نصرالله: الحرب على اليمن لن تحقّق أهدافها ولا شيء سيمنعنا من مواصلة رفع الصوت....الحريري لنصرالله: على خطى خامنئي في التحريف والتعبئة

خطاب وردٌ عاصفان: اليمن في الضاحية! انتكاسة في سجن رومية واحتجاز دركيين

تاريخ الإضافة الأحد 19 نيسان 2015 - 7:22 ص    عدد الزيارات 1715    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

خطاب وردٌ عاصفان: اليمن في الضاحية! انتكاسة في سجن رومية واحتجاز دركيين
النهار...
مع انها اطلالته الثالثة المخصصة لتناول ملف الحرب في اليمن منذ انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، لم تخالف كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس المعطيات التي عممت سابقا عنها بأنها ستشكل ذروة الحملات التصعيدية التي يشنها الحزب على المملكة العربية السعودية. واذ استدعت "العاصفة" الكلامية التي أثارها نصرالله ردا فوريا لاذعا وشديد النبرة من الرئيس سعد الحريري، برزت مجموعة مفارقات في كلمة الاول شكلا ومضمونا أوحت بذهاب الحزب تصاعديا نحو تكثيف هجماته على السعودية، بما يثبت بعدها الايراني الاساسي على غرار خطاب الحزب في الحقبة الاولى من تورطه في سوريا. لكن الامر اكتسب امس بعدا مختلفا لجهة سعي قيادة الحزب الى تعبئة قواعده نفسها في ملف بعيد اساسا عن أولويات اللبنانيين، إذ على رغم عدم التشكيك في قدرة السيد نصرالله على هذه التعبئة، لم تغب الغرابة التي واكبت تخصيص مهرجان في الضاحية الجنوبية لـ"التضامن والوفاء وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر" والإغراق في تفاصيل الحرب اليمنية واستدراج مناخاتها وارتداداتها الى الداخل اللبناني. ورتّب ذلك في المقابل بروز البعد المذهبي في هذه الحملة على رغم محاولة السيد نصرالله نفي هذا الطابع عن موقفه او عن الحرب في اليمن. كما ان حملته على السعودية توغلت بعيدا في سوق الاتهامات لها منذ نشوئها "بالفكر التكفيري" متحدثا عن "الوهابيين ودعم داعش والنصرة والقاعدة" وسواها من الاتهامات. وبدا لافتا ايضا ان السيد نصرالله تعمّد تكرار شعار "شكرا سوريا" الذي رفعه الحزب وحلفاؤه في 8 آذار 2005 مع دعوته الى "تحييد" لبنان عن الازمة اليمنية قائلا: "لا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. وفي نهاية المطاف كما في المسألة السورية وغيرها، اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن اقتناعه وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة. وفي نهاية المطاف نحن هنا في لبنان نريد أن نعيش سوياً ونكمل سوياً ونواصل سوياً ونعمل سوياً. كما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا على رغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان".
رد الحريري
وفي رده على هذا الخطاب، وصف الرئيس الحريري السيد نصرالله بأنه "على خطى السيد علي خامنئي: ابداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية".
وقال في تغريدات بموقع "تويتر": "ما سمعناه حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الاحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها"، محذرا من أن "تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من اكبر مقامٍ في طهران الى أصغرهم في الضاحية".
وأكد ان "التوتر السياسي لن ينجح في تشويه صورة السعودية ودورها ومكانتها"، كما ان "حشد الاتباع في حلبات التحريض على المملكة لن يعطي الوكيل المحلي للنفوذ الإيراني شهادة حسن سلوك بأدواره العبثية".
ولاحظ ان "المشهد الذي يقدمه حزب الله مستورد من ايران وبعيد عن مصلحة لبنان ابتعاد ابليس عن الجنة". ولفت إلى "أن حزب الله لا يفوت أية مناسبة ليعلن من خلالها انه قادر على وضع طائفة بكاملها في السلة الإيرانية، لكن الشيعة العرب ليسوا جاليات إيرانية في بلدانهم. هم في أساس الأمة وحياة بلدانها، والمشروع الإيراني الذي يريدهم مجرد أدوات مصيره السقوط".
وجزم بأن "التصعيد المتواصل لحزب الله لن يستدرجنا الى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي، فاذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود افعال مماثلة".
وخلص الى "اننا أمناء على درء الفتنة عن لبنان، وهم أمناء على إنقاذ نظام بشار الاسد والدور الإيراني باختراق اليمن والتدخل في الشؤون العربية". وتساءل: "لماذا كل هذا الجنون في الكلام؟ انها عاصفة الحزم يا عزيزي!".
الجيش
وسط هذه الاجواء تجري الاستعدادات لاحتفال يقام في القاعدة الجوية بمطار الرئيس رفيق الحريري صباح الاثنين بتسليم الجيش الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي ضمن الهبة السعودية.
وصرح أمس الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال المؤتمر الصحافي الاسبوعي: "انه عقد ثلاثي فريد بين فرنسا ولبنان والسعودية، ويدخل في إطار السياسة العامة لدعم لبنان التي لا تقتصر على البلدان الثلاثة، ولكنها تشمل مجموعة الدول داخل المجتمع الدولي التي ترغب في حماية لبنان من اخطار عدوى الازمة السورية ومن المجموعات الارهابية التي تريد زعزعة استقراره". وأوضح "ان المجموعة الدولية لدعم لبنان والتي انشئت بمبادرة فرنسية هدفها المحدد تنسيق هذا التعاون الدولي للبنان".
وقام امس قائد الجيش العماد جان قهوجي بجولة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية في منطقة مرجعيون ومحيطها ومراكزها الامامية، مشدداً على ان "الاحداث الاقليمية التي تطاول لبنان بشظياها في شكل أو في آخر تستدعي من الجيش اقصى درجات الجهوزية لمواجهة التحديات والاخطار وخصوصاً خطري العدو الاسرائيلي والارهاب".
انتكاسة رومية
وعلى الصعيد الامني أيضاً، استمرت حتى ساعة متقدمة ليلاً عملية اعادة ضبط الوضع في سجن رومية الذي شهد المبنى "د" فيه امس الانتكاسة الاولى منذ العملية الامنية الكبيرة قبل اشهر. ودخلت فرقة من مكافحة الشغب المبنى بعدما اشعل السجناء الاسلاميون أعمال شغب واسعة واحتجزوا عدداً من الدركيين.
وأفادت مصادر أمنية ليلاً ان السجناء كانوا لا يزالون يحتجزون العسكريين فيما افيد عن حريق في الطبقة الثانية من المبنى "د" حيث احتجز الدركيون. واكد وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تابع العملية الامنية من السجن ان الوضع فيه "تحت السيطرة ولن يعود الى سابق عهده من الفوضى أياً كان الثمن".
أما في جديد ملف العسكريين المخطوفين، فتمكنت امس عائلتا العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة" الجندي عباس مشيك والدركي سليمان الديراني من مقابلتهما في مكان احتجازهما. وتعرف مشيك للمرة الاولى الى طفله الثالث الذي ولد اثناء أسره واحتضنه مع ولديه الآخرين.
 
