عدوان طالب «حـــزب الله» بترجمة دعم عون الى أفعال والدويهي أكد وضوح موقف الحريري.. «انتفاضة ناعمة» من حلفاء عون بوجه استكشاف الحريري إمكان ترشيحه..سليمان: معيب تحويل الاستحقاق إلى عدّاد أرقام للتعطيل المتعمد

الحريري في الصيفي وبكفيا متابعاً جولة مشاوراته الوطنية و«المردة» يخرج من «قمقم» التعطيل.. فرنجية مغرّداً: إذا اتفق الحريري مع عون سيتكرر مشهد 1988..«حزب الله» يجهد لملء الوقت وليس .. الشغور ..«حزب الله» و«لعبة» إفراغ.. الموقع المسيحي الأول ...حزب الله والمستنقع السوري.. نهاية مجرم

تاريخ الإضافة الخميس 29 أيلول 2016 - 7:35 ص    عدد الزيارات 1863    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري في الصيفي وبكفيا متابعاً جولة مشاوراته الوطنية و«المردة» يخرج من «قمقم» التعطيل
المستقبل..
إذا كانت حركة الرئيس سعد الحريري قد نجحت بمجرد انطلاقتها في هزّ أرضية الشغور وزعزعة أسسه القائمة على المراوحة والدوران في دوامة الفراغ المفرغة، ورغم أنّ المعطلين للنصاب الرئاسي نجحوا في إحراز جولة تأجيل جديدة للاستحقاق تمتد أقلّه شهراً إضافياً مع تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري 31 تشرين الأول موعداً للجلسة الرئاسية الـ46، غير أنّ الحدث الأبرز بالأمس تجلى في خروج «المردة» من «قمقم» تعطيل النصاب الذي يفرضه «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على جلسات انتخاب الرئيس ليخرق بذلك رئيس التيار النائب سليمان فرنجية جدار الصمت عن أحقيته الرئاسية متحرراً من قيود لعبة العضّ على «جرح» الحلفاء الرئاسي التي اضطرته على مضض إلى التغيّب عن الجلسات الرئاسية طيلة الفترة السابقة على الرغم من استحواذ ترشيحه على دعم أكثرية نيابية وازنة تخوّله فور اكتمال النصاب تبوّؤ سدة رئاسة الجمهورية.

تمرّد «المردة» على «قمقم» 8 آذار التعطيلي، جاء على صورة حضور عضو كتلته البرلمانية النائب أسطفان الدويهي للمرة الأولى الجلسة الرئاسية أمس ليخرج بعد انفراط عقدها ببيان مكتوب تلاه على مسمع ومرأى من الحلفاء والخصوم «مطمئناً الجميع» إلى استمرار ترشيح فرنجية «لما له من صفات تجعله الأقرب إلى تحقيق التوافق الوطني المطلوب بإلحاح في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية»، مذكّراً في هذا المجال بموقف الرئيس الحريري «الواضح» ومتعهداً باسم «المردة» العمل مع «جميع المخلصين من أجل لبنان الشراكة والمؤسسات الواحد الموحد» مع إبداء العزم على مواجهة «كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة». وإذ رفض مبدأ انتخاب رئيس الجمهورية «في الغرف المغلقة» لأنه يكون بذلك «أسير صفقات ومساومات غير واضحة»، أردف بالقول: «نحن لسنا أصحاب مقاربات شخصية وحين نكون أمام خيارين خيار المصلحة الشخصية وخيار المصلحة الوطنية لا نتردد بتقديم المصلحة الوطنية»، مؤكداً رداً على أسئلة الصحافيين أنّ نواب «المردة» جاهزون للحضور جميعاً في جلسات انتخاب الرئيس وأنّ موقفه هذا «هو بالتنسيق مع الوزير فرنجية».

وما لم يقله الدويهي بشكل مباشر، كان قد عبّر عنه فرنجية نفسه في تغريدة مباشرة عبر موقع «تويتر» حذر فيها بالتزامن مع موعد انعقاد جلسة انتخاب الرئيس من تداعيات سلبية على الوطن في حال وصول رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، رأى أنها ستكون مشابهة تماماً لتلك التداعيات التي نتجت عام 1988 عن تسمية الرئيس أمين الجميل العماد عون رئيساً للحكومة.

الحريري يتابع جولته

في الغضون، ومتابعةً لجولة مشاوراته الوطنية على القيادات والمسؤولين، زار الرئيس الحريري ظهر أمس بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث التقى رئيس الحزب النائب سامي الجميل واستعرض معه التطورات والمستجدات الراهنة، قبل أن يتوجها للقاء الرئيس أمين الجميل في بكفيا حيث جرى استكمال المباحثات إلى مائدة الغداء التي أقامها الرئيس الجميل على شرف الرئيس الحريري والوفد المرافق.

