المحادثات المباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية لم يتم الاتفاق عليها بعد في أستانة..«الضريح الأبيض» وسط الصحراء «منصة حوار» للسوريين..«طاولة مستديرة» في آستانة لتثبيت وقف النار..مؤتمر أستانة «العسكري» يوجِد خطوط تماس محدودة في سورية..مفاوضات آستانة اليوم لتثبيت وقف النار واقرار وثيقة سياسية.. قبيل انعقاد مباحثات "أستانا".. النظام يرتكب مجزرة في ريف حمص

واشنطن صنفتهم "مجرمي حرب".. والأسد أرسلهم ضمن وفده لـ "أستانا"...المعتقلون.. غائبون عن أجندة "أستانا" حاضرون في سجون الأسد..القوات الحكومية تقترب من حلفاء تركيا في الباب.. «بنك اغتيالات» أميركي يضم عشرات القياديين من «النصرة»

تاريخ الإضافة الإثنين 23 كانون الثاني 2017 - 5:20 ص    عدد الزيارات 1586    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

المحادثات المباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية لم يتم الاتفاق عليها بعد في أستانة
 (رويترز) .. قال نائب وزير خارجية كازاخستان رومان فاسيلينكو اليوم إن أطراف محادثات السلام السورية في أستانة لم تتفق بعد على عقد اجتماعات مباشرة بين وفدي حكومة دمشق وجماعات المعارضة. وقال فاسيلينكو قبل ساعات فقط من المفاوضات إن مسألة الاجتماعات المباشرة لم تُناقش بعد.
 
«الضريح الأبيض» وسط الصحراء «منصة حوار» للسوريين
الحياة...آستانة - رائد جبر 
تتجه أنظار العالم اليوم إلى آستانة، المدينة «العاصمة» التي لم يكن اسمها معروفاً للكثيرين، قبل أن تدخل على خط جهود تسوية الصراع في سورية بفكرة روسية– تركية بدت للوهلة الأولى غريبة جداً. ومنذ أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عشية رأس السنة أن العاصمة الكازاخية يمكن أن تكون «منصة حوار» بين الأطراف السورية، كان السؤال الأول الذي حير المتابعين: لماذا آستانة؟
لأنها حليفة لموسكو وأنقرة في آن؟ لأنها «محايدة»؟ أم لأنها بعيدة جداً من أوروبا؟ وربما كما يقول بعضهم لكل تلك الاسباب مجتمعة، فالاختيار أراح الكرملين وشريكه التركي من مشقة إقناع أطراف سورية قد تتحفظ على المشاركة في حوارات تجرى في روسيا. و «حياد» كازاخستان يبدو مناسباً لكل الأطراف، فالجمهورية السوفياتية السابقة، التي سبق أن استضافت بإغراء من موسكو أيضاً، لقاء سورياً محدوداً، لم يُحسب عليها تبني موقف مزعج لأي طرف، على رغم أنها لا تفوِّت مناسبة إلا وتعلن تأييدها سياسات الكرملين. والأهم من ذلك كله، أن الكرملين تعمد تجنب عقد اللقاء في عاصمة أوروبية، وأخذه إلى وسط صحراء تقع إلى جنوب سهول سيبيريا.
وللتاريخ مقالب وحكم، فالعاصمة التي تستضيف اليوم نقاشات لإنقاذ أقدم عواصم الحضارة الإنسانية، لا يزيد عمرها على عقد ونيف، ولم يسبق أن استضافت «حدثاً عالمياً». وقبل أن تتحول العاصمة الكازاخية في 1998 إلى «آستانة» بمد الألف هكذا، كما تلفظ باللغتين الكازاخية والروسية، وتعني «العاصمة» بحسب الترجمة الحرفية للاسم، كانت البلدة الصغيرة ذات الغالبية السكانية الروسية، مدينة شبه منسية، لولا أن التاريخ يذكرها كقاعدة عسكرية روسية تأسست في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، ومنحها بعض القبور التي ارتفعت على هضبة قربها، اسمَها الأول «أكمولا»، ويعني بالكازاخية «الضريح الأبيض».
وفي العهد السوفياتي، وبينما كانت العاصمة السابقة ألمآتة تعد درة آسيا الوسطى، تحولت أكمولا في العام 1961 الى «تسيلنوغراد»، أي «مدينة الأراضي البكر» بقرار من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي، الذي وضع خطة عملاقة لاستصلاح الأراضي وتطوير القدرات الزراعية لسد العجز في القمح، قاد تنفيذها منذ 1954 الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، الذي كان في ذلك الوقت سكرتيراً ثانياً للحزب، ووثق للمشروع في وقت لاحق في مذكراته بكتاب حمل عنوان «الأراضي البكر». وقد يكون للمدينة الهادئة الصغيرة فضل على بريجنيف، فنجاح المشروع ساهم في إعادته بعد سنوات إلى موسكو زعيماً للحزب والدولة. وبين «الضريح الأبيض» و «آستانة» مرت عهود وتقلبت أحوال البلاد والعباد، وغدت المدينة «القاعدة العسكرية» السابقة عاصمة لواحدة من أنجح جمهوريات الاتحاد المنحل اقتصادياً، وأكثرها تسامحاً، وأقلها تعرضاً لتأثير الصراعات القومية أو الدينية. وبينما تستضيف آستانة الحوار السوري– السوري، يسعى الرئيس نور سلطان نزارباييف إلى تكريس مكانة لها بين العواصم التي تلعب أدواراً في تسوية مشكلات عالمية، فالعاصمة الفتية تطمح إلى أن تكون أكثر من مجرد منصة اقترحتها موسكو وأنقرة في لحظة اضطراب دولي.
