيها شخصٌ يقول ان الرئيس الحريري مخطوف في السعودية، فيرد عليه «بات مان» (الشخصية الكارتونية المشهورة) بالقول «كفى» بعدما وجّه له صفعة على وجهه.

لبنان يتحضّر لـ «كباش» بدء المفاعيل السياسية لاستقالة الحريري ورئيس الحكومة رسم «خريطة الطريق»... وإيران و«حزب الله» يستبقان المرحلة «هجومياً»

بيروت - «الراي» .. عون يعبر عن ارتياحه لإعلان الحريري عن قُرب عودته إلى لبنان... لم يكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن «يضع النقاط على الحروف» في ما خص استقالته التي «علقتْ» منذ إعلانها في محاولاتِ «محو» أبعادها السياسية ضارباً موعداً مع عودة أكيدة الى بيروت «خلال يومين او ثلاثة» على قاعدة الاستفادة من خطوته التي أرادها لإحداث «صحوة وصدمة إيجابية» وبلوغ «تسوية نهائية حقيقية مع حزب الله بالموضوع الإقليمي» والترجمة الفعلية لشعار «النأي بالنفس»، حتى برزتْ إشاراتٌ «سريعة» من طهران والحزب تشي ببدء رسْم «السقوف» والخطوط الهجومية والدفاعية لمرحلة انطلاق المفاعيل السياسية للاستقالة التي لم يعد ممكناً «ارتهانُها» تحت عنوان «العودة أولاً» الذي رفعه الحُكم في لبنان و«اختبأ» وراءه حلفاء إيران في بيروت. ولم يكن أكثر تعبيراً عن عملية «إعادة التموْضع» من ايران و«حزب الله» بملاقاة إطلالة الرئيس الحريري ليل اول من أمس، عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» للمرة الأولى بعد إعلانه استقالته من الرياض في 4 نوفمبر الجاري، من إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن «استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري كانت فجائية للغاية ومشبوهة»، مؤكداً أن «ايران لا تتدخل في الشؤون اللبنانية»، ومتمنياً «أن يعود إلى بلده لبنان بأسرع وقت»، فيما كان رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين يشنّ أول هجوم من الحزب على السعودية على خلفية خطوة الحريري، ملاقياً في أحد جوانبه الإعلام القريب منه الذي حاول تصوير مواقف رئيس الحكومة على أنها في سياق تراجُع سعودي وأن رجوعه يعبّر عن «فشلٍ» للرياض. ولا يمكن قراءة هاتين الإشارتيْن من خارج زاويتيْن تؤشران على «نقلة جديدة» على «رقعة شطرنج» المواجهة السعودية - الإيرانية التي جاءت استقالة الحريري على وهجها:

* الأولى أن الحريري مهّد لعودةٍ ترتكز على الانتقال من «ربْط النزاع» مع «حزب الله» الى «النزاع السياسي» لوقف تدخُّله في شؤون الدول العربية ومعالجة موضوع سلاحه ببُعديه الاقليمي والداخلي، مع تأكيد أن استقالته لا تعني سقوط التسوية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي بمقدار ما أنها «هجوم بالانسحاب» على قاعدة تحسين شروط هذه التسوية وتحصينها بعدما اختلّت على مدى عام لمصلحة «حزب الله» وجرّ لبنان الى المحور الإيراني ومنْح الحزب فرصة التدارُك ولا سيما في ما خصّ تدخله في اليمن قبل ان تنلفت الأمور من امكانات المعالجة لبنانياً، بما يعني إطلاق رئيس الحكومة المسار السياسي للاستقالة، التي اعترف ضمْناً بأنها ليست نافذة دستورياً إذ لم يقدمّها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفق العرف وجهاً لوجه. وحتى الباب الذي تركه الحريري مفتوحاً أمام إمكان التراجع عن الاستقالة على قاعدة «أن نحترم النأي بالنفس... بما يعني انه لا يمكننا ان نرى فريقاً في لبنان موجود في اليمن أو في أماكن أخرى، أو ننجر إلى علاقات مع النظام السوري»، بدا برسْم رئيس الجمهورية الذي، وفي موازاة تأكيد رئيس الحكومة المستقيل على العلاقة الجيدة جداً معه، دعاه الى حوار حول «سلاح حزب الله وهذا امر يقرره رئيس الجمهورية». علماً ان النائب عقاب صقر (من كتلة الحريري) ربط العودة عن الاستقالة بأن «يبدَّل حزب الله استراتيجيته في المنطقة التي جرت الويلات على لبنان ويوقف تدخله باليمن وسورية والبحرين والكويت، وإلا مفاعيل الاستقالة حاصلة».

