العين على طرابلس... في انتظار الساعة الصفر؟...مؤشّرات خطيرة بدأت تظهر في عرسال لاجئون يطالبون بـ"داعش" وقلق يسود الأهالي... "حزب الله" لا يبالي بلبنان وشعبه

سباق التفاوض والابتزاز في ملف العسكريين مجموعة الدعم تجدّد المطالبة بتحييد لبنان

تاريخ الإضافة الأحد 28 أيلول 2014 - 7:22 ص    عدد الزيارات 2001    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

سباق التفاوض والابتزاز في ملف العسكريين مجموعة الدعم تجدّد المطالبة بتحييد لبنان
النهار...
وسط تصاعد التعقيدات والضغوط المتصلة بملف العسكريين المحتجزين رهائن لدى التنظيمات الارهابية في جرود عرسال، وغداة مرور أربعة أشهر على ازمة الفراغ الرئاسي، اكتسبت اطلالة رئيس الوزراء تمام سلام على منبر الامم المتحدة مساء أمس دلالات معبرة شكلا ومضمونا من حيث حمل مختلف اوجه المعاناة والاخطار التي يشهدها لبنان الى المقام الدولي الارفع.
ومع ان الكلمة اتسمت باتساع المواضيع التي تعني لبنان داخلياً وخارجياً، فإن جوهرها الاساسي تركز على موضوع الارهاب الذي شكل المحور الاساسي للجمعية العمومية للامم المتحدة في دورتها التاسعة والستين، انطلاقا من تطورات المواجهة المفتوحة بين الجيش والتنظيمات الارهابية. وقال سلام مخاطباً الجمعية العمومية في هذا الاطار: "جئتكم حاملاً هموم بلدي لبنان الواقع في قلب منطقة تشهد أحداثاً هائلة والذي يتعرض لهجمة ارهابية شرسة من مجموعات اجرامية ظلامية". وبعدما أشار الى جرائم قتل ثلاثة من العسكريين اللبنانيين اكد "ان ليس بين خياراتنا في هذه القضية خيار التراجع عن أي من ثوابتنا المتمثلة بتحرير العسكريين وحفظ هيبة الدولة وحماية امنها وسيادة اراضيها". ورحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الامن في مجال مكافحة الارهاب داعياً "جميع الأشقاء والاصدقاء في العالم الى صون لبنان وابعاده عن صراعات المحاور ومده باسباب القوة". وأعلن ان "لبنان يعتبر الاعتداء على الاديان واتباعها اعتداء على الكرامة الانسانية"، لافتاً الى ان "لبنان يفخر بانه البلد الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي يتولى فيه رئاسة الجمهورية مواطن مسيحي وكان وما زال يشكل نموذجاً للتنوع في الشرق الاوسط ومثالا مناقضا لمفهوم الدولة العنصرية". ثم اثار سلام قضية تدفق نحو مليون ونصف مليون من النازحين السوريين الى لبنان واصفا اياها بأنها "كارثة وطنية" داعياً المجتمع الدولي الى تحمل هذا العبء الهائل مع لبنان. وخلص الى القول: "فليكف العالم عن تعداد قتلانا ولينهض الى واجبه عاملا على ارساء السلام في هذه المنطقة المعذبة".
مجموعة الدعم
وافاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان مجموعة الدعم الدولية للبنان جددت مطالبتها بتحييد لبنان عن الحرب في سوريا، مرددة مطالبات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لجميع الزعماء اللبنانيين بـ"الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس دون مزيد من التأخير"، واتخاذ القرارات المهمة اللازمة من أجل بلادهم وشعبهم.
وقال بان في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان: "في وقت مضطرب في المنطقة، لا يزال لبنان ملتزماً بقوة التعايش"، مضيفاً أن "القوات المسلحة اللبنانية، بدعم من اليونيفيل، تواصل الحفاظ على الهدوء عبر الخط الأزرق وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701". لكن اللبنانيين "يواجهون أيضاً تزايد امتداد للأزمة السورية، بما في ذلك الهجمات وأعمال الإرهاب الوحشية من الجماعات المتطرفة، والتي ندينها". وأشاد بأداء قوات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مؤكداً أن "هناك حاجة ملحة الى زيادة قدراتها". وأشاد أيضاً بتعهد السعودية تقديم مليار دولار دعماً لتجهيز الجيش، وبالمساهمات التي تبذلها الدول الأعضاء. وأكد أن الأمم المتحدة "ستواصل القيام بدورها، بما في ذلك من خلال تقديم الدعم لخطة التنمية الخمسية للجيش، والحوار الاستراتيجي والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب". واضاف أنه "ما دامت المنطقة مشتعلة والحرب مستمرة في سوريا، يجب احترام حقوق اللاجئين وسلامتهم في لبنان وفقاً للمعايير الإنسانية الدولية"، مشدداً على أن "الضغوط على لبنان هائلة والعبء الذي تحمله يجب أن يكون مشتركاً" مع المجتمع الدولي.
ورحب "بحرارة" بتشكيل حكومة جامعة برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام والتزامها المتواصل سياسة النأي بالنفس، قائلاً إن "التزامات إعلان بعبدا تبقى أساسية للحد من تأثير الحرب في سوريا على لبنان". ولاحظ أن "قدرة لبنان على الصمود في وجه العاصفة يتطلب أداء فعالاً لجميع مؤسسات الدولة"، مشيراً الى مضي أربعة أشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وأن هناك شهرين حتى تنتهي ولاية مجلس النواب. ولذلك حض "جميع القادة في لبنان على الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس دون مزيد من التأخير"، آملاً في أن "تردد مجموعة الدعم والأصدقاء الرئيسيون الآخرون للبنان صدى هذه الرسالة".
