أوضاع يائسة للاجئين السوريين والطيران الروسي يواصل غاراته ...النظام والأكراد «يحاصران» المعارضة في ريف حلب

القوات النظامية تقترب من حدود تركيا...الإمارات مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا

تاريخ الإضافة الإثنين 8 شباط 2016 - 4:41 ص    عدد الزيارات 2182    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

القوات النظامية تقترب من حدود تركيا
لندن، أنقرة، بيروت، أبو ظبي - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
واصلت القوات النظامية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي التقدم في ريف حلب وباتت على مشارف مدينة تل رفعت على مسافة 20 كيلومتراً من حدود تركيا وسط استمرار تدفق النازحين، في وقت خير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن بين تركيا وأكراد سورية قبل أيام من انعقاد المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ الذي سيبحث في مشاركة الأكراد في مفاوضات جنيف واستئناف المفاوضات في 25 الجاري.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية باتت «على بعد سبعة كيلومترات عن تل رفعت، أحد أهم ثلاثة معاقل للفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي»، والمعقلان الآخران هما مدينة أعزاز إلى الشمال منها ومارع شرقاً. وتسيطر الفصائل المقاتلة على تل رفعت منذ العام 2012.
وأوضح أن «القوات النظامية تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت ومن بعدها أعزاز وهدفها الوصول إلى الحدود التركية لمنع أي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا».
ويأتي تقدم هذه القوات باتجاه تل رفعت في إطار عملية عسكرية واسعة بدأتها منذ أسبوع في ريف حلب الشمالي واستعادت خلالها السيطرة على قرى وبلدات عدة من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، كما كسرت الحصار المفروض على بلدتي نبل والزهراء المواليتين. وتمكنت القوات النظامية أيضاً من قطع طريق إمدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.
ومنذ الخميس، وصل 30 إلى 35 ألف شخص إلى ضواحي مدينة أعزاز على بعد خمسة كيلومترات من الحدود التركية، هاربين من الغارات الروسية. وحتى الآن لم تسمح لهم تركيا بدخول أراضيها، ويعيشون في شروط يائسة وسط طقس بارد في مخيمات أقيمت في منطقة حدودية وتؤمن لهم منظمة إسلامية تركية غير حكومية مساعدات عاجلة. وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموس أن «تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين. لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجأون إليه. إما سيموتون تحت القنابل أو سيقتحمون حدودنا». وتقول أنقرة أنها تستقبل حالياً 2.7 مليون لاجئ.
وانتقد أردوغان بشدة على متن الطائرة التي أقلته عائداً السبت من السنغال، الزيارة التي قام بها أخيراً المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك، إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على عين العرب (كوباني) السورية. وقال: «زار كوباني فيما يعقد مؤتمر جنيف وتسلّم لوحة ممّا يسمى قائد وحدات حماية الشعب». وأضاف، وفق ما نقلت عنه الصحف المحلية: «كيف يمكننا أن نثق (بكم)؟ هل أنا شريككم؟ أم إرهابيو كوباني؟»
ومشاركة «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» الذي تتبع له «وحدات الحماية» في مفاوضات جنيف، أحد المواضيع التي سيبحثها وزراء خارجية «المجموعة الدولية» في ميونيخ الخميس المقبل. ويشارك في الاجتماع المنسق العام للهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب الذي يزور أنقرة ولندن في اليومين المقبلين. وقال مسؤول غربي أن المجتمعين في ميونيخ سيبحثون أيضاً في تقديم مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة واحتمالات وقف النار، لتوفير ظروف استئناف المفاوضات التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تعليقها إلى 25 الجاري.
في أبو ظبي، أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها مستعدة لإرسال قوات برية تساعد في دعم وتدريب تحالف عسكري دولي يقاتل «داعش» في سورية شرط أن تقود الولايات المتحدة مثل هذه الجهود.
ولدى سؤاله عما إذا كانت الإمارات مستعدة لإرسال قوات عند الحاجة، قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في إفادة لوسائل الإعلام في أبو ظبي: «هذا هو موقفنا على الدوام». وأضاف ان «أي حملة حقيقية على التنظيم يجب أن تتضمن عناصر برية. نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود لكننا نتحدث عن قوات على الأرض تقود الطريق... سيقدم هذا الدعم... وأعتقد أن موقفنا يبقى كما هو وعلينا أن نرى كيف يتقدم ذلك». وأضاف قرقاش أن وجود «قيادة أميركية لهذه (القوة)» سيكون شرطاً مسبقاً للإمارات.
أوضاع يائسة للاجئين السوريين والطيران الروسي يواصل غاراته
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز، زمان الوصل، سوريا مباشر)
حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن أوضاع اللاجئين السوريين قرب الحدود التركية يائسة، في وقت تواصل الطائرات الروسية تأمين تغطية تدميرية لقوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية التي تضغط لاحتلال مزيد من القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي، ضمن خطة للوصول إلى الحدود التركية. أما أنقرة التي ناشدتها الدول الأوروبية فتح حدودها أمام تدفق اللاجئين، فإنها أكدت أن حدودها مفتوحة أمام الحالات الطارئة.

