معارك طاحنة قرب آخر معبر يحتفظ به النظام مع الأردن وأكثر من 60 غارة نظامية على مناطق سورية مختلفة

مقتل أكثر من 60 ألف علوي وإصابة نحو 100 ألف منذ انطلاق «معركة الكرسي» ونظام الأسد يهدئ الغليان في حمص ويعد مؤيديه باستعادة حي الوعر...تقدم للمعارضة في درعا ومواجهات عنيفة في الجولان

تاريخ الإضافة الخميس 23 تشرين الأول 2014 - 7:18 ص    عدد الزيارات 1741    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مقتل أكثر من 60 ألف علوي وإصابة نحو 100 ألف منذ انطلاق «معركة الكرسي» ونظام الأسد يهدئ الغليان في حمص ويعد مؤيديه باستعادة حي الوعر

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: أحلام حماد .... قال ناشطون سوريون في مدينة حمص (وسط سوريا)، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «التف» على الضغوط الشعبية في أوساط مؤيديه نتيجة تفجير حي عكرمة في المدينة، بتقديم وعود بشن حملة عسكرية واسعة على حي الوعر، الخاضع لسيطرة المعارضة «كجزء من مساعيه لاسترضاء المؤيدين».
فيما أعلن ما يعرف بـ«التجمع العلوي المعارض» أن عدد قتلى أبناء الطائفة العلوية، خلال «حرب الكرسي» بحسب ما وصفها في بيان له، وصل إلى أكثر من 60 ألف شاب، وأكثر من 100 ألف جريح ومعوق.
ودعا «التجمع» العلويين في سوريا إلى «عدم الانخراط في الخدمة العسكرية في صفوف قوات الأسد، والشروع في المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب السوري». واعتبر التجمع في بيانه أن «صمت العلويين إزاء مقتل أبنائهم يعني القبول بكل المذلات والإهانات التي ألحقت بهم، والقبول بالتضحية من أجل استمرار آل الأسد في توريث الكرسي».
في المقابل، استبعد سفير الائتلاف لدى فرنسا، منذر ماخوس، أن يطرأ أي تحول في صفوف الطائفة العلوية التي هي في معظمها موالية للنظام السوري، وكل ما يحصل لن يتجاوز «التأثير المعنوي» و«ردود فعل محتشمة»، كما وصفها. ورأى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء رهينة في يد النظام يستعملهم وقودا في حربه ضد الشعب السوري. وأوضح أن الطائفة التي في معظمها مؤيدة له باتت تستقبل كل يوم العشرات من أبنائها الشباب محملين في توابيت، ستدفع في النهاية ثمن مواقفها بعدما يكون فات الأوان.
وفي حين ألقى اللوم على المعارضة السورية التي لم تبذل جهودا منذ البداية لجذب الطائفة العلوية إليها، رأى أن أي علوي يخرج عن بيت الطائفة يكون عقابه مضاعفا في سوريا، وذلك في سياسة يتبعها النظام لمنع أي سلوك من هذا النوع.
وفي غضون ذلك، يسعى النظام لتهدئة الغليان في حمص بعد تفجير «عكرمة»، فقدم لهم وعودا بشن حملة أمنية لاستعادة حي الوعر المجاور الذي ما زال بيد قوات المعارضة.
وتأتي تلك الوعود بالتزامن مع إقالة مسؤولين، في مقدمهم محافظ حمص طلال البرازي، ورئيس فرع الأمن العسكري في المدينة العميد عبد الكريم سلوم، ورئيس اللجنة الأمنية فيها اللواء أحمد جميل، منتصف الشهر الحالي، عقب اعتصام نظم في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حمص، بعد تشييع ضحايا تفجيري حي عكرمة في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وكان 52 شخصا، بينهم 48 طفلا، لقوا حتفهم في التفجير الانتحاري، الذي استهدف مجمعا للمدارس. وتلت الانفجار موجة من الغضب في المدينة ضد المسؤولين الأمنيين ومحافظ حمص، الذين حملوا مسؤولية التفجير والفشل في حماية أولادهم، وسارت مظاهرات في شوارع المدينة طالبت بإقالتهم.
وقالت مصادر المعارضة في حمص لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام يتبع سياسية العصا والجزرة مع الموالين في حمص، وأوضحت أنه «انتهج سلوكين متناقضين في محاولته تطويق تداعيات انفجار عكرمة، تمثل الأول في القضاء على محاولات الاحتجاج في حمص من خلال الضغط على منظميها بالاعتقال أو التهديد المباشر أو غير المباشر، بينما تمثل سلوكه الثاني في قيامه بخطوات استرضائية بدأت بزيارات من قبل قيادات في النظام لذوي الضحايا، ومنهم وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار الذي سارع بتقديم العزاء لهم في الرابع من هذا الشهر، إضافة إلى إغراق هذه الأحياء بخدمات الجمعيات الإغاثية المرتبطة بالنظام، ومنها جمعية بسمة، التي تتبع أسماء الأسد (عقيلة الرئيس السوري) بشكل مباشر، وتقديم الهدايا للجرحى».
وأكدت المصادر أن زيارات قيادات أمنية إلى عائلات ضحايا حمص وفاعلياتها «تخللتها وعود بشن حملة عسكرية على حي الوعر»، وهو الحي الوحيد الذي لا يزال خاضعا لسيطرة قوات المعارضة في المدينة، بعد توصل النظام والمعارضة في مايو (أيار) الماضي إلى اتفاق، خرج بموجبه مقاتلو المعارضة من أحياء حمص القديمة. واعتبر المسؤولون أن قوات المعارضة في الحي «مسؤولة عن تفجير عكرمة، وعن إطلاق صواريخ باتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام». ويسعى النظام منذ أشهر إلى التوصل إلى اتفاق مع المعارضة في حي الوعر المحاصر، يقضي بإخلاء الحي استكمالا لخطة سيطرته على أحياء مدينة حمص كاملة.
وقالت المصادر التي تقيم بداخل حي الوعر، إن تفجير عكرمة «يأتي في سياق محاولات النظام لإحباط هدنة حي الوعر التي يجري التفاوض حولها منذ 3 مايو (أيار) من هذا العام»، مشيرة إلى أن المفاوضات أوشكت على الوصول إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها قبيل تفجير عكرمة، وأن التفجير عمل على تفخيخ المفاوضات وإنهائها.
ورأت المصادر أن النظام اتبع منهج «إعادة توجيه هذه الاحتجاجات بما يخدم مخططاته»، ضمن محاولات قمع حركة الاحتجاج في حي عكرمة، حيث «سير حشودا كبيرة من مناصريه في أحياء الزهراء والعباسيين وعكرمة والنزهة، ورفعت هذه المسيرات شعار القصاص من أهالي الوعر، وطالبت النظام بتسريع حسم الوضع الأمني في الحي باستخدام القوة العسكرية المتاحة كاملة»، لافتة إلى أن النظام «تبنى تلك الشعارات كأساس لبداية حملته العسكرية التي انطلقت ضد حي الوعر وتمثلت في القصف الصاروخي والمدفعي الكثيف والمتواصل، بما يشبه السياسات التي انتهجها النظام أثناء تفريغ حمص القديمة».
وبعد تفجير عكرمة، اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية عددا من المدنيين الموالين للنظام في مدينة حمص، على خلفية المظاهرة التي عمت حي عكرمة خلال تشييع الضحايا، دعا خلالها المتظاهرون إلى إقامة اعتصام مفتوح يجري بعد الظهر من كل يوم في مكان الانفجار. وفي محاولة لتطويق المظاهرات، أراد النظام استرضاء أهالي الأحياء العلوية في حمص، فأعلن عزل مسؤولين أمنيين اثنين، «إلا أن ذلك الإجراء لم يكن عزلا بالمعنى الحرفي للكلمة، بل كان بمثابة عملية نقل جرى فيها تكليف رئيس فرع الأمن العسكري تولي مهمة أمنية ثانية خارج حمص»، بحسب ما أفادت به مصادر معارضة.
وذكر ناشط معارض من داخل مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات الأمنية «اعتقلت عددا من المتظاهرين الذين تحدثوا عبر الإعلام الرسمي خلال التشييع وعبروا عن غضبهم إزاء ما يحصل من تفجيرات إرهابية متعاقبة في حمص، محملين المسؤولية فيها للأجهزة الأمنية، ومطالبين، أمام الإعلام، بإقالة محافظ حمص واللجنة الأمنية المكلفة إدارة الملف الأمني في المدينة، متهمين إياهم بالتسيب والفشل في ضبط الحالة الأمنية المتدهورة، التي يدفع المدنيون ثمنها غاليا». لكن إعلام النظام اقتطع كلام المتظاهرين واكتفى بتصوير مشاهد عامة وبثها على أنها تنديد بإرهاب المجموعات المتطرفة التي استهدفت أطفال مدرسة عكرمة الابتدائية.
 
