الأسد يصعد عملياته «الدقيقة» لإضعاف «داعش» والنظام يستبق الحملة الجوية الأميركية.. وسكان من شمال حمص: هناك أمر جديد يجري....الأكراد يستغيثون بعد سيطرة «داعش» على 21 بلدة ... ومخاوف من مذابح...مجلس النواب الأميركي يوافق على تسليح المعارضة السورية

أولى الغارات على مركز تدريب لـ «داعش» وفرنسا تشارك بقتاله في العراق حصراً وواشنطن تفتح الملف الكيميائي للأسد ...مجزرة في حلب وقصف صاروخي على وسط دمشق

تاريخ الإضافة السبت 20 أيلول 2014 - 6:31 ص    عدد الزيارات 1631    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

أولى الغارات على مركز تدريب لـ «داعش» وفرنسا تشارك بقتاله في العراق حصراً وواشنطن تفتح الملف الكيميائي للأسد
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، الائتلاف الوطني السوري)
أعادت واشنطن فتح ملف السلاح الكيميائي السوري، مع اتهام وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس، نظام الرئيس بشار الاسد بانتهاك معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، اثر استخدام قواته غاز الكلور هذا العام. في وقت اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان باريس قررت شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) حصراً في العراق، الذي شهد أولى الضربات الجوية الأميركية امس، ضد مركز تدريب تابع للتنظيم.

وقال كيري خلال جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: «نعتقد ان هناك ادلة على ان الاسد استخدم غاز الكلور الذي يعتبر استخدامه، على الرغم من انه غير مدرج على اللائحة، محظورا بموجب معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية». واضاف ان الولايات المتحدة لديها ايضا «بعض الاسئلة بشأن بعض المواد الاخرى» التي لا تزال تحقق بشأنها، مشددا على ان الاسد «انتهك بالتالي المعاهدة» الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية.

واكد كيري ان الولايات المتحدة تبحث في كيفية محاسبة النظام السوري بعدما اكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، في وقت سابق من هذا الشهر، ان هناك استخداما منهجيا للكلور كسلاح في سوريا.

وكانت المنظمة اعلنت في 10 ايلول، ان بعثة تقصي الحقائق التابعة لها اثبتت «بتأكيد كبير» ان مادة كيميائية سامة استخدمت «بشكل منهجي ومتكرر» في قرى شمال سوريا في وقت سابق العام الحالي.

وافاد تقرير المنظمة ان «الوصف والخصائص الفيزيائية والمؤشرات والاعراض الناتجة من التعرض (لتلك المادة) اضافة الى استجابة المرضى للعلاج، قاد البعثة الى الاستنتاج بدرجة عالية من الثقة بان الكلور، سواء بشكله النقي او الممزوج، هو المادة الكيميائية السامة المستخدمة».

ولم تعلن سوريا عن مخزونها من الكلور الذي يعتبر عنصرا كيميائيا ساما ضعيفا ويمكن اعتباره سلاحا كيميائيا فقط في حال استخدامه في هجمات، في اطار اتفاق نزع اسلحتها الكيميائية الذي تم التوصل اليه العام الماضي.

اما في باريس، فقد كشف الرئيس فرنسوا هولاند امس، ان فرنسا ستشن ضربات جوية ضد «داعش» في العراق حصراً، وستنضم بالتالي الى الولايات المتحدة في تأمين «دعم جوي» للقوات العراقية في اطار محاربتها الجهاديين، مؤكداً ان باريس لن ترسل قوات على الارض وان غاراتها ستستهدف التنظيم في العراق حصرا.

وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي: «هذا الصباح عقدت اجتماعا لمجلس الدفاع وقررت الرد على طلب السلطات العراقية لمنحها دعما جويا» في مواجهة الجهاديين.

واوضح ان اولى الضربات يمكن ان تحصل سريعا، مشيرا الى ان البرلمان سيبلغ «اعتبارا من بدء اولى العمليات».

ومنذ بدء الاسبوع تقوم طائرات «رافال« فرنسية مركزها في الامارات، بطلعات استطلاع فوق العراق، بدأت تزامنا مع انعقاد المؤتمر الدولي حول امن العراق بمشاركة 30 دولة ومنظمة دولية في باريس. كما ارسلت فرنسا اسلحة الى القوات الكردية التي تقاتل مسلحي التنظيم.

واعتبر هولاند خلال زيارته اربيل الجمعة الماضي ان شحنات الاسلحة التي سلمتها فرنسا لقوات البشمركة كانت «حاسمة» لقلب موازين القوى.

لكن خلافا للولايات المتحدة، كان هولاند واضحا بان فرنسا لن تتدخل في سوريا، وقال هولاند «هدفنا هو ضمان الامن عبر اضعاف الارهابيين»، مؤكدا «لن نذهب الى هناك، لن تكون هناك قوات على الارض ولن نتدخل الا في العراق».

وتابع هولاند ان «الحركة الارهابية توسعت في خضم الفوضى السورية، وكذلك لان المجموعة الدولية لم تتحرك». اضاف «العالم مهدد بشكل خطير بارهاب قام بتغيير أبعاده ولم يكن ابدا بمثل هذه الامكانات المالية والعسكرية والبشرية. ارهاب لم يعد يكتفي فقط بمواجهة الدول وانما ياخذ مكانها. ارهاب يهاجم الشعوب الاكثر ضعفا مهما كانت ديانتها».

واعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاحد ان 930 شخصا من رعايا فرنسا هم على علاقة حاليا بالقتال الى جانب الاسلاميين المتطرفين في العراق وسوريا.

وردا على ذلك، وافق النواب الفرنسيون امس، على مشروع قانون «لمكافحة الارهاب» يفرض على الاخص منعا بمغادرة الاراضي للحؤول دون توجه الشبان الفرنسيين الى سوريا للجهاد.

