آيفن لويس: لا تطوير للحوار مع «حزب الله» ودمشق لم تقنعنا بأنه مقاومة

تاريخ الإضافة السبت 8 آب 2009 - 6:39 ص    عدد الزيارات 3515    التعليقات 0    القسم دولية

        


مارلين خليفة
إعتبر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية آيفن لويس في حوار مع «السفير» أنه توجد فرص حقيقية للسلام بقيادة الرئيس الأميركي باراك أوباما، معتبراً بأن التطبيع مع إسرائيل سيكون نتيجة حل شامل للقضايا العالقة معها، سواء في فلسطين أم سوريا أم لبنان. وقال إنه ينبغي على لبنان أن يكون طرفاً أساسياً في أية عملية تفاوض نظراً الى كون قضية اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، نافياً أن تعمد بريطانيا الى تطوير علاقاتها بـ«حزب الله»، وهي ستبقى مقتصرة على الحوار مع ممثلين سياسيين له فحسب.

يتولى لويس مسؤوليات عدّة تتعلق بالشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وانتشار التسلّح الى ملفات تتعلق بجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى، أميركا الشمالية، المخدرات والجريمة العالمية وسياسة الهجرة.

في ما يأتي نص الحوار:

ماذا طرحتم في زيارتكم إلى سوريا وهل بحثتم في قضايا تخصّ لبنان؟

أثرنا بوضوح علاقة سوريا بلبنان، وعبّرنا عن أهمية الخطوة الإيجابية التي قامت بها سوريا بعدم تدخّلها في الانتخابات النيابية الأخيرة، وشجّعنا سوريا على استخدام تأثيرها بطريقة إيجابية، كأن تمنع أي تسلل من أراضيها إلى داخل العراق، وحثيناها على الامتناع عن مساعدة أو دعم «حزب الله» في أي نشاط عسكري، كالتسلّح مثلاً، وأن تلعب دوراً إيجابياً في عملية السلام التي يحاول الرئيس باراك أوباما تفعيلها، وإعطائها دفعاً. وتمنينا على سوريا أيضاً أن تستخدم نفوذها لدى إيران بطريقة إيجابية، خصوصاً أن الرئيس أوباما قام بخطوات متقدّمة في شأن إرادة التحاور مع إيران. والمجتمع الدولي لا يزال قلقاً جداً من رغبة إيران في تطوير برنامجها النووي، ويمكن للسوريين أن يلعبوا دوراً في إقناع إيران بالتحاور بإيجابية في هذا الموضوع.

صرّحت بعد زيارتك لوزير الخارجية فوزي صلوخ بأنكم اكتشفتم بأن سلاح «حزب الله» يتزايد، كيف تأكدتم من ذلك وهل أثرتم الموضوع مع السوريين؟

الدليل على تزايد التسلح يأتي من كلام مسؤولي «حزب الله» الذين يقولون بأن الحزب أعاد تسلحه بعد العام 2006، وقد وقع حادث أخيراً استدعى تحقيقات تقوم بها قوات الأمم المتحدة، وسنرى إلام ستؤول. نحن نريد من «حزب الله» أن يحصر نشاطه بالناحية السياسيّة، وأن يمتنع عن استخدام السلاح. نعم أثرنا هذا الموضوع مع السوريين فجاء جوابهم بأن «حزب الله» هو حركة مقاومة وأن أية حركة مقاومة لديها الحق في استخدام القوّة. نحن لا نوافق على هذا القول، لأن ما نريده هو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وسلاح الحزب لا يخدم هذا الهدف.

لم لا تطالبون إسرائيل في أن تكون عنصراً فاعلاً في السلام أيضاً، فالتهديدات الإسرائيلية للبنان يومية، وكذلك خروقاتها الجوية والأمنية في الجنوب، لم تقفون الى جانب طرف ضدّ آخر وهل هذا التحيز يخدم السلام؟

في مؤتمر صحافي عقدته قلت بأن إسرائيل يجب أن تحترم القرار 1701، بدءاً بوقف تحليق طائراتها فوق الأجواء اللبنانية، وبتجميد بناء المستوطنات فوراً، كما طلب الرئيس أوباما. ولكي يحصل سلام مع سوريا على إسرائيل أن تعيد مرتفعات الجولان، وفي المقابل على سوريا أن تطبّع علاقاتها مع دولة إسرائيل.

