الجمعية العامة تطالب اسرائيل بدفع 856 مليون دولار للبنان....شهيب : دراسة لتنظيم زراعة «القنب»...توقيف خلية يقودها «بعثي» خطفت سوريين...«حزب الله» يقايض الخاطفين ويخطف المخطوفين!

مناخ دولي مُلائم يستعجل مراسيم النفط والسعودية لجعجع: الخيار الرئاسي يعود إليكم....ماذا وراء تهديد "داعش" للحريري وجعجع وجنبلاط؟...بري لأهالي العسكريين: موضوع المقايضة قائم بالمبدأ

تاريخ الإضافة السبت 20 كانون الأول 2014 - 8:05 ص    عدد الزيارات 1841    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مناخ دولي مُلائم يستعجل مراسيم النفط والسعودية لجعجع: الخيار الرئاسي يعود إليكم
النهار...
بدا المشهد الداخلي قبل أيام من عيد الميلاد وعطلته موزعا بين تطورات قضية العسكريين المخطوفين والاستعدادات الجارية لاطلاق الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" فيما تحرك على المستوى الحكومي امس ملف التنقيب عن الغاز والنفط ليضاف الى ملفات عالقة أخرى تنتظر التفاهمات السياسية لبتها في مجلس الوزراء.
وعقب عودة وفد من قادة "تيار المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة من الرياض حيث عقد اجتماعات مع الرئيس سعد الحريري، نقلت "وكالة الانباء المركزية" عن مصادر قريبة من طرفي الحوار الثنائي ترجيحها ان تعقد الجولة الاولى من الحوار الاثنين 29 كانون الاول الجاري في عين التينة وأن يشارك فيها مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير علي حسن خليل.
وعلمت "النهار" ان الاولوية في الحوار المرتقب بين "المستقبل" و"حزب الله" ستكون لنزع فتيل التوتر المذهبي. أما في ما يتعلق بباقي المواضيع المرشحة للبحث فستكون مقاربتها على قاعدة ما هو ثنائي وما هو متعدد الطرف. والمثال هو ملف إنتخابات الرئاسة الاولى الذي ستبدأ مقاربته من منطلق المبادئ ولكن من دون الخوض في التفاصيل لإنها ذات صلة بكل المكونات الوطنية ولا سيما منها المسيحية. وفي ما يتصل بقانون الانتخاب، فان الامر متروك الى ما بعد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وهذا ما انتهى اليه البحث في إجتماع لجنة التواصل النيابية قبل أيام.
وعن أجواء زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للسعودية التي عاد منها أول من أمس، علمت "النهار" أنه كان متوافقاً تماماً مع المسؤولين الكبار الذين التقاهم في المملكة على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وأن المحادثات لم تتطرق إلى الأسماء مباشرة، والخيار في هذا الشأن يعود إليه بالتنسيق مع حلفائه في قوى 14 آذار وفي مقدمهم الرئيس سعد الحريري.
وفي المعلومات أيضاً أن اللقاءات "المميزة جداً وعلى كل المستويات" على حد وصف المصادر، كان بعضها معلناً وبعضها غير معلن وتخللتها مناقشات مستفيضة للمواضيع الإقليمية، وبرز في هذا المجال توافق كامل بين المسؤولين السعوديين والدكتور جعجع على أن لا حل للأزمة في سوريا بوجود الرئيس بشار الأسد. أما في شأن الحركة الديبلوماسية الدولية بين السعودية وإيران والمتعلقة بلبنان، فتبلغ رئيس "القوات" من مضيفيه أن المملكة ستكون داعمة للموقف اللبناني، أي مواقف قوى 14 آذار. في حين كان الرأي كما رشح من معلومات، أن التحرك الروسي لا يلتقي وما تقوم به الديبلوماسية الفرنسية بل هما تحركان منفصلان، مع فارق أن الروس لا يزالون في مرحلة رسم العناوين ولم يضعوا صورة شاملة لما ينوون القيام به.
كذلك تطرقت الإجتماعات التي عقدها جعجع مع المسؤولين في الرياض إلى المصالح المشتركة اللبنانية – السعودية (إلى درجة أنه تمنى عليهم استيراد التفاح اللبناني لأن الموسم كاسد بفعل ظروف التصدير الصعبة).
وعن اللقاءات "الممتازة" بين جعجع والرئيس سعد الحريري، أفادت المعلومات أنهما اتفقا على مقاربة لموضوع رئاسة الجمهورية انطلاقاً من مبادرتي رئيس "القوات" في حزيران الماضي وقوى 14 آذار التي تلتها. كما اتفقا على موضوع حوار "تيار المستقبل" مع "حزب الله" وناقشا وضع قوى 14 آذار من زاوية ضرورة حمايتها وصونها في الذكرى العاشرة لانطلاقتها "باعتبارها الرافعة الأساسية لقيام الدولة في لبنان".
انجاز ديبلوماسي... والنفط
الى ذلك، أبرزت اوساط وزارية اهمية الانجاز الديبلوماسي الذي حققه لبنان امس في الامم المتحدة من خلال تبني الجمعية العمومية للمنظمة الدولية باكثرية 170 دولة من أصل 179 قرارا اعتمدت فيه مبلغ 856٫4 مليون دولار اميركي يتوجب على اسرائيل دفعه تعويضا للاضرار التي لحقت بلبنان مباشرة بعد قصفها محطة الجية الكهربائية صيف 2006 . وقد وصف مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام هذا القرار بأنه "انجاز مهم وانتصار ليس للبنان وحده بل ايضا لمفهوم العدالة ولميثاق الامم المتحدة ومقاصده " . ولفتت الاوساط الوزارية الى ان هذا القرار يفترض ان يقرأ من زاوية اخرى من شأنها ان تحفز لبنان على المضي في استكمال خريطة الطريق التنفيذية لملف التنقيب عن الغاز والنفط باعتبار ان المناخ الدولي أثبت ملاءمته للمصالح اللبنانية ولم يبق على الجانب اللبناني الا ان ينجز ما يتوجب عليه من اجراءات داخلية منعا لمضي اسرائيل في قرصنة محتملة او جارية للمنطقة الاقتصادية الخالصة. والواقع ان ملف النفط والغاز حرك امس في اجتماع برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام امل بعده وزير الطاقة والمياه ارتور نظريان ان يقر مجلس الوزراء المراسيم التطبيقية "وان تكون هذه المسألة هدية الحكومة للشعب اللبناني في السنة المقبلة".
وفي تطور يتصل بملف الغذاء، أنهت اللجنة النيابية الفرعية امس دراسة اقتراح القانون المتعلق بإنشاء الهيئة الوطنية لسلامة الغذاء التي تتحمل مسؤولية المراقبة والاشراف على سلامة الغذاء بعد إدخال بعض التعديلات عليه. وأبلغ رئيس اللجنة النائب عاطف مجدلاني "النهار" ان قراءة نهائية ستتم لمواد القانون قبل رفعه الى اللجان المشتركة ومن ثم الى الهيئة العامة، مضيفا انه سيعقد بعد غد الاثنين مؤتمرا صحافيا لعرض التفاصيل.
تهديد "داعش"
أما على صعيد تطورات قضية العسكريين المخطوفين، فبرز امس عبر التهديد الجديد الذي اطلقه تنظيم "داعش " بقتل ثلاث من الرهائن التسع التي يحتجزها هجومه للمرة الاولى على زعماء لبنانيين . وقد نقل الشيخ وسام المصري الذي زار اول من امس منطقة جرود عرسال وعاين العسكريين التسعة المحتجزين شريط فيديو ظهر فيه ثلاثة من مسلحي "داعش" يحملون السكاكين فوق رؤوس العسكريين محمد يوسف وسيف ذبيان وعلي الحاج حسن الذين ظهروا جاثين امام المسلحين. ووجه متحدث باسم "داعش" رسالة تهديد بالفرنسية الى "حلفاء فرنسا في لبنان" الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع واتهمهم "بالتعاون مع حزب الله وتحويل الجيش اللبناني مجرد دمية في يد الحزب" مهددا بأن "مستقبل مواطنيكم ومصيرهم وحياتهم او موتهم رهن قراركم".
وأوقفت مخابرات الجيش امس في الفاكهة في قضاء بعلبك سوريين من محافظة حمص لمشاركتهما في الاعتداء على الجيش في أحداث عرسال.
ورد النائب جنبلاط ليلا على "داعش" فكتب عبر موقع "تويتر": "لم ولن نتخلى عن دور الوساطة تحت مبدأ المقايضة في اي ظرف ولست أفهم اتهام ممثل الدولة الاسلامية حول فرنسا وغير فرنسا. لا علاقة لنا بما يفعله او يقوله الغير وليس هذا الكلام للتجريح بسعد الحريري او بسمير جعجع. قام وائل (أبو فاعور) وسيستمر بجهوده للتبادل على قاعدة المقايضة بعيدا من حسابات الغير. أتمنى من الدولة الاسلامية ان تقدر هذا الموقف والسلام عليكم".
 