معارك طاحنة قرب آخر معبر يحتفظ به النظام مع الأردن وأكثر من 60 غارة نظامية على مناطق سورية مختلفة

بيروت: «الشرق الأوسط»
... اندلعت معارك طاحنة أمس بين النظام السوري وقوات المعارضة السورية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن. ورمى النظام بثقله في المعركة للحفاظ على المعبر الحدودي الوحيد المتبقي له مع الأردن. وقتل 8 أشخاص، بينهم طفلان، في قصف مقاتلات حربية تابعة للنظام السوري، في البلدة، فيما كثف غاراته على مناطق سورية عدة، وصلت أمس إلى 60 غارة، وأول من أمس إلى مائة، في تصعيد غير مسبوق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأتى القصف في المنطقة الحدودية مع الأردن بعد تصعيد في المعارك بدأ منذ أيام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، إثر إعلان مجموعة من الكتائب المقاتلة ضد النظام إطلاق «معركة أهل العزم» الهادفة إلى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام في محافظة درعا الجنوبية. ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي، إلا أن مقاتلي المعارضة يوجدون في أجزاء من البلدة والمحيط. وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن، ولا يزال معبر نصيب تحت سيطرة قوات النظام. وردا على القصف، استهدف مقاتلو كتائب مقاتلة «تمركزات لقوات النظام في منطقة الجمرك على الحدود السورية - الأردنية»، بحسب المرصد.
وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة بدء معركة سمتها «معركة أهل العزم» تهدف، بحسب بيان صادر عن الفصائل المقاتلة، إلى «تحرير» عدد من حواجز النظام في أم المياذن الطيبة والمعصرة والكازيات الواقعة على أوتوستراد دمشق - عمان الدولي، التي تعد من أكبر الحواجز في المنطقة الشرقية، وتطهيرها وإزالتها، مما سيفتح الطريق بين المنطقتين الشرقية والغربية من سهل حوران. واندلعت معارك عنيفة في المنطقة إثر بدء الهجمات على هذه الحواجز. وذكر المرصد أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على 3 حواجز بالقرب من بلدة أم المياذن.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية الناشطة على الأرض في بيان، أن «الأهمية الاستراتيجية لحاجز أم المياذن تنبع من وقوعه على أوتوستراد دمشق - عمان الدولي، بالإضافة لكونه يعتبر خط الدفاع الأول عن معبر نصيب الحدودي، وهو المعبر الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن». ويعتبر الحاجز «همزة الوصل بين قرى عديدة في الريف الشرقي والريف الغربي لدرعا».
في غضون ذلك، اشتبك مقاتلون من الجيش السوري الحر مع قوات النظام في مسعى لاستعادة السيطرة على معسكرين اثنين استراتيجيين؛ هما وادي الضيف والحامدية في إدلب، ويقول مقاتلون معارضون إنهم قتلوا جنودا ودمروا معدات عسكرية وغنموا ذخائر من قوات موالية للنظام.
كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، على أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية.
كذلك، أشار المرصد إلى أن الطيران الحربي والمروحي السوري صعد غاراته خلال الأيام الماضية على مناطق عدة، مسجلا، أول من أمس، نحو مائة غارة بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي على مناطق مختلفة، وأمس، أكثر من 60 غارة، مشيرا إلى وقوع العديد من الإصابات ودمار كبير.
وقصف الطيران الحربي مناطق في حي جوبر بدمشق وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، ترافقت مع سقوط صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض أطلقتهما قوات النظام، على منطقتين في جوبر.
وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في محيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في حي مساكن هنانو شرقي حلب، كما قصفت قوات النظام مناطق في طريق الكاستيلو ومنطقة الملاح شمال حلب.
وفي دير الزور، قال المرصد السوري إن تنظيم داعش تمكن من السيطرة على أجزاء من حي الصناعة في المدينة، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وتحشيدات أدارها التنظيم. ولفت إلى أن «الطيران الحربي كثف غاراته على مناطق في حويجة صكر بمدينة دير الزور».
 