الى ذلك، اعتبر عبد الأحد اصطيفو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، ان موافقة الكونغرس على تسليح وتدريب الجيش السوري الحر»خطوة بالاتجاه الصحيح رغم تأخرها، لكنّ تدريب 5000 مقاتل من الحر عدد غير كافٍ لمواجهة إرهاب الأسد وداعش في المنطقة. لذا لا بدّ من زيادة عدد المتدربين لحلّ مشكلة الإرهاب بأكملها وليس بالتقسيط، فالاكتفاء بتدريب هذا العدد القليل خطوة خجولة ولا يحلّ مشكلة الإرهاب من جذورها، بل ربما يساعد على المد بعمر الصراع الدموي الذي يدفع ثمنه أبناء الشعب السوري».

ودعا اصطيفو إلى» ضرورة تنفيذ هذه القرارات وتحويلها لواقع ملموس بأسرع وقت ممكن، لأنّ أيّ تأخر في التنفيذ يكلّف السوريين مزيدا من الدماء. فالأمر لم يعد قابلا للانتظار وأي تأخير بترجمة هذه القرارات لواقع عملي سيساعد على دعم التمدد العسكري لإرهاب الأسد وتنظيم داعش الإرهابي».

ميدانياً، أعلنت القيادة العسكرية الاميركية الوسطى ان طائرات اميركية أغارت على معسكر تدريبي للتنظيم شمال العراق، وقالت القيادة في بيان ان الغارة التي جرت في الساعات الـ24 الاخيرة استهدفت موقعا يقع «قرب معسكر تدريب» جنوب شرق الموصل واسفرت عن تدمير «عربة مصفحة ومبنيين مأهولين ووحدة عسكرية».

وردا على سؤال، اكد ضابط اميركي ان هذه اول غارة تستهدف معسكرا تدريبيا للجهاديين منذ بدأت الضربات الجوية الاميركية في العراق في 8 آب.

وفي بيانها اكدت القيادة الوسطى ان طائراتها شنت غارة اخرى جنوب شرق بغداد اسفرت عن «اعطاب مخزون ذخيرة» تابع للتنظيم.

وفيما يواصل عناصر تنظيم «داعش» توسيع نفوذهم شمال سوريا، قاموا بالانسحاب من بعض المقرات في محافظة دير الزور، خشية من الضربات الاميركية، حسبما افاد ناشطون.

وقال الناشط ابو اسامة ان التنظيم «بدأ باخلاء العديد من مواقعه وقواعده في محافظة دير الزور». واضاف ان «المسلحين اخلوا ايضا مبنى المحافظة السابق في دير الزور وحولوه الى اكبر مخزن للاسلحة«. لكن عند الاطراف الشمالية قرب الحدود مع تركيا، سيطر مقاتلو التنظيم على عدد كبير من القرى خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: «سيطر تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على 21 قرية يقطنها مواطنون اكراد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية» واشار الى «قيام المتطرفين باستخدام اسلحة ثقيلة». منبهاً الى ان سيطرة المسلحين على عين العرب سيهدد المناطق الكردية في شمال شرق سوريا.

وتمكن المتطرفون في العراق من السيطرة على مناطق ومدن مهمة بينها الموصل، ثانية مدن البلاد، من دون ان يواجهوا خلال الاسابيع الاولى من هجماتهم المتلاحقة، اي مقاومة تذكر من القوات العراقية التي تخوض الان معارك بدعم من مسلحين موالين للحكومة من «الحشد الشعبي» وابناء العشائر السنية بدعم من الطيران الاميركي، في محاولة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.

وخاضت القوات العراقية خلال يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين، اشتباكات ضد عناصر «داعش» في منطقة الفاضلية الواقعة في جرف الصخر (50 كلم جنوب بغداد)، دون ان تتمكن من تحقيق اي تقدم، حسبما افاد احد زعماء عشيرة الجنابات هناك.

وقامت الطائرات الاميركية بدعم هذه القوات عبر توجيه ضربات الى مواقع المسلحين جنوب بغداد، حسبما افاد الجيش الاميركي وزعماء عشائر في المنطقة.

فيما عبر الرئيس الايراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة «ان بي سي« عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على التغلب على تنظيم الدولة الاسلامية دون قوات برية.

وصرح روحاني: «هل يمكن فعلا مقاتلة الارهاب من دون تضحية؟ في كل النزاعات الاقليمية والدولية، فان من يفوزون هم من يكونون على استعداد للتضحية».
 
«الائتلاف» يحذر من مجازر لـ «داعش» في «كوباني» ويدعو الى تسليح «الحر» ومجزرة في حلب وقصف صاروخي على وسط دمشق
المستقبل..(أ ف ب، رويترز، الائتلاف الوطني، المرصد السوري)
ارتكبت قوات نظام بشار اللأسد مجزرة جديدة في محافظة حلب راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح، فيما واصل اتحاد اسلامي قصف وسط العاصمة السورية دمشق في سياق حملة تستهدف مراكز رئاسية وأمنية تابعة للنظام، وسقطت قذيفتان صاروخيتان بالقرب من ساحة الأمويين، وقذيفتان في حي المالكي، وقذيفتان على حي المزة 86، واثنتان على أماكن في منطقة الطلياني، ما أدى لسقوط جرحى في حي المزة 86.

فقد استشهد 39 مدنيا في القصف العشوائي لقوات بشار الأسد على مختلف أحياء حلب وريفها. حيث شهدت مدينة الباب غارة جوية بالبراميل المتفجرة طالت أحد أفران الخبز في المدينة وراح ضحية ذلك 29 مدنيا في إحصائية أولية. أما في حي كرم البيك بحلب أيضا، استهدفت طائرات نظام الأسد مستوصفا طبيا في الحي أودى بحياة 6 مدنيين وإصابة عدد آخر، إضافة لدمار كبير بالمستوصف واحتراق عدة سيارات، بعضها كان يقل نازحين، بحسب شبكة الجزيرة.

إلى ذلك، قضى 4 مدنيين وجرح 13 آخرون في قصف بالبراميل المتفجرة على حيي الزبدية ومساكن هنانو في المدينة.