«طاولة مستديرة» في آستانة لتثبيت وقف النار
آستانة، لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
أجرى مسؤولون روس وأتراك وإيرانيون محادثات ثلاثية في آستانة أمس لضمان بدء مفاوضات مباشرة بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل معارضة بوساطة الأمم المتحدة اليوم والخروج بوثيقة مشتركة تتضمن تثبيت وقف النار ومبادئ سياسية مساء غد، في وقت اقتربت القوات الحكومية السورية و «حزب الله» من فصائل «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» شمال حلب. في الوقت ذاته، واصلت قاذفات أميركية اغتيال قياديين من «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في ريف إدلب.  ومع اكتمال وصول وفدي الحكومة برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري والمعارضة برئاسة القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش إلى العاصمة الكازاخية، كثفت موسكو وطهران وأنقرة مشاوراتها أمس وعقد الوفد الروسي اجتماعات مع كل من الطرفين على حدة قبل جلسة ثلاثية موسعة، كان يفترض أن ينضم إليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتذليل عقبتين تتعلقان بإجراء مفاوضات سورية مباشرة والاتفاق على مبادئ للحل السياسي قبل استئناف مفاوضات جنيف الشهر المقبل. وقال ألكسندر لافرنتييف رئيس الوفد الروسي إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ممثلو الحكومة والمعارضة سيلتقون وجهاً لوجه لإجراء مفاوضات مباشرة، فيما أفاد عضو الوفد الروسي المستشار في سفارة روسيا في كازاخستان ألكسندر موسينينكو بأن وفود بلاده وتركيا وإيران تعمل لوضع الوثيقة الختامية، مضيفاً: «تجري المفاوضات بصعوبة وبتعثر، ولكن يجب منح المتفاوضين الوقت اللازم لكي ينفذوا المهمة المعقدة».
وينتظر أن يفتتح الرئيس نور سلطان نزارباييف جلسة العمل الأولى ظهر اليوم على طاولة مستديرة تضم جميع المشاركين، بكلمة يحضهم فيها على التوصل إلى حلول مقبولة، إضافة إلى كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الممثلة على مستوى سفيرها لدى آستانة. ووفق الخطة المعلنة، فإن المبعوث الدولي سيشارك في جلسة المفاوضات المغلقة التي تلي جلسة الافتتاح مباشرة و «قد ينضم إليه وسطاء آخرون». وقالت مصادر في المعارضة إن أعضاء وفدها عقدوا اجتماعاً تنسيقياً بعد ظهر أمس لاتخاذ قرار بإجراء مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة وإنهم يريدون التركيز على وقف النار، في مقابل إعلان الجعفري أن الأولوية لـ «محاربة الإرهاب». وتجري غداً محادثات ثنائية ومتعددة الطرف، وينتظر وفق المنظمين إجمال نتائج المحادثات في جلسة تعقد بعد ظهر غد لاعتماد الوثيقة المشتركة التي قدمت الأطراف الراعية مسودة عنها للمشاركين. وأكد مصدر روسي لـ «الحياة» أن التركيز سينصب على تثبيت وقف النار و «لن تطرح مبادرات أخرى». لكنه أشار إلى احتمال طرح ورقة سياسية «محدودة» جوهرها التأكيد على المسار السياسي في جنيف. ميدانياً، أفادت وسائل إعلام رسمية والإعلام الحربي لـ «حزب الله»، بأن القوات الحكومية السورية وحلفاءها أخرجوا «داعش» من قرية صوران شرق حلب، ما يجعلهم أقرب إلى أراض تسيطر عليها عناصر من المعارضة تدعمها تركيا. وتقع صوران على بعد 16 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من الباب التي يحاول مقاتلو المعارضة المدعومون من الطائرات والمدرعات والقوات الخاصة التركية انتزاعها من «داعش» بعدما وصلوا إلى مشارفها قبل شهر. وحققت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية أمس تقدماً إضافياً قرب مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وقال نشطاء معارضون إن غارة استهدفت قيادياً في «فتح الشام» قرب النيرب في ريف إدلب بعد يومين على إعلان وزارة الدفاع الأميركية مقتل 250 من عناصر التنظيم منذ بداية العام، في وقت قال مسؤول غربي لـ «الحياة» إن الأجهزة الأميركية باتت تمتلك «بنك أهداف» يضم عشرات القياديين في «فتح الشام» ونسقت مع الجانب الروسي لبدء استهدافهم في ريفي إدلب وحلب ضمن «قواعد الاشتباك» بين الجانبين في الأجواء السورية التي يسيطر عليها الجيش الروسي.
مؤتمر أستانة «العسكري» يوجِد خطوط تماس محدودة في سورية
تقرير / على وقع «الخلافات التكتيكية» بين الحلفاء
الراي..تقارير خاصة ..  كتب - إيليا ج. مغناير
سورية أمام جولات عسكرية أخرى مستقبلية من دون أن يكون اتفاق أستانة هامشياً لأنه سيحيّد عدداً لا بأس به من المسلحين
تبدأ اليوم محادثات أستانة في كازاخستان حول اتفاق وقف النار في سورية بين أطراف في المعارضة والحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة وضمانة تركيا وروسيا وإيران. وستتمحور المحادثات حول الأوضاع العسكرية فقط وانتشار المسلّحين المصنَّفين غير إرهابيين على الخريطة السورية وإيجاد خطوط تماس ثابتة في المرحلة الأولى كي يصار لاحقاً إلى مباحثات سياسية تُعقد في أروقة الأمم المتحدة إذا صمد وقف النار. إلا أن عدم حضور معظم الأطراف المتحاربة يعني العودة الى لغة الحديد والنار لآلافٍ من المتحاربين على أرض بلاد الشام. وأعلنت الولايات المتحدة برئيسها الجديد دونالد ترامب أنها لن ترسل موفداً الى المحادثات بل ستطلب من سفيرها في كازاخستان الحضور لتلبي دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي امتنع عن دعوة الرئيس باراك أوباما قبل أيام من انتهاء ولايته للاختلاف الواضح في سياسة الدولتين العظمييْن حول الملف السوري.
إلا أن الاجتماع الذي يبدأ اليوم وينتهي قبل نهاية الثلاثاء، يضم فقط ضباطاً وخبراء عسكريين من الأطراف كلها، لتحديد نقاط ثابتة لخطوط التماس ومواقع المسلّحين المشاركين في مفاوضات وقف النار، ما سيعزل أولئك الذين رفضوا المشاركة، وعلى رأسهم التنظيم الأهمّ والأكثر عدداً أي «أحرار الشام» الذي فضّل الوقوف الى جانب تنظيم «القاعدة» (النصرة - جبهة فتح الشام) وعدم الذهاب إلى أستانة، رغم أن هذا التنظيم لم ينعِ الاجتماع ولم يأخذ موقفاً سلبياً من المجموعات المعارِضة المشارِكة فيه.