ووصفت رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود« الى سوريا موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الأكبر منهم في محيط مدينة أعزاز بـ»اليائسة». وأشارت الى عدم توفر أمكنة كافية لإقامة النازحين بالإضافة الى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة. وتحدثت عن قصف تعرضت له ثلاثة مستشفيات تدعمها المنظمة في ريف حلب الشمالي.

وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة «شهبا برس في حلب«، «نصبت نحو 500 خيمة على الجانب السوري (...) وعلى الرغم من ذلك فإن أعداد الأسر التي افترشت العراء، إن كان على الطرق أو في البساتين وحتى المساجد أكثر من تلك التي حصلت على خيمة تؤويها».

وقال مسؤول تركي رفض الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس«، ان «الحدود مفتوحة للحالات الطارئة»، مشيرا الى «دخول سبعة جرحى الجمعة الى تركيا وآخر يوم السبت لتلقي العلاج».

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت أن بلاده مستعدة لفتح حدودها امام اللاجئين السوريين. وقال «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) اذا وصلوا الى ابوابنا وليس لديهم خيار آخر، واذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر الى السماح لاخواننا بالدخول».

ولم يحدد اردوغان متى إمكانية فتح الحدود فيما لا يزال معبر اونجوبينار (باب السلامة من الجهة السورية) مغلقاً امام النازحين، وفق صحافية لفرانس برس في المكان.

وقال حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز السبت ان تركيا تتولى رعاية حوالى ثلاثين الفا من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة اعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين. وتحدث عن امكانية وصول 70 الفاً آخرين الى المنطقة الحدودية.

وبحسب المرصد السوري فر اكثر من 40 الف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كما فر آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف.

هولاند وميركل يناقشان الازمة

وأكدت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن أزمة المهاجرين التي جلبت أكثر من مليون شخص إلى أوروبا العام الماضي تحتاج إلى حل على مستوى الاتحاد الاوروبي.

والتقى الزعيمان في ستراسبورغ على الحدود الفرنسية - الالمانية لمناقشة جدول أعمال القمة الاوروبية القادمة التي تعقد في 18 و19 شباط الجاري. وعقدا اجتماعاً غير رسمي قبل أن ينضما إلى رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز على العشاء.

وقال المصدر الفرنسي إن ميركل وهولاند ناقشا أيضا «بواعث قلق قوية مشتركة» بشأن الوضع في سوريا.

ميدانياً، تواصل قوات النظام والميليشيات الإيرانية تقدمها، وتدور اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، احد اهم معاقل الثوار في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد.

وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الامدادات الرئيسي بين مدينتي حلب جنوبا واعزاز شمالا. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، بحسب المرصد.

وقال مصدر للنظام لـ»فرانس برس» ان «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد، والانتقال إلى جبهات أخرى». واوضح «تتسم معارك ريف حلب بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات».

واستعادت قوات النظام منذ بدء هجومها الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسرت الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجحت في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا. وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالى 350 الف مدني، وفق المرصد.

ولم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضا لقصف جوي في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل المقاتلة باستثناء بلدتين.

ولا يقتصر الامر على قوات الاسد والمسلحين الموالين لها، اذ سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية خلال الايام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق المصدر العسكري.

وبالتالي يقول المصدر ان «الفصائل المسلحة اصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي ـ سوري معلن».

وفي ريف دمشق، سيطر جيش الأسد على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، وفق الإعلام الرسمي والمرصد السوري، فيما أعلن «جيش الإسلام» مقتل أكثر من 50 عنصراً وتدمير دبابة «تي 72» وعربة «بي ام بي» في محيط «اللواء 39» في الغوطة الشرقية.

وأوضح أن الثوار أردوا هذا العدد من القتلى خلال تصديهم لهجوم شنته قوات النظام المتمركزة في «اللواء 39» صباح امس على بلدتي تل الصوان وتل كردي بالغوطة الشرقية ما أدى لانسحاب من تبقى من القوة المهاجمة.

وعرض نشطاء من المعارضة شريط فيديو عبر موقع «تويتر» يظهر مقاتلين مسلحين وهم يطلقون النار على جنود للنظام وقعوا في فخ نصب لهم.

وفي درعا، تسبب تقدم قوات النظام وميليشياته وسيطرتها على مدن في المحافظة والغارات الروسية اليومية التي تستهدف مدن وبلدات المحافظة، بنزوح قرابة 150 ألفاً من أبناء المحافظة.
الإمارات مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا
 (أ ف ب)
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس أن الحملة الدولية ضد تنظيم «داعش» في سوريا ينبغي أن تتضمن تدخلاً برياً «بقيادة أميركية».

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش «ان موقفنا الدائم هو إن أي حملة حقيقية ضد داعش يجب ان تتضمن تدخلاً برياً«. واضاف «نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، بل نتحدث عن وجود قوات على الارض تقود الطريق (..) بالطبع، القيادة الأميركية في هذا الجهد هو شرط مسبق».

