أخبار وتقارير..الأردن يدعو لحوار عربي ـ إيراني...نيجيريا: عشرات الضحايا بانفجارات في معقل سابق لـ «بوكو حرام»..انفصاليو شرق اوكرانيا يعلنون إنتهاء سحب اسلحتهم الثقيلة

عن «الجديدية» الحركة الإصلاحية الدينية في آسيا الوسطى ...الحسم الميداني المنتظر سيكون مقدّمة لتبويب التسوية الداخلية...مصادر أميركية: إيران وحلفاؤها يشنّون حروباً بأهداف وجداول زمنية متباينة.... تغييرات مهمة في البيت الأبيض للمسؤولين عن الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الإثنين 9 آذار 2015 - 6:46 ص    عدد الزيارات 1907    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

عن «الجديدية» الحركة الإصلاحية الدينية في آسيا الوسطى
المستقبل...ريتا فرج
ظهرت «الجديدية» ( (Jadidismفي آسيا الوسطى أواخر القرن التاسع عشر، وطرحت إطاراً تحديثياً للتعليم والفكر الديني، وسعت إلى المواءمة بين الإسلام والحداثة وإلى تطوير المجتمع المسلم التقليدي. ما زالت هذه الحركة التي انتشرت بين مسلمي الإمبراطورية الروسية (1721 _ 1917) مجهولة بالنسبة لكثيرين من العرب، فلا تجد في الأدبيات العربية مؤلفاً يحيط بظروف نشأتها وأفكارها وأبرز منظريها، في حين ثمة مئات المؤلفات والأبحاث الغربية وضعت حولها.

ترافق نشوء «الجديدية» مع الحاجة إلى الإحياء الثقافي والتعليمي والديني والسياسي، بهدف الحفاظ على هوية ووجود المسلمين. وقد تأثر الحراك النهضوي الإسلامي في آسيا الوسطى عموماً إبان القرن التاسع عشر بالأفكار والمذاهب المختلفة الوافدة من روسيا وتركيا وبلاد فارس، والثورة الفرنسية. (Muslim Revival Movement in Central Asia (1850-1920)).

جاءت تسمية «الجديدية» من تأييد النهج الجديد في التعليم والتربية والثقافة، وقد احتل الإصلاح التعليمي أسّ خطابها في إشارة واضحة الى الركود، إن لم يكن الانحطاط، الذي كان يعاني منه التعليم التقليدي (الكُتاب) بين مسلمي آسيا الوسطى. كانت الجديدية خطاباً ثقافياً موجهاً إلى المجتمع المسلم، وتمّ التركيز على موضوعات عدة مثل التحديث وانبعاث الصحوة في الأمة لكي تلعب دورها في عالم متمدن. انتقد الخطاب الجديدي أوضاع المجتمعات الإسلامية، وقارنها سلباً بحال الأمة الإسلامية التي تمتعت بالمجد فيما مضى، والبلدان الأوروبية التي تنعم بالتطور المعاصر. يعد الجديديون التقدم والتحضر من الظواهر العالمية المتوافرة للمجتمعات كافة، ولكن لا يمكن كسبهما إلاّ بالجهود المنضبطة والتنوير، وليس في الإسلام ما يمنع المسلمين عن مواكبة العالم المتقدم؛ وتالياً المسلم الصالح بالنسبة للجديدية ليس سوى الإنسان المعاصر المسلح بالعلم وفقاً لمتطلبات العصر. (انظر: أديب، خالد، الجديدية في آسيا الوسطى: أصولها ودورها في العهد السوفيتي، ضمن كتاب: آسيا الوسطى وشمال القوقاز، السلفيون _ الشيعة _ الجهاديون، مركز المسبار، يناير/ كانون الثاني، 2014).

