قصف على الجرود والراعي يتابع ملفّ العسكريين...أساتذة «الأميركية»: وزارة العمل تمارس تمييزاً....كاغ لـ"النهار": "حزب الله" وإسرائيل خرقا القرار 1701 قلقون من النزاع ومؤتمر الكويت يُعيدنا إلى الخريطة...الحكومة تعود بنظام "ترشيق" شكلاً ومضموناً وتقدّم في ملف العسكريين وخطة الضاحية قريباً؟

مجلس وزراء «ملائكي» والعبرة في الآتي... وسلام يرفض الطعن...سلام يختبر «النوايا».. والمراسيم «عالقة» بين التوافق والإجماع

تاريخ الإضافة السبت 7 آذار 2015 - 7:09 ص    عدد الزيارات 1680    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحكومة تعود بنظام "ترشيق" شكلاً ومضموناً وتقدّم في ملف العسكريين وخطة الضاحية قريباً؟
النهار...
على رغم عدم الترابط بين معاودة مجلس الوزراء جلساته امس في ظل التفاهم السياسي المتجدد على آلية التوافق في اتخاذ القرارات وقضية المخطوفين العسكريين لدى تنظيمي "النصرة" و"داعش"، برزت ملامح ايجابية خجولة في القضية الثانية يؤمل ان يساهم "تطبيع" الوضع الحكومي في تثميرها ودفع المفاوضات الجارية بعيداً من الاضواء لتحقيق انفراج في قضية المخطوفين. وقد عقدت خلية الازمة اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام عقب جلسة مجلس الوزراء وفهم ان ثمة معطيات وصفت بأنها "معقولة" في تقدم الاتصالات التي يواليها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في ما يتعلق بملف المخطوفين من غير ان تتضح طبيعة هذه المعطيات. ولكن علم ان الامر يتعلق بعودة الزخم الى ادوار اقليمية في هذه القضية في ظل التحركات التي قام بها اخيراً اللواء ابرهيم في هذا الصدد، بالاضافة الى تقدم ملحوظ في تبادل الرسائل عبر الوسطاء الاقليميين مع الجهات الخاطفة.
وفي سياق أمني آخر، تحدثت معلومات امس عن تحضيرات تجري بعيداً من الاضواء لتوسيع الخطة الامنية الى بيروت والضاحية الجنوبية وخصوصا في ظل التوافق على هذه الخطوة الذي حصل في الجولة الاخيرة من الحوار بين "تيار المستقبل " و"حزب الله". ومع ان المعنيين الرسميين والسياسيين بالخطوة يتحفظون عن تحديد موعد انطلاق هذه الخطة، إلا انه فهم ان الموعد بات قريبا وان العمل على فرز القوى العسكرية والامنية اللازمة لتنفيذها جار بسرعة مما يعد مؤشراً لاقتراب بدء تنفيذها.
مجلس الوزراء
أما بالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء امس التي انهت ازمة تعليق الجلسات، فتميزت في الدرجة الاولى باعتماد ما يمكن وصفه بمدونة سلوكيات وشكليات اراد منها الرئيس سلام عودة حيوية للحكومة و"ترشيق" الجلسات وضبطها وتحديد السقف الاقصى لمدة الجلسة بثلاث ساعات للحؤول دون استغراقها في جدليات طويلة غالباً ما كانت تستهلك ساعات طويلة من دون انتاجية موازية.
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن أجواء جديدة سادت مجلس الوزراء في جلسته امس لم تكن مألوفة من قبل. واضافت ان هذه الاجواء طاولت الشكل والمضمون على حد سواء. ففي الشكل، علم الوزراء سلفاً سواء من خلال ما نشرته الصحف أو من خلال رسائل نصيّة أن "الامتيازات" التي كان يتمتع بها الوزراء منذ تشكيل الحكومة والمتعلقة بتناول الطعام والشراب لم تعد قائمة بعدما أقفل باب غرفة الطعام المجاورة لقاعة مجلس الوزراء واستعيض عن ذلك بتجهيز شاي لكل وزير مع حلوى "بيتيفور". وفي الوقت نفسه علم الوزراء ان سقف وقت كل جلسة لن يتعدى الساعات الثلاث.
وفي المضمون، بادر الرئيس سلام في مستهل الجلسة الى مخاطبة الوزراء قائلا: "هذه حكومة إئتلافية وليست حكومة وحدة وطنية. ولا يفكر أحد في أنني أسعى الى آلية عمل تغطي الفراغ الدستوري. واذا ما مشيت في التوافق فلأن الدستور يعطيني هذه الرخصة، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً أن الامور العادية يجب أن تكون سبباً لتعطيل عمل الحكومة، فهذا أمر لن أسمح به أبداً". عندئذ بادر الوزراء تباعاً بدءاً ببطرس حرب وسجعان قزي وأليس شبطيني وعلي حسن خليل وجبران باسيل ومحمد فنيش الى التصفيق، فطلب الوزير غازي زعيتر التصفيق جماعياً فتم ذلك. ثم سمح الرئيس لكل وزير أن يدلي بدلوه. فسأل الوزير حرب الرئيس سلام هل المراسيم العادية يجب أن يوقعها جميع الوزراء، فأجابه رئيس الحكومة بأن الغالبية تكفي للمصادقة على هذه المراسيم. ولما وصل البحث الى جدول الاعمال وبدء إقرار ما يمكن إقراره منها، كان جدل خفيف بين وزير التربية الياس بوصعب ووزير الاتصالات حرب حول بند فتح مسابقة للمعلمين المتعاقدين، فاغتنم الرئيس سلام الفرصة وأبلغ المجلس أن الوقت تجاوز الساعات الثلاث المحددة لكل جلسة وبادر الى رفعها، مشيراً الى ان انطلاق كل جلسة لاحقاً لن يتأخر عن العاشرة من صباح كل يوم خميس.
وأفادت المعلومات الرسمية عن الجلسة ان سلام شدد على "ان التوافق يجب ألا يؤدي الى التعطيل، خصوصا ان غالبية المواضيع المطروحة متعلقة بأمور حياتية وانمائية ولا يجوز تعطيل بتها بحجة عدم توافر اجماع في شأنها". واذ لفت الى انه يطالب في كل جلسة بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد، قال انه في ظل استمرار الحالة الاستثنائية يبقى خيار التوافق الافضل وانه "لن يتهاون بعد اليوم مع التعطيل والعرقلة".
جنبلاط والحزب
على صعيد آخر، كشف وزير الصحة وائل ابو فاعور في حديث مساء أمس الى برنامج "كلام الناس" ان "حزب الله " اتصل بقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي واستنكر الكلام الذي كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اعتبره تهديداً له في مسألة الازمة السورية . وقال أبو فاعور إن "حزب الله" اكد ان هذا "الكلام مرفوض" ووصف موقف "حزب الله" بأنه "رسالة في المكان الصحيح لما يمثله حزب الله". وكان النائب جنبلاط رد بعنف على من وصفه "بأحد أبواق نظام الارهاب في سوريا"، ملمحاً بذلك الى احدى المقالات الصحافية التي نشرت قبل يومين في صحيفة "الاخبار" من غير أن يسميها تناولت ما عُدّ تهديداً لجنبلاط بسبب موقفه من الازمة السورية والوضع في السويداء. وأقام جنبلاط ليل أمس مادبة تكريمية للرئيس سلام في دارته بكليمنصو.
14 آذار
إلى ذلك، علمت "النهار" أن اللجنة التحضيرية التي تشكلت لإحياء الذكرى العاشرة لانطلاقة قوى 14 آذار، والتي ينسق أعمالها الرئيس فؤاد السنيورة، عقدت أكثر من اجتماع خلال اليومين الأخيرين وستعقد اجتماعات أخرى خلال الأيام المقبلة، ويتركز البحث على نقطتين، هما وضع الورقة السياسية التي ستُقرّ وتعلن خلال مؤتمر موسع لم يحدد مكانه بعد وقد لا يكون "البريستول"، وإطلاق "المجلس الوطني" خلال الذكرى.
وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار وزعت مسودة عن النظام الداخلي لـ"المجلس الوطني" على الأحزاب والشخصيات والقوى المنضمة إلى التحالف، على أن تتلقى اليوم الملاحظات في شأنه خلال "ورشة العمل" المتواصلة لهذه الغاية.
 