طائرات استطلاع بريطانية إلى سوريا و«داعش» يستولي على أسلحة في كوباني ومسؤول كردي: مقاتلونا تقدموا في الريف الغربي على مسافة 10 كيلومترات

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم ... تواصلت الغارات ضد مواقع تنظيم داعش في محيط مدينة كوباني (عين العرب) السورية، قرب الحدود التركية، أمس، في وقت أعلنت فيه بريطانيا أنها سترسل طائرات لتنفيذ مهام استطلاع فوق سوريا، وذلك غداة بدء التحالف الدولي والعربي ضد الإرهاب تزويد الأكراد بالسلاح المقدّم من سلطات إقليم كردستان العراق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «داعش» استولى على أسلحة وذخائر ألقتها طائرات التحالف الدولي جوا لمساعدة المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن مدينة عين العرب السورية. ولفت إلى أن مظلتين تحملان «أسلحة ومواد طبية سقطتا عند أطراف مناطق يسيطر عليها التنظيم، وتمكّن مقاتلوه من سحب إحداهما، فيما لم يعرف إذا كانت المظلة الثانية دمّرت بغارات التحالف، أم أن التنظيم تمكن من سحبها أيضا».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» كشفت، نقلا عن مسؤول أميركي رفيع، أن شحنات الأسلحة التي ألقتها الطائرات الأميركية جزء من شحنات أسلحة ألبانية. وطبقا للصحيفة فإن الولايات المتحدة كانت رتبت لشحنة أسلحة من ألبانيا ومن دول سابقة في الاتحاد السوفياتي، وحاليا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتوفير تجهيزات إضافية للمقاتلين الأكراد وعناصر البيشمركة في إقليم كردستان العراق، الذين يستخدمون في الغالب رشاشات الكلاشنيكوف روسية الصنع.
وفي غضون ذلك، أعلنت بريطانيا، أمس، أنها صرحت بقيام طائرات استطلاع وطائرات بلا طيار تحمل أسلحة بطلعات استطلاعية فوق سوريا قريبا لجمع معلومات استخباراتية عن «داعش». وأفاد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن «الطائرات بلا طيار من طراز (ريبر) وطائرات الاستطلاع من طراز (ريفيت جوينت) ستحلق فوق سوريا ضمن جهود لحماية أمننا القومي من التهديد الإرهابي الذي ينطلق من هناك». لكنه أكد في بيان مكتوب للبرلمان أن الطائرات «ريبر» لن يسمح لها باستخدام أسلحتها في سوريا، وهو أمر قال إنه سيتطلب تصريحا جديدا بما يعني تصويتا في البرلمان.
وأعلن فالون الأسبوع الماضي أن بريطانيا سترسل طائرات «ريبر» التي تحمل أسلحة إلى الشرق الأوسط لتنفيذ ضربات جوية ضد «داعش» في العراق. وحتى الآن نفذت الطائرات التابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني نحو 38 طلعة قتالية ضد التنظيم في العراق.
وصوت البرلمان البريطاني لصالح توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق الشهر الماضي، بعد طلب من الحكومة العراقية، لكن بريطانيا لا تشن ضربات جوية على سوريا. وكانت قالت من قبل إن مثل هذه الضربات ستتطلب موافقة برلمانية جديدة.
وميدانيا، شنّت طائرات التحالف الدولي غارات جديدة على مواقع تنظيم داعش في كوباني، فيما استهدف المقاتلون الأكراد في وحدات حماية الشعب تجمعات التنظيم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، وفق ما أفاد المرصد السوري. وسقط في الغارات خمسة مقاتلين ينتمون إلى «داعش» فيما قتل 12 مقاتلا آخر من التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة، بينهم عنصران فجرا نفسيهما، وقتل خمسة مقاتلين أكراد في الاشتباكات ذاتها، بحسب ما أعلن المرصد في بيان ثان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «استهدف مقاتلو (وحدات حماية الشعب) فجرا تجمعات للتنظيم في مناطق تقع في القسم الشرقي من كوباني مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة».
وجاء ذلك بعدما شن «داعش» مساء أول من أمس هجوما جديدا على مواقع المقاتلين الأكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من جهادييه تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها. وتحدث بيان للمرصد، أمس، عن دوي انفجار قوي «يعتقد أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة للتنظيم في القسم الشرقي» من كوباني الحدودية مع سوريا.
وفي هذا الإطار، أشار إدريس نعسان، مسؤول محلي كردي، إلى أن الواقع العسكري الذي بدأ يتغيّر في الأيام الأخيرة لصالح وحدات حماية الشعب، سيشهد تقدّما ملحوظا للأكراد في المرحلة المقبلة، بعدما بات السلاح الذي قدّمه التحالف الدولي في مخزون وحدات حماية الشعب. وذكر أنّ حرب الشوارع والعمليات النوعية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب منعت مقاتلي التنظيم من التقدّم، لافتا إلى أن «الأكراد تقدموا في الريف الغربي على مسافة 10 كيلومترات وباتوا قريبين من استعادة تلّة الإذاعة» حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وكان مقاتلو هذا التنظيم المتطرف دخلوا المدينة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وسيطروا حينها على نحو خمسين في المائة من مساحتها خصوصا في الشرق، قبل أن يعود الأكراد ويؤكدوا الأسبوع الماضي تراجع التنظيم بفعل ضربات التحالف وحرب الشوارع اليومية، وهو ما أكّده نعسان، لافتا إلى أن وجود التنظيم يرتكز في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية ولا تتعدى سيطرته أكثر من 20 في المائة من المدينة، وفق تأكيده. وفي حال استولى مقاتلو «داعش» على المدينة بكاملها، فسيسيطرون على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا. وكانوا منذ بدء هجومهم في اتجاه عين العرب في 16 سبتمبر (أيلول) استقروا في مساحات شاسعة في محيط المدينة تضم عشرات القرى والبلدات.
وكان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة موقف من المساعدات العسكرية إلى كوباني، إذ اعتبر أنّ «الخطوات الأخيرة المتعلقة بإمداد المدافعين عن كوباني بالسلاح والمقاتلين؛ لا تزيد عن كونها حلولا جزئية ومؤقتة، في الوقت الذي تحتاج فيه سوريا لحل جذري للتخلص من إرهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد وتنظيم داعش على حد سواء». واعتبر في بيان له أن «دعم المجتمع الدولي لهكذا خطوات فردية دون كيان وطني جامع وخطة واضحة، من شأنه تمثيل خطر إضافي على مسار الثورة ووحدة الأراضي السورية وسيادتها».
 