وكان قرقاش أعلن في تشرين الثاني الماضي استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً« لمكافحة الارهاب.

وأكد خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي امس ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، قائلاً إن «موقفنا لم يتغير، علينا أن نرى مسار الامور».

والخميس، أعلنت السعودية استعدادها للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش» في سوريا.

وقال المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويشن عملية عسكرية في اليمن العميد أحمد عسيري لوكالة «فرانس برس«: «اذا كان التحالف يرغب في اطلاق عملية برية فسنساهم ايجابياً في ذلك».

وفي هذا الإطار، قال قرقاش إن «موقفنا هو أن الحملة الحقيقية ضد داعش يجب أن تشمل قوات برية. لقد كنا محبطين من التقدم البطيء في مكافحة داعش«.

وأكد أن «شيئين ينقصان (التصدي لـ»داعش»)، تحرك سياسي حقيقي في بغداد يضم السنّة ولا يهمشهم وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد داعش».

ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي اشتون كارتر الاسبوع المقبل في بروكسل مسؤولي دفاع من السعودية وغيرها من الدول الاعضاء في التحالف العسكري الذي يستهدف «داعش»، لشرح الخطوات المقبلة في الحملة.
غرفة إدارة أزمة في حلب لتعزيز صمود الأهالي
 (زمان الوصل)
يسابق الناشطون الحلبيون الزمن ويعملون على مدار الساعة منذ أسبوع للعمل على تأمين احتياجات سكان المدينة بما يتناسب مع الوضع الراهن للمدينة، في ظل الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام والميليشيات الطائفية مدعومة بإسناد جوي من قبل الروس والتي تمكنت قبل أيام من إحراز تقدم على حساب فصائل الثوار واقترابهم من إحكام الطوق على مدينة حلب وحصارها.

وأعلن المجلس المحلي لمدينة حلب وبالتعاون مع الشرطة السورية الحرة والمحكمة الشرعية تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة الأزمة الراهنة، كما أعلن المجلس أيضاً إصدار عدة قرارات بهدف المحافظة على مخزون المدينة من المواد الغذائية والمحروقات وضمان توفيرها للمواطنين بالسعر الطبيعي.

وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، المهندس بريتا حاجي حسن، في تصريح لـ«زمان الوصل» إن المجلس وبالتنسيق مع كبرى الفصائل العسكرية والمنظمات المدنية والمحاكم والهيئات العاملة داخل مدينة حلب شكل «غرفة إدارة الأزمة»، مشيراً إلى أن الغرفة اتخذت عدة إجراءات بهدف تلبية احتياجات المدنيين والعمل على خدمتهم في ظل الأوضاع الراهنة، من أهمها منع إخراج المواد الغذائية والمحروقات إلى خارج مدينة حلب، وإحداث دائرة مختصة في الأمور التموينية في مجلس مدينة حلب الحرة بالتنسيق مع المحكمة الشرعية وشرطة محافظة حلب الحرة، ولافتاً إلى أن الغرفة ستبدأ اعتباراً من امس الأحد بتسيير دوريات تموينية مشتركة في المدينة لضبط المخالفين والمحتكرين وإحالتهم إلى القضاء لمعاقبتهم وفق آلية عمل على وضعها 7 محامين.

وأشار حاجي حسن إلى أن الهدف من تشكيل هذه الغرفة هو إشراك جميع الناشطين في كافة المجالات الثورية في إدارة المدينة خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مدينة حلب، معتبراً أن هذه الخطوة من شأنها وضع الجميع أمام مسؤولياتهم وإلزامهم بها ليشعر الجميع بالمسؤولية تجاه المدنيين والعمل على طمأنتهم وحثهم على الصمود.

ورداً على سؤال في ما إذا كان لدى المجلس مخزون احتياطي كافٍ من المواد الأساسية كالطحين والمحروقات، قال حاجي حسن، إن المجلس المحلي لمدينة حلب قام بصرف كافة ميزانيته على المحروقات، إلا أن الكمية التي تم شراؤها لا تكفي طويلاً فحاجة مدينة حلب شهرياً تبلغ 872000 ليتر مازوت لتشغيل الأفران وآليات الدفاع المدني وآليات المجلس والمشافي ومحطات ضخ المياه.

وبالنسبة للطحين، قال حاجي حسن: «لدينا كميات قليلة لأنه لا يمكن تخزينه لفترات طويلة واستعضنا عنه بالقمح وغدا ستصل أول شحنة قمح، حيث سيتم نقل كافة مستودعات الحبوب من الريف الغربي إلى حلب.»

وفي ما إذا كانت المنظمات الإغاثية قد زادت من مخصصات مدينة حلب بهدف وضع مخزون احتياطي فيها تحسباً لأسوأ الاحتمالات، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب «نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً».