نصرالله: الحرب على اليمن لن تحقّق أهدافها ولا شيء سيمنعنا من مواصلة رفع الصوت
النهار...عباس الصباغ
مع دخول العملية السعودية في اليمن اسبوعها الرابع كرر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انتقاداته للمملكة داعياً مرة جديدة الى حوار وطني في اليمن".
تحدث نصرالله في "مهرجان التضامن والوفاء وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر"، وذلك "دعماً وتأييداً لشعب اليمن اﻷبي الشجاع، واستنكاراً للعدوان السعودي اﻷميركي".
وقال: "من واجبنا الانساني والاخلاقي والديني أن نتخذ هذا الموقف، وكل أبناء الامة عليهم أن يتخذوا الموقف المناسب، ونحن لن يمنعنا تهويل ولا تهديد من أن نواصل التنديد بالعدوان السعودي - الاميركي على اليمن".
وذكر بمجازر اسرائيل "المدعومة اميركيا وغربياً وعربياً"،واشاد ببطولات المقاومة وحركة "أمل" وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية".
وتحدث عن أهداف الحرب و"الحجج الواهية التي ساقها النظام السعودي" و "مواجهة الخطر الايراني".
وسأل: "هل الدفاع عن اليمنيين يكون بقتل الشعب". منتقدا "الحجج التي قدمتها السعودية عندما اعلنت ان الحرب من أجل الدفاع عن الشعب اليمني، فهل يكون الدفاع عبر حصار 24 مليون يمني، وفقدان الطعام واللوازم الطبية، والأسوأ ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال؟ ويقولون إن المسلحين هم بين المدنيين، فضائيات عاصفة الحزم لم تعرض المشاهد وكل تلفزيون خائف من عرب سات لم يعرض مشاهد العنف والمجازر".
وتناول الصيرورة التاريخية في شبه الجزيرة العربية، معتبرا ان هناك تهديدا للحرمين الشريفين من "داعش".
وسخر"من محاولة إضفاء الصفة الطائفية على الحرب عبر اعطائها "بعداً طائفياً، والقول إنها حرب سنية - شيعية، فيما هذا عدوان سعودي على اليمن لأهداف سياسية".
ودعا نصرالله الجميع الى النظر الى لهجة اليمنيين ولغتهم وبلاغتهم وفصاحتهم وشهامتهم وشجاعتهم ونخوتهم وكرمهم وجودهم، "لأنهم عرب أقحاح. المنازل هدمت والاسواق والمدارس والمستشفيات، ومخازن المواد الغذائية، وبعد كل هذا القتل هل هناك عاقل يصدق أن هذا من أجل اعادة عبد ربه منصور الى الرئاسة؟".
وقارن بين ما يجري في اليمن وما جرى في لبنان خلال عدوان تموز، وقال: "يمكن اللبنانيين أن يستحضروا حرب تموز والعثور على التشابه بين الحربين، نحن كنا المغامرين المنتصرين. الحرب واحدة والعقل واحد، والنتيجة واحدة".
وأكد ان "العدوان على اليمن فشل بعد 22 يوما من القصف الجوي. الأهداف المفترضة، هي حرب استباقية للتهديد المحتمل للسعودية، واذا لم يكن موجودا أصبح موجودا وقطعيا، والذي يتهم بالتهديد ما زال صابرا. هذه قيادة أنصار الله، والقائد العظيم عبد الملك الحوثي، وأصبحت الان فرصته للهجوم على السعودية، القبائل اليمنية والشعب اليمني يطالب بالرد، وهذا هو الصبر الاستراتيجي، وقد حول التهديد اللاموجود الى تهديد موجود".
وذكّر نصر الله بأن اليمنيين حتى الآن لم يذهبوا الى خياراتهم الحقيقية، وأن الامور "في حاجة الى وقت حتى يقتنع النظام السعودي أن الشعب اليمني لم يستسلم، لكن يبدو أن بعضهم لديه آمال، حتى هذه اللحظة لا يصغي الى الاصوات التي تطالب بالتسوية السياسية، أغلب الاصوات في العالم تطالب بذلك، عليهم أن يتواضعوا وأن يقبلوا بالوقائع (...)"، واعتبر ان "قرار مجلس الامن لا قيمة له".
وغمز من قناة السعودية "وما قدمته مملكة الخير في الحرب الاهلية اللبنانية وأعوام 1982، 1984، و2006. نحن حرصاء على عدم التكلم بالمكشوف رغم المعلومات التي كنا نملكها عما يحصل في سوريا". وسأل: "ماذا لو سقطت سوريا بيد القاعدة؟".
وختم: "لا شيء سيمنعنا من مواصلة هذا الصوت العالي من أجل عباد الله الذين تسفك دماؤهم في بلاد المسلمين، داعش والنصرة وبوكو حرام، وحركة الشباب في الصومال، كل هؤلاء من أين، راجعوا ثقافتهم. كفى حروبا وتحريضا وتضليلا بإسم الاسلام والحرمين الشريفين"، و"ليحتفظ كل منا بموقفه، وليعبر عن موقفه بالطريقة المناسبة مع التزام الضوابط الاخلاقية، نحن في لبنان نريد أن نعمل معا، لا نريد أن ننقل الخلاف في الموضوع اليمني الى لبنان".
 