وفي قراءة لخيار «أحرار الشام» في ما خص مباحثات أستانة أنه لو شارك هذا التنظيم في المؤتمر وأشار الى مواقعه العسكرية، فهذا يعني أن مواقع «القاعدة» ستصبح واضحة أمام الطيران الروسي والسوري ما سيُعتبر بمثابة تواطؤ من «الأحرار» على «القاعدة»، وسيؤدي ذلك حتماً الى صدام عسكري (لا بد منه عاجلاً أم آجلاً)، أي، ستُصعق كل القوى المعارضة لحكومة دمشق، وهذا ما لا تريده تركيا الضامِنة عن المعارضة والجهاديين في الوقت الراهن، على رغم أن عدم ذهاب «أحرار الشام» يمثل صفعة لأنقرة التي أظهرت أنها شريك في الحرب والسلم، ولكنها لا تمارس كامل السيطرة على المعارضة والجهاديين، وهذا سيُفقدها بعضاً من امتيازاتها أمام الشريك الجديد الروسي الذي أصبح مستعجلاً للحلول في سورية، لأنه يخشى الغرق في الوحول الشرق أوسطية التي تمثّل فشله أو نجاحه كلاعبٍ أساسي دولي على ساحات أخرى. ورغم التواجد الإيراني في أستانة ولعب طهران لدور كبير بجمع تركيا وروسيا حول طاولة واحدة، إلا أن هناك خلافاً في الملف السوري مع موسكو حول التكتيك وتفاصيل جوهرية أخرى.
فإيران، لا ترى أبداً نهاية قريبة للحرب السورية، وتعتقد أن الحرب ستنتهي بهزيمة فريق على آخر وخصوصاً بعد القضاء على المسلّحين (غير المشمولين أصلاً باتفاق وقف النار مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية - داعش) من الذين تعتبرهم واشنطن وموسكو من المتطرفين، وآخرين من الذين جمعوا بين التطرف و«الإخوان المسلمين» ووجدوا اعتدالاً بين الطرفين مثل «أحرار الشام».
ولهذا، فهناك استعدادات عسكرية كبيرة تجري على قدم وساق حول حلب ولا سيما في الريف الجنوبي الغربي، ما يؤكد أن معارك قريبة ستدور حول مناطق الايكاردا وتل العيس ومناطق أخرى تسمح بحزام أمني حول مدينة حلب التي لا تزال تتعرّض لقصف متقطع من المسلحين الموجودين على حدود سيطرة الجيش السوري وحلفائه. وخرج الاختلاف الروسي - الإيراني إلى العلن بتصريح «تكتيكي» صدر عن وزير خارجية موسكو سيرغي لافروف الذي قال إنه «لولا تدخُّل روسيا لكانت دمشق سقطت خلال أسبوعين». واعتبرت طهران وحلفاؤها في سورية، أن روسيا تملك بضعة آلاف من قوات النخبة موزَّعين على جبهات مختلفة وبمهمات متعددة تبدأ من القوة الصاروخية الى إزالة الألغام وتوجيه الطائرات وضرباتها على أرض المعركة والطواقم الخدماتية الطبية والقوى الجوية. أما إيران وحلفاؤها فيملكون السيطرة التامة على الأرض بعشرات الآلاف من المقاتلين، وهو ما لا يعطي أفضلية لقوى على أخرى لحاجة الاثنين للذراع الجوي وسلاح المشاة. وتمّ التعاطي مع تصريح لافروف على انه مرتبط بعدم رضا إيران على الاستعجال الروسي لإنهاء حربٍ لم تنضج تفاصيلها بعد واعتبارها أن أي اتفاق لا يصمد طويلاً. أما موسكو، فترى أنها طرف داعِم لدمشق - بغض النظر عمّن يجلس على كرسي الرئاسة - وأنها مستعدة للانفتاح على المعارضين الذين يعتبرهم الرئيس السوري بشار الأسد «إرهابيين» ما لم ينضموا الى قطار المعالجة. وتتمسك إيران بالأسد وتعتبره أساساً في أي اتفاقٍ ولا ترى أي شخص غيره في الوقت الراهن على رأس السلطة، وهي تؤكد على ذلك بإرسال موفدين وقادة وممثلين عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي كل شهر أو اثنين لإظهار العلاقة غير العادية بين إيران والأسد. ولا تخفي طهران أنها حليف لروسيا في سورية، إلا أنها لن تتردّد في اتخاذ أي موقف صارم إزاء اي تطور لا يتناسب مع «محور المقاومة» الذي يشكّل الأسد جزءاً منه، ما يُبرِز بعض الخلافات بين روسيا وإيران حول تفاصيل من الممكن أن تخرج الى العلن مستقبلاً حول مصير الأسد إذا اضطرت موسكو للتفاوض في شأنه مقابل مصالح وملفات أخرى قد تَنتج عن أي اتفاق مستقبلي بين ترامب وبوتين إذا تُرجمت التصريحات الأميركية قبل الانتخابات بالأفعال، وقرّر ترامب حل القضايا العالقة مع روسيا. ومما لا شك فيه أن مَن لم يحضر أستانة كفيل بإشعال الداخل السوري وخصوصاً أن «داعش» و«القاعدة» و«أحرار الشام» و«نور الدين زنكي» (التي أيضاً رفضت الحضور) يمثلون الفئة الأكبر من المقاتلين، ما يعني ان سورية أمام جولات عسكرية أخرى مستقبلية، من دون أن يكون اتفاق أستانة هامشياً لأنه سيحيّد عدداً لا بأس به من المسلحين. أما ترامب فإن هدفه - كما أعلنه - مقاتلة التطرف ولا سيما «داعش»، ما يعني أن من الممكن أن يدعم الأكراد في الشمال السوري ويهاجم «داعش» في العراق وسورية، الأمر الذي سيعطي الجيش السوري أريحية أكثر على جبهات أخرى ليتحضّر لها ضد «القاعدة» وحلفائها في أرياف حلب وإدلب. عام 2017 يبشّر بسخونة سوريّة مهما كانت التحالفات، إلا أنها بداية خطوة الألف ميل نحو انفراجاتٍ بدأت تلوح في الأفق على المدى المتوسط.
