فيلتمان وشابيرو إلى دمشق للمرة الثانية

وول ستريت: الإفراج عن الضباط الأربعة ثمن إعادة العلاقات السورية - الأميركية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 أيار 2009 - 7:53 ص    عدد الزيارات 4645    التعليقات 0    القسم دولية

        


واشنطن - <اللـــواء>: تشهد العلاقات الأميركية - السورية تحسناً تدريجياً منذ وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما الى البيت الأبيض، حيث تكثر التكهنات حول <صفقة> بين واشنطن ودمشق من شأنه إعاد تطبيع العلاقات بينهما وفرض توازن جديد في المنطقة خصوصاً لجهة فك التحالف القائم حالياً بين سوريا وإيران وأبعاد قيادة حماس من دمشق كما تردّد أخيراً نقلاً عن مصادر غربية.

وفي الإطار نفسه يرى بعض المراقبين الأميركيين أن الإفراج عن الضباط اللبنانيين الأربع قد يكون ثمناً تدفعه واشنطن الى سوريا لعودة العلاقات مع دمشق.

وتساءلت صحيفة <وول ستريت جورنال> عن توقيت الافراج مستبعدة أن يكون مجرد صدفة في هذا الظرف السياسي وعلى أبواب انتخابات نيابية حاسمة في لبنان، وقبل أسابيع قليلة من الزيارة المتوقعة لمبعوثين أميركيين الى سوريا في إطار مهمة الانفتاح المستمر الذي تبديه إدارة أوباما تجاه دمشق.

ومن المتوقع أن يركز المبعوثان الأميركيان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية ودانييل شابيرو من مجلس الأمن القومي خلال محادثاتهما المنتظرة في دمشق على مسألتي تأمين الحدود العراقية ودعم عملية السلام في المنطقة، إضافة الى الملف النووي الإيراني.

وما من شك في أن زيارة الدبلوماسيين الأميركيين هذه هي أحدث مؤشر للمصالحة بين واشنطن وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد التي تشعر برغبة الولايات المتحدة بإضعاف تحالف سوريا مع إيران.

المسؤولون السوريون كانوا قد أعربوا الأسبوع الماضي عن أملهم في أن يؤدي دفء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى تخفيف وطأة العقوبات التي فرضتها إدارة بوش على سوريا بهدف كبح تأييد دمشق للمجموعات المسلحة العاملة في لبنان والأراضي الفلسطينية. فقد قال حاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة خلال لقاء صحافي في واشنطن الأربعاء الماضي: إذا لم يجدد الرئيس الأميركي العقوبات المفروضة على سوريا ستعتبر دمشق هذا هو الإجراء الصحيح لإقامة علاقات أفضل.

لكن من الملاحظ في هذا الإطار أن اليد الأميركية الممدودة باتجاه دمشق الآن تأتي في وقت أعلنت فيه المحكمة الدولية الأربعاء الماضي عن إطلاق سراح أربعة ضباط لبنانيين كبار كانوا محتجزين بالسجن لعلاقتهم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. والسؤال إذا: هل جاء هذا الإفراج الآن كثمن لعودة العلاقات السورية - الأميركية إلى طبيعتها أم انه كان مجرد مصادفة؟

الحقيقة أن بعض المراقبين يرون في إطلاق سراح هؤلاء الضباط ضربة للجهود الأميركية التي كانت تستهدف مقاضاة المسؤولين عن الجريمة، وانتصارا لحلفاء سوريا السياسيين في لبنان. جدير بالذكر أن محققي الأمم المتحدة كانوا قد أعلنوا سابقا أن الضباط اللبنانيين الأربعة تآمروا مع عملاء الاستخبارا

ت السورية لإغتيال الحريري بتفجير سيارة مفخخة. بيد أن السلطات اللبنانية لم توجه إليهم أية اتهامات رسميا، وانكروا هم بدورهم تورطهم بالجريمة. وعلى الرغم من ذلك احتجزتهم الحكومة اللبنانية ثم أحالت قضيتهم إلى محكمة الأمم المتحدة بعد إنشائها في آذار.

ومن المؤكد أن الإفراج عن الضباط سيكون له انعكاسات قوية على الساحة السياسية في لبنان. فالكتلة السياسية اللبنانية الموالية لسوريا بقيادة حزب الله تخوض الآن معركة مهمة ضد تحآلف مؤيد للغرب من اجل الفوز بأعلى نسبة من أصوات اللبنانيين في الانتخابات البرلمانية في حزيران المقبل.

ويقول نواف كباره أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلمند بلبنان: سوف يعطي هذا القرار - الإفراج - التحالف الذي يقوده حزب الله دفعة قوية إلى الأمام تعزز جهوده وتعزز موقف دمشق.

جدير بالذكر أن المبعوثين الأميركيين، اللذين سيزوران دمشق قريبا، هما جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ودانييل شابيرو من مجلس الأمن القومي الأميركي، وسوف تكون هذه الزيارة هي الثانية لهما في اقل من شهرين.

بالطبع يكون محور رحلتهما تأمين مساعدة سوريا في أحكام المراقبة على حدودها مع العراق، حيث اعتاد المسؤولون الأميركيون انتقاد دمشق في هذه المسألة بالقول أنها تغمض عينيها عن تسلل المقاتلين العرب منها إلى داخل العراق.

لكن في الوقت الذي تنكر فيه دمشق هذه الاتهامات، يعبر دبلوماسيوها عن الرغبة في إقامة علاقة تعاون أفضل مع فريق الرئيس أوباما بشأن العراق. وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد أدت إلى تطوير أفكار مشتركة بين دمشق وواشنطن، ويأمل الطرفان الآن بوضع هذه الأفكار موضع التطبيق العملي.

حول هذا، يقول عماد مصطفى سفير سوريا لدى واشنطن، الذي كان شارك في الجولة الأولى من المحادثات: نتفق معا على أن استقرار العراق يخدم مصالح بلدينا. على أي حال، تسعى واشنطن أيضا لكي تكون سوريا لاعبا مركزيا في هدف الرئيس أوباما المحدد بتحقيق سلام عربي - إسرائيلي شامل.

معروف أن دمشق كانت قد دخلت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل العام الماضي بهدف إنهاء نزاعهما حول مرتفعات الجولان السورية. لكن سوريا تبقى ممولا رئيسا لحزب الله وتستضيف في دمشق قيادة <حماس> السياسية التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية. لذا، يريد الأميركيون أن تقطع سوريا دعمها المالي وعلاقتها العسكرية مع حزب الله وحماس، لكنهم يريدون في البداية أن تؤيد سوريا أولا مراقبة هاتين المجموعتين ثم السيطرة عليهما.

إلا أن سوريا تعتبر حماس وحزب الله حركتي مقاومة شرعيتين تحاربان احتلالا إسرائيليا، ولذا تحبذ القيام بدور الوسيط لرعاية حوار بينهما وبين واشنطن، وهو أمر رفضت إدارة أوباما القيام به حتى الآن. لكن لعماد مصطفى رأي آخر فهو يقول: سوف تكتشف واشنطن في مرحلة ما أن الحوار مع حماس، سواء كان مباشرا أو غير مباشر، هو شيء لا بد منه.

 


المصدر: جريدة اللواء

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,043,559

عدد الزوار: 6,749,227

المتواجدون الآن: 84