تقارير..فتيات إيرانيات يعملن في الدعارة بدوام جزئي والشرطة تغض النظر......القدس في مشاريع التسوية الإسرائيلية (1967 ـ 2013).....مواجهة بين الحكومة التونسية و"جماعة أنصار الشريعة"

الحزب الإلهي من 7 أيار اللبناني إلى "7 أيار" السوري!....الدولة السورية انهارت والكانتونات آتية مع الأسد أو من دونه!....ولادة وفد المعارضة السورية إلى "جنيف - 2" تعاني مخاضاً عسيراً

تاريخ الإضافة الأحد 19 أيار 2013 - 6:10 ص    عدد الزيارات 1953    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الدولة السورية انهارت والكانتونات آتية مع الأسد أو من دونه!
إيلاف...عبدالاله مجيد          
سنة علويون وأكراد يتنازعون سوريا ويقطعون أوصالها بالمجازر والدم، ما يجعل عودة اللحمة السورية أمرًا صعبًا إن لم يكن مستحيلًا، ويرى الخبراء أن سوريا ليست في طور الانهيار، بل هي انهارت فعلًا، وتتجه إلى أن تصبح كانتونات متقاتلة، مع الأسد أو من دونه.
لندن: ترفرف رايات الجهاد السوداء على مناطق واسعة من شمال سوريا، وفي الوسط ينتشر شبيحة النظام ومقاتلو حزب الله على رقعة شاسعة من الأرض بدعوى الدفاع عن سكانها الشيعة. وفي الشمال الشرقي، أقام كرد سوريا إقليمًا يتمتع بشبه حكم ذاتي.
وبعد ما يربو على عامين من النزاع، يرى مراقبون في هذه الخريطة دليلًا على تفكك سوريا، مشيرين إلى أن حشدًا من الجماعات المسلحة التي تقاتل من أجل أجنداتها الخاصة تقيم عمليًا ملامح اقطاعيات مسلحة قائمة بذاتها. ومع اتساع رقعة الحرب واشتداد ضراوتها، يبدو أن ضحيتها الأكبر هي وحدة الأراضي الاقليمية للدولة السورية.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اجتمع الخميس في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وأكد مجددًا فكرة حل الأزمة سياسيًا، يعتمد على قبول المعارضة والنظام حضور مؤتمر دولي اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على عقده في حزيران (يونيو). وأعلن اوباما انه سيواصل تشديد الضغط على النظام السوري والعمل مع المعارضة من اجل سوريا متحررة من طغيان الأسد.
انهارت فعلًا
في وقت تتزايد الأدلة على وقوع مجازر واستخدام اسلحة كيمياوية، يقول خبراء سوريون في الداخل إن تركيز الولايات المتحدة على التغيير الفوقي يتجاهل الشروخ العميقة التي احدثتها الحرب في المجتمع السوري، إذ تبدو سوريا ممزقة أشلاء لا يمكن لسلطة واحدة أن تعيدها إلى سابق لحمتها في وقت قريب.
وبدلًا من الدولة الواحدة، أخذت تنشأ ثلاث دول، سوريا موالية للنظام وايران وحزب الله، وسوريا يسيطر عليها الأكراد المرتبطون بحزب العمال الكردستاني في تركيا والعراق، وسوريا ذات أغلبية سنية يتمتع الاسلاميون والجهاديون بنفوذ واسع فيها، على حد قول صحيفة نيويورك تايمز، ناقلة عن أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: "ان سوريا انهارت فعلًا".
واضاف تابلر الذي نشر كتابا عن معركة واشنطن في سوريا: "الكثير قد تغير بين السوريين، ولا أستطيع أن أتخيل عودة اللحمة إلى سوريا". وما يعمق عملية التفكك هي الاعمال الوحشية التي يرتكبها مقاتلون من سائر اطراف النزاع والطبيعة الطائفية المتزايدة لهذا العنف.
وشهدت الفترة الماضية أمثلة كثيرة على ذلك، فشبيحة النظام انقضوا على مناطق ساحلية مستهدفين المدنيين السنة. وجماعات مسلحة اسلامية محسوبة على السنة هاجمت مزارات طوائف أخرى. وشاهد الملايين شريط الفيديو الذي ظهر فيه قائد احد فصائل المعارضة في حمص يمثل بجثة جندي ميت ويأكل قلبه.
التعايش المفقود
يرى محللون أن هذا التحول في طبيعة العنف سيكون أبلغ أثرًا على مستقبل سوريا من المكاسب التي يحققها أي من أطراف النزاع على الأرض، بجعله من الأصعب بكثير على المكونات المذهبية والقومية المتعددة التي اعتبرت سوريا وطنها المشترك منذ زمن طويل على العودة إلى تعايشها السابق. ومع تأرجح ميزان القوى بين المعارضة والنظام، تتكرس الانقسامات الجغرافية وتتعمق.
وبعد التراجع المطرد لقوات النظام خلال العامين الأولين من النزاع، أخذت في الاسابيع الأخيرة تحقق تقدمًا على عدد من الجبهات المهمة وخاصة في محافظة درعا جنوبي سوريا وريف دمشق ومدينة حمص في الوسط وريفها. ويتوقع محللون أن تؤدي هذه التطورات إلى تكريس الانقسامات التي تمزق الأراضي الاقليمية للدولة السورية.
ونقلت نيويورك تايمز عن جوزيف هوليداي، الباحث في معهد دراسة الحرب في واشنطن، قوله إن النظام يئس من محاولة استرداد المناطق البعيدة عن دمشق، منذ عملت الانشقاقات الجماعية لأفراد الجيش السوري على تقليص قوات النظام.
وركز النظام على تشديد قبضته على الأرض الممتدة من دمشق إلى حمص في الوسط وغربا باتجاه المنطقة الساحلية المأهولة بالعلويين. وباستثناء الغارات الجوية والقصف المدفعي، فإن الأسد لم يجرؤ على القيام بمحاولة جدية لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الشمال والشرق.
وازداد اعتماد الأسد على الشبيحة الذين ينتمي غالبيتهم إلى الطائفة العلوية وأقليات اخرى، كما ساهم حزب الله في تعزيز قوات النظام بارسال مقاتلين إلى منطقة الحدود قرب بلدة القصير. وفي الفراغ الذي تركته سلطة الدولة شمال سوريا وشرقها، بسطت قوات المعارضة سيطرتها وسعت إلى اقامة ادارة مدنية تسد هذا الفراغ.
شروخ عميقة
لكن استمرار الحرب بلا حسم، والصراع على الموارد، احدث انقسامات في صفوف المعارضة المسلحة نفسها. ولا توجد صلات حقيقية فاعلة بين قائد قوات المعارضة اللواء سليم ادريس والألوية الرئيسة على الأرض، بحسب نيويورك تايمز.
وشهدت الفترة الماضية معارك متزايدة بين المقاتلين على حساب تشكيل جبهة موحدة ضد النظام. ولاحقت الهيئة الشرعية في حلب قبل ايام مقاتلين متهمين بارتكاب اعمال نهب، وصادرت شاحنات محملة بالمسروقات.
ونُشر شريط فيديو ظهر فيه قائد من جبهة النصرة في شرق سوريا يقف وراء 11 أسيرًا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين. وبعد أن قرأ الحكم الذي اصدرته بحقهم محكمة اسلامية أدانتهم بقتل سوريين، أطلق النار على مؤخرة رأس كل منهم، الواحد تلو الآخر.
وفي الحسكة ذات الأغلبية الكردية شمال شرقي سوريا، استقبل السكان عائلات كردية نازحة، وشهدت المحافظة توسعًا كبيرًا في تعليم اللغة الكردية في المدارس، وتشكيل ميليشيات محلية اشتبكت مع كتائب معارضة. ويرتبط كثير من أكراد المنطقة بمنظمات كردية في العراق وتركيا، ويأملون بأن تمكنهم الانتفاضة من تحقيق الحكم الذاتي في منطقتهم.