قهوجي وسلمان.. باقيان

على صعيد آخر، ومع انقضاء الأسبوع الأخير من أيلول من دون انعقاد مجلس الوزراء للنظر في ملف التعيينات العسكرية تحت وطأة تضامن «حزب الله» مع المقاطعة العونية للحكومة، يستعد وزير الدفاع سمير مقبل عشية انتهاء ولاية كل من قائد الجيش جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان غداً إلى إصدار قرار اليوم يعمم فيه بموجب صلاحياته الدستورية والقانونية وبالاستناد إلى نص المادة 55 من قانون الدفاع الوطني تأجيل تسريح قهوجي لمدة عام إضافية منعاً للشغور في موقع قيادة الجيش، في حين من المرتقب أن يُصدر مقبل قراراً آخر يقضي باستدعاء سلمان من الاحتياط بعد انتهاء ولايته بدءاً من السبت في 1 تشرين الأول ليكون بذلك الضابط الأعلى رتبة في المؤسسة العسكرية بعد قائد الجيش يتم استدعاؤه من الاحتياط ريثما يتمكن مجلس الوزراء من الانعقاد لتعيين بديل أصيل يتولى مهام رئاسة الأركان.
فرنجية مغرّداً: إذا اتفق الحريري مع عون سيتكرر مشهد 1988
اللواء..
غرّد رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية عبر تويتر قائلا: «إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس الجميل عون رئيساً للحكومة العام 1988».
وفُسّرت تغريدة فرنجية بأنها رسالة تتجاوز الرابية إلى الضاحية الجنوبية، خصوصاً وأنها تذكّر بما جرى في البلاد بعد ذلك التاريخ حيث قاد عون حربين «الإلغاء» و«التحرير».
عدوان طالب «حـــزب الله» بترجمة دعم عون الى أفعال والدويهي أكد وضوح موقف الحريري
المشهد يتكرّر في الجلسة 45.. والتأجيل إلى31 تشرين
المستقبل..
المشهد نفسه تكرر في الجلسة 45 لانتخاب رئيس الجمهورية، التي لم يكتمل نصابها، وبقيت في اطار المعتاد ولم تشهد سوى خرق حضور النائبين اميل رحمة وأسطفان الدويهي. كما ارتفع منسوب الحضور من 41 نائباً في الجلسة الماضية الى 51. ولا ينم الموعد الجديد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري في 31 تشرين الاول المقبل بانفراج قريب لهذا الاستحقاق.

وكانت لبعض النواب والوزراء مواقف لدى وصولهم الى المجلس منها للنائب رحمة الذي قال: «جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لن يكتمل نصابها الا في الجلسة الـ 47، علماً أن الارجاء اليوم هو الـ 46«.

وقال وزير المال علي حسن خليل: «نحن كتكلة تنمية وتحرير لم نقاطع أي جلسة ونحضر كل الجلسات«.

وسبق الجلسة داخل القاعة وخارجها لقاءات وحلقات نيابية كان موضوعها الاساس انتخاب رئيس. ولوحظ حوار مطول جمع الرئيس فؤاد السنيورة مع النائب الدويهي وعدد من نواب «المستقبل«.

وعن الموعد الجديد الذي حدده بري، قال النائب جورج عدوان في دردشة مع الصحافيين: «الرئيس بري أراد أن يعطي رسالة سياسية، وهو يتقن الرسائل السياسية وأراد أن يقول للجميع اذا كنتم تطبخون بمعزل عني فلا تستطيعون أن تأكلوا. تفضلوا اما أن تأخذوا رأيي كـ «شيف» طباخ واما لن تأكلوا«.

ورأى أن تغريدة النائب سليمان فرنجية عبر «تويتر» امس، «تشير أولاً الى ازدياد احتمال تأييد الرئيس سعد الحريري للجنرال ميشال عون. اما حضور النائب اسطفان الدويهي أولاً فهو يعطي رسالة أنه بغض النظر عن تغير موقف الرئيس سعد الحريري فان النائب فرنجية مستمر في معركته الرئاسية ولو في أشكال متعددة«.

وعما اذا كنا سنشهد اصطفافاً سياسياً جديداً يضم كتل الرئيس بري والنائب فرنجية والنائب وليد جنبلاط، قال عدوان: «في تيار المستقبل ليس هناك «غروبات» او اصطفافات، هناك آراء مختلفة وفي النهاية سيكون قرار واحد لكتلة المستقبل وأنا مسؤول عن كلامي«.

وعن كلام النائب دوري شمعون أن على كل شخص تخطى الثمانين أن يحصل على شهادة صحية وطبية، قال عدوان: «سمعت داخل القاعة أكثر من ذلك. سمعت الدكتور جمال الجراح لاحقاً يقول ان الدكتور غطاس خوري سيعطي الجنرال عون شهادة صحية«.

أضاف: «علينا ألا نطوي صفحة التشاور الناشط والا في رأيي انسوا موضوع الرئاسة الأولى فإما تكون في وقت قريب جداً وقبل الموعد الجديد الذي أطلقه الرئيس بري في 31 تشرين، وإذا أثمرت هذه المشاورات يمكن تقريب الموعد«.

وأشار عدوان بعد الاجتماع الذي عقده مع الرئيس السنيورة الى «أننا سبق وكررنا مراراً أن انتخابات رئيس الجمهورية هي أولوية، وقلنا اننا ننتظر عودة الرئيس الحريري لأن انتخابات الرئاسة تمر بتفاهمات خصوصاً بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، وطبعاً مع الرئيس بري في مرحلة أخرى، ومن هذا المنطلق نحن نثمّن التحرك والمشاورات التي يجريها الرئيس الحريري بغية إيجاد مخرج وتفاهم على رئاسة الجمهورية، وفي هذا المجال جميعنا أصبح يعرف أن اللبنانيين متروكون لمصيرهم ولقدرهم، وأن هذا القرار أصبح واضحاً وعلى اللبنانيين أن يأخذوا قرارهم وعدم انتظار ما يجري حولهم في الخارج«، معتبراً أن «انتظار الحلول من الخارج غير وارد خصوصاً ونحن نرى كيف يستشري الفساد أكثر فأكثر وكيف أن المؤسسات معطلة وتنهار، وبالتالي يفترض القيام بخطوة جدية للخروج من هذا المأزق«. وأعرب عن اعتقاده أن «التحرك الذي يجريه الرئيس الحريري هو خطوة أساسية للخروج من المأزق الذي نحن فيه«، آملاً «أن ينجم عن هذه الخطوة انتخاب الرئيس في وقت قريب، وأن نصل بعد استكمال هذا التحرك مع الرئيس بري، الى نهاية قريبة لهذا الموضوع خصوصاً وأن الجو الضاغط والتهديد بالنزول الى الشارع وكل هذه الأجواء في رأيي لن تؤدي الا لمزيد من المشكلات، وكلبنانيين نحن في غنى عنها، وعلينا جميعاً أن نبذل الجهد الكبير لتجنبها«.

