أخبار وتقارير..منعطف تاريخي في تركيا..تنتهي معركة الموصل ولا ينتهي تنازع العراقيين عليها...ما بعد حلب ؟

وزير خارجية أميركا الجديد: «الإخوان» مثل «داعش» و«القاعدة»..مراسلات بين واشنطن ولندن تكشف مخطط طهران لتقسيم العراق وسورية..لعبة موسكو الجديدة.. طهران خارج الخريطة..وبوتين ينتظر ترمب لتقاسم «الكعكة» السورية..مرشح الرئاسة الفرنسية: الأسد "ديكتاتور" تلطخت يداه بالدماء ولا أؤيد بقاءه...الشرطة الأفغانية تقبض على 3 إيرانيين بتهم الإرهاب..ألمانيا «تتحصن» أمنياً لمنع تكرار اعتداء برلين

تاريخ الإضافة الخميس 12 كانون الثاني 2017 - 5:57 ص    عدد الزيارات 1859    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

منعطف تاريخي في تركيا
الحياة.. مراد يتكن.. * كاتب، عن «حرييات» التركية، 7/1/2017، إعداد يوسف الشريف
تمر تركيا اليوم في منعطف تاريخي مهم، وسبق لها أن خبرت منعطفين تاريخيين بارزين، أولهما قرار البرلمان، وهو كان خرج للتو مظفراً من حرب استقلال وبناء دولة في 1923 بقيادة مصطفى أتاتورك، بالانتقال إلى الجمهورية وقوانينها وأسسها. والمنعطف الثاني إثر الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها تركيا من دون خسائر تذكر. وحينها، قرر عصمت إنونو وجلال بيار، رفيقا أتاتورك في التحرير وإنشاء الجمهورية، انتقال الحياة السياسية من قيادة الحزب الواحد، إلى التعددية الحزبية. وفي الحرب الباردة هزت الديموقراطية التركية ثلاثة انقلابات عسكرية. وبدا أن عهد الانقلابات ولى إلى غير رجعة، ولكن المحاولة الانقلابية في تموز (يوليو) الماضي باغتتنا. وها نحن ذا في تركيا نقف، اليوم، على عتبة انعطافة تاريخية ثالثة: محاولة الانتقال من نظام برلماني غير مطلق الصلاحيات، إلى نظام رئاسي تنفيذي واسع الصلاحيات، وهو المشروع الذي يبدأ البرلمان مناقشته هذا الأسبوع.
وفي المشروع الرئاسي الجديد نقطتان بارزتان، الأولى تنص على إمساك الرئيس بالسلطات التنفيذية كلها، مع إلغاء منصب رئيس الوزراء، والثانية على أن الرئيس ستكون له سلطة واسعة على مؤسستي القضاء والتشريع اللتين لطالما اتهمهما أردوغان بأنهما تعرقلان وتؤخران تحقيق مشاريعه الطموحة. وقال زعيم المعارضة كمال كيليجدار أوغلو أمام البرلمان، إن إقرار هذا النظام يفضي الى إرساء نظام الرجل الواحد، والحزب الواحد. فالرئيس في النظام الجديد يعين 12 من قضاة المحكمة الدستورية العليا الخمسة عشر، كما يعين شطراً راجحاً من أعضاء المؤسسة العالية للقضاء ووكلاء النيابة، المعنية بتعيينات القضاة وترقياتهم وتنقلاتهم مع وكلاء النيابة. ولا يخفى أن أردوغان سعى إلى هذا الأمر منذ 2011، ولكن الانتخابات لم تسعفه ولم يحصل نواب حزبه على المقاعد الكافية في البرلمان لتعديل الدستور من دون الحاجة إلى دعم المعارضة. ولكن الأمور تغيرت إثر مبادرة زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهشلي، الى إعلان ضرورة إرساء إطار قانوني «لحالة الأمر الواقع» الناجمة عن تجاوز أردوغان صلاحياته الدستورية كرئيس يفترض به الحياد. وتذرع الرئيس بأنه منتخب من الشعب وليس من البرلمان. واقترح باهشلي دعم المشروع الرئاسي. والموقف المفاجئ لزعيم القوميين أحدث سجالاً داخل الحزب الذي لطالما جاهر برفضه النظام الرئاسي، ونعلم أن 5 نواب قوميين من 40 نائباً سيصوتون ضد المشروع، واستقال نائب زعيم الحزب أخيراً للأسباب نفسها، وقال انه سينضم إلى المعارضين. في هذا المشهد، يبدو وضع رئيس الوزراء بن علي يلدرم الأكثر حرجاً، فهو يدعو الى نظام سيأخذ من تحته كرسي رئاسة الوزراء بعد إلغاء المنصب. وليس هذا فحسب، بل إن النظام الجديد يبيح عودة الرئيس أردوغان إلى حزبه، وتوليه رئاسة «العدالة والتنمية». فيخسر بن علي زعامة الحزب كذلك. وقد ينظر رئيس الوزراء الى القسم الممتلئ من الكوب، فيقول إنه سيحصل على منصب نائب رئيس الجمهورية. وثمة أصوات في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم تعترض على المشروع، لكنها أصوات منخفضة جداً، وتبدي انزعاجها من الارتكاس إلى دولة الحزب الواحد، وترى أن عدم الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية له عواقب سلبية. فلو تغيرت الأحوال في تركيا، وبلغ الرئاسة شخص غير أردوغان أو من المعارضة، برز خطر أن يستخدم ذلك الرئيس صلاحياته ضد «العدالة والتنمية». وإذا خسر الحزب الحاكم الانتخابات أو جاء في المرتبة الثانية، على رغم فوز أردوغان برئاسة الجمهورية، فكيف يتصرف الرئيس مع برلمان معارض له؟ يصير أردوغان زعيم المعارضة البرلمانية وهو رئيس كامل الصلاحيات. وإذا قررت الغالبية البرلمانية غير الموالية لأردوغان إقرار تغيير دستوري، قد يلجأ الى حل البرلمان. فندخل أزمة سياسية قد لا تنتهي.