لا تُبقي هذه الشروخ العميقة في جسم الدولة السورية مجالًا واسعًا للتفاؤل بعودة سوريا موحدة تحت قيادة واحدة في المستقبل القريب. وقال هوليداي: "المآل الحقيقي الذي أراه في السنوات الخمس إلى العشر القادمة هو سلسلة من الكانتونات توافق على هدنات تكتيكية حين تتعب من سفك الدماء، وهذا المسار قائم بوجود الأسد أو من دونه".
 
فتيات إيرانيات يعملن في الدعارة بدوام جزئي والشرطة تغض النظر
إيلاف..أشرف أبو جلالة       
أنهك الاقتصاد الإيراني بعد تضييق الغرب الخناق الاقتصادي على إيران بسبب برنامجها النووي، فما كان من سبيل آخر أمام فتيات إيرانيات من الطبقة الوسطى إلا العمل في الدعارة بدوام جزئي، لتأمين لقمة العيش.
القاهرة: مع اشتداد التداعيات الخاصة بالعقوبات الغربية المفروضة على إيران، يواجه كثير من المواطنين صعوبات في توفير لقمة العيش، ما أدى لإجبار بعض الفتيات المتعلمات صغيرات السن للعمل في مجال الدعارة، بدوام جزئي.
باريسا اسم مستعار لفتاة قررت أن تتحدث عن تلك الظاهرة الجديدة في المجتمع الإيراني مع صحيفة واشنطن تايمز الأميركية. وباريسا هذه (23 عامًا) تتسم بالذكاء والثقة بالنفس، وتنتمي للطبقة المتوسطة في البلاد، كما تحمل درجة بكالوريوس في هندسة الكمبيوتر من جامعة آزاد الإسلامية. قالت إنها تبيع جسدها في أيام عطلة نهاية الأسبوع في الشوارع في شمال طهران لتكسب المال.
وأوضحت باريسا أنها تحصل في المرة الواحدة على مبلغ يقدر بـ 80 دولارًا، ما يعادل ثلاثة أخماس ما كانت تحصل عليه شهريًا من شركة تقنية متوسطة الحجم، قبل فقدانها وظيفتها منذ نحو خمسة أشهر. هذا بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الشبان الإيرانيين ذوات دوافع جنسية، ينتمون إلى أسر غنية، ولديهم الرغبة والقدرة على التجول في الشوارع من أجل البحث عن المتعة في مقابل المال.
وقالت باريسا: "ما هو الخيار المتاح أمامي؟ فإن تركت طهران وعدت إلى خرم آباد، فهذا يعني عودتي بخفي حنين، ووالداي لن يسعهما مساعدتي في ظل ارتفاع الأسعار".
لم يكن ممكنًا!
معروف أن العقوبات الدولية المفروضة منذ مدة طويلة على إيران بسبب برنامجها النووي تلقي بظلالها على اقتصاد البلاد، حيث تُضيِّق الخناق على مصرفها المركزي وصناعتها النفطية.
وفي مقابل ذلك، يحرص المسؤولون الإيرانيون على أن يؤكدوا مرارًا وتكرارًا أن برنامجهم مخصص لأغراض سلمية، وأنه لا يرتبط من قريب أو من بعيد بما يتردد في الغرب عن مساع يتم بذلها من أجل امتلاك السلاح النووي.
وعبّر أحد جيران باريسا، وهو رجل ميسور الحال، عن غضبه من تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأضاف متحدثًا للصحيفة: " يبيع بناتنا أنفسهن في الشوارع، وهو المشهد الذي لم يكن ممكنًا أن تراه هنا قبل خمسة أو ستة أعوام، وكل ما يمكن للمرشد الأعلى علي الخامنئي أن يتحدث عنه هو البرنامج النووي... أي برنامج نووي؟ وماذا فعل هذا النظام العتيق خلال 30 عامًا؟".
غض نظر
لفتت باريسا إلى أن الشرطة لا تضايقها أثناء مزاولتها نشاطها في الدعارة، في حين أوضحت واشنطن تايمز أن العقوبة المنصوص عليها في إيران بخصوص فتيات الليل وزبائنهم تصل إلى 100 جلدة والحكم بالسجن.
ومن الممكن إعدام الفتاة أو المرأة إن كانت متزوجة، لكن الصحيفة أكدت أنه في ظل النظام القضائي الفاسد في البلاد، من الممكن أن يتم شراء رجل الشرطة مقابل بضعة دولارات.
وأضافت الصحيفة أن فتيات الليل يتفاوضن على قيمة المقابل المادي في شوارع في شمال طهران مع الزبائن عبر نوافذ سياراتهم، وأنهن يتوجهن مع الزبائن في بعض الأحيان ليحصلن على المال في نهاية السهرة، وإن كانت تلك الطريقة تسفر غالبًا عن حدوث خلافات حادة.
وأشارت باريسا إلى حقيقة شعورها بالقلق والخوف على حياتها، رغم أنها ما تزال على ما يرام حتى الآن، مؤكدةً أنها تعرف كيف تعامل الناس. قالت: "لم يعد يهتم أحد بمثل هذه الأمور، ولا حتى في طهران، وبالتأكيد من يدفعون لي مقابل قضاء بعض الوقت معي لا يكترثون لدينهم".
 
 
ولادة وفد المعارضة السورية إلى "جنيف - 2" تعاني مخاضاً عسيراً
صبرا لـ"النهار": لا مشاركة مع "التنسيق" ■ مناع: 12 يوماً لحل الأحجية
النهار...موناليزا فريحة
تواجه عملية تأليف وفد المعارضة السورية الى مؤتمر"جنيف - 2" الموعود مخاضاً عسيراً يزيد الغموض الذي يكتنف جدول أعمال المؤتمر والمشاركين فيه، حتى أنها تهدد بتقويض فرص نجاحه كما صدقية من يفترض أن يكونوا بديلا لنظام بشار الاسد.
ليست النداءات الملحة التي وجهها وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الى المعارضة السورية لدعم المساعي المبذولة لعقد المؤتمر الدولي الرامي الى البحث في حل سياسي للأزمة السورية، الا انعكاساً للمشاكل التي يواجهها الجانبان منذ قررا أخذ الامور على عاتقهما.
بدا واضحا أن واشنطن وموسكو اتفقتا على تقاسم الادوار. وقد عكست الحركة الديبلوماسية المكثفة للاميركيين لدى المعارضة السورية واللقاءات، المعلنة منها وغير المعلنة، للسفير الاميركي في دمشق روبرت فورد مع شخصيات من المعارضة السورية في تركيا بينهم رئيس "المجلس الوطني السوري" جورج صبرا ورئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس، الى لقاءاته في واشنطن مع السفيرين الفرنسي اريك شوفالييه والبريطاني جون ويلكس، المساعي التي تبذلها الادارة الاميركية لدى المعارضة. وقد نجحت الجهود الاميركية على الأقل في اقناع "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بالمشاركة في المؤتمر، بعد الاصوات التي عادت ترتفع منذ السابع من ايار رافضة الجلوس الى طاولة واحدة مع اركان النظام. ومع ذلك، لا تزال التجاذبات مستمرة في شأن شكل الوفد وتركيبته. وفيما كان بديهيا أن تتولى موسكو التنسيق مع النظام، يبدو أنها تنزل بثقلها ايضا للتأثير في تشكيلة وفد المعارضة.
ويستعيد مصدر مطلع على التحضيرات للمؤتمر، الدرب الشاقة التي تسلكها مفاوضات تأليف الوفد المعارض، قائلا إن الاميركيين بدوا مصممين منذ البداية على انجاح المؤتمر، وقدموا خيارين للائتلاف، هما إما الموافقة وإما الموافقة بشروط. وقد انطلقوا من فكرة أن الائتلاف هو ممثل المعارضة، فاما أن يمثلها باسمه فقط وإما أن يضم اليه جماعة ميشال كيلو. لكن هذا السيناريو سرعان ما سقط لاعتبارات عملية ومبدئية.