جنبلاط يردّ على "أحد أبواق" النظام السوري
النهار...
رد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على كلام "لأحد أبواق نظام الارهاب في سوريا، يرسم سيناريوات مؤامرات ويقول بلغة التهديد الواضح: "... هناك ما ينبغي القيام به لتحصين السويداء، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بل هناك ما ينبغي التعجيل به: كسر الحلقة المركزية – والأضعف معاً - في المؤامرة، أعني وليد جنبلاط".
وجاء في الرد: "إن الحزب التقدمي الاشتراكي اذ يجدد تمسكه بموقفه الثابت الداعم للثورة السورية في مواجهة نظام الارهاب والقتل والتهديد ضد الشعب السوري، والذي يأخذ سوريا الى التفتيت فوق الركام والخراب، يؤكد أن موقفه هذا سياسي مبدئي وهو لم يتدخل في الاحداث الجارية، بل كان ضد كل أشكال التدخل من أي جهة أتى، وحريصاً على أن تكون مواجهة النظام وطنية شاملة كل مكونات أبناء الشعب السوري حفاظاً على وحدة سوريا، وعلى عدم الانزلاق في متاهات حروب مذهبية ستدمر كل شيء.
وعلى هذا الأساس، فإن الحزب يحتفظ لنفسه بحق الرد القانوني على ما كتب ومن خلال مؤسسات الدولة التي كانت وستبقى خيارنا وملاذنا ومن أجلها تجاوزنا الكثير من الإساءات وقدمنا التضحيات، واتفقنا مع شركائنا في الوطن على تثبيت القواسم المشتركة بيننا، وتنظيم الخلاف حول القضايا الأخرى، ونعتقد أن هذه السياسة كانت الخيار الناجح وسنبقى متمسكين بها، داعين كل الاطراف الى تحمل مسؤولياتهم ورفض كل أساليب التحريض والاتهام والتخوين التي دفع ثمنها لبنان غالياً، لا سيما ونحن في أجواء حوار نتمنى أن يحمل الخير للوطن وأبنائه".
من جهة أخرى، استقبل جنبلاط في كليمنصو مساء الاربعاء سفير جنوب أفريقيا شون بيينفلدت، وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة.
 