ماذا وراء تهديد "داعش" للحريري وجعجع وجنبلاط؟
المصدر: "النهار"... محمد نمر
أرادَ تنظيم "الدولة الاسلامية" في القلمون أن يتجه نحو الاحتراف في اصداراته لكنه فشل، والفيديو الذي نقله عبر الشيخ وسام المصري إلى الإعلام اللبناني وأطلّ فيه داعشيون يوجهون رسالة إلى "حلفاء فرنسا في لبنان"، ويهددون بقتل ثلاثة من العسكريين المخطوفين، الدليل على ذلك.
في الشكل، يظهر ثلاثة "داعشيين" عبر الفيديو، خلفهم جرود وتلال، يتوسطهم المتحدث الذي حاول أن يؤديَ دور "الداعشي" المقنع صاحب اللهجة البريطانية، أكان بارتدائه اللون الأسود أو القناع وحمّالة مسدس او بحمل الخنجر بيده، لكن الفارق أنه تحدث باللغة الفرنسية غير الأصلية، إذ رجح البعض أن يكون جزائريا او تونسياً. يضع هؤلاء سكاكينهم على رقاب ثلاثة من العسكريين المخطوفين يرتدون الزي نفسه بلون أزرق، هم: محمد يوسف، سيف ذبيان، علي الحاج حسن، يركعون أمامهم.
"داعش" يهدد الحريري وجعجع وجنبلاط
45 ثانية، التقطت بكاميرا واحدة ثابتة في الزاوية نفسها، لا مؤثرات صوتية، لا تغيير في المشهد. لا بيان ولا مقدمة أو عنوان للفيديو ولا آيات قرآنية ولم يحمل التسجيل اي "لوغو" داعشي، اسم الولاية أو شعار التنظيم مثلاً. جميعها دلائل على فشل "الدولة الاسلامية" في القلمون في تقليد قيادتها، إذ بدا واضحاً الضعف في الامكانيات التقنية، فضلاً عن الضعف في نشر الفيديو. لم يصدر الفيديو عن أي قناة إنتاجية، ولم نشهد تداول الفيديو بين أنصار "داعش" على "تويتر" او "فايسبوك" وظلّ مقتصراً على تغريدات وسائل الاعلام اللبنانية والمتابعين.
في المضمون، وجه المتحدث بالفرنسية رسالة تهديد إلى الرئيس سعد الحريري، النائب وليد جنبلاط، ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع لاعتبارهم "حلفاء فرنسا" وقال بلغة تهديدية: "اسمعوني جيّداً، الدولة الإسلامية في حالة حرب ضد حزب الله، الذي يتدخل في شؤون المسلمين في الشام، وقتل نساءنا وأطفالنا. أنتم حتماً مجرمون، لكنكم أضفتم الى جرائمكم، من خلال تعاونكم مع حزب الله، وتحويلكم الجيش الى مجرد دمية في يد الحزب، يستهدف أهل السنّة.
أنتم اذاً المسؤولون الوحيدون عن مستقبل مواطنيكم. مصيرهم، حياتهم او موتهم، رهن بقراركم". لتنقل بذلك، قضية المخطوفين من اطلاق سراح مقابل مقايضة إلى الابقاء على حياتهم مقابل تحديد مسار السياسة في لبنان.
من دفع المصري لتأدية هذا الدور؟
تسجيلٌ جديدٌ يطرح المزيد من التساؤلات في هذا الملف "الأعوج"، والتساؤل الأول عن توقيت تدخل الشيخ المصري في الملف، إذ اقتصر تصريحه لـ"النهار" على انه "يبحث عن الأفعال وليس الأقوال، وهمه أرواح العسكريين"، وتوقفت مصادر إسلامية متابعة للملف عند دور المصري، مذكرة بأن "جبهة النصرة، أكان عبر إحدى وكالات الانباء أو قنواتها لم تفوّض المصري ولا علاقة لها فيه، أما داعش فبحسب اعلاميين يتواصلون معها، فهي لم تفوّضه، بل زار المصري الجرود بناء على الحاحه من أجل حل المشكلة"، متسائلة: "من دفع المصري إلى هذا التصرف؟".
الهدف...
وتعتبر ان "الهدف من دفع المصري إلى لعب هذا الدور هو قطع الطريق على هيئة العلماء المسلمين، وكي يكون الاعلام موجهاً نحو المصري وليس الهيئة، وتم اللعب عبر المصري وأدى هذا الدور"، غامزاً من قناة قرب الأخير من "حزب الله".
ترد المصادر على مضمون الفيديو، موجهة رسالة حادة إلى "داعش" بالقول: "أنتم السبب في تشدد الجيش اللبناني في تصرفاته، خصوصاً عندما دخلتم إلى عرسال وارتكبتم الجرائم في حق الجيش"، وتضيف: "هم السبب وعليهم أن يلوموا أنفسهم قبل لوم جعجع والحريري وجنبلاط".
المصادر غير متفائلة، وموقفها لا يزال نفسه: "يبدو أن لا أحد يريد التفاوض، لا داعش ولا النصرة ولا الحكومة للأسف، ويا حرام على الجيش والعساكر والأهالي الذين يدفعون الثمن"، وتتابع: "يستخدمون القضية كورقة ضغط، فداعش لديه مصالح ومن مصلحته الابقاء على حجز العساكر والنصرة أيضاً، إلى ان باتوا يتدخلون بالحياة اليومية في لبنان"، مشددة على أن "الحل بأن تضغط الحكومة وتنهي الملف حتى لو كان بالمقايضة".
"القوات": أين نتعاون مع "حزب الله"؟
"النهار" تواصلت مع الجهات المستهدفة في الفيديو، ووضعتهم في جو الفيديو، فوصف عضو "القوات" النائب إيلي كيروز رسالة داعش بـ"المنطق غير السليم"، مذكراً بأن "موقف القوات اللبنانية و14 آذار واضح، ومن اليوم الأول ونقول ان حزب الله لا يجب ان يتدخل وندين ذلك، وندعو يومياً إلى انسحابه، ونقول ان تدخله يجر الويلات إلى لبنان". وسأل: "ما الذي نتعاون فيه مع "حزب الله"؟ ويتابع: "لدينا موقفنا الأساسي من سلاح الحزب وندعو دائماً إلى تسليمه للدولة ولم نشارك في الحكومة مع حزب الله".
"المستقبل": إذا توقف الحوار يطلق العسكريين فليكن
بالنسبة إلى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، فإن "عودة العسكريين إلينا هي الأهم"، ويقول تعليقاً على مضمون الفيديو: "هذه المجموعة الاجرامية تحاول العبث بالخصائص اللبنانية واللعب على الوتر الطائفي وهي بذلك تدعم حزب الله، من خلال الوحشية التي تؤديها، لأن ذلك قد يعطي الانطباع بأن الحزب كان على حق في دخول سوريا لمواجهتها".
وبالنسبة إلى اتهام الجيش باستهداف السنة، يقول علوش: "تيار المستقبل أخذ خياره الوطني وهو أعلى من الخيار المذهبي والطائفي ويعتبر أن الدفاع الحقيقي عن أهل السنة في لبنان هو في حمايتهم من التطرف والمتطرفين والتزامه الكامل بمسار الدولة الجامعة كما ان مصلحة الشيعة والمسيحيين وكل الطوائف تكمن في نبذ السلاح غير الشرعي والتوحد داخل لبنان تحت شعار الدولة لمكافحة كل أنواع التطرف". ويرى في رسالة داعش "التحريض أولاً، لأن هذه المجموعة أثبتت في مسارها ان عدوّها الأول قبل الطوائف الاخرى، هو السني المعتدل صاحب التوجه الوطني والمدني".
قد يحلل البعض ان الفيديو رسالة واضحة لضرب الحوار بين "حزب الله" و"المستقبل"، فهل انتم مستعدون لوقف الحوار من أجل المخطوفين؟ يجيب علوش: "إذا كان وقف الحوار يطلق سراح المخطوفين ففي رأيي ان على حزب الله أيضا أن يعتبر هذه القضية مهمة، وحياة أبنائنا المخطوفين هي الأوْلى، لكن من الواضح ان هذه المجموعة تبتز المجتمع اللبناني وتحرض ضد تيار المستقبل".
 