وفي سياق آخر، أجبرت قوات بشار الأسد أالأربعاء، عدداً من النازحين في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمدينة حلب على حمل السلاح والوقوف على الحواجز التابعة لها. وذلك بعد مقتل عنصر من قوات الأسد عن طريق الخطأ مساء الثلاثاء جراء قصف جوي بالرشاشات الثقيلة على حي الحمدانية، ما دفع عناصر قوات الأسد على الحواجز، لإجبار النازحين على حمل السلاح والوقوف معهم على الحواجز، كشرط لإيوائهم في المدارس والمنازل داخل الأحياء التي تسيطر عليها.

ويشن طيران النظام منذ كانون الاول الماضي حملة قصف جوي مركز على محافظة حلب تسببت منذ مطلع العام بمقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، بحسب المرصد السوري. ونددت بها منظمات غير حكومية والامم المتحدة.

وفي محافظة حماة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قريتي حصرايا والزكاة.

وفي درعا استمرت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بالقرب من بلدة دير العدس عقب سيطرة المقاتلين على البلدة، وانسحاب قوات النظام منها، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ومعلومات أولية عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

في سياق أمني آخر، حذر رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني السوري خالد الصالح «من مخاطر وقوع مجازر محتملة بحق المدنيين في عين العرب (كوباني)» التي يشن عليها تنظيم «داعش» هجوما كاسحا. ودعا المجتمع الدولي لـ«اتخاذ تدابير عاجلة لحماية كافة المدنيين جراء هذا التقدم السريع لداعش قبل فوات الأوان».

يأتي ذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على 21 قرية في منطقة عين العرب «كوباني» في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب، بعد هجوم شنه التنظيم الأربعاء، مستخدماً الدبابات والمدفعية الثقيلة، راح ضحيتها عدد من المدنيين في المنطقة التي شهدت حالات نزوح جماعي إلى القرى المجاورة، وسط مخاوف من ارتكاب التنظيم لمجازر في حال التقدم أكثر حسب ناشطين.

وطالب الصالح بـ«ضرورة تسريع عملية تسليح الجيش السوري الحر، خصوصاً بعد موافقة الكونغرس الأمريكي على دعم المعارضة المعتدلة، وتوسيع هذا القرار ليشمل الأسلحة النوعية القادرة على صد هجوم التنظيم الإرهابي».

وقال اوجلان ايسو وهو نائب قائد القوات الكردية في كوباني عبر برنامج «سكايب» على الانترنت «هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطرت عليها داعش». وأضاف ان التنظيم المتشدد يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولوا عليها حديثا. وأعطى اسماء 28 فردا من عائلة واحدة قال إنهم احتجزوا. وقال ان الاكراد طلبوا «الغوث من حزب العمال الكردساني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني» للحصول على مساعدات عسكرية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «رويترز» ان «هناك مخاوف من حصول مجازر وعمليات خطف في المناطق التي سيطروا عليها». واضاف «هذا يشكل تقدما مهما جدا ويضيق الخناق على مدينة كوباني واذا استمر التقدم تسقط كوباني بأي لحظة».

وأظهرت لقطات نشرتها جماعة حماية الشعب وهي أكبر جماعة كردية مسلحة في سوريا على موقع يوتيوب على الانترنت امس مقاتلين اكرادا فيما يبدو مسلحين ببنادق هجومية وقاذفات صواريخ يتصدون لدبابة ترفع الراية السوداء لتنظيم الدولة الاسلامية غربي كوباني.

وقال ردور خليل المتحدث باسم جماعة حماية الشعب إن تنظيم الدولة الاسلامية طوق كوباني. واضاف ان التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم. وناشد «القوى العالمية التحرك لوقف هذا الهجوم الهمجي لتنظيم الدولة الاسلامية».

ويحاول «داعش» على حزام من الاراضي بالقرب من الحدود مع تركيا والتوسع شرقا خارج معاقلها في محافظتي الرقة ودير الزور على الحدود مع العراق.
 