ضابط كبير في المخابرات السورية وقائد لواء صواريخ على لائحة العقوبات الأوروبية وتجميد أصول شركة مقرها الشارقة بتهمة التوسط في توريد النفط للنظام

جريدة الشرق الاوسط.. بروكسل: عبد الله مصطفى ... كشفت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، أمس، عن أسماء الوزراء في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، من الذين شملوا بالعقوبات الأوروبية التي أعلن عنها غداة اجتماع عقده وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ أول من أمس. ومن بين المشمولين وزراء الاقتصاد والتعليم العالي والصحة والإسكان والتكنولوجيا، بالإضافة إلى ضابطين كبيرين.
وتضمنت اللائحة 12 وزيرا في الحكومة السورية الجديدة التي أعلن عنها في أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب قيادات عسكرية واقتصادية، حظر عليهم دخول أراضي الاتحاد الأوروبي وتجميد أرصدتهم وأصولهم في دول التكتل الموحد.
والوزراء المشمولون بالحظر هم: همام الجزائري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومحمد عامر مارديني وزير التعليم العالي، ومحمد غازي جلالي وزير الاتصالات والتكنولوجيا، وكمال الشيخة وزير الموارد المائية والتنمية الإدارية، وحسان النوري وزير التنمية الإدارية، ومحمد وليد غزال وزير الإسكان والتنمية المعمارية، وخلف سليمان العبد الله وزير العمل، ونزار وهبة وزير الصحة، وحسان صفية وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعصام خليل وزير الثقافة، ومحمد مطيع وزير دولة، وغزوان خير بك وزير النقل.
ومن الشخصيات العسكرية التي شملت أيضا بالعقوبات: العقيد محمد بلال وهو ضابط كبير في المخابرات الجوية السورية واللواء غسان أحمد غنام قائد لواء الصواريخ 155 الذي اتهمه الاتحاد «بالمسؤولية عن إطلاق 25 صاروخ سكود على الأقل على مواقع مدنية مختلفة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) 2013».
وحذا الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة في تجميد أصول شركة بانغيتس الدولية ومقرها الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة قائلا إنها «عملت كوسيط لتوريد النفط إلى النظام السوري».
وجاء في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي أمس أن الشركة «تقدم الدعم وتتربح من النظام السوري». وعددت الصحيفة العقوبات الجديدة، وقالت إنها ستسري اعتبارا من يوم أمس.
وطبقا لوكالة «رويترز»، فإن الشركة الإماراتية امتنعت عن التعقيب، كما جمد الاتحاد الأوروبي أيضا أصول الشركة الأم مجموعة عبد الكريم ومقرها دمشق.
وكان أيضا من بين من شملتهم عقوبات الاتحاد الأوروبي محمد فرحات نائب الرئيس للشؤون المالية بشركة تراي أوشن للطاقة، وهي شركة مصرية لتجارة النفط، وعبد الحميد خميس عبد الله، رئيس شركة أوفرسيز بتروليام تريدينغ ومقرها بيروت وهي شركة أخرى لتجارة النفط.
وأضيفت الشركتان إلى قائمة العقوبات في يوليو (تموز) لاتهامهما بإرسال شحنات نفط إلى سوريا بشكل مستتر.
ورفعت القرارات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا أمس عدد الأشخاص الخاضعين لعقوبات إلى 211 شخصا والشركات والمنظمات الأخرى إلى 63.
وكانت حكومات الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وافقت أول من أمس على حظر تصدير وقود الطائرات لسوريا لأنه يستخدم في هجمات جوية على المدنيين لكن هذا القرار لن يسري إلا بعد صياغة الأسانيد القانونية.
 
الائتلاف يطالب بدعم «الجيش الحر» لمواجهة قوات الأسد وإنقاذ مدينة حلب
سوريا: أكثر من 210 غارات في 36 ساعة ومجزرة في نصيب
(المرصد، الائتلاف، أ ف ب)
ارتكب نظام بشار الأسد مجزرة أمس في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن عندما استهدفت الطائرات بـ20 غارة البلدة موقعة ثمانية قتلى بينهم أطفال، فيما أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ طائرات الأسد أكثر من 210 غارات خلال 36 ساعة.

ومع تكثيف قوات الأسد اعتداءاتها ومجازرها وخصوصاً في محافظة حلب، وذلك بالتزامن مع تركيز التحالف الدولي ـ العربي على دعم مدينة عين العرب (كوباني) التي تشهد هجوماً متواصلاً من قبل تنظيم «داعش»، طالب الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي بتقديم الدعم لـ«الجيش الحر» كي يتمكن من مواجهة قوات الأسد في حلب وإنقاذها من مجازر محققة سيرتكبها النظام في حال سقطت بيده.

مجزرة نصيب والغارات

وقال المرصد في بريد الكتروني «قتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان وامرأة جراء قصف لطائرات النظام الحربية على مناطق في بلدة نصيب» الحدودية مع الأردن.

ويأتي هذا القصف بعد تصعيد في المعارك بدأ منذ أيام في هذه المنطقة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، اثر إعلان مجموعة من المعارضة «معركة أهل العزم» الهادفة الى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام في محافظة درعا الجنوبية.

وتسيطر قوات الأسد على معبر نصيب الحدودي، إلا أن مقاتلي المعارضة يتواجدون في أجزاء من البلدة والمحيط.

وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الأردن، ولا يزال معبر نصيب تحت سيطرة قوات النظام. ورداً على القصف، استهدف مقاتلو كتائب مقاتلة «تمركزات لقوات النظام في منطقة الجمرك على الحدود السورية الأردنية»، بحسب المرصد.

وفي 17 تشرين الأول، أعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة بدء معركة اسمتها «معركة أهل العزم» تهدف، بحسب بيان صادر عن الفصائل المقاتلة، الى «تحرير» عدد من حواجز النظام في أم المياذن الطيبة والمعصرة والكازيات الواقعة على اوتوستراد دمشق ـ عمان الدولي، والتي تُعد من أكبر الحواجز في المنطقة الشرقية، وتطهيرها وإزالتها، ما سيفتح الطريق بين المنطقة الشرقية والغربية من سهل حوران.

واندلعت معارك عنيفة في المنطقة اثر بدء الهجمات على هذه الحواجز. وذكر المرصد أن المقاتلين تمكنوا من السيطرة على ثلاثة حواجز بالقرب من بلدة أم المياذن. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية الناشطة على الأرض في بيان، أن «الأهمية الاستراتيجية لحاجز أم المياذن تنبع من وقوعه على أوتوستراد دمشق عمان الدولي بالإضافة لكونه يعتبر خط الدفاع الأول عن معبر نصيب الحدودي وهو المعبر الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن». كما يعتبر الحاجز «صلة الوصل بين قرى عديدة في الريف الشرقي والريف الغربي لدرعا».