كاغ لـ"النهار": "حزب الله" وإسرائيل خرقا القرار 1701 قلقون من النزاع ومؤتمر الكويت يُعيدنا إلى الخريطة
النهار...ريتا صفير
سيغريد كاغ، اسم "لمع" في ختم الملف الكيميائي السوري. الاسم نفسه بدأ يلمع في الملف اللبناني، لأسباب كثيرة، اقلها شكلا. فالمرأة الصاعدة من قاعدة المنظمة الدولية الى رأس النظام الاممي في لبنان، تدشّن نمطا جديدا من العمل. قد يختزله ربما الطلب الذي نقله عنها وزير الدفاع سمير مقبل بالامس. طلب اختصر رغبتها في زيارة جبهات القتال كي تكوّن الصورة التي تنقلها الى مجلس الامن ومنه الى المجتمع الدولي أكثر دقة. بين "الايباد" وهاتفها الذكي، تسيّر ممثلة الامين العام للامم المتحدة اعمالها "على الثانية". هادئة، لكنها في الوقت نفسه حاسمة. تدقق في السؤال قبل ان "يصيب" جوابها. "المرأة الحديد"، آثرت ان تلخص اسابيعها الستة في لبنان، في لقاء مع "النهار"، وفي "اليوم العالمي للمرأة" لتقديم احاطتها الدورية عن القرار 1701 الى مجلس الامن. في مكتبها في "الاسكوا" في بيروت كان معها الحوار الآتي:
■ اثرت الوضع اللبناني والاقليمي مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة. علام ركزت المحادثات؟
- من المهم في ظل الوضع الهش في المنطقة، ومن مصلحة دول عدة ان تعمل معنا لاستخدام نفوذها. الامين العام للجامعة العربية رجل ذو خبرة علما انه زار لبنان بداية كانون الثاني الماضي لتحديد سبل المساعدة في 3 مواضيع اساسية هي: الفراغ الرئاسي واثر ذلك على البلاد. تأثير الوضع الهش في المنطقة على لبنان، مؤتمر الكويت الذي يستضيفه امير البلاد. واردت ان اتأكد ان لبنان مهم ويتم التعامل معه بالاولوية التي يمثلها. فالبلاد والدولة والحكومة والشركاء الوطنيون وكذلك منظمة الامم المتحدة يقومون بالكثير من اجل اللاجئين السوريين والعائلات المضيفة الضعيفة، في السنة الرابعة على الازمة، ولان لبنان يستضيف عددا هائلا من اللاجئين من دون اي افق للعودة حاليا نتيجة الوضع في سوريا. لذا من المهم، ومن مسؤوليتي ان اذكّر الجميع انه يجب الاهتمام بلبنان والتأكد من ان لديه تمويلا ودعما دوليين، وحشد الدعم. صحيح ان على الحكومة ايضا ان تقوم بهذه المهمة، الا انه علينا ان نوسع هذا الدور. الامر الاخير المتعلق بهذه الزيارة هو "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"، علما انني سأقدم احاطتي الى مجلس الامن في 17 آذار الجاري، وهي احاطة تتناول القرار 1701. واردت ان استمع الى آراء السيد العربي في هذا الشأن.
■ اتهمت الامم المتحدة اسرائيل بقتل الجندي الاسباني في القوة الدولية عمدا. إلام آلت التحقيقات في هذا الخصوص؟
- يجب ان نكون دقيقين لجهة اللغة المستخدمة في التقرير. فقد دان الامين العام للامم المتحدة في تقريره عملية قتل جندي من قوة حفظ السلام، واشار الى ان الحادث حصل في موقع تابع للأمم المتحدة، او ان احداثياته معلومة من جيش الدفاع الاسرائيلي. جرى تحقيق بقيادة "اليونيفيل" وعلى اليونيفيل تحديد ما اذا كانت ستنشر تفاصيل اضافية، علما ان الفقرة 63 من تقرير الـ1701 كانت واضحة في هذا الموضوع.
■ هل حذر التقرير من حرب جديدة بين "حزب الله" واسرائيل؟
- لم نستخدم كلمة حرب. في الفقرة 66 و67 اعرب الامين العام للامم المتحدة عن قلقه حيال مخاطر اندلاع نزاع بطريقة ارادية او لاارادية (..) لقد تم استخدام كلمة خطر المواجهة نتيجة للغة المستخدمة او المواقف او الحوادث التي يمكن ان تحصل وتؤدي الى نتائج غير مرادة. التقرير يحكي عن روح القرار 1701 وكذلك اعمال الـ1701. ومعلوم ان الروح تعني البيئة المتشنجة وهذا عنصر مهم جدا.
■ هل خرق "حزب الله" القرار 1701؟
- هناك ملاحظة تقول انه تمت ادانة الاعتداء على الموكب الاسرائيلي، والذي يشكل خرقا واضحا لوقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل. وتطرقت الفقرة 62، وبعدها الفقرة 63 الى ذلك. تم التطرق الى الجهتين، باختصار، لقد خرق "حزب الله" القرار 1701.
■ هل طمأنك ممثلو "حزب الله" خلال لقائك بهم الى ان الهدوء سيستمر؟
- التقيت ممثلي "حزب الله" قبل الازمة وبعد الاحداث. جميعهم كرروا، ان العملية كانت "مدوزنة" بدقة. نعلم ان "حزب الله"، انطلاقا من مكان حصول العملية، لا يعتبرها خرقا للقرار على ما فهمنا. الا ان التقرير واضح. فالقرار 1701 يتعلق بوقف الاعمال العدائية ولا يتعلق فقط بالمكان.
■ هناك معلومات متداولة عن بروز جبهة تمتد من شبعا الى القنيطرة؟
- اسألي اطرافا آخرين. المهم بالنسبة الينا اننا قلقون، سواء تعلق ذلك باللغة المستخدمة او اي امر آخر في أي عمل يعطي الانطباع بحدوث نزاع. فهذا لا يخفف الحرارة ولا التشنج في المناخ، وقد يؤدي مباشرة او مداورة الى نزاع اوسع. هذا ما يقلق الامين العام ويقلقنا جميعا. نحن قلقون من النتائج غير الارادية، وحاسمون لجهة التزام الـ 1701، واعتقد ان التقرير سيحظى باهتمام قوي لأعضاء مجلس الامن ولا سيما بسبب القنيطرة واحداث 28 كانون الثاني المتصلة بها، الى مقتل الجندي ضمن قوة حفظ السلام وجنديين من "جيش الدفاع الاسرائيلي". نأمل في ان يحافظ مجلس الامن على ما هو مهم لكل الاطراف، وهو وحدة الهدف ووحدة الصوت والموقف القائل بان لبنان يجب ان يبقى منعزلا ومحميا من اي تداعيات.
■ تتحدثين عن حماية لبنان، فيما يرسل افرقاء فرقا الى سوريا لمحاربة التطرف كما يقولون.
- اذا عدت الى التقرير الاخير عن الـ1701، يتبين ان مشاركة المواطنين اللبنانيين في النزاع السوري مدانة، وتشكل ابتعادا عن "اعلان بعبدا" بروحه، وسياسة النأي بالنفس. كما ان مجلس الامن شدد سابقا على اهمية "اعلان بعبدا" والناي بالنفس، ولا سيما ان ثمة مخاطر ان يصار الى استقدام نزاعات اخرى الى لبنان(...).
■ تدينين بذلك مشاركة "حزب الله" في سوريا؟
- ندين مشاركة مواطنين لبنانيين في الازمة السورية.
■ ماذا يعني ذلك عمليا؟
- تشكل الادانة رسالة سياسية ولا سيما متى يدعمها مجلس الامن. انها رسالة على انها ليست الطريق الصحيح.
■ زرت البقاع والحدود الشرقية، حيث اشرت الى بروز خطر التشدد. ما هو تقويمك للوضع؟
- التقيت الشركاء المحليين وعددا من النواب. الناس قلقون جدا في ظل انتشار الاسلحة (...) الا انهم في المقابل يتكلون على القوات المسلحة اللبنانية والدعم الدولي. ان ضرورة التوصل الى عملية سياسية تتناول الازمة في سوريا مهم جدا للبنان. وعندما نتطلع الى البعد الآخر للمعادلة، وبما ان المجتمعات المضيفة هشة، والبلديات تقوم بعمل كبير في تحمل التدفق وادارة حضور اللاجئين، فعلينا ان نتأكد من وجود انظمة ملائمة تعمل، وكذلك وجود التمويل اللازم، كما ان الرابط بين العائلة الاممية والمجموعات المحلية يعمل. الى ذلك، ننظر الى الموضوع من منظار حقوق الانسان. فالحماية لا تعني توفير المياه والطعام فحسب، بل التأكد من عدم حصول استغلال وتعديات جنسية كما يحصل في النزاعات (...).
■ ناقشت مع الرئيس سعد الحريري مسألة الحوار والفراغ الرئاسي. هل يمكن ان يقود ذلك الى قاعدة مشتركة تؤدي الى انتخاب رئيس؟
- (....) آمل في قرار مبكر لتحديد انتخاب رئيس، نتيجة العوامل التي ذكرتها سابقا، واعني الهشاشة وجيوب النزاع ومسألة اننا نحتاج الى قيادة وطنية مصممة على مستوى الرئاسة وحكومة فاعلة. حكومة رئيس الوزراء تمام سلام تقوم بعمل ممتاز، ولكن لبنان واللبنانيين يجب الا يعتادوا الغياب المستمر للرئاسة وتطبيع الوضع وتآكل المؤسسات. الامر ليس في مصلحة لبنان على المستويين المتوسط والبعيد.
■ ما هي توقعاتك من مؤتمر الكويت للاجئين؟
- انه وقت لوضع لبنان على الخريطة مجددا. وكذلك تقويم ما حصل وما يجب ان يحصل، والاثر على الاقتصاد اللبناني والفرص التي يمكن ان تكون متاحة. وكما في اي ازمة، هناك خطر ان تتعب الجهات المانحة، وخطر بروز اولويات اخرى. فالسؤال يقضي بان نتطلع الى مسائل مستدامة وكيف يمكن ان نحقق الاستثمارات لمصلحة لبنان(...).
كاغ عند المطران عوده: موضوع الرئاسة ملحّ
استقبل متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في دار المطرانية أمس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ التي قالت: "إنها الزيارة التقليدية واللقاء الأول لي مع سيادة المتروبوليت الياس عوده، وتحدثنا عن الوضع في لبنان وناقشنا المشكلات المطروحة، وأثرنا موضوع المسيحيين في هذا البلد. إن لبنان يبقى بالنسبة إلينا البلد النموذجي وهو بالنسبة إلى المنطقة بلدٌ فريد من نوعه من ناحية التنوّع الثقافي والاقتصادي. وتناولنا موضوع الرئاسة الأولى وأهميّة انتخاب رئيس، هذا الموضوع ملحّ وطارئ من أجل معالجة المشكلة الحالية. إن هدفنا الوحيد هو استقرار لبنان وشعبه".
 