الشغب في المبنى "د" في رومية "تحت السيطرة"
النهار..
دخلت امس فرقة من مكافحة الشغب المبنى "د" في سجن رومية بعد تطويقه، وذلك من مداخل سرية، عقب اعمال شغب في المبنى، احتجاجاً على الاجراءات الامنية المشددة التي تتخذها القوى الامنية خلال زيارات الاهل. وتم احتجاز عدد من عناصر قوى الامن الداخلي.
وأكد مصدر أمني ان "السجناء اقدموا على حرق الفرش في الطبقة الارضية، بعدما استولوا على المفاتيح من الحرس". واضاف ان "القوى الامنية تمكنت من السيطرة على الوضع بعد استقدام تعزيزات الى السجن".
وكان لدى القوى الامنية معلومات مسبقة عن تحرك ما يحضر بعد مقتل اسامة منصور في طرابلس الاسبوع الفائت، عدا عن ان السجناء يعترضون على القوانين التي فرضت عليهم منذ شهرين.
وعمدت القوى الامنية الى إجراءات استباقية عبر التشويش على اجهزة الاتصال وقطع الارسال عن السجن .
وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان "الوضع في رومية تحت السيطرة، ولن يعود السجن إلى سابق عهده من الفوضى، مهما كان الثمن".
 