بري لأهالي العسكريين: موضوع المقايضة قائم بالمبدأ
النهار...
يواصل اهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية المسلحة في جرود عرسال جولتهم على المسؤولين، والتقوا امس في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكد "ان قضية العسكريين المخطوفين هي قضية كل لبنان واللبنانيين".
واضاف: "تأكدوا ان كل لبناني، الى أي طائفة او مذهب او فئة او منطقة انتمى، يعيش هذه القضية ويعتبرها قضيته، لا بل ان كل لبناني يعتبر ان جزءا منه مأسور ومخطوف مع اولادكم واخوانكم العسكريين".
وشدد مجدداً على "اعطاء الخبز للخباز"، وعلى التعامل مع هذا الملف الوطني على قاعدة "تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لضمان تحقيق الغاية التي نتوخاها جميعا وهي سلامة العسكريين المخطوفين واطلاقهم".
ولفت الى ان "موضوع المقايضة قائم بالمبدأ"، مشيرا الى انه ينسق مع النائب وليد جنبلاط. وقال: "بحسب المعلومات التي وردتني (أول من) أمس، ان شاء الله الامور افضل". ومساء نظم الشباب اللبناني الفلسطيني وقفة تضامنية مع الاهالي في رياض الصلح.
 
الجمعية العامة تطالب اسرائيل بدفع 856 مليون دولار للبنان
نيويورك - «الحياة»
حصل لبنان على دعم دولي كبير في الأمم المتحدة بعد تأييد واسع لقرار الجمعية العامة الذي يطالب إسرائيل بدفع تعويضات بقيمة 856,4 مليون دولار عن الأضرار التي سببها قصفها لمحطة كهرباء الجية خلال حرب 2006.
وتبنت الجمعية العامة القرار امس الجمعة بأغلبية 170 صوتاً من أصل 179، هو عدد الدول التي شاركت في التصويت، وحدد للمرة الأولى حجم التعويض الذي على إسرائيل أن تدفعه كتعويض عن الأضرار التي لحقت بلبنان بعد قصفها محطة الجية للطاقة الكهربائية.
وجددت الجمعية العامة في قرارها الرقم 212/69 حول البقعة النفطية على الشواطىء اللبنانية الإقرار بالآثار البيئية والاقتصادية والصحية السلبية التي أصابت لبنان وغيره من الدول المجاورة جراء قصف إسرائيل للمحطة كهرباء وطالبتها بالتعويض على لبنان وهذه الدول على وجه السرعة وبشكل ملائم، عن الأضرار التي تسببت بها.
وقال السفير اللبناني في الأمم المتحدة نواف سلام أن القرار هو «إنجاز مهم إذ تم فيه اعتماد رقم محدد كأساس للتعويض بما يستند الى أسس قانونية تأخذ في الاعتبار القيمة المباشرة وغير المباشرة للأضرار الناتجة عن التسرب النفطي وقيمة الاستخدام السلبي، إضافة الى احتساب التضخم وقيمة الفائدة منذ شباط (مارس) 2007».
واضاف أن القرار يمهد الطريق للحصول على تعويضات إضافية عن الضرر اللاحق بقطاعات أخرى كالصحة والنظم البيئية والتلوث المحتمل للمياه الجوفية والتنوع البحري، والتي أشير إليها في تقارير المنظمات والمؤسسات الدولية التي استند إليها تقرير الأمين العام».
وأكد سلام أن اعتماد القرار وإلزام إسرائيل بدفع التعويضات حول البقعة النفطية «ليس انتصاراً للبنان وحده بل انتصار لمفهوم العدالة ومبادىء القانون الدولي».
 
شهيب : دراسة لتنظيم زراعة «القنب»
بيروت - «الحياة» -
أشار وزير الزراعة أكرم شهيب إلى أن «الوزارة في صدد القيام بدراسات من أجل تأمين زراعة القنب الصناعي»الحشيشة» بعد تقاعس المجتمع الدولي عن تأمين زراعات بديلة». وقال لـ «صوت لبنان»: «هناك دول في العالم موجودة فيها هذه الزراعة وهي مطلوبة عالمياً لصناعة الأدوية»، موضحاً أن «الحلول البديلة ظلت حبراً على ورق والمزارع الذي يهتم بهذه الزراعة يدفع ثمنها بالملاحقة القانونية، وهذه الزراعة من دون شك لها مردود على الدولة واقتصادها». وشدد على وجوب «تنظيم هذه الزراعة لما لها من فائدة على الدولة وعلى القطاع الصناعي لأنها مصدر من مصادر مساعدة المزارعين، ونحن نجري دراسات لتنظيمها لتكون هذه الزراعة مؤممة تحت إشراف الدولة التي تشتري المحصول وتتصرف بها مع الدول التي تحتاج لها، وبدلاً من أن تلاحق الدولة المزارعين فلتجد لهم حلولاً بديلة».
 