انبثقت في صفوف المسلمين بحوض الفولغا أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حركة تهدف الى الإصلاح الديني والتنويري. وكانت هذه الحركة الإصلاحية شبيهة بالحركات الإصلاحية الأخرى التي ظهرت في دول إسلامية في الفترة الزمنية نفسها. دعا الإصلاحيون الى فتح باب الاجتهاد وتعديل الهوية الثقافية لمسلمي حوض الفولغا في إطار وعيهم القومي. وتحت تأثيرها ظهر في صفوف المسلمين توجه الى إصلاح نظام التعليم الديني التقليدي وإدراج مواد علمانية فيه. وتحول هذا التوجه في نهاية المطاف الى حركة واسعة تسعى إلى تحديث المجتمع المسلم التقليدي، وأطلق على هذه الحركة «الجديدية»؛ لكن الإصلاحيين واجهوا معارضة عنيفة من قبل الطبقة المحافظة ذات النفوذ. (راجع: الإسلام والمسلمون في روسيا عبر العصور، موقع السكينة، 3 فبراير/ شباط، 2013).

تصادمت «الجديدية» مع «الإسلام السلفي والتقليدي»، وقد تبلور الاختلاف العقدي بينهما حول قضايا عدة. عمل الجديديون على نشر أفكارهم ضمن المطبوعات الخاصة بهم، وركزوا على تكريس قواعد جديدة في التعليم ضمن المدارس التي تمّ تأسيسها لهذه الغاية. ومن بين أوائل رواد الجديدية القرمي التتاري إسماعيل بك غاسبرنسكي (Ismāīl Bek Gasprinskii) (1851 _ 1914) الذي ساهمت جهوده الكثيفة في جعل الجديدية حركة ثقافية. في العام 1883 مُنح حق نشر أول صحيفة له بعنوان «ترجمان» (Terjuman) في مسقط رأسه باكتشيساراي (Bāghchasarāy) القرمية، وسرعان ما أصبحت الجريدة حاملة رسالة «الجديدية» في الإمبراطورية الروسية وخارجها، حيث أثارت جدلاً كبيراً داخل السلطنة العثمانية أيضاً.( انظر: أديب، خالد، الجديدية في آسيا الوسطى: أصولها ودورها في العهد السوفيتي، م.س؛ انظر أيضاً: The Politics of Muslim Cultural Reform: Jadidism in Central Asia, Adeeb, khaleed, University of California Press; 1999).

بذل غاسبرنسكي جهوداً كبيرة، حيث إن النظام التعليم الإسلامي الذي كان قائماً بين مسلمي الإمبراطورية الروسية، لم يكن كافياً بشكل يلبي المتطلبات الجديدة التي يطرحها التطور الزمني، فدعا إلى إعادة ترميم النظام التعليمي القديم، على قاعدة تقديم المعرفة الإسلامية مع المعارف العلمية. ومن خلال العمل الذي قام به هو وأتباعه أسست معاهد تعليمية حديثة في مناطق مختلفة من آسيا الوسطى، وانتشرت هذه المعاهد في إيران وتركيا.

من بين الشخصيات التي ارتبطت بـ «الجديدية» سيد أحمد وصلي السمرقندي (Sayyid Ahmad Vasliĭ) (1870حوالى 1920) وهو كاتب ومدرس وباحث، نشط في سمرقند ( أوزبكستان الحالية) في بدايات القرن العشرين. وقد أيّد بعض طرق التدريس التي طرحها «الجديديون»، لكنه كان حذراً بشأن إجراء إصلاحات اجتماعية على نطاق واسع. وألّف كتابات تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات، منها الأدب والقضايا الاجتماعية، في اللغات الأوزبكية والعربية والفارسية.