ويشرح المصدر أن الاطياف الاخرى للمعارضة السورية، ومنها "هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي" رفضت الذهاب الى المؤتمر تحت مظلة الائتلاف واقترحت تأليف وفد مشترك من الائتلاف والهيئة و احزاب اخرى، وذلك تحت اسم "سوريا الوطن والمواطن" مثلا، أو المشاركة بوفدين منفصلين.وعزز موقفها تأييدها الثابت لـ"وثيقة جنيف - 1"، ومبادرتها الى الموافقة على المشاركة في "جنيف - 2". ولا يستبعد أن تكون الخلافات داخل الائتلاف نفسه أتاحت لهيئة التنسيق فرض نفسها على المهندسين الاميركيين للوفد.
ويضيف إن الاميركيين الحرصاء على زيادة فرص نجاح المؤتمر، يخشون تكرار تجربة مدريد وأوسلو، "فاذا استبعدت هيئة التنسيق وأحزاب صغيرة أقل تمثيلا قد تمضي هذه وحدها في التفاوض مع النظام، ويمكنها تعزيز موقفها بالاستعانة بدول البريكس لحشد دعم دولي".
وقبل هذا السيناريو وذاك، يقول المصدر إن الاميركيين طرحوا بداية فكرة تأليف وفد عسكري الى المؤتمر برئاسة رئيس هيئة أركان "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس،وحاولوا اقناع جميع أطياف المعارضة بتوطيد علاقتهم به، قبل أن يعودوا ويصرفوا النظر عن الفكرة.
قبل أيام من اجتماع الائتلاف في اسطنبول الخميس المقبل والذي يفترض أن يسمي فيه وفده الى "جنيف - 2"، يفيد المصدر أن ثمة مساعي حاليا لعقد اجتماع بعيدا من الاضواء بين كوادر من الائتلاف وهيئة التنسيق وآخرين من أجل العمل على تأليف وفد مشترك وبرنامج مشترك للمؤتمر. فوقت يبدو الاميركيون مقتنعين بفكرة الوفد المشترك، لا تزال قطر مثلاً القلقة من اضعاف تأثيرها في العملية السياسية بعد جنيف تدعم الوفد "الائتلافي" الصرف، وهي تحاول فرض مصطفى الصباغ، المقرب منها، في عضويته.
كذلك تميل فرنسا الى وفد من الائتلاف، وثمة تقارير تحدثت عن ترشيحها الرئيس السابق لـ"المجلس الوطني السوري" برهان غليون لرئاسته.
صبرا
إزاء هذه الميول المتضاربة، سألت "النهار" كلاً من الائتلاف "وهيئة التنسيق عن السيناريوات المفترضة لمشاركة المعارضة السورية في "جنيف - 2".
بمعايير رئيس الائتلاف الوطني بالوكالة جورج صبرا، لا خلاف على من يمثل المعارضة في المؤتمر الموعود، فوفدها هو وفد "الائتلاف الحاصل على مقعد سوريا في جامعة الدول العربية واعتراف الجامعة والجمعية العمومية للامم المتحدة". باختصار، الامر محسوم بالنسبة اليه: "الوفد المشترك مع هيئة التنسيق مرفوض ونحن غير معنيين به". في رأيه إن "مشاركة هيئة التنسيق هي رغبة روسية ذات أهداف سياسية معروفة،وليسألوا الجميع في الداخل السوري من هو الممثل الحقيقي للمعارضة". ولم يفاجئه السؤال عن فكرة وفد عسكري مفترض، الا أنه أكد أن علاقة الائتلاف بهيئة الاركان واللواء سليم ادريس وطيدة ولا تسمح بأي شكل بأن يدخل طرفا ضد الائتلاف.
الى ذلك، يرفض صبرا اعتبار المحادثات الجارية حاليا تراجعاً عن رفض الائتلاف التفاوض مع النظام "فحتى الان لم نقرر التفاوض، وما نبحث فيه حالياً هو المشاركة في المؤتمر ونواصل المشاورات مع الدول الغربية، اضافة الى قطر والسعودية وتركيا، لاستكشاف المناخات المرتقبة تمهيدا لتسمية الوفد في المؤتمر المقرر عقده في اسطنبول الخميس المقبل". أما حظوظ نجاح "جنيف - 2" فهي في رأيه قليلة جدا "وليس لدينا ما يمكّننا من التفاؤل"، لافتا الى أنه "حتى الآن، لا جدول أعمال واضحاً للمؤتمر ولا قائمة واضحة بالمشاركين فيه، كما أن هناك تباينا بين الروس والدول الاخرى في شأن مشاركة المعارضة". وحذر من أنه "إذا لم تتلق المعارضة ما يكفي من الدعم والضمانات الحقيقية التي تبدل ميزان القوى وتمهد لخطة سياسية تنقلنا من نظام الاستبداد، سيكون المؤتمر مثله مثل المبادرات السياسية السابقة".
وخلافاً للاعتقاد السائد حاليا، لا يرى صبرا توافقاً كبيرا بين الاميركيين والروس على سوريا. ويقول إن "رزمة المصالح الدولية كبيرة بين الدولتين لكن الفارق لا يزال كبيرا بين الموقف الروسي الداعم للنظام السوري، والموقف الاميركي الذي يسجل تقدما في اتجاه المعارضة وإن يكن ليس بالمستوى المطلوب بعد".وعن قطر والسعودية، يقول إنهما لا تزالان "السند الاساسي للثورة السورية وأقولها بشفافية يقدمون ارادتنا على كل شيء". وينوه خصوصا بموقف السعودية من المعارضة.
ومع ذلك، لا ينفي مواجهة "الائتلاف الضغوط والمرغِّبات طوال سنتين من أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد"، الا أنه يؤكد أن "قرارنا كان يلامس دائما مصالح شعبنا".
مناع
أما هيئة التنسيق، فتعتبر نفسها شريكاً أساسياً في "جنيف – 2". ويقول رئيسها في المهجر هيثم مناع: "عندما أُبلغت الهيئة من الطرفين الروسي والاميركي الخطوط الاساسية لمشروع المؤتمر وطلب منها أن تؤيد هذا التوجه باعتباره يوفر على سوريا الدمار ومزيدا من التمزق والعنف، كان جوابنا أننا دعونا منذ آب 2012 الى مؤتمر كهذا". لكنه لم يقلل شأن الخلافات التي لا تزال تعترض طريق تأليف وفد المعارضة، قائلا: "أمامنا حتى نهاية الشهر لحلّ الاحجية المتعلقة بالمعارضة، وإذا لم نحلها خلال 12 يوماً لتحضير خطاب سياسي قوي، من المؤكد أن النصر السياسي سيكون للنظام". ويبدي انفتاح الهيئة على الحوار مع الائتلاف، موضحا أنه أجريت اتصالات أولية مع بعض الاعضاء الذين وافقوا على المؤتمر والحل السياسي والتفاوضي "ولن نترك العالم يردد علينا عبارة تجتمعون بالجميع الا بعضكم بالبعض".
ومناع لا ينتظر حل الخلاف على مسألة الوفد ليضع تصوره لمؤتمر "جنيف - 2" والمرحلة المقبلة، ويقول: "لن نقبل باستمرار العمل بدستور بشار الاسد خلال الفترة الانتقالية، ويجب وضع خطة عملية قابلة للتحقق وتصور لكيفية تحقيق ذلك". ويصر على أن يكون المؤتمر عملية اجرائية، أي اجتماعات مفتوحة تركز على مناقشة البدائل، بدءا باتفاقات محلية تشمل مسائل جوهرية منها وقف النار واطلاق معتقلين وايصال المساعدات الى السوريين وضمان الحريات".
هيتو
والى البند الطارئ على جدول أعمال مؤتمر الائتلاف في اسطنبول الخميس المقبل والمتمثل في البحث في الوفد الى "جنيف - 2"، كان مفترضا أن يعرض رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو خلاله تشكيلته المؤجلة ويضعها أمام اختبار الثقة، وفي حال سقوطها يكلف شخص آخر المهمة، على ما قال صبرا، ولكن بعد النداءات المتزايدة له الى التنحي، يبدو أن ثمة توجها الى اختيار رئيس حكومة توافقي بدل هيتو يحظى بتأييد جميع القوى في الداخل والخارج.