«داعش» يحذر الحريري وجنبلاط وجعجع من «تعاونهم» مع حزب الله و3 من العسكريين اللبنانيين المختطفين يظهرون بفيديو جديد للتنظيم المتطرف

جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: بولا أسطيح ... لم يعرف حسين والد الجندي المخطوف والمحتجز لدى تنظيم «داعش» محمد يوسف طعم النوم طوال ليل الخميس الماضي بعد ما شاهد ولده جاثيا على ركبتيه في مقطع فيديو انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة، ومهددا بالذبح في أي لحظة.
وظهر إلى جانب يوسف، اثنان من زملائه، جاثيان أيضا وكل منهم يمسكه عنصر من التنظيم المتشدد ويهدده بسكين، اثنان كشفا عن وجهيهما وثالث توسطهما مرتديا الأسود ومغطيا وجهه.
وقد بادر الأخير للتحدث باللغة الفرنسية بلكنة يُرجّح أن تكون لفرنسي، موجها رسالة إلى من أسماهم «حلفاء فرنسا في لبنان»، زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قائلا: «اسمعوني جيدا.. الدولة الإسلامية هي اليوم في حالة حرب ضد حزب اللات (حزب الله)، الذي يتدخل في شؤون المسلمين في الشام، والذي قتل نساءنا وأطفالنا. وأضفتم اليوم إلى جرائمكم، جريمة جديدة، من خلال تعاونكم مع حزب اللات (حزب الله)، ومن خلال تحويلكم الجيش اللبناني إلى مجرد دمية في يد الحزب، من خلالها يستهدف أهل السنة». وحمل عنصر «داعش» الزعماء الثلاثة، مسؤولية مستقبل العسكريين المختطفين، لافتا إلى أن «مصيرهم، حياتهم أو موتهم، رهن بقراركم».
يُذكر أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها تنظيم «داعش» عنصرا ليتحدث بالفرنسية بملف يعني اللبنانيين. فقد آثر تنظيما «النصرة» و«داعش» في المرحلة الماضية توجيه الرسائل باللغة العربية.
وقال والد الجندي محمد يوسف لـ«الشرق الأوسط» والذي بدا حزينا ومرهقا: «لم أعرف طعم النوم منذ أن شاهدت الفيديو على إحدى الشاشات اللبنانية الساعة العاشرة مساء الخميس، إنني أسلم أمري وأمر الشباب المخطوفين لله».
ولفت يوسف إلى أن إمام وخطيب مسجد «أبو الأنوار» في مدينة طرابلس شمال لبنان، الشيخ وسام المصري زارهم في خيم الاعتصام في منطقة رياض الصلح وسط بيروت مساء الخميس آتيا مباشرة من جرود بلدة عرسال الشرقية بعد ما التقى 9 من العسكريين المختطفين لدى «داعش»، مطمئنا إلى أنهم بخير وأن اثنين فقط منهم مصابون ببعض الالتهابات.
ونقل يوسف عن الشيخ المصري تأكيده أنه «قادر وفي حال تم تكليفه من قبل الحكومة بالملف بأن يحرر 3 أو 4 من العسكريين ببادرة حسن نية، وأن ينهي الملف خلال أسبوعين»، موضحا أنه ينتظر اتصالا من «داعش» ليعود إلى الجرود، حاملا المطالب النهائية للتنظيم وتعهدا بعدم إعدام أي من العسكريين.
وتضاربت المعلومات حول إذا ما كان الخاطفون وبالتحديد «جبهة النصرة» و«داعش» قد وكلوا المصري التفاوض باسمهم. والمصري شيخ سلفي، سبق له أن تولى إمامة مسجد القبة ومسجد السنة والإحسان في طرابلس، كما شغل منصب المشرف العام على وقف التراث الإسلامي الكويتي في طرابلس. وكان من بين المشايخ الذين انتسبوا إلى «اللقاء السلفي» المعتدل والذي وقع ورقة تفاهم مع حزب الله. أما اليوم، فهو إمام وخطيب في مسجد أبو الأنوار في سوق الذهب في طرابلس.
وكان الجيش اللبناني أوقف الأسبوع الماضي الشيخ حسام الغالي، الذي وكلته «هيئة العلماء المسلمين» التفاوض مع الخاطفين، في جرود عرسال أثناء انتقاله إلى مكان احتجاز العسكريين، في وقت لم تقرر الحكومة حتى الساعة توكيل أي وسيط رسمي من قبلها.
واستكملت اللجنة المنبثقة عن أهالي العسكريين المختطفين يوم أمس جولتها على المسؤولين السياسيين، فالتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن موضوع المقايضة «قائم بالمبدأ»، مشيرا إلى أنه ينسق مع النائب وليد جنبلاط، «وحسب المعلومات التي وردتني إن شاء الله الأمور أفضل».
وقال بري: «تأكدوا أن كل لبناني، لأي طائفة أو مذهب أو فئة أو منطقة انتمى، يعيش في هذه القضية ويعتبرها قضيته، لا بل إن كل لبناني يعتبر أن جزءا منه مأسور ومخطوف مع أولادكم وإخوانكم العسكريين».
 