لم تقتصر المطالب الإصلاحية عند «الجديدية» على الإطار التعليمي؛ اعتبر الجديديون أنفسهم من دعاة الإصلاح الديني أيضاً، إذ كانوا على معرفة تامة بالنصوص الإسلامية الأصلية، ورفضوا التشدد في تفسير النصوص الدينية، وطالبوا بتحديث الثقافة في آسيا الوسطى، وحذروا من أن الالتزام بالنهج التقليدي قد يؤدي إلى اندثار المجتمع. كان العلم بالنسبة لهم عالمياً، لا يرتبط بأمة معينة دون أخرى، لذا شجعوا المقارنات مع الغرب، وأكدوا ضرورة التعلم من أوروبا لأجل تحقيق ما حققه الأوروبيون؛ ويمكن رؤية هذا النهج في كتابات عبد الرؤوف فطرت (Abd al-Rauf Fitrat) الذي كان أحد أشهر كتّابهم، وقد وضع كتاباً، وهو عمله الأول، تحت عنوان: « مناظرة بين مدرّس من بخارى وأوروبي حول الهند في موضوع المدارس الجديدة» (A Debate between a Bukharan Mudarris and a European in India on the Subject of New Schools) (1911) تحدث فيه عن جواز وشرعية المدارس العصرية الجديدة، وكان فطرت هو لسان حال الأوروبي الذي كان يدّعي أن المدارس الجديدة لا تتعارض مع تعاليم الإسلام وأن تأسيسها ضروري من أجل التعليم الذاتي. (را: الجديدية في آسيا الوسطى، أديب خالد، م. س، ص 42 _ 43).

اعتبر الجديدون المرأة جزءاً من المجتمع، وناضلوا في سبيل تحسين وضعها في قضيتين رئيستين: الزواج والتعليم، وتوحدت مواقفهم المطالبة بتحقيق فرص متساوية لتعليم النساء المحرومات من العلم، ورفض بعضهم تعدد الزوجات في زمن يتردد فيه كثيرون قبل محاولتهم تغيير تقاليد الزواج السائدة بين مسلمي آسيا الوسطى، كما كانت لهم آراء واضحة حول مسألة تحرير المرأة من الحجاب. على سبيل المثال طالب زهرالدين فتح الدين زاده (Zuhuriddin Fathiddinzadas) أحد منظري الجديدية بأحقية النساء في المعرفة والتعليم مشدداً على أن هذا الحق منحه القرآن الكريم والإسلام. (The Politics of Muslim Cultural Reform: Jadidism in Central Asia, p.p, 223- 224).

إن الأسباب التي دفعت «الجديدية» إلى معارضة تعدد الزوجات تأكيدها أن الأسرة المستقرة تحتاج إلى الزواج الأحادي، والزواج من امرأة ثانية يعكر الطمأنينة في العائلة. يلتقي الجديديون في موقفهم من تعدد الزوجات مع الإمام محمد عبده الذي عالج هذه القضية انطلاقاً من مفهوم المصلحة الاجتماعية، وانتهى إلى مبدأ مهم وهو أن الأصل، هو الزواج الفردي، وأن تعدد الزوجات لا يصح إلاّ في حالة الضرورة ، وإذا توافرت شروطها. رأى عبده أن التعدد يؤدي إلى إحداث تفكك عائلي، وينتج عن ذلك إنشاء علاقات اجتماعية ومجتمع غير مترابط يقوم على الأحقاد والتشاحن. ( دراسة نقدية لبعض فتاوى الإمام محمد عبده بقلم، فايز محمد حسين، مجلة المسلم المعاصر، 15 يونيو/ حزيران، 2001، العدد 100).

كانت «الجديدية» سبّاقة في مطالبها بتحسين أحوال النساء المسلمات في آسيا الوسطى قبل فترة طويلة من قيام الثورة البلشيفية العام 1917، علماً أن الأدبيات التي تتحدث عن الدور الذي اضطلع به الاتحاد السوفياتي في تطوير أحوال المرأة على المستويات التعليمية والثقافية والاجتماعية، تمتدح السوفيات وتستثني غالباً الدور الذي مارسه الجديديون الذين طالبوا بالمساواة والتعليم العلماني للنساء كخطوة ضرورية لتجديد وتقدم الأمة، وقاتلوا ضد العناصر المحافظة في المجتمعات التي نشروا فيها رسالتهم.