كذلك يتوقع أن يقر الائتلاف ضم أعضاء جدد الى صفوفه، بينهم عدد من السيدات والتنظيمات الثورية و"المجلس الوطني الكردي" الذي سبق له أن انسحب من الائتلاف، اضافة الى عدد من الشخصيات التي انضمت الى "اتحاد الديموقراطيين السوريين" الذي انطلق أخيرا في القاهرة في حضور نحو 250 شخصية سورية، بينها ميشال كيلو وعمار القربي وفايز سارة وكمال اللبواني.
"تحجيم "الإخوان"
يبدو واضحا أن اعادة ترتيب البيت الداخلي للائتلاف تندرج في ما بات يعرف بمحاولات تحجيم نفوذ "الاخوان المسلمين" والتيار الاسلامي عموماً فيه. ومع ذلك، يقول صبرا إن "الثورة بحاجة الى جميع مكونات الشعب السوري، والتيار الاسلامي في القلب وفي صميم المجتمع ولكن من غير أن نهمل القوى الاخرى".
في ظل الارباك الذي يسود صفوف المعارضات السورية، يرسم الباحث في معهد "كارنيغي الشرق الاوسط" يزيد الصايغ صورة متشائمة لمستقبل الائتلاف كما لحظوظ "جنيف - 2". ويقول إن "تمثيل المعارضة بوفد واحد موحد في اطار مؤتمر دولي قد يكون مصيريا، يبدو بالغ الصعوبة"، ويحذر من أن "الائتلاف عند مفترق طرق حقيقي، وإذا لم يحضر بقوة بوفد رزين قد يتخلى عنه أصدقاء سوريا". وإذ يشكك أصلاً في امكان عقد "جنيف - 2" في موعده المفترض في حزيران، يلاحظ "انه حتى لو عقد فان فرص نجاحه ضئيلة في ظل غياب معطيات حقيقية للخروج من مأزق بهذا الحجم".
 
الحزب الإلهي من 7 أيار اللبناني إلى "7 أيار" السوري!
المستقبل...بول شاوول
والله، حزب الله! "ملحَّق" على كل "الميلات"، والجبهات والجهات والقَلبات. من لبنان: يُهدّد بـ 7 أيار مجيد جديد "خلنج" و"برنجي". من سوريا: زحف الفاتح، وهو حزب الفتوحات ما شاء الله: من مقام السيدة زينب الذي يريد حمايته ممن بَنوه من أهل السنة، إلى القصير، فإلى الجولان لتحريره! ومن ثم ربما "مباشرة إلى القدس"! ولا مانع. ان يُمَمَّ شطر لواء اسكندرون، وبعدها ينهي ويحسم هناك "ويستعيد" أرضاً تخلى عنها نظام الممانعة. فيكوّع إلى ارض اليمن مع "الممانعين" من حوثيي ولاية الفقيه ولربما، ينعطف بعدها إلى القاهرة ليحمي مقام الحسين.. والله، انه حزب الله ولا ريب فيه حزب العجائب والغرائب: سندباد الفتوحات. عنده خريطة طريق "جهادية" لها أول وليس لها آخر. أو لم يُصنع هذا الحزب، بقرار فارسي ليُحارِب. وهو مستعد لكي تبقى حروب الفقيه "شغالة"، وان يبقى في حروب دائمة. أمدمن حروب! أمهووس حروب؟ أترى لا يستطيع أن يتمتع بهذه الدنيا الفانية إلا بالحروب. والدم والقتل. حتى ولو لم تكن لا حروب الطائفة الشيعية (جرّ عليها وعلى لبنان الويلات على امتداد السنوات العشر الأخيرة). ولا حروب لبنان ولا الديموقراطية ولا السيادة ولا الحرية. فَنُصب دماغ هذا الحزب ان يبقى على جهوزية تامة رهن اشارة من فَبركَه وسلَّحه ومن اخترعه ومن موّله ونفخه في بلاد فارس. فهو ليس حتى حزباً "عقائدياً". ما هي أفكاره: لا شيء! ولا حزباً سياسياً. ما هي برامجه: لا شيء! ولا حزباً عربياً .
فمن "يؤمن" ايماناً عميقاً بولاية الفقيه الإيرانية... هو حزب ايراني بلكنة لبنانية. ولا حزب الامة الإسلامية: فهو كالأحزاب الأخرى في لبنان من الاقليات. أو من أقليات الأقليات! إلا اذا كانت هناك "أمة" من جنس غير آدمي.
انه حزب بلا هوية. ولا أرض ولا حدود ولا تخوم "سفير" إيراني متجول. مطيع. نجيب. تنقله إيران من بلد إلى بلد. ومن منطقة إلى منطقة ليحارب عنها وباسمها ولها حيث لا تريد هي ان تلوث أيديها بالدم او تعرض "شبابها" للخطر. فهو مقدام عندما يقدم الشباب اللبناني "ذبائحَ" من اجل أولياء أمره. وهو شجاع عندما يلبي كل نداء... بحمل السلاح، إلا نداء أهله لا شيء! حتى انه ومن باب التقوى والتمسك بالأرض. يريد أن يجعل بلده كله، بطوائفه وناسه وارضه وهوائه وتاريخه: الولاية الثالثة والثلاثين في الولايات المتحدة الإيرانية! فهذه الأخيرة هي قلب "الأمة" التي يتكلم عنها أحياناً. وهي مربط الفرس وسواها... من المرابط. كله "الوطن" غير معني به. لا بفضائه. ولا بحدوده. تقصف بلادُه من النظام وبدلاً من ان يرد، يشاركه في العمليات البطولية".
وفي هذا الفضاء "الاستكباري"، اللوناتيكي، الفصامي، وبالقدر الذي يحاول ان يتورط فيه أكثر فأكثر بسلاح "المقاوم" في دم الشعب السوري الثائر (ها هو يطل علينا بجهابذته، وبأصابعهم المشهورة علينا، ليهددنا بـ 7 أيار جديد، ولا يقل "بطولة" و"مروءة" عن "7 أياره" في "القصير" أو في حلب، أو حمص، او دمشق. لغة التهديد والوعيد: حكومة 8، 8، 8 يعني"ضرب الاستقرار" ويقصد بذلك انه سيفجر أحداثاً تطويعية عقابية على أكثرية اللبنانيين اذا ألفّ رئيس الحكومة وزارة لا يكون لحضرات الحزب وخواجاته وأثريائه، وحديثي النعمة و"السلطة" والدولة.. الهيمنة. "اوعا تجربونا" ! أف! وللتجربة معانٍ في الذاكرة الدينية: فالاله القادر "الجبار" القهار.. سيعاقب، بالويل والثبور وجهنم والنار الحرور، والعذاب الأليم.. كلّ من يخالف مشيئته "والله على كل شيء قدير" أيضع نفسه في مراتب الاله؟ (وهذا إشراك في الاسلام!) أتراه وَصَل إلى هذه المرحلة السوبر صوفية! فاذا كان الأمر كذلك.. فرحمة الله عليه! ولا حرج اذا اخذ بطريقه (مهدداً) رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعواصف "رعدية".. ليرشقه بوابل من التهم. لماذا؟ لأنه ليس "مثالياً" و"وطنياً" و"بعثياً" و"فقهيانياً" مثل الرئيس المُولّي بلا اسف إميل لحود. "المقاوم الأول". أو "ممانعاً" ذا تاريخ مشرف "بمقاومة" اسرائيل (بصوره التذكارية مع الضباط الاسرائيليين على المتحف اثناء غزو العدو لبنان) واقصد الجنرال عون "جنرال الممانعة "اما الحزب فيوزع "العطايا" والبركات والألقاب والاسماء الحسنة ويحاول تشويه صورة الجنرال الرئيس ميشال سليمان، لأنه بكل بساطة يسعى لحماية الدستور اولاً وأخيراً... ولأنه يدين عدوانه السافر على الشعب السوري، ولأنه اعترض على "تسليم" الحزب "الصور" والوثائق من "الطائرة البلا طيار" إلى الرئيس خامنئي لا اليه. ولا إلى الحكومة التي ينتمي اليها. ولا إلى المجلس ولا إلى قيادة الجيش!