وشنت طائرات نظام الأسد ما لا يقل عن 210 غارات على مناطق عدة في قرى وبلدات ومدن سورية، خلال أكثر من 36 ساعة، منذ منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، وحتى مساء أمس.

وبلغ 138 على الأقل، عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية، على مناطق سورية عدة: 78 غارة منها نفذتها الطائرات الحربية منذ منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، استهدفت أماكن في منطقة الحواش بسهل الغاب، وريف حماة الشرقي، ومناطق في بلدت اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقريتي معركبة ولطمين بمحافظة حماة، ومناطق في مدينة دير الزور وأطرافها، وبلدات نصيب وجلين والجيزة وأم المياذن والطيبة واليادودة بريف درعا، وأم باطنة ورويحينة ومناطق أخرى في ريف القنيطرة، وزبدين وزملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومناطق في حي جوبر بدمشق، وأماكن في منطقتي أرمنايا وبسيدا بريف إدلب، في حين نفذ طائرات النظام الحربية أول من أمس ما لا يقل عن 60 غارة استهدفت مناطق عدة في محافظات حماة وحلب وريف دمشق ودرعا وإدلب ودمشق.

كذلك بلغ 72 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية، حيث استهدف الطائرات أمس، بما لا يقل عن 27 برميلاً متفجراً، مناطق في بلدة اليادودة بريف درعا، ومناطق في حي مساكن هنانو بمدينة حلب ومنطقة الملاح بريف حلب، ومناطق في مدينة الرستن بريف حمص، ومناطق في ريف حماة الشمالي، وكانت الطائرات المروحية قد ألقت منذ منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، وحتى منتصف ليل أمس الاثنين ـ الثلاثاء، ما لا يقل عن 45 برميلاً متفجراً استهدفت مناطق في ريف حمص، وريف إدلب، وريفي القنيطرة وحماة، ومناطق في الغوطة الغربية بريف دمشق.

وأسفرت غارات الطيران الحربي وقصف البراميل المتفجرة عن سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، بعضهم لا يزال في حالة خطرة، في قرى وبلدات ومدن سورية.

وفي غضون ذلك، دارت اشتباكات متقطعة بين مقاتلين من المعارضة، وقوات النظام مدعمة بكتائب البعث وعناصر من «حزب الله» من طرف آخر بالقرب من مبنى فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، ترافق مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق الاشتباكات، بينما قصفت قوات النظام بعدة قذائف مناطق في حي الشقيف الصناعي شمال حلب، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة الملاح قرب حريتان بريف حلب الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

وفي حماة، دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في منطقة المفكر بالريف الشرقي لحماة، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارة على تمركزات للتنظيم، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، ما أدى لاستشهاد 3 رجال من البلدة.

الائتلاف

وتعقيباً على التصعيد الذي تقوم به قوات الأسد، حذر الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري من التراخي في دعم «الجيش السوري الحر» في معركته التي وصفها «بالحاسمة في ريف حلب الشمالي ضد داعش والأسد»، وذلك في إثر سيطرة قوات نظام الأسد مدعومة بالميليشيات الطائفية على قرية الجبيلة ومعمل الإسمنت ومعمل الزجاج بالقرب من سجن حلب المركزي، وأضاف الأمين العام محذراً من أن خطورة هذه السيطرة تكمن: «في كونها تشكّل طريق إمداد لقوات نظام الأسد من مقرّه في السجن المركزي، إلى قريتي حندرات وسيفات الواقعتين تحت سيطرته، بالإضافة إلى أنه سيكون على بعد 6 كيلومترات من بلدتي نبل والزهراء».

وأردف الحريري أن نظام الأسد «يهدف من هذه المعركة للوصول إلى معسكراته المحاصرة في بلدتي نبل والزهراء التي تضم الآلاف من الشبيحة والقوات هناك، وإن نجاح نظام الأسد في الوصول إلى البلدتين يعني حصاراً معاكساً من قبل قواته على مدينة حلب ومناطق سيطرة الجيش الحر هناك». في حين أبدى الحريري استغرابه من «السعي الحثيث لقوات التحالف في دفع قوات غير سورية للتدخل البري فيها في حين تترك الجيش السوري الحر من دون دعم في مواجهة عدوين شرسين في آن واحد: نظام الأسد وتنظيم داعش»، مذكراً بالوقت نفسه أن الجيش الحر هو «الذي طرد داعش من ريف إدلب ومدينة حلب في غضون أيام بداية العام الجاري»، واستنفر الأمين العام بدوره «فصائل الجيش الحر الموجودة في شمال سوريا للتوجه إلى الريف الشمالي لمدينة حلب حيث تشهد المنطقة هناك معارك شرسة وحاسمة بين الجيش الحر وقوات الأسد مدعومة بالميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله»، وطالب الحريري قوات التحالف الدولي «بالدعم العاجل لقوات الجيش الحر في الريف الشمالي خشية سيطرة الأسد أو داعش عليه، حيث تقع قوات الجيش الحر هناك بين مطرقة داعش وسندان الأسد».

وردّ الائتلاف الوطني السوري في تصريح صحافي على لسان ناطقه الرسمي سالم المسلط خطوات قوات التحالف في دعم المدافعين عن عين العرب بالسلاح والرجال ضد تنظيم «داعش» حلولاً جزئية ومؤقتة، «في الوقت الذي تحتاج فيه سوريا لحل جذري للتخلص من إرهاب الأسد وتنظيم «داعش» على حد سواء، كما أن دعم المجتمع الدولي لهكذا خطوات فردية من دون كيان وطني جامع وخطة واضحة، من شأنه تمثيل خطر إضافي على مسار الثورة ووحدة الأراضي السورية وسيادتها».

وأكد المسلط أنه «لا بد من اتخاذ موقف دولي حاسم، حيث أن جميع المحاولات التي يقوم بها المجتمع الدولي لتحجيم الأضرار الجانبية لن تؤتي أكلها ما لم تتم معالجة الأسباب الحقيقية للإرهاب»، ألا وهو نظام الأسد، الذي يقتل الشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة. كما أكد المسلط في تصريحه «على ضرورة دعم الائتلاف الوطني الذي يمثل مبادئ الثورة السورية الساعية لإنهاء حكم الاستبداد والدكتاتورية، ومساعيه في تشكيل جيش وطني يضم كافة التشكيلات العسكرية الملتزمة بمبادئ الثورة السورية، والقضاء على جميع أشكال الإرهاب، في سبيل تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة».
 