وعن دور الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف السوري المعارض والتدابير والإجراءات التي قدمتها لمدينة حلب قال بريتا: «حتى الآن لم يصلنا منهم شيء، إلا أن الحكومة المؤقتة وعدت بتأمين الوقود إلى حلب عن طريق المعابر التركية بموجب عقد سابق كان معلقاً ومن المتوقع أن يعاد تفعليه، لافتاً إلى أن وحدة تنسيق الدعم تقوم بتقديم القمح للمجلس».

ووجه رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب رسالة لسكان المدينة عبر «زمان الوصل» ليطمئنهم بأن المجلس يعمل بالتعاون مع كافة الجهات الفاعلة داخل مدينة حلب «مدنية وعسكرية» بشكل حثيث لمنع أي ضرر قد يلحق بهم جراء هذه الظروف، محذراً في الوقت نفسه تجار الحروب من احتكار قوت الناس وبيع السلع بأعلى من ثمنها الطبيعي بأنهم سيكونون تحت قبضة المحاسبة في زمن يعتبر فيه اللعب بقوت الناس خيانة للدين والوطن، حسب تعبيره.

وتبلغ حاجة مدينة حلب من الطحين يومياً 140 طناً لتشغيل الأفران وتأمين الخبز لأكثر من 63000 عائلة تعيش في أحياء مدينة حلب الخارجة عن سيطرة النظام.
78 ألف نسمة في الحولة تحت تهديد الجوع
 (كلنا شركاء)
تدخل الحملة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي شهرها الثاني، وبعد سيطرة قوات النظام على قريتي جرجيسة ودير الفرديس حاولت تلك القوات التقدم إلى بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، بتغطية من الطيران الروسي، الأمر الذي كان سبباً في نزوح ثمانية آلاف مدني من قرى حربنفسه ودير الفرديس باتجاه منطقة الحولة المحاصرة في ريف حمص الشمالي، ما شكل عبئاً كبيراً على المنطقة.

وقال الناشط الميداني من منطقة الحولة سامر الحمصي إن النظام يتبع سياسة الحصار والتجويع كوسيلة لإخضاع المدنيين على غرار ما يحدث في مضايا، حيث بدأ النظام بتطبيق هذه السياسة على مناطق ريف حمص الشمالي عامة من خلال إغلاق معابر تيرمعلة وتل عمري، ومن ثم جنان في ريف حماة الجنوبي، ليطلق أخيراً معركة في ريف حماة الجنوبي الغربي وتحديداً في قرية حربنفسه المجاورة لمنطقة الحولة.

وبما أن حربنفسه تعد عمقاً استراتيجياً لمنطقة الحولة، فقد كان التصدي لمحاولات التقدم أمراً محتوماً على فصائل المنطقة، لتدور معارك مستمرة منذ ما يزيد عن الشهر دون أن تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، ما دفع قوات النظام إلى فتح جبهة جديدة إلى الشرق من منطقة الحولة، وهي جبهة كيسين، سعياً منه إلى تحقيق هدفين معاً، أولها عزل منطقة الحولة بشكل كامل عن ريف حمص الشمالي من خلال قطعه للطريق الوحيد الذي يربطها مع مناطق الرستن وتلبيسة مروراً بكيسين، والهدف الثاني هو إشغال المقاتلين عن المعارك الدائرة في قرية حربنفسه وتوسيع الجبهات وإدخال المنطقة في حالة استنزاف.

وأضاف الحمصي أن قوات النظام تحاول لليوم السابع على التوالي التقدم على جبهة كيسين تحت تغطية نارية كثيفة من الطيران الروسي والسوري، ورغم اتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة وقصف مواقع الاشتباك في كل من حربنفسه وكيسين بعشرات الغارات ومئات القذائف والصواريخ، إلا أنه عجز عن تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، واكتفى بتدمير الشجر والبشر والحجر، ومن خلال هذه المعارك ورغم عجزه عن تحقيق أي تقدم على الأرض فقد حول الطرق المؤدية إلى منطقة الحولة إلى مناطق اشتباكات ومعارك مستمرة، مما فصل منطقة الحولة عن باقي المناطق.

الوضع الإنساني

وأشار الحمصي إلى أن وصول ثمانية آلاف نازح من قرى حربنفسه وديرالفرديس في ريف حماة الجنوبي إلى منطقة الحولة المحاصرة ساهم في زيادة العبء على أهالي المنطقة المحاصرة، وارتفاع الأسعار وشح في المواد، وذلك تزامناً مع انقطاع الطرق المؤدية إلى المنطقة، ما سبب أزمة إنسانية تتهدد 78 ألف نسمة محاصرين في منطقة الحولة، فقد قطعت كافة المواد الأساسية من الأسواق كالأرز والبرغل والسكر وغيرها من المواد، وكان آخرها الطحين، لتعيش منطقة الحولة منذ يوم الأحد السابع من شباط بلا خبز، كما ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير، حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 750 ليرة وتجاوز سعر ليتر المازوت 650 ليرة والكميات محدودة قد تنفد خلال أيام.