وفي مؤتمر صحافي أعد على عجل، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه "يجب علينا أن نحارب الأعراض الناجمة عن الإرهاب والجذور المسببة له". وإذ أشاد بقراري مجلس الأمن 2170 و2178، أكد أن بلاده "تحارب الإرهاب بثبات واستمرارية، وليس فقط عندما يعلن أحد ما تحالفاً". ودعا الى "تزويد العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر وغيرها الأسلحة من أجل "تعزيز قدرتها على مواجهة التهديدات لأمنها، بما في ذلك التهديدات الإرهابية". وقال إنه "من المهم للغاية التعاون مع السلطات السورية" في هذه الحرب. وحض على "عدم تكرار الأخطاء عندما حاولنا عقد مؤتمر دولي عن سوريا من غير أن ندعو ايران لأسباب عقائدية". وكشف أن روسيا تشارك في الحرب على الإرهاب بوسائل مختلفة، منها "تزويد لبنان وسوريا والعراق الأسلحة الضرورية".
مفاوضات... وابتزاز
في غضون ذلك، تضاربت المعطيات أمس عن حقيقة ما تردد عن انطلاق مفاوضات في شأن العسكريين المحتجزين رهائن وقت مضت التنظيمات المسلحة الخاطفة ولا سيما منها "جبهة النصرة " في ترهيب اهالي العسكريين والجهات اللبنانية المعنية من خلال لعبة ابتزاز لم تغب عنها خلفيات سياسية ومذهبية برزت في التسجيلات التي وزعت للعسكريين في اتصالات مع عائلاتهم . كما عادت "النصرة " وأعلنت ليلاً عبر "تويتر" ان "لا تفاوض في قضية الجنود اللبنانيين المحتجزين لدينا حتى يتم اصلاح أمور عرسال في شكل كامل ونتمنى الا نضطر الى التصعيد فاعقلوا".
وقالت مصادر وثيقة الصلة بملف العسكريين لـ"النهار" ان المفاوضات ليست محصورة بشخص واحد من الجانب اللبناني وكل المعنيين بها يبذلون كل الجهود المتاحة لانقاذ العسكريين المخطوفين. لكنها أوضحت ان الملف معقد جداً والارهابيين يمارسون الابتزاز ومن الضروري ان تبقى المفاوضات سرية وجدية وبعيدة من الاعلام نظراً الى حراجة الوضع وعملية الابتزاز الجارية والتي تبرز من خلال الضغط على اهالي الرهائن وعلى العسكريين المخطوفين وعلى الدولة في هذا الملف الوطني.
ونفت مصادر وزارية معنية علمها بأي جديد طرأ امس على الملف، بينما بثت "المؤسسة اللبنانية للارسال" مساء معلومات عن "نضج المفاوضات بحيث تكون صفقة بين جبهة النصرة والجيش بتبادل الرهائن من العسكريين في مقابل الموقوفين في احداث عرسال الاخيرة وان حزب الله ابدى استعداده لمبادلة اسرى لديه للنصرة وداعش بالعسكريين اللبنانيين". وتحدثت عن "مفاوضات سورية – سورية نظرا الى تعذر التفاوض بين الجانب اللبناني والنصرة".
وبرز على الصعيد السياسي في هذا الاطار موقف لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من خلال لقاء عقده الوزير وائل أبو فاعور مع أهالي العسكريين المخطوفين في راشيا، اذ نقل موقفاً حازماً لجنبلاط من حيث دعوة الحكومة الى حسم امرها واعتماد مبدأ المقايضة حرصا على حياة العسكريين.
وتزامنت هذه التطورات مع تلقي اهالي العسكريين لدى "جبهة النصرة" تسجيلات صوتية من ابنائهم يطالبونهم فيها بالاستمرار في قطع الطرق وعدم الخروج منها ونشر التسجيلات واعتماد مفاوض جدي. كما سجل تطور جديد حمل مؤشرات خطيرة في عرسال تمثل في تظاهرة للاجئين السوريين رددت هتافات مؤيدة لتنظيم "داعش". اما في طرابلس، فانطلقت تظاهرة رددت هتافات مناهضة لعمليات الدهم التي نفذها الجيش في عرسال.
 
العين على طرابلس... في انتظار الساعة الصفر؟
النهار....مصطفى العويك
ماذا يحضّر لطرابلس؟ سؤال يتردد بقوة منذ اسبوع تقريبا على ألسنة الطرابلسيين الذين يرسمون كل يوم مسارا معينا لحياتهم، يتكيّف والمستجدات التي يسمعون بها او يشاهدونها بأم العين قرب منازلهم وفي شوارعهم وربما داخل بيوت بعضهم.
الكل هنا مجمع على ان أمرا دبر بليل وينتظر الساعة الصفر لإطلاقه. البعض يتحدث عن مجموعات مسلحة "مشبوهة" تحاول خطف المدينة وجعلها فعليا تحت امرة التنظيم الارهابي "داعش"، وقت يسرد طرف آخر كيف عمل "حزب الله" لضرب المدينة من الداخل، وجعلها في فوضى دائمة، من خلال ضرب مكوناتها ومجموعاتها بعضهم ببعض، ويدلل هذا الطرف على ذلك ببعض الاحداث الامنية النوعية التي جرت في اليومين الاخيرين في طرابلس وضواحيها، من اغتيال الجندي في الجيش اللبناني محمد خضر حسين، الى اطلاق الرصاص على اكثر من حاجز للجيش، وصولا الى قيام عناصر ملثمة في سيارة "مفيّمة" بتنفيذ عملية اغتيال احد قادة المجموعات المسلحة الذي يتلقى سلاحه من "حزب الله" وهو فيصل الاسود، وترجيح دخول السيارة هذه الى احد المربعات الامنية التابعة لقوى 8 آذار في ضواحي طرابلس.
