الحريري يُواصل لقاءاته في جدَّة وترقُّب لموقف عون اليوم...جنبلاط: أين تسيبراس لبنان واقتصادنا ينهار؟...«حزب الله» للاعتدال: إمّا شركاء في القتل.. وإمّا أعداء...«حزب الله» والزبداني و«سوريا المفيدة» والاستنزاف الطويل

حلفاء عون محرجون من تحرّكه: «حزب الله» لم يتخذ قراراً بعد و«أمل» و«المردة» يرفضان لعبة الشارع

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 تموز 2015 - 6:07 ص    عدد الزيارات 2264    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحريري يُواصل لقاءاته في جدَّة وترقُّب لموقف عون اليوم
الجمهورية..
الهَمّ المشترك لمعظم القوى السياسيّة في لبنان والخارج يتمثّل بالاستقرار الذي يتجسّد اليوم بالحكومة سياسيّاً والقوى الأمنيّة والجيش اللبناني عسكريّاً. وفي وقتٍ تترقّب القوى السياسيّة المواقفَ التي ستصدر اليوم عن رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بعدَ الاجتماع الأسبوعي للتكتّل، وتحديداً لجهةِ الخطوات التي لَوَّحَ بها «التيّار الوطني الحرّ» وسيلجَأ إليها، وفيما فُتِحَت الاتّصالات على غيرِ مستوى في محاولةٍ لتطويق الأزمة قبلَ جلسةِ ما بعد غدٍ الخميس، حذّرَت مصادر وزاريّة من خطورةِ استخدام الشارع في هذه المرحلة الحسّاسة التي تشهَد تعبئةً مذهبيّة وتشنّجات سياسيّة، وذكّرَت بأنّ الدافع الأوّل لتأجيل الانتخابات النيابيّة سببُه المخاوف الأمنيّة وما قد ينجمُ من تحريك الشارع، وقالت لـ«الجمهورية» إنّ الجيش اللبناني يسَطّر بطولاتٍ على الحدود اللبنانيّة في مواجهة الإرهابيّين، وقد نجحَ في إقفال الحدود وضبطِ الوضع الداخلي بعدَ تصفيةِ مجموعةٍ واسعة من الشبكات الإرهابيّة. وأضافت أنّ المجتمع الدولي يُشيد باستمرار بالإنجازات التي تحقّقَت على هذا المستوى، مؤكّدةً أنّ من غير المسموح إلهاء الجيش في الداخل من خلال التحرّكات الشعبيّة، فيما التحدّيات الأمنيّة خطِرة وكبيرة، وقد تُحاول القوى المتضرّرة من الاستقرار في لبنان استغلالَ هذا الوضع لضربِ الحالة التي ينعَم فيها البلد، ودعَت القوى المعنيّة إلى إبقاءِ حراكِها ضمنَ الموقف السياسي بعيداً من الشارع.
كنعان لـ«الجمهورية»: التحرّك «سيكون حضارياً وسيتّخذ أشكالاً متنوّعة ويشمل قطاعات عدّة في المجتمع إعتبَرَ الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ «الخسائر التي تكبَّدَها داعش في سوريا والعراق تؤكّد إمكانَ هزيمته»، مشيراً إلى أنّ «الطريق الوحيد لإنهاء الحرب الأهليّة السوريّة هي الوحدة ضدّ داعش في حكومةٍ لا تشمل بشّار الأسد».

وأردفَ أنّ «واشنطن ستفعَل المزيد لتدريب المعارضة المعتدلة في سوريا وتجهيزها»، قائلاً: «يُمكن دحرُ داعش عندما يكون لنا شريكٌ فعّال على الأرض، وسنواصل ملاحقة مصادر تمويل هذا التنظيم في العالم».

وفي غمرة الانشغال العالمي ببَلوَرة الاتّفاق النووي بينَ إيران ودوَل الغرب، والاهتمام بمتابعة يوميّات الأزمة الماليّة اليونانيّة، ينشغل لبنان بالمعارك العسكريّة في الزبداني وبالمعركة السياسيّة في المستنقع الحكومي، على مسافة يومَين من انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس، وَسط ترقّبِ الحركة العونيّة التصعيديّة في الشارع، في ظلّ حِرصٍ شديد على التكتُّم على نوعيّتها وتوقيتِها ومكانها، فيما تشخص الأنظار إلى الرابية اليوم، ترَقُّباً لموقفٍ مهمّ سيُعلنه رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بعدَ الاجتماع الأسبوعي لـ»التكتّل».

وفي ظلّ تفاقُم الأزمة السياسيّة في البلاد، وغيابِ المؤشّرات إلى حلولٍ قبلَ حلول موعد الجلسة، يبقى المشهد ضبابيّاً والأمورُ مفتوحةً على كلّ الاحتمالات. في وَقتٍ علمَت «الجمهورية» أنّ اتّصالات حثيثة تَجري بعيداً من الأضواء بين مختلف الأحزاب المسيحيّة للتنسيق في الموضوع الحكومي وفتحِ دورةٍ استثنائيّة وتشريع الضرورة.