ويبدو أن نواب «العدالة والتنمية» الأكراد منزعجون من التحالف المفاجئ مع القوميين، ويقولون أنهم لا يستطيعون تفسير هذا الأمر للناخب الكردي. والوضع الجديد المقترح سيؤثر في المؤسسة العسكرية: القرارات الأخيرة تلحق قائد الأركان بالرئيس مباشرة وليس بوزير الدفاع. ولكن الأخير هو من سيعين قادة الجيوش وهم سيتبعون له وليس لقائد الأركان، وهذا نظام غريب غير مسبوق في العالم. وثمة معارضة لهذا المشروع في البرلمان في صفوف الحزب الذي اقترحه على التصويت. ولكن هل ثمة فرصة لظهور أصوات المعارضين؟ هذا وثيق الصلة بتصويت «العدالة والتنمية» قريباً على مشروع القرار الذي سيعرض بعد ذلك على الشعب.
«خطة» موسكو لزعزعة استقرار أوروبا
الحياة..بروكسيل - نورالدين الفريضي 
تسود لدى الأوساط الأوروبية قناعة بأن روسيا تشن منذ ثلاث سنوات على الأقل، حرباً إعلامية ممنهجة ومباشرة، تستعين فيها بمواقع التواصل الاجتماعي وبمجموعات يمينية ومعلقين من اليمين المتطرف، من أجل زعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية وتعزيز التيارات القومية. ويشير بعض الأوساط في بروكسيل، إلى أن «الحرب الإعلامية» (بروباغندا) تعتمد أساليب «نشر أخبار زائفة والتشكيك في السياسات المشتركة التي يقودها الاتحاد الأوروبي وتشويه مواقفه في الساحة الدولية، وخصوصاً في قضايا ساخنة مثل أزمة اللاجئين والحرب في سورية». وكشف مصدر غربي في بروكسيل لـ «الحياة»، عن أن خبراء في قسم العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي، «شكلوا وحدة تقوم على مدار الأسبوع بجمع المعلومات من مئات المصادر في ثلاثين بلداً تقريباً، من أجل تفكيك خيوط الحملة» الروسية. وتحفظ المصدر عن ذكر اسمه، لأنه غير مخول الحديث الى الصحافة، لكنه أبدى قناعته بـ «صدقية» الاستنتاجات التي توصلت اليها أجهزة الاستخبارات الأميركية حول قرصنة إلكترونية استهدفت الحزب الديموقراطي الأميركي من أجل التأثير في انتخابات الرئاسة الأميركية، مع الإشارة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما قامت بأمر مشابه، إذ اعترفت باختراق أجهزة الاستخبارات الأميركية أنظمة التواصل في فرنسا وألمانيا وغيرهما. ورأى المصدر الغربي أن اختراق الأجهزة الروسية حملة حزب في الولايات المتحدة «يمثل خطراً كبيراً لأنه يزعزع أسس النظام الديموقراطي». وتوقع أن تتواصل الحملة الممنهجة التي تقودها مراكز السلطة في روسيا من أجل التأثير في الانتخابات العامه في دول أوروبية، في مقدمها فرنسا وألمانيا. وأكدت مصادر في بروكسيل لـ «الحياة»، أن مؤسسة مقرها في سان بطرسبورغ، توظف حوالى 400 صحافي، مهمتهم نشر مئات المقالات يومياً عبر شبكة الإنترنت. وأضافت أن «كلاً منهم ملزم بتحرير عشرات المقالات القصيرة يومياً وعلى مدى 12 ساعة». ولفتت المصادر إلى أن بعض الصحافيين انشقوا وأبلغوا وسائل إعلام غربية بخطة العمل التي وضعتها السلطات الروسية. واطلعت «الحياة» على عدد من المنشورات المتوافرة في مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا وتشيخيا وهنغاريا وسلوفاكيا وبريطانيا، وتركز المقالات على تشويه سياسة استقبال المهاجرين في ألمانيا، ويُقرأُ فيها على سبيل المثال أن «المستشارة (أنغيلا) مركل تتحمل مسؤولية الاعتداءات الإرهابية في بروكسيل، لأن منفذيها مسلمون»، وأن «النازية تتصاعد من جديد بسبب سياسات مركل». وتدعو مواقع أخرى «روسيا إلى نصرة المسيحيين في أوروبا لأنهم مهددون بغزو إسلامي» أو أن «مواد اختفت من المطاعم والمدارس في ألمانيا إرضاء للمسلمين»، وصولاً إلى أن «الديموقراطية تقود إلى الديكتاتورية، إذ أتت بهتلر إلى السلطة واليوم تأتي بالمسلمين المتطرفين»، أو «أن ألمانيا توظف رجال أمن مسلمين تمهيداً لتنفيذ الشريعة». ويبدو واضحاً أن المقالات التي تنشرها مراكز بحثية يمينية لمعلقين من اليمين المتطرف، تستخدم منهجية التضليل، من «نشر الأخبار الزائفة وتشويه الحقيقه التي تصدر عن الجهات الرسمية الأوروبية والتشكيك في القيم التي يقوم على أساسها الاتحاد». وفي إطار اتهام روسيا بالوقوف وراء حملة «زعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية»، يستعيد مراقبون تصريحاً لرئيس الاستخبارات العسكرية في السويد غونار كارلسون، أدلى به في 16 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقال فيه إن «روسيا تمثل مصدر العمليات التي تستهدف السويد». كما حذرت مركل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، من «معلومات مزيفة وأكاذيب مصدرها روسيا وتستهدف ألمانيا». بذلك، لم يعد الأمر يقتصر على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي أكد أمينه العام ينس ستولتنبرغ في أكثر من مناسبة، أنه يواجه حملة إعلامية روسية. وأبدى المصدر الغربي الذي تحدث إلى «الحياة» قناعته بأن «روسيا تسعى إلى تفكيك الاتحاد من خلال زعزعة أسس القيم التي يقوم عليها». وأشار إلى أن موسكو تحظى بدعم بعض مجموعات اليمين المتطرف وأوساط المحافظين في أوروبا الغربية، خصوصاً منذ تدخلها في سورية.