«داعش» يجتاح منطقة الأكراد قرب تركيا
واشنطن - جويس كرم { لندن، باريس - «الحياة»
في وقت صوّت مجلس النواب الأميركي، ومن بعده مجلس الشيوخ، على خطة دعم وتسليح المعارضة السورية «المعتدلة» تمهيداً لمشاركتها في الحملة المتوقعة ضد «الدولة الإسلامية - داعش»، فاجأ هذا التنظيم دول التحالف بشنه هجوماً مباغتاً على الأكراد في ريف حلب سيطر خلاله على 21 قرية وبلدة وبات يحاصر مدينتهم الأساسية كوباني (عين العرب) الواقعة على الحدود التركية. واتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، نظام الرئيس بشار الأسد بانتهاك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية باستخدام قواته غاز الكلور كسلاح هذا العام. (راجع ص 4)
وشكّل هجوم «داعش» مفاجأة، لأن تقارير متقاطعة في الأيام الماضية أكدت أن «داعش» أخلى العديد من مقراته في سورية وتخلّى عن أسلحته الثقيلة، خشية أن يبدأ الأميركيون ضرباتهم في أي لحظة، لكنه كان يحضّر لهجومه الضخم على الأكراد بدل تنفيذ خطة انكفاء. وسارع الأكراد السوريون إلى توجيه نداء استغاثة لأحزاب كردية في تركيا والعراق لكي تهب لنجدتهم.
وجاء الهجوم على الأكراد مع تصويت مجلس النواب الأميركي على خطة تسليح المعارضة السورية المعتدلة وتدريبها لمحاربة «داعش». ووافق النواب بأكثرية ٢٧٣ صوتاً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي على الخطة، ومن المقرر أن يتبعهم مجلس الشيوخ (ليلة أمس)، قبل إرسال القرار إلى الرئيس باراك أوباما لتوقيعه نهاية الأسبوع حيث يصبح نافذاً.
وحسم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس الجدل، بتأكيده أن بلاده لن تشارك في ضرب تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية، بل ستحصر ضرباتها داخل العراق وبناء على طلب السلطات العراقية.
ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن تنظيم «الدولة» سيطر خلال الساعات الـ24 الماضية «على 16 قرية يقطنها مواطنون كرد، في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)، إثر هجوم عنيف نفذه «داعش» على المنطقة، مستخدماً الدبابات والمدفعية». وأشار إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف «وحدات حماية الشعب الكردي» والتنظيم، إضافة إلى قتلى من المدنيين الأكراد.
وأضاف: «تشهد المنطقة حالات نزوح إلى قرى ومناطق قريبة، وسط مخاوف من تنفيذ تنظيم «الدولة الإسلامية» مجازر بحق المدنيين، في حال تم اقتحام المدينة (كوباني)». وتحدث عن سيطرة «داعش» لاحقاً على قرى أخرى، ليبلغ بذلك عدد التي سقطت في يده أكثر من 21.
وقال أوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية في كوباني لـ «رويترز» عبر «سكايب»: «هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطر عليها داعش»، متهماً هذا التنظيم بارتكاب مجازر وخطف النساء. وقال إن الأكراد طلبوا «الغوث من حزب العمال الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني» للحصول على مساعدات عسكرية.
وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن لـ «رويترز»، إن «هناك مخاوف من حصول مجازر وعمليات خطف في المناطق التي سيطر عليها (تنظيم «الدولة»)». وأضاف: «هذا يشكل تقدماً مهماً جداً ويضيّق الخناق على مدينة كوباني، وإذا استمر التقدم تسقط كوباني في أي لحظة».
وقال ناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردي إن تنظيم «الدولة» طوّق كوباني، مناشداً «القوى العالمية التحرّك لوقف هذا الهجوم الهمجي».
في غضون ذلك، ذكر «المرصد» أن 17 شخصاً قُتلوا بقصف طائرات النظام مخبزاً في مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي الشرقي. لكن مواقع أخرى للمعارضة السورية تحدثت عن قرابة 50 قتيلاً في الباب.
وفي باريس، أعلن الرئيس فرانسوا هولاند أنه قرر تلبية مطالب السلطات العراقية تأمين دعم جوي لها لمساعدتها على مواجهة «داعش». وقال في مؤتمر صحافي إن «هدفنا هو المساهمة في الأمن والسلام في العراق لإضعاف الإرهابيين»، مؤكداً: «لن نذهب أبعد من ذلك ولن تكون هناك قوات على الأرض ولن نتدخل سوى في العراق». وأشار إلى أن هذا القرار يستند إلى «رهان حماية أمننا» في مواجهة إرهاب اختلف حجمه ولم يكن لديه في السابق هذا القدر من الموارد المالية والعسكرية والبشرية.
وأضاف أن تنظيم داعش «نما وسط الفوضى السورية بسبب جمود الأسرة الدولية» خصوصاً بعد استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي. وتابع أن «داعش» يجذب مقاتلين من العالم كله، وأن حوالى ألف فرنسي التحقوا به في سورية والعراق وقُتل ٦٣ منهم. ومضى يقول إن الفرنسيين الشباب الذين التحقوا بالتنظيم يمكن أن يعودوا مع أسوأ المشاريع في أذهانهم، على غرار ما حصل في المتحف اليهودي في بروكسيل.
 
الأكراد يستغيثون بعد سيطرة «داعش» على 21 بلدة ... ومخاوف من مذابح
بيروت - رويترز، أ ف ب -
استولى مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على قرى وحاصروا مدينة كردية في شمال سورية قرب الحدود مع تركيا أمس الخميس في هجوم كبير، ما دفع قائد كردي إلى الاستغاثة للحصول على مساعدة عسكرية من الجماعات الكردية الأخرى في المنطقة.
وفي الوقت الذي تخطط الولايات المتحدة لتوسيع العمل العسكري ضد الدولة الإسلامية من العراق الى سورية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن طائرة واحدة على الأقل من دون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في محافظة حلب السورية للمرة الأولى. ولم يتضح على الفور من كان وراء تحليق طائرة الاستطلاع.
وفي تقدم مهم قرب الحدود مع تركيا استولى مقاتلو الدولة الإسلامية مدعومين بأسلحة ثقيلة بما في ذلك الدبابات على مجموعة من القرى الكردية غرب مدينة عين العرب المعروفة أيضاً باسم كوباني. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية المتقدمين نحو المدينة.
وقال أوجلان إيسو وهو نائب قائد القوات الكردية في كوباني لـ «رويترز» عبر برنامج سكايب على الإنترنت «هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطرت عليها داعش» في اشارة الى الدولة الإسلامية. وأضاف أن التنظيم المتشدد يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولى عليها حديثاً. ولم يتسنّ التحقق من روايته على الفور.
وقال ان الأكراد طلبوا «الغوث من حزب العمال الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني» للحصول على مساعدات عسكرية.
وساهم المقاتلون الأكراد الذين عبروا من تركيا في صد هجوم سابق للدولة الإسلامية في كوباني في تموز (يوليو) الماضي.
وقال رامي عبد الرحمن لـ «رويترز» الذي يدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر الهاتف «هناك مخاوف من حصول مجازر وعمليات خطف في المناطق التي سيطروا عليها». وأضاف «هذا يشكل تقدماً مهماً جداً ويضيّق الخناق على مدينة كوباني وإذا استمر التقدم تسقط كوباني في أي لحظة».
وقال ناطق باسم جماعة حماية الشعب وهي الجماعة الكردية المسلحة الرئيسة في سورية إن تنظيم الدولة الإسلامية طوّق كوباني. وأضاف أن التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم. وقال لـ «رويترز» عبر سكايب «نناشد القوى العالمية التحرّك لوقف هذا الهجوم الهمجي لتنظيم الدولة الإسلامية».
وتحاول الدولة الإسلامية فرض سيطرتها على حزام من الأراضي بالقرب من الحدود مع تركيا والتوسع شرقاً خارج معاقلها في محافظتي الرقة ودير الزور على الحدود مع العراق.
في غضون ذلك، قتل 17 شخصاً في قصف جوي أمس على مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» في شمال سورية، وفق ما ذكر «المرصد السوري».
وقال «المرصد» في بريد إلكتروني «قتل 17 شخصاً بينهم سيدة وفتيان جراء قصف للطيران المروحي على منطقة في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية». وأشار إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة».
وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «مجزرة»، مشيرة إلى أن القصف الذي تم بواسطة برميل متفجر استهدف أحد الأفران في المدينة.
وفي مدينة حلب، قتل قبل الظهر شخصان في برميل متفجر ألقته طائرة مروحية على منطقة في حي الزبدية في جنوب حلب.
والأربعاء قتل سبعة أشخاص في براميل متفجرة على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في شرق مدينة حلب.
وألقى الطيران المروحي الخميس، براميل متفجرة عدة على أحياء في حلب ومناطق أخرى في ريفها.
ويشنّ طيران النظام منذ كانون الأول (ديسمبر) حملة قصف جوي مركز على محافظة حلب تسببت منذ مطلع العام بمقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفق المرصد السوري. ونددت بها منظمات غير حكومية والأمم المتحدة.
وفي لندن (رويترز)، قالت منظمة (إنقذوا الأطفال) وهي منظمة دولية خيرية إن الصراع الدائر في سورية منذ ثلاث سنوات ونصف السنة منع 2.8 مليون طفل من الحصول على التعليم ودمّر أو ألحق أضراراً بأكثر من 3400 مدرسة. وذكرت أن القيد في المدارس انخفض إلى النصف من نحو مئة في المئة منذ بدء الأزمة وأن سورية الآن فيها ثاني أسوأ معدل للانتظام في المدارس على مستوى العالم.
 