لقاءات جدّة

في غضون ذلكَ، عقَدَ الرئيس سعد الحريري، في جدّة، فورَ وصول وفد تيّار «المستقبل» من طرابلس اجتماعاً موسّعاً خُصّص للبحث في قضايا المدينة حضَرَه وزير العدل أشرف ريفي والنائبان محمد كبارة وأحمد فتفت ومنسّق «المستقبل» في المدينة مصطفى علوش وعددٌ من قياديّي المدينة. وأعقبَ اللقاء إفطارٌ استؤنِف بعدَه النقاش في ملف طرابلس من جوانبه المختلفة، وتمَّ التفاهم على إجراءات سياسية وحزبية وإدارية سيَبدأ تطبيقها في المدينة من شأنها تغيير كثير مما يجب تغييره كما قالت مصادر لـ»الجمهورية».

وفيما عاد من جدّة أمس الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وعددٌ مِن أعضاء الوفد الشمالي يتقدّمهم النائب أحمد فتفت وبعض المسؤولين أفيدَ أنّ الرئيس فؤاد السنيورة ومعه وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر يستعدّون لزيارة جدّة في الساعات الـ 24 المقبلة للبحث في قضايا مدرَجة على جدول أعمال لقاءات جدّة، خصوصاً على المستوى السياسي والأمني والعلاقة بين «المستقبل» والأطراف السياسية الأخرى في لبنان، لا سيّما «التيار الوطني الحر»، في ضوء سلسلة الأزمات التي انعكسَت شللاً حكومياً وعلى مستوى الوضع السياسي العام في البلاد.

وذكرَت المعلومات أنّه لا بدّ مِن أن تأخذ الأمور مجراها لحَلحلةِ العقَدِ السياسية في البلد، على أمل أنّ مثلَ هذا الحوار يجب أن ينطلق بشكلٍ مِن الأشكال من دون الدخول في أيّ تفاصيل، رغم السيناريوهات التي تتجاذب آراءَ مسؤولي التيار حول الآليّة التي ستُعتمَد من أجل مقاربة جديدة للعلاقة بين التيار وأطراف لبنانية متعدّدة قد تشَكّل مساراً سياسياً جديداً.

سلام يترقّب جلسة الخميس بصمت

ومساء أمس عاد رئيس الحكومة تمام سلام من عطلته الخارجية التي امتدّت منذ يوم الجمعة الماضي ليستأنف نشاطه اليوم في السراي الحكومي.
وقالت مصادر سلام لـ«الجمهورية» إنّها تنتظر مجرَيات يوم الخميس المقبل حيث ستُعقَد الجلسة بحضور كاملٍ بعدما أكّدَ الجميع حِرصَهم على مصير الحكومة ومنعِ إسقاطها. وأضافت أنّ سلام «يدرك هذه الأمور بدقّةِ العارف والحريص، ولن يوفّر مخرجاً يمكن أن يؤجّل تفجيرَ الحكومة، وإذا اضطرّ لرفعِ الجلسة لمنعِ الوصول إلى ما يفجّرها لن يتردّد للحظةٍ واحدة».

وقالت مصادر واسعة الاطّلاع لـ«الجمهورية» إنّ «حركة الاتّصالات لم تهدأ وأنّ وسطاءَ كثُراً تنقّلوا ما بين عين التينة والرابية والضاحية الجنوبية بعيداً مِن الأضواء تزامُناً مع اتّصالات بلغَت الذروةَ ليلَ أمس للاستفادة مِن أجواء الترَيّث التي عبّرَ عنها عددٌ مِن مسؤولي «المستقبل» الذين أبلغوا مراجع معنية أنّ الحوار مع عون ربّما يفضي إلى صيغةٍ وسَطية تشَكّل مخرجاً ما، لم يتّضح بعد شكلُها ومضمونُها لكنّها تبعِد الناسَ من الشوارع في المرحلة الأولى من دون استكشاف المرحلة التالية التي قد تأتي بوادرُها من لقاءات جدّة قبل نهاية الأسبوع».

كنعان

وفي المواقف رفضَ أمين سرّ تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان الكشفَ عن توقيت التحرّك، وقال لـ«الجمهورية»: «لن نعلنَ عن الموعد، لقد وضعنا خطةً، وندرس مواقفَنا وتحرّكاتنا وفقاً للمعطيات السياسية، وتوقيتُ التنفيذ لن يَعلم به أحد، هو ملكُ القيادة السياسية لـ«التيار الوطني الحر» وعلى رأسِها العماد عون.