ابراهيم متفائل بحل قريب للعسكريّين: قد تحصل نكسات ولكن لا عودة إلى الصفر
النهار..
أكدّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، امام وفد من نقابة محرري الصحافة برئاسة النقيب الياس عون، زاره قبل ظهر أمس، تفاؤله بحل قريب جدًا لملف العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة"، مبديًا خشيته من "نكسات اللحظة الأخيرة لتحسين شروط التفاوض وليس للعودة إلى نقطة الصفر".
وردًا على سؤال عما إذا كان هناك دور لسوريا في ملف العسكريين المخطوفين قال ابرهيم: "سوريا لم تتدخل في الموضوع، ولكنها دائمًا كانت على استعداد لمساعدتنا".
ورأى ان "الحوار ينتج حوارات. وما دام الحوار مستمرّاً فهذا دليل على أن المتفاوضين يسيرون في طريق غير مسدود. إن إيقاع البلد مضبوط، ولدى المتحاورين نيّة لاستمرار الحوار، وهذا ما يطمئننا الى مستقبل البلد".
وعن معلوماته عن المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم قال: "هناك إشارات لا معلومات عن أنهما لا يزالان على قيد الحياة، كما سمير كساب".
وفي موضوع التمديد في المؤسسات الأمنية والعسكرية،أكد "انني ضد الفراغ وهناك حرص ووعي لدى المسؤولين لكي تستمرّ مؤسسات الدولة".
وما صحة المعلومات التي تتردد عن طلب "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" فديّة ماليّة للإفراج عن العسكريين؟ أجاب: "لا، أبداً، ونحن لا ندخل في بازارات مالية في موضوع المخطوفين".
وردًا على سؤال عن الإجراءات التي يزمع اتخاذها من أجل تسهيل الأمور الإدارية للمواطنين واللاجئين، قال ابرهيم: "قد يصبح دوام العمل في بعض مراكز المديرية قبل الظهر وبعده".
وأوضح أن ثمة دوريات للجيش في عرسال وأن "ما من سياسي في لبنان يغطي الإرهاب".
ودعا ابرهيم المسيحيين في لبنان إلى "أن يكونوا أكثر تمسكًا بالبقاء في لبنان، وأنا لست قلقًا على مصير الوطن على رغم كل العواصف المحيطة به".
وكان ابرهيم تسلّم درع النقابة من عون "تقديراً للجهود التي يبذلها لخدمة لبنان واللبنانيين".
على صعيد آخر، استقبل وفداً من المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم - بيروت برئاسة عباس فواز.
 
رأى أن عاصفة الحزم وراء «الجنون» الكلامي وأكد أنّ «التصعيد لن يستدرجنا إلى الإخلال بالحوار»
الحريري لنصرالله: على خطى خامنئي في التحريف والتعبئة
المستقبل...
في الشكل والمضمون، إطلالة جديدة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس تفوّق فيها على نفسه تصعيداً وصراخاً وافتراءً وشتائمَ هبطت إلى درك العبارات السوقية من مثل «قرعة بيّو» وما شاكلها من مفردات القدح والذمّ بحق العرب. أما في بيت القصيد خلف هذا التصعيد المستمر في تهشيم الهوية العربية وتهميش المصلحة اللبنانية، فلعلّ صرخة «كفى» التي ناشد بها المملكة العربية السعودية خير معبّر عن حجم التأزم والاختناق الضارب في أعماق المشروع الإيراني من صعدة حتى الضاحية تحت وطأة ضربات «عاصفة الحزم» العربية بخلاف محاولات نصرالله التقليل من فاعليتها والتهويل بحتمية فشلها من خلال «حفلة منسّقة من الافتراءات التاريخية» كما وصفها الرئيس سعد الحريري في تعليقه على خطاب «النبش في قبور الأحقاد والانكشاف المفضوح للضغائن»، لافتاً إلى أنّ الأمين العام لـ «حزب الله» يسير في ذلك «على خطى السيد علي خامنئي» لناحية «الإبداع في حياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية».