مواقف ترحب بلقاء جعجع - عون وبالحوار بين «المستقبل» و «حزب الله»
بيروت - «الحياة»
عاد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووفد تيار «المستقبل» من الرياض ليل أول من أمس، بعد مشاورات أجراها مع زعيم التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حول الوضع في لبنان لا سيما التحضيرات الجارية لبدء الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله»، خلال الأيام المقبلة، في موعد سيحدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري بين عيدي الميلاد ورأس السنة وفق ما نقل عن الأخير. وكان رافق السنيورة في زيارة الرياض واللقاءات مع الحريري، وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، والمستشاران باسم السبع والدكتور غطاس خوري.
وقالت مصادر متابعة للاتصالات التمهيدية لبدء الحوار إن المواقف الأخيرة الصادرة عن رموز الفريقين كانت مشجعة، ومنها تصريح نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي أكد أنه «لا ضرورة للاجتهادات حول جدول الأعمال وأن المهم أن التصميم على إطلاق الحوار». والتقى نادر الحريري المعاون السياسي لبري، وزير المال علي حسن خليل مساء أمس، في اطار استكمال المشاورات حول جدول أعمال الحوار وموعده المحتمل.
كما عاد من الرياض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد زيارة استمرت أياماً عدة التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين السعوديين والرئيس الحريري الذي بحث معه آخر المعطيات والتحركات الخارجية في شأن انهاء الشغور الرئاسي والدعوات كي يتوافق اللبنانيون على مرشح توافقي لإنهاء الفراغ في الرئاسة.
وتترقب أوساط قيادية مسيحية الحوار بين جعجع وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، والذي أبدى كل منهما استعداداً له، في ظل توقعات من بعض الذين بذلوا مساعي بين الجانبين، بأن يبدأ مطلع العام المقبل.
ويحظى الحوار سواء على الصعيد الإسلامي، أو على الصعيد المسيحي بتشجيع من عدد من السفراء والموفدين الأجانب الذين زاروا لبنان في الأيام الماضية، باعتباره خطوة لا بد منها لمواكبة الجهود الخارجية من أجل انهاء الشغور الرئاسي، ونظراً الى أن هذه الجهود تتم تحت سقف مواقف الدول المهتمة بالشأن اللبناني القائل إن القرار النهائي في مسألة التوافق على انهاء الشغور الرئاسي يعود الى اللبنانيين.
في المواقف أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، إلى أن «فتح الطرق ينم عن عقلية انفتاحية تجافي الانغلاق والانعزال، تريد وصل ما انقطع بين كل المكونات في البلد الواحد، وهذا الطريق الذي نفتتحه والذي يوصل بين مناطق تسكنها مكونات متعددة في لبنان هو دليل على أن السلطات الإيرانية والعقل النابض فيها يعد للبنان ولشعبه أن يعيشوا وحدتهم وسيادتهم وتماسكهم وأن ينعموا بالأمن وبالاستقرار».
ولفت خلال حفل افتتاح وتدشين طريق إلى أنهم «أرادوا أن يفتحوا الطريق الواحد الموصل بين جميعهم في حين يريد أعداء هذا الوطن أن يقطعوا كل طرق التواصل بين المناطق اللبنانية والطوائف اللبنانية والاتجاهات اللبنانية وحتى قطع الشريان الحيوي بين لبنان ومحيطه العربي عبر نافذة سورية».
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار أن «تيار المستقبل» سيذهب إلى حوار مع «حزب الله» هدفه تأمين حماية البلد التي تتحقق بمناقشة بنود عدة». وقال: «إننا جاهزون لحوار هدفه تأمين حماية البلد التي تتحقق بمناقشة بنود عدة، منها كيفية العمل على تجنيب لبنان التداعيات التي تحصل في المنطقة مع تورط حزب الله في الحرب السورية والعمل على وقف النزيف في مؤسسات الدولة في ظل غياب رئيس للجمهورية».
لقاء بلا شروط
ولفت عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب، إلى «أن اللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع سيحصل من دون شروط أو أي جدول أعمال محدد»، آملا في «أن يتم التوافق حول الاستحقاق الرئاسي». وقال: «إن اللقاء والحوار بين المستقبل وحزب الله من جهة والرابية ومعراب من جهة أخرى متكاملان، وما دفع إليهما هو ضغط الرأي العام الذي بات فاقد الثقة بالمسؤولين».
وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» طوني أبو خاطر: «آن الأوان للقيادات المسيحية وخاصة الدكتور جعجع والعماد عون الاجتماع حتى لو لم يصل إلى نتيجة»، معتبراً أن «مجرد حصول اللقاء يخفف الضغط في الشارع المسيحي».
وأكد أبو خاطر أن «لقاء عون وجعجع مسار يتلاقى مع حوار المستقبل وحزب الله»، مشيراً إلى أنه «يجب أن نصل إلى نتيجة، والجو سيؤدي إلى خيار توافقي في الرئاسة لأن الأفق مسدود أمام الاثنين، أي جعجع وعون، ولا يوجد إلا خيار انتخاب رئيس توافقي يدير المرحلة».
 