 
مفاوضات آستانة اليوم لتثبيت وقف النار واقرار وثيقة سياسية
الحياة..آستانة - رائد جبر 
مهدت موسكو وأنقرة وطهران لمفاوضات آستانة التي تبدأ اليوم بعقد جولات من الحوارات الثنائية والثلاثية هدفت الى وضع اللمسات الأخيرة على الوثائق المقدمة الى الحوار السوري – السوري الذي وصفته اطراف بأنه سيكون «صعباً جداً»، في وقت اعربت الخارجية الكازاخية عن تفاؤل بتحقيق اختراق يثبت وقف اطلاق النار ويطلق عملية سياسية. وركز ممثل الحكومة السورية على اهمية «محاربة الإرهاب»، فيما قال قيادي معارض ان دمشق وطهران تعرقلان جهود روسيا للتحول الى «ضامن للحل». ومع اكتمال وصول الوفود المشاركة امس،، كثفت موسكو وطهران وأنقرة مشاوراتها وعقد الوفد الروسي اجتماعات ثنائية مع كل من الطرفين على حدة قبل انطلاق جلسة ثلاثية موسعة، كان يفترض ان ينضم إليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وقال عضو الوفد الروسي المستشار في سفارة روسيا بكازاخستان ألكسندر موسينينكو أن وفود روسيا وتركيا وإيران تعمل لوضع الوثيقة الختامية للقاء بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية. وقال إن المشاورات بين الدول الثلاث تجري بصعوبة، لكن موسكو متفائلة. وقال: «تجري المفاوضات بصعوبة وبتعثر، ولكن يجب منح المتفاوضين الوقت اللازم لكي ينفذوا المهمة المعقدة فعلا».
وركز الحوار على وثائق ستعرض على المتحاورين اليوم بهدف تقريب وجهات النظر ومحاولة التوصل الى وثيقة ختامية. وعلى رغم أجواء التفاؤل التي لمحت إليها الخارجية الكازاخية فإن مصدراً في الوفد الروسي تحدث عن «مهمة صعبة للغاية، امام العسكريين الروس المشاركين في المفاوضات»، مشيراً الى ان المفاوضات على المستوى العسكري تجري للمرة الأولى بين الأطراف المتنازعة لذلك لا يمكن توقع ان تكون هادئة او مريحة. وبات معلوماً أن المفاوض الرئيسي لوزارة الدفاع الروسية هو نائب رئيس إدارة العمليات العامة الجنرال ستانيسلاف حاجي ماغوميدوف، الذي يقوم بدور رئيسي في الإشراف على نشاط القوات الروسية في سورية.
وأعلن وزير خارجية كازاخستان كايرات عبدالرحمانوف أن «الأجواء السائدة قبل بدء المفاوضات حول سورية إيجابية للغاية». وأشار الى إنجاز «عمل تحضيري دقيق»، معرباً عن الأمل بأن تنجز المفاوضات اتفاقات تؤدي الى دفع مسار التسوية السياسية في جنيف. وأعلنت الخارجية الكازاخية أن المفاوضات ستجري على مدى يومين خلف أبواب مغلقة.
وينتظر ان يفتتح الرئيس نور سلطان نزاربايف جلسة العمل الأولى ظهر اليوم، بكلمة يحض فيها المشاركين على التوصل الى حلول مقبولة، اضافة الى كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية الممثلة على مستوى سفيرها لدى آستانة. ووفق الخطة المعلنة، فإن المبعوث الدولي سيشارك في جلسة المفاوضات المغلقة التي تلي جلسة الافتتاح مباشرة، و «قد ينضم اليه وسطاء آخرون». وسيواصل وفدا الحكومة والمعارضة نقاشات مباشرة في الفترة المسائية. التي تنتهي مساء بتلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المحادثات.
وتعقد غداً الثلثاء محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، وينتظر وفق المنظمين ان يتم إجمال نتائج المحادثات في جلسة تنعقد بعد ظهر غد لاعتماد الوثيقة المشتركة التي قدمت الأطراف الراعية مسودة عنها للمشاركين. وأكد مصدر روسي لـ «الحياة» ان التركيز سينصب على تثبيت وقف النار و «لن تطرح مبادرات اخرى». لكنه اضاف احتمال طرح ورقة سياسية «محدودة» جوهرها التأكيد على المسار السياسي في جنيف. وأفاد مبعوث روسي الى اللقاء بأن المحادثات التمهيدية «جرت بثقل وصعوبة شديدتين» لكنه شدد على ضرورة «منح المفاوضين فرصة كافية للقيام بعملهم». ولفتت وسائل اعلام روسية الى أن وفد المعارضة السورية يضم 50 شخصاً بينهم 13 شخصاً سيشاركون في شكل مباشر في المفاوضات، أما الآخرون فهم من المستشارين الفنيين والسياسيين. ويرأس الوفد التركي نائب مستشار وزير الخارجية سيدات أونال. ويضم الوفد كذلك ممثلين عن قيادة الأركان والاستخبارات العامة. لكن مصدراً أبلغ وكالات انباء روسية أن «المعارضة السورية ممتعضة لأن من سيمثل حكومة دمشق في المفاوضات، مجموعة من السياسيين وليس العسكريين كما كان مخططاً له» وأن «المعارضة ترى أن حكومة دمشق تنوي المماطلة وتأخير العملية». وووصل رئيس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش برفقة حوالى 10 من قيادات الفصائل بينهم فارس بيوش من «جيش ادلب الحر» وحسن ابراهيم من «الجبهة الجنوبية» ومأمون حج موسى من «صقور الشام». والوفد المعارض الذي كان اصلاً مؤلفاً من ثمانية اعضاء بات يضم 14 عضواً يضاف اليهم 21 مستشاراً، وفق مصدر قريب من المعارضة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان وفد النظام السوري يضم 10 اشخاص برئاسة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. ورحب دي ميستورا الأحد بالمحادثات ووصفها بأنها «مبادرة جيدة» وفق تصريحات نقلتها وكالات انباء روسية.
وسيكون حضور الدول الغربية محدوداً اذ ستشارك كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مستوى السفراء. كما سيكون للاتحاد الأوروبي حضور رسمي. ونقلت «سانا» عن الجعفري قوله إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار والتوصل إلى قواسم مشتركة في شأن محاربة الإرهاب، لافتاً الى ان المفاوضات ستكون بين أطراف سورية فحسب وأن تركيا لن تشارك في الحوار. وقال علوش إن الحكومة السورية وإيران تحاولان تقويض محاولة من جانب روسيا للانتقال من القتال في صفوف القوات الحكومية إلى دور «حيادي». وتابع: «روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها ودولة إيرانية تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية.» وأشار علوش إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والحكومة السورية لوقف الانتهاكات الواسعة النطاق لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سورية. وتابع من آستانة: «لذلك يعتبر وقف إطلاق النار اختباراً حقيقياً لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي لما بعده أفشل».