اغتيال الاسود ليس حدثا عابرا، بل هو تأريخ لزمن جديد من الاحداث ستشهده المدينة، فبعدما سرّب الاعلام خبر الافراج عن قادة المحاور التقليديين كسعد المصري وزياد علوكة شرط مواجهتهم للمجموعات المتشددة في مناطقهم كمجموعة اسامة منصور وشادي المولوي، ومسارعة مؤيدي المصري وعلوكة الى نقل الخبر الى مناصريهم في التبانة، الذين فرحوا بخبر الافراج، وامتعضوا لجهة مواجهة "ابناء منطقتهم" ورفضوا ذلك، تنبهت السلطات المعنية الى خطورة نشر خبر كهذا، فقالت موضحة إنه عار من الصحة، وبالتالي لا صفقة بين الدولة وبين قادة المحاور. لكن الامر لم ينته هنا، اذ بعد يومين فقط من اشاعة هذا الخبر، اغتيل فيصل الاسود في ظروف غامضة وتوقيت دقيق، ويرجح احد المقربين منه ان ملابسات اغتياله مرتبطة برفضه مواجهة مجموعة اسامة منصور، ويقول لـ"النهار": "تلقى فيصل اتصالا من جهة حزبية بيروتية يحمل رسالة مبطنة، وطُلب منه مراقبة مجموعة اسامة منصور تمهيدا للاشتباك معها، فرفض فيصل الامر، مبلغا المتصل بان تكلفة الاشتباك ستكون باهظة وتداعياتها ستكون كارثية، نظرا للكثافة السكانية داخل الاحياء الداخلية في التبانة، ولأن مجموعة منصور هي من نسيج المنطقة ولا يمكن الدخول في حرب معها"، ويضيف: "عندها غضب المتصل وقال: "اذاً فلتتحمل أنت المسؤولية"، وليلا اغتيل الاسود".
هذه الرواية التي سردها أحد المقربين من الاسود لـ"النهار"، تقابلها رواية أخرى يروجها الكثير ممن يرسم حولهم الكثير من علامات الاستفهام، فحواها ان "حديثا بالتواتر وصل الى منصور بأن الاسود يريد تطهير المنطقة وتخليص اهل التبانة من مجموعته التكفيرية، وقبل ان ينفذ فعلته هذه قامت مجموعة منصور بعملية استباقية وقتلته". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تطور وجود منصور في طرابلس الى الحد الذي يسمح له بامتلاك سيارات "مفيّمة"؟ ربما هناك من ساعده في تأمين ذلك. بين الرواية الاولى والثانية ثمة خيط مشترك، يوصل الى الخلاصة الآتية: طرابلس محط أنظار العابثين بالامن، وهم بالتأكيد يرسمون لها سيناريو معدلا يدخلها زمن الفلتان الامني من جديد.
لذا بات الشعور باستهداف المدينة قاسما مشتركا لدى جميع ابنائها. الكل يتحدث عن وقوع الاستهداف، لكن الجميع يسأل عن التوقيت؟ والثمن الذي ستدفعه المدينة من جراء ذلك؟ ويشار الى ان الجيش كان قد عزز انتشاره في شوارع المدينة واستقدم تعزيزات جديدة، ما اعتبره المراقبون مؤشرا جديا لحدث ما ستشهده المدينة في القريب العاجل.
 
مؤشّرات خطيرة بدأت تظهر في عرسال لاجئون يطالبون بـ"داعش" وقلق يسود الأهالي
النهار....بعلبك – وسام إسماعيل
مؤشر خطير بدأت تظهر ملامحه في بلدة عرسال البقاعية من خلال تظاهرات مؤيدة لـ"داعش" ينظمها لاجئون سوريون في البلدة، حيث انطلقت يوم الخميس تظاهرة أمام بلدية عرسال رفع خلالها علم تنظيم "الدولة الاسلامية ـ داعش" لتتوسع ظهر امس بتظاهرة أخرى أكبر من حيث العدد فقد فوجىء أهالي بلدة عرسال عقب صلاة الجمعة بمسيرة حاشدة شارك فيها عشرات اللاجئين السوريين من رجال ونساء انطلقت من "مسجد ابو طاقية" (مصطفى الحجيري) لتخترق شوارع البلدة وصولاً الى مبنى البلدية مطالبة بقيام "الدولة الاسلامية" في البلدة، مردّدة شعار" ابو مالك فوت فوت بدنا نوصل على بيروت"، وشعارات تحريضية ضد الجيش.
ولم تقتصر حركة اللاجئين السوريين داخل بلدة عرسال على مناشدة "الدولة الاسلامية" اقتحام البلدة وقتال الجيش فقط، بل لاحظ الاهالي تحركات استعداد للاجئين للوقوف الى جانب "داعش"، مما اثار حالاً من القلق لدى أهالي البلدة الذين يعيشون في حال من الحذر والترقب خوفاً مما قد يحضّر للبلدة كما وصف الحال احد فاعلياتها لـ "النهار" مؤكداً ضرورة استمرار الجيش في اجراءاته التي يتخذها.
ورافقت التظاهرة دعوات من المسجد الكبير داخل البلدة تحض اهالي عرسال على عدم المشاركة.
وليل الخميس – الجمعة رصد الجيش تحركات للمسلحين على اطراف البلدة اطلق على اثرها قنابل مضيئة وعيارات نارية منعاً لأي تحرك للمسلحين في وقت رفع من جهوزيته.