وزير خارجية أميركا الجديد: «الإخوان» مثل «داعش» و«القاعدة»
تيليرسون تحدث عن دعم روسيا لـ «دموية الأسد»
الراي..تقارير خاصة ..  واشنطن - من حسين عبدالحسين
قدم وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيليرسون، أول مطالعة جدية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس المقبل دونالد ترامب، في كلمته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أثناء جلسة الاستماع المخصصة للمصادقة على تعيينه. ولا يبدو أن أولويات ترامب الخارجية تفترق كثيراً عن أوباما، إذ تتصدرها مهمة القضاء على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وإلزام ايران وكوريا الشمالية بالاتفاقات النووية، والتصدي لممارسات الصين التجارية والإلكترونية المقوضة للمصالح الأميركية، ومساندة حلفاء أميركا، خصوصاً تحالف الاطلسي، في وجه روسيا. على ان الجديد في السياسة الخارجية في عهد ترامب هو اضافة تيليرسون في خطابه تنظيم «الاخوان المسلمين» إلى تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، كتنظيمات متطرفة تتطلب من أميركا مواجهتها. كذلك، كان لافتاً اعتراض تيليرسون على «دموية» قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ودعم روسيا له في تجاوز «قوانين الحرب» في سورية. وعلى رغم اتخاذ تيليرسون موقفاً سلبياً ضد روسيا، ووصفها على انها «تقوم بما يؤذي مصالح الولايات المتحدة»، الا ان وزير الخارجية المقبل لم يقترح خطة محددة لمواجهة الروس، ولم يتطرق إلى التقارير التي تسيطر على الاعلام الاميركي لناحية قيام موسكو باختراقات إلكترونية ومحاولتها التأثير في نتائج الانتخابات الأميركية. تيليرسون لفت إلى ان موسكو لم تكن لتقوم بنشاطاتها المؤذية لواشنطن لو انها لم ترَ وتشعر بالتقاعس الاميركي بقيادة الرئيس باراك أوباما. وقال: «علينا ان نكون واعين حول علاقتنا مع روسيا، فروسيا اليوم تشكل خطراً، لكنها لا تقوم بخطوات غير متوقعة لتحقيق مصالحها». وأضاف أن روسيا «اجتاحت اوكرانيا، وأخذت القرم، ودعمت القوات السورية التي تخترق بدموية قوانين الحرب، وهو ما يبعث على القلق بين حلفائنا في الاطلسي». وحمّل تيليرسون ادارة أوباما مسؤولية التصرفات الروسية، معتبراً ان «غياب الزعامة الأميركية هي التي فتحت الباب وأرسلت إشارات غير مقصودة، وتراجعنا عن دعم حلفائنا… وتحولت خطوطنا الحمر إلى ضوء اخضر، ولم ندرك ان الروس لا يفكرون كما نفكر نحن». وتابع وزير الخارجية المقبل ان «الكلمات وحدها لا تحلّ المشاكل»، داعياً الى حوار صريح مع روسيا حول طموحاتها، حتى تعرف أميركا كيف تتصرف بناء على ذلك. وقال تيليرسون انه حيث يمكن التعاون مع الروس، مثل في مكافحة الارهاب، سيكون هناك تعاون، ولكن حيث يتعذر، ستقف أميركا في صف حلفائها، وستنصر مبادئها، مشدداً على انه ليس على الولايات المتحدة الاختيار اما بين مبادئها أو مصالحها، في اشارة ضمنية إلى ان أميركا قد تتدخل في سورية حتى لو كانت سورية متدنية في سلم الاولويات الاستراتيجية لواشنطن. وفي ما يشير الى ان خطاب ترامب سيبتعد عن اثارة الحماسة الانتخابية الشعبوية بالتحريض على الاسلام والمسلمين، قدم تيليرسون موقفاً واضحاً فصل فيه بين الدين الاسلامي وما اسماها المجموعات الارهابية التي تقتل باسم الاسلام، معتبراً ان «القضاء على داعش هي الألوية لادارة ترامب»، مضيفاً ان «القضاء على داعش سيسمح لنا بالتفرغ لتنظيمات متطرفة اخرى مثل القاعدة والاخوان المسلمين وبعض العناصر داخل ايران». وقال تيليرسون: «الشرق الاوسط والمناطق المحيطة به، بما في ذلك سورية والعراق وافغانستان تحتاج الى انتباهنا، وهناك تضارب في الاولويات يجب التعامل معها، لكن أي منها لن يتعدى على أولوية إلحاق الهزيمة بداعش».