لكنّه أكّد أنّ التحرّكَ «سيكون حضارياً ديموقراطيا، ولن يكون شعبياً فقط، بل على أكثر مِن مستوى وصعيد، وسيتّخذ أشكالاً متنوّعة»، متحدّثاً عن «تحرّكات نوعية غير متوقَّعة ستشمل قطاعات عدّة في المجتمع».

ونبَّه كنعان من خطورة الخروج عن الميثاق والدستورعبرالتنَصّل من آليّة العمل الحكومي، وقال: «على من يَفعل ذلك أن يعلمَ أنّه بفِعلتِه هذه يضرب صيغةَ العيش المشترَك ويستهدف مكوّناً أساسياً هو المكوّن المسيحي في السلطة التنفيذية»، وأشارَ إلى أنّ هذا الأمر «دفع بالمسيحيين على مختلف فئاتهم إلى التفكير مليّاً بمن يَخرج عن النظام، ومَن هو حقيقةً مع الحفاظ على الصيغة». وأكّد «أنّ ما يَحصل خطيرٌ جداً ولن يمرّ مرورَ الكرام عندنا».

وإذ دعا كنعان البعضَ إلى الكفّ عن المزايدات، قال: «يَعلم الجميع أنّ ما يحصل يطاوِل جميعَ المسيحيين، وجمهورُنا لا يقدّم امتحاناً عند أحد، ولسنا مِن هواة الشارع، واللجوء إليه ليس هدفاً عندنا، لكن عندما تقفل كلّ الأبواب ويتمّ تجاوزُنا بهذا الشكل وبالتالي تجاوز آليّة اتّخاذ القرارات في ظلّ الشغور، أي تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية، يصبح كلّ شيء مشروعاً بالنسبة إلينا.

هنالك حقوق مسيحية دستورية وميثاقية لا يمكن التنازلُ عنها ولا يحقّ لأحد تجييرَها، لسنا في صَددِ تقديم اختبار عن مدى إمكانية حشدِنا، فهذا الأمر محسومٌ ومعروف سَلفاً، فلا يلعبوا هذه اللعبة ولا يُدخِلونا في هذا النفَق، في النهاية لدينا مسؤوليات وعندما نأخذ قراراً مِن هذا النوع ندرك جيّداً ماذا نفعل ونَعرف إلى أين نذهب».

وعن مدى فعالية هذا التحرّك وقدرتِه على تغيير ما يجري، أجاب: «سلاح الموقف، خصوصاً عندما يكون صادراً عن جهةٍ تمثّل ما تمثّل على الصعيد الوطني والمسيحي، لا يُستهان به، هذا الموقف ليس موقفاً سياسياً بل يعَبّر عن جوّ عام في المجتمع اللبناني، خصوصاً عند المسيحيين، لذلك يجب أن يدركوا جيّداً أنّ هذا الموقف لم يؤخَذ كيفما كان، وستكون له تداعيات حتماً. مِن هذا المنطلق نقول إنّ الحريص على الدولة والمؤسسات وعلى الصيغة اللبنانية يجب أن يأخذ في الاعتبار رأيَ المسيحيين».

شمعون

وسألت «الجمهورية» رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون هل إنّه سيلبّي دعوةَ عون للنزول الى الشارع بما أنّ الدعوة موجّهة إلى جميع المسيحيين؟ فأجاب: «أنا بَطّلت كون مسيحي بما أنّ الدعوة صادرة عن عون».

وسأل: «هل هذا وقتُه في الظرف الذي يمرّ فيه البلد مع كلّ المصائب في الداخل وبغِياب رئيس الجمهورية وفي ظلّ حكومةٍ بالكاد تسير، نأتي اليوم ونعرّض الشعبَ اللبناني للتعطيل ولمشاكل إضافية هو بغِنىً عنها. هذا تحرّك غير مسؤول كلّياً».

وعن حقوق المسيحيين المهضومة سألَ شمعون: «مَن الذي يأكل حقوق المسيحيين، غير المسيحيّين أنفسِهم؟ هذا الماروني الذي لم يعرفوا بعد كيف ينتخبونه، فهل الحقّ على الشيعة أم على الدروز،»شو هالحكي»؟ فنحن لسوءِ الحظ «دودُنا مِن عودِنا».
وقال: «هناك قضايا حياتية تهمّ الشعب، وبمجرّد إقفال شارعٍ ما نخَسّر البلد ملايين الدولارات».

أضاف: «لا أرى أنّه خطأ مميت عدمُ تعيين مَن يريده عون، فهذا الأمر ليس حاجة ملِحّة لا يستطيع البَلد العيشَ من دونِها. والديموقراطية ليست موضوعاً نستفيق عليه عندما نشاء ونَسحبها من جَيبنا ونصبح ديموقراطيين بين ليلة وضحاها، في حين أنّ هناك قضايا حياتية ملِحّة ليست ضد الديموقراطية. الديموقراطية هي لخدمة الشعب وليست لتحضير «خازوق» له.