واشنطن صنفتهم "مجرمي حرب".. والأسد أرسلهم ضمن وفده لـ "أستانا"
    أورينت نت - محمد إدلبي .. ضمت بعثة نظام الأسد التي وصلت إلى "أستانا" للمشاركة في مباحثات وقف إطلاق النار اسم العميد "محمد رحمون" رئيس فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق والذي أدرجته واشنطن قبل أيام ضمن 18 مسؤولاً اتهمتهم بالمسؤولية في استخدام أسلحة كيماوية عامي 2014 و2015 ، بالإضافة إلى اللواء عدنان حلوة والعقيد سامر بريدي.
مجزرة الكيماوي
ويعتبر "محمد رحمون" المسؤول الأول عن الهجمات الكيماوية التي شنتها قوات الأسد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ويعرف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا باسم فرع "الموت" نتيجة استشهاد مئات المعتقلين بداخله تحت التعذيب، كما ارتكب رحمون عشرات المجازر في مدن ريف دمشق مع بداية انطلاق المظاهرات. كما ضمت القائمة اسم اللواء عدنان حلوة نائب مدير إدارة المدفعية والصواريخ بريف دمشق والذي صنفته مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن الدولي "سامانثا باور" نهاية العام الماضي ضمن قائمة ضباط أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية و شاركوا بتعذيب معارضين.
مجرمو حرب
وأكدت مصادر لـ "أورينت نت" أن العقيد "سامر بريدي" وصل لـ "أستانا" للمشاركة في المباحثات ضمن وفد النظام، ويعرف عن البريدي أنه قام عام 2011 بتوجيه أوامر بقتل واعتقال عشرات المدنيين في دوما وبلدات الغوطة الشرقية، قبل أن يتم ترقيته إلى منصب مدير مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء "علي مملوك".  كما ضم الوفد العميد علي صافي مسؤول ميليشيا "قوات الدفاع الوطني" في دمشق والمدعومة مباشرة من إيران وتضم عناصر غالبيتهم من علوية سوريا وشيعة العراق. وكانت واشنطن فرضت 12 كانون الثاني الحالي عقوبات على 18 مسؤولا عسكريا وسياسيا في النظام بعد تحقيقات أجرتها عام 2016 منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي أكدت استعمال النظام الأسلحة الكيميائية عامي 2014 و2015. وشملت العقوبات مسؤولين كبارا في المخابرات السورية وقيادات عسكرية، من بينهم رئيس فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا "محمد رحمون" والعقيد سهيل الحسن، والعقيد محمد نافع بلال، ومدير الاستخبارات العسكرية العميد ياسين أحمد ضاحي، واللواء محمد محمود المحلة. كما شملت العقوبات قائد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي اللواء أحمد بلول، واللواء ساجي جميل درويش، والعميد الركن بديع المعلا، وهو من كبار مسؤولي القوات الجوية، فضلا عن قائد الحرس الجمهوري طلال شفيق مخلوف، والعميد الركن محمد إبراهيم، وهو ضابط في القوات الجوية.
المعتقلون.. غائبون عن أجندة "أستانا" حاضرون في سجون الأسد
    أورينت نت - محمد إدلبي .. يعتبر ملف المعتقلين في سجون نظام الأسد من الملفات المغيبة عن جداول أعمال المباحثات الدولية حول الملف السوري، ومع بدء التحضيرات لانعقاد مباحثات "أستانا" والتي تنطلق غدا الإثنين بمشاركة روسية – إيرانية – تركية وبحضور ممثلين عن الفصائل العسكرية والنظام، أشارت مصادر إعلامية روسية إلى أن المشاورات ستناقش فقط تثبيت وقف إطلاق النار دون الخوض في أي ملفات أخرى. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصادر مقربة من اجتماعات أستانا أن الهدف الرئيسي من هذه المباحثات هو "تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار"، المعلن في سوريا في 29 كانون أول الماضي. وأكدت أن المجتمعين "لن يبحثوا أية مبادرات أخرى". ويقبع عشرات آلاف السوريين في سجون الأسد منذ انطلاق الثورة السورية، واستشهد الآلاف منهم داخل السجون جراء التعذيب بحسب ما أعلنت العديد من المنظمات الدولية. وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إن قصص الرعب الواردة في التقارير القادمة من داخل سوريا تصور بالتفصيل سوء المعاملة المروعة التي تعرض لها المعتقلون داخل سجون الأسد، واستجوابهم والتحقيق معهم خلف الأبواب المغلقة. وطالب المسؤول الأممي المجتمع الدولي، بـوضع هذه الانتهاكات في صدارة جدول أعمال أي مباحثات بين النظام والمعارضة السورية.
17 ألف وفاة داخل المعتقلات
وكانت منظمة العفو الدولية كشفت مع نهاية العام الماضي النقاب عن تجارب مروِّعة لمعتقلين تعرضوا للتعذيب المتفشي وغيره من ضروب المعاملة السيئة في سجون النظام، وأشارت إلى أن حوالى17723 شخصاً قد تُوفوا أثناء احتجازهم في سوريا منذ اندلاع الثورة أي بمعدل أكثر من 300 شخص كل شهر. ويوثِّق التقرير، الصادر بعنوان "إنه يحطّم إنسانيتك": التعذيب والمرض والموت في سجون سوريا"، جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات الأسد. يستعيد التقرير تجارب آلاف المعتقلين من خلال استعراض حالات 65 ناجٍ من التعذيب، الذين وصفوا انتهاكات مروِّعة وظروف غير إنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة مخابرات الأسد، وفي سجن صيدنايا العسكري، الواقع على أطراف العاصمة دمشق. وقال معظم المعتقلين إنهم شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتُجزوا في زنازين الى جانب جثث المعتقلين. ويسلِّط التقرير الضوء على إحصاءات صادرة عن "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان"، وهي منظمة تستعين بمناهج علمية لتحليل البيانات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان. وتشير هذه الإحصاءات إلى أن ما يزيد عن 17723 شخصاً قد لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في شتى أنحاء سوريا. إلا إن هذا العدد يعكس تقديراً متحفظاً، وترى "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان" ومنظمة العفو الدولية إن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أكثر من ذلك، بالنظر إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص قد اختفوا قسراً في مراكز الاحتجاز في مختلف أنحاء سوريا.