أساتذة «الأميركية»:وزارة العمل تمارس تمييزاً
بيروت - «الحياة»
دان اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت في بيان «التمييز الانتقائي لوزارة العمل ضد رعايا أجانب يسعون للتوظيف أو لتجديد إجازة العمل في الجامعة، بما يشكل خرقاً واضحاً لحقوق الإنسان وانتهاكاً للاتفاقات والمواثيق الموقعة من قبل الحكومة اللبنانية».
وعبر الاتحاد عن قلقه من «حالات التأخير المفرط من قِبل وزير العمل (سجعان قزي) في إعداد، وفي حالات رفض منح، إجازات العمل للأفراد السوريين والفلسطينيين والإثيوبيين في هيئة التدريس أو من الموظفين، إلا في حال كانوا يعملون في وظائف ذات مهارات وأجور مخفوضة». ورأى أنه «فيما تهدف هذه الإجراءات بظاهرها إلى «حماية العمال اللبنانيين من المنافسة الأجنبية»، فهي تعد إجراءات تمييزية في تركيزها على جنسيات ومجموعات عرقية محددة من دون غيرها (كالمواطنين الأميركيين أو الأوروبيين)».واعتبر أن هذه «التصرفات تنتهك الحقوق والحريات التي تؤيدها الجامعة وتطعن في سعيها إلى توظيف الأساتذة والموظفين الأكثر كفاءة بصرف النظر عن العرق أو الجنسية أو المذهب أو الجنس».
 