تهديد اللبنانيين بـ 7 أيار جديد تحوّل والله إلى نكتة! الى "شعار" مضحك. إلى كلام لا يعني سوى ناطقه! فاللبنانيون اليوم، الذين اكتشفوا ما تبقى من "اَلغاز" الحزب، ومن طلاسمه، ومن هلوساته "الدموية" مستعدون لمثل هذه المواجهات: وليختلط دمهم بدم الشعب السوري وتتمازج أصواتهم وأصوات الثوار تمازجَ الهواء بالهواء، وترتفع مقاوماتهم الشعبية لترقى إلى مواجهة السلاح الإيراني بأيدي حزب الله! (أترى بات هذا السلاح من فرط "استخدامه" لعباً من لعب الأطفال! يمكن ان يُقدِّم كهدايا في الأفراح والأعياد الدينية والوطنية). فالشعبان العربيان اللبناني والسوري باتت تجمعهما هموم مشتركة. فالنظام الاستبدادي ارتكب على امتداد خمسة عقود من المجازر والقمع فيهما ما يعادل جرائم الحرب. تتذكرون حماة (40 ألف قتيل على مدى اسبوعين) وتتذكرون في المقابل قصف النظام لطرابلس الأبية وزحلة والأشرفية وصيدا. الرصاص ذاته، نظام واحد يُصوّب على شعبين. وها هو النظام اليوم مدعوماً من "جيش" ايران "اللبناني" متجسداً بمسلحي حزب الله، يكمل "دورته" النضالية من العنف والتدمير والمجازر والاعدامات الميدانية والتهجير... فالاثنان: النظام وصِبيَةُ ايران، على طريق واحد، وخط واحد وصراط جهنمي واحد: معاً معاً، يقنصون الشعب السوري وثواره. ومعاً معاً يعتدون ويقتلون الشعب اللبناني! فحزب الله اليوم يريد ان يساوي بين الشعب اللبناني وبين الشعب السوري. وها هو يطل مضرجاً بالدماء العربية السورية وبحطام الخراب وروائح الجثث والحرائق. ليقول للبنانيين "انتم لستم اعز عليّ من أهل القصير، وحمص ودرعا"! (مهدداً مسترجعاً كلام الرئيس الراحل حافظ الاسد عندما قال مهدداً وفداً طرابلسياً في الثمانينات "طرابلس ليست اعز علي من حماة" القول واحد. وتاريخ النظامين الايراني والسوري يتراكم بالاحداث ذاتها، والعنف ذاته والموت ذاته والخراب ذاته. (كأنهما ورثا عن جدارة اسرائيل في علاقتها باللبنانيين والفلسطينيين ! تذكروا تجدوا) وفي الوقت الذي ينبري "حوثيو" لبنان ليفرضوا ارادتهم بالتهديد باللجوء إلى "السلاح" مستعيدين 7 أيار الصهيوني الملامح والأثر، ها هم، واستجابة لنداءي ايران والنظام السوري سيتذكرون من؟ الجولان! وها هو الحزب، طاعةً، يعلن جهاداً نظرياً لاسترجاع الجولان. ومن يراجع خطب السيد نصرالله وجماعة الحزب وصولاً إلى ألسنة النظام السوري لن يجد أحداً من هؤلاء "تلفظ" حتى بعبارة "الجولان" لا بواجب جهادي ولا بمقاومة ولا بممانعة. فجأة، وكالمعجزة تذكروا ان الجولان محتل ومُهَوّد. اربعون عاماً لم يكن يجرؤ أحد من حلفاء النظام أو ايران على ان يسأل: لماذا لا تحاربون اسرائيل في الجولان؟ صيام أربعين عاماً على الكلام غير المباح! ونتذكر ان كل من كان يطالب النظام السوري بتحرير الجولان يُتهَّم بالعمالة لاسرائيل وتوريط سوريا بحرب لا توقتها، فهل وقتتها ايران اليوم؟ لا نظن. فالذين لم يرموا بوردة اِغارة الطيران الاسرائيلي على دمشق قبل أيام وعلى امتداد 5 ساعات وعلى مساحة 30 كلم سيتستمرون بمحاولة حماية الاحتلال الصهيوني في الجولان. ونذكر هنا، ان الثوار هم الذين كانوا يريدون ان يفتحوا جبهة هناك. لا جماعة ايران ولا بعث سوريا، اتراها جبهة وهمية جديدة يموهها حزب الفقيه، كذريعة لاشتراكه في المعارك دفاعاً عن حليفه، تماماً كذريعة الدفاع عن اللبنانيين الشيعة، أو عن المقدسات أو مقام السيدة زينب!
فمن المساهمة في حروب سواه على الشعب السوري الثائر، إلى "نغمة" الجولان الجديدة فإلى (ربما) غداً "لواء اسكندرون، (الذي محا النظام اسمه عن الخريطة السورية) مراحل ملحمية تنتظر ايران التي تحتل ثلاث جزر اماراتية (أين انت يا حزب الله!) فإلى مجهول المجهول، فإلى لبنان الذي لا نستبعد انه يُساويه بالجزر العربية الثلاث، كمحطة من محطاته.
وهاهو يقوم عندنا بما يطلب منه ان يقوم: عرقلة تأليف الحكومة، لأنه لا يريد ان تأتي حكومة تمثل اللبنانيين بل حكومة تحكمها الوصايتان (كما كانت حكومة ميقاتي) لتغطي أولاً عدوانه على الاراضي السورية، وعلى تسخير موارد لبنان لدعم النظام، وعلى الاستيلاء على الوزارات التي تخدم اهدافه المالية (الحزب يستنزف الخزينة اللبنانية بتبييض الأموال وتهريب البضائع من المرفأ والمطار) وعلى استبقاء الاتصالات في قبضته لكي يستمر في التجسس على اللبنانيين وعلى تطوير تجارته بالاتصالات الخاصة، وعلى الكهرباء لتكون اداة ضغط على اللبنانيين ومورداً لحلفائه من دون ان ننسى الخارجية التي يريدها على صورة الوزير منصور البهية.. يعني استمرار المنحى الانقلابي والتفجيري والقمعي والفاسد والصفقات والسمسرات... ويكفي ان يطالب الحزب بالثلث المعطل لكي تكتمل دائرة التخريب والتجميد والتفشيل. وحجته ان عدم اخذه الثلث المعطل يؤدي الى استئثار فئة على الحكومة. رائع! حزب التعطيل لا يحتاج الى ثلث معطل. فهو الجرثومة الأصلية. فعنده الثلث والكُلّ والرُّبع المعطل بسلاحه الموجه الى اللبنانيين، وتهديداته. عنده كل معطل في الحكومة. والمجلس النيابي وبعض الدوائر الأمنية.. وفي كانتونه.. وفي بيئته المحصونة التي اغرقها بالفوضى، والاتجار بالمخدرات. وتزوير الأدوية وسرقة السيارات والخوات... وأخيراً بالقمع. ويبدو انه بدأ يستعمل السلاح الذي شهره على اللبنانيين داخل "بيئته": القمع اجبار الشباب على المشاركة في المعارك السورية، وتهديد كل أم أو اب.. أو اخت فقدوا شقيقاً وارغمهم على السكوت وعدم التصريح بأي شيء للاعلام! كانتون على كامل الأوصاف، بنكهة فقهية هنا.. وستالينية هناك.. وبعثية هنا وهنالك! ونظن ان الحزب بدأ يتمادى أكثر عندما اعتبر ان 14 آذار قد فرطت. او انقسمت حول قوانين الفرزلي، والمختلط.. والنسبي. وعمد الى خربطة الاوراق وتصعيد الصراع لكي يبقى الانقسام شارخاً بين خصومه، ولكي يُلهي اللبنانيين عن عدوانه على الشعب السوري.