الأكراد يستهدفون تجمعات لـ«داعش» في عين العرب والتنظيم يستولي على أسلحة ألقتها طائرات التحالف
(أ ف ب، رويترز، المرصد السوري)
استهدف المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا الثلاثاء تجمعات لعناصر من «داعش»، الذين استولوا على مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف العربي ـ الدولي فوق المدينة لمساعدة المقاتلين الأكراد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «استهدف مقاتلو «وحدات حماية الشعب» (فجر امس) تجمعات لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في مناطق تقع في القسم الشرقي من عين العرب مستخدمين القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة الثقيلة».

ويأتي ذلك بعدما شن التنظيم الجهادي المتطرف مساء الاثنين هجوما جديدا على مواقع المقاتلين الاكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من عناصره تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها.

وتحدث بيان للمرصد صباح امس عن دوي انفجار قوي «يعتقد انه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة لتنظيم الدولة الاسلامية في القسم الشرقي» من عين العرب.

وشنت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ليل الاثنين ـ الثلاثاء غارات جديدة على مواقع التنظيم المتطرف الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية والتي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة.

وقتل في غارات التحالف على كوباني الاثنين خمسة مقاتلين من «الدولة الاسلامية»، فيما قتل 12 مقاتلا اخر من التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة بينهما عنصران فجرا نفسيهما. كما قتل خمسة مقاتلين اكراد في المعارك، بحسب ما اعلن المرصد.

ويستهدف التحالف العربي الدولي مواقع التنظيم في سوريا والعراق بضربات جوية مكثفة منذ نحو اربعة اشهر. الا ان خبراء ومسؤولين غربيين اكدوا ان الضربات الجوية غير قادرة وحدها على القضاء على التنظيم. ورحبت الولايات المتحدة الاثنين بقرار تركيا السماح لمقاتلين اكراد عراقيين بعبور الحدود للدفاع عن مدينة كوباني، علما ان الناشطين والمسؤولين الاكراد يؤكدون ان اي مقاتل لم يعبر حتى الآن.

وأاتي الموقف التركي بعدما عمدت الولايات المتحدة فجر الاثنين الى القاء اسلحة وذخائر للمقاتلين الاكراد فوق المدينة للمرة الاولى، قالت ان مصدرها كردستان العراق.

وقد استولى مقاتلو «داعش» على اسلحة وذخائر القتها طائرات التحالف الدولي لمساعدة المقاتلين الاكراد في دفاعهم عن مدينة عين العرب، بحسب ما ذكر المرصد السوري وتسجيل مصور الثلاثاء.

وقال المرصد في بيان ان مظلتين تحملان «اسلحة ومواد طبية (...) سقطتا عند اطراف مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة عين العرب». واضاف «تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من سحب احداها، فيما تضاربت المعلومات حول المظلة الثانية وما اذا كانت دمرتها طائرات التحالف العربي الدولي ام ان تنظيم الدولة الاسلامية تمكن من سحبها أيضا».

ونشر على الانترنت الثلاثاء تسجيل مصور حمل عنوان «اسلحة وذخائر القتها الطائرات الاميركية وسقطت في مناطق سيطرة الدولة الاسلامية بكوباني»، ظهر فيه رجل مسلح وهو يتفقد صناديق تحمل ذخائر واسلحة.

وقال الرجل الملثم وهو يسير بالقرب من مجموعة صناديق مربوطة بمظلة فوق ارض ترابية في التسجيل الذي لم تتمكن وكالة فرانس برس من التاكد من صحته «هذه بعض المساعدات الاميركية التي القيت للملحدين»، مضيفا انها تشمل «ذخائر ومعدات عسكرية».

وقام الرجل الذي حمل سلاحا رشاشا على ظهره بفتح صناديق تضم قذائف صاروخية وقنابل يدوية، وقال «الحمدلله، غنائم للمجاهدين».

وفي مكان آخر، قال المرصد السوري ان «داعش» استولت على أرض من قوات بشار الأسد في مدينة دير الزور بشرق البلاد أمس، في أول نصر يحققه هناك التنظيم منذ نحو شهرين.

وقال المرصد ان مقاتلين من الجانبين سقطوا في اشتباكات مدينة دير الزور. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان «داعش» سيطر على مناطق كبيرة من المنطقة الصناعية في دير الزور وهو ما يعني انه يسيطر الان على أكثر من نصف المدينة. وأضاف ان التنظيم أرسل تعزيزات الى دير الزور خلال الايام القليلة الماضية.

وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو لقناة «ان تي في» التركية ان المقاتلين من كردستان العراق لم يعبروا بعد الحدود الى سوريا انطلاقا من تركيا، بعد ان اكدت أنقرة اول من امس انها سمحت بانتقالهم الى هناك للدفاع عن مدينة كوباني الكردية. وقال من دون مزيد من التوضيحات «يتعين على البشمركة عبور الحدود بين تركيا وكوباني، وهذه مسالة يجب البحث فيها».
 