الحريري، وفي سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» أعقبت خطاب نصرالله واختتمها متسائلاً ومتعجّباً: «لماذا كل هذا الجنون في الكلام؟ إنها عاصفة الحزم يا عزيزي!»، استهلّ تعليقه على الخطاب بالقول: «ما سمعناه حفلة منسّقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الأحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسّسها وقيادتها»، محذراً في المقابل من أنّ «تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من أكبر مقامٍ في طهران الى أصغرهم في الضاحية».

وإذ أكد أنّ «التوتر السياسي لن ينجح في تشويه صورة السعودية ودورها ومكانتها»، لفت الحريري الانتباه إلى أنّ «حشد الأتباع في حلبات التحريض على المملكة لن يعطي الوكيل المحلي للنفوذ الإيراني شهادة حسن سلوك بأدواره العبثية»، مشدداً على أنّ «المشهد الذي يقدمه «حزب الله» مستورد من إيران وبعيد عن مصلحة لبنان ابتعاد إبليس عن الجنة». وفي حين لاحظ أنّ الحزب «لا يفوّت أية مناسبة ليعلن من خلالها أنه قادر على وضع طائفة بكاملها في السلّة الإيرانية»، أردف الحريري قائلاً: «لكنّ الشيعة العرب ليسوا جاليات إيرانية في بلدانهم. هم في أساس الأمة وحياة بلدانها، والمشروع الإيراني الذي يريدهم مجرد أدوات مصيره السقوط».

وفي معرض إشارته إلى أنّ «ما بين السعودية واليمن من تاريخ مشترك ومصير واحد، أعمق وأكبر من منابر النحيب والبكاء الإيراني التي نسمعها من الضاحية الى طهران»، جزم الحريري بأنّ «التصعيد المتواصل لـ«حزب الله» لن يستدرجنا إلى مواقف تخلّ بقواعد الحوار والسلم الأهلي»، وأضاف: «إذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإنّ المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود أفعال مماثلة. نحن أمناء على درء الفتنة عن لبنان، وهم أمناء على إنقاذ نظام بشار الأسد والدور الإيراني باختراق اليمن والتدخل في الشؤون العربية».

سجن رومية «تحت السيطرة»

أمنياً، طرأ أمس تطوّر دراماتيكي في سجن رومية مع أعمال الشغب التي افتعلها سجناء «إسلاميون» في المبنى «د» واحتجزوا خلالها عناصر من قوى الأمن الداخلي وطبيبين. وبينما سارعت فرقة من مكافحة الشغب إلى تطويق المكان ومحاولة احتواء الوضع، حضرت مساءً مجموعة من القوة الضاربة في شعبة المعلومات إلى السجن واقتحمت المبنى من مداخل خلفية حيث باشرت في تمشيطه وملاحقة السجناء المتمردين الذين عمدوا إلى إحراق بعض الفرش والأمتعة في الطابق الثاني من المبنى لإعاقة دخول القوى الأمنية.

وإذ شددت مصادر أمنية لـ«المستقبل» أنّ الأولوية هي لمعالجة الوضع وإنهاء حال التمرد بطريقة سلمية وتحرير المحتجزين لدى السجناء، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر تويتر أنّ «الوضع في سجن رومية تحت السيطرة، ولن يعود السجن إلى سابق عهده من الفوضى مهما كان الثمن».
 