لكن 14 آذار تمكنت من الانتصار على نفسها واتفقت على قانون مختلط نسبي. (المستقبل، القوات، الاشتراكي المستقلون) فاصيب الحزب بشيء من الاحباط. لقد فوّت عليه اتفاق 14 آذار إمعَانه في تخريب كل الحلول، ليوصل الجميع الى الجدار المسدود: فيهترئ تأليف الحكومة.. وييأس المكلف.. امام شروط الحزب ومن ثم يحول دون الاتفاق على قانون انتخاب، فيمدد له .. طويلاً. فيزداد اهتراء وينعدم دوره، (كما في السابق) ويتعطل كل شيء! وهكذا ينتشي حزب التعطيل بتعطيل البلاد. واذا اضفنا انه وعلى عتبة كل موسم سياحي يرفع وتيرة حروبه الدونكيشوتية ليُحولَ دون مجيء السياح الخليجيين فيعطل موسم السياحة وتستقيم دورة التخريب الاقتصادي التي يديرها... عندها، يشعر هذا الحزب بانه موجود حقاًُ! وانه يقوم بما يشبه الاتقان بالدور الايراني الموكول اليه، تدمير البلد، شقفةً شقفةً. وادارةً ادارةً... لكي يتمكن منه ويعلنه حقاً، الولاية الثالثة والثلاثين لجمهورية ولاية الفقيه دام ظلها الوريف!
لكن السؤال الكبير: اترى ما يفعل الحزب علامة قوة؟ او تفوق كما يحلو له ان يتصور ويصوره لبيئته المحضونة بالقمع؟ أو تحسن في شروطه؟ على العكس تماماً: بات الحزب وحلفاؤه الطغاة في المنقلب الآخر من التاريخ. في آخر صفحاته السود؟ لان زمناً آخر بدأ. وتاريخاً جديداً بدأ وحرية شاسعة بدأت. وارادة شعبية انطلقت.. وهذه كلها من علامات نهاياته!
فليتبصر قليلاً بما كان الوضع عليه حتى في لبنان ابان الوصايتين وما آل عليه اليوم؟
بل فليتبَّصر اكثر بملاحم الشعب السوري الذي يعتدي عليه، ويفكر: كيف يمكن احداً ان يهزم، بعد، مثل هذه الشعوب التي قررت ان تواجه الطواغيت.. حتى آخر رمق لها!
تفكر يا حزب! فهل من متفكر في صفوفك؟
أشك: فالتفكّر عند الأحرار لا عند العبيد!
 
القدس في مشاريع التسوية الإسرائيلية (1967 ـ 2013)
المستقبل...نبيل السهلي
يمكن الاستدلال على الرؤى الإسرائيلية لحل قضية القدس من خلال الأفكار التي طرحها بعض القادة الإسرائيليين، أو الأكاديميين فضلا عن أفكار الأكاديميين المطروحة في ندوات جامعية أو خاصة ، وفي هذا السياق عبر بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي في 24 حزيران 1948 بوضوح عن النوايا الإسرائيلية في القدس. وفي نقاش دار في مجلس الشعب الموقت ( الكنيست لاحقا) ، قال بأن المسألة لم تكن إلحاق القدس بإسرائيل، بل كيفية تحقيق هذا الهدف في ضوء العقبات والظروف العسكرية والاقتصادية التي تواجه تحقيقه، ومنذ عام 1948، اتسم موقف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه قضية القدس بالتصلب شأنها في ذلك شأن قضية اللاجئين وحق عودتهم حسب القرار 194 لعام 1948 ومع احتلال إسرائيل للضفة بما فيها الجزء الشرقي من مدينة القدس وقطاع غزة في حزيران من عام 1967، بدأت تظهر مشاريع وأفكار إسرائيلية عدة حول الأراضي المحتلة، وتركزت الرؤى على إبقاء القدس الموحدة تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة، باعتبارها حسب الخطاب السياسي الإسرائيلي العاصمة الأبدية لإسرائيل. ومن أهم المشاريع المطروحة التي تضمنت إبقاء السيطرة الكاملة على القدس:
أولا: مشروع بن غوريون 1967: وقد كان أول من طرح أفكارا حول منح السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة حكما ذاتيا يديرون شؤون حياتهم في إطاره هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، دايفيد بن غوريون، ذلك بمجرد أن وضعت حرب حزيران أوزارها بأسبوعين تقريبا. فقد وزع بن غوريون على الصحف مشروعا يتضمن بعض الأفكار ميّز فيها بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والفلسطينيين في الخارج وفي الوقت نفسه ميّز أيضا بين السكان في قطاع غزة وإخوانهم في الضفة الفلسطينية، إضافة إلى إخراجه القدس من المشروع مقترحا ضمها إلى حدود دولة إسرائيل.
ثانيا: مشروع آلون في تموز 1967 أي بعد شهر من عدوان حزيران، طرح وزير الخارجية آنذاك، ييغال آلون على حكومته مشروعا يتعلق بسيناء والجولان، استند فيه إلى أفكار بن غوريون، غير أن مشروع آلون كان أكثر تفصيلا وتحديدا ووضوحا. وقد حظي المشروع بشهرة كبيرة رغم أنه لم يناقش في إطار حكومي أو حزبي. وكان آلون أحد أبرز شخصيات حزب العمل وزعيم كتلة في الحزب وأحد قادة البالماخ البارزين سابقا وقد صمم مشروعه على أساس التخلص من المناطق الكثيفة بالسكان الفلسطينيين، وضم المناطق الأخرى التي تتسم بقلة ومحدودية السكان أي التخلص من المدن والمراكز الحضرية- السكانية، وإعادتها إلى الأردن والتمسك ومواصلة السيطرة على الأراضي الواسعة الخصبة في الأغوار وشمال الضفة الفلسطينية ومناطق واسعة من ريف المدن الفلسطينية وتمهيدا لضمها إلى إسرائيل وتطرق آلون في مشروعه إلى القدس من جانب الاحتواء الكامل والقسري لهذه المدينة وهذا ما نلمسه في البند الوارد في المشروع والمتعلق بالمدينة: "العمل على إقامة ضواح بلدية، مأهولة بالسكان اليهود شرق القدس، علاوة على إعادة تعمير وإسكان سريعين للحي اليهودي بالبلدة القديمة من القدس، وهذا الأمر ترجم عمليا في السنوات الماضية حيث أصبحت المستوطنات اليهودية تحيط بمدينة القدس من كافة الاتجاهات عبر اطواق استيطانية محكمة.
ثالثا: مشروع أبا إييان 1968 طرح المشروع في 9/10/1968 وقد تضمن البند الخاص بالقدس أن إسرائيل مستعدة لمناقشة التوصل إلى اتفاقيات مناسبة مع هؤلاء الذين يعنيهم الأمر بشأن القدس وقد عارض أبا إيبان فكرة إيجاد حل تعرضه الدول الكبرى ووصفها بأنها أبعد الأفكار عن الواقعية على الإطلاق.
رابعا: مشروع غولدا مائير 1971 جاء في 9/2/1971 جاء في المشروع وفي بند خاص بالقدس تبقى القدس موحدة وجزءاً من إسرائيل.
خامسا: مشروع مابام للسلام 1972 وتضمن مشروع حزب مابام في 27 كانون الأول 1972 بندا خاصا عالج فيه وضع القدس على النحو التالي: إن القدس الموحدة عاصمة دولة إسرائيل وتضمن في تسوية السلام الخاصة بالإدارة الذاتية للأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين ويعترف في كل مفاوضات حول السلام مع الدول العربية المجاورة بحقوق السكان العرب كأقلية قومية، ويتم ضمان أوضاع بلدية خاصة بالسكان العرب في القدس في إطار المدينة الموحدة.