طرق التعذيب
وحول طرق التعذيب، ذكرت المنظمة أن "النظام استخدم وسائل شائعة في التعذيب، شملت ثني جسم المعتقل داخل إطار(دولاب)، وجلد باطن قدميه، فضلًا عن استخدامه الصدمات الكهربائية، والاغتصاب، والعنف الجنسي". ولجأ النظام أيضا في تعذيب معتقليه، حسب المنظمة، إلى قلع أظافر اليدين أو القدمين، والحرق بالماء الساخن أو السجائر المشتعلة. ونقلت عن ناجين من السجون قولهم إنهم "شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث المعتقلين". ومما تحدث عنه المعتقلون الناجون ما يسمى "حفلة الترحيب" فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح "بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية". وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب، من بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة. وروى أحد المعتقلين سابقا في أحد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، كيف أن سبعة أشخاص توفوا خنقا في إحدى المرات حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل. وفي التقرير يروي أحد السجناء كيف أن "أحد الحراس أجبر اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل".
 القوات الحكومية تقترب من حلفاء تركيا في الباب
لندن، أنقرة، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
ذكرت وسائل إعلام رسمية والإعلام الحربي لـ «حزب الله»، أن الجيش السوري وحلفاءه أخرجوا تنظيم «داعش» من قرية صوران شرقي حلب، ما يجعلهم أقرب إلى أراض يسيطر عليها عناصر من المعارضة تدعمهم تركيا، في وقت حققت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية تقدماً إضافياً قرب مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وتقع قرية صوران على بعد 16 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة الباب التي يحاول مقاتلو المعارضة المدعومون من الطائرات والمدرعات والقوات الخاصة التركية انتزاعها من «داعش» بعدما وصلوا إلى مشارفها قبل شهر. وعلى الرغم من أن تركيا ظلت لوقت طويل من أقوى داعمي المقاتلين المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد، فإن توغلها في سورية صيف العام الماضي استهدف إبعاد «داعش» من حدودها والحيلولة دون ربط جماعات كردية بين جيبين حدوديين تسيطر عليهما. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» في تقرير، إن «عملية درع الفرات التي تقودها القوات التركية بمشاركة الفصائل المقاتلة والإسلامية، والعاملة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، وبعد مرور شهر على تلقي هزيمتها الأولى عند التخوم الغربية لمدينة الباب على أيدي داعش، لم تتمكن من تحقيق أي تقدم إلى داخل المدينة، على الرغم من محاولاتها المتكررة، بغطاء من القصف المكثف الجوي والمدفعي التركي. هذا الاشتباك وهذه المعارك المتكررة في القوس الممتد بين المحورين الغربي والشرقي لمدينة الباب مروراً بالجهة الشمالية للمدينة، سبق فتح شهوة قوات النظام والروس للتقدم من المحور الذي لم تتجه نحوه بشكل نهائي قوات «درع الفرات»، وهو المحور الجنوبي للمدينة، فعمدت الطائرات الحربية الروسية وطائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية لتنفيذ طلعات جوية استهدف معظمها ريف حلب الشرقي والريف الجنوبي لمدينة الباب، بالتزامن مع القصف التركي الذي استمر في استهداف مدينة الباب وريفها، وجاء قصف النظام وروسيا، كتمهيد للعملية العسكرية التي جرى إطلاقها بقيادة مجموعات النمر بقيادة العميد سهيل الحسن الذي جرت ترقيته لهذه الرتبة وتعيينه رئيساً لفرع المخابرات الجوية في المنطقة الشمالية السورية، كما جاءت هذه العملية بعد أن كانت تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين من التقدم في ريف حلب الشرقي واستعادة السيطرة على المحطة الحرارية الاستراتيجية التي كانت تعد معقلاً لتنظيم داعش». وقال إن «الساعات الفائتة قربت قوات النظام والمسلحين الموالين لها لمسافة تقل عن 15 كلم من المحور الجنوبي الغربي لمدينة الباب، بعد تمكنها من فرض سيطرتها على قرية صوران، وعلى الرغم من أن مسافة تقل عن 10 كيلومترات تفصل قوات النظام عن مدينة الباب في ريفها الجنوبي، إلا أن قوات النظام، ومن خلال التقدم في هذا المحور مدعمة بالمسلحين الموالين لها، تسعى إلى قضم مناطق سيطرة التنظيم وإبعاده بشكل أكبر عن مدينة حلب وأطرافها، وتوسيع نطاق سيطرتها على المنطقة».
وقال الجيش التركي إن الطائرات الحربية التركية نفذت ضربات جوية ضد هدفين تابعين لتنظيم «داعش» في الباب السورية ودمرت مركبتين مسلحتين. في الشرق، أشار «المرصد» إلى أن «قرية السويدية كبيرة والضفاف الشمالية من نهر الفرات في الريف الشمالي للطبقة الواقعة في غرب الرقة، تشهد معارك متواصلة بعنف بين قوات سورية الديموقراطية المدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، حيث لاتزال المعارك لا تزال متواصلة على أشدها، تمكنت خلالها قوات سورية من تحقيق تقدم جديد داخل القرية والسيطرة على أجزاء واسعة منها، فيما تتواصل الاشتباكات في محاولة من هذه القوات لطرد التنظيم منها وتثبيت سيطرتها عليها كامل القرية التي تعد ذات أهمية استراتيجية، لقربها من سد الفرات الاستراتيجي». وفي دمشق، قال وزير الثقافة السوري محمد الأحمد في مؤتمر صحافي في دمشق أن «وزارة الثقافة تناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذا الموقع الأثري الفريد الذي يعد من أهم مواقع التراث العالمي». وأضاف «نحض الجميع على التحرك بقوة وبجبهة موحدة للوقوف مع سورية في معركتها للدفاع عن حضارة تدمر من الدمار على أيدي برابرة العصر الحديث». وأشار الى دور «العالم بتحمل مسؤولياته مما حصل من وحشية فظيعة لم يشهدها التاريخ». وبعد اكثر من شهر على استيلائه مجدداً على مدينة تدمر الأثرية، عمد التنظيم المتطرف الى تدمير التترابيلون الأثري من 16 عموداً، كما ألحق أضراراً بالغة بواجهة المسرح الروماني الشهير. وبدا من خلال صور التقطتها الأقمار الاصطناعية وكأن الدمار طال الجزء الأكبر من واجهة المسرح الروماني. وهو الذي طالما استضاف مناسبات موسيقية ومسرحية، ويعد من أبرز المعالم السياحية في سورية. ونبه الأحمد الى ان «اي تقاعس وتخاذل في هذا الوقت العصيب يهدد مدينة تدمر وسيكون تهرباً اكيداً امام الواجبات الإنسانية والأخلاقية تجاه حماية التراث العالمي».