* والزاوية الثانية إكمال الرياض اندفاعتها بوجه إيران عبر طلبها عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية مستوى وزراء الخارجية العرب حُدد موعده الأحد المقبل لمناقشة «كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية»، وهو ما يؤشّر على فصْل جديد في المواجهة بين المملكة وطهران التي اكتسبت بُعداً أكثر خطورة بعد «العمل الحربي» الذي تمثل في إطلاق ميليشيات الحوثي في اليمن صاروخاً بالستياً باتجاه الرياض. وفي موازاة ذلك، وعلى وقع الإعلان عن استقبال الحريري في دارته في الرياض امس رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السعودية ثم السفير الألماني فالسفير البريطاني، ساد ارتياحٌ عام في بيروت حيال إطلالة الحريري التي حملتْ، رغم ملامح التأثر التي بدت على وجهه واختناق الكلمات في حلقه عندما قال «سعد الحريري دايما بيقول لبنان أولا وأنا بروح على دول بشوفهم بيغاروا على لبنان أكتر من اللبنانيين»، تأكيداً على أنه «حرّ» في المملكة التي شدّد على علاقته مع قيادتها من «الملك سلمان الذي هو بمثابة والد لي» الى «ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الذي تربطني به علاقة ممتازة ومميزة»، رغم استمرار المشكّكين، ولا سيما من «حزب الله» وحلفائه في التعاطي مع مجريات المقابلة على أنها تمت «تحت الضغط». وكان لافتاً كلام الرئيس عون أمس، الذي نقل عنه زواره في معرض إشادته بايجابيات تضمّنها كلام الحريري، وتشديده على «أن أولوية الاولويات تبقى انتظار عودة الحريري مع عائلته ليُبنى على الشيء مقتضاه». وفي حين استوقف دوائر مراقبة إضافة عون «عائلة الحريري» الى «لائحة العودة» التي يشترطها لبدء المفاعيل السياسية والدستورية للاستقالة، تساءلوا إذا كان ذلك في سياق محاولة جديدة لتأخير التعاطي مع هذه المفاعيل، تراجع هذا المناخ مع البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للقصر وفيه ان الرئيس «سُر بإعلان الحريري عن قُرب عودته الى لبنان، وعندها سنطّلع منه على كافة الظروف والمواضيع والهواجس التي تحتاج الى معالجة»، لافتاً الى «ان الحملة الوطنية والديبلوماسية التي خاضها لبنان أعطت نتائج ايجابية في ما يتعلق بوضع الرئيس سعد الحريري ومواقفه»، وان عون قدّم «ملاحظات إيجابية في شأن الموقف الميثاقي والدستوري للحريري من ان الاستقالة يجب ان تُقدَّم لرئيس الجمهورية، وتأكيد الحريري ان التسوية السياسية ما تزال قائمة وانه حريص على الود السياسي والشخصي مع رئيس الجمهورية إضافة الى تركه كل الأبواب مفتوحة بما فيها عودته عن الاستقالة». وفيما برز تركيز رئيس البرلمان نبيه بري في مقاربة إطلالة الحريري على «ان العدول عن الاستقالة فيه عدالة»، سارع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى اعتبار ان حديث الحريري المباشر من السعودية «شكل ارتياحاً لدى اللبنانيين وتفاؤلاً بعودته ودحض كل الإشاعات والتأويلات التي انتشرت»، لافتاً الى ان رئيس الحكومة «بين أهله وإخوانه في الرياض».

تغريدة للقائم بالأعمال السعودي في لبنان تشعل «تويتر»

محرر القبس الإلكتروني ... نشط هاشتاغ «تحت الضغط»، الذي أطلقه ناشطون في مواقع التواصل، تزامناً مع إطلالة سعد الحريري عبر «المستقبل»، واعتبر مغرّدون أنّ «مواقفه التي يدلي بها هي تحت الضغط؛ كونه «مخطوفاً»، وليست وليدة حرّيته وقراراته»، مما دفع القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري إلى التعليق على شائعة «الاختطاف»، بنشر صورة لباتمان وهو يصفع من يقول له إنّ الحريري مخطوف ويجيبه بـ «كفى» مع هاشتاغ «تحت الضغط». وسرعان ما اشتعل «تويتر» بعد هذه الصورة، حيث رحب بها مؤيدو الحريري، فيما هاجم انصار ما يسمى تيار الممانعة التغريدة والقائم بالاعمال السعودي، وطالب رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في تغريدة بطرده من لبنان.