سادسا: مشروع بن غوريون 1972 ذكر بن غوريون في 8/9/1972 أن هناك احتمالا نظريا لتوقيع معاهدة سلام بين إسرائيل والدول العربية في غضون خمس السنوات القادمة ويعتقد أنه في حال توقيع الدول العربية معاهدة سلام فإنه من الصواب أن تعيد لهم إسرائيل جميع الأراضي، عدا القدس والجولان والمناطق التي نشأت فيها مستوطنات بما في ذلك المستوطنات في الضفة الفلسطينية.
سابعا: مشروع دايان 1972 في 6/10/1972 ذكرت إسرائيل أن موشي دايان وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك يفضل ألا يحل السلام بين مصر وإسرائيل، على أن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى الحدود السابقة وقد أدلى دايان بهذه الأقوال في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة لوفيغارو الباريسية، وختم حديثه مؤكدا أن الحدود مع هضبة الجولان ستبقى كما هي عليه اليوم تقريبا، على بعد 45 كيلو متراً من الحدود القديمة، وذكر دايان أن في الإمكان الوصول إلى تسوية حول مدينة القدس تمنح معها الأماكن المقدسة ما أسماه بالوضع الخاص ولكن المدينة يجب أن تظل موحدة من الناحيتين السياسية والقانونية، على حد زعمه، وأردف أن لا مجال لإقامة دولة جديدة في الضفة الفلسطينية. وبعد اتفاقات اوسلو وبالتحديد في عام 1996 أكد حزبا العمل والليكود في وثيقة مشتركة وجهة نظريهما من قضايا الوضع النهائي بما فيها قضية القدس، حيث أكدا ان القدس الموحدة بشقيها الشرقي والغربي يجب أن تبقى العاصمة الأبدية إسرائيل. ويلاحظ المتتبع للشأن الإسرائيلي الداخلي والخطاب السياسي للأحزاب الإسرائيلية أنه منذ عام 1967 وحتى عام 2013 بأن كافة المشاريع التي طرحت إزاء القدس من قبل سياسيين كبار أو أحزاب أو أكاديميين إسرائيليين في ندوات عقدت في الجامعات الإسرائيلية أو مؤتمرات هرتسيليا تمحورت حول إبقاء القدس الموحدة بشقيها الغربي المحتل عام 1948 والشرقي المحتل عام 1967 عاصمة أبدية لإسرائيل، من خلال إبقاء السيطرة الإسرائيلية على مدينة القدس وفق حجج قانونية وسياسية وأمنية في غالب الأحيان.
 
مواجهة بين الحكومة التونسية و"جماعة أنصار الشريعة"
هارون ي. زيلين.. هو زميل ريتشارد بورو في معهد واشنطن
في يومي 10 و11 أيار/مايو، شنت قوات الأمن الداخلي التونسي والشرطة هجوماً قمعياً غير مسبوق على "جماعة أنصار الشريعة في تونس" -- الحركة السلفية المحلية في البلاد، في إجراء قمعي تجاه أعضائها الذين كانوا يلقون محاضرات عامة أو يوزعون كتبهم في الشارع. ورداً على ذلك، وجه قائد "جماعة أنصار الشريعة في تونس"، أبو عياض التونسي تهديداً خفياً بأن الشباب سيدافعون عن الإسلام في تونس كما فعلوا في أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق والصومال وسوريا -- في تحذير غير مباشر باحتمال بدء جهاد محتمل بكل ما تحمله الكلمة من معاني. وهذا التصعيد ربما يحمل بين طياته تغيراً كبيراً في إستراتيجية أبو عياض العامة على مدار السنتين الماضيتين، والتي أكد خلالها على أن تونس هي أرض "الدعوة" (أي التبشير وما يرتبط به من أنشطة التوعية الإسلامية)، وليست بلاد الجهاد المسلح. وربما يحدد المؤتمر السنوي الثالث لـ "جماعة أنصار الشريعة في تونس" الذي سيقام في القيروان نهاية هذا الأسبوع ما إذا كانت الحادثة الأخيرة ستصبح نقطة تحول نحو قيام صراع مفتوح أم أنها فرصة لتراجع كلا الطرفين.
لماذا الآن؟
بات من غير الواضح ما إذا كانت الإجراءات الحكومية ستقود "جماعة أنصار الشريعة في تونس" نحو الاحتراب أم أن الجماعة تنتظر الفرصة السانحة لشن الجهاد منذ نشأتها. غير أن المشكلة تعقدت بشكل إضافي بسبب الرسالة المزدوجة من "جماعة أنصار الشريعة في تونس" المتمثلة في عمل أعضائها كدعاة في الوطن بينما يؤيدون الجهاد في الخارج ويسمحون لأعضاء الحركة بالقتال إلى جانب الجماعات المتطرفة في سوريا والجزائر ومالي ومناطق نزاع أخرى. وعند قيام أعضاء الحركة بالدعوة في تونس فهم يستخدمون في ذلك المؤلفات السلفية السائدة في السعودية، لكن صفحة الفيسبوك الرسمية للجماعة تتضمن محتويات تابعة لـ تنظيم «القاعدة» وجماعة المجاهدين السورية "جبهة النُصرة" والأيديولوجيات الجهادية العالمية المعروفة. وقد تنهار هذه الاستراتيجية ثنائية الاتجاه تحت الضغط المتزايد من تونس.
إن توقيت استعراض الحكومة للقوة من المحتمل أن يكون ناتجاً عن العمليات المستمرة في شمال غرب منطقة جبل شامبي على طول الحدود مع الجزائر حيث تأمل تونس في إخراج "كتيبة عقبة بن نافع" المسلحة والمرتبطة بـ تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». لقد كانت الكتيبة تستخدم المنطقة لتخزين الأسلحة والتدريب؛ واكتشف وجودها عند إصابة أكثر من عشرة أشخاص من أفراد الأمن التونسي بجروح بسبب الألغام. ونظراً لعدم حدوث تقدم في العثور على هذه العناصر المسلحة والتعاطي معها، فإن الحكومة تتعقب الآن "جماعة أنصار الشريعة في تونس" لتظهر أن بعض الأمور تحت سيطرتها، متحججة في ذلك بأن بعض أعضائها قد يكون له صلة بـ تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
وتتعارض هذه الجهود مع أسلوب التربيت على الكتف والمنهج الأكثر ميلاً إلى الاسترضاء الذي استخدمه "حزب النهضة" -- وهو التيار الإسلامي الحاكم في تونس -- مع السلفيين في الماضي. وقد زاد استعداد الحكومة للقبض على أعضاء الجماعة تدريجياً منذ أيلول/سبتمبر الماضي، عندما شارك بعض النشطاء في "جماعة أنصار الشريعة في تونس" في الهجوم على السفارة الأمريكية بالتعاون مع الإسلاميين الأصوليين الآخرين. ولم يتحدد بعد ارتباط أعضاء "جماعة أنصار الشريعة في تونس" بالعنف الدائر في جبل شامبي أم لا، ولكن بتتبع صميم أنشطة الجماعة الدعوية وتوريط الحركة بأكملها، فإن تونس قد تدفع بالنشطاء الذين ينبذون عادة أعمال العنف إلى الرد على ذلك.
احتمالات التطرف
على الرغم من أن قيادة "جماعة أنصار الشريعة في تونس" تبدي تعاطفها مع الرؤية الكونية للجهادية العالمية، إلا أن صورتها العامة ترتبط جزئياً بما تقدمه من رعاية اجتماعية، وذلك في تشابه واضح بينها وبين جماعات مختلفة أيديولوجياً مثل «حزب الله» و «حماس». غير أن "جماعة أنصار الشريعة في تونس" لا تدعو صراحةً للعنف ضد منافسيها في تونس. وقد شارك بعض أعضاء الجماعة في الاقتصاص من الخارجين على القانون بصفة شخصية، الأمر الذي يتناسب مع برنامج الجماعة الأوسع نطاقاً، حتى إذا لم تأمر القيادة بالقيام بمثل هذه الأعمال. كما تم تجنيد بعض أعضائها للقتال في العمليات الجهادية خارج الحدود التونسية.