 
مراسلات بين واشنطن ولندن تكشف مخطط طهران لتقسيم العراق وسورية
معسكرات لـ«الحشد» في العمق السوري وانتشار على الحدود
«عكاظ» (بغداد)
كشفت مراسلات دبلوماسية بين سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانية في بغداد عن مشروع إيراني يهدف لتقسيم العراق وسورية، ما يشكل مدخلا لتفتيت البلدين لصالح السيطرة الإيرانية. وأوضحت المراسلات التي اطلع مصدر دبلوماسي «عكاظ» على خطوطها العريضة، أن إيران اقترحت على كل من دمشق وبغداد في حال عجزت عن تحقيق أهدافها بسبب الضغط الدولي، ومواقف الدول العظمى إدخال تعديلات قانونية تسمح بتثبيت مبدأ الفيدرالية الذي يعد مدخلا مهما لبسط السيطرة الإيرانية على مناطق جغرافية واسعة من البلدين، بما يضمن استمرارية حماية الأنظمة القائمة في سورية والعراق. وأفادت المراسلات بأن إيران تريد نقل النموذج المبدئي الذي أنجزته في العراق إلى سورية في حال بقاء الوضع القائم فيها بما يضمن حماية النظام عبر النظام الفيديرالي المختلفة عن الفيديرالية المعروفة في العالم، والتي تقام على أساس المحافظة على وحدة البلد، وإنما هي فيديرالية تريد أن تقسم العراق وسورية إلى أقاليم سنية وشيعية وكردية. وتهدف الخطة الإيرانية الفيديرالية إلى السيطرة على مناطق جغرافية واسعة تعطل أي اتفاقات دولية، بشأن سورية والعراق، تحسبا لأي اتفاقات تشبه الاتفاق الروسي - التركي بشأن سورية، الأمر الذي دفع إيران إلى التحرك بكل الاتجاهات سياسيا وعسكريا. وأشارت المراسلات إلى أن انتهاء معركة الموصل ستؤدي إلى إجراء ترتيبات جديدة بين العراق وسورية، ما يخدم مصالح المكون الشيعي ومصالح إيران في المنطقة، ملمحة إلى أن الحشد الشعبي الذي بات من ضمن المؤسسة العسكرية العراقية هو من سيتولى إدارة الأمور في الأراضي السورية من خلال انتشار «الحشد» على طول الحدود بين البلدين وإنشاء معسكرات عسكرية له في عمق الأراضي السورية. وأكدت المراسلات أن فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي الذي يحمل المشروع الإيراني تسلم خطة دخول الحشد إلى الأراضي السورية، إذ سيبدأ هذا الدخول بعيد تحرير الموصل. وقالت إن من بين ما تسلمه الفياض هو خرائط الحدود السورية - العراقية كاملة، حيث ستتمركز ميليشيا الحشد في المناطق الحدودية المشتركة بدعم من قوات نظام الأسد.
 
لعبة موسكو الجديدة.. طهران خارج الخريطة..وبوتين ينتظر ترمب لتقاسم «الكعكة» السورية
«عكاظ» (عمّان)
انسحاب بعض القوات الروسية، أم إعادة تموضع في سورية؟ سؤال أعاد مجددا خلط أوراق اللعبة في الأزمة السورية، وفتح الاحتمالات على مصراعيها، لكنه سؤال يكشف حقائق عن المستوى الذي بلغه التوافق بين الرئيس بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب ترمب. فموسكو ما كانت لتقدم على خطوة من هذا النوع إلا للحصول على حصتها من «كعكة» الشرق الأوسط بالتفاهم مع واشنطن ويبدو أنها وجدت ضالتها بالرئيس المنتخب. لقد حرك القرار الروسي مياها راكدة في مسارات الحرب والسلام في سورية، وأعاد خلط الأوراق والمواقف والمواقع، ولكن حتى الآن لم يتم التأكد إن كانت القوات الروسية قد أنسحبت فعليا أم أعادت تموضعها داخل سورية، بحيث لم تعد تشارك بعمليات ميدانية برية وأيضا جوية، وأطلقت تصريحاتها حول سحب الجنود، من باب التضليل لإظهار الدعم للعملية السياسية.
إن انسحاب الروس يعني شيئا أخطر وأهم من الملف السوري، إذ إن المعركة بين الروس والمعسكر الغربي كبيرة وممتدة، وانسحاب الروس في هذا التوقيت لا يمكن أن يكون معزولا عن حسابات روسية عالمية بمعزل عن سورية، ولا يعني انسحاب الجيش الروسي انسحاب روسيا، بل ما زال دور روسيا حاضرا من خلال قواعدها السابقة المعززة بالقوة العسكرية والخبراء الروس الذين يتولون الإشراف على إدارة النظام السوري حكومة وجيشا وحلفاء وأتباعا. ولا شك أن روسيا والولايات المتحدة تملكان مصالح مشتركة في توحيد القوات في الحرب ضد داعش. ومع ذلك، فلقد تضاربت رؤاهما حول مستقبل سورية نفسها. قد يكون قرار الانسحاب الروسي تم الاتفاق عليه بين ترمب وموسكو، تمهيدا لترتيب المصالح في المنطقة ولكن من الأرجح أن بوتين لم يغلق ملف هذه الحرب حتى يحصل على نصيبه من «الكعكة». القراءات الميدانية لقرار الانسحاب تؤكد أن ما جرى ما هو إلا إعادة تموضع للقوات الروسية وهو قرار اتخذ بالتفاهم مع ترمب، لحين توليه الرئاسة وترتيب الأمور مع موسكو في العشرين من الشهر الجاري. ولذلك فإن روسيا ورغم قرارها أبقت القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم بمدينة اللاذقية مستمرة في العمل، كما هو الحال تماما بالنسبة للقاعدة البحرية الروسية في طرطوس الساحلية. التطورات الميدانية على الأرض تؤكد أن الانسحاب الروسي تمثل فقط في وقف تحليق الطائرات الروسية وعودة الجنود الروس إلى ثكناتهم في معسكراتهم داخل الأراضي السورية مع إبقاء غرفة العمليات المشتركة مع إيران فاعلة ونشطة وهذا اعتراف غير مباشر من بوتين أن «داعش» لم يكن هدفه الأول أبدا داخل سورية.