 «بنك اغتيالات» أميركي يضم عشرات القياديين من «النصرة»
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
بعد عمل استخباراتي طويل أسفر عن جمع «بنك أهداف» وتوفير قرار سياسي في واشنطن وتنسيق بين الجيشين الأميركي والروسي ضمن «قواعد الاشتباك» في الأجواء السورية، بدأت قاذفات أميركية في بداية العام حملة أسفرت عن قتل عشرات القياديين من «فتح الشام» (النصرة سابقاً) في ريفي حلب وادلب، في وقت زاد التوتر في ريف ادلب بين «فتح الشام» من جهة وفصائل أخرى بينها «أحرار الشام الإسلامية» من جهة وبين تنظيم «جند الأقصى» المبايع لـ «داعش» وفصائل أخرى. ووفق مسؤول غربي، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية اشتغلت في الأشهر الأخيرة على جمع معلومات عن قياديين في «فتح الشام» التي غيرت منتصف العام الماضي اسمها من «النصرة» وأعلنت انها قطعت علاقتها مع «القاعدة»، الأمر الذي لم تقتنع به واشنطن ودول غربية وحافظت على اعتبارها مع «داعش» تنظيمين إرهابيين. وقال لـ «الحياة»: «استندت المعطيات إلى مراقبة هواتف قادة التنظيم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ومخبرين على الأرض، إضافة الى تبادل معلومات مع دول اقليمية وغربية، بحيث أصبحت خريطة التنظيم واضحة تماماً أمام الجانب الأميركي». بالتوازي مع ذلك، حصلت وزارة الدفاع الأميركية على قرار سياسي من إدارة الرئيس باراك اوباما لبدء شن العمليات واستهداف قياديين في «فتح الشام» بعدما كانت العمليات في العام الماضي تركز على تنظيم «خراسان» المحسوب على «القاعدة». ولوحظ بدء التنفيذ مع قرب تسلم إدارة دونالد ترامب التي تضم معادين لفصائل إسلامية و «داعش». بعد ذلك، حصل تنسيق بين الجانبين الأميركي والروسي لتنفيذ «قواعد الاشتباك» في شمال غربي سورية باعتبار أن هذه المنطقة كانت ضمن نفوذ الجيش الروسي وتغطيها منظمة صواريخ «اس 400» الموجودة في قاعدة حميميم غرب سورية. وكانت واشنطن وموسكو توصلتا الى اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية نهاية شباط (فبراير) الماضي حيث كان مقرراً تشكيل مجموعة عمل مشتركة في جنيف وعمان لتبادل المعلومات الاستخباراتية والخرائط لاستهداف «النصرة» (قبل أن تغير اسمها منتصف العام) ثم قيام الجيشين الأميركي والروسي بغارات مشتركة ضد التنظيم. لكن اتفاق وقف العمليات القتالية فشل وقتذاك وفي مرة ثانية في ايلول (سبتمبر) الماضي. وبالتزامن مع توقيع موسكو وأنقرة في بداية العام مذكرة تفاهم عسكرية لشن غارات مشتركة كانت بدايتها قرب الباب شمال حلب لحماية فصائل «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي لطرد «داعش»، بعد تردد واشنطن في تقديم الغطاء الجوي لهذه الفصائل وتفضيلها دعم «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية في عملية «غضب الفرات» لعزل «داعش» في الرقة، فإن تنسيقاً بين أميركا وروسيا حصل لبدء قاذفات «بي 52» وطائرات من دون طيار باستهداف قياديين في «فتح الشام» بموجب «بنك أهداف» عنهم. وبعد ساعات من توصل موسكو وانقرة لاتفاق وقف النار في سورية في نهاية الشهر الماضي استثنى «داعش» و «فتح الشام»، بدأت حملة القصف. ووفق بيان لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أسفرت الغارات عن قتل 250 عنصراً من «فتح الشام» منذ مطلع العام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «ما لا يقل عن 76 من عناصر فتح الشام وقيادييها في غارة على الفوج 111 في الريف الغربي لحلب، بينهم 49 سورياً وثمانية قياديين من جنسيات غير سورية». وتوقع ارتفاع عدد القتلى الى 130 جراء وجود «جرحى في حالات حرجة وجثث تحت أنقاض الدمار». وقال: «التحالف الدولي كانت لديه معلومات عن تجمع عناصر جبهة فتح الشام داخل المعسكر». وكان لافتاً أن بعض حالات الاستهداف، كانت دقيقة الى حد أصابت عنصراً على دراجة نارية على طريق قميناس - سرمين في ريف إدلب الشرقي في 12 الشهر الجاري. كما وثق «المرصد» مقتل «القيادي أبو الحسن تفتناز وقيادي شرعي آخر من ذويه في الاستهداف الذي جرى في السادس من الشهر الجاري في تفتناز في ريف إدلب الشرقي من قبل طائرات من دون طيار»، اضافة الى «25 عنصراً آخرين من ضمنهم 7 قياديين على الأقل في الضربات الجوية من طائرات التحالف والتي استهدفت أحد أكبر مقرات جبهة فتح الشام الذي يشمل مركز احتجاز قربه في سرمدا في ريف إدلب الشمالي قرب حدود تركيا». وشملت قائمة الاستهداف قياديين في «الجيش الإسلامي التركستاني» الذي يضم عناصر من الصين، كان بينهم «أبو عمر التركستاني» أحد القادة الأربعة الأبرز في «الحزب الإسلامي التركستاني». واعتبرت «فتح الشام» هذه الاستهدافات «رسالة واضحة أن خيار أميركا هو نظام (الرئيس) بشار الأسد لا الثورة والشعب وأنهم والروس سخّروا قوتهم العسكرية للنيل من صبر أهلنا في دعمهم للمجاهدين ومطالبهم بإسقاط نظام الأسد وحلفائه”. كما انها شنت في بيان منفصل حملة ضد مفاوضات آستانة، واعتبرت المشاركة فيها «قبولاً ببقاء النظام والأسد».