نظراً لأن "جماعة أنصار الشريعة في تونس" هي جزئياً حركة اجتماعية، فإن الأفراد ينضمون إليها كأعضاء لأسباب مختلفة. وينضم بعضهم لدوافع أيديولوجية بحتة، بينما ينضم البعض الآخر لانجذابه إلى الكثير من المزايا المادية. إن "جماعة أنصار الشريعة في تونس" هي عبارة عن منظم اجتماعي يقوم بتوفير الطعام والخدمات الطبية وتنظيف الأحياء المجاورة وإصلاح الطرق والبناء وغير ذلك. ويتم تمكين الشباب المشارك في هذه الأنشطة من خلال نشاطهم؛ فالعمل التطوعي يسمح لهم بممارسة استقلاليتهم ومساعدة مجتمعهم ورد كرامتهم من خلال العمل الاجتماعي. وتقوم الحكومة الآن بنصب شبكة واسعة حول "جماعة أنصار الشريعة في تونس" وجهودها الدعوية، التي يشترك فيها عشرات الآلاف من الأعضاء وحتى أكثر المتعاطفين معها، بدلاً من تركيز اهتمامها على الأفراد الضالعين فعلاً في أحداث العنف أو التجنيد في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» أو المجاهدين الأجانب. وإذا استمر الموقف في التصاعد، فقد تتعرض تونس لخطر تطرف الأفراد واستثارة أعضاء "جماعة أنصار الشريعة في تونس" لكي تستهدف علناً قوات الأمن الحكومية في البلاد.
الحسابات السياسية
منذ نشأة "جماعة أنصار الشريعة في تونس"، صرح قادة الجماعة بأن تونس بحاجة إلى الدعوة وليس الجهاد. فالأمر من وجهة نظرهم هو أن الرئيسَيْن السابقيْن الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي قد أفرغوا الدين الإسلامي من مضمونه، لذا فإن دور "جماعة أنصار الشريعة في تونس" هو تثقيف التونسيين وإعادتهم إلى حظيرة الإسلام. وقد تعلم أعضاء الجماعة أيضاً دروساً من حرب العراق والدمار الذي خلفته، معتقدين في ذلك أن أفضل طريقة لتعضيد دولتهم الإسلامية هي العمل الدعوي والأعمال الأخرى غير المتصلة بالعنف. وحتى وقت قريب، سمحت لهم هذه الإستراتيجية بالعمل علناً.
كما أن منهج "جماعة أنصار الشريعة في تونس" مختلف تماماً عن منهج تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الذي لا يزال يتبع إستراتيجية العنف أولاً على الرغم من أنهم أصبحوا أكثر تمييزاً في اختيار أهدافهم. بيد، أن استمرار تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في التدريب والتهريب وزرع الألغام في منطقة الحدود قد أعاد إلى أذهان العامة التهديد المحتمل للسلفية/الجهادية كما حفز على ما يبدو الحملة القمعية التي تشنها الحكومة. وقد يؤدي ذلك إلى ضياع جهود "جماعة أنصار الشريعة في تونس" في بناء دولة إسلامية بطريقة سلمية، لاسيما إذا قررت تونس المساواة بين الحركتين بدلاً من التركيز على أفراد أو أعضاء من مسؤولي "جماعة أنصار الشريعة في تونس" الذين يُزعم أنهم انضموا إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
قد يفضل أبو عياض السماح لـ "جماعة أنصار الشريعة في تونس" بالاستمرار في الدعوة العلنية، حيث أن الجماعة حصلت على مزايا كثيرة من هذا النشاط على مدار السنتين الماضيتين. غير أن قائد هذه الحركة ورموز "جماعة أنصار الشريعة في تونس" كثيراً ما وصفوا قيادة الحكومة الحالية بـ "الطغاة" الذين يمنعونهم من ممارسة الإسلام بالكامل. لذ، إذا جلس أبو عياض مكتوف الأيدي في أعقاب حملة القمع، فإن أعضاء "جماعة أنصار الشريعة في تونس" الأكثر تشدداً قد يبدؤون في التشكيك في سلطته ومصداقيته. وهذا هو السبب في أن بيانه الأخير الذي دعا فيه الشباب إلى النهوض والدفاع عن الإسلام يبدو مقلقاً جداً -- حيث يظهر أن نقطة التحول وشيكة. فأبو عياض ليس كارهاً للعنف وسيستخدمه مرةً أخرى إذا دعت الحاجة إليه. فعلى سبيل المثال، شارك قائد الجماعة في تأسيس "الجماعة المقاتلة التونسية في أفغانستان" بين 2000 و 2002 وحارب معها هناك واشترك في اغتيال قائد "التحالف الشمالي" أحمد شاه مسعود قبل يومين من أحداث 11/9.
لا تزال "جماعة أنصار الشريعة في تونس" تخطط في الوقت الراهن لعقد مؤتمرها السنوي في نهاية هذا الأسبوع على الرغم من الجهود الحكومية لإلغائه أو تخفيف مظاهره (مثل طلب منع الراية السوداء المرتبطة بالجماعات الجهادية). وفي بيان لـ "جماعة أنصار الشريعة في تونس" من 13 أيار/مايو، حذر مسؤول رفيع المستوى في الجماعة أبو جعفر الحطاب أعضاء الحركة باتخاذ الحيطة والحذر والتواضع وعدم السماح باستفزازهم. ويعمل أعضاء "جماعة أنصار الشريعة في تونس" على جلب المؤيدين في حافلات من مناطق عديدة من البلاد ويتوقع أن يصل عدد الحضور إلى نحو 35000 شخص. ولذلك سيكون هذا الحدث اختباراً كبيراً لجدية الحكومة حول قمع الحركة ككل. وإذا اتخذت الحكومة التونسية إجراءً ضد المشاركين، فإن ذلك سيشعل شرارة تمرد مسلح مفتوح، مع عواقب وخيمة ستزعزع استقرار المجتمع التونسي. وبدلاً من ذلك، يمكن للحكومة التراجع، لاسيما في ضوء التوترات السابقة؛ وقد استأنفت "جماعة أنصار الشريعة في تونس" فعالياتها الدعوية بالفعل منذ بدء حملة القمع دون تضييق الخناق عليها بشكل علني.
دور الولايات المتحدة
أياً كانت الطريقة التي سيكشف عنها الموقف الحالي، فإنه من غير المحتمل أن تعود الحكومة مرةً أخرى إلى الطريقة القديمة المتمثلة بـ "التربيت على الكتف"، وقد تصبح المزيد من المواجهات أمراً طبيعياً. لذا، على الحكومة الأمريكية مراقبة الموقف عن كثب، وخصوصاً منذ ضلوع أعضاء "جماعة أنصار الشريعة في تونس" في الهجوم على السفارة العام الماضي. وهذا يعني مواصلة العمل ومشاركة المعلومات الاستخبارية مع الحكومة التونسية التي تجابه العناصر الجهادية السلفية العنيفة داخل حدودها. كما يجب على واشنطن دفع تونس إلى المضي قدماً في إصلاحاتها الأمنية وتغيير قانون مكافحة الإرهاب لعام 2003 المثير للجدل، الذي لا يميز بما فيه الكفاية في عمومه. وفيما يتعلق بـ "جماعة أنصار الشريعة في تونس"، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين توجيه النصح للحكومة التونسية بتحري الدقة عند التحقيق مع الجماعة، لأن أغلب أعضائها ليسوا إرهابيين. كما يمكن لواشنطن أيضاً مساعدة الحكومة التونسية في تقديم سبل تنظيم المشاريع لإشراك الشباب وتوجيههم تجاه تحسين مجتمعهم بطرق لا تنطوي على صلات بالمتطرفين الممارسين للعنف.
 
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,257,283

عدد الزوار: 6,984,447

المتواجدون الآن: 73