مرشح الرئاسة الفرنسية: الأسد "ديكتاتور" تلطخت يداه بالدماء ولا أؤيد بقاءه
أ ف ب (باريس)
قال مرشح اليمين إلى انتخابات الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون الأربعاء ان رئيس النظام السوري بشار الأسد "ديكتاتور ومراوغ "،وذلك ردا على "ترحيب" الأسد بموقف فيون حيال سورية. وأضاف خلال مقابلة مع قناة "بي اف ام" الفرنسية أن "بشار الأسد ديكتاتور ومراوغ. أود أن الفت انتباه وسائل الإعلام الفرنسية إلى حقيقة انه ليس من الضروري القبول بتلاعبات بشار الأسد". وكان رئيس النظام السوري قال ردا على سؤال حول فيون في مقابلة بثتها الاثنين العديد من وسائل الإعلام الفرنسية أن "خطابه حول الإرهابيين أو حول أولوية مكافحة الإرهاب دون التدخل في شؤون الدول الأخرى هو موضع ترحيب". واكد فيون الذي يؤيد حوارا مع جميع اطراف النزاع في سورية "من الواضح انه مراوغ. قيام ديكتاتور بإدلاء تصريحات أمام القنوات التلفزيون الفرنسية حول السياسة الفرنسية هو مراوغة". وتابع "لا أؤيد بقاء الأسد في السلطة فهو ديكتاتور لديه ماض دموي وان الدبلوماسية الفرنسية والغربية أقصتا نفسيهما من النزاع السوري برفضهما فكرة التحدث مع الأسد".
الشرطة الأفغانية تقبض على 3 إيرانيين بتهم الإرهاب
عكاظ..واس (حيرات)
ألقت الشرطة الأفغانية القبض على ثلاثة إيرانيين بتهم الإرهاب في إقليم حيرات غربي أفغانستان. ونقلت وكالة "خاما برس" الأفغانية عن المسؤول بإدارة مكافحة الإرهاب في أفغانستان فضل الرحمن خادم قوله : "إنه تم القبض على الإيرانيين الثلاثة في الإقليم في إطار استعدادهم لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف أشخاصًا". وأضاف إن التحقيقات الأولية أوضحت كذلك أنهم تورطوا بالفعل في عمليات قتل مستهدف في إقليم حيرات. وأكد أن القبض على هؤلاء الإيرانيين يظهر أن عناصر خارجية متورطة بشكل مباشر في عدم الاستقرار وأعمال العنف المتزايدة في أفغانستان
ألمانيا «تتحصن» أمنياً لمنع تكرار اعتداء برلين
الحياة..برلين، واشنطن - أ ف ب، رويترز - 
أعلنت الحكومة الألمانية أنها اتخذت تدابير أمنية مشددة في حق أشخاص يعتبرون خطيرين بعد «مجزرة الشاحنة» في برلين في 19 كانون الأول (ديسمبر)، بينها حملُ مدانين بالإرهاب خرجوا من السجن سواراً الكترونياً، وتسريع ترحيل من ترفض السلطات طلبات لجوئهم، وتسهيل عمليات احتجاز الأجانب. كما أكدت نيتها ممارسة ضغوط على بلدان ترفض استعادة اللاجئين عبر تقليص مساعدات التنمية لها او إلغائها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الداخلية توماس دي ميزيير في برلين، قال وزير العدل هيكو ماس: «نريد أن نفعل كل ما هو ممكن لعدم تكرار حالة أنيس العامري (منفذ اعتداء برلين)» الذي لم تستطع السلطات ترحيله بعدما رفضت طلب لجوئه في حزيران (يونيو) 2016 لأن تونس شككت في أن يكون أحد مواطنيها.
وأكد دي ميزيير انه يدعم «هذه الإجراءات التي تستكمل قوانين أمنية يجري درسها أو إعدادها، لأننا نريد رفع مستوى الأمن، وتوجيه إشارة قوية الى مواطنينا». في الولايات المتحدة، أدرجت السلطات على لائحتها السوداء لـ «الإرهابيين الدوليين» رجلاً يدعى الكسندا امون كوتي او الكسندر كوتي ويحمل الجنسيات البريطانية والغانية والقبرصية اليونانية، للاشتباه في انتمائه الى تنظيم «داعش»، والإشراف على عمليات تعذيب وقتل رهائن غربيين. ويرجح وجود المشبوه في مدينة الرقة السورية. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن «كوتي هو واحد من أربعة أفراد يشكلون خلية الإعدام داخل داعش، والمسؤولة أيضاً عن احتجاز حوالى عشرين رهينة وذبحهم، وبينهم الصحافيان الأميركيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف والعامل الإنساني الأميركي بيتر كاسيغ».