مجلس النواب الأميركي يوافق على تسليح المعارضة السورية
الحياة...واشنطن - جويس كرم
في تصويت ربما ما كان ليتم لولا صعود تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسورية (داعش) وتهديده على المدى البعيد للولايات المتحدة، افترق الكونغرس عن نهجه في السنوات الثلاث الفائتة، ووافق نوابه بأكثرية ٢٧٣ صوتاً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري على تسليح وتدريب المعارضة السورية «المعتدلة» وكوسيلة لمحاربة «داعش».
وأيد المجلس بغالبية 273 صوتاً ومعارضة 156 صوتاً الخطة التي اقترحها الرئيس باراك اوباما لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة وضمن مشروع الموازنة. ومن المتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ على مشروع الانفاق - بما في ذلك خطة التدريب - قبل إرساله إلى أوباما لتوقيعه نهاية الأسبوع ليصبح قانوناً نافذاً. وهناك تأييد أكبر في مجلس الشيوخ مما هو في مجلس النواب حيث وافق على المشروع 159 جمهورياً و114 ديموقراطياً، واعترض 71 و 85 تباعاً، في تحالف هو الأول من نوعه بين المعتدلين الجمهوريين والوسط الديموقراطي في مقابل معارضة اليمين المتشدد والخط الليبرالي الديموقراطي المعارض للحرب.
وترسم الخطوة منعطفاً في السياسة الأميركية حول سورية منذ بدء الاحتجاجات في 2011، إذ إنها تمثّل اتجاهاً نحو انخراط عسكري حاولت إدارة باراك اوباما تفاديه في السنوات الثلاث الماضية. غير أن صعود «داعش» وتمدد هذا التنظيم في العراق وسورية، إلى جانب فشل مفاوضات «جنيف ٢» السورية، مهّد لتحوّل في تفكير واشنطن والذهاب باتجاه الخيارات العسكرية.
ويقول الخبير العسكري في معهد واشنطن للشرق الأدنى جيف وايت لـ «الحياة» انه «لا مهرب من ضرب داعش في سورية حيث بنيتها التحتية وقوتها التنظيمية». ويضع قرار الكونغرس قيوداً زمنية على أوباما كونه يستمر فقط حتى 11 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ويطلب مراجعات دورية كل ٩٠ يوماً حول العناصر التي يتم تدريبها.
ويقول وايت إن رقم 5000 عنصر من المعارضة «لا يجوز التقليل من أهميته»، معتبراً أن فاعليته ستعتمد على نوع التدريب والتسليح. وأكدت مصادر موثوق بها لـ «الحياة» أن واشنطن «لن تزود صواريخ مضادة للطائرات» في هذه المرحلة. ورجّح وايت أن تبدأ واشنطن بضربات جوية في المناطق التي يمكن ان تساعد فيها المعارضة المعتدلة، مثل حلب، وتجهيز القوة التدريبية خلال أشهر.
وكان قد سبق التصويت في الكونغرس توقيع كل من السفير السابق في العراق ريان كروكر وفي سورية روبرت فورد ومدير الاستخبارات السابق ديفيد بترايوس والجنرال المتقاعد جاك كين رسالة للكونغرس تدعو إلى التصويت على المشروع. واعتبرت الرسالة أن فصائل المعارضة المعتدلة هي الوحيدة التي تحارب «نظام بشار الأسد المجرم وداعش البربرية» وان «لا بديل عن دعمها». وتُعتبر الرسالة تحولاً في موقف كروكر الذي أيّد في الماضي الانفتاح على نظام الأسد.
 