ونتيجة لانقطاع الكهرباء لما يزيد عن الشهر وارتفاع أسعار المحروقات لحدود خيالية، خرجت آبار مياه الشرب عن العمل لعدم وجود كلفة تشغيلية لهذه الآبار، مما سبب أزمةً في مياه الشرب، حيث أصبح الاعتماد الوحيد على الصهاريج، ووصل سعر ليتر المياه المكعب إلى 900 ليرة، وأخذ بالارتفاع.

الوضع الطبي

وأكد الحمصي أن معظم الأدوية فقدت من الصيدليات حتى المسكنات منها، ويشكل فقدان الأدوية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة كارثة قد تصيب أكثر من 2000 مريض من أصحاب هذه الأمراض، كما تعاني المنطقة فقدان حليب الأطفال بشكل شبه كامل، وإن وجد فإن سعر العلبة 400 غرام 2500 ليرة، وهي لا تكفي الطفل أكثر من أربعة أيام، ما يهدد حياة أكثر من 2400 طفل رضيع في منطقة الحولة، كما تعاني المستشفيات الميدانية نقصاً في كل شيء بداية بالمواد الطبية وخاصة الإسعافية منها وانتهاءً بالكوادر الطبية المتواضعة.

واختتم الحمصي حديثه بأنها أزمة إنسانية تتهدد 78 ألف نسمة من المدنيين المحاصرين في منطقة الحولة، مع فقدان معظم المواد الاساسية وارتفاع كبير في الأسعار، مما يبشر بكارثة إنسانية على المدى المنظور، وسط صمت فاضح للمنظمات والهيئات الإغاثية وصمت دولي يملأه العار.
النظام والأكراد «يحاصران» المعارضة في ريف حلب
أونجو بينار (تركيا)، لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
أعربت أنقرة عن استعدادها في حال «الضرورة» لفتح حدودها أمام آلاف السوريين الذين يعيشون وفق منظمات انسانية اوضاعاً «يائسة» اثر فرارهم من معارك عنيفة تقدم خلالها الجيش النظامي السوري بغطاء روسي في ريف حلب الشمالي، في وقت بات مقاتلو المعارضة بين فكي القوات النظامية والمقاتلين الأكراد في ريف حلب.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت ان بلاده مستعدة لفتح حدودها امام اللاجئين السوريين. وقال: «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) اذا وصلوا الى ابوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر الى السماح لإخواننا بالدخول».
ولم يحدد اردوغان متى امكانية فتح الحدود فيما لا يزال معبر أونجو بينار (باب السلامة من الجهة السورية) مغلقاً امام النازحين، وفق صحافية لـ «فرانس برس» في المكان.
وقال مسؤول تركي، رفض الكشف عن اسمه لـ «فرانس برس»، ان «الحدود مفتوحة للحالات الطارئة»، مشيراً الى «دخول سبعة جرحى الجمعة الى تركيا وآخر يوم السبت لتلقي العلاج».
وأعلن حاكم منطقة الحدود في معبر كيليس سليمان تبيز السبت ان تركيا تتولى رعاية حوالى ثلاثين ألفاً من اللاجئين الذين تجمعوا حول مدينة أعزاز السورية القريبة خلال اليومن الماضيين. وتحدث عن إمكانية وصول 70 ألفاً آخرين الى المنطقة الحدودية.
وتحت وطأة المعارك في ريف حلب الشمالي (شمال) اثر هجوم عنيف للجيش السوري الاثنين، فرّ الآلاف من بلداتهم وقراهم باتجاه الحدود التركية.
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فرّ اكثر من 40 ألف مدني من بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كما فرّ آخرون من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب القصف الجوي الكثيف.
ووصفت رئيسة بعثة منظمة «اطباء بلا حدود» الى سورية موسكيلدا زنكادا وضع النازحين السوريين الذين تجمع القسم الاكبر منهم في محيط مدينة اعزاز بـ «اليائسة». وأشارت الى عدم توافر امكنة كافية لإقامة النازحين إضافة الى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة.
وتحدثت عن قصف تعرضت له ثلاثة مستشفيات تدعمها المنظمة في ريف حلب الشمالي.
وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة «شهبا برس» في حلب، «نصبت حوالى 500 خيمة على الجانب السوري (...) وعلى رغم ذلك فإن اعداد الأسر التي افترشت العراء، ان كان على الطرقات او في البساتين وحتى المساجد اكثر من تلك التي حصلت على خيمة تؤويها».
وميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «وحدات حماية الشعب الكردي» سمحت لحوالى 80 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية بالمرور عبر مناطق سيطرتها في عفرين في ريف حلب، وذلك على دفعتين «توجهت فيهما هذه الفصائل من ريف إدلب، إلى منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، في الوقت الذي اتهمت مصادر مقربة للنظام السوري، وحدات حماية الشعب الكردي بالسماح بدخول المئات من مقاتلي الفصائل من ريف إدلب إلى ريف حلب الشمالي».
وواصل الجيش النظامي السوري والمسلحون الموالون له من جهة ومقاتلون اكراد من جهة ثانية التقدم في ريف حلب الشمالي في شمال البلاد على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة وسط غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي. ودارت اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، احد اهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق «المرصد السوري».
وتتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الإمدادات الرئيسي بين مدينتي حلب جنوباً وأعزاز شمالاً. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، وفق «المرصد».
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان «العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)»، مؤكداً ان «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الامداد، والانتقال إلى جبهات أخرى».
وأوضح المصدر: «تتسم معارك ريف حلب بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات».
واستعاد الجيش السوري منذ بدء هجومه الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.
وفي ضوء ذلك، نجحت قوات النظام بتضييق الخناق اكثر على الأحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالى 350 الف مدني، وفق «المرصد».
كما لم يبق امام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضاً لقصف جوي في شمال غربي المدينة باتجاه محافظة ادلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.
وقال «المرصد» امس ان «اشتباكات عنيفة دارت أمس في محاور بريف حلب الشرقي، بين تنظيم «داعش» من جهة، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة أخرى، تترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام، وسط تقدم لقوات النظام في تلة برلهين وسيطرتها عليه، فيما اسُتهدفت بالرشاشات الثقيلة منازل مواطنين في قرية بريف مدينة عفرين التي يقطنها مواطنون كرد». واتهم نشطاء كرد قوات حرس الحدود التركية باستهداف منازل المدنيين «ما أدى لأضرار مادية في ممتلكاتهم»، فيما نفذت طائرات حربية يرجح أنها روسية المزيد من الغارات على مناطق في مدينة عندان وبلدة حريتان بريف حلب الشمالي. وجددت طائرات حربية من المرجح أنها روسية قصفها أماكن في بلدات دير حافر وبزاعة وقباسين الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي.
ولا يقتصر الأمر على الجيش السوري والمسلحين الموالين له، اذ سيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية خلال الايام الماضية على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامورة، وفق المصدر العسكري.
وبالتالي يقول المصدر ان «الفصائل المسلحة اصبحت بين فكي كماشة، الأكراد، والجيش السوري»، وذلك على رغم «عدم صدور أي تصريح رسمي عن تنسيق كردي - سوري معلن».
الى ذلك افاد «المرصد السوري» عن اشتباكات عنيفة تدور ايضاً بين الفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة و «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة ثانية، وسط تقدم للاخيرة، في قرية العقلمية قرب مطار منغ العسكري.
وفي آب (اغسطس) العام 2013 سيطر متطرفون من تنظيم «داعش» ومقاتلون اسلاميون على هذا المطار العسكري، وانسحب عناصر التنظيم المتطرف منه في شباط (فبراير) 2014.
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان قوات النظام «قصفت أماكن في بلدات وقرى التفاحية والبرناص وأماكن أخرى في منطقة مخيم أوبين بالريف الشمالي للاذقية، وسط استمرار الاشتباكات المتقطعة في محاور عدة بجبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف، وغرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، إضافة إلى قوات النظام والحرس الثوري الإيراني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
فصل داريا عن معضمية الشام
وعلى جبهة اخرى، سيطر الجيش النظامي على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، وفق الاعلام الرسمي والمرصد السوري. وتسيطر فصائل اسلامية على داريا منذ العام 2012 ويقع الى شمال الغرب منها مطار المزة العسكري. وقال «المرصد السوري» إن القوات الحكومية شددت حصارها المستمر منذ ثلاث سنوات على اثنين من البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب غربي دمشق من خلال استعادة أراض واقعة بينهما وقطع طريق إمداد رئيسي.
وهناك شريط فاصل بين داريا ومعضمية الشام استغلته المعارضة كطريق إمداد. وقالت المصادر إن القوات السورية وحلفاءها سيطرت على ذلك الشريط الجمعة بعد قتال استمر منذ نهاية العام الماضي.
وداريا متاخمة لمطار عسكري تستخدمه الطائرات الروسية التي تشن غارات جوية لمساندة الرئيس بشار الأسد، وتتطلع القوات الحكومية لإحكام قبضتها على المنطقة. وقال «المرصد»: «مجموعات المقاتلين الإسلاميين بوسعها قصف مطار المزة العسكري بالصواريخ من داريا». وقال أبو غياث الشامي الناطق باسم «ألوية سيف الشام» المنضوية تحت لواء تحالف الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» إنه يتوقع أن تحاول القوات الحكومية شن هجوم على كل بلدة على حدة بعد حصارهما في شكل كامل.