وعن امكان ترشيح الحريري للنائب عون، قال: «في قوى الثامن من آذار هناك دور أساسي لحزب الله، وعنده دور مرجعي، وقدرة كبيرة للتحرك، وعليه أن يبذل الجهد المطلوب منه لدفع قوى 8 آذار باتجاه انتخاب العماد ميشال عون، فهو يقول انه الممر الوحيد والإلزامي لانتخابات الرئاسة، وهذا القول لا يكفي اذا لم يقترن بالفعل«.

أضاف: «ليس مطلوباً من الكتل النيابية أن تكون على توجه واحد، وكل رهان على أن تيار المستقبل هو مجموعة أفرقاء وتيارات خاطئ. سيكون هناك قرار والتزام به وهناك عملية سياسية صحية لتبادل الآراء ودرس الخطوات والتأكد من أنها ستؤدي الى موقف موحد«. وأكد أن «علاقتنا مع كتلة المستقبل أكثر من ممتازة وطبعاً نحن على تنسيق دائم مع الرئيس الحريري. المشكلة اليوم أن الجميع يسعى لكي يكون هناك رئيس، ويكون هذا الرئيس منتخباً في أسرع وقت لأن الفراغ قاتل وكل يوم فراغ يؤدي الى خراب أكثر، والكل واعٍ ويدرك أن التصعيد يفترض تجنبه وانطلاقاً من هذا يبذل كل جهده للبحث في الموضوع لأن هناك مسؤولية كبيرة اليوم على كل واحد منا«.

وعن موقف الرئيس بري من الاتفاق على سلة متكاملة قبل انتخاب الرئيس، أوضح أن «هناك ناحيتين في هذا الموضوع، الناحية الدستورية التي تقول بأن انتخاب الرئيس هو موضوع قائم في حد ذاته، واذا كنا نتمسك بالدستور فعلينا أن نسرع في ملف الرئاسة بغض النظر عن التسميات سواء في السلة الكاملة او التفاهم وأي شيء يجب أن نقيسه بأمرين: الاول هل يخدم التسريع في انتخاب رئيس الجمهورية، وهل البحث في قضايا أخرى مجرد عراقيل؟».

وعما اذا كان الفيتو السعودي مستمراً ضد ترشيح عون، قال: «معلوماتنا ان المملكة تقف على مسافة واحدة من كل اللبنانيين وليس لديها فيتو على أحد وهي تترك الامر للبنانيين ليقرروا بأنفسهم في ملف الرئاسة، وهذا الموقف سيتضح أكثر ويترجم عملياً في القريب العاجل. لو كان هناك أي رفض لأي موقف تقليدي لكان عرف ولكن اليوم لا أعتقد أن الامور الحاصلة تشير الى الايجابية«.

وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دي فريج أن «الرئيس سعد الحريري يعتبر كما نحن أن انتحاب الرئيس مدخل لحل يساعد البلد على الوقوف»، مشدداً على أن «لا فيتو على شخص مرشح لرئاسة الجمهورية، ونحن نريد انتخاب الرئيس وإذا نجح العماد ميشال عون وأخذ الأكثرية المطلوبة فسنهنئه«.

وقال دي فريج في تصريح من مجلس النواب على هامش الجلسة: «لا تغيير في موقف تيار المستقبل إلا بالاتفاق مع النائب سليمان فرنجية. والرئيس الحريري سيجمعنا من جديد لوضعنا في نتائج المشاورات التي يجريها«.

أضاف: «اذا اكتمل النصاب اليوم، فسننتخب فرنجية، لكن غداً لا أحد يعرف ماذا يتغيّر«. وأشار الى أنه «لم يصدر عن كتلة المستقبل أي موقف رسمي بخصوص ترشيح عون«.

وأكد النائب عاطف مجدلاني «حرص الحريري على انجاز الاستحقاف الرئاسي انقاذاً للبنان«، قائلاً: «نحن متحمسون لانتخاب رئيس للجمهورية لأن الفراغ يزيد من معاناة البلد، ونأمل أن يلاقي الحريري التجاوب المناسب من جولته ليعود الى كتلة المستقبل لاتخاذ القرار المناسب«.

ولفت النائب الدويهي في مؤتمر صحافي حضره بعض نواب «المستقبل«، الى ضرورة «العمل على أوسع مشاركة ممكنة من أجل التوافق الوطني، وهذا نجده في النائب سليمان فرنجية«، وقال: «نحن لا نطلق مواقف رداً على تقارير اعلامية، وموقف الرئيس سعد الحريري واضح لجهة ترشيح فرنجية ونحن وجميع المخلصين نعمل من أجل لبنان الامن والامان، الاستقرار والشراكة الوطنية والمؤسسات والوطن الذي يتسع لجميع أبنائه من دون استثناء، الواحد الموحد، وسنواجه كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة وتغيير وجه لبنان الرسالة، الوطن والسيادة«.