الدفعات اللاحقة تتضمن مروحيات وطائرات مراقبة وزوارق حربية
لودريان يسلم الجيش الإثنين صواريخ «ميلان»
باريس ـ «المستقبل»
في سياق متقاطع مع ما كانت «المستقبل» قد كشفته الشهر الفائت، يزور وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بيروت بعد غد الاثنين للإشراف على تسليم الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية المقدمة الى الجيش اللبناني في إطار صفقة «دوناس» المموّلة من المملكة العربية السعودية بقيمة 3 مليارات دولار. وسيكون لبنان المحطة الثانية للودريان في المنطقة يوم الاثنين بعد مروره يومي السبت والأحد في الأردن حيث سيزور عناصر الجيش الفرنسي وخصوصاً فرق الطيارين التي تقود سرب الـ«ميراج» المشارك في عمليات التحالف الدولي ضد «داعش« في العراق وسوريا.

واطلعت «المستقبل» من أوساط وزارة الدفاع الفرنسية على التفاصيل الدقيقة ليس لمحتوى الدفعة الأولى التي ستُسلم الاثنين فحسب، بل أيضاً الدفعات التالية التي ستُرسل الى لبنان على مدى أربع سنوات. وهنا ملخص عنها: الدفعة التي يتسلمها الجيش اللبناني الاثنين تتضمن 48صاروخاً مضاداً للدبابات من طراز «ميلان» (الفرنسي - الألماني الصنع) مع قاعدات إطلاقها. وعلمت «المستقبل» أن الصواريخ الـ48 وقواعدها مأخوذة من ترسانة الجيش الفرنسي، وذلك استجابة للحاجة الملحة الى هذه الأسلحة التي يحتاجها الجيش اللبناني على وجه السرعة.

وفي الدفعات التالية سيتسلم الجيش ما مجموعه 250 آلية مدرعة من طراز «شربا» و»في آي بي مارك 3» و»في بي سي 90» و»في بي ال»، و24 مدفعاً من طراز «قيصر« عيار 155 ملم ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو و7 مروحيات عسكرية من طراز «كوغار» وأجهزة رادار وطائرات مراقبة بدون طيار وأنظمة تنصت وتشويش وثلاثة زوارق حربية سريعة من طراز «اف اس 56«. هذه القطع البحرية سيتم تسليمها في أواخر العام 2017 ومطلع العام 2018، وطول الواحدة منها 56 متراً مزودة بمدفع عيار 76 ملم ومدفعين عيار 20 ملم ومنظومة «سيمباد« المضادة للطائرات يمكنها استيعاب صاروخين مضادين للطيران من طراز «ميسترال 2«.

وتستمر عمليات تزويد الجيش اللبناني بهذه الترسانة على دفعات خلال السنوات الأربع المقبلة، على أن يتم إرسال مدربين من الجيش الفرنسي لتدريب عناصر الجيش اللبناني على استخدام هذه الأسلحة. وتستغرق فترة التدريب 7 سنوات، أما عمليات الصيانة فيقوم بها أخصائيون فرنسيون على مدى عشر سنوات.

وسيلتقي لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، كما يعقد مؤتمراً صحافياً مع وسائل الإعلام في قصر الصنوبر قبل مغادرته بيروت.

وقال مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية لوكالة «فرانس برس»: «إن ما يجري العمل عليه هو ضمان قيام جيل جديد من العسكريين اللبنانيين. هذا ما يريده اللبنانيون وما نريده نحن والسعوديون«. وأشار الى أن مئات الضباط وضباط الصف والجنود سيتابعون تدريبات في فرنسا ولبنان حول كيفية استخدام هذه الأسلحة وأيضاً الاطلاع على قواعد العمل العسكرية، «أي كل ما يجب أن يتقنه جيش حديث، وكل ما يجب أن يعرفه الجيش اللبناني لتقديم أداء أفضل«.

أضاف المصدر: «ان هذه الصفقة تختصر بالآتي «ساعدونا في إعادة صقل جيش لبناني قادر على مواجهة وقائع أمنية لم تعد هي نفسها التي كانت قائمة قبل 15 عاماً»». ولفت الى أنه إضافة الى صفقة السلاح للجيش اللبناني «يجري حالياً حوار حول تدريب وحدات عسكرية أردنية من النخبة».