قصف على الجرود والراعي يتابع ملفّ العسكريين
بيروت - «الحياة»
تابع البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في اتصال هاتفي، مطلعاً منه على «آخر المستجدات في شأن المهام الإضافية الموكولة إلى ابراهيم، والمساعي التي يقوم بها لإطلاقهم».
وكان الراعي التقى أهالي العسكريين اللذين ذُبحا على أيدي «داعش» عباس مدلج وعلي البزال، وذوي العسكري الذي أُعدمته «جبهة النصرة» محمد حمية في زيارة شكر لمواساته لهم.
وفي السياق، سأل نظام مغيط شقيق المخطوف لدى «داعش» ابراهيم مغيط، عن «صحة الأخبار التي تتحدث عن عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر، وتوقيف دور الوسيطين الشيخ مصطفى الحجيري وأحمد الفليطي مع المسلحين»، متمنياً «على المعنيين وضع الأهالي بالتطوّرات قبل اتّخاذ أي تصعيد».
وقال والد المخطوف لدى «داعش» والناطق باسم الأهالي حسين يوسف لـ«المركزية»: «يبدو أن توقيف المفاوضات سببه لوجستي وميداني ويعود الى خلافات على الأرض عند التنظيم، كما أن المعارك التي دارت أخيراً أخرت المفاوضات قليلاً، لأننا منذ فترة لم نعد نتلقى أي تهديدات ما يؤكد أن الأمور جيدة ولا شر في الأفق».
وعن تجميد الدولة اللبنانية وساطة الحجيري والفليطي، قال:«إذا دخلت قطر وتركيا مجدداً على الخط، فالخاطفون سيفضلون طبعاً مفاوضة دول لا أشخاص، ولهذا السبب ربما تم تجميد وساطتهما».
وكشف عن لقاء جرى مع وزير الصحة وائل أبو فاعور قبل يومين وكان «إيجابياً ونتكتَّم عما دار خلاله».
وكانت عائلة المخطوف لدى «النصرة» سليمان الديراني تلقّت تسجيلاً صوتياً له مساء أول من أمس، طمأنهم فيه الى أنه بخير. ووجه رسالة إلى الحكومة اللبنانية «التي تقول إنها تفاوض مع النصرة». وسأل: «كيف تفاوض والذين وكّلتهم بالوقوف على الحدود يضربون مخيمات النازحين السوريين السنّة بأي حق؟».
وأضاف: «جبهة النصرة صادقة كثيراً ليس مثلما تفكرون... وأيتها الدولة ليس من شيمك أن تخربي المفاوضات باعتقال النساء السنّة، هن لهن حرماتهن وأهلهن مثل أي واحد... ليس من شيمك خطف النساء السنة لتبادلي بهن أسرى»، لافتا إلى أن «النصرة تفتح المجال للأهالي للتفاوض معهم مباشرة».
ووصفت ليال الديراني في اتِّصال مع «الحياة» صوت شقيقها بـ «الهادئ كما عرفته، لم يكن مرهقاً أو غاضباً». ولفتت إلى أنها تلقت «رسالة من عناصر من النصرة على هاتفها مساء أول من أمس مفادها أن مقطع من التسجيل الصوتي سيبث عبر قناة «أم تي في» وأنه سيصلني التسجيل كاملاً على بريدي الإلكتروني الذي زودتهم به بعد الرسالة».
وفيما سجل قصف مدفعي من وحدات الجيش اللبناني لتحركات للمسلحين في جرود عرسال، بحسب الوكالة «الوطنية للاعلام»، وزار عدد من أهالي العسكريين المخطوفين لدى «داعش» هم حسين يوسف، وضحة السيد مقبل زوجة العسكري خالد مقبل وعائشة عمار والدة العسكري حسين عمار قائد الجيش العماد جان قهوجي.
«لهيب المنطقة» بين بري وحردان وقانصو
وفي السياق، بحث رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب أسعد حردان والوزير السابق علي قانصو التطورات. وأوضح حردان أن اللقاء ركز على «ما يجري في لبنان والمنطقة في زمن هذا اللهيب الذي يمتد من البحر حتى العراق ويلامس استقرار الناس».
وقال: «كان الحوار حول كيفية إيجاد قواسم مشتركة بين كل من يؤمن بمواجهة الإرهاب، ونعتقد أن لهذا الأمر الأولوية الآن ونأمل بأن نصل بالحوار إلى سلّم أولويات تبدأ بانتخابات الرئاسة وتفعيل الحكومة ودور المجلس النيابي الذي يتسع للجميع ويكون مكاناً للحوار وللتشريع وللقوانين خدمة للجميع».
 
سلام يختبر «النوايا».. والمراسيم «عالقة» بين التوافق والإجماع
المخطوفون: «غربلة» مع النصرة و«حلحلة» مع داعش
المستقبل..
أما وقد عاد الشمل ليلتئم حكومياً على نيّة التسهيل لا التعطيل، فإنّ الرهان بعد العودة بات معقوداً على تلمّس ترجمات عملية لـ«النوايا الحسنة» على طاولة مجلس الوزراء كما عبّر رئيس المجلس تمام سلام في مستهل جلسة الأمس وفق ما نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ سلام بدا خلال الجلسة «عازماً على ضبط الإيقاع الحكومي وحازماً في عدم التهاون مع أي محاولات لعرقلة عجلة انتاجية الحكومة». وبانتظار تبلور نتائج اختبار النوايا حكومياً، تتجه الأنظار وطنياً نحو إحراز نتائج إيجابية للمفاوضات الجارية في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين، لا سيما وأنّ مصادر رسمية أكدت أمس لـ«المستقبل» وجود «بوادر خير» على مستوى عملية «الأخذ والرد» مع الخاطفين في «جبهة النصرة»، كاشفةً من جهة أخرى عن بروز «مؤشرات حلحلة» على خط التفاوض المعلّق مع الخاطفين في «داعش».

توازياً، وبينما عقدت خلية الأزمة الوزارية اجتماعاً مساء أمس في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة، علمت «المستقبل» أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم التقى خلال اليومين الماضيين مدير الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، بحيث استكمل الجانبان البحث في مستجدات الوساطة القطرية مع خاطفي العسكريين وسط ترجيح أن يكون اللقاء قد عُقد في بيروت بعد عودة الكبيسي من واشنطن.

وعلى خط التفاوض مع «النصرة»، أوضحت المصادر الرسمية لـ«المستقبل» أنّ المفاوضات دخلت مرحلة «التدقيق باللوائح والأسماء»، لافتةً إلى أنّ الأمور لا تزال قيد البحث في لوائح أسماء الموقوفين الذين يطلب الخاطفون مبادلتهم بالعسكريين الأسرى، بحيث يصار حالياً إلى «غربلة هذه الأسماء» بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول من جانب الدولة اللبنانية. وإذ أكدت أنّ هذه اللوائح تستند إلى صيغة التبادل نفسها التي كان تنظيم «النصرة» قد طرحها في سبيل إطلاق العسكريين الرهائن، أشارت المصادر في هذا الإطار إلى أنّ «التطور الإيجابي الذي تمتاز به المرحلة الحالية يكمن في الجدّية المتّبعة لناحية تعاطي «النصرة» مع مستلزمات إنجاح عملية التفاوض بخلاف المرحلة السابقة التي كانت تتّسم بالبطء والمراوحة على مستوى تقديم اللوائح وتحديد المطالب».

سلام: لا تهاون بعد اليوم

بالعودة إلى اجتماع مجلس الوزراء صباح أمس، فقد استهلّه رئيس الحكومة بالتشديد على وجوب «استخلاص العبر» من الأداء الحكومي خلال الفترة الماضية، مؤكداً في هذا السياق أنّ «خيار التوافق الذي يحتل الأولوية في المادة 65 من الدستور يبقى الخيار الأفضل لكن على ألا يؤدي إلى التعطيل» الذي أكد أنه لن يتهاون فيه بعد اليوم.

إلى ذلك، بدأ سلام أمس تطبيق «نظام داخلي» جديد لعمل الحكومة مطابق لما كانت «المستقبل» قد تفرّدت بالكشف عنه في عددها الصادر أمس، سواءً «في الشكل» لناحية فرض سقف زمني للجلسات بحيث لا يتخطى انعقادها 3 ساعات ولا يتأخر انعقادها بانتظار وصول الوزراء المتأخرين عن موعدها، أو «في المضمون» لجهة الضوابط العملية لمسار الجلسة بحيث لا يستغرق المجلس في أي خلاف حول أي من البنود ويستعيض عن ذلك بإحالة النقاش السياسي حول البند المُختَلف عليه إلى خارج الحكومة ولا يعود إليها إلا بعد توافق الأطراف المعنية حوله. وهذا ما أقدم عليه سلام أمس عندما تجاوز النقاش حول بند متصل بملف المتعاقدين «ربع ساعة» ما دفعه إلى إعلان ترحيله إلى جلسة لاحقة ريثما يتأمّن التوافق الوزاري بشأنه.