كنيسة عمرها 900 عام «هدية» سعودية للبطريرك الراعي.. وصل إلى الرياض ويلتقي اليوم خادم الحرمين ووليّ العهد والحريري

الراي.. الرياض - من وسام أبو حرفوش ... زيارةٌ تاريخية و«ما فوق سياسية» تُطْلِق حوارَ حضاراتٍ وأديان بين «الشركاء» المسلمين والمسيحيين كل الأنظار إلى الرياض. فالعاصمة السعودية وأكبر مدن المملكة هي الآن عاصمة الحدَث بامتياز، وربما بلا مُنازَع. فـ «حجر اليمامة» التي غالبتْ التاريخ كثيراً و«غلَبَتْه» بعدما صارتْ رقماً صعباً، جعلتْها الجغرافيا في قلب التحدي، وها هي اليوم كأنها «قبِلتْ التحدي». فالزائر للعاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية، وفي مناسبة زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرياض تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يكشف وبلا عناء أنه في رحاب «سعودية جديدة» تدير وجْهها نحو المستقبل. وتَزامُن الوصول الى الرياض مع الإطلالة التلفزيونية لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من دارته في العاصمة السعودية بعد صمْته الثقيل عقب إعلان استقالته المفاجئة وكلامه عن «الصدمة الايجابية»، أظهر قُصر المسافة بين الرياض و... بيروت. ولم يحجب انسياب الحركة في شوارع الرياض والهدوء اللافت في حركة أكبر المدن العربية، الضجيج الهائل الاقليمي والدولي الذي أحدثه «البالستي» الذي تسلل من إيران ويكاد ينقل المنطقة بأسْرها من مكانٍ الى مكانٍ. فمن «البالستي» الذي طفح معه الكيل وكأن ما بعده ليس كما قبله، الى الاستقالة «الصادمة» للرئيس الحريري و«رسائلها» التي لا تقلّ وطأة، ومن زيارة أول بطريرك ماروني لـ «أرض الحرمين» في رمزيتها الكثيرة و... مفاجآتها، الى مظاهر متزايدة عن «حزم» في المكانة وانفتاح في الدور، ترتسم ملامح «السعودية الجديدة». في أحد المصاعد، فوجئ موظف سعودي برجل دين مسيحي يرتدي «جبّته»، هو رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده ابو كسم،... وبعفويةٍ خاطبه: «حضرتك قسيس؟»، ثم عاد له ثانية وبفائض من الانتماء الانساني وقال له «ادعُ لنا». ثمة مَن يقول للدلالة على المشهد التاريخي الذي تجلى أمس بوصول البطريرك الراعي الى الرياض حيث يلتقي اليوم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، انه منذ فجر الإسلام لم يحطّ بطريرك ماروني في أرض الطائف، فالمسألة تتجاوز السياسة وترقى الى مستوى التحوّل في العلاقة الإسلامية - المسيحية في لحظةٍ مأسوية غلب عليها التطرّف والدم والخوف والبحث عن حمايات خارجية. في لقاء خادم الحرمين والبطريرك الماروني، رسالةٌ إنسانية - سياسية الأهم فيها تأشيرة عبور بالشرق الى «حوار أديانٍ وحضارات» بعد كوابيس الصِدام وكارثيّته، وهو الأمر الذي سيكون لبنان مؤتمَناً عليه. قبل ثلاثة أعوام، ومع تَزايُد مَظاهر العنف الأسود وتفشي وباء «داعش» و«القاعدة» وما شابه وتصويرها الإسلام على أنه دين ترويع وسفك دماء، خرجتْ إلى العلن دعواتٌ «أقلوية» تحضّ المسيحيين على طلب الحمايات من الغرب. وبهذا المعنى فإن الدلالات العميقة للقاء البطريرك الراعي الملك سلمان تعني ان الحوار الاسلامي - المسيحي كفيلٌ بـ «عقْلنة» الخطاب الإسلامي وطمأنة المسيحيين كأبناء من هذا الشرق وشركاء للآخرين فيه، أي أنهم ليسوا «جالية» تحتاج لـ«عضلاتِ»الغرب المحكوم بالمصالح. وزيارة الراعي ستكون أول الغيث في رسْم مشهدٍ جديد لن يخلو من المفاجآت الـ»ما فوق سياسية«كالإعلان عن عزْم المملكة ترميم كنيسة أثَرية جرى اكتشافها وتعود لنحو 900 عام، على أن تكون»هديّة رمزيّة«لحوارٍ إسلامي - مسيحي واعِد يعيد تصويب البوصلة. ثمة مَن تعاطى في بيروت مع الهمْس عن مفاجأةٍ قد يعود بها الراعي من الرياض، على أنه وعدٌ باصطحاب الرئيس الحريري معه في طريق العودة، وهو الذي سيلتقيه اليوم بعدما كان رئيس الحكومة أطلّ ليل اول من أمس في مقابلةٍ عبر محطة»المستقبل«. هذه»التوقعات«بدت أنها واحدةٌ من عوارض الكلام الكثير، الذي قيل عن ملابسات استقالة الرئيس الحريري وعدم عودته إلى بيروت، وهو الذي وضع حداً لفائض من التكهنات عندما أعلن في حوارٍ قال فيه كل ما أراد انه عائد خلال أيام الى لبنان. ... في خلفية الصورة للحوار مع الرئيس الحريري ان الواقع الاقليمي الناجم عن الاندفاعة الايرانية المتمادية لم يعد يحتمل»مساكنة«في بيروت بشروط»حزب الله«، فثمة أورامٌ خطيرة في الإقليم سقطتْ معها»المسكّنات«، ولبنان لم يعد في وسعه المزاوجة بين كوْنه»بلد صغير«ويُستخدم في»ألعاب كبيرة«. وبفائضٍ من الإحساس بالمسؤولية تغمرها عاطفةٌ دامعة وتحوطها»لعبة الأقدار«قال الرئيس الحريري انه عائد الى بيروت، يريد تسويةً تُداوي الجنوح المتمادي لـ»حزب الله«، وهو سيحتكم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمَن على البلاد. وقبيل مغادرته بيروت أمس متوجّهاً الى الرياض، لفت البطريرك الماروني في تصريح له من مطار بيروت إلى أن»زيارتي للسعودية اتخذت صفة تاريخية ومهمة بالنسبة للحدًث الذي نعيشه في لبنان«، مشيراً إلى أن»المراسلات بين البطريركية المارونية والسعودية لم تنقطع على مر التاريخ وهذه الزيارة الأولى من نوعها«. وأشار إلى»أننا نتأمل كل خير من هذه الزيارة لأن السعودية لم يأت منها إلا الخير وهذه العلاقة مميزة والصداقة موجودة والمملكة كانت إلى جانب لبنان في كل الظروف الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية والانمائية«، مؤكداً»اننا نلبي هذه الزيارة بفرح ويشرّفني أن ألبيها خاصة كأول بطريرك ماروني يزور السعودية«. وأضاف»أحيي الوزير المفوض (القائم بالأعمال السعودي في بيروت) وليد البخاري على حضوره والتواصل لتحضير زيارتي للسعودية«، مشيراً إلى أن»السعودية الى جانب لبنان في كل الظروف وسنحمل تطلعات اللبنانيين ونوصلها للملك وولي العهد محمد بن سلمان ونأمل خيراً، وما سمعتُه من الرئيس سعد الحريري في إطلاته التلفزيونية يُطَمْئن ويفتح افاقا جديدة«. من جهته، أعلن البخاري تعليقاً على وضع الرئيس الحريري في المملكة انه اقترح على رئيس الجمهورية ميشال عون إمكان إيفاد وزير الخارجية إلى الرياض للاطلاع على الأوضاع كافة، معتبراً ان»الزيارة التاريخية اليوم للبطريرك الراعي ستكون خيراً للجميع«، ومؤكداً»ان الجالية اللبنانية في السعودية هي في بلدها الثاني وتُعامَل بكل الاحترام والتقدير».