وأضاف أن محاولات اقتحام المعضمية وداريا مستمرة حيث تشهد المنطقتان حرب عصابات. وقال الشامي إن القوات الحكومية تتقدم في نقطة أو نقطتين في حين تهاجمها قوات ألوية الشام في مناطق أخرى.
وقال الصليب الأحمر الخميس الماضي إنه سلم شحنات غذاء لأكثر من 12 ألأف شخص محاصرين في المعضمية وهي كميات تكفي لثلاثة أسابيع، مشيراً إلى الحاجة لدخول شحنات أخرى. وقال الشامي إن هناك نحو ستة آلاف شخص يعيشون في داريا و45 ألفاً في المعضمية وأضاف أن القوات الحكومية تسعى الآن إلى تجويع السكان. وتابع: «هما تحت الحصار... اليوم ما في أكل... لا شرب... لا كهرباء... لا أدوية».
الى ذلك، افاد «المرصد» عن مقتل 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بعدما نجح فصيل «جيش الاسلام»، الاهم في الغوطة الشرقية لدمشق، من صد هجوم لها على بلدة تل صوان.
مؤتمر ميونيخ يختار بين الإغاثة ووقف النار... و «القنابل الغبية»
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي 
يحسم المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ بدءاً من الخميس المقبل، مصير استئناف المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والهيئة التفاوضية العليا للمعارضة في جنيف في 25 الشهر الجاري، وسط وجود اتجاهين، يدعم الأول وزير الخارجية الأميركي جون كيري باستعجال إعلان وقف للنار، فيما تدعم دول أخرى مقاربة تقوم على إعلان المؤتمر «إجراءات بناء الثقة» بينها إلقاء مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة ووقف إلقاء «القنابل الغبية» على المدنيين.
واستبق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا نهاية الأسبوع الماضي قرار الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة الانسحاب من المفاوضات بسبب تكثيف الغارات الروسية على ريف حلب، بإعلانه «تعليق» المفاوضات غير المباشرة إلى 25 الشهر الجاري، ذلك لقناعته أن انسحاب المعارضة رسمياً سيجعل أمر عودتها أكثر صعوبة، في حين أن تعليقه المفاوضات يترك مبادرة العودة إلى طاولة المفاوضات في يديه والاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في مؤتمر ميونيخ الذي تقرر دعوة المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية» رياض حجاب إليه.
وخيم قرار تعليق دي ميستورا المفاوضات على المؤتمر الدولي للمانحين في لندن الخميس الماضي. كما أنه «صدم» كيري المتحمس للعملية التفاوضية، إذ تبلغ قرار التعليق عشية وصوله إلى العاصمة البريطانية. وبدا هذا في تعليقاته أمام نشطاء في المجتمع المدني السوري، لدى إشارته إلى خطأ تلويح المعارضة بالانسحاب لأن ذلك سيعرضها إلى ثلاثة أشهر من القصف الروسي العنيف، إضافة إلى تساؤله ومساعديه رداً على إلحاح معارضين آخرين: «هل تريدون أن تخوض أميركا حرباً ضد روسيا؟».
وقال كيري، بحسب ما نقل عنه: «يجب أن يكون هناك نقاش للوصول إلى صيغ تلتزم بها جميع الأطراف بحيث يتاح وصول الإغاثة ويمكن تطبيق وقف إطلاق النار». وهو يرى أن مؤتمر ميونيخ المنصة المناسبة لإقناع ممثلي الحكومة والمعارضة للعودة جنيف. وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس أن المطروح هو أمرين: «اتفاق أميركي - روسي على تقديم مساعدات إنسانية أو إعلان وقف للنار».
وكان كيري بين أكثر المتحمسين لإعلان وقف النار بالتزامن مع قيام الأمم المتحدة بصوغ مسودة لإعلان وقف للنار والإفادة من تجارب سابقة مع الإشارة إلى جانب مهم في سورية وهو أن وقف النار يشمل القوات النظامية والمعارضة مع بقاء القوة النارية وتصعيدها ضد «داعش» والتنظيمات الإرهابية وسط عدم وجود تفاهم على هذه التنظيمات. وقال كيري قبل يومين: «هناك مناقشات حالياً في شأن تفاصيل وقف إطلاق النار وطرح الروس بعض الأفكار البناءة في شأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار».
وبحسب المعلومات، فان الجانب الروسي موافق على مبدأ وقف شامل للنار، لكن لا يرى ذلك ممكناً حالياً، ما رجح احتمال أن موسكو تربط موعد إعلان وقف النار بتحقيق القوات النظامية، بـفضل «القبة الحديد» الروسية، تقدماً إضافياً على الأرض و»تطويق» حلب ثاني أكبر مدينة في سورية وعزلها عن خطوط الإمداد في تركيا إضافة إلى «تأمين» حزام دمشق بسيطرة القوات النظامية على مدينة داريا وبعض مناطق الغوطة الشرقية. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو «ستضع بعض الأفكار الجديدة على الطاولة (في ميونيخ). نعد بعض الأفكار حول طريقة التقدم خصوصاً في ما يتعلق بوقف إطلاق النار».