من الجيد أن تطلب شعوب هذه المنطقة عدلاً في مقاربة قضاياها، لكن من المفيد أيضاً أن يبدأ كل طرف في النظر الى مسؤولياته، وبالتالي نحن وجهنا رسائل قوية للإسرائيليين عن مسؤوليتهم تجاه عملية السلام، بحيث لن تكون ممكنة من دون بناء دولتين، وحل مشكلة المستوطنات واللاجئين والحدود والقدس، وحل مسألة الجولان، وإعادة الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة. لكن في المقابل لن يكون من سلام شامل إذا لم يعمد العالم العربي الى تطبيع علاقاته مع إسرائيل، وبالتالي إن اي تنظيم مسلح مجاور لن يخدم هذه الأهداف. إنه اتفاق يجب أن يقبله الطرفان. وبالتالي إذا لم تحل هذه القضايا كلها بطريقة عادلة للجميع فلن يكون بناء السلام ممكناً.

كيف تقرأون التهديدات الإسرائيلية اليومية للبنان؟ وهل تتوقعون حراكاً عسكرياً على الحدود مع لبنان؟

نعتقد بأن على إسرائيل و«حزب الله» معاً أن يحترما تعهّداتهما في تطبيق القرار 1701، ونحن ندعم بقوة الدور الذي تلعبه قوات الطوارئ الدولية، في عملها في جنوب لبنان. إن احترام القرار 1701 هو الطريق الى الاستقرار وهو أحدث فارقاً منذ بدء تطبيقه.

كيف تطوّرت علاقات بريطانيا مع «حزب الله» وما هو واقعها اليوم؟ هل سيتمّ رفع مستوى الحوار مع الحزب كأن نرى مثلاً وفداً منه في لندن؟

لا البتة، فهذا غير مطروح، فقد قبلت بريطانيا بأن تقيم حواراً محدوداً في مسائل محددة مع ممثلين من «حزب الله» يعملون كلياً في السياسة، وليسوا معنيين بأي شكل من أشكال العنف المسلّح. نحن نؤمن بأن هذا التواصل المحدود هو مهم، لأن «حزب الله» هو مكوّن مهم من الحياة السياسية في لبنان. لذا طلبنا من سفارتنا هنا أن تقيم حواراً محدوداً مع الممثلين السياسيين للحزب فحسب، لمعرفة نيات الحزب، ولحثه على حصر نشاطه في الجانب السياسي واحترام التزامه بالقرار 1701.

ماذا عن موضوع الإرهاب والقاعدة في لبنان هل تتخوفون منها في هذه المنطقة، خصوصا أن ثمة تهديدات للـ«يونيفيل» من القاعدة؟

نعتقد بأن مكافحة الإرهاب هي أولوية للعالم في القرن 21، ونعتقد بأن التعاون والتنسيق في هذا الشأن بين بريطانيا ولبنان وسوريا وإسرائيل مهم لمنع أي تهديد للقاعدة، وبالتالي إن تبادل المعلومات في هذا الخصوص وتبادل تقييمنا للمخاطر أمر هام لحماية مواطنينا.

ماذا عن تصوّركم لحل قضية اللاجئين في لبنان؟ خصوصاً أن ثمة من يذكّر دوماً بمسؤوليتكم، وزير خارجية بريطانيا الأسبق جاك سترو قال مثلاً في حديث صحافي بان بريطانيا تتحمل تبعات ما يحدث في الشرق الأوسط، لأنها كانت السبب في مجريات الحوادث بدءاً من فلسطين، هل تعي بريطانيا اليوم هذا الأمر؟

لبريطانيا علاقة تاريخية مع منطقة الشرق الأوسط، ونحن نبحث في كلّ ما نقوم به على تشجيع العلاقات الإيجابية بين كل الأطراف، ونحن نعمل مع الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة لتحقيق السلام في هذه المنطقة. في ما خصّ مستقبل اللاجئين الفلسطينيين فهو في صلب أي اتفاق سلام، وهو جزء من سياسة الرئيس أوباما، وسنعمل بجهد مع الأميركيين والأوروبيين من أجل تسهيل خطة سلام شامل تتضمن حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين، ومن دون ذلك لن يكون سلام.