وفي إطار إبداء رئيس الحكومة عزمه على تسيير عجلة انتاجيتها، أكدت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ سلام شدد بوضوح خلال الجلسة على أنه «لن يقبل بتعطيل آلية العمل الحكومي من الآن فصاعداً بذريعة الحاجة إلى التوافق»، لافتاً الانتباه إلى أنه «إذا اقتضت المصلحة الوطنية إقرار بند معيّن يعترض عليه وزير أو وزيران أو ثلاثة وزراء، فإنه لن يتوانى عن إقراره بأكثرية الأعضاء»، مع إشارته في الوقت عينه إلى أنّ «المراسيم الحكومية لا تحتاج إلى تواقيع 24 وزيراً بل يكفي حيازتها على توقيع 20 وزيراً لتصبح نافذة».

في المقابل، نقلت المصادر أنّ «مسألة توقيع المراسيم العادية بقيت عالقة في ضوء إثارة وزير الاتصالات بطرس حرب المسألة من زاوية الفارق بين المراسيم الحكومية والمراسيم الوزارية»، موضحةً أنّ حرب عبّر خلال الجلسة عن وجوب التمييز بين المراسيم العادية التي تصبح نافذة بعد 15 يوماً في غياب رئيس الجمهورية باعتبار أنّ الدستور يتيح ذلك حتى في ظل وجود الرئيس وعدم توقيعه على هذا النوع من المراسيم خلال هذه الفترة، وبين المراسيم الصادرة عن الوزارات التي شدد حرب على كونها تحتاج إلى توقيع 24 وزيراً نيابةً عن رئيس الجمهورية نظراً لأنّ هذا النوع من المراسيم يحتاج حكماً إلى توقيع الرئيس إلى جانب توقيع كل من رئيس الحكومة ووزير المالية والوزير المعني بصدور المرسوم.
 
مجلس وزراء «ملائكي» والعبرة في الآتي... وسلام يرفض الطعن
الجمهورية...
حافظَ الملف النووي الايراني على موقعه المتقدّم في الاهتمامات والمتابعات السياسية محَلّياً وإقليمياً ودولياً. ومع تنامي الحديث عن أنّ الاتفاق النووي آخذٌ في التبلوُر، سعَت الولايات المتحدة الأميركية إلى طمأنةِ شركائها الخليجيّين إلى أنّ أيّ اتّفاق معها لن يضرّ بمصالحِهم، مُصَعِّدة في الوقت نفسِه لهجتَها ضد إيران، إذ قال وزير خارجيتها جون كيري عنها من الرياض إنّها «ما زالت تُعتبَر دولةً ترعى الإرهاب، وإنّ منعَها من امتلاك سلاح نوَوي سيُهدّئ مخاوفَ كثيرٍ من دوَل الخليج. وإذ عبّر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن قلقِ المملكة من تدَخّل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق، قائلاً «إنّها تستولي على العراق وتشَجّع الإرهاب، وإنّ أمنَ الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصولها على النووي». أكّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «أنّنا قريبون جداً (من الاتفاق)، لكن يمكن أن نكون بعيدين جداً»، وقال: «يمكن أن نكون قريبين جداً إذا أمكنَ اتّخاذ القرار السياسي للوصول إلى ذلك، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما».
فيما يواصل لبنان معركته ضد الإرهاب، ويستمر الجيش في استهداف تحرّكات المسلحين في جرود عرسال، أعلنَ قائد الجيش العماد جان قهوجي أنّ المهمةَ الأساسيةَ للجيش في هذه المرحلة هي «حماية لبنانَ من أيّ فتنةٍ، ومواجهة الإرهاب».

وقال في حديث إلى قناة «الميادين» «إنّ الجيش يتمتع بكفاية قتالية عالية، وهو قادر على دحر الإرهاب، ولا يستهدف المدنيين أبداً». وأضاف «إنّ الجيش لن يكون جزءاً من النزاع السياسي ولا أداةً لأحد».

واعتبرَ أنّه «فُرِضت على الجيش مواجهة الإرهاب، وهو مستمرّ فيها بلا أيّ حسابات سياسية»، مؤكّداً «أنّ الجيش هو مؤسسة الانضباط والقتال بلا طموحات سياسية مباشرة، وقيادتُه ليست من صنفِ الصفقات السرّية تحت الطاولة».

وأضاف: «إنّ أيّ حديث عن مطالب شخصية لمناصب سياسية ورسمية في الدولة لا معنى له». واعتبرَ «أنّ قيادة الجيشِ تشعر بأنّ هناك جدّية عربية ودَولية في مواجهة الإرهاب، خصوصاً «داعش»، لافتاً إلى أنّ الجيش تلقّى مساعدات عسكرية أميركية جدّية، وتلقّى أيضاََ هبة عسكرية أردنية.

مجلس وزراء

حكومياً، وبعد انقطاع دامَ أسبوعين عاوَد مجلس الوزراء إجتماعاته فعقدَ «جلسة ملائكية» قدّمَ فيها الوزراء فروضَ الطاعة لرئيس الحكومة تمّام سلام على قاعدة حُسن النيّات، وتناسوا لثلاث ساعات أنّهم يختلفون حتى على جنس الملائكة. ولم تُمَسّ آليّة عمل الحكومة، لكن باكورة التغيير أصابت المجلس بالعمل تحت سقف التوافق بعيداً من الإجماع أو التعطيل.

وأكّد رئيس الحكومة تمام سلام أنّه كان ولا يزال يُطالب في كلّ جلسة لمجلس الوزراء بضرورة انتخاب رئيس جمهورية جديد، ولكن، في ظلّ استمرار الحالة الاستثنائية الناتجة عن الشغور الرئاسي، فإنّ خيار التوافق، المعطى له الأولوية في المادة 65 من الدستور، يبقى الخيار الأفضل، مع الحِرص على أن لا يؤدي اعتماد هذا الخيار الى التعطيل والعرقلة والذي لن يتهاون معه بعد اليوم.