وأكد أن «المداولات والمشاورات ما زالت في بداياتها، لأن الاتفاق على سلة متكاملة يتطلب وضوحاً ورؤية وتفاهماً وتجاوزاً للمنافع الشخصانية والمحاصصات التي تتناقض مع الدستور والميثاق كما نفهمه، فعندما نكون امام خيار المصلحة الشخصية وخيار المصلحة الوطنية من المؤكد أننا سنختار المصلحة الوطنية»، مشدداً على أن «حضورنا واضح في جلسات انتخاب الرئيس، ومستعدون لانتخاب رئيس الجمهورية أياً يكن«.

بدوره، طلب النائب شمعون ممن يريد الترشح لرئاسة الجمهورية وبلغ سن الثمانين، «أن يحصل على شهادة طبية تؤكد مؤهلاته الصحية الواجب توافرها لكي يستطيع أن يحكم في هذا المنصب«، لافتاً الى أن «الرئيس كميل شمعون عندما كان رئيساً كان يعمل على مدار اليوم وبنشاط تام لكي يدير الجمهورية بالشكل المناسب«.

وأثار تصريح شمعون بلبلة في صفوف اعلاميي محطة «أو.تي.في» في ساحة النجمة، فردوا عليه قائلين: «ألا ينطبق الكلام عليك؟، عيب هذه ليست سياسة انه كلام شخصي«.
لبنان: «انتفاضة ناعمة» من حلفاء عون بوجه استكشاف الحريري إمكان ترشيحه
إرجاء جلسة انتخاب الرئيس العتيد إلى 31 اكتوبر
بيروت - «الراي»
فرنجية ذكّر الحريري بما حصده الجميّل بعد تسمية عون رئيساً للحكومة العام 1988
... وكأنه «سباق الحواجز». هكذا اختصرت مصادر واسعة الاطلاع في بيروت الواقع في لبنان بعد المسار الجديد للانتخابات الرئاسية الذي يستكشف أفقه زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري على قاعدة إمكان تبني ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى.
ذلك أنّه بعد أقلّ من 48 ساعة من «نصف انسحاب» الحريري من ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة و«نصف الانفتاح» على إمكان السير بالعماد عون، استفاقت مجدداً «العراقيل النائمة» داخلياً التي تشي بتعقيداتٍ لا يستهان بها امام المحاولة الجديدة لزعيم «المستقبل» لكسْر حلقة المراوحة الرئاسية، معطوفةً على سؤاليْن كبيريْن ذات الصلة بالبُعد الاستراتيجي للأزمة الرئاسية:
السؤال الأول هل قرّرتْ إيران ان «الساعة دقّت» للإفراج عن الاستحقاق الرئاسي وفصْله عن مسار المعركة الكبرى في المنطقة التي دخلت وتحديداً في سورية فصولاً مفصليّة؟ واستطراداً هل بلغ «الاهتراء» في الواقع اللبناني او «إنهاك» الأطراف المحليين بلعبة التعطيل، المستوى الذي بات يسمح بتوجيه «ضربة» قد لا تتكرّر لتحصيل مكتسبات لحلفاء طهران كامتدادٍ للعبة ترسيم النفوذ في الساحات المشتعلة وإعادة تركيب التوازنات داخل هذه الساحات وإن من ضمن الخرائط نفسها؟
اما السؤال الثاني، فيتمحور حول الموقف السعودي من أي تسوية تحمل مرشّح ايران و«حزب الله» الرسمي، اي عون، الى الرئاسة في لحظة اشتباكٍ غير مسبوق بين الرياض وطهران، وما الهامش المتاح أمام الحريري على هذا الصعيد. علماً ان أي تفاهماتٍ تفضي لانتخاب عون بـ «نسخةٍ» مختلفة عن التموْضع الذي رشّحه «حزب الله» على أساسه كفيلة بأن تجعل الحزب نفسه يجهض وصول «الجنرال»، تماماً كما كان فعل بعدما دعم الحريري ترشيح فرنجية على قاعدة تفاهُمٍ أثار ريبة الحزب من مضامينه.
ومن ضمن هذا السياق الخارجي، استوقف المصادر الواسعة الإطلاع بروز سلسلة «ألغام» داخلية - غير الصعوبات المتصلة بتسويق خيار عون داخل «المستقبل» وبين جمهوره - اعتُبرت مؤشراً الى ان الأزمة الرئاسية لم توشك ان ترسو على حلّ، وأبرزها:
* تمتْرس رئيس البرلمان نبيه بري المستمرّ خلف لاءيْن: لا للعماد عون رئيساً، ولا لرئيس خارج حلّ «السلّة المتكاملة» التي تشمل الرئاسة والحكومة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً وقانون الانتخاب وتعيينات في مواقع حساسة ونقاطاً أخرى.
وفيما كرّر بري أمس، أن لا إمكان للقفز فوق السلّة التي تُناقش على طاولة الحوار الوطني (تسبب عون بتعليقها)، برز ما نُقل عنه من تلويح بمقاطعة جلسة الانتخاب (لعون خارج السلّة)، وصولاً الى الكلام عن ان «حزب الله» لن يشارك في اي جلسة يقاطعها شريكه في الثنائية الشيعية.
ويتمّ التعاطي في بيروت مع موقف بري على انه لا يمكن ان يكون بمعزل عن «حزب الله» الذي تبقى «السلّة» الممر الإجباري لأيّ تسوية قد يقبل بها اذا أتت بشروطه كاملة وإن من خارج التوقيت الاقليمي، ولا سيما قانون الانتخاب الذي يُعتبر المدخل لتحديد الأحجام والتوازنات في المرحلة المقبلة.
وفي حين راوحت القراءات لموقف عون من تشدُّد بري في موضوع السلة بين ما نقلته تقارير عن أنه ليس وارداً في حساباته التفاهم مع رئيس البرلمان قبل الرئاسة «منحكي بعد وصولي إلى بعبدا»، وبين ما أفادت به تقارير أخرى من ان هذه مسؤولية الحريري وبين انه مستعدّ للتحاور مع بري، وجّه له الأخير «رسالة قاسية» جديدة من خلال إرجاء جلسة انتخاب الرئيس رقم 45 التي لم يكتمل نصابها امس الى 31 اكتوبر المقبل.
ورغم كلام بري عن ان هذا الموعد يمكن ان يتبدّل حين يجري التفاهم على الملف الرئاسي، فإن أوساطاً سياسية اعتبرت إرجاء جلسة الانتخاب لفترة قد تكون من الأطول لجهة المهلة الفاصلة بين جلسة وأخرى، في سياق المزيد من «زكزكة» عون والضغط عليه والإيحاء بأن موعد 13 اكتوبر الذي كان حدده لتتويج مساره التصعيدي في الشارع لانتخابه رئيساً تحت عنوان «الميثاقية» (كان يفترض ان يبدأ امس وتم إرجاؤه إفساحاً في المجال امام المسار الجديد الذي أطلقه الحريري) لا يعني بري، او انه في إطار ما يتردّد عن محاولة لجرّ عون الى الشارع لـ «يحرق يديْه».
* و«اللغم» الثاني الذي لا يقلّ أهمية يتمثّل باندفاعة النائب فرنجية باتجاه التمسك بترشيحه وصولاً لإطلاق إشارات سلبية غير مباشرة باتجاه الحريري، وهو ما عبّرت عنه 3 محطات متوازية هي: «تغريدة» فرنجية امس على «تويتر» اذ قال: «إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد النتيجة نفسها حين سمّى الرئيس (أمين) الجميل عون رئيساً للحكومة العام 1988»، وقبْلها كسْر النائب اسطفان دويهي مقاطعة «تيار المردة» لجلسات الانتخاب الرئاسية ومشاركته ليعلن بعدها استمرار ترشيح فرنجيّة و«نحن لا نطلق مواقف ردّاً على تقارير اعلامية ومشاريع مفترضة»، وهو الموقف الذي لاقى ما اعلنه وزير الثقافة ريمون عريجي (من فريق فرنجية) من ان فرنجية كان قال انه «اذا اتفقت المكونات اللبنانية كافة على اي مرشح إن كان الجنرال عون او سواه، فهو نتيجة حسه الوطني يتخلى عن ترشيحه لمصلحته، ولكن مع احترامي للرئيس الحريري وشخصه وتياره إلا انه لا يمثل كل المكونات اللبنانية بل هناك احزاب وقيادات مسيحية وزعامات كالرئيس بري والنائب وليد جنبلاط».
وفيما لفتت أمس، في سياق حركة المشاورات التي باشرها الحريري زيارته لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل قبل ان يتناول الغداء الى مائدة الرئيس امين الجميل في بكفيا، بقيت التكهّنات حيال طبيعة الموقف السعودي من حِراك زعيم «المستقبل»، وسط تقارير اشارت الى ان الزيارة التي قام بها وزير الصحة وائل ابو فاعور الى الرياض موفداً من جنبلاط لاستكشاف موقفها من إمكان ذهاب الحريري في خيار عون لم تحمل جديداً، وانه لم يسمع اعتراضاً على عون ولكنه استخلص انهم «مش ماشيين فيه»، وصولاً الى وصف بعض مَن التقاهم ابو فاعور ان الأخير «ذهب مختاراً وعاد محتاراً».
«حزب الله» يجهد لملء الوقت وليس .. الشغور
المستقبل..ربى كبّارة