هل من مؤتمر جديد للسلام؟ وما سيكون دور لبنان برأيكم؟

نحن ندعم بقوة رؤية الرئيس باراك أوباما التي عبّر عنها. وهو تحدث عن اتفاق شامل يطرح حلولاً للقضايا كافة، وقد بدأ بحض الإسرائيليين على تجميد بناء المستوطنات، ونحن نؤيد هذا الموقف، فإذا ردّت إسرائيل بإيجابية على هذا المطلب، فنحن نتوقع من العالم العربي أن يقوم بخطوة إيجابية تجاهها. عندها نأمل أن نخطو خطوات من أجل مفاوضات شاملة. أما كيف سيتم ذلك فهذا ما لم يتهيأ نهائياً بعد، نحن نريد حلاً شاملاً وليس حلاً مجزأً لخطوات. في ما خصّ لبنان فإننا نسمع من بعض المسؤولين بأنه سيكون آخر دولة تقيم سلاماً مع إسرائيل، نأمل ألا تكون هذه هي الحال، نأمل أن يكون لبنان أحد الداعين لأي عملية تفاوض ربما بالتعاون مع سوريا، وبالنسبة إلى مسألة اللاجئين في لبنان فإنها مسألة رئيسية توجب أن يكون لبنان حاضراً في أية عملية تفاوض، ولن يكون غياب لبنان مفيداً إذا طرحت مسائل مثل التوطين، ونأمل ان يلعب لبنان دوراً فاعلاً في أية عملية سلام مقبلة.

نصحتم الرئيس أوباما بالطلب من إسرائيل بتجميد الاستيطان في ما تطلبون تطبيعاً كاملاً من العرب، أين العدل في هذا؟ ولم تقسّمون قضية فلسطين الى جزئيات في ما هي قضية شعب طرد من أرضه؟

نعم، صحيح بأننا نصحناه باقتراح تجميد المستوطنات، لكن الجزء الثاني من السؤال غير صحيح. نحن كررنا منذ زمن بأن المستوطنات الإسرائيلية هي غير قانونية سواء في الضفة الغربية أم في القدس وهي ضد القانون الدولي، ونحن نصحنا الإدارة الأميركية الجديدة بأن أفضل طريقة لبدء عملية سلام هو الطلب من الإسرائيليين تجميد عملية الاستيطان. ونحن ننتظر الردّ الإسرائيلي. إذا قبل الإسرائيليون تمنينا على العالم العربي أن يقوم بخطوات إيجابية تجاه إسرائيل، ولم نتحدث عن تطبيع شامل بل خطوات إيجابية. عندما نتحدث عن سلام شامل فنحن نعني قيام دولتين وحل قضايا الجولان والأراضي اللبنانية المحتلة واللاجئين والقدس وترسيم الحدود النهائية، إذا حلت هذه المسائل كلها عندها يمكن أن تتوقع إسرائيل تطبيعاً شاملاً وليس قبلاً.

كررت الحديث عن الرئيس باراك أوباما وكأنك تمثل السياسة الأميركية، فما الذي يميز السياسة البريطانية عن سياسة أميركا حيال قضايا الشرق الأوسط عموماً ولبنان خصوصاً؟

الفارق هو أن بريطانيا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية ولم توافق الولايات المتحدة على ذلك إلا في الخطاب الأخير للرئيس أوباما في مصر، تبنى الأميركيون إذن الموقف البريطاني في هذا الموضوع. لدينا دور مهم نلعبه في خصوص العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، في حل القضايا بين إسرائيل والعرب، ونحن نلعب اليوم دوراً في الحوار المحدود مع «حزب الله» بممثليه السياسيين حول بعض القضايا، والولايات المتحدة لا تقوم بأي حوار مع الحزب. نحن نؤمن بأن الرئيس الجديد سيعمل بجدية للسلام في الشرق الأوسط ونصيحتي لإسرائيل وللعالم العربي أنهما إذا رغبا فعلياً بإنهاء الحرب فليستفيدا من هذا الرئيس الجديد المصمم على تحقيق السلام في هذه المنطقة. زار المبعوث الرئاسي جورج ميتشل سوريا لمرتين في غضون أسابيع، وهذا نموذج عن كيفية تبدل الأمور، وهذا لم يحصل منذ وقت طويل في السياسة الدولية. وزير خارجيتنا ديفيد ماليباند ألقى خطاباً في أوكسفورد وتحدّث عن الحاجة إلى خطاب مختلف مع الدول العربية في الشرق الأوسط، وبالتالي ثمة مناخ وفرص جديدة تجب الإفادة منها.


المصدر: جريدة السفير

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,621,969

عدد الزوار: 6,904,443

المتواجدون الآن: 100