وأبدى أهالي عرسال ارتياحهم إلى الإجراءات التي يتخذها الجيش في عرسال بهدف حفظ الامن والاستقرار فيها، وصدر بيان باسم فاعليات البلدة جاء فيه: "منذ بداية الأحداث وأهالي عرسال يقفون خلف المؤسسة العسكرية التي قدمت التضحيات والشهداء لردع الارهاب، ودفاعا عن كرامة عرسال والوطن برمته، فالجيش اللبناني هو جيش كل لبنان بكل طوائفه، وعرسال بلدة لبنانية مخطوفة من المسلحين الذين خرجوا من مخيماتها وساندوا الارهاب، فمتى كان حفظ أمن البلدة حصاراً لعرسال؟ الجيش يقوم بواجبه الوطني لحماية عرسال، لا لحصارها. فأهالي البلدة يعيشون حياتهم الطبيعية ولديهم كل مستلزمات البلدة من مواد غذائية وخضر ووقود وغيرها".
وتمنى البيان على "أهلنا وأخواننا في كل المناطق أن يقفوا إلى جانبنا لتحييد عرسال والبلد عن هذا الصراع الاقليمي وإبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية لما فيه مصلحة أمن لبنان، لأن الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد وليس من مصلحة أحد إضعافه".
 
"حزب الله" لا يبالي بلبنان وشعبه
 المصدر : 14march
يسير لبنان في نفق مجهول، متأثراً بما يجري من حوله في المنطقة من غليان طائفي وارهابي. الشارع اللبناني قابل للاشتعال. القوى الحزبية والسياسية تهز الحبال من جهة وتضبطها من جهة اخرى قبل وقوع الفتنة. وفي وقت يعتبر لبنان بلا رأس، ومع غياب أي آلية لتسيير شؤون الناس، في أبسط احتياجاتهم كالماء والكهرباء، تحاول جهة خبيثة ابقاء بعض المناطق متوترة خدمة لمصالحها.
تقف أوساط نيابية من "14 آذار" عند ما يجري في لبنان معتبرة أن "حزب الله لا يريد للاستقرار ان يسيطر على هذا البلد، بل يريده في حال توتر دائم، ويشير استفزاز الاخرين ويدفعهم إلى اللجوء إلى التشدد ويعمل على زج المسلحين بمعارك مع المسلحين، من أجل ايجاد المبررات بدخوله سوريا، وحتى يشعر اللبنانيين في شكل مستمر ان النصرة وداعش على الابواب وان الحزب هو الحامي"، وتضيف: "لا حماية للبنان إلا بجيشه، وأي فئة ثانية مسلحة ستكون المعرقلة والسبب في اضعاف الجيش".
وتقول: "رغم كل ما يحصل في البلد، ورغم الخسائر البشرية المادية وتهديد السيادة وضرب صورة الجيش وتهديد امن المواطنين لا يزال "حزب الله" في سوريا وهو لا يبالي بما سيحصل ولا حتى بقضية العسكريين"، متسائلة: "لماذا تأخر الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله حتى هذه الايام لكي يوضح موقف الحزب؟"، مذكرة بأن نصرة "لم يتطرأ حتى إلى موضوع الانسحاب وكأن وجوده في سوريا بات ركناً اساسيا من عقيدته المرتبطة بأهداف ايران".
تلاحظ الاوساط الارتباك في قرار "حزب الله" جراء ضربات التحالف للدولة الاسلامية أكان في سوريا أو العراق، وتسأل: "طالما بات هناك مثل هذا التحالف القوي لضرب "داعش" والذي بدأ باضعافها، خصوصا مع ضرب أحد اهم موادها حقول النفط، لماذا "حزب الله" يصر على البقاء في الداخل؟ أم ينتظر ازالة هذا التنظيم للخروج؟".
وتلفت انتباه المسؤولين إلى قضية بالغة الاهمية، بسؤالها: "هل هناك اي علاقة للبنان بالقرار الاممي الذي أصدره مجلس الامن والمتعلق بعدم السماح للمقاتلين بدخول سوريا وإلا ستستخدم العقوبات الاقتصادية او القوة؟ الا يستدعي ذلك انسحاب "حزب الله" ام بات المجتمع الدولي ايضا يعترف بوجوده في الداخل كجهة شرعية؟ والامر نفسه ينطبق على اللبنانيين الذين يغادرون لبنان للانضمام إلى "النصرة" و"داعش".
وتلاحظ الاوساط "الفارق في التعامل مع المقاتل من "حزب الله" الذي يسمح له بدخول سوريا باسلحته وعتاده والعودة إلى لبنان ومسقط رأسه حاملاً معه القذائف الصاروخية والذخائر، فضلا عن الحقد على كل متعاطف مع الثورة السورية"، داعية الحزب إلى "استغلال الفرصة الاخيرة بانسحابه من سوريا وكسب موقف السوريين من جديد، لنه عليه ان ينظر إلى اميركا التي لم تاخذ اذن النظام السوري ولا روسيا ولا ايران وضربت "داعش" وبدأت باضعافها، فلا نعلم متى يأتي قرار ابعاد النظام ويخرج حينها "حزب الله" خاسرا شعبيته وصفته المقاومة التي اساساً فقدها منذ دخول مقاتليه إلى سوريا".
وتقول: "طالما "حزب الله" يريد الحل السياسي، فلماذا يدفع نحو المزيد من العمليات العسكرية؟"، معتبرة أن "دخول الحزب إلى وسوريا زاد من تسعير العنف في الداخل واعطاه الصبغة الطائفية بما انه حزب شيعي، دخل بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب الذي لم يمس برصاصة حينها".