تقدم للمعارضة في درعا ومواجهات عنيفة في الجولان
أنقرة، لندن - «الحياة»
استمرت أمس هجمات الكر والفر في مدينة عين العرب الكردية شمال سورية، من دون أن يتمكن أي من طرفي القتال، تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و «وحدات حماية الشعب الكردي»، من تحقيق تقدم بارز على حساب خصمه. لكن التنظيم بث شريط فيديو يُظهر استيلاءه على معدات عسكرية ومساعدات أخرى ألقتها الطائرات الأميركية بالمظلات لمساعدة الأكراد في الدفاع عن مدينتهم المحاصرة.
وتزامن ذلك مع ارتباك واضح داخل الحكومة التركية بعد يوم من إعلانها الموافقة على عبور مقاتلين من «البيشمركة» من إقليم كردستان العراق إلى عين العرب عبر الأراضي التركية، في خطوة مفاجئة بدا أنها جاءت بعد ضغط كبير مارسته الإدارة الأميركية على الرئيس طيب رجب أردوغان. وقال وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو أمس إن المشاورات ما زالت جارية في شأن السماح لـ «البيشمركة» بالعبور، معدلاً بذلك تصريحات أدلى بها قبل يوم واحد وأعلن فيها السماح بمرورهم إلى عين العرب. ويرتبط الارتباك التركي، كما يبدو، بحقيقة أن هؤلاء المقاتلين الأكراد هم من حزب الاتحاد الديموقراطي الذي تعتبره أنقرة إرهابياً وأن التعاون معهم يعني عملياً التعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي يرفض إلقاء السلاح على رغم مفاوضات السلام التي جرت مع أنقرة خلال السنوات الماضية.
في غضون ذلك، حققت المعارضة السورية تقدماً في ريف درعا بجنوب البلاد وسيطرت على مواقع للقوات النظامية في بلدة أم المياذن، في حين وقعت مواجهات عنيفة قرب بلدتي الحميدية والصمدانية في ريف القنيطرة في الجولان، ما أدى إلى مقتل أربعة من المعارضة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». كما حقق «داعش» تقدماً على قوات النظام في حي الصناعة في دير الزور (شرق البلاد).
وأعلن «المرصد» في تقرير أمس أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 210 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام» الحربية والمروحية على قرى وبلدات ومدن سورية، «خلال أكثر من 36 ساعة منذ منتصف ليلة الأحد - الاثنين».
وعدد «المرصد» 138 غارة وقعت منذ منتصف ليلة الاثنين - الثلثاء «استهدفت منطقة الحواش بسهل الغاب، وريف حماة الشرقي، ومناطق في بلدت اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقريتي معركبة ولطمين بمحافظة حماة، ومناطق في مدينة دير الزور وأطرافها، وبلدات نصيب وجلين والجيزة وأم المياذن والطيبة واليادودة بريف درعا، وأم باطنة ورويحينة ومناطق أخرى في ريف القنيطرة، وزبدين وزملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومناطق في حي جوبر بدمشق، وأماكن في منطقتي أرمنايا وبسيدا بريف إدلب». كذلك أشار إلى أن طائرات النظام الحربية نفّذت خلال نهار أمس «ما لا يقل عن 60 غارة في محافظات حماة وحلب وريف دمشق ودرعا وإدلب ودمشق». كما عدد «المرصد» غارات مماثلة نفّذتها مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة ضد مناطق مختلفة في عموم البلاد.
على صعيد آخر، قدّر مكتب «اي أتش أس» الاستشاري الأميركي الإنتاج النفطي لتنظيم «الدولة الإسلامية» بحوالى 800 مليون دولار سنوياً، أي ما يوازي مليوني دولار في اليوم. وأعلن المكتب في بيان أن «المجموعة الإرهابية قادرة على تحقيق عائدات كبيرة حتى لو انتجت حيّزاً صغيراً من الإمكانات النفطية في المنطقة الخاضعة لها، والبيع بأسعار متدنية في السوق السوداء».
وقدّر المكتب الأميركي أن التنظيم يسيطر على منطقة يبلغ إنتاجها 350 ألف برميل يومياً لكنه لا ينتج أكثر من 50 إلى 60 ألفاً. ولاحقاً يبيع إنتاجه في السوق السوداء بسعر يتراوح بين 25 و60 دولاراً (بمعدل 40 دولاراً)، أي أقل بكثير من الأسعار المعتمدة في الأسواق الدولية.
 
تقدم للمعارضة في درعا ولـ «داعش» في دير الزور
لندن - «الحياة»
مُني النظام السوري بنكستين خلال الساعات الماضية في جنوب سورية وشرقها، حيث تمكن عناصر المعارضة من التقدم في ريف محافظة درعا الجنوبية فيما تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من تحقيق تقدم مماثل في مدينة دير الزور الشرقية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس أن تنظيم «الدولة الإسلامية» استطاع «السيطرة على أجزاء من حي الصناعة في مدينة دير الزور كانت قوات النظام تسيطر عليها، وذلك عقب اشتباكات عنيفة وتجمعات قام بها تنظيم «الدولة الإسلامية» في الأيام الماضية، ليصبح التنظيم بذلك مسيطراً على أجزاء واسعة من الحي».
وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر «الدولة» وقوات النظام، لافتاً إلى أنه «ارتفع إلى 6 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على منطقة حويجة صكر وحي الحويقة بمدينة دير الزور».
وفي محافظة درعا، أعلن «المرصد» مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان اثنان ومواطنة نتيجة قصف طائرات النظام بلدةَ نصيب في جنوب البلاد، في وقت استهدف «مقاتلو الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة تمركزات قوات النظام في منطقة الجمرك على الحدود السورية - الأردنية في ما قالوا إنه للرد على المجزرة التي ارتكبتها طائرات النظام الحربية». وتابع «المرصد»: «كذلك تمكن مقاتلو الفصائل الإسلامية والمقاتلة التي أعلنت عن معركة «أهل العزم»، من السيطرة على حاجز كازية الفلاحين وحاجزي الجسر والمعصرة بالقرب من بلدة أم المياذن» في درعا.
وفي محافظة حماة بوسط سورية، ارتفع إلى 22 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام على ريف حماة الشمالي (خصوصاً بلدات اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقرية لطمين).
وأعلن «المرصد» في وقت لاحق أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 210 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية على قرى وبلدات ومدن سورية خلال أكثر من 36 ساعة، منذ منتصف ليلة الأحد - الإثنين، وحتى الآن».
في غضون ذلك، كتبت وكالة «رويترز» تقريراً في ريف إدلب أشارت فيه إلى أن مقاتلين من «الجيش السوري الحر» اشتبكوا مع القوات الحكومية في مسعى منهم للسيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف الاستراتيجيين.
 
روسيا تريد «إشراك دول الجوار» في جهود تسوية الأزمة السورية
لندن - «الحياة»
نقل تلفزيون «روسيا اليوم» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن من الضروري لنجاح المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية إشراك دول الجوار. وقال لافروف في لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في موسكو أمس الثلثاء: «نحن نعتبر أمراً ضرورياً لنجاح جهودنا المشتركة ضمان تمثيل واسع لوفد المعارضة السورية، وثانياً ضمان مشاركة واسعة لكل الدول مما يسمى الدائرة الخارجية، أي الدول المجاورة لسورية قبل كل شيء».
وأشار لافروف إلى أن هناك أساساً جيداً لاستئناف مفاوضات السلام السورية ألا وهو بيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) عام 2012. وأضاف أن «المبدأ الرئيسي الذي سنصرّ عليه هو ضرورة تهيئة الظروف لتقوم الأطراف السورية وممثلو كل الطوائف والقوى السياسية بتقرير مصير بلادهم بأنفسهم».
واستبعد دي ميستورا إمكان تسوية الأزمة السورية بطرق عسكرية، وقال إن المهمة الأساسية الآن تتمثل في استئناف العملية السياسية.
 