 
توقيف خلية يقودها «بعثي» خطفت سوريين
بيروت - «الحياة» -
أكدت مصادر أمنية لبنانية ما كانت أكدته مصادر لـ «الحياة» أول من أمس عن وجود خلية يقودوها أحد البعثيين كانت تتولى خطف سوريين معارضين وتسليمهم إلى النظام السوري.
وفي هذا السياق، أوقفت شعبة المعلومات في البقاع الغربي تسعة أشخاص بعضهم ينتمي إلى حزب «البعث» يشتبه في خطفهم معارضاً سورياً وتسليمه للنظام السوري. وتعرض عناصر الشعبة لإطلاق نار خلال دهمهم أحد أفراد مجموعة الخطف، ما أدى إلى إصابة أحدهم وتم القبض على مطلق النار.
واتهم مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، في مؤتمر صحافي، سرايا المقاومة بأنها تقف وراء خطف المعارضين السوريين في البقاع الغربي وراشيا، مستنكراً خطف هؤلاء المعارضين على «أيدي عصابة ألقت القبض عليها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي».
إلى ذلك مثل المتهم بأنه قيادي في «كتائب عبد الله عزام» جــمال دفتردار أمـــام المحكمة العسكرية في قضية تشكيل عصـــابة مسلحة إرهابية واعترف بأنه سلفـــي ويطمــــح لأن تسير «بلاد الشام» ومـــن ضمنـــها لبنان على العقيدة الإسلامية. ونفــى انتماءه إلى كتائب عبدالله عزام.
 
«حزب الله» يقايض الخاطفين ويخطف المخطوفين!
المستقبل...بول شاوول
ما زال العسكريون اللبنانيون المخطوفون في قبضة خاطفيهم من التنظيمين الارهابيين «النصرة» و«داعش». نَقُص عددهم ثلاثة: واحد أعيد إلى اهله. واثنان استشهدا. والبقية تحت جنون الخاطفين وإجرامهم.

أما الأهالي المفجوعون، والذين يتمسكون بأي «قشة» خلاص تعيد إليهم ابناءهم فيبادرون إلى كل الوسائل السلمية من اعتصام وتظاهر وقطع طرقات... يتحركون بين الأمل واليأس. بين الخوف والترقب، بين القلق والانتظار. يتحركون باتجاه الزعماء اللبنانيين، والحكومة وكدت أذكر رئيس الجمهورية لو لم أفطن إلى ان حزب الله قد «خطف رأسه« ولا أحد يعرف أين خبأه. لا في أي سفارة. ولا في أي بلد. ولا عند أي مرشد أو طاغية. كأن لبنان صار «بلاد المخطوفين»؛ بل كأنه بات ينقسم بين خاطفين ومخطوفين. بين قتلى ومقتولين. وليس ذلك سوى استمرار لهذه الحالة منذ منتصف السبعينات من أيام الميليشيات «المرموقة» إلى أيام ميليشيا حزب الله وارثة موبقات «أسلافها» ومطورة وسائلهم. لبنان، منذ نصف قرن تقريباً، يتأرجح بين خاطف عربي (الوصاية السورية) وخاطف عدو (اسرائيل)، وبين خاطف فارسي (ولاية الفقيه) وبين خاطف طائفي. فكأنه اعتاد ان يعيش «حالة» الخطف اعتياده الأعراس والاحتفالات بالأعياد. ولو عمد «غينيس» إلى تعداد الخاطفين والمخطوفين، لتبوأ لبنان الدرجة الأولى بامتياز. ظاهرة باتت كأنما عادية، أو طريقة لإثبات الذات المريضة. أو لتخريب كل ما هو طبيعي، وعدالة، وحرية ودولة وقانون وجيش وقوى أمن وأمن عام وحتى شرطة السير وحتى النواطير. أف! مخطوفون من كل الأنواع، وخاطفون من كل النِّحل والمِلل والأجناس والصنوف والطبقات والأحزاب: من الخاطفين مقابل فدية إلى خاطفين لأسباب سياسية ومن خاطفين لأسباب مذهبية، (أو حتى أيديولوجية في الأمس القريب) إلى خاطفين لأسباب عشيرية....

ومن خاطفين من أجل الارهاب، والترهيب إلى خاطفين من أجل ابقاء البلد على قلقلة واضطراب وعدم استقرار. حتى بات كل لبناني يحسب نفسه انه مخطوف مفترض. فإذا كان كل شيء رهنَ الاختطاف فلماذا الاستثناء؟ ولمَ لا التعميم؟. كلنا مشاريع مخطوفين. أي كلنا مشاريع اختفاء. أي كلنا مشاريع «قتلى» أو شهداء أو مفقودين.

لكن أخطر ما في صنوف الخطف هذه، تلك التي مارستها الوصايات المتعاقبة على لبنان: السورية بامتياز. خطفت لبنان وحريته ومصيره واقتصاده وسيادته ودوره ودولته وجيشه وأمنه وقضاءه... وعدالته، وأرواح ابنائه: هل نسي اللبنانيون الـ 15 ألف لبناني المخطوفين عند نظام الأسد؟ ومن يجرؤ على المطالبة بهم؟ لا أحد! 8 آذار ، غير موجودة» لأنها جزء من وصايتين: بعثية وإيرانية. والاثنتان حليفتان معلنتان تربطهما اسرائيل بوشائج سرية استراتيجية. اما 14 آذار فقد أُسقط في يدها. وعندما تطالب يرد عليها بعض المرتزقة بوقاحة جعلت بعضهم يصف المخطوفين اللبنانيين في سجون النظام السوري السابق بأنهم «زعران» ومجرمون! هذه هي الحالة.