والأشهر بين الرباعي هو البريطاني محمد اموازي المعروف بـ «الجهادي جون» الذي ظهر في أشرطة فيديو عن ذبح رهائن، ثم قتل في غارة جوية على الرقة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. على صعيد آخر، قضت محكمة أميركية بسجن جاستين كاليبي الذي يعيش في نيويورك 13 سنة، لمحاولته الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» حين كان في المدرسة الثانوية. وكان كاليبي (22 سنة) أقرّ في شباط (فبراير) 2013 بأنه «حاول تقديم دعم مادي للقاعدة في جزيرة العرب»، علماً انه كان اعتقل قبل ذلك بشهر في مطار جون كنيدي الدولي حين كان يعتزم ركوب طائرة إلى سلطنة عمان تمهيداً للذهاب إلى اليمن.
تدنيس مسجدَين في جنوب افريقيا
الحياة..جوهانسبرغ - أ ف ب - 
شهدت جنوب أفريقيا خلال أيام قليلة تدنيس مسجدَين عبر ترك قطعة من رأس خنزير وآثار دم على جدرانهما، في ممارسات وصفتها السلطات بأنها «كراهية للاسلام». وقال حشمت ستري إمام مسجد الجامعة في منتجع مالك باي (جنوب غرب): «يحدث ذلك للمرة الأولى في هذا المسجد الذي دُشن قبل مئة عام». وتابع: «قد يكون مختل ارتكب هذه الأفعال، لذا لا نريد منحها اهمية كبيرة»، مبدياً امتنانه لتلقيه رسائل دعم من ممثلي «كافة الاديان» في جنوب أفريقيا. كما تعرض مسجد آخر في سيمونز تاون التي تبعد 10 كيلومترات من مالك باي الى تخريب نهاية الأسبوع، حين عثر على قطعة من رأس خنزير ودماء عند مدخله. وندد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم بالحادثين، ودعا «الأهالي الى البقاء موحدين للدفاع عن ثقافة التعايش في البلاد». وتضم جنوب أفريقيا 53 مليون شخص بينهم 1.5 في المئة من المسلمين.
تنتهي معركة الموصل ولا ينتهي تنازع العراقيين عليها
الحياة..رستم محمود .. * كاتب سوري
فشلت الحكومة والقوى والنُخب السياسية العراقية المركزية في إيجاد مساومات وحلولٍ معقولة للتناقضات الداخلية مُنذ ثلاثة عشر عاماً، على رُغم آلاف السيارات المُفخخة وتحطيم البُنية التحتية وتهجير مئات الآلاف من سُكان بعض المُدن، والقضاء على بعض الأطياف المجتمعية كالمسيحيين، إلا أن شيئاً واضحاً لم يتغير في عوالم السياسة والحُكم في العراق المركزي، فالتناقضات الطائفية والقومية والسياسية، ومعها الفساد المريع والولاء للقوى الإقليمية بقيت كما هي تماماً.
أغلب الظن أن كُل المساعي ستفشل في شأن المُستقبل السياسي لشكل السُلطة وتوزيعها على مناطق الموصل، التي تُشكل بؤرة مُكثفة للتناقضات العراقية والإقليمية، ورُبما الدولية. ستفشل بالذات في ما يخص العلاقات البينية وإعادة توزيع السُلطة والثروة المادية والرمزية بين العرب السُنة والأكراد والمسيحيين واليزيديين والشبك والتُركمان الشيعة. فالمسألة الموصلية لا تتوقف فقط على موضوع التحرير من قبضة داعش، بل أيضاً على مُستقبل العلاقة المعقدة بين مُختلف مكوناتها الأهلية. حيث كان الصِراع بينها مدخلاً مُهماً - ورُبما وحيداً - لاهتراء البنية السُكانية في المدينة ومُحيطها، وبذا قابليتها للاحتلال السريع من تنظيم كـ «داعش».
مسألة المناطق المُتنازع عليها تُشكل مادة نموذجية لفشل النُخب الحاكمة في تفكيك التناقضات والصراعات العراقية وحلها، التي تبدو سهلة للغاية، فيما لو استطاعت هذه النُخب النظر إليها من دون شبكة واسعة ورهيبة من مصالحها الضيقة والصغيرة. ففي العراق ثمة إقليمان واضحا المعالم، واحدٌ مركزي «عربي»، وآخر كُردي، وثمة مناطق مُختلطة عرقياً على طول الحدود بين الإقليمين، وثمة صراع تقليدي على تابعية هذه المناطق لأيٍ من هذين الإقليمين، لكن لسوء طالعٍ عراقي، فإن هذه المسألة لم تحل منذ ثلاثة عشر عاماً، على رغم أن الدستور العراقي وضع خطوات وأدوات واضحة المعالم للمسار الذي يجب أن تُحل به هذه القضية عبر المادة 140 من الدستور. خلال تلك السنوات، كانت القضية من أهم مصادر الاحتقان بين الكُتل السياسية والجماعات الأهلية العراقية. تحطمت بيئة المناطق المُتنازع عليها، ولم تجر بها أية تنمية عُمرانية أو اقتصادية تُذكر. وفي النهاية «سُلمت» تلك المناطق لتنظيم «داعش» خلال ليلة وضُحاها، وقد فظّع بالسُكان والمناطق اليزيدية والمسيحية، ثم اُستعيدت المناطق ذات الغالبية السُكانية الكُردية الواضحة من تلك المناطق المُتنازع عليها بدماء آلاف قوات البيشمركة الكُردية، بعدما تخلت قوات الحكومة المركزية عنها في شكل واضح لمصلحة «ذئاب داعش». لكن، فوق كل ذلك فإن أصواتاً في الحكومة المركزية ما زالت تُطالب بأن تُستعاد تلك المناطق إلى الحكومة المركزية، ولا غرابة أن تقوم تلك القوى في الحكومة المركزية بتسليم هذه المناطق مرة أخرى إلى تنظيم مثل داعش، ولا غرابة أيضاً بأن تعلو تلك الأصوات، فقط حينما تقوم بزيارات مطولة إلى إيران.