بعد ثورة 1917 اقترب الجديديون من البلاشفة والتقوا حول قضايا عدة ووجدوا سبلاً للتعاون المشترك بينهم، غير أن السياسات التي اتبعها الشيوعيون لاحقاً ضد كل مظاهر الدين حتمت عدم دعم الجديدية في تطبيق مشروعاتها الإصلاحية، فضعفت الحركة وانهارت. (را: الجديدية في آسيا الوسطى، أديب خالد، م. س، ص ص، 48 49). طوال الفترة الممتدة بين عامي 1920 و 1930 حارب السوفيات كل ما له علاقة بالدين بما في ذلك كبار الكتّاب والشعراء الجديديين. بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي تمّ إعادة تأهيل الجديدية في إطار حركة (Uzbek National Heroes ) في أوزبكستان.

قدمت «الجديدية»، الحركة الإصلاحية المنسية، الكثير لمسلمي آسيا الوسطى، وهي تتماثل مع حركات الإصلاح الديني في العالم العربي، غير أنها في بعض طروحاتها الجريئة تخطت الإصلاحيين المسلمين العرب، لا سيما ما يتعلق بمسألتي تعدد الزوجات والحجاب.
 
الحسم الميداني المنتظر سيكون مقدّمة لتبويب التسوية الداخلية
النشرة.. جورج عبيد
أوساط كثيرة في الداخل اللبنانيّ تترقّب انعكاس دخول إيران المباشر في معركة تكريت في العراق بوجه "داعش" وبقيادة شخصيّة من اللواء قاسم سليماني المتواجد على الأرض. فالمعركة، وبتوصيف دقيق، جوهريّة وحاسمة لكل الأطراف المعنيّة بالمشرق العربيّ، تقطع الطريق على كل من يريد إمداد “داعش” وكل الحركات التكفيريّة بالمال والسلاح.
ستتولّد من تلك المعركة معارك حاسمة في الداخل السوريّ واللبنانيّ مع تلك الحركات التكفيريّة. فالمعركة في تكريت تواصليّة لحسم موقع الموصل ومنطقة نينوى، ومتى تمّ الحسم فسيمتدّ باتجاه سوريا لتطويق الحدود السوريّة-التركيّة، وفتح كوّة في الجدار السميك في إطلالة مباشرة على حلب والحسكة ودير الزور والرقّة والداخل السوريّ. المشهد الواضح خلف الآفاق، تطويق واضح لمخطّط تلك المنظمات التكفيريّة بإقامة إمارة إسلاميّة تجمع الموصل ونينوى بالداخل العراقيّ، وتطلّ منها على الداخل السوريّ وصولاً إلى المتوسّط أي إلى لبنان. ذلك أنّ منابع النفط باتت في حوزتها، وهي التي أوغلت في تدمير الحضارة المشرقيّة في متحف نينوى العظمى (وتلك تسمية قديمة). تلك الأسباب الموجبة استجمعت في الأدبيات الإيرانيّة بعمقها الدينيّ وإطارها السياسيّ وفعلها الأمنيّ وامتدادها الإقليميّ، وهي في حالة تفاوض مع الولايات المتحدة الأميركيّة، من أجل تطويق المسعى التكفيريّ المتفلّت من التوظيف الدوليّ الذي كان في عقله وجوفه، في إقامة تلك الإمارة والبدء بهجوم معاكس، الّذي يسعى إلى تأكيد ذلك التماهي الجديد برؤية الإدارة الأميركيّة برئاسة باراك أوباما في السياق التفاوضيّ معها، والتي (أي الإدارة) قد تعثّرت غير مرّة بسبب حراك المنظمات المتشدّدة في أميركا، بوجه تلك الإدارة وهم من دفعوا إلى اجتياح العراق سنة 2003، كما نظّموا وخطّطوا وضغطوا