يصبّ مطلب «حزب الله» واشتراطه تبني تيار «المستقبل» مسبقا ترشيح حليفه النائب ميشال عون فعليّا في اطار الجهود التي يبذلها لملء الوقت الضائع بانتظار اتضاح التطورات في سوريا خصوصاً، لا لإنهاء الشغور الرئاسي. فيما وحده الرئيس سعد الحريري يسعى بكل السبل المتوفرة بين يديه لإنهاء الشغور مطلقاً سلسلة مشاورات لا تستثني احدا.

ففي لقائه السنوي مطلع الاسبوع الجاري مع قرّاء العزاء لمناسبة اقتراب ذكرى عاشوراء، قال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وفق ما نقل عنه، ان «العقدة ليست مع حلفائنا» في اشارة خصوصا الى استمرار الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية في معارضة تبوؤ عون سدة الرئاسة الاولى، محملا تيار «المستقبل» وحده المسؤولية بقوله «عندما يتخذ المستقبل قرارا بالنزول الى البرلمان وانتخاب ميشال عون رئيسا نستطيع ان نتفاهم مع حلفائنا».

ويلفت سياسي وسطي مخضرم الى ان تيار «المستقبل» واظب مع حلفائه على النزول الى البرلمان على مدى 45 جلسة لكن نصر الله يربط ذلك بانتخاب شخص معين بذريعة «الميثاقية» التي يتمسك بها عون، مشددا على ان «الميثاقية يؤمنها مجرد الحضور لا الاقتراع القسري». ففي قول نصر الله «مساع لملء الوقت الضائع لا لملء الفراغ» وفق المصدر الذي يذكر ان «حزب الله» وحّد العام 2011 كل أطراف قوى 8 آذار وحلفائها لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة «فلماذا يكون اليوم عاجزا عن توحيدهم لو كان جدياً؟». وهو يرى ان الدافع الرئيس للحالة الانتظارية التي يفرضها «حزب الله» اتضاح مآل تطورات سوريا خصوصا ان نصر الله اكد مؤخرا ان لا آفاق للحلول السياسية وتبقى الكلمة الفصل للميدان» خصوصاً بعد سقوط الهدنة التي فرضها توافق روسي - اميركي بسبب «استمرار ازمة الثقة بين الطرفين».