راهناً ثمة «مفاوضات ما» حول مُستقبل العراق وكذلك مُحافظة الموصل بُعيد القضاء على تنظيم «داعش»، لكنها جوهرياً «مفاوضات تناحرية»، يسعى كُل طرف من خلالها إلى تحقيق مصالحه الأضيق فحسب، من دون رؤية عامة تسعى إلى تجاوز ما كان سبباً لما غرق ويغرق فيه العراق من دماء. وإذا فشلت المفاوضات - وهو ما سيحدث في أغلب الظن - بين الجهات السياسية المحلية والإقليمية على مرحلة ما بعد معركة الموصل، وتوجت معركة الموصل في شكل مفاجئ نتيجة اهتراء «داعش» الداخلي، أو من خلال حدث غير محسوب، سيؤدي ذلك لأن تتدافع قوى الحشد الشعبي للمُشاركة في المعارك الدائرة، من دون انتظار موافقة واضحة من الحكومة العراقية، وسوف تبني تدخلها على الكثير من المُبررات، مثل دعم الأقليات المحلية وحمايتها من «سطوة» التيارات السُنية الراديكالية، وفي مقدمها الجماعات اليزيدية والتُركمانية الشيعية والمسيحية، وإن كانت فعلياً ستسعى إلى الهيمنة العسكرية والأمنية على المناطق السُنية في العراق، وفرض زعامات سُنية «موالية» للتيارات الشيعية الرئيسية، وفي شكل فعلي لإيران ونفوذها في العراق.
سيؤدي ذلك إلى أن تواجه هذه الحشود الشعبية بالحشود العشائرية، أو بالكثير من تشكيلاتها، التي من المتوقع أن ينضم إليها الكثيرون من الأفراد والمجموعات التي ستنفصل عن «داعش»، والتي تملك خبرات كبيرة في القِتال، ولا يُمكنها أن تحمي نفسها إلا عبر الانضمام إلى التشكيلات العشائرية التي تملك شرعية ما ضمن المُجتمعات السُنية، وحماية نفسها من المُحاكمات وأشكال الثأر المتوقعة.
ستغرق مدينة الموصل ومُحيطها في فوضى الصراع والاستقطاب بين مُختلف القوى، وبالذات الإقليمية بين إيران وتُركيا، والمحلية بين العرب السُنة والأقليات الموصلية المدعومة من القوى السياسية والعسكرية الشيعية. وسيُعاد تأسيس تنظيم «داعش» كقوة رفض محلية للسياسات الطائفية للمركز والقوى الشيعية، وإن في شكل وشعارات مُختلفة عن التي تأسس عليها داعش. لكنها تبقى قوة رفض سلوكات المركز. وأخيراً ستزيد فرص إقليم كردستان العراق لضم مناطق الأقليات إلى سُلطته، خصوصاً المناطق ذات الغالبية السُكانية الكردية الواضحة في شمال الموصل وغربه، وكذلك المناطق المسيحية في شمال شرقها، وسيفتح ذلك الباب واسعاً لأن تمارس القوى المركزية الحاكمة أشكالاً واسعة من حروبها الخطابية والاقتصادية والعسكرية ضد الإقليم.
ما بعد حلب ؟
الحياة..محمد سيد رصاص.. * كاتب سوري
هناك مدن تكثف الوضع الدولي – الإقليمي في لحظات سياسية محددة وتعطي مؤشراً عن اتجاهاته: ميونيخ أيلول (سبتمبر) 1938 حين أعطى المؤتمر المنعقد هناك مؤشراً عن روح تنازلية للبريطانيين والفرنسيين أمام الألمان شجعت هتلر على التهام بولندا بعد تشيكوسلوفاكيا المقدمة له في ذلك المؤتمر كطعم إرضائي، وكانت قراءة ذلك المؤتمر ما شجع ستالين على عقد المعاهدة مع هتلر وزاد من نزعة النأي بالنفس الأميركية عن مشكلات القارة العجوز الموجودة منذ مبدأ مونرو (1823)، ولولا هجوم الألمان على الاتحاد السوفياتي والهجوم الياباني على الأسطول الأميركي في بيرل هاربور عام 1941 لما شاركت موسكو وواشنطن في الحرب العالمية الثانية. تشبه حلب كانون الأول (ديسمبر) 2016 ما كانته ميونيخ: أفشلت حلب اتفاقين بين موسكو وواشنطن في 15 تموز (يوليو) وفي 9 أيلول. في جلسة مجلس الأمن الدولي في 31 كانون الأول أيدت واشنطن «إعلان موسكو» الصادر قبل أحد عشر يوماً الذي كان حصيلة اتفاق روسي- تركي تم في أنقرة حول الوضع في شرق حلب ثم التحقت به إيران. لا يمكن تفسير الدينامية الروسية- التركية الدافعة لقطار التسوية العسكرية الأمنية في حلب من دون الانزياح التركي نحو موسكو مع لقاء بوتين- أردوغان في موسكو في 9 آب (أغسطس) الذي تم بعد أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة التركية والذي ترجم لاحقاً في الصمت الروسي عن العملية العسكرية في جرابلس وما بعدها، ثم في الصمت التركي عن ما جرى عسكرياً في شرق حلب. هناك عامل ثانٍ في هذه الدينامية الروسية- التركية يتمثل في