لضرب دمشق بعد مجزرة الغوطة سنة 2013، وتشاء أن تفرغ المشرق العربيّ من مكوّناته الأساسيّة وبخاصّة المكوّن المسيحيّ. يشي هذا الهجوم بسياقه التفاوضيّ أو قد يكون وبقراءة بعض الأوساط تفاوض حام، بخريطة جديدة امتدادًا لطاولتيّ جنيف ومونترو وقبل الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث يقول بعض المتابعين بأنّها قد تتكرّس في هذا الشهر المذكور بتأكيد المشيئة الإيرانيّة الراسخة كشريكة رئيسيّة في التسوية المرتقبة بعد انكشاف غبار المعارك على الأرض في المثلّث العراقيّ-السوريّ-اللبنانيّ.
ولذلك، فإنّ تلك المعركة بمعانيها الكبرى، ستطلّ نحو الحدود اللبنانيّة-السوريّة، بمواجهة ضارية سيقودها الجيش اللبنانيّ و"حزب الله" من الجانب اللبنانيّ كما يقودها الحزب عينه إلى جانب الجيش السوريّ من الجانب السوريّ. أوساط لبنانيّة عارفة ومراقبة، قاربت ما يحدث في العراق بإطلالته نحو سوريا ولبنان بمنطق عقلانيّ ومجرّد وهادئ، ودعت معظم الأطياف السياسيّة اللبنانيّة على مختلف توجّهاتها إلى استنباط الرؤى والأبعاد بعيدًا عن كل اصطفاف جار. فالمعركة وجوديّة ومصيريّة، ولا تشبه أيّ معركة خيضت في هذا المدى. وأمام المعارك الوجوديّة يجدر بمعظم الفرقاء أن يقاربوا العناوين بتسليم كامل بمن يملك قدرة المواجهة على اعتبار أنّ تلك المنظّمات قد لفظت من بيئتها الطائفيّة والمذهبيّة. لا يعني التسليم، وبالقراءة عينها، الامّحاء السياسيّ، ذلك أنّ الشراكة السياسيّة بين المكوّنات اللبنانيّة تأبى ذلك، لكوننا نعيش في ديمقراطيّة تشاركيّة-توافقيّة. إلاّ أنّ خصوصيّة المعركة الوجوديّة تفرض هذا النمط المتعقلن خلوًّا من رهانات جوفاء، بعد أن بطلت وكانت بدورها قد فسدت. وغالب الظنّ أنّ السعوديّة كما إيران سلّمت بضرورة استقرار لبنان داخليًّا، بإظهار الاعتدال الطائفيّ سمة غالبة لتأكيد مسرى الحوار والمثابرة عليه، وتاليًا، الولوج إلى تسوية تؤكّد قيمة هذا الاستقرار بانتخاب رئيس للجمهوريّة وقيام حكومة جديدة.
الأوساط عينها وبقراءتها المتواصلة، تراهن على دور الميدان في الحسم استنادًا إلى تجارب عديدة مرّ بها التاريخ اللبنانيّ، بهذه الساحة التي عليها تراكمت ساحات أخرى، وتفاعلت سلبًا، وجعلت من هذا البلد الصغير محورًا لحروب على ارضه. فأمسى وكما كتب كريم بقرادوني في مؤلَّفه "السلام المفقود"، "شرق أوسط صغيرًا". الحسم الميدانيّ المنتظَر على الحدود اللبنانيّة-السوريّة وفي الداخل السوريّ، واستكمالاً لمعركة الحسم الميدانيّ في العراق، سيكون المقدّمة الفعليّة لتبويب التسوية الداخليّة. وتصف تلك الأوساط الجمود والركود وبخاصّة في الحوار المسيحيّ-المسيحيّ بالارتقاب الميدانيّ، المتداخل والموظّف في عمق الساحة اللبنانيّة.