وأكد المصدر أن الجيش الفرنسي سيعمل الى جانب الجيش اللبناني طوال سبع سنين «وهذا يعطينا درجة عالية من التأكيد أن هذه المعدات ستُستخدم بشكل جيد». وأوضح مصدر في محيط الوزير لودريان أن فرنسا التي تشارك بفاعلية في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل الأفريقي والعراق، تريد تقديم الدعم الى الأردن ولبنان اللذين تأثرا أكثر من غيرهما بتداعيات الحرب السورية «وحيث تحتاج الأجهزة الأمنية فيهما الى دعم من شركاء خارجيين«.

ويبدو أن صفقة السلاح الفرنسية الى لبنان أثارت تحفظات لدى إسرائيل التي أعربت عن خشيتها من وقوع قسم من هذه الأسلحة في أيدي عناصر «حزب الله«. وقال مسؤول إسرائيلي لـ «فرانس برس« طالباً عدم الكشف عن اسمه: «نتفهم حاجة الجيش اللبناني الى تعزيز قدراته، إلا أننا نعرف تماماً أن هذا الجيش مخترق كثيراً من حزب الله«.
 
مشاورات حول التمديد لكبار الضباط هل تكون بديلاً من رفع سن التقاعد؟
الحياة...بيروت - محمد شقير
يجرى بعيداً من الأضواء التداول في اقتراح يقضي بالتمديد لعدد من كبار الضباط في الجيش اللبناني على أن يكون بديلاً من الاقتراح الذي أعده «تكتل التغيير والإصلاح» لرفع سن التقاعد للعسكريين لضمان بقاء العميد شامل روكز في الخدمة العسكرية تمهيداً لترشيحه لمنصب قائد الجيش خلفاً للحالي العماد جان قهوجي.
وعلمت «الحياة» من مصادر نيابية ووزارية، أن اقتراح التمديد فتح باب التشاور بين الكتل النيابية لبلورة موقف يحظى بتأييد الغالبية في مجلس الوزراء، مع أن هناك من يفرض تعتيماً سياسياً وإعلامياً على صاحب هذا الاقتراح، وكأنه «يتيم» الوالدين وليس هناك من يتجرأ على طرحه في العلن خوفاً من إسقاطه قبل أن تقول الكتل النيابية رأيها فيها.
وأكــــــدت المصادر نفسها أن المشاورات حول اقتراح التمــــديد قطـــع شوطاً، رافضة تسليط الأضواء على موقف رئيس «تكتل الإصــــلاح والتغـــيير» العماد ميشال عون ومـــــا إذا كان يوافق عليه بدلاً من أن يقاومه.
ولفتت هذه المصادر الى أن التمديد المقترح يشمل عشرة من كبار الضباط في الجيش يتوزعون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، مقابل التمديد للمدير العام الحالي لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص.
وكشفت عن أن أبرز المشمولين من كبار الضباط في الجيش باقتراح التمديد هم العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان ومدير المخابرات في الجيش العميد إدمون فاضل الذي كان مدد له تلقائياً منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويشمل أيضاً اثنين من كبار الضباط لكل من السنّة والشيعة في مقابل ضابط أرثوذكسي وآخر كاثوليكي، ويؤدي تمريره حكماً الى إعادة تكوين المجلس العسكري برئاسة العماد قهوجي.
ومع أن المصادر لم تكشف عن أسماء كبار الضباط من غير الموارنة والدروز المشمولين، وتفضل بالتالي ترك القرار النهائي في شأنهم للمشاورات الجارية بين الكتل النيابية ومعهم عدد من الوزراء الذين يعملون على تسويق هذا الاقتراح، فإنها في المقابل تتجنب الإشارة الى دور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، الذي يقف بالمبدأ الى جانب التمديد لاعتبارات عدة.
ومن هذه الاعتبارات -كما تقول المصادر- أن العماد قهوجي تمكن من استيعاب الضغوط السياسية على قيادة الجيش وغالباً «بالواسطة» لإقحامه في الصراع العسكري الدائر في سورية، بذريعة أنه لا بد من التنسيق مع النظام في سورية لمكافحة المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأضافت أن «قهوجي لم يركن لهذه الضغوط التي مورست على قيادة الجيش من أطراف سياسية من «قوى 8 آذار»، ورأى أن البديل يكون في حماية ما أمكن من الحدود اللبنانية الملاصقة للأراضي السورية سواء من خلال تعزيز انتشار الجيش في المناطق التي يمكن هذه المجموعات التسلل منها الى داخل لبنان، إضافة الى الضربات الوقائية التي تستهدف الإرهابيين فور التأكد، وفق التقارير العسكرية، من أنها تعد لهجوم يستهدف مواقع الجيش».