جيش الأسد مرهق... لكنه ما زال قوياً
بيروت - رويترز -
أعلن الجيش السوري تحقيق النصر على مقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي عندما صد تقدمهم صوب مدن مؤيدة للحكومة في غرب البلاد. غير أن المنطقة الاستراتيجية لم تكن حتى عرضة للخطر قبل ذلك بشهر فحسب.
وتظهر الحملة التي جرت أحداثها قرب حماة على مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة وجماعات أخرى كيف يمكن للجيش السوري أن يعيد نشر قواته على وجه السرعة لصد أعدائه مستخدماً تفوقه في قوة النيران.
لكن هذا يبين أيضاً مدى انتشار الجيش على مساحة واسعة في سورية الأمر الذي يجعل حتى المناطق ذات الأهمية الحيوية للحكومة عرضة للخطر. وبعد أكثر من ثلاث سنوات على تفجر الحرب يحذر حلفاء الأسد من التهوين من قوة القوات المؤيدة للحكومة وقدرتها على التحمل بمساعدة حلفاء أقوياء أهمهم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وقال سياسي لبناني متحالف مع الحكومة السورية ومطلع على تفاصيل الحرب في سورية «الجيش السوري يمكنه أن يحارب لعشر سنوات مقبلة». يقدر محللون وديبلوماسيون ومسؤولون أمنيون أن عدد أفراد القوات المسلحة السورية كان يبلغ نحو 300 ألف جندي قبل بدء الحرب وأنه انكمش بما بين 30 و50 في المئة بفعل الهروب من الخدمة والانشقاقات وسقوط قتلى في المعارك. وقال اميل حكيم الباحث بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: «ما زال (الجيش) هو أقوى قوة نسبياً في سورية». ودفع نقص الأفراد القوات الحكومية إلى تركيز جهودها فركزت على ممر استراتيجي من الأرض يمتد من دمشق إلى البحر المتوسط.
وتركت القوات الحكومية أجزاء من شمال سورية وشرقها للمعارضين بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة التي يدعمها الغرب والفرع السوري من تنظيم القاعدة وفصائل إسلامية أخرى.
واعتاد الجيش التأقلم وفق المتغيرات من أجل الدفاع عن مناطق رئيسية فاعتمد على وحدات اعتبرت أكثر الوحدات ولاء للأسد بالإضافة إلى حشد ميليشيات سورية قوية للقتال إلى جانب وحدات الجيش النظامية.
وقالت ايزابيل ناصيف الخبيرة في الشؤون السورية بمعهد دراسة الحرب في واشنطن، مشيرة إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد: «النظام لم يستخدم قط 100 في المئة من أفراده». وعندما انشقت قيادات عليا من الجيش في بداية الحرب لم تأخذ معها وحدات كاملة.
وقالت فلورنس جوب المحللة بمعهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي: «في ضوء وضع غاية في الصعوبة في الحرب الأهلية فإن استمراره (الجيش) حتى الآن لأمر غير عادي». وأضافت أن القوة الأساسية للجيش الآن أصبحت مزيجاً من الوحدات المسيسة إلى حد كبير التي يتركز دورها تقليدياً على حماية الرئيس ووحدات ذات مدفعية ثقيلة والقوات الجوية. وقالت: «بوسعك أن تتصور الجيش مثل سيارة. وأنت تفقد أشياء ليست ذات أهمية كبيرة مثل النوافذ وأحزمة المقاعد بل وربما يضيع غطاء المحرك لكن السيارة ما زالت تتحرك».
وقد تزايد اعتماد الأسد على قوات الدفاع الوطني التي تضم ميليشيات موالية للحكومة تحت مظلة الجيش. وتأسست هذه القوة في أواخر عام 2012 ومن المعتقد أنها تضم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين ترى دمشق أن من الممكن الاعتماد عليهم أكثر من وحدات بالجيش النظامي.
 
«داعش» يبث شريط فيديو للصحافي البريطاني جون كانتلي
الحياة...بيروت، لندن - أ ف ب، رويترز
بث تنظيم «الدولة الإسلامية» الخميس شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المختطف جون كانتلي وهو يعلن أن التنظيم المتطرف أسره بعد وصوله إلى سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.
وشريط الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب يظهر فيه كانتلي، المصور الصحافي الحر الذي تعاون مع صحيفتي الصنداي تايمز والصن ووكالة فرانس برس، وهو يرتدي بزة برتقالية جالساً خلف طاولة ويتحدث مباشرة إلى الكاميرا مؤكداً أنه بين أيدي «الدولة الإسلامية» وأن هذا الظهور هو الأول له في سلسلة حلقات مقبلة. دعت جمعيات ومنظمات إسلامية في بريطانيا أمس إلى إطلاق الرهينة البريطاني آلن هيننغ وهو موظف إغاثة متطوع خطف في سورية وهدد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقتله في مقطع فيديو بث أخيراً على الإنترنت.
وكان هيننغ عضواً في قافلة إغاثة تنقل إمدادات طبية إلى مستشفى في شمال غربي سورية في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي عندما أوقفها مسلحون وخطفوه.
وفي مقطع الفيديو الذي بث السبت وأظهر ذبح موظف إغاثة بريطاني آخر يدعى ديفيد هينز هدد متشدد بتنظيم «الدولة» بقتل هيننغ إذا واصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعم جهود محاربة التنظيم. ويعتقد أن المتشدد الذي ظهر في الفيديو بريطاني الجنسية وتلقبه وسائل الإعلام البريطانية باسم «جون الجهادي».
وجاء في خطاب وقعت عليه أكثر من 100 جمعية وقيادات للمسلمين في بريطانيا «يود الموقعون أدناه من أئمة ومنظمات وأفراد المسلمين البريطانيين أن يعبروا عن الفزع والاشمئزاز من القتل غير المبرر لديفيد هينز وتهديد حياة مواطننا البريطاني آلن هيننغ». وأضافوا في الخطاب الذي أرسل لصحيفة «اندبندنت»: «المتعصبون غير الإسلاميين لا يتصرفون كمسلمين بل مثلما قال رئيس الوزراء إنهم يتصرفون كوحوش. أنهم يرتكبون أسوأ جرائم ضد الإنسانية. هذا ليس جهاداً... هذه حرب ضد كل الإنسانية».
وتطوع هيننغ وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 47 سنة للمشاركة في العمليات الإنسانية التي تنطلق من شمال غربي إنكلترا حيث يعيش متأثراً بمحنة السوريين. ولديه وشم على ذراعه يقول «مساعات لسورية».
وقال هيننغ في مقطع فيديو بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «إنه لأمر يستحق الجهد عندما ترى أن ما هو مطلوب فعلاً يصل إلى حيث يجب أن يذهب». وأضاف: «لا يمكن مقارنة أي تضحية نقوم بها بما يعانوه كل يوم».
وذكر ماجد فريمان الذي كان برفقة هيننغ حين خطف أن المتشددين يعتقدون أن صديقه جاسوس. وقال لتلفزيون بي بي سي «أرجوكم... أرجوكم... أرجوكم أن ترأفوا بحاله وتفهموا أنه كان عامل إغاثة إنسانية».
وقالت بريطانيا يوم الاثنين إنه من غير الممكن إطلاق عملية إنقاذ فورية تنفذها القوات الخاصة نظراً إلى عدم معرفة مكان احتجاز هيننغ.
وقاوم كاميرون حتى الآن فكرة الانضمام للولايات المتحدة في شن غارات جوية على تنظيم «الدولة الإسلامية» لكنه قد يقوم بذلك عندما يتشكل تحالف دولي ضد التنظيم. وقال عاصم قرشي مدير البحث في منظمة «كيدج» التي تقدم الدعم للمجتمعات التي تقول إنها تأثرت بسياسات مكافحة الإرهاب: «ذهب آلن هيننغ إلى سورية برفقة مسلمين ومن المعروف أنه كان يساعد الشعب السوري». وأضاف: «أنه غير متورط في أي عمل عدائي للإسلام أو المسلمين. لذا فلا يعد أسير حرب وفقاً للشريعة الإسلامية ويجب إطلاق سراحه على الفور».
 