خبراء: الجيش السوري «أقل وزناً» لكن «أكثر مرونة» في حرب الشوارع
بيروت - أ ف ب -
يقول خبراء إن الجيش السوري خسر نحو نصف عديده لأسباب متعددة منذ اندلاع النزاع في البلاد منتصف آذار (مارس) 2011، لكنه أصبح أكثر مرونة وتمرساً بالقتال مما كان عليه سابقاً خصوصاً في حرب الشوارع.
وتحول الجيش السوري من قوة عسكرية نظامية تقليدية بُنيت على الطريقة الروسية، إلى مجموعة جيوش صغيرة تخوض حرب عصابات إلى جانب مجموعات مسلحة حليفة.
ويقول خبير الشؤون العسكرية في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» ارام نرغويزيان لوكالة «فرانس برس» إن «الخسائر العسكرية من الانشقاقات إلى القتلى في المعارك إلى عوامل الاستنزاف الأخرى، قلّصت عديد القوات المسلحة السورية بنحو 50 في المئة». ويوضح أن الجيش السوري الذي كان يضم نحو 325 ألف عسكري العام 2011، بات يضم حالياً نحو 178 الفاً فقط.
لكنه سرعان ما يستدرك قائلاً: «باختصار، ان 100 إلى 150 ألف جندي سوري وفيّ تم اختبارهم في أرض المعركة لأكثر من عامين من القتال، هم أكثر فعالية (...) من 300 الف جندي أمضوا ثلاثين عاماً من الاسترخاء قبالة هضبة الجولان» التي تحتلها اسرائيل.
ويخوض الجيش السوري منذ تحوّل الاحتجاجات ضد النظام الى نزاع دامٍ، معارك يومية على جبهات متعددة: مع المعارضة المسلحة وعلى رأسها فصائل «الجيش السوري الحر»، اضافة إلى «جبهة النصرة» (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، وتنظيم «الدولة الاسلامية» الجهادي المتطرف.
وأُثير في بداية النزاع احتمال انحياز المؤسسة العسكرية إلى الحركة الاحتجاجية، كما حدث في مصر وتونس مع بداية «الربيع العربي»، لكن الجيش الذي خاض أربعة حروب مع اسرائيل وبني ليكون نداً لجيشها، أظهر بغالبيته ولاء لا يتزعزع للنظام، علماً أن مناصبه الأساسية يتولاها ضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد.
وقتل في النزاع السوري نحو 190 الف شخص بينهم حوالى 40 الف جندي و27 الف مقاتل موالين للجيش، في مقابل نحو 55 الفاً من مقاتلي المعارضة والجهاديين، وفقاً لأرقام المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يؤكد أن أعداد القتلى من العسكريين قد تكون اكبر بكثير، وأن هناك تكتماً رسمياً حولها.
وعلى رغم هذه الخسائر، لم يعلن الجيش حملات تجنيد، علماً أن الخدمة العسكرية الإجبارية لا تزال مفروضة على الشبان السوريين لمدة سنة ونصف السنة وهي فترة يمكن أن تخضع للتمديد بناء على أوامر القيادة العسكرية.
غير أن «اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية» وجّهت الاسبوع الماضي «نداء الى أبناء الشعب السوري وبخاصة من هم في سن 18 إلى 50 سنة (...) سواء من الموالاة او المعارضة، بأن ينضموا الى صفوف الجيش»، كما ذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات.
وأكدت اللجنة المكلفة رسمياً العمل على تحقيق مصالحات داخل سورية، انها ستعمل على «تأمين فرصة تسوية أوضاع من يلزم»، في اشارة الى الفارين من الجيش، و «تأمين رواتب وحوافز مادية ومعنوية لهم».
ويقول مصدر رسمي في الجيش السوري لـ «فرانس برس» تعليقاً على الدعوة «في الجيش، هناك تعويض دائم»، مؤكداً أن «قوة الجيش تزداد كمّاً ونوعاً».
وفقد الجيش السوري في أولى فترات النزاع السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، لكنه بدأ منذ اكثر من عام يستعيد بعض هذه المناطق في مسار بطيء يهدف أولاً إلى حماية العاصمة عبر إحكام السيطرة على أريافها وخصوصاً من جهة الشرق حيث يخوض معارك يومية مع مسلحين.
وكان الجيش السوري يقوم بالقصف والغارات الجوية فقط، لكنه سرعان ما بدأ يخوض معارك بالأسلحة الخفيفة على مسافة قريبة على طريقة حرب العصابات في الشوارع مستنداً إلى خبرات حلفاء متمرسين في هذا النوع من القتال، على رأسهم «حزب الله» اللبناني.
وتقول دراسة صادرة عن «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن إن «الانتفاضة والتمرد في سورية وضعا القوات السورية (...) أمام خياري التأقلم أو الموت».
وتشير الدراسة الصادرة في أيلول (سبتمبر) إلى أن تحولات كبيرة حصلت اعتباراً من بداية عام 2013 في هيكلية الجيش، هدفها تمكينه من القتال في الشوارع والأرياف، حيث «انقسمت الوحدات الكبيرة إلى وحدات اصغر، وتم تهميش القيادات القديمة (...) ومنح الضباط الصغار مسؤوليات أكبر على الأرض».
وبين هؤلاء الضباط العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» الذي تصفه حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام بأنه «الجندي المفضل» لدى الأسد، بعدما تمكن الجيش بقيادته من فتح الطريق المؤدي الى حلب قبل نحو عام.
في موازاة ذلك، يستمر تدفق الأسلحة التقليدية منها والمتطورة الى الجيش من روسيا، حليفة النظام وأكبر مصدر تسليح لجيشه، وإيران، الحليفة العسكرية والسياسية الاقليمية الأقوى.
وعلى رغم التحول الجوهري في الهيكلية وأساليب القتال، يرى خبراء أن الجيش السوري غير قادر على استعادة كل المناطق التي خرجت عن سيطرته لمصلحة فصائل المعارضة المسلحة في ريف إدلب (شمال غرب) وقسم كبير من حلب وريفها (شمال) وقسم من ريف دمشق ومن ريف الحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب)، او لمصلحة تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على محافظة الرقة (شمال) ومناطق أخرى في محافظة دير الزور (شرق).
ويقول الباحث في «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن ستيفان بيدل: «على المديين القصير والمتوسط، من غير المتوقع أن يقضي الأسد على التمرد ويستعيد كل المناطق». ويضيف الخبير في الشؤون العسكرية: «انها حرب طويلة (...) والحروب المماثلة تستمر عادة بين سبع إلى عشر سنوات، وبعضها يتواصل الى جيل أو أكثر».
 

المصدر: مصادر مختلفة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,109,191

عدد الزوار: 6,753,225

المتواجدون الآن: 106