اما الحراك العملي الوحيد للاسراع في انهاء الفراغ الرئاسي فيقوده مجددا الرئيس الحريري عبر اطلاقه مؤخرا مروحة واسعة من المشاورات لا تستثني طرفا حتى عون نفسه، تاركا الابواب مفتوحة. لكن نصر الله يحمله حتى مسؤولية اقناع حلفائه المعارضين لعون وإلا فهو وحده من يقع على عاتقه وزر التعطيل، كأن الجهود التي يبذلها لمحاولة اقناع تياره وحلفائه وحدها لا تكفيه.

ومع عودة الحريري وتحركاته المستجدة روجت وسائل اعلام الممانعة لامكان انتخاب عون حتى في جلسة الامس التي اعتبرها التيار العوني «محطة مفصلية» ملوّحا بأن ما قبلها لن يكون كما بعدها في اشارة الى التصعيد في الشارع. هذا التصعيد الذي لن يجاريه فيه «حزب الله» اذ لفت نصر الله مؤخرا الى ان «اللبنانيين لا يتحملون ان يهتز الامن او الاستقرار الحالي» مؤكدا ان «الخيار الوحيد» هو الحرص على امن البلد واستقراره.

اما جديد جلسة الانتخاب امس فهو حضور نائب من تيار «المردة» للمرة الاولى، في ما يوحي بأن النائب سليمان فرنجية قرر التحرك للدفع باتجاه انتخابه لا ترك المسؤولية على عاتق الحريري منفردا. فرغم خلو آخر بيان لكتلة «المستقبل» من اعلان التمسك بترشيحه كالعادة، وهو ما رأت فيه وسائل اعلام الممانعة دعما غير مباشر لانتخاب عون، اكد النائب اسطفان الدويهي تحت شعار «ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا» الاستمرار بترشيح فرنجية، متعهدا باسم رئيسه «مواجهة كل محاولة لتغيير الصيغة اللبنانية الفريدة» ومشددا على ان «المشاورات المطروحة ما زالت في بداياتها وامامها صعوبات كثيرة».

ومن الصعوبات تكرار الرئيس نبيه بري ان التوافق على جملة تفاهمات هو المعبر لحل شامل يبدأ بالرئاسة. وتشمل التفاهمات الاتفاق على اسم رئيس الحكومة وبيانها الوزاري وحقائبها اضافة الى قانون الانتخابات وملف النفط. كما ان إرجاء الجلسة المقبلة لمدة طويلة تجاوزت الشهر يخالف الرهان على موعد قريب روجت له وسائل اعلام الممانعة باعتباره «يحدد مسار ومصير الاستحقاق» ودليل على أن الجلسة السادسة والاربعين هي التي ستوصل عون الى قصر بعبدا.
«حزب الله» و«لعبة» إفراغ.. الموقع المسيحي الأول
المستقبل..جانا حويس

سنتان ونصف السنة من الفراغ الرئاسي، تخللها تعطيل «حزب الله» لخمس وأربعين جلسة رئاسية، وبالتالي افراغ الموقع المسيحي الاول في الدولة، والوحيد في منطقة الشرق الأوسط، لمدة زمنية تاريخية تخطت كل التوقعات، والامعان في تسريب الفراغ الى باقي المراكز المسيحية التي تعد عملية ملئها من صلاحيات رئيس الجمهورية. كل «دروب» المبادرات التي شهدها الملف الرئاسي منذ سنتين، قادها الحزب بخطى ثابتة الى «طاحونة» التعطيل. رسخ مخاوف المسيحيين بفعل ارتكاباته اللادستورية، وزاد توجسهم «المحق» من خلال اصراره على تجريدهم من دورهم القيادي التاريخي في لبنان وحتى في المنطقة، مبرهنا بخطواته المتتالية والتي غالبا ما تفتقد معطياتها الى الحد الادنى من الحجج السياسية والوطنية الصادقة، ان الشغور الرئاسي بات من الركائز الاساسية التي يعتمد عليها الحزب لاراحته في تحركاته الداخلية والخارجية، عدا امتداد تأثير الملف اقليميا وتحوله الى ورقة ضغط فعالة سخرتها ايران لمصلحتها حاذية حذو النظام السوري ايام احتلاله للبنان.

لن يحتاج المسيحيون الى براهين اكثر، ذهولهم بمن قاوم حتى تحرير الارض من اشرس الاعداء تبدد بعد اظهاره لوجهه الحقيقي على مدى السنوات التي تعاقبت. لم يأت كل هذا التوجس فجأة، لا من الاصرار على المجيء برئيس من 8 آذار، ولا بالتخلي عن النائب سليمان فرنجية وافشاله لتسوية ترشيحه بالتعنت في دعمه للنائب ميشال عون والتمسك بموقفه المعطل للجلسات، ولا حتى باشراك حلفائه بتبني خياره الرئاسي والذهاب فورا الى انتخاب عون رئيسا، ولا بالحملات الاعلامية المنظمة التي تساق ضد المراكز المسيحية العليا في الدولة كقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان.