وعُلِم أنّ سلام افتتح الجلسة بمداخلة تحدّث فيها عمّا حصل في الاسبوعين الماضيين نتيجة توقّف المجلس عن الاجتماع، وشَدّد على التوافق في كلّ شيء، قائلاً: «إنّني لن أقبل بأيّ طعن»، في إشارة منه الى أنّه لن يقبل اعتراض أيّ وزير يمكن ان يعطّل أي قرار في مجلس الوزراء.

وشَدّد سلام على ان تكون مدّة كل جلسة لمجلس الوزراء ثلاث ساعات فقط، وهو ما باشَر تطبيقَه أمس، حيث رفع الجلسة بعد انقضاء ثلاث ساعات على انعقادها.

كذلك أكّد ضرورة اتّخاذ القرارات في مجلس الوزراء بعيداً من أيّ اتصالات هاتفية جانبية كما كان يحصل في الجلسات السابقة، وكانت هذه الإتصالات غالباً ما تؤدّي الى تعطيل اتّخاذ القرارات. وشَدّد أيضاً على التزام سرّية المداولات في المجلس، والاكتفاء بما يعلنه وزير الإعلام بعد كلّ جلسة.

وفي خطوةٍ أراد سلام منها إلزامَ الوزراء بالمواظبَة على الحضور إلى طاولة المجلس، فإنّه أقفلَ باب الغرفة الجانبية الملحَقة بقاعة المجلس والتي كان يستخدمها الوزراء للتدخين وإجراء الاتصالات وتناوُل الطعام، وتمَّ الاكتفاء بتقديم الـ«بيتيفور» لهُم.

«
تقليعة» بمظهَر إيجابي

وشَكّكت مصادر وزارية في استمرار مجلس الوزراء في الجوّ الذي ساد الجلسة أمس، وقالت لـ«الجمهورية»: «هي تقليعةٌ حاوَل جميع الوزراء أن يظهروا فيها بمظهر إيجابي جديد، لكن علينا أن نرى المواقف وطريقة التعاطي مع البنود الخلافية والتي لا نتوقّع أن يكون مصيرها مختلفاً عن سياسة التأجيل والإحالة إلى اللجان. فالأمور لا يمكن أن تتّضح في جلسة واحدة، والعِبرة في الجلسات المقبلة».

وتوقّفَت المصادر عند قرار سلام بتقليص مدّة الجلسات، واعتبرَت أنّ هذه المدّة تعني أنّ البنود المطروحة ستكون بنوداً عاديّة جداً، لأنّ البنود ذات العيار الثقيل لا يمكن أن تُمرَّر في جلسات مصَغّرة، وإلّا فنحن سنطلب ان يكون جدول الأعمال «ميني جدوَل» أيضاً.

طريقة مختلفة

وعلمَت «الجمهورية» أنّ طريقة تعاطي سلام مع الوزراء كانت مختلفة، فهو أكّد لهم أنّه لن يسمح بعد الآن بالتعطيل، وقال: «إنّ المراسيم العادية ليست أقلّ شأناً من مراسيم الحكومة، وفي الماضي كنّا نمرّر المراسيم بالاكتفاء بتوقيع 20 إلى 21 وزيراً، فلماذا تبدّل هذا المفهوم في الجلسات الأخيرة وأصبح هناك إصرارٌ على توقيع 24 وزيراً؟ مِن الآن وصاعداً لن يستطيع وزير أو وزيران أو ثلاثة تعطيلَ المراسيم».

6
نقاط

وتحدّثَ الوزراء لدى خروجِهم عن خطة عمل جديدة وَضع إطارَها رئيس الحكومة وسَمّاها البعض «نظاماً داخليّاً، والبعض الآخر «نهجاً داخلياً»، وتمحوَرت النقاط الخمس حولَ: تقليص مدّة الجلسة إلى 3 ساعات، أن تكون المداخلات مقتضَبة، أن تعتمد سياسة الحكومة سقف البيان الوزاري، أن يدرس كلّ وزير ملفَّه بإتقان قبل الدخول إلى الجلسة. أمّا النقطة الأخيرة المتعلقة بالتواقيع فظلّت محَطّ خلاف لم تحسم في وضوح كيف سيتمّ توقيع المراسيم من الآن وصاعداً».

خليل

وعلمَت «الجمهورية» أنّ وزير حركة «أمل» علي حسن خليل تحدّثَ في مداخلة مقتضَبة أكّد فيها حِرص فريقِه على التفاهم وعلى الموقف المبدئي بالحفاظ على الدستور والالتزام بنَصّه وعدم تجاوزه، لكنّه قال لسلام: «نحن لن نعطّل أيّ صيغة ترى أنّ من شأنها تسيير عمل الحكومة».

وطلب أن تطرح من خارج جدول الأعمال مسألة تعيين لجنة الرقابة على المصارف، فتمنّى سلام عليه إعطاء أسبوع إضافي لمزيد من المشاورات، على أن تطرح في جلسة الأسبوع المقبل، علماً أنّ صلاحية اللجنة تنتهي في 11 الجاري ولم يعُد أمامها متّسَع من الوقت.

قزّي

وقال وزير العمل سجعان قزّي لـ«الجمهورية»: «كانت الأجواء إيجابية و»الجو منيح»، فلا رئيس الحكومة ولا الوزراء ولا جدول الأعمال ولا آليّة العمل قد تبدّلت، وأنّ ما تغيّر هو ظهور الوزراء بإرادة متجدّدة وروحية سمحة للتوافق على مختلف البنود التي يمكن أن تطرَح على الجلسة وعدم التعطيل».

أبو فاعور

وقال الوزير وائل أبو فاعور لـ«الجمهورية»: «جلسة ملائكة، وكأنّ نعمة العقل هبَطت على الحاضرين، فالمناقشات كانت طيّبة وودّية، وساد الغرام بين الوزراء».

شهيّب

وبدوره، الوزير أكرم شهيّب قال لـ«الجمهورية»: «الجلسة سادَتها أجواء إيجابية وروحية تفاهم وتقدير للرئيس سلام. في الشكل يمكن وصف الأمور بأنّها جيّدة، والوقت كفيل باختبار النيّات».