ورأى أنّ عون لا يريد إنجازَ الاستحقاق الرئاسي بل يريد أن يكون هو الرئيس فقط، واعتبَر أنّ الاستفتاء ليس وقته الآن، فكلّها أمور تعرقِل مصالحَ المواطنين».

سعيد

مِن جهته، قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ«الجمهورية»: «أيّ مغامرة تذهب باتّجاه قطعِ الطرقات فنحن سنواجه عون بالطريقة نفسِها التي واجهناه فيها في 23 كانون الثاني 2007، وأيّ تعبير سِلميّ مِن دون قطعِ طرقات هو حقّ ديموقراطي.

لكنّنا نَعتبر أنّ استخدام الشارع في هذه اللحظة الحرِجة على المستوى الأمني والعسكري والتي ترتكِز على فلتان أمني متنقّل هو خطوةٌ باتّجاه المجهول، كذلك فإنّ رفعَ شعارات طائفية سيفسِح في المجال لرفعِ شعارات طائفية مقابلة». وأكّد أنّ «ما يليق بالمسيحيين اليوم هو أن يرفَعوا عنوان الدفاع عن حقوق اللبنانيين مسيحيّين ومسلمين، وما لا يليق بهم هو أن يَعتبروا أنّ لهم حقوقاً مختلفة عن حقوق المسلمين».

القرار الاتّهامي

وفي سياق آخر، وفي خطوةٍ أولى من نوعِها وتأتي بعد التعهّد الذي أطلقَه وزير الداخلية نهاد المشنوق، أصدرَ قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا القرارَ الاتّهامي في حقّ العسكريين الموقوفين الخمسة في ملفّ ضربِ السجناء في سجن رومية، استناداً إلى مواد تصِل عقوبتُها إلى السجن ثلاث سنوات.

واتّهم القرار عسكريَّين اثنين بضربِ السجَناء، وعسكريّاً ثالثاً بتصوير واقعةِ الضرب وغرَّمَ الرابعَ والخامس قبل أن يطلقَ سراحهما، وأصدر مذكّرةَ إلقاءِ قبضٍ في حقّ الموقوفين وأحالهم أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة. وقد تبيّنَ مِن التحقيق أنّ ضربَ السجَناء كان عملاً فردياً ولم يستند إلى أوامر عسكرية.

إطلاق الطفل ريكاردو

ومساء أمس، أطلق الطفل ريكاردو جعارة الذي كان خطف السبت الماضي، وتسلّمه والده والقوى الأمنية في وادي خالد، وقد تركت هذه الخطوة ارتياحا لبنانيا واسعا، فيما القوى الأمنية تتوسع في تحقيقاتها لمعرفة المتورطين وإنزال أشد العقوبات بحقهم منعا لتكرار هذا النوع من الحوادث.
 
حلفاء عون محرجون من تحرّكه: «حزب الله» لم يتخذ قراراً بعد و«أمل» و«المردة» يرفضان لعبة الشارع
«التغيير والإصلاح» ينأى بنفسه عن «التيار الوطني»
المستقبل...
على بُعد يومين من انعقاد جلسة مجلس الوزراء، يجد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون نفسه في سباق محموم مع الزمن لترجمة سياسة «الحشد الشعبي» ميدانياً في مواجهة الحكومة وسط معلومات متقاطعة تشير إلى أنّ المحاولات الحثيثة الجارية على خط الرابية لحشد أكبر عدد من المناصرين أفضت حتى الساعة إلى جمع ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف عوني على مستوى كل المناطق اللبنانية تمهيداً «لساعة الصفر التي يملك العماد عون وحده تحديدها» وفق ما عبرت مصادر قيادية في «التيار الوطني» لـ«المستقبل»، موضحةً أنّ التحرك المزمع تنفيذه في الشارع «لن يكون على مستوى كبير في هذه المرحلة إنما سيأتي بمثابة رسالة تحذيرية خفيفة». في وقت تشي المعطيات الواردة من مصادر تكتل «التغيير والإصلاح» بأنّ حلفاء عون في التكتل ينأون بأنفسهم عن تحركات «التيار الوطني» المرتقبة في الشارع، وقد عبّروا عن ذلك صراحةً خلال اجتماعات التكتل من منطلق تحسّسهم المسؤولية الوطنية تجاه تحصين البلد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة.