«انانية» تعاطيه في الملفات الوطنية، وتقوية موقفه بدعمه «الصوري» لعون مقابل استحصاله منه على مواقف سياسية داعمة لمخططاته، تارة تحت غطاء الميثاقية وطوراً بالتبجح بالمطالبة بحقوق المسيحيين، رمى على المسيحيين انفسهم كل عبء الفراغ وما بعده وما بعد بعده، وبات عليهم تلقي موبقاته التي تخطت بممارساتها اقصى الظروف التي مرت على مسيحيي لبنان عبر التاريخ. ابتدع الحزب اسسا جديدة تتماشى مع واقع حاله، وفرض الفراغ والتمديد على ارفع مؤسسات الدولة التي لا تؤمن استمراريتها الا بتداول السلطة وممارسة الصلاحيات الدستورية دون التلاعب بالمفاهيم القانونية بغية «تذويب» هيبة المواقع المسيحية شيئا فشيئا.

يتخوف المسيحيون اليوم على وجه الخصوص من اطالة امد الفراغ اكثر فاكثر وصولا الى الاعتقاد بشبه استحالة ملء الكرسي الرئاسي. ربما تكون دوافع الحزب في هذا الاطار معروفة وقديمة - جديدة تبدأ بالمحاولات البائسة لـ»فرسنة» البلد ولا تنتهي بشهر سيف المؤتمر التأسيسي.
حزب الله والمستنقع السوري.. نهاية مجرم
عكاظ...راوية حشمي (هاتفيا - تركيا)
يوما بعد يوم يغرق حزب الله في المستنقع السوري، فلماذا دخل إليه وكيف سيخرج منه. سؤالان لا يملك حزب الله نفسه الإجابة عنهما، فهو المنفذ لأجندات الغير.
نائب رئيس الائتلاف السوري الدكتور هشام مروة أكد لـ«عكاظ» أن حزب الله غرق في المستنقع السوري بعدما انكشف بتدخله في هذه الحرب إلى جانب نظام بشار الأسد، ونعني بانكشافه أنه أسقط قناع الممانعة وأسقط شعارات حماية المستضعفين ومحاربة الاستكبار وحماية الإنسان، وكل ذلك بفعل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بحق السوريين وبحق سورية.
وأضاف مروة لـ«عكاظ»: «لم يعد هناك من ورقة توت تستر هذا الحزب أو تستر فكر الممانعة، هذا الفكر الذي كان يتهاوى أصلا إلى أن تدخل حزب الله في الحرب السورية وأسقطه تماما وعرى كل الممانعين معه، وقد تبين لنا أيضا أن هذا الحزب لا ينتمي إلى الطائفة الشيعية بقدر انتمائه لولاية الفقيه المعروفة أجندتها في المنطقة».
وعن مصير حزب الله، قال مروة لـ«عكاظ»: «حزب الله الآن غارق تماما في الدماء السورية، وبدأ يدفع الثمن بخسارة كل من قاتل تحت لواء المذهبية والطائفية والحزبية، فإن حزب الله سيكون أولا مطلوبا سوريا، أي أنه سيساق أمام العدالة في سورية ليحاسب على المجازر والجرائم التي ارتكبها بحق سورية والسوريين، هذا فضلا عن أنه سيكون مطلوبا دوليا للمحاكمات نفسها ولكن أمام العدالة الدولية. حزب الله بتدخله في سورية وبفعل الجرائم الكبيرة التي ارتكبها وما زال فقد انتهى عربيا، وهو الذي حاول خداع العالم قبل تاريخ حرب تموز 2006 بأن هدفه الأول والأخير هو توجيه سلاحه إلى صدر إسرائيل، ولكن سرعان ما وجه هذا السلاح إلى صدور السوريين الذين احتضنوه خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، كذلك فقد وجه سلاحه مرارا إلى صدور إخوانه اللبنانيين، لذلك فإن حزب الله سينتهي بانتهاء الحرب السورية».
وفد مجلس الشيوخ الفرنسي يلتقي باسيل  ميشال المر: لا من يدرك ولا من يسمع
بيروت - «الحياة» 
أكدت رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية بارزا خياري التي واصلت جولتها على المسؤولين اللبنانين على رأس وفد مجلس الشيوخ الفرنسي أمس، «قلق فرنسا من الوضع في لبنان، لأن الوضع المؤسساتي يجمد الكثير من الأمور على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويجب حتماً معالجة هذه المسألة لأننا نعتبر أن ثمة حدوداً للوقت، فالحياة ليست قصيرة ولكن الوقت يدهمنا».
وزار الوفد مساء أول من أمس، نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر الذي أولم على شرفه. ونوهت خياري بمواقف المر «الوطنية وعطاءاته في مجال ترسيخ العلاقات اللبنانية - الفرنسية على مدى ثلاثين سنة». وقدمت له ميدالية الصداقة التي تعبر عن مدى تقدير فرنسا له.
وحضر العشاء الرئيس أمين الجميل، النائب ميشال موسى ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير الداخلية نهاد المشنوق ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب جان أوغاسابيان، الوزير جبران باسيل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان النائب عبداللطيف الزين، رئيس منظمة «انتربول» الدولية الوزير السابق الياس المر، وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وتحدث المر عن «الأوضاع المأسوية التي يمر فيها الشرق الأوسط وانعكاساتها السلبية على الداخل اللبناني».
واعتبر أن «تعقيدات الوضع اللبناني تؤثر في استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية، وهذا نتاج حروب الآخرين على أرضنا»، مشدداً على أن «الرعاية الدولية والاستقرار الداخلي، كانا كفيلين بإبعاد التداعيات الآتية من الخارج، ولكن للأسف لا من يدرك ولا من يسمع». ولفت إلى أن «فرنسا هي الشريكة الاساسية والاهم للبنان ولطالما عملت للحفاظ على استقلاله».