عبدالله الثاني يؤكد لهولاند ضرورة محاربة «داعش» في سورية
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مساء الأربعاء، محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تناولت العراق وسورية ومكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش» في البلدين ومسيرة السلام في الشرق الأوسط.
وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على فحوى المحادثات التي أجريت خلال عشاء عمل في قصر الايليزيه، أن العاهل الأردني رأى ضرورة لأن يواكب ضرب «داعش» في العراق إدخال سُنّة العراق كلياً في الصيغة السياسية للحكم فيه وألا يُهمّشوا، وهو أمر أصرّت عليه القيادات السعودية والإماراتية خلال محادثات أجرتها أيضاً مع الرئيس الفرنسي. وحذّر العاهل الأردني أيضاً من دعم تركيا للإسلاميين في المنطقة، لكنه رأى أنه لا يمكن ضرب «داعش» في العراق ونسيان هذا التنظيم في سورية لأن ضربه في العراق فقط سيؤدي إلى انتقال عناصره إلى سورية و «المشكلة ستبقى».
وأضافت المصادر أن فرنسا توافق على رأي العاهل الأردني لكنها ترى تعقيدات لنتائج ضرب «داعش» في سورية. وتقول هذا المصادر إن ضرب «داعش» في الرقة، مثلاً، «لن يكون لمصلحة أحد» إذا كان ذلك سيعني عودة جيش الأسد إلى هذه المحافظة. وتابعت: «هذه مسألة معقدة للجميع، وباريس ترى أن مشكلة داعش ليست فقط في العراق ولكنها مشكلة في سورية ولبنان حيث للتنظيم انتشار أيضاً». وزادت: «باريس تحاول أن تكون مفيدة على الساحات الثلاث (العراق وسورية ولبنان) ضد داعش، وفي سورية تحديداً بشرط ألا يكون تحرك فرنسا لمصلحة الأسد».
وحول الملف الإسرائيلي - الفلسطيني، قال الملك عبدالله إنه يجب تعزيز الهدنة في غزة ويجب التوصل إلى اتفاق سياسي يتعلق بالقطاع وإتاحة المجال للرئيس الفلسطيني محمود عباس لمعاودة المفاوضات مع الإسرائيليين «في ظروف جيدة». وقال إنه تحدث مطولاً مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حول هذا الموضوع. وقالت المصادر إن هناك مشروع قرار مشتركاً لفرنسا والأردن حول غزة يهدف إلى تعزيز الهدنة فيها، ثم «معاودة مفيدة» للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن يناقش الرئيس فرانسوا هولاند هذا الموضوع مع الرئيس محمود عباس اليوم في باريس حيث يستقبله في الايليزيه.
 
الأسد يصعد عملياته «الدقيقة» لإضعاف «داعش» والنظام يستبق الحملة الجوية الأميركية.. وسكان من شمال حمص: هناك أمر جديد يجري