 
لبنان: تجدد الأمل بالتفاوض على المبادلة
بيروت - «الحياة»
شهد لبنان سباقاً بين جهود خفض التوتر وبين مظاهر الاحتجاج والاحتقان على خلفية قضية العسكريين المخطوفين وتداعياتها من قطع الطرق من قبل أهاليهم، وتدابير الجيش الاحترازية في مخيمات النازحين السوريين والتوقيفات التي نفذها بحثاً عن مشتبه بانتمائهم إلى التنظيمات المتشددة في سورية، والتي أطلقت تحركات احتجاجية، قابلتها مساع لتدارك ردود الفعل. (
وعلمت «الحياة» من مصادر تعمل على خط تسهيل المفاوضات لإخلاء العسكريين المخطوفين أن جهوداً حثيثة بذلت خلال الساعات الـ 24 الماضية أدت إلى الحؤول دون توجه لدى «جبهة النصرة» نحو قتل المزيد من العسكريين رداً على توقيف الجيش عشرات النازحين الذين أفرج عن معظمهم بعد التأكد من أوضاعهم وأوراقهم الثبوتية. وذكرت مصادر معنية بالتفاوض أن الاتصالات نجحت في تجاوز ذلك على أمل الإفادة من وقف القتل من قبل الخاطفين، عبر تفعيل التفاوض معهم على مبادلة تركهم للعسكريين بتلبية بعض مطالبهم.
وقالت المصادر إن ضمان عدم التعرض للعسكريين يتيح استئناف التفاوض على المبادلة وإن الاتصالات على هذا الصعيد ستنشط في هذا الاتجاه خلال الساعات المقبلة في شكل ايجابي، معتبرة أن هناك تطوراً في الموقف اللبناني الرسمي يسمح بالأمل بذلك. وفيما قالت مصادر مواكبة لجهود التفاوض إن الوساطة القطرية متعثرة، أوضحت مصادر رسمية أن الجانب القطري لم يعلق وساطته بل يبحث عن قنوات وهو مربك بعد مشاركة بلاده في التحالف الدولي ما يسبب له إحراجات. ولم تتأكد أنباء ليلاً عن أن موفد الدوحة عاد إلى بيروت أمس.
في هذا الوقت قال رئيس الحكومة تمام سلام في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليل أمس في نيويورك إن «لبنان يتعرض لهجمة إرهابية شرسة من قبل مجموعات ظلامية شرسة نفذت اعتداءات على مناطق لبنانية عدة...». وأشار إلى خطف الإرهابيين عدداً من أفراد الجيش وقوى الأمن وإلى «تنفيذ هذه العصابات جريمة قتل وحشية بحق 3 من المحتجزين الأبرياء».
واعتبر سلام أنّ «هذه الجرائم عرقَلَتْ جهودَ التفاوض غيرِ المباشر التي تقوم بها حكومتُنا بمساعدة جهاتٍ صديقة، لتأمينِ الإفراج عن العسكريين»، مؤكداً أَنْ «ليسَ بين خياراتِنا في هذه القضية خيارُ التراجُع عن أيٍّ من ثوابتِنا المتمثلةِ بتحرير العسكريين وحِفظِ هيبةِ الدولة وحمايةِ أمنها وسيادةِ أراضيها».
وأوضح سلام أنّ مشكلة النازحين السوريين، بكلِّ تداعياتِها الاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ والأمنيّة الخطرة، ليست، ويجب ألا تكونَ، مشكِلَةً لبنانيةً بَحْتَة... إنّها أزْمةٌ إقليمية كبرى موضوعةٌ برَسْمِ المجتمع الدوليّ الذي عَلَيْهِ أن يتحمَّلَ مع لبنان هذا العبء الهائلَ الذي لا طاقَةَ لأيِّ دولةٍ مهما كان حجمُها على تحمُّلِه وحدَها».
والتقى سلام في مقر إقامته في فندق «وولدوف أستوريا» وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حضور وزير الخارجية جبران باسيل وسفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد ومندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة السفير نواف سلام، وعرض معه الأوضاع في المنطقة ولبنان.
والتقى باسيل مساء أمس نظيره السوري وليد المعلم في إطار لقاءات شملت أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكان أهالي العسكريين واصلوا أمس أيضاً قطع الطرق بين البقاع وبيروت والبقاع والجبل وعلى الطريق الساحلية الشمالية للضغط على الحكومة كي تسرّع جهود الإفراج عنهم. وزارهم وزير الصحة وائل أبو فاعور في منطقة ضهر الأحمر أمس موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليؤكد لهم أن الرئيس سلام مهتم بقضيتهم في شكل استثنائي وطلب إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدخل أنقرة وأن الأخير وعد بذلك.
وشهدت عرسال لليوم الثاني على التوالي تظاهرة محدودة لنازحين سوريين رفعت شعارات تضامن مع «النصرة» و»داعش»، احتجاجاً على مداهمات الجيش للمخيمات بحثاً عن مطلوبين وتوقيف شبان منها. كما شهدت طرابلس تظاهرة صغيرة من لبنانيين متعاطفين مع التنظيمات المتشددة.
وعقد اجتماع في أحد مساجد عرسال بين علماء دين من البلدة وآخرين سوريين بحث في المشاكل التي يتعرض لها النازحون جراء عدم تواجدهم في لبنان بأوراق شرعية. وصدر بيان مشترك طالب بممر إنساني للنازحين السوريين وبإطلاق الموقوفين لدى الجيش. وناشد المجتمعون خاطفي العسكريين عدم التعرض لهم وشكلوا وفداً مشتركاً للقاء الخاطفين لتسريع التفاوض على تحرير العسكريين اللبنانيين.