وبعد انكفاء نسبي للوصاية السورية، ها هو حزب محتشمي وسليماني يحرر الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي ليسلمه لاحتلال إيراني! الجنوب من خاطف صهيوني إلى خاطف فارسي! فيا للأعاجم ما أقواهم علينا وما انفذ حضورهم في أجسامنا وعقولنا خصوصاً أن لهذه الوصاية «الظلامية» الفارسية، السمات المذهبية المغلقة. أكثر: يجرؤ قياديون في نظام الملالي المجرم، ان يتباهوا بأن لبنان كل لبنان، ولاية إيرانية. لم يعد يكفيهم خطف منطقة الجنوب أو كانتون (الضاحية)، بل يعلنون خطف شعب كامل وحدود كاملة، وتاريخ كامل ومصير كامل؛ كل ذلك بقوة سلاحهم الموضوع في أيدي عملائهم من حزب الله واتباع النظام السوري. من خطفٍ إلى خطف، إلى خطف. وعلى اللبنانيين ان يقبلوا الخاطف بشروطه خصوصاً إذا كان وكيلاً حصرياً حزبياً، (جندياً في جيشهم العظيم، جيش الولي الفقيه) لأنهم اذا رفضوا «وتمردوا» يصبحون في عداد المخطوفين شهداء (الرئيس رفيق الحريري وشهداء 14 آذار وصولاً إلى وسام الحسن). فالرافضون هم عملاء، لأنهم ليسوا عملاء كحزب الله! العمالة قاعدة تقويم وتقدير ولائحة سوداء! نخطف أرواحكم في بيوتكم، وفي مخابئكم (محاولة اغتيال النائب بطرس حرب وسمير جعجع...) والمجرمون في حماية أربابهم، قديسون وأولياء. اخطفْ أو أقتلْ أو خرِّبْ، تصبح قديساً في محراب حزب الايمان والتقوى.

خطفوا مجلس النواب، سنة ونصف، وحاصروا نواباً في منازلهم ومكاتبهم، وحاصروا الحكومة.

خطفوا وسط بيروت في 7 أيار واحتلوه، على غرار ما فعل شارون. ونظن أن هذا الأخير من معلميهم الأبرار الكبار من دون ان ننسى «شارون» سوريا والعراق : سليماني! خطفوا حكومة الائتلاف بانقلاب قمصان السود التي لونوها بألوان قلوبهم وعقولهم السود. خطفوا مضمون «بيان بعبدا» الذي وقعوا عليه (عندهم عادة رائعة في السنتهم: لحس تواقيعهم. وعندهم ميزة رائعة بأصابعهم: تهديد الناس، وعندهم ممانعة في أقدامهم بدعس القرارات والقوانين)، ليلبوا نداء إيران وينفذوا أمرها بالاشتراك في ضرب الثورة السورية ومنع سقوط حليفهم الطاغية: (الغريب ان كل حلفاء حزب النفاق والشقاق هم طغاة: من بوتين إلى المالكي، إلى بشار الأسد... و«خامنئي.... من دون أن ننسى الصين وكوريا الشمالية « كأن الغربان على اشكالها تقع! (بالإذن من تكسير البيت) ذهبوا إلى سوريا «خاطفين» الحدود من الجيش والناس. جعلوا حدود لبنان بلا حدود. بل جعلوها حدوداً ايرانية بأمن ايراني، تماماً كما جعلوا بعض البقاع «سهلاً مخطوفاً». راحوا إلى سوريا مزودين كمية عالية من الحقد المذهبي وكمية عالية من كراهية الثورة. وكمية عالية من خيانة الشعب اللبناني الذي «نأى بنفسه» عن الدخول في تلك الحرب، (مع تأييد اكثريته للثورة السورية السلمية). وهكذا نجحت إيران عبر اداتها الحزبية في توريط لبنان في الدم السوري العربي الشقيق (لماذا يكره حزب الله العروبة والعرب والسنة!!) لأن عدوى الكراهية حقنها بها النظام الإيراني حُقن السموم والأوبئة. وها هي نتائج التوريط: ذهب «مقاتلو الحزب» (وهم ضحاياه أولاً وأخيراً) إلى سوريا ظناً منهم انهم ذاهبون في نزهة، أو ذاهبون ذهابهم إلى عدوان 7 أيار عندما انتصروا على محال الحمرا والواجهات وباعة الجرائد والمقاهي والمطاعم: وهل هناك اعظم من انتصار على مثل هذه الأماكن المدنية العزلاء والمغلقة؟

واراد الحزب خطف الجيش اللبناني (نتذكر هنا 7 أيار) وتوريطه في عبرا. واليوم، يريدون «خطفه» بكل ما اوتوا من حقد عليه في الأزمة السورية، ليكون في النهاية شريك الجيش السوري وفيلق القدس وميليشيات الحزب في قتل الشعب العربي السوري. الزَّج: هذه هي الخلفية التي تفسر عرقلته للمفاوضات بين الخاطفين (من داعش والنصرة) والجيش والحكومة اللبنانية. وكلنا يذكر كيف اتخذ بابازات حزب محتشمي موقفاً وضعوا فيه كل تفاوض مع هؤلاء. بمرتبة «خيانة» وتخليّاً عن هيبة الدولة (ما اسخف هؤلاء عندما يتحدثون عن هيبة الدولة) وكيف اكتشف اللبنانيون «تفاوضهم» السري مع خاطفي احد عناصرهم المقاتلين في سوريا: انها اصابة مباشرة في مرمى الدولة والجيش: نحن نفاوض وننتصر (!) وانما ممنوع عليكم التفاوض.