و «فتح الشام» أحد الفصائل المنضوية في «جيش الفتح» الذي يضم سبعة فصائل بينها «أحرار الشام» ويسيطر على محافظة ادلب منذ ربيع العام الماضي. ونظراً للتداخل الميداني والعقائدي بين «فتح الشام» و «أحرار الشام» اختارت الأخيرة عدم الذهاب الى آستانة تجنباً لصدام ميداني، لكنها قالت انها «تؤيد» المشاركين ذلك قبولاً لضغوطات من حلفائها الإقليميين. غير أن هذا أدى الى احتمال انقسام في «أحرار الشام» وخروج تيار متشدد وقريب من «فتح الشام» من جهة مقابل بدء انشقاق قياديين من «فتح الشام» بينهم عضو في مجلس الشورى والمسؤول الاقتصادي العام ومسؤول عسكري في حلب اللذان خرجا من التنظيم بسبب “التشرذم الذي وصلت إليه الساحة».
ويشارك في مفاوضات آستانة قياديون في «جيش ادلب الحر» بينهم فارس بيوش واحمد سعود الذي دخل في مواجهات مع «النصرة» في آذار (مارس) الماضي. وساهمت ضغوط خارجية ومن نشطاء في تشكيل هيئة سياسية في ادلب، إضافة الى انتخاب مجلس محلي الثلثاء الماضي على حساب تراجع دور القوة العسكرية في ادلب، وسط أنباء عن تفاهمات روسية - تركية لدعم مجالس محلية في مناطق المعارضة بما فيها ادلب. ميدانياً، انعكست المشاركة في آستانة وبدء استهداف «فتح الشام» وإعادة تموضع فصائل عسكرية مع حديث عن وقف النار والذهاب الى حل سياسي بظهور توتر وصدامات بين فصائل عدة في ريف ادلب شملت مواجهات بين «أحرار الشام» و «جند الاقصى» في جبل الزاوية وبين الأولى و «فتح الشام» قرب حدود تركيا التي ضغطت على فصائل (13 فصيلاً) للمشاركة في آستانة وهددت بقطع الدعم والتمويل وإغلاق بوابات حدودية تسيطر عليها فصائل مقاتلة وتعتبر مصدر تمويل رئيسياً. وتدخل قائد «صقور الشام» ابوعيسى الشيخ امس لمطالبة «فتح الشام» بعدم الانحياز الى «جند الأقصى». وأعلن عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية لمواجهة هذا التنظيم وسط أنباء عن وجود خلايا تابعة لـ «داعش» تريد التمدد الى ادلب. وقال ابو عيسى: «اليوم مفترق طرق ولن نرجع عن استئصال داعش الصغرى. على فتح الشام ألا تكيل بمكيالين وأن تقف من الجميع بمسافة واحدة».
 قبيل انعقاد مباحثات "أستانا".. النظام يرتكب مجزرة في ريف حمص
    أورينت نت – خاص.. بالتزامن مع بدء التحضيرات لانعقاد مباحثات "أستانا" لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، ارتكبت الطائرات الحربية اليوم الأحد مجزرة في مدينة الحولة بريف حمص الشمالي راح ضحيتها 8 شهداء وعشرات الجرحى. وقال مراسل أورينت، إن طائرات النظام من نوع ميغ 23 استهدفت اليوم مدن الحولة والرستن وتلبيسة بأكثر من 20 غارة جوية ما أسفر عن استشهاد 8 مدنيين في مدينة الحولة جلهم من الأطفال والنساء، كما استشهد مدني في مدينة تلبيسة. في السياق ذاته، استهدفت قوات الأسد بلدة الغنطو في الريف الشمالي بالصواريخ والمدفعية الأمر الذي أدى إصابة العديد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة واندلاع الحرائق في الأبنية السكنية والمحال التجارية. من جهة ثانية، انفجرت عبوة ناسفة داخل قاعة القضاء في المحكمة الشرعية بمدينة الرستن، ما أسفر عن استشهاد الشيخ عادل الخطيب وسقوط 7 جرحى. ويأتي التصعيد من قبل النظام على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي قبل يوم واحد من انطلاق مباحثات "أستانة" بمشاركة ممثلين عن الفصائل المقاتلة والنظام والتي من المقرر أن تبحث تثبيت وقف عمليات إطلاق النار في المدن السورية.
العشائر في الجزيرة السورية يرفضون احتلال «بي ي ديه» لمناطقهم اعتبروها وجها آخر «لداعش»
ايلاف..بهية مارديني.. أعلن تحالف العشائر العربية والتركمانية في منطقة الجزيرة السورية اثر اجتماع في أورفا في تركيا رفضه لاحتلال حزب الاتحاد الديمقراطي «بي ي ديه» وداعش للأراضي التابعة لهم. واعتبر التحالف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، الى أن سياسات حزب «بي ي ديه» تشبه سياسات داعش " وهما وجهان لعملة واحدة قامت بالتهجير والتغيير الديمغرافي في آن معا في مناطقنا". وطالب الدول العربية وتركيا بالمساعدة في اخراج من أسماهم " بالعصابات " من حزب الاتحاد الديمقراطي من "محافظاتنا في الرقة ودير الزُّور والحسكة" . وأعلن تحالف العشائر العربية والتركمانية عّن تبرؤه من رموز الاحتلال الفرنسي والبعث وعصاباته المجرمة أمثال ابن قشة والأعيان الذين نصبوا أنفسهم ممثلين عّن قبائلهم "فليس لهم علاقة بقبائلهم وعشائرهم ولا يمثلون الا أنفسهم لأنهم خانوا العهد اذ باعوا الأرض والعرض للعصابات المجرمة بي ي دي وداعش" . وطالبوا أبنائهم وأهابوا بكل عربي وتركماني من كافة القبائل الابتعاد عّن "هذه العصابات المجرمة وأن يبقوا على العهد والوفاء للحفاظ على العرض والأرض التي ورثناها من أبائنا وأجدادنا عبر التاريخ " ، وأكدوا " ان ليل الاحتلال زائل لا محالة ".

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,072,141

عدد الزوار: 6,751,411

المتواجدون الآن: 97