وقالت مصادر عرسالية لـ «الحياة» إن هناك مبالغة في تصوير وقائع إجراءات الجيش وردود الفعل عليها وإن من جرى توقيفهم بالعشرات أخلي سبيل معظمهم بعد التحقيق معهم. وطمأنت قيادة الجيش وجهاء البلدة بأن لا استهداف لعرسال والنازحين بل تدابير احترازية بحثاً عن مشتبه بهم. وقالت المصادر إنه اتفق بين وجهاء من البلدة ومشايخ من النازحين على بذل الجهود لتجنيبها ومخيمات النازحين انعكاسات الوضع العسكري الساخن في القلمون وجرود عرسال.
 
وفد من علماء عرسال وعلماء النازحين سيلتقي الخاطفين لطلب فرصة للتفاوض
بيروت - «الحياة»
واصل الجيش اللبناني إجراءاته الميدانية في عرسال فقام بحملات تفتيش بحثاً عن مشتبه بهم، بعد عمليات دهم لبعض مخيمات النازحين. وأحبط الجيش فجر أمس، وفق الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية)، محاولة تسلل جديدة للمسلحين من جرود عرسال في اتجاه البلدة، مستخدماً سلاح المدفعية ومحققاً إصابات في صفوفهم.
في غضون ذلك، نفذ الطيران السوري خمس غارات على الرهوة ووادي الجميل في جرود عرسال، وعلى معبر الزمراني غير الشرعي على الحدود اللبنانية - السورية، مستهدفاً تحركات المسلحين في محيطه.
وفي البقاع عقد لقاء في «أزهر» عرسال بين عدد من مشايخ بعلبك الهرمل ومشايخ وعلماء عرسال ومشايخ السوريين الموجودين في عرسال لبحث كل الأمور والمستجدات الأخيرة التي حصلت في عرسال، وبعد الاجتماع صدر بيان تلاه مفتي بعلبك الشيخ أيمن الرفاعي أكد فيه على «توفير ممر إنساني للنازحين السوريين، وإطلاق حوالى 300 موقوف لدى الجيش اللبناني، وإعادة بناء حوالى 100 خيمة».
وطالب المجتمعون بـ «إنشاء نقطة أمن عام في عرسال لأن هناك الكثير من السوريين في حاجة إلى تسوية أوضاع، والتأكيد على تأمين دخول وخروج العراسلة إلى أراضيهم». وتوجه المجتمعون إلى «خاطفي العسكريين بعدم التعرض لهم إفساحاً في المجال لسير عملية المفاوضات»، وسيقوم وفد من علماء عرسال وعلماء النازحين السوريين بلقاء الخاطفين لهذا الغرض.
إلى ذلك وزعت فاعليات عرسال وأبناؤها بياناً أمس جاء فيه: «منذ بداية أحداث عرسال والأهالي يقفون خلف المؤسسة العسكرية التي قدمت التضحيات والشهداء لردع الإرهاب ودفاعاً عن كرامة البلدة والوطن برمته، فالجيش هو جيش كل لبنان بكل طوائفه وعرسال بلدة لبنانية مخطوفة من المسلحين الذين خرجوا من مخيماتها وساندوا الإرهاب، فمتى كان حفظ أمن البلدة هو حصار لعرسال، فالجيش يقوم بواجبه الوطني لحماية عرسال، لا لحصارها. فأهالي البلدة يعيشون حياتهم الطبيعية». وتمنت الفاعليات على «أهلنا وإخواننا في المناطق كافة أن يقفوا إلى جانبنا لتحييد عرسال والبلد عن هذا الصراع الإقليمي وإبعاد الجيش عن التجاذبات السياسية لما فيه مصلحة وأمن لبنان لأن الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد وليس من مصلحة أحد إضعافه».
وفي المقابل خرج عدد من النازحين السوريين بعد انتهاء صلاة الجمعة من جامع الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ «أبوطاقية» في تظاهرة ضمت العشرات، حاملين أعلام «داعش» وجبهة «النصرة» وهتفوا بشعار «الشعب يريد الدولة الإسلامية». ولوحظ أن أحداً من أهالي عرسال الذين كانوا يصلون في المسجد لم يشارك معهم في هذه التظاهرة المحدودة، وإنما غادروا إلى منازلهم، الأمر الذي لاقى استحساناً لدى فاعليات البلدة وأهاليها، ما يؤشر إلى أن المزاج الشعبي لدى أهالي عرسال بدأ يتغير.
ونشر فيديو قيل أنه من عرسال أظهر هتافات للمتظاهرين ومنها «الدولة الإسلامية باقية»، ويا أبو مالك (التلي أمير جبهة «القلمون) فوت فوت بدنا نوصل عا بيروت».
وتحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن إلقاء عناصر مخفر جبيل في قوى الأمن الداخلي القبض على اللبنانيين م م، و م أ، والسوري ع ب أثناء تجولهم في سوق جبيل، للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم اصولي، ولدى التدقيق في هواتفهم الخليوية وجدت صور لأسلحة حربية مختلفة، وتم تسليمهم إلى فرع التحقيق في شعبة المعلومات لاستكمال التحقيقات بناء على إشارة القضاء العسكري.
وفي طرابلس، وتحت عنوان «لا لذبح عرسال» انطلق مصلون بالعشرات، عقب صلاة الجمعة تلبية لدعوة «هيئة علماء المسلمين»، رافعين رايات التوحيد. وفي باب التبانة خرجت مسيرة تقدمها الشيخ خالد السيد وجالت الشوارع، رافعة الرايات الإسلامية ومرددة الهتافات المستنكرة لما حصل في عرسال. وقال السيد إن «هذه التظاهرة هي تضامن مع أهالي عرسال ورفض للانتهاكات التي تمارس على النازحين السوريين وعلى أهل عرسال التي رأيناها بأم العين. أن يوضع النازحون عراة على الأرض وتركع النساء وتحرق الخيم ويشرد الناس ويعتقل المئات بحجة الإرهاب فهذا أمر مرفوض وغير مقبول».
وفي القبة خرجت من أمام مسجد حمزة مسيرة قابلتها مسيرة من مسجد خديجة في أبو سمرا تخللتها كلمات ركزت على رفض كل طريقة المداهمات التي حصلت في حق النازحين. واعتبرت أن «الدولة تجاوزت الخطوط الحمر في هذا المجال».
وترافق ذلك مع تنفيذ الجيش اللبناني إجراءات أمنية في المدينة حيث أقام حواجز ثابتة وسيّر دوريات في الشوارع مواكبة للمسيرات.
أما في صيدا فقد أفيد بأن المدينة لم تشهد أي تحرك احتجاجي، بعد دعوة «هيئة علماء المسلمين» لجعل يوم الجمعة «جمعة لا لذبح عرسال»، واقتصر الأمر على إثارة الموضوع في عدد من منابر المساجد عبر خطب الجمعة، في وقت بقيت الإجراءات الأمنية والعسكرية في المدينة عادية حيث اتخذت إجراءات احترازية في محيط المساجد كالعادة كل جمعة.
 
الجميل يدعو جعجع وعون للانسحاب من معركة الرئاسة ووضع «الأنانيات» جانبا ومصادر لـ«الشرق الأوسط»: مساع لحث حزب الله على وساطة مع زعيم «التغيير والإصلاح»

بيروت: بولا أسطيح.... دعا رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أمس، حليفه في قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية وإخلاء الساحة لغيرهما، بعد 126 يوما على شغور سدة الرئاسة. جاء ذلك في وقت برز فيه الحديث عن مساع يجريها بعض الفرقاء لدى حزب الله للضغط على عون للقبول بمرشح توافقي والتخلي عن السياسة التي اتبعها منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو (أيار) الماضي والقائلة بـ«أنا أو لا أحد للرئاسة».
وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الحاصلة بموضوع الرئاسة أن «حزب الله بات يشعر بوجوب تحريك الملف سريعا نظرا للتداعيات الكبيرة التي يتركها على أكثر من قطاع وآخرها القطاع المالي»، لافتة إلى أن «المساعي بدأت تتركز على حث حزب الله على لعب دور الوسيط مع عون للتمني وإن اقتضى الأمر الضغط عليه للقبول بتسمية مرشح توافقي».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «برز أخيرا انزعاج في أوساط حزب الله من المراوحة القاتلة التي يشهدها الملف الرئاسي، وقد نقل مسؤولون في الحزب لبعض من التقوهم أخيرا هذا الانزعاج، ملمحين إلى دور جديد قد يقوم به الحزب في هذا الملف».
وتزامنت هذه المعلومات، التي كشفها المصدر، مع موقف أطلقه رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أخيرا قال فيه إنه «آن الأوان لأن يلتقي السياسيون ويتحملوا مسؤولياتهم بانتخاب رئيس للجمهورية، كونه لا يعقل أن يكون جسد بلا رأس ودولة من دون رئيس».
وأرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء الماضي، وللمرة 13 على التوالي، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بسبب تعطيل حزب الله وتكتل عون نصاب الجلسة، وحدد 9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعدا لجلسة جديدة.
وحثّ الجميل في مؤتمر صحافي، أمس، المرشحين للرئاسة على «إخلاء الساحة لسواهم»، قائلا: «فلنضع الأنانيات والمصالح جانبا ولنركز على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت».
وفي المقابل، عد جعجع أن «أقوى رئيس جمهورية هو رئيسٌ تقفُ وراءه القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وبقية الأحزاب المسيحية»، سائلا «لماذا نتأخر بعد؟» ولفت في تغريدات على صفحته على موقع «تويتر» إلى «إن مقاطعة انتخابات الرئاسة إذا استمرت ستؤدي إلى أضعف رئيس ممكن تصوره، فلنتفق باكرا واليوم قبل الغد على رئيس ولنذهب إلى مجلس النواب لانتخابه غدا قبل بعد غد».
وتتبنى قوى 14 آذار منذ انتهاء ولاية سليمان ترشيح جعجع للرئاسة، فيما تتمسك قوى 8 آذار بترشيح عون «غير المعلن». ويعد حزب «الكتائب» رئيسه مرشحا طبيعيا لمنصب الرئاسة.
وأطلقت قوى «14 آذار» أخيرا مبادرة لحل الأزمة الرئاسية، معربة عن استعدادها للتخلي عن ترشيح جعجع لصالح مرشح توافقي تجمع عليه كل القوى السياسية، إلا أن فريق «8 آذار» لم يستجب للمبادرة. وسبقت مبادرة 14 آذار مبادرة لعون دعت لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب لكنّها لم تلق التجاوب المطلوب.
وبالمقابل تعثر الملف الرئاسي، تقدم البحث بعقد جلسات تشريعية لإقرار مشاريع ضرورية وأبرزها سلسلة الرتب والرواتب التي من شأنها زيادة رواتب موظفي القطاع العام.
ومع تراجع «تيار المستقبل» و«حزب القوات» عن موقفهما السابق برفض التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية، مشددين على مشاركتهما فقط في جلسات تبحث مشاريع «ضرورية»، يبقى حزب «الكتائب» المقاطع الوحيد للتشريع.
وأشار الجميل إلى أن «كل كلام عن تشريع خارج انتخاب رئيس هو تشريع للفارغ»، مشددا على أن «التشريع الضروري هو انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن». وأكد أنه «لن يحضر أي جلسة نيابية لا تكون مخصصة لانتخاب رئيس.. وكل ما تبقى من أمور تمر بعد انتخاب الرئيس وانتخابه هو المفتاح».
وأكد وزير العمل سجعان قزي، أحد وزراء «الكتائب» في الحكومة «تمسك حزبه بالموقف المبدئي الذي أعلن في وقت سابق لجهة رفض التشريع، والتشديد على أن المجلس النيابي في هذه المرحلة هيئة انتخابية استنادا للمواد 73 و74 و75 من الدستور».
وقال قزي لـ«الشرق الأوسط:» أبقينا باب التشريع مفتوحا تحت شعار الضرورات تجيز المحظورات، أي الموافقة على التشريع بحالات الطوارئ الأمنية والإنسانية وليس للبحث بمشاريع قوانين قد تحل خارج إطار التشريع المباشر».
 
لبنان يحصل على وعد من تركيا بالمساعدة في ملف العسكريين المختطفين ومظاهرات مؤيدة لـ«داعش» و«النصرة» في عرسال.. و«الجبهة» تلوح بحرب

بيروت: «الشرق الأوسط» ..... أعلن وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أنّ الحكومة اللبنانية حصلت على وعد من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمساعدة في قضية العسكريين المختطفين لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» منذ معركة عرسال في أغسطس (آب) الماضي، فيما استمرّ الأهالي في تحركاتهم المتنقلة وإقفال الطرقات الرئيسة في عدد من المناطق مطالبين السلطات بالعمل للإفراج عن أبنائهم.
وأرسلت «جبهة النصرة» أمس، رسائل مسجلة من الجنود المخطوفين إلى ذويهم، يطمئنونهم عبرها أنهم بخير ويطلبون منهم مواصلة التحرك لحل قضيتهم عبر إرسال مفاوض جدي للتفاوض على المطالب. وكان أبو مالك الشامي أمير «جبهة النصرة» في القلمون والمعروف باسم أبو مالك التل، هدّد لبنان بالقول في تسجيل صوتي بثّ ليل أمس، «الحرب تلوح ولدينا مجاهدون بالآلاف في كل لبنان ينتظرون الإذن للمعركة».
في موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّه «لأسباب أمنية وإن لم نتفاهم على إنشاء المخيمات سنقيمها بكل الأحوال لأنني لا أستطيع تحمل أن يعرّض مزاج سياسي البلد كله للخطر»، في إشارة إلى اعتراض التيار الوطني الحر الذي يترأسه النائب ميشال عون على إقامة مخيمات. من جهته، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس أن وجود النازحين السوريين في لبنان بهذه الأعداد الكبيرة غير قابل للاحتمال. وأضاف «من هنا كان القرار الحازم الذي اتخذناه بأننا لن نقبل مزيدا من النزوح واتخذنا قرارا آخر بأن كل من يذهب إلى سوريا يفقد صفته كنازح، كما اتخذنا قرارا أيضا بالتدقيق بحالة النازحين ومدى انطباق الشروط عليهم كنازحين».
وتابع درباس: «لا داعش ولا غير داعش قادر على الدخول إلى البلد، لكن عندما يسقط سقف الدولة تنفتح الأمور على المجهول وهذا ما لا يريده أحد».
وفي عرسال حيث نفّذ الجيش اللبناني أوّل من أمس عمليات دهم طالت مخيمات النازحين نتج عنها توقيف عشرات الشباب، وأدّت إلى ردود فعل مستنكرة، خرج أمس أهالي المنطقة واللاجئون السوريون في مظاهرات دعت إليها هيئة العلماء المسلمين مطلقة عليها «جمعة لا لذبح عرسال»، «درءا للفتنة في البلدة»، وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، شعارات وهتافات رفعت خلال المظاهرات مؤيدة لـ«داعش» و«النصرة».
وكذلك في طرابلس خرج المصلون عقب صلاة الجمعة من مسجدي الجهاد وحمزة في باب التبانة والقبة، وانطلقوا بالعشرات في شوارع المنطقة، رافعين رايات التوحيد، ورددوا هتافات مستنكرة لما حصل في عرسال.
وكان وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور التقى أهالي العسكريين المخطوفين، صباحا. وشدّد بعد اللقاء، على أنه «تحرك بتكليف من النائب وليد جنبلاط (زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي)». وأوضح أنه تحدث في الموضوع مع رئيس الوزراء تمام سلام، وأن الأخير «حصل من إردوغان على وعد للمساعدة في هذه القضية». ولفت إلى أن «القرار يعود لأهالي العسكريين المخطوفين بفتح طريق ضهر البيدر أو إبقائه مقطوعا»، داعيا «باسم جنبلاط إلى حسم أمورنا كسلطة سياسية واعتماد مبدأ المقايضة في ملف العسكريين المخطوفين».
من جهتهم، أكد الأهالي أنهم مستمرون في قطع الطريق ويناشدون الجميع التحرك لهذا الملف بأسرع وقت ممكن.
وبينما أشارت المحطة اللبنانية للإرسال (إل.بي.سي) إلى أنّ الموفد القطري في قضية العسكريين وصل إلى بيروت لكنّه لم يعاود مهمّته، قال أمير «جبهة النصرة» في القلمون «إن معركة الجبهة مع حزب الله لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال»، مضيفا في تسجيل له نُشر موقع يوتيوب: «إننا استطعنا اختراق الأطواق الأمنية في كل المناطق في لبنان». وتوجه إلى السجناء الإسلاميين في سجن رومية وباقي السجون، الذين وصفهم بـ«الأسرى المسلمين»، بالقول: «قلوبنا عندكم وما هي إلا أيام معدودة وتفرج بإذن الله الكربات».
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,623,615

عدد الزوار: 6,904,520

المتواجدون الآن: 103