السابق

مصر وافريقيا...مصر: جماعتان تُعيدان «القاعدة» إلى المشهد... «جند الإسلام» في سيناء... و«المرابطون» على الحدود الغربية... إحالة الصحافية غادة شريف إلى النيابة...قوات السراج ترفض اتهامات بالتورط في تصفيات جماعية قرب طرابلس..سلامة يقترح تعديل «اتفاق الصخيرات»...موريتانيا: مكان ولد امخيطير مجهول بعد تجدّد المطالبة بإعدامه...عدم التوافق على رئيس لهيئة الانتخابات يهدد الاستحقاق البلدي في تونس....حرق مقرات حزبية في حملة الانتخابات المحلية في الجزائر...محاكمة صحافي جزائري بتهمة «التخابر مع جهة أجنبية»..."إيلاف المغرب" تجول في الصحافة المغربية الصادرة الثلاثاء... "بوليساريو" تعلن بداية تعزيز القدرة القتالية لخوض حرب....

التالي

أخبار وتقارير..اجتماع سري أميركي ـ إسرائيلي في بروكسل سبق اتفاق ترمب ـ بوتين..السجن سنتين لهولندية سافرت إلى سورية بعد إدانتها بـ«الإرهاب»...فرنسا: يُمكن معاقبة إيران بسبب الصواريخ البالستية...ماكرون يعود إلى المنطقة بزيارة إلى إيران هذه المرة...إسبانيا: الاستفتاء في كتالونيا والترويج من روسيا....أوروبا تطلق تعاوناً عسكرياً تاريخياً...لندن تحذر طهران من عواقب احتجاز بريطانية...جيش ميانمار يستبدل قائد عملية راخين عشية زيارة لتيلرسون لمناقشة محنة الروهينغا...تقرير: صراع الطوارق والفولاني يعرقل حرب الإرهاب الأميركية في غرب أفريقيا....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,101,949

عدد الزوار: 6,752,788

المتواجدون الآن: 103