ورأت المصادر أن هناك صعوبة في تعيين قائد جديد للجيش «خلفاً لقهوجي، نظراً إلى الظروف الحرجة التي يمر فيها لبنان والتي لا تحتمل أي تغيير يستدعي مِن خَلَفه اضطراره لإجراء تعديل في المواقع العسكرية وفي قيادات الألوية والوحدات المقاتلة، لأنه يحتاج الى فترة زمنية يمكن أن يترتب عليها إحداث بعض الفراغات.
وأكدت أن ما ينطبق على قيادة الجيش ينسحب على قيادة قوى الأمن الداخلي التي تلعب دوراً بالتنسيق مع الجيش في التصدي للمجموعات الإرهابية وملاحقتها والعمل من أجل توقيفها.
ناهيك عن أن هناك صعوبة في الموافقة على رفع سن التقاعد للعسكريين وتطبيقه فوراً، لأنه سيؤدي حتماً الى حالة من التضخم في الرتب العسكرية العليا ستنعكس سلباً على الهيكلية التنظيمية للجيش في ضوء ما يتردد -كما تقول هذه المصادر- من أن عدد العمداء في الجيش سيقفز الى حوالى 800 عميد.
واعتبرت المصادر الوزارية والنيابية أن ليس في وسع المؤسسة العسكرية أن تستوعب هذا التضخم، وأنه لا بد من التريث في تطبيق رفع سن التقاعد في حال إقراره، على ألاّ يرى النور قبل ثلاث أو أربع سنوات، لأن ارتفاع عدد الضباط من الرتب العالية عند تطبيقه فوراً، سيرتب أعباء مالية ليس في وسع الخزينة تحملها في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر فيها البلد.
وإذ تتعامل المصادر نفسها مع التمديد على أنه ضروري، لأن تعيين قائد جديد للجيش يتطلب أن يكون لرئيس الجمهورية العتيد رأي فيه، وإلا فإن من يطالب بإعادة تكوين السلطة من خلال الإسراع بانتخاب رئيس يكون قد أوقع نفسه في المحظور.
كما أن هناك استحالة أمام رفع سن التقاعد للعسكريين -وفق هذه المصادر- بوجود توجه لدى معظم الكتل النيابية بعدم الموافقة عليه، وأن خيارها سيكون التمديد لقهوجي إذا كان البديل إقحام المؤسسة العسكرية في الفراغ.
ويبقى السؤال عن الموقف النهائي للعماد عون من التمديد لعدد محدود من كبار الضباط استناداً الى صيغة تجرى حالياً المشاورات لابتداعها من الوجهة القانونية، فهل سيوافق على الاقتراح أم أنه سيبادر الى تصعيد موقفه وصولاً الى انسحابه من الحكومة أو الاكتفاء بالطلب من وزرائه الاستنكاف عن حضور جلسات مجلس الوزراء في حال قرر حلفاؤه عدم الاستجابة لرغبته في الاستقالة من الحكومة التي ستقوم بتصريف الأعمال؟
فهل يتحمل لبنان في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر فيها والتي لا تزال مفتوحة على مسلسل التعقيدات التي تشهدها المنطقة، وزر إقحامه في مغامرة سياسية لا تحمد عقباها، مراعاة للعماد عون خصوصاً أن الفراغ في الرئاسة الأولى سينسحب على الحكومة، فيما التباين في الآراء يمنع إطلاق الضوء الأخضر لإعادة الاعتبار للتشريع في البرلمان؟
لذلك فإن اقتراح التمديد هذا لم يعد يقتصر على الأطراف المحليين وبات عدد من السفراء والديبلوماسيين الأجانب يواكبونه من كثب من دون التدخل في حيثياته، إضافة الى أنهم يسألون عن الجدوى من الاستقالة من الحكومة، وهل يرضي من يلوح بمثل هذه الخطوة السوادَ الأعظم من الموارنة، من خلال تمرير رسالة لهم وفيها أن تحويل الحكومة الى تصريف أعمال يشكل ضغطاً للإسراع في انتخاب الرئيس؟
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,989

عدد الزوار: 6,749,824

المتواجدون الآن: 115