وبناءً على معلومات ذات صلة، نصحت بعض تلك الأوساط الفرقاء المعنيين بعدم العودة إلى المراهنات الجوفاء الخالية من المعاني المنتمية إلى السياق المنطقيّ للأحداث، معتبرةً بأنّ ثمة اجماعًا بإطاره المباشر وغير المباشر للقضاء على الإرهاب التكفيريّ، لسبب وجيه وأساسيّ، وهو أنّه آخذ بالتصاعد، إذ لم يعد محصورًا بالشرق الأوسط بالأدوار المحدَّدة له في دائرته ومداه، بل اتسعت رقعته أيضًا ليهدّد الأمن العالميّ من أوروبا إلى أميركا. فأيّ رهان محدود الرؤية ومولَّف في إطار المصالح الضيّقة مصيره الفشل، وأسبابه أنّ المنطقة انفتحت على تغييرات جذريّة لا تستوي على أرائكها الألعاب الداخليّة، أو بالأحرى لا يمكن توظيفها عند معظم الفرقاء على الطريق اللبنانيّة، بل على العكس سيتمّ تقيّؤها ولفظها في مدى الخريطة الجديدة.
أمام واقعيّة هذا المشهد، لا بدّ من خلاصة ملحّة يلجأ إليها القارئ والمتابع في اصطفاف الأحداث، بل اصطفاف الخيارات الداخليّة في جوهر الحسم. أن تتجّه تلك المقاربات نحو رسم خريطة تسوويّة خاصّة بالواقع اللبنانيّ وفرادة خصوصيّته، بعدما اهتزّت وارتجّت بالإرهاصات المتداعية بشدّة فوق أرضه. وبوضوح أكثر، لا يزال لبنان بتكوينه الدقيق أرض تسويات، بل ممرًّا بقرار دوليّ-إقليميّ-عربيّ، وتوقيع وتنفيذ لبناني. ولكون الميدان يبقى المتحّكم بمواقع القوّة والضعف، بل المترجم لها في سياق المعركة التي فتحت في تكريت، ومنها إلى الموصل والحسكة... فإنّ مصدرًا سياسيًّا خلص إلى ثلاثة اعتبارات ضروريّة مختصّة بالحكومة اللبنانيّة وهي مؤلّفة من الأحزاب المتحاورة الآن، وهي التالية:
1- فتح حوار ضروريّ وملحّ، مع الجانب السوريّ والاتجاه معه إلى تنسيق عسكريّ-أمنيّ وميدانيّ لتطويق المنظمات التكفيريّة في أوكارها والانقضاض عليها.
2- تسريع المسارّات الحواريّة وبخاصّة بين المسيحيين، والاتجاه نحو تسوية جديّة، تعيد الاعتبار للدور المسيحيّ اللبنانيّ كوعاء حام لهم، وعلى اعتبار أنّ "تيار المستقبل" بحسب المصادر أقرّ بقوّة رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، فلمَ لا يحسم هذا الجدل مسيحيًّا بصورة رسميّة، قبل أن يحسم على مستوى الميدان وتتجوّف الرهانات.
3- البلوغ إلى تسوية تتجسّد بانتخاب العماد عون رئيسًا للجمهوريّة وتعيد رئيس "تيّار المستقبل" سعد الحريري رئيسًا للحكومة، بإطار تسوويّ واضح يتمثّل بشراكة كاملة بين من يمثّلون الوجدانات الطائفيّة، فتؤمّن بتلك الشراكة مناصفة حقيقيّة تبقى وحدها قلب النظام السياسيّ في لبنان.
 
مصادر أميركية: إيران وحلفاؤها يشنّون حروباً بأهداف وجداول زمنية متباينة                          
 الرأي..واشنطن – من حسين عبدالحسين
• في العراق... «ميليشيات الحشد الشعبي» تسعى الى «تنظيف» ديالى وصلاح الدين... والسيطرة عليهما
• وفي سورية... الأسد يقدّم غطاء نارياً كثيفاً فيما يقتحم «حزب الله» ما تعجز عنه القوات النظامية
حربان في كل من العراق وسورية. واحدة تشنها الوية «الحