عناصر من حزب الله والحرس الثوري منتشرون في صنعاء لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم

الحوثيون يستولون على وثائق استخباراتية.. ويفرضون أئمة لمساجد في صنعاء.. هادي: هل بناء الدولة بنهب البيوت والمعسكرات والمؤسسات؟

تاريخ الإضافة الأحد 28 أيلول 2014 - 6:44 ص    عدد الزيارات 1947    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الحوثيون يستولون على وثائق استخباراتية.. ويفرضون أئمة لمساجد في صنعاء.. مصادر يمنية لـ «الشرق الأوسط» : عناصر من حزب الله والحرس الثوري منتشرون في صنعاء لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم

صنعاء: عرفات مدابش وحمدان الرحبي ... كشفت مصادر استخباراتية في العاصمة اليمنية صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين الذين واصلوا حملات مداهماتهم لمنازل السياسيين والوزراء ومن بينها منزلا رئيس جهاز الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، ومنزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، استولوا على وثائق استخباراتية مهمة، وجددت التأكيد بأن الحوثيين الذين حاصروا مقر المخابرات اليمنية في عدن وصنعاء، خلال الأيام الماضي، أفرجوا عن عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني وعنصرين من حزب الله اللبناني.
وذكرت هذه المصادر أن «العناصر التابعة للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله كانت تقوم بتدريب جماعة الحوثي في شمال اليمن»، وأشارت إلى وجود عدد كبير من عناصر الحرس الثوري وحزب الله حاليا، في شمال اليمن لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم السياسية والعسكرية في صنعاء، وقالت المصادر إن معظم هؤلاء العملاء يوجدون حاليا في صنعاء العاصمة.
وكان رئيس جهاز الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، نفى اقتحام مقر الجهاز، لكنه أقر باقتحام منزله من قبل المسلحين الحوثيين، وعلمت «الشرق الأوسط» من المصادر الاستخباراتية أن الحوثيين حصلوا على كمية كبيرة من الوثائق من المنازل التي قاموا بمداهمتها في صنعاء، وبينها منزل اللواء علي محسن الأحمر، ومنزل الشيخ حميد الأحمر، رجل المال والسياسية، ومنزل رئيس المخابرات وغيرها من المنازل. وكانت «الشرق الأوسط» أول من كشف عن إطلاق الحوثيين لأسرى إيرانيين.
وفي غضون ذلك قال سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين اقتحموا أمس الجمعة عدة مساجد وفرضوا خطباء منهم بعد طرد القائمين عليها المعتمدين من وزارة الأوقاف، وهو ما أثار سخط واستياء المواطنين وعدوه محاولة لفرض أفكار الجماعة المذهبية على الناس.
واقتحم الحوثيون مسجد الخير في هبرة، ومسجد الزهراء بجوار السجن المركزي، ومسجد الحمزة في حي الحشيشية، ومسجد ذو النورين في جولة سبأ، ونشر الحوثيون عشرات المسلحين حول هذه المساجد.
وتقوم الجماعة المتمردة وحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بمواصلة إعادة انتشارهم في العاصمة صنعاء وتوزيع الأسلحة على الميليشيات، وبالأخص المنتشرة في الإرجاء الشمالية من العاصمة.
وذكرت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي تقيم تحالفا قويا مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الجهة الجنوبية من العاصمة وأن اقتحام منازل الوزراء والسياسيين يجري بالتنسيق بين الطرفين. وقالت المصادر إن الأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من معسكرات الجيش، جرى إعادة توزيعها على مسلحين حوثيين وآخرين موالين للرئيس السابق في أكثر من منطقة من صنعاء.
ووصف المستشار العسكري للرئيس اليمني اللواء علي محسن صالح الأحمر، سيطرة ميليشيات الحوثيين المتمردين على العاصمة اليمنية صنعاء، بمحاولة لإعادة البلاد إلى الحكم «الإمامي» الذي أسقطه الشعب اليمني في ثورة 26 سبتمبر 1962.
وقال الأحمر في تهنئة للشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني لثورة سبتمبر الذي صادف أمس، إن «الحوثيين سيطروا على صنعاء بعد السماح لهم بدخول مركز الدولة»، وهو ما يعد اتهاما ضمنيا لقيادات عسكرية وسياسية أمرت الجيش والأمن بتسليم المقرات الحكومية والعسكرية للحوثيين، وعد الجنرال الأحمر في أول بيان صحافي يصدر عنه منذ اقتحام الحوثيين صنعاء نشره مكتبه الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماع «الأحداث الأخيرة محاولة أحفاد الإمامة »، مضيفا أن الحوثيين هدفوا من وراء ذلك إلى «هدْم الدولة والقضاء على قوات الوطن المسلحة والأمن، وتمزيق النسيج الاجتماعي»، مشيرا إلى أن سيطرة الحوثيين لن تستمر طويلا وقال «إن الشعب وحده سيردعهم ويحول أحلامهم إلى سراب».
ويعد الأحمر الذي لم يكشف مكان إقامته منذ 21 سبتمبر (أيلول)، من الشخصيات العسكرية البارزة طيلة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي انشق عنه عام 2011 وانضم للثورة الشبابية التي أطاحت بصالح، وعينه الرئيس هادي بعد ثورة الشباب مستشارا عسكريا لشؤون الدفاع والأمن، ويعده الحوثيون عدوهم اللدود الذي قاد 6 حروب ضدهم، ونفذ الحوثيون طيلة الأيام الماضية حملة اقتحام لمنازل الأحمر في العاصمة صنعاء ونهبوا محتوياتها إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والسياسية الموالية له.
وفي السياق ذاته، قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في خطابه بمناسبة عيد 26 سبتمبر، الذي يصادف ذكرى ثورة 1962، التي قامت ضد نظام الإمامة في شمال اليمن، إن «ها نحن اليوم نقف سويا، في هذه اللحظات التاريخية الهامة من تاريخ شعبنا ووطننا اليمني الكبير إحياءً وتبجيلا للذكرى الثانية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى الحادية والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، اللتين مثلتا قبلة الخير والعزة والكرامة الوطنية والإنسانية، وطي صفحة سوداء من عمر سنوات الجهل والغبن والكراهية والقهر والاستبداد والتخلف»، فلقد «مثلت ثورتا السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين ثورة اجتماعية ساوت بين الأفراد وعملت على إزالة الفوارق بين الطبقات، لإرساء أسس المواطنة المتساوية، كما كانت ثورة سياسية غيرت النظام السياسي وتوجهات وانحيازات الدولة وبنت جيشا وطنيا من أبناء الشعب».
وأكد الرئيس اليمني أن «الاحتفالات بالأعياد الوطنية تأتي في هذه الظروف الاستثنائية التي مرت على بلادنا وشعبنا، وهو تأكيد واستحضار لذاكرة الوطن والشعب التواقة للحرية والحياة الحرة الكريمة ونبذ كل صنوف القهر والاستعباد والذل، والتوحد في كيان واحد للبناء والتنمية والرقي والازدهار والاستقرار، في ظل الشراكة الوطنية للجميع بلا استثناء أو إقصاء»، وأضاف هادي أنه «وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد والتي أصابتكم بالصدمة، والخذلان، تماسكت الدولة ولم يتحقق الانهيار، فصنعاء الصمود والعزة تسقط كل المؤامرات ولا تسقط وهي التعبير عن الذات اليمنية الحقة وعن تاريخ الإنسان اليمني الحضاري الممتد، والشعب بتماسكه ومقاومته العظيمة للفتن الطائفية والفوضى شكل وما يزال الجهاز المناعي للوطن اليمني حين أوشكت بعض الأجهزة والقوى على السقوط، وبشعب يزخر بالرجال الشرفاء والنساء العظيمات والشباب المخلصين الصادقين الذين لم توهنهم فداحة ما حصل، سنعيد بناء دولتنا وجيشنا، والأهم قبل كل ذلك حفاظنا على معنوياتنا وتوحدنا وإيماننا بحلمنا الذي سنحققه لا محالة»، وأردف هادي: «لقد قلت لكم سابقا إننا خذلنا من قبل من لم يعرفوا أبدا في الوطن سوى مصالحهم، ولم تتطهر أرواحهم باسم اليمن، فأكلوا من كبده الطرية، وثأروا منه معتقدين أنهم يثأرون لأنفسهم، فتخلوا عن مسؤولياتهم، وتبرأوا من التزاماتهم، وستكشف لنا ولكم الأيام يوما بعد يوم ما حدث».
 
هادي: هل بناء الدولة بنهب البيوت والمعسكرات والمؤسسات؟ والحوثيون يقتحمون مساجد صنعاء
المستقبل..صنعاء ـ صادق عبدو
أكمل مسلحو جماعة الحوثي المرتبطة بإيران سلسلة اقتحاماتهم لمؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش ومقرات الأحزاب ومنازل المواطنين من سياسيين وإعلاميين معارضين لسياساتهم، باقتحام المساجد في العاصمة اليمنية، محدثين بذلك صدمة وذهولاً في أوساط سكان العاصمة الذين لم يتعودوا على أفعال كهذه منذ عقود طويلة، خصوصاً أن عمليات اقتحام المساجد أخذت بُعداً طائفياً.

وأوضحت مصادر مطلعة أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي اقتحموا قبل صلاة الجمعة أمس عدداً من المساجد المحسوبة على السُنّة في صنعاء، وقاموا بفرض عدد من الخطباء والأئمة والمؤذنين الموالين لهم .

وبحسب المصادر، فإن جماعة الحوثي اقتحمت مسجد الزهراء الواقع بجوار السجن المركزي ومسجد الحمزة في حي الحشيشية ومسجد ذو النورين جولة سبأ وجامع الخير، وقامت بفرض خطباء وأئمة جدد يروجون لخطاب الجماعة.

وفي حي شملان أكد شهود عيان لـ»المستقبل« أن الحوثيين سيطروا على معظم المساجد فيها وكانوا يهتفون أثناء وجودهم لأداء الصلاة بشعارهم المعروف «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل«؛ فيما انتشر مسلحون في محيط هذه المساجد تحسباً لاحتجاجات ضدهم.

ومن شأن هذه الخطوة أن تعمق الفجوة القائمة بين السُنّة والشيعة التي أحدثها الحوثيون بعد سيطرتهم على مقاليد الأمور في صنعاء الأحد الماضي وأدت إلى تغيير معادلة القوة في بلد يمتلئ بالسلاح.

في غضون ذلك، أحيا أنصار جماعة الحوثي أمس «جمعة النصر» في شارع المطار بالقرب من ثلاث وزارات تلبية لدعوة وجهها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي قال إنها تأتي «تأكيداً على الاستمرارية الشعبية في حماية مكتسبات الثورة«.

وعلى مدار الأسابيع الماضية، كانت صنعاء تشهد في مثل هذا اليوم «جمعتين«، إحداهما للحوثيين والأخرى لأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي وغالبيتهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين تحت شعار «الاصطفاف الوطني»، إلا أن هذه الجمعة مرت من دون حشود للإخوان، الذين يبدو أنهم أرادوا تجنب وقوع أزمة مع الحوثيين المسيطرين على العاصمة منذ نحو أسبوع.

ودعا الرئيس اليمني الحوثيين الى الانسحاب من صنعاء متهماً اياهم ضمناً بعدم احترام اتفاق السلام، في حين لم يتم تعيين رئيس جديد للوزراء أول من أمس الأربعاء كما كان متوقعاً.

وقال هادي في خطاب وجهه بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لثورة السادس والعشرين من أيلول إن «تطبيق هذه الاتفاقية هو الاعترافُ بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها وفي مقدمة ذلك صنعاء وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة».

وفور دخولهم صنعاء، سيطر الحوثيون على عدد من المباني الحكومية والمواقع العسكرية. ومنذ ذلك الحين، تتعرض الممتلكات الخاصة لهجمات وأعمال نهب في العاصمة تنسب الى المتمردين وأنصارهم.

وحذر هادي من «أن تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع». وأضاف: «اتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، فَكيف يمكن أن يكون الفساد والتخريب؟ وهل لمن يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها».

لكنه رغم ذلك دافع عن اتفاق السلام الموقع مع المتمردين من دون أن يفصح عن أسباب سقوط العاصمة من دون مقاومة قائلاً: «لقد خذلنا من قبل من لم يعرفوا أبداً في الوطن سوى مصالحهم». ويشير بذلك الى أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين انضموا الى المتمردين، وختم مؤكداً ضرورة تطبيق اتفاق السلام من دون تردد والتطلع إلى «بناء دولة مدنية حديثة تسود في ظلها العدالة والمساواة والشراكة في السلطة».

يذكر أن هادي الذي عيّن الثلاثاء الماضي مستشارين أحدهما من التمرد الحوثي والآخر من الحراك الجنوبي طبقاً لاتفاق السلام، لم يقرر بعد تعيين رئيس جديد للحكومة كما كان من المفترض أن يفعل مساء أول من أمس الأربعاء.

وفي أول ظهور إعلامي له اتهم اللواء الركن علي محسن الأحمر، مستشار الرئيس هادي لشؤون الأمن والدفاع، الحوثيين بإعادة فتح فصول من الغبن والقهر والتخلف كان اليمنيون أغلقوها قبل 52 عاماً بفضل ثورتي السادس والعشرين من أيلول في الشمال والرابع عشر من تشرين الأول في الجنوب.

واعتبر الأحمر من خارج اليمن وكان اليد الطولى للرئيس اليمني السابق طوال 33 عاماً من حكمه، أن «ما حدث أخيراً وشهده العالم، كان بمثابة محاولة أخيرة قادها دعاة الإمامة بإسناد متآمرين ماتت ضمائرهم ورخُص عليهم بلدهم الذي ترعرعوا منه وتربوا فيه(...) ولم يعد خافياً النهج الذي سلكه أحفاد الإمامة خلال فترة لم تتجاوز الأسبوع من السماح لهم بدخول مركز الدولة«.

واعتبر الأحمر أن مسيرة الحوثيين «تمثل شريعة الغاب، تأنف الحسن وتألف السيئ، تبذل الغالي والرخيص لِهدْم الدولة لا بِنائها، وتمزيقِ النسيج الاجتماعي لا وَحدَتِه، والقضاءِ على قوات الوطن المسلحة وحراسه الأمينين على حراسته لا إحيائهم(...) يتشدّقون كَذِباً بنبذهم الطائفية والتحريض المذهبي في وقتٍ هم من يدفعون بالأميين زرافاً إلى الموت معتمدين كل الاعتماد على شحنهم الطائفي وتغريرهم بمن لا يعرف حقيقة طموحاتهم«.
 
الحوثيون يتجاهلون دعوة هادي للانسحاب من صنعاء
صنعاء، نيويورك - « الحياة»
احتشد آلاف من الحوثيين في صنعاء أمس في جمعة أطلقوا عليها «جمعة النصر» مؤكدين استمرار نشاطاتهم الثورية في العاصمة اليمنية بعد أيام على سقوطها في قبضتهم، فيما تفاقمت المخاوف من تداعيات انتهاكات يمارسها مسلحو جماعة الحوثي. وكانت واشنطن أعلنت خفض موظفي سفارتها في صنعاء وحذرت الأميركيين من السفر إلى اليمن، في ظل توقعات بتفاقم الأوضاع الأمنية، بخاصة بعد دخول تنظيم «القاعدة» على خط الأزمة وتهديده بشن حرب على الحوثيين.
وقالت مصادر خليجية لـ»الحياة» إن دول مجلس التعاون الخليجي دعت الولايات المتحدة أثناء اجتماع على مستوى وزراء الخارجية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى «فرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيين في اليمن» من خلال تبني قرار في مجلس الأمن، بسبب مسؤولية صالح والحوثيين عن تقويض العملية السياسية في اليمن وتطبيق نتائج الحوار الوطني.
وجاءت هذه التطورات غداة خطاب للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لـ «ثورة 26 سبتمبر» حضّ فيها الحوثيين على الانسحاب من صنعاء، مندداً بنهبهم أسلحة الجيش ومنازل مواطنين ومعتبراً ذلك خرقاً لاتفاق «السلم والشراكة الوطنية».
وفيما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أن الأوضاع باتت أكثر تعقيداً، في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء ونهب مخازن أسلحة الجيش وخروج مناطق كثيرة عن سيطرة الدولة اليمنية، اتهم ناشطون الحوثيين أمس بـ «اقتحام مساجد في العاصمة وفرض أئمة فيها موالين لهم». واعتبر هؤلاء الناشطون ما يحصل «اعتداء على الحريات المذهبية وتحريضاً على الفتنة الطائفية».
ودعت الولايات المتحدة ليل الخميس بعض ديبلوماسييها في اليمن إلى مغادرته، وأكدت الخارجية الأميركية أن الأوضاع الأمنية في هذا البلد تشهد تدهوراً مستمراً إثر ما سمته «حركة التمرد» التي يتزعمها الحوثيون وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، لكنها أكدت إن السفارة ستظل مفتوحة وأن انتقال بعض الديبلوماسيين «موقت».
وزاد القلق من تدهور امني واسع تهديد تنظيم «القاعدة» في اليمن بهجمات انتقامية ضد الحوثيين تجعل «رقابهم تتطاير وأشلاءهم تتناثر»، دفاعاً عن «أهل السنة» وجاء في بيان للتنظيم بثته مواقع تابعة له على الإنترنت : «اعلموا يا أهل السنّة أننا إخوتكم تنظيم قاعدة الجهاد قد سللنا السيوف الحداد للدفاع عنكم والذود عن حياضكم، ونقول للرافضة جئناكم بما لاطاقة لكم به (...) فوالله لنجعلن ليلكم نهاراً وصبحكم ناراً، ولترون أشلاءكم تتناثر ورؤوسكم تتطاير».
إلى ذلك اتهم الرئيس عبد ربه منصورهادي، في خطاب بثه التلفزيون الحكومي ليل الخميس، ضمناً جماعة الحوثيين بخرق اتفاق التسوية، مشيراً إلى تواطؤ اطراف لم يحددها، معهم. وقال:» خُذلنا من قِبل من لم يعرفوا أبداً في الوطن سوى مصالحِهم، ولم تتطهّر أرواحُهم باسمِ اليمن، فأكَلوا من كبده الطرية، وثأَروا منهُ معتقدينَ أنهم يثأرونَ لأنفِسهم، فتخلّوا عن مسؤوليِاتهم».
ودعا هادي اليمنيين إلى الخروج من صدمة سيطرة الحوثيين على صنعاء، معتبراً أن «المدَخل الحقيقيّ والشرعيّ لتطبيقِ الاتفاقيةِ» مع جماعة الحوثيين هو «الاعترافُ بالسيادةِ الكاملةِ للدولةِ على كل أراضِيها ومناطقِها وفي المقدمةِ عاصمُتها صنعاء وتسليمُ كل المؤسساتِ والأسلحةِ المنهوبة».
في المقابل عبّر الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن أسفه للأحداث الأخيرة، متهماً الدولة بالتقصير في واجباتها. وقال في كلمة له لمناسبة ذكرى «ثورة 26 سبتمبر» «إنه لمن المحزن أن يأتي عيد الثورة في هذه الأيام في ظل أجواء مشحونة بالقلق والخوف من الآتي المجهول في ظل غياب واضح لدور الدولة وتخليها عن مسؤولياتها الدينية والوطنية والدستورية في الحفاظ على الوطن وتأمين المواطنين، وفي التصدي لكل الأخطار المحدقة بالبلاد».
 

مصير الجنوب والوحدة اليمنية

المستقبل...خيرالله خيرالله
ما سيكون مصير الجنوب اليمني؟ ما مصير الوحدة اليمنية في ظلّ ما حقّقه الحوثيون أخيراً؟ هل الحوثيون مهتمّون ببقاء اليمن موحّدا؟.

عاجلا أم آجلا ستعود قضية الجنوب اليمني، الذي كان إلى ما قبل اربعة وعشرين عاما دولة مستقلّة، إلى الواجهة. سيطلّ الجنوب، الذي كان في مرحلة ما قبل الإستقلال مشيخات وسلطنات، برأسه قريبا في ضوء سيطرة الحوثيين (انصار الله) على صنعاء وتحكّمهم بالقرار السياسي فيها. ستطرح قضية الجنوب من زاوية اعادة النظر في القرارات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في العاصمة اليمنية وأفضى إلى قيام الأقاليم الستة من منطلق أنّ اليمن الجديد، يمن ما بعد علي عبدالله صالح، صار «دولة اتّحادية».

سيلبي طرح مسألة تعديل حدود الأقاليم جزءا يسيرا فقط من طموحات قسم من الجنوبيين يطالبون بالإنفصال والعودة عن الوحدة الإندماجية التي اعلنت من عدن في الثاني والعشرين من ايار 1990من السنة.

قبل كلّ شيء، لا يمكن تجاهل أنّ الإتفاق الذي توصّل إليه «انصار الله» مع الرئيس الإنتقالي عبدربّه منصور هادي تحت عنوان «السلم والشراكة الوطنية» يتجاهل كلّيا المبادرة الخليجية، التي وقّعها الرئيس السابق علي عبدالله صالح في خريف العام ، بعد شفائه من الحروق الجسيمة التي اصيب بها إثر محاولة الإغتيال التي تعرّض لها في الثالث من حزيران ـ يونيو من تلك السنة.

تشمل المبادرة الخليجية، بين ما تشمل، تسليم علي عبدالله صالح السلطة لنائبه في شباط ، على أن تكون هناك فترة انتقالية مدتها سنتان يتخلّلها انعقاد مؤتمر للحوار الوطني، يؤسس لدولة جديدة استنادا إلى دستور جديد تتولى لجنة خاصة منبثقة عن مؤتمر الحوار صياغته.

هذا الدستور لم ير النور بعد، ومن الصعب أن يرى النور يوما في حال كان مطلوبا بقاء الأقاليم الستة ضمن الحدود المرسومة نتيجة مؤتمر الحوار الوطني الذي كان برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة وفي ظل حضور دائم للولايات المتحدة عبر سفيرها في صنعاء.

لن يقبل الحوثيون، في ضوء الإتفاق الموقع مع الرئيس الإنتقالي، بالحدود التي فرضت على الإقليم الذي يتحكّمون به. كذلك، هناك جنوبيون يصرّون على الإنفصال وقد قاطعوا مؤتمر الحوار الوطني ورفضوا التزام قراراته. بين هؤلاء الجنوبيين مَن هو مرتبط إلى حدّ ما بالحوثيين، مباشرة أو عبر ايران أو من يمثّل ايران. علاقات هؤلاء الجنوبيين بايران مكشوفة. لذلك كان اصرار «انصار الله» على تعيين ممثل لهم مستشارا لرئيس الجمهورية وأن يتمتع بحقّ المشاركة في اختيار الوزراء الجدد في الحكومة التي ستخلف حكومة محمّد سالم باسندوة.

في كلّ الأحوال، ليس في الإمكان تجاوز الواقع الجديد في اليمن. اختلطت الأوراق كلّيا بعد سيطرة الحوثيين على مدينة عمران الإستراتيجية في مطلع الماضي ودحرهم آل الأحمر، أي ابناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي كان شيخ مشائخ قبيلة حاشد، والقوات الموالية لهم وللواء علي محسن الأحمر ثم الإنتقال إلى صنعاء لفرض اجندتهم.