نحن نقايض بما يضمن اخلاء سبيل «مخطوفنا» وانتما واهل العسكريين ممنوع عليكم المقايضة. ماذا يعني ذلك؟ أولاً تصوير ان الدولة الحقيقية الفاعلة هي «الدويلة» الكانتونية الكرتونية وان الشرعية الدولة فاشلة وعاجزة. (انتصار مدوّ على الدولة). ثانياً تصوير الجيش وكأنه عاجز بمفاوضته ومكبل بمقايضته ومتردد في حسمه مقابل قوة «جيش» حزب الله وسراياه التي لا تذكرنا سوى بغستابو النازية: اصابة مباشرة في مرمى الجيش. ثالثاً محاولة زجّ الجيش في هجوم على المخطوفين وما ينتج عن ذلك من احتمال «قتل» المخطوفين وعندها ستُحمّل ابواق الحزب ومرتزقته وغلمانه الجيش والحكومة مسؤولية ذلك ليحقق «الحزب» انتصاراً على الجميع: فالحزب لم «ينقذ» الرهينة بهجوم صاعق (لماذا لم تقدموا على ذلك يا أبطال المقاومة!)، وانما بمقايضات لا بمقايضة واحدة، منها «وقف اطلاق النار بين الحزب والنصرة وداعش! رابعاً، اظهار عجز الجيش والدولة عن النجاح في أي خطوة... وحدهما: وهذا يعني، ما تروّج له وسائل اعلام عملاء الوصايتين: التنسيق بين لبنان وسوريا بشكل رسمي لمواجهة «الارهابيين». وكأن النظام السوري ليس ارهابياً! أي كسر الارادة الوطنية، والقرارات الدولية، والرأي العام العربي والعالمي، الذي يدين داعش ادانته لنظام بشار، ويضعهما في مصاف الجهات الارهابية. وتصوير الشرعية اللبنانية عاجزة (في كل المجالات) يعني الاعلاء من شأن «الشرعية» الحزبية، والنفوذ الإيراني في لبنان (وخلفه الاسرائيلي) والاستمرار في سياسة التحريض على كل من يحارب ضد النظام الفاشي في سوريا (وهذا يفسر ابقاء عرسال محاصرة من حزب الله) وابقاء السيف مصلتاً فوق رأس 14 آذار من جهة والسُّنة اللبنانيين والعرب في كل مكان بوضعهم في مستوى واحد مع الارهابيين. انها فعلاً عملية خطف «مجوقلة» برية وفضائية، أمنية وسياسية، للشرعية اللبنانية ولإرادة اللبنانيين وآمال اهل المخطوفين، تماماً كما حدث عندما «خطف» الحزب أرواح الشباب اللبناني بزجهم في حربه دعماً للنظام السوري وخدمة لإيران: دم الشباب اللبناني الشيعي الذي اهدرته ميليشيات الحزب في حرب من اجل الغير، مستمر بوتائر متسارعة، عالية، دون الاهتمام لا بالأهالي المفجوعين ولا بمصائر من أُبقوا في ساحات القتل العبثية في سوريا. والغريب، أن اهالي المخطوفين العسكريين، لم يتوجهوا، بعد، إلى الحزب، أصل البلبلة، ومصدر الكارثة بتورطه في الحرب السورية، واستدراجه «داعش» و»النصرة» إلى قلب الواقع اللبناني. فدماء الشباب الشيعي في لبنان (وكل قطرة دم منهم تساوي النظام السوري كله ونظام الملالي) ودماء العسكريين في اعناق هذا الحزب الذي فقد كل هوية لبنانية، أو انسانية، أو دينية، سوى هوية العمالة للفرس.

والأغرب، ان أهالي المخطوفين يُحيّدون الحزب عن مسؤوليته ليحملوها إلى الدولة والجيش وحدهما. أكثر: ان تحييدهم الحزب من «دم هذا الصديق» تشجيع له على الاستمرار في مؤامرته على الجيش والشرعية وعليهم. و»حثه» بطريقة مباشرة على البقاء في ورطته السورية، وايجاد كل «الحجج» الواهية لوجوده هناك، وربما سيقول غداّ مرتزقة الممانعة ان وجود حزب الله في ساحات القتل في سوريا هو لخدمة قضية المخطوفين! كما قالوا ان ذهابه إلى هناك للدفاع عن مقام السيدة زينب وعن لبنان ومنع وصول الارهاب إلى لبنان. فهؤلاء قادرون على قول أي شيء. أي ترهات. واكاذيب لتبرير «جنون» ارتهانهم. واذ نحن نفهم توجه اهالي المخطوفين الى السفارتين التركية والقطرية. فإننا لا نفهم لماذا الاحجام عن التوجه إلى السفارتين السورية والايرانية، وإلى مقرات الحزب وهؤلاء جميعاً متورطون في الأسباب التي استقدمت الارهابيين إلى لبنان: ارهابيون «شرعيون» يستجلبون ارهابيين غير شرعيين! يا لهذا المصير المذهل! خطاّفو الشعوب والدول والحدود يستقدمون خطافي الشعوب والدول والحدود إلى لبنان. فاذا اعتبرنا ان داعش خصوصاً «خطفت» مناطق ومدناً في سوريا والعراق بالقوة، والقتل والمجازر والترويع فلماذا علينا نسيان امثالهم عندنا وفي سوريا والعراق خطافي الدول والمدن والشعوب العربية؛ فمخططات الارهاب الداعشي تسعى إلى اقامة خلافة اسلامية في العراق وسوريا... ولبنان. وحزب الله يسعى إلى اقامة نظام ولاية الفقيه في سوريا والعراق ولبنان... واليمن (وربما في البحرين). «داعش» بالترويع، وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وحزب الله بالاغتيال والانقلابات والترهيب.

«داعش» يريد الغاء الحدود بين بعض الدول، وكذلك ايران عبر «استيلائها» (بالتواطؤ مع اسرائيل واميركا) على العراق.. وسوريا.. وجنوب لبنان. والغاء الحدود بين لبنان وسوريا (بمنع الجيش او قوات الأمم المتحدة من الانتشار على الحدود الشمالية لمنع تسلل المقاتلين ذهاباً ودخولاً).

«داعش» يعلن حدوده الاقليمية، وحزب الله اقام «جماهيريته العظمى» ودوائره الأمنية وسراياه وجيوشه الخاصة في لبنان.

إذاً: «الخطافون» متشابهون، كتوائم خارجة من بطون واحدة... ومن الطبيعي ان يستمر الحزب في «قتله» في سوريا وكذلك داعش؛ ومن الطبيعي ان يستمر الحزب في اظهار عجز الدولة والجيش، تيمناً بداعش والجيش العراقي! ومن الطبيعي ان يسعى الحزب إلى «عرقلة» كل حل لإعادة المخطوفين... ليبقى هو مع الخاطفين وحدهما... في ساحات الخطف والقتل وضرب الدولة العربية... وصولاً إلى لبنان!
 
 

المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,222,930

عدد الزوار: 6,941,080

المتواجدون الآن: 115