انتخاب دونالد ترامب، الذي تختلف رؤيته للدور التركي وللدور الإيراني عن باراك أوباما، مع تطابق بينهما تجاه الدور الروسي: لو انتخبت هيلاري كلينتون بدلاً من ترامب لما جرى لشرق حلب ما جرى في الأربعين يوماً التي سبقت خروج مسلحيه الخميس 22 كانون الأول. عند ترامب هناك سيبة ثلاثية أميركية- روسية- تركية لمنطقة الشرق الأوسط مع اتجاه عنده إلى تحجيم أوروبا وإيران وباكستان والخليج في الإقليم. يُنظر إلى باكستان وإيران من خلال هاجس واشنطن الصيني باعتبارهما حليفين طبيعيين لبكين وممراً لها نحو الشرق الأوسط، ويُنظر إلى أوروبا من خلال منظار عداء المهاجر الأميركي للقارة العجوز الذي عبر عنه أولاً في مبدأ مونرو، فيما يُنظر إلى الخليج من منظار أيديولوجي فيه الكثير من الرهاب الغربي من الإسلام. عند الرئيس الأميركي المنتخب هناك سيبة رباعية أميركية- يابانية- هندية- روسية هدفها تطويق الصين. ولا تكتمل السيبة من دون تلك السيبة الثلاثية حيث استدعاء أنقرة هو مثلما فعل جورج بوش الابن عام 2007 من أجل لجم إيران بعد تحالف أميركي- ايراني في العراق المغزو والمحتل عام 2003 وقفت ضده أنقرة، وربما أبعد، من أجل استخدام الإيغور، كعنصر قومي تركي، في زعزعة الوضع الداخلي الصيني.
تظهر طهران من خلال حلب كانون الأول 2016 بوصفها أضعف مثلث «إعلان موسكو»، وهذا يعني أن الوقائع العسكرية الميدانية المحلية لا تترجم دائماً وبالضرورة في سوق العلاقات الدولية- الإقليمية. هذا ما كان ليتم لو استمرت دينامية التوافق الأميركي- الإيراني البادئ مع اتفاق فيينا حول البرنامج النووي في 14 تموز (يوليو) 2015 ولكان خامنئي لو استمرت تلك العملية، إما أقوى ذلك المثلث أو ثانيه بعد بوتين. تدخل الولايات المتحدة في ثنائية اعتبارية للسلطة بين الانتخاب وتسلم الرئيس الجديد تجعلها حصيلة الرئيس الذاهب والرئيس المقبل. من الواضح ازدياد التباعد الروسي- الإيراني والتركي- الإيراني مع ازدياد التقارب الروسي- التركي في ظل انتخاب ترامب، فيما اجتمعت موسكو وطهران على دعم أردوغان عشية فشل انقلاب 15 تموز بينما كان أوباما على مسافة أبعد منهما تجاه رئيس تركيا التي تمثل الجناح الجنوبي الشرقي في حلف الأطلسي- الناتو.
أظهرت حلب تلك السيبة الثلاثية الأميركية- الروسية- التركية وكانت الترجمة الحقيقية ليس في البنية الثلاثية لـ «إعلان موسكو»، بل في نيويورك عبر قرار مجلس الأمن الرقم 2336 الذي حدد الطريق إلى «جنيف» عبر «آستانة»، ومن الواضح أن طهران ليست على الخط نفسه مع موسكو وأنقرة تجاه مسألة وقف إطلاق النار وحيال إطلاق عملية التسوية السياسية انطلاقاً من حلب: من المؤكد أن تكون لتلك السيبة الثلاثية تأثيرات في إضعاف أكراد سورية المرتبطين مع حزب العمال الكردستاني الداخل في مجابهة شاملة مع أنقرة، وفي تقوية مسعود برزاني بأربيل ضد خصومه بالسليمانية وجبال قنديل، وهو الحليف الكردي لتركيا الذي يمكن أن يجتمع ترامب وأردوغان على تقويته مع السنّة العرب العراقيين والشيعة العراقيين المتمايزين عن طهران من أجل إضعاف النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين.
السؤال الآن: إذا كان اتفاق الكيماوي السوري بين موسكو وواشنطن في 14 أيلول (سبتمبر) 2013 قاد إلى «جنيف2» ثم أجهض الجنين في كييف، وإذا كان الدخول العسكري الروسي إلى سورية برضا أميركي في 30 أيلول 2015 قد أنتج «جنيف3» ثم أجهض الجنين في حلب عند الكاستيلو والراموسة في تموز- آب 2016، وهناك الكثير من المؤشرات على أن هجوم المعارضة المسلحة على الراموسة كان هدفه إفشال جولة لـ «جنيف3» كان مخططاً لها أن تعقد في آب، كانت الترجيحات بأن كيري ولافروف سيفرضان فيها تسوية معدة مسبقاً مثلما جرى في «اتفاق الطائف اللبناني» و «اتفاق دايتون الخاص بالبوسنة»، فهل ستقود «حلب الشهر الأخير من عام 2016» إلى «جنيف4» عبر آستانة، وهل من الممكن أن لا يجهض ذلك الجنين كسابقيه؟
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,114,912

عدد الزوار: 6,753,749

المتواجدون الآن: 98