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: آن برنارد ومحمد غنام ... شهد سكان التلبيسة، القرية الواقعة في شمال حمص بوسط سوريا التي يسيطر عليها الثوار، كثيرا من الغارات الجوية التي تشنها الحكومة، ولكن فاجأتهم الغارات التي شُنّت، صباح أول من أمس (الأربعاء)، نظرا لشدتها ودقة أهدافها. وأصاب قصف جوي اجتماعا للثوار ومخزنا للأسلحة، بينما ضربت قنبلة أخرى محكمة إسلامية. ووقعت ثالثة على موقع مدفعية ثقيلة، ولكنه لم يكن موقعا عاديا، بل كان يديره قائد أكبر تشكيل محلي للثوار، مما أسفر عن قتله. وقال حسن أبو نوح الناشط المعارض للحكومة في التلبيسة، الذي يرتبط بصلات وثيقة مع قوات الثوار المحلية التي تحمل اسم لواء الإيمان بالله، إن «هناك أمرا جديدا يجري».
ووصف الحملات الجوية التي تشنها قوات الحكومة قائلا: «إنهم يضربوننا بجنون. وربما لا تجد شخصا حيا في الأسبوع المقبل ليروي ما يحدث».
في التلبيسة وجميع أنحاء سوريا، يتعرض الثوار المقاتلون المعارضون لكل من حكومة الرئيس بشار الأسد وتنظيم «داعش» المتطرف، الذي يقاتل أفراده تحت قيادة أجنبية، لموجة جديدة من الهجمات، ومحاولات الاغتيال.
وتأمل الولايات المتحدة في أن تستطيع الفصائل الثورية التي تراها أكثر اعتدالا، ومن خلال زيادة المساعدات الأميركية، أن تقوم بدور القوات البرية اللازمة لقتال المتطرفين بالتزامن مع الغارات الجوية الأميركية. يقول الثوار من جميع الأطياف، فيما عدا «داعش»، إنه يبدو أن الحكومة السورية تصعّد من هجماتها ضدهم قبل الحملة الجوية الأميركية المرتقبة.
ويقول محللون إن الأسد مهتم بالقضاء على الثوار الأكثر اعتدالا، ليتأكد من أن قواته هي الوحيدة الباقية التي يمكن أن تستفيد ميدانيا من إضعاف «داعش».
يستمر الأسد منذ بداية الصراع في التأكيد على أنه وحلفاءه يشكلون القوة الوحيدة في سوريا القادرة على هزيمة المتطرفين بفاعلية. ولكن صرح نشطاء تابعون لـ«داعش» بأنه لم تُوجّه أي غارات جوية من قوات النظام أخيرا ضد التنظيم، مما عزز من شكوك المعارضة بأن الأسد يفضل التركيز على مهاجمة خصومه الآخرين، وترك ممارسات داعش الوحشية من دون عقاب، ليؤكد أمام سوريا والعالم أن نظامه هو أفضل بديل. ربما يكون لواء الإيمان بالله في التلبيسة من أكثر القوات الباقية في الميدان اعتدالا.
تحولت قوات أخرى كثيرة إلى التطرف، بسبب أعوام من العنف الذي لا ينتهي، وتأثير المقاتلين الأجانب والمتبرعين الإسلاميين الأثرياء. وعلى مدار عدة شهور ماضية، عملت بعض وحدات اللواء تحت مظلة حركة الحزم، التي تسلمت صواريخ «تاو» أميركية الصنع، ومساعدات أخرى سعت الولايات المتحدة إلى إبعادها عن أيدي الجماعات الأكثر تطرفا.
أسفرت الغارات الجوية الجديدة عن مقتل نحو 50 شخصا، من بينهم 10 على الأقل من المقاتلين والكثير من القادة. وصرح السكان بأنه قُتل 18 شخصا مدنيا من بينهم سيدة وأبناؤها الـ5. وأعلن الإعلام الحكومي السوري أن الهجمات كانت تستهدف «إرهابيين».
وقبل اندلاع الحرب، كان أبو نوح (29 عاما) خبير تقني في الإنترنت، وفي الأيام الأولى من الثورة، كان يطيل شعره ويضع ملصقا لفريق «أيرون ميدن» في منزله، ويشاهد الأفلام الأميركية، مثل «نادي القتال» مع نشطاء مدنيين، ويطلب منهم إحضار «الفودكا» من دمشق، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية وأجهزة الكومبيوتر. كان اللواء واحدا من الجماعات المحلية التي كانت تشكل في البداية الجيش السوري الحر، الذي أسسه الجنود المنشقون من الجيش السوري الذين رفضوا المشاركة في أعمال القمع التي استهدفت المظاهرات. وينتمي اللواء أيضا إلى الفصائل التي ترى فيها الحكومة السورية أخيرا شريكا محتملا في المصالحة.
ويُشار إلى أن موظفي الحكومة في التلبيسة حصلوا على رواتبهم، ويستمر بعض السكان على اتصال مع المحافظ التابع للأسد في حمص، العاصمة المحلية، ويسافر الطلاب خارج التلبيسة لأداء اختباراتهم. وتجري مباحثات متقطعة للوصول إلى إيقاف إطلاق النار في المنطقة.
بيد أن الغارات الجوية لم تتوقف تماما عن القرية، ولكنها أصبحت عشوائية ومتفرقة، إذ تصيب مناطق مدنية أو حقولا، من دون أن تلحق أي خسائر بالمقاتلين. ولكن يقول أبو نوح إن هذا الوضع تغير، أول من أمس (الأربعاء) الماضي. وذكرت وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية أن الهجمات كانت تستهدف «إرهابيين». وأشار أبو نوح إلى أن الحكومة تبدو وكأنها تعلم أين يكون أبو حاتم الضحيك، قائد اللواء، قائلا: «لقد سددوا ضربتهم بدقة، ربما يكون لديهم جاسوس».
جعلت الصعوبات المصاحبة للحرب من السهل على الحكومة أن تجند جواسيس مقابل المال، على حد قول أبو نوح، الذي أضاف أن المخبرين أحيانا ما يضعون علامات على الأهداف لإرشاد الغارات الجوية بإسقاط مشاعل إلكترونية على الأرض.
وأوضح أبو نوح أن لواء الإيمان بالله في التلبيسة رفض الانضمام إلى الجماعات الأكثر تطرفا، مثل «داعش» أو جبهة النصرة، الفرع السوري التابع لتنظيم القاعدة. وأضاف أن اللواء جمع أموالا بالأساس من المهاجرين السوريين في دول الخليج الذين لديهم أقارب في سوريا.
ويكشف تاريخ اللواء عن سبب عدم اندماج الفصائل الثورية السورية في قوة قتالية موحدة قادرة على تنسيق جهودها في جميع أنحاء البلاد.
وقال أبو نوح إن كتيبتين من اللواء انضمتا إلى حركة العزم التي تحظى بدعم أميركي، وحصلتا على أسلحة أميركية جديدة. ولكن بعد 4 أشهر، انفصلت الكتيبتان من جديد (ومعهما الأسلحة)، لأن قواتهما لم ترغب في تنفيذ أوامر بالانتشار إلى جبهة أخرى. «لقد أرادوا فقط حماية التلبيسة».
ورغم أنهم أكثر اعتدالا من تنظيم «داعش»، فإن المقاتلين السنة في اللواء يكنون كراهية تجاه الطائفة العلوية، التي تشكل قاعدة جمهور الأسد. ولم يُبدِ أبو نوح اهتماما بأخبار تفيد بإصابة 18 مدنيا في أحياء موالية للحكومة، يوم الأربعاء، قائلا: «إنهم علويون».
في سوكنة، التي تقع على مسافة أبعد في شرق حمص، صرح ناشط تابع لتنظيم «داعش» يحمل كنية أبو بلال الحمصي، أول من أمس (الأربعاء)، بأن التنظيم لم يهاجم الحكومة، ولم يتعرض لتهديد منها في الأسابيع الماضية.
واستطرد قائلا: «نحن نقيم دولة هنا، ونسعى إلى تقديم الخدمات إلى المسلمين، وإلى تجنب حدوث أي اختراق أمني. ولم تقع أي هجمات من قوات النظام (الكافر)». ولكنه قال إن التنظيم يستعد للغارات الجوية الأميركية: «نحن نواجه حربا صليبية، ويجب أن نكون مستعدين».
* خدمة «نيويورك تايمز»
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,745,426

عدد الزوار: 6,912,316

المتواجدون الآن: 96