فنَيش لـ«الجمهورية»

وقال الوزير محمد فنيش لـ«الجمهورية»: «الأجواء كانت جيّدة، ولمسنا تغييراً في مقاربة جديدة بذهنية مختلفة. أمّا الممارسة فتبقى رهنَ الجلسات المقبلة والذهنية التوافقية. ومن الأساس قلنا إنّ الذهنية التوافقية يُفترَض أن تسود وأن نبتعد عن المكايدة والتعطيل، نحن معنيّون كحكومة بالمحافظة على مصلحة البلد وحقوق الناس، والمهِم هو الإبتعاد عن روحية المناكفة».

«
التيار الوطني»

من جهتِها، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» إنّ وزراء «التيار» طالبوا منذ الأساس بالتوافق وليس الإجماع، وهم أكثر مَن عانى مِن تعطيل البنود لحسابات شخصية بلا أيّ حجّة قانونية، واعتبروا أنّ مِن غير المنطق أن يتوقف إقرار بند حائز على تأييد معظم الوزراء لسَبب اعتراض وزير».

سِمة إماراتية للحاج حسن

ومِن جهة ثانية كشفَت مصادر مطّلعة أنّ السلطات المختصة في دولة الإمارات العربية المتحدة حجبَت سمة دخول عن وزير الصناعة حسين الحاج حسن الى ما بعد إفتتاح مؤتمر معرض الصناعات الغذائية الذي فتح أبوابه الأحد الماضي في دبي بمشاركة 47 مصنعاً لبنانياً منتمياً إلى جمعية الصناعيين اللبنانيين ونقابة أصحاب الصناعات الغذائية.

وقالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ الحاج حسن تقدّمَ بطلب سِمة الزيارة الى دبي قبل أسبوعين من موعد افتتاح المؤتمر ليكون إلى جانب الصناعيين اللبنانيين، لكنّه انتظرَ طوال هذه المدّة لتأتيه هذه السمة يوم الإثنين الماضي، أي اليوم التالي لافتتاح المؤتمر، فامتنع عن المشاركة فيه مُكرَهاً.

وقالت المصادر إنّ الإتصالات التي أجرَتها المديرية العامة لوزارة الصناعة بسفارة الإمارات والمراجع المعنية استمرّت حتى الساعات الأخيرة من إفتتاح المؤتمر ولم تحصل على التأشيرة للوزير إلّا في اليوم التالي على الرغم من انّ الوزير يمتلك جواز سفر ديبلوماسياً. ولفتت المصادر الى انّ الحاج حسن سيطرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء المقبلة.

خليّة الأزمة

وفي ملف المخطوفين العسكريين، إجتمعت «خلية الأزمة» الوزارية عصر أمس برئاسة سلام وحضور وزير الدفاع سمير مقبل، وزير المال علي حسن خليل، وزير الصحة وائل ابو فاعور، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، وترَكّز البحث في ما آلت إليه الاتصالات الجارية في شأن هذا الملف.

وعلمَت «الجمهورية» أنّ اللواء ابراهيم عرضَ خلال الاجتماع للمعطيات الجديدة المتعلقة بالتفاوض مع جبهة «النصرة» وحمل لوائح الأسماء والأعداد التي زوّدت بها «النصرة» الوسيط القطري. كذلك عرض للمجتمعين أسباب تجميد التفاوض مع «داعش» والذي أوقفته هي أساساً لأسباب داخلية، وهو ينتظر منها إشارة عبر الوسيط تعلن فيها عودتها إلى المفاوضات.

وأكّدَت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» أنّ ملف التفاوض أحرَز تقدّماً كبيراً وتبلّغوا من ابراهيم بعض التفاصيل المتعلقة بآليّة التبادل وتمّ التشديد على إبقاء كل البنود سرّية حفاظاً على سير هذا الملف وتحقيق الهدف المرجو منه.

الحوض الرابع

وفي ملف الحوض الرابع في مرفأ بيروت، واستكمالاً لما نشرَته «الجمهورية» أمس، كشفَت مصادر مطلعة أنّ رئيس الهيئة الموَقّتة لإدارة مرفأ بيروت حسن قريطم قصَد بكركي للقاء النائب البطريركي العام المطران بولس الصيّاح المكلف متابعة ملف ردم هذا الحوض إلى جانب ممثلي الأحزاب المسيحية الخمسة المشاركين فيها.

وسَلّمَ قريطم الى صياح نسخة من «داتا المعلومات» المتصلة بحركة المرفأ وقدرات استيعابه وعدد الأحواض وحجم المساحات المائية والبرّية فيها وطول الأرصفة وقدرات الإستيعاب في كلّ حوض من هذه الأحواض والمساحات البرّية المجاورة لحرَمه وتحديد مساحات ونوعية العقارات التي تملكها الدولة اللبنانية وتلك الخاصة المحيطة به بناءً لإتفاق سابق وبناءً لطلب البطريركية المارونية.

وقالت مصادر تواكِب المعالجات الجارية لوقفِ الردم كما تريد بكركي والأحزاب المسيحية لـ«الجمهورية» إنّ مساعياً انطلقت لتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين سعياً للوصول الى المخارج القانونية للردم أو عدمِه وسط تمسّك الطرفين بموقفيهما المتعارض قبل طرح الموضوع على مجلس الوزراء لبَتّه نهائياً، وهو أمرٌ لم تتّضح تفاصيله حتى الآن.

وكشفَت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» أنّ اللواء ابراهيم، الذي كلّفه رئيس الحكومة بالملف بشقّه الإداري والأمني، رعى أمس لقاءَ جمع ممثلين عن نقابة أصحاب الشاحنات والخبير جورج غانم ممثّلا الهيئة الموَقّتة لإدارة المرفأ، وتمّ خلاله البحث في التفاصيل المتصلة بالخلاف الناشب بين الطرفين حول ردم الحوض الرابع أو عدمه.

وعلمت «الجمهورية» أنّ الوفد النقابي رفض الدخول في التفاصيل العملية، معتبراً أنّ الملف بات في يد بكركي ولجنة الأحزاب المسيحية الخمسة الذين يتوقّف عليهم مصير عملهم، وأنّهم لا يقرّرون أيّ خطوة لا اليوم ولا في المستقبل قبل الوقوف على القرارات التي يمكن أن تتّخذها لجنة الأحزاب التي تبَنّت مطالبَهم كاملةً في المفاوضات الجارية في هذا الإطار.
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,082,570

عدد الزوار: 6,751,985

المتواجدون الآن: 109