إضافة إلى ذلك، فإن موسكو وطهران ودمشق تتفق على أن وقف النار «لن يشمل التنظيمات الإرهابية» وإن كان كل طرف يختلف حول تعريف «الإرهابيين». وتعتبر الحكومة السورية أن «كل من رفع السلاح ضد الدولة هو إرهابي». وقال وزير الخارجية وليد المعلم أول من أمس: «الحل السياسي قد يساعد لكن إنهاء القتل في سورية لا يتم إلا بهزيمة داعش والنصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة»، إضافة إلى مطالبته بإغلاق الحدود التركية والأردنية لـ «خنق» المعارضة قبل إعلان وقف النار، ذلك بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في البرلمان البريطاني أن وقف النار لن يشمل «داعش» و «النصرة» والتنظيمات المرتبطة بهما، في حين لا تزال موسكو تعتبر «جيش الإسلام» و «أحرار الشام الإسلامية»، اللذين شارك ممثلوهما في المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض نهاية العام الماضي، تنظيمين «إرهابيين».
أما أنقرة، فإنها تعتبر «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بقيادة صالح مسلم «إرهابية، مثلها مثل داعش»، مقابل تعاون واشنطن عسكرياً وسياسياً مع هذه «الوحدات» ضد «داعش»، بل إن المبعوث الرئاسي الأميركي بريت ماغورك زار مناطق الأكراد شمال سورية قرب حدود تركيا.
بالنسبة إلى دي ميستورا، فإن فريقه يعتقد أنه أمام عدم توصل الأردن، بحسب تكليف «المجموعة الدولية»، إلى قائمة نهائية للتنظيمات الإرهابية، يجب الاكتفاء بتعريف مجلس الأمن الذي يشمل «داعش» و «النصرة» وباركت الدول الأعضاء الـ 15 في المجلس ذلك بإصدار القرار 2253 قبل يوم من صدور 2254. ويلتزم المبعوث الدولي بالتفسير الدولي لموعد لوقف النار الناتج من عملية فيينا ومخرجاتها، لدى قوله إن وقفاً شاملاً للنار يجب أن يعلن لدى بدء العملية التفاوضية بين وفدي الحكومة والمعارضة.
في المقابل، فان «الهيئة العليا للمعارضة» وحلفاءها يرون أن وقف النار غير ممكن «قبل تشكيل مؤسسات هيئة الحكم الانتقالية» نتيجة مفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة، بحسب ما ورد في بيان مؤتمر الرياض. وتطالب الهيئة بتنفيذ المادتين 12 و 13 من القرار 2254 ووقف القصف واطلاق معتقلين وتقديم مساعدات انسانية.
إجراءات بناء ثقة
ما تقدم يعقد العبور إلى استئناف مفاوضات جنيف من بوابة وقف النار ويترك خيار إجراءات بناء الثقة. وبحسب المسؤول الغربي، فإن هناك أفكاراً عدة تتعلق بإعلان المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» بعض الخطوات الملموسة في المجال الإنساني وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف العشوائي. ونقل موقع السفارة الأميركية في دمشق على «فايسبوك» عن كيري قوله إن روسيا والنظام السوري «غير ممتثلين للقرار 2254 الذي دعا في 18 كانون الأول (ديسمبر) إلى إتاحة وصول الإغاثة الإنسانية في شكل فوري إلى جميع السوريين، إضافة إلى إنهاء كافة عمليات القصف الجوي والقصف المدفعي على المدنيين. وعلاوة على ذلك، هناك أدلة واضحة على أن روسيا تستخدم ما يسمى بقنابل السقوط الحر أو ما تعرف بـ «القنابل الغبية» وهي قنابل ليست دقيقة التوجيه، وهناك مدنيون بينهم نساء وأطفال يقتلون بأعداد كبيرة نتيجة ذلك». لكنه قال: «هذا الأمر يجب أن يتوقف، وما من أحد لديه اعتراض على ذلك، لكنه لن ينتهي بالانسحاب من طاولة المفاوضات أو عدم المشاركة».
وتأكد أن نقاشاً جدياً يجري بين مؤسسات عسكرية وأمنية وسياسية في عواصم غربية حليفة للمعارضة، إزاء احتمال إنزال مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة من القوات الحكومية التي تبلغ حوالى 15 منطقة، بحيث تحصل بـ «تفاهم» مع روسيا التي كانت أنزلت طائراتها مساعدات إنسانية على مدينة دير الزور المحاصرة من «داعش» شمال شرقي البلاد، في حين تلقي مروحيات سورية مساعدات على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرين في ريف إدلب وفكت القوات النظامية بدعم جوي روسي الحصار على بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب.
الملف الآخر، الذي سيكون على طاولة مؤتمر ميونيخ يتعلق بدعوة «الاتحاد الديموقراطي» إلى مفاوضات جنيف، الأمر الذي تعارضه أنقرة وفصائل سورية معارضة. إذ إن مسلم تبلغ تأكيدات أميركية أنه سيدعى «في مرحلة لاحقة» وأن دور الأكراد «محوري في مستقبل سورية». لكن السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي قال إن لا تغيير في الدعوات إلى المفاوضات لدى استئنافها، ما يعني أنها تقتصر على وفدي الحكومة و «الهيئة العليا» كمفاوضين وشخصيات معارضة وممثلي مجتمع مدني كمحاورين، علماً أن رئيس «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل كان بين سبع شخصيات التقوا دي ميستورا نهاية الأسبوع. اما وفد الحكومة فانه مستعد للذهاب الى جنيف في 18 الجاري.
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,699,551

عدد الزوار: 6,909,179

المتواجدون الآن: 120