من الصعب التكهّن بما اذا كان في استطاعة «انصار الله» النجاح خارج نطاق الشمال اليمني، أي خارج المناطق الزيدية، وهي محافظات صعدة والجوف وعمران وحجّة وامانة العاصمة والعاصمة نفسها. صحيح أنّهم سعوا الى اقامة علاقات عبر طهران أو من خلال الرابطة الهاشمية مع جماعات جنوبية تدعو إلى الإنفصال، خصوصا في حضرموت، لكنّ الصحيح ايضا أنّ الجنوب قضية معقّدة مرتبطة إلى حدّ ما بالوسط الشافعي الذي عاصمته تعز. تاريخيا واجتماعيا، تعز اقرب إلى عدن من المكلا عاصمة حضرموت. والعكس صحيح، أي أنّ عدن تُعتبر أقرب إلى تعز من أي مدينة يمنية أخرى في الجنوب.

ما يؤكّد إلى أي حدّ الجنوب قضية معقّدة الحروب الأهلية المستمرّة التي مرّت بها الدولة التي استقلت في العام اثر الإنسحاب البريطاني وصولا إلى الوحدة الإندماجية في . كلّ تاريخ الجمهورية التي قامت في والتي عرفت بعد قيام الحزب الواحد الحاكم فيها بـ«جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية»، هو حروب اهلية وصراعات ونزاعات بين مناطق وقبائل وزعامات، أو حروب مع الشمال. كان الجنوب يعتقد في اثناء الحرب الباردة أنّ في استطاعته قلب النظام في الشمال وضمّه إليه. هذا الجنوب هرب إلى الوحدة من أجل التخلص من نظام انهار عمليا مع بدء انهيار الإتحاد السوفياتي.

توّجت هذه الحروب الداخلية والخارجية بما حصل في الثالث عشر من كانون الثاني حين بدأ سقوط النظام، نظام الحزب الواحد، بعد المواجهة بين علي ناصر محمّد وخصومه، على رأسهم علي سالم البيض الذي سرّع الوحدة في وانتقل إلى موقع الإنفصالي الأوّل في . البيض معروف بعناده وتمسّكه بمبادئ معينة. ادرك باكرا أنّ ليس في استطاعته التعايش، في ظلّ الوحدة، مع نظام معيّن في الشمال لديه مفهومه الخاص لكيفية ادارة الدولة ومؤسساتها.

هناك يَمنٌ يتكوّن في ضوء سيطرة الحوثيين على معظم الشمال. سيمرّ وقت طويل قبل تبلور صورة واضحة للبلد. اليمن الجديد هذا لا علاقة له باليمن الذي عرفناه لا قبل الوحدة ولا بعد الوحدة. العامل الحوثي غيّر المعطيات كلّيا، خصوصا أن بين زعماء الحركة من يريد العودة باليمن إلى عصر الإمامة، أي إلى ما قبل السادس والعشرين من ايلول عندما اعلنت الجمهورية.

من الواضح أن لدى «انصار الله» ومن يقف خلفهم طموحات تتجاوز الشمال وتتجاوز المحافظات التي تعتبر زيدية، في مقدّمها محافظة حجّة التي لديها ميناء ميدي المطلّ على البحر الأحمر. ولكن، ما لا يمكن الإستخفاف به التعقيدات التي سيتسبب بها الجنوب ومشاكله مستقبلا، خصوصا في ظلّ الدعوات التي لم تتوقف يوما لقيام دولة حضرموت المستقلّة.

مشاكل الجنوب وتعقيداته يمكن أن تدفع الحوثيين إلى الإهتمام بالسيطرة على الشمال، حتّى على شمال الشمال في حال وجدوا أنّهم لا يستطيع ابتلاع ما هو خارج المناطق الزيدية التي يتحكّمون حاليا بمعظمها.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,763,307

عدد الزوار: 6,913,687

المتواجدون الآن: 115