وفي حين آثرت مصادر «التيار الوطني» التكتم على وجهة وتوقيت تحركه الشعبي مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ «الوجهة والتوقيت يملكهما فقط العماد عون ولا أحد سواه يعلم متى وأين سيكون التحرك»، أفادت معلومات متواترة «المستقبل» أنّ هناك عدة احتمالات يتم تداولها بين عون والحلقة الضيقة المقربة لديه وهي تتراوح بين تنفيذ التحرك الشعبي الموعود قبالة السرايا الحكومية قبل انعقاد مجلس الوزراء أو بالتزامن مع انعقاده، أو أن يصار إلى اعتماد تحركات شعبية مناطقية مع ترجيح أن يكون ذلك في الضبية أو كسروان.

«الطاشناق» و«المردة»

تزامناً، وبينما أفادت مصادر «التغيير والإصلاح» أنّ حزب «الطاشناق» يبدو غير معني بتحريك شارعه لمؤازرة التحرك العوني في مواجهة الحكومة، شددت مصادر قيادية في تيار «المردة» لـ«المستقبل» على أنّ «التيار لا يحبذ لعبة الشارع»، مؤكدةً أنّ «المردة لن يشارك في أي تحرك من هذا النوع تحت أي شعار صوناً للاستقرار الداخلي».

«أمل»

كذلك الأمر بالنسبة للموقف الوطني التي تتخذه «حركة أمل» حيال هذا الموضوع، إذ قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب أيوب حميّد لـ«المستقبل»: «نحن قطعاً لسنا مع أي خطوة تخلق إرباكاً على ساحة الاستقرار الداخلي خصوصاً في ظل الوضع المؤسساتي غير السليم سواءً على الصعيد الرئاسي أو التشريعي أو الحكومي».

بدوره، شدد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر لـ«المستقبل» على أنّ «موقف كتلة «التحرير والتنمية» واضح لجهة عدم تأييد التحرك في الشارع ولناحية التشديد على ضرورة استمرار الحكومة». ورداً على سؤال عن الحشد العوني المرتقب أجاب زعيتر: «يحق لجميع الأطراف التعبير عن رأيها لكن علينا أن ننتظر لنعرف ما هو المطلوب من هذا التحرك»، وأردف قائلاً: «أما القول بأنّ هذا التحرك أو ذاك هو لتحصيل حقوق للمسلمين أو للمسيحيين فهذا أمر غير منطقي لأنّ لبنان لا يُحكم إلا بصيانة العيش المشترك وليس «بشحادة» الحقوق لأي طائفة أو مذهب وأي عنوان يأتي في هذا الإطار هو عنوان في غير محله».

«حزب الله»

أما من جهة الحليف الأساس للرابية، فقد جدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش تأكيد «وقوف «حزب الله» إلى جانب العماد عون في مواقفه السياسية»، إلا أنه أكد لـ«المستقبل» رداً على سؤال أنّ «الحزب لم يتخذ قراراً بعد حيال مسألة المشاركة في التحرك الشعبي الذي ينظمه التيار الوطني الحر».
 
جنبلاط: أين تسيبراس لبنان واقتصادنا ينهار؟
بيروت - «الحياة» 
رأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، أن «الشعب اليوناني سجّل انتصاراً مهماً من خلال ديموقراطيته العريقة وموقفه المسؤول عبر فرض شروطه لإنقاذ اقتصاده المتصدع في مواجهة الشروط القاسية التي فرضتها الدول الأوروبية في التقشف وتنفيذ الإجراءات المالية الصعبة التي وردت في حزمة الإنقاذ». وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية: «لا شك في أن وحدة أوروبا ومستقبلها على المحك مع هذا التصويت التاريخي الذي سبق أن ربط من بعض القادة الأوروبيين بإخراج اليونان من الاتحاد الأوروبي في حال رفضها الشروط التي فرضت عليها. وقد تكون ضرورية إعادة النقاش في تلك الشروط وتعديلها بما يحفظ وحدة أوروبا ومساعدة الاقتصاد اليوناني على الصمود في آنٍ معاً»، لافتا إلى «أن الخطوة اليونانية خطوة كبيرة لناحية تأثيراتها على الوضع الأوروبي، وقد استطاع رئيس حكومتها الشاب أليكسيس تسيبراس إحداث تغيير نوعي في العلاقة مع أوروبا والحفاظ على حقوق بلاده». وسأل: «أين تسيبراس لبنان الذي يستطيع منع التعطيل المؤسساتي المستمر والإخفاق في اتخاذ القرارات التي من شأنها معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الملحة بحيث تخطت نسبة البطالة 25 في المئة والعجز في الميزان التجاري تخطى 20 بليون دولاراً سنوياً فيما بلغت خدمة الدين العام حوالي 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ووصل الدين العام الى مستويات قياسية مع ملامسته 70 بليون دولار أي ما يقارب 130 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي؟».
وإذ ذكر جنبلاط بأن لبنان ليس كاليونان، قال: «عدا عن فقداننا تسيبراس اللبناني، فأوروبا ليست على حدودنا الجغرافية لإنقاذ الاقتصاد المحلي الذي أصبح على شفير الانهيار، والعالم العربي يتهاوى، فيما مشاكلنا التقليدية تراوح مكانها، كانقطاع الكهرباء والفساد الإداري وتعثر القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية وعدم الاستفادة من القروض الممنوحة بسبب تعطيل تشريع الضرورة. فإلى أين سيذهبون بلبنان؟».
 
«حزب الله» للاعتدال: إمّا شركاء في القتل.. وإمّا أعداء
المستقبل...علي الحسيني
جُمل ومُصطلحات جديدة يبتكرها «حزب الله» تُضاف إلى قاموسه التخويني وإلى خطابات قياداته التجييشيّة، يرمي من خلالها إلى تأزيم الوضع الداخلي وإشعال فتيل الفتنة المذهبية في البلد، ان من خلال قلبه للوقائع والحقائق وتحويرها بشكل يخدم مصالحه، أو من خلال رفع المسؤولية عن نفسه وإلصاقها بمن يُفترض أنّهم خصوم سياسيون له لا أعداء كمحاولة اتهامهم بدعم الإرهاب وتغطيته تحت مُسمّى «خيمة الإرهاب».

«خيمة الإرهاب»، آخر إبتكارات ومُفردات «حزب الله» التي استعملها أمس الأوّل نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق في معرض تحميله قوى «14 آذار» مسؤولية تعطيل البلد وتحميلها تداعيات «استمرار عدم تنظيم انتخابات الرئاسة»، وقد تناسى قاووق الذي تحدّث أيضاً عن التحريض المذهبي وهو الذي افتتح حزبه الحرب في سوريا بشعار حماية «المقامات«، كلام نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «إمّا النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وإما لا إنتخابات رئاسية».

في السياسة، ماذا يعني ان يقول قاووق «تحت خيمة الإعتدال، يراد أن يبقى التكفيريون خنجرا في خاصرة الجيش والشعب والمقاومة، وأن من يدّعون الإعتدال يمعنون في إضعاف لبنان في مواجهة العدوان التكفيري»؟ من الواضح أن الأزمة التي أوقع الحزب نفسه فيها، قد تدفعه في مكان ما إلى إسقاط الهيكل على رأسه ورؤوس المُعترضين على تدخّله في الحرب السورية سواء من داخل طائفته أو خارجها، فما الكلام عن «إدعاء» الإعتدال سوى مؤشّر واضح بأن جلسات الحوار التي يُجريها «حزب الله» مع قوى الإعتدال في لبنان هي تقطيع للوقت ريثما يتمكّن من تحسين وضعه المتأرجح في سوريا وتحصين نفسه بواقع مذهبي مُتشدّد استُكملت بشائره بالهجوم من تحت «خيمة الإعتدال» وما تحمله من أبعاد في طيّاتها.

«ملاذنا الدولة وخيارنا ان نعيش في الجمهورية اللبنانية، نلتزم دستورها وقوانينها وقواعد العيش المشترك بين ابنائها، وأي خيار آخر هو قفزة في المجهول ورهان على احلام ابليس في الجنة«. جملة قالها قطب رئيسي وأساسي في قوى الإعتدال في لبنان الرئيس سعد الحريري. لكن في المقابل، يبدو أن اطماع إبليس قد تخطّت الحلم بالجنّة حتّى وصلت إلى حب الهيمنة على الدنيا والآخرة معاً، ففي الأولى لا يترك أرضاً إلّا وينغمس فيها ويُشرّد أهلها ويستبيح دماء أبنائها، أمّا الثانية، فبرأيه هي تحصيل حاصل وذلك ضمن معتقدات مستوردة لطالما تحدّثت عن «مفاتيح الجنّة» وتراخيص دخولها الممنوحة لفئة مُحدّدة من الناس.

يصح القول أن لا مكان لكلمة اعتدال في معجم «حزب الله»، فالكل عنده يندرج في سلّة واحدة، وطالما أن قيادته نزّهت نفسها وعناصرها عن أي خطأ حين رفعت عدداً من كوادرها إلى مصاف «القديسين» ووصفت جمهورها بأشرف الناس دون أبناء الوطن الواحد، يجوز القول أن الحزب قد وضع كل اللبنانيين أمام خيارين لا ثالث لهما، إمّا الذهاب معه إلى الحرب ومُشاركته في حمّامات الدماء التي يرتكبها الى جانب النظامين الايراني والسوري، وإلّا فإن وقع الحد على كل من يُخالفه الرأي جاهز للإصدار تحت أحكام «الخيانة» و»العمالة» والإرتهان» مروراً ببقيّة مُصطلحات المُتاجرة والتحريض المذهبي.

أزمات «حزب الله» قد تدفعه في لحظة ما إلى الإنقلاب للمرّة العاشرة رُبّما على أبناء وطنه، إذ إن عجزه عن تحقيق تقدّم سياسي او عسكري ملموس في ميادينه التي يخوضها بات ينعكس بشكل سلبي على أداء قياداته وخطاباتها وهذا ما ظهر بشكل واضح من خلال إطلاق تهديدات لم تبدأ بـ»حساب» النائب محمد رعد، ولن تنتهي لا بـ»خيمة» قاووق ولا بالإكتفاء بالتضحية بشُبّان لبنانيين استرخصت دماؤهم في «القصير» وها هي تُستكمل اليوم في «القلمون» و»الزبداني»، والله أعلم في أي أرض سوف تُستنزف دماء البقيّة غداً.
 
«حزب الله» والزبداني و«سوريا المفيدة» والاستنزاف الطويل
المستقبل...علي رباح
تحت عنوان «ما هي أهمية الزبداني على مستوى المنطقة»، سلّم مذيع نشرة أخبار «المنار»، الهواء لزميله، الذي كان يتقدّم الـvideo wall، ليُسهب في شرح الأهمية الاستراتيجية لمدينة الزبداني، مستخدماً الخرائط والـgoogle map .. وليستفيض في الحديث عن «لغة الحسم العسكري بوجه التكفيريين فيها». قارئ إعلام الممانعة، يستنتج من التغطية المُكثّفة والعاجلة لمعركة الزبداني، أن حزب الله، الذي لم يهتمّ إعلامه لمعارك درعا وحلب، اتّخد قراراً باحتلال هذه المدينة الحدودية مهما كلّفه الثمن.

قبل أسابيع، عَمِلَ «حزب الله« على رسم خطة «هادئة» للسيطرة على تلال وجبال وجرود القلمون، ضمن سياسة «القضم البطيء». الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله لم يكن مستعجلاً، حتى أنه رفض الالتزام بجدول زمني لإنهاء أي وجود لـ»الإرهابيين» في القلمون وعلى الحدود اللبنانية- السورية. فما الذي طرأ على المشهد كي يُعجّل نصرالله في معركة الزبداني؟

ثمة مغزى لتوقيت معركة القلمون الثانية ومن بعدها الهجوم على الزبداني في أعقاب انتكاستين عسكريتين في معركتين أساسيتين كان «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني منخرطين فيهما بشكل مباشر، في باشكوي شمال غرب حلب وفي درعا. بعدهما خرج إعلام «حزب الله» ليُبشّر بـ»استراتيجية جديدة» أكثر تواضعاً، ليُخفّض سقف توقعات الجمهور من طموحات الانتصار على كامل الجغرافيا السورية إلى حدود تحصين دمشق والاقتصاد في فتح الجبهات.

مُطّلعون على الجغرافيا السورية، وتأثير «الميدان» على المشهد السياسي المستقلبي لسوريا، يضعون في حديث الى «المستقبل» 3 أهداف رئيسية تقف خلف استعجال نصرالله لهذه المعركة: أوّلها: أن «حزب الله« يستبق معركة دمشق بتأمين خطوط الإمداد بين لبنان والعاصمة السورية بشكل نهائي، حيث تشرف الزبداني على الطريق الدولية، إضافة الى تأمين الحدود اللبنانية - السورية لتصبح بشكل كامل تحت سيطرة الحزب. الهدف الثاني يصب في خانة العودة إلى مفهوم «سوريا المفيدة»، لكن هذه المرة المفيدة للولي الفقيه، لا لنظام الأسد، الذي انتهى أمره. بهذا المغزى يعمل «حزب الله« على تأمين مداه الحيوي من سلسلة الجبال الشرقية، وصولاً الى الساحل شمالاً وجبل الشيخ جنوباً (الحدود مع فلسطين المحتلة)، مروراً بدمشق وحمص في الوسط (الدويلة المأمولة)! وبهذا المعنى أيضاً يكون الهجوم على الزبداني بمثابة المعركة الاستراتيجية لاستكمال ضمّ دمشق الى دولة الولي الفقيه. فالزبداني تقع جغرافياً في مكان حساس للغاية، لكونها تؤمّن الطريق الى قمم جبال حرمون جنوباً والى جبال القلمون شمالاً. أما الهدف الثالث، فهو هدف متوسط وبعيد المدى، يسعى «حزب الله« من خلال تحقيقه الى إحكام قبضته على جميع معابر التواصل الجغرافي بين مليوني لاجئ سوري في لبنان مع عمقهم السوري، خشية أن يفكر أحدهم بنقل المعركة إلى عقر دار الحزب الذي يحاربهم في عقر دارهم.

الواقع الميداني لمعركة الزبداني مغاير لما تُسوّق له المنظومة الإعلامية لـ»حزب الله«. فهذا الحزب لا يزال يعمل على عزل المدينة عن محيطها وقطع كافة الإمدادات عنها وفصلها بالكامل عن «القلمون». وتطبيقاً للمثل الشعبي القائل، «ذُبِحَت يوم ذُبِحَ الثور الأبيض»، استبق «حزب الله« هذه المعركة بمحاولة إبرام صفقات تهدئة وترسيم للحدود مع التنظيمات المسلحّة في القلمون الغربي، ليُكرّس جهوده في معركة الزبداني، قبل أن يعود وينقضّ على هذه التنظيمات بعد الانتهاء من الزبداني! إلا أن جهوده باءت بالفشل، وأصبح الحزب معرّضاً لاستنزاف طويل على مساحة السلسلة الشرقية. وهذا ما بدا واضحاً من خلال استهداف «جيش الفتح» للعديد من مراكز الحزب ومواكبه العسكرية في القلمون الغربي في الأيام الماضية.

قد تكون معركة الزبداني صعبة على «حزب الله«، إلا أنها ليست مستحيلة. فالحزب الذي يمتلك الأسلحة الصاروخية المتطوّرة، والمدعوم بغطاء جوي من طيران الأسد وبراميله المتفجّرة، مقابل أهالٍ محاصرين لا يملكون سوى الإمكانات البسيطة، قد يلجأ في لحظة هستيرية الى حرق الزبداني كما أحرق «القصير» وحمص من قبلها !

حتى الساعة، تكبّد حزب الله خسائر بشرية كبيرة منذ أن انطلق في المعركة، على الرغم من إلقاء عشرات البراميل المتفجّرة على رؤوس أهالي الزبداني، واستخدام الصواريخ المتطوّرة، التي قيل إنها كانت معدّة لمفاجأة إسرائيل!! وعلى وقع خسائره، بدّل «حزب الله« من خططه لاجتياح الزبداني دفعة واحدة، بخطة القضم البطيء للمدينة وبساتينها وجوارها، علّه يُقلّص نسبة الخسائر في صفوفه. ما يعني أن الحزب قرّر التعامل مع المدينة «شارعاً بعد شارع» من دون المغامرة بإطلاق معركة واسعة.

«حزب الله« يعلم أن السيطرة على الزبداني، كما سيطر على قرى القلمون والقصير وحمص من قبلها، لا تعني أن «النصر الاستراتيجي» قد تحقّق. هذا «الشيطان الأكبر» بجبروته، محا الجيش العراقي خلال أسبوعين، لكنّه خسر أهدافه الاستراتيجية (طبعاً قبل أن تعيده إيران بنفسها الى العراق)! وقبل ذلك، احتلّ الجيش الأميركي أفغانستان، ثم ما لبث أن غرق في الوحول التي سبقه إليها الاتحاد السوفياتي. ولِمَ الذهاب في الذاكرة بعيداً؟ ها هو الجيش الإسرائيلي الذي «لا يُقهر»، لم يجد بديلاً من الانسحاب من الجنوب اللبناني بعد سنوات طويلة من الاحتلال. في بيئة ليست بيئته، يستطيع «حزب الله« أن يقتحم ويجتاح، مدعوماً ببراميل الأسد المتفجّرة وبصواريخه وبغازاته السامة، ما شاء أن يجتاح، لكن حين تصبح مواقعه ثابتة في الزبداني ومحيطها، إذا نجح، سيصبح هو الهدف، كما يحدث اليوم في القلمون وغيرها، وسيكون ثمن الاستنزاف أكبر من قدرته على التحمّل.

لذلك يسعى «حزب الله« الى تغيير الديموغرافيا السورية عبر تهجير الأهالي الأصليين (كما حدث في القصير سابقاً ويحدث في المزّة اليوم)، لتوطين آخرين مكانهم. ألم يقل السيّد إن «حزب الله« ليس قوى محتلة في القلمون بل هو من أهل الأرض؟ هكذا يعمل الحزب، الذي حذّر طوال عقود من المشروع الصهيوني لتقسيم المنطقة، على الإطاحة باتّفاق سايكس بيكو، ليصنع حدوداً جديدة يرسمها ظريف وكيري! لكنّ «حزب الله« لا يزال في معاركه الأولى في طريق الألف ميل. فبعد احتلاله للزبداني، إن نجح، سينقسم «رجال الله» الى قسمين. قسم يتّجه الى القنيطرة وقمم جبال حرمون لتأمين حدود الدولة المأمولة مع إسرائيل، وقسم آخر سيتّجه لإكمال معركته في جرود القلمون لوصلها بالساحل السوري. وفي القسمين استنزاف طويل وطويل، قد يضطر نصرالله على اثرها الى التضحية بـ»نصف أو ثلاثة أرباع» جمهوره!

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,149,323

عدد الزوار: 6,757,196

المتواجدون الآن: 121