وزار الوفد أمس، وزير الخارجية جبران باسيل، وأكدت خياري أن «فرنسا مهتمة كثيراً بتقوية علاقات الصداقة في ما بيننا من خلال الزيارة التي أقوم بها وما سبقها من زيارات وعلى رأسها زيارة الرئيس فرنسوا هولاند في ظل الأزمة الرئاسية وستكون هناك زيارات أخرى لوزراء فرنسيين».
وجددت التأكيد أن «لبنان ثمين بالنسبة الينا وهذا الأمر يبدو جلياً أيضاً من رسالة التضامن التي أظهرتموها بعد الأحداث الإرهابية التي حصلت في باريس، حيث كان اللبنانيون متضامنين معنا». كما زار الوفد الرئيس ميشال سليمان وأكد «استمرار فرنسا في دعم لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها».
إلى ذلك، أكد السفير التركي لدى لبنان تشاطاي أرجييس أن بلاده «تهتم بأمن لبنان واستقراره وازدهاره، وتعتبرها من أمن تركيا واستقرارها، ونحاول على كل الصعد تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية معه».
وشدد من طرابلس على أنه «خلافاً لكل ما يتم تسريبه، فإن دخول اللبنانيين إلى تركيا سيبقى مستمراً من دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة. وأنا كسفير لبلادي أجول في كل المناطق اللبنانية. لكن لطرابلس مكانة خاصة في قلبي وقلوب الشعب التركي».
وأكد من القصر البلدي أن تركيا «تخطت محاولة الانقلاب الفاشلة، وأصدقاؤنا في لبنان أعطونا الدعم، لا سيما في طرابلس وشعبها الذين كانوا من أول الداعمين للحكومة والشعب التركي ضد الانقلابيين».
ولفت إلى أن خلال زيارته قطاعات مختلفة في طرابلس شدد على «ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري وتحدثنا عن محطة النقل البحري بين البلدين وعن المنطقة الاقتصادية الحرة في الميناء، والحكومة التركية على استعداد تام للتعاون والمساعدة، وهناك خط بحري من طرابلس إلى مرسين، نعمل على توسيعه ليصل إلى مناطق لواء إسكندرون، ويوجد مصدر للأسماك هناك يصدر كميات كبيرة من الأسماك الطازجة إلى لبنان، ونعمل لكي تصل عبر طرابلس، وهناك سلسلة مشاريع تنموية وتأهيلية ستنفذها الحكومة التركية في طرابلس».
سليمان: معيب تحويل الاستحقاق إلى عدّاد أرقام للتعطيل المتعمد
بيروت - «الحياة» 
حذر الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان من «مغبة الإمعان عن سابق تصور وتصميم في إطاحة الدستور وابتداع أعراف وقواعد لا تمت للسيرورة السياسية والاستقلالية للبنان بصلة، والتي كرسها الآباء المؤسسون الذين تعاهدوا على العيش معاً في تفاعل بناء يكرس فرادة لبنان الذي رفعه البابا الراحل (يوحنا بولس الثاني) من مرتبة الوطن إلى سمو الرسالة».
وقال سليمان أمام زواره إن «من المعيب والمخجل ان يتحول الاستحقاق الرئاسي الى عداد ارقام للتعطيل المتعمد، وإدخاله في بازار من الحسابات الشخصية والمصلحية التي تهدم موقع الرئاسة ولا تبني وطناً تتهدده أخطار تحتاج الى التعالي عن الأنانيات وتغليب المصلحة اللبنانية العليا على ما عداها من اعتبارات أخرى».
وأكد ان «المؤسسة العسكرية تبقى منارة الضوء والأمل وهي محل رهان جميع اللبنانيين كونها المؤسسة الوحيدة مع الأجهزة الأمنية الأخرى التي لها الدور الحاسم في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية لبنان من التهديدات الإرهابية ببعديها التكفيري والإسرائيلي، ومن غير المسموح ولا المقبول ان يتجرأ اي كان على ادخال الجيش في حفلة جنون التعطيل، لا سيما على مستوى قيادته التي اثبتت انها على قدر الرهان والمسؤولية، ومن البديهي ان يكون القرار بالحفاظ على هذه المؤسسة من خلال استمرارية القيادة في مهماتها المنوطة بها ومنع اي شغور في اي موقع قيادي فيها».
والتقى سليمان كتلته الوزارية: نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي. وجرى استعراض الوضع الحكومي والاستحقاقات الداهمة، لا سيما على صعيد المؤسسة العسكرية. وعرض سليمان مع الرئيس السابق للحكومة المصرية عصام شرف التطورات وكان «تأكيد لأهمية «احياء العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية في ظل التحديات على مستوى المنطقة».
وجرى التشديد خلال لقائه مع عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري على «وجوب الاحتكام الى الديموقراطية البرلمانية في اتمام الاستحقاق الرئاسي، لأنها وحدها كفيلة بانتخاب رئيس جمهورية يحظى بالميثاقية الحقيقية الناتجة من الممارسة الديموقراطية وليس الميثاقية الانتقائية».
والتقى سليمان السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين وطاول البحث «العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة ودور الدول الخمس الدائمة العضوية في مساعدة لبنان على مختلف الصعد عبر مجموعة الدعم الدولية للبنان في مواجهة عبء النازحين السوريين وفي مجال الدعم الاقتصادي والعسكري والأزمة السياسية في لبنان».
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,168,282

عدد الزوار: 6,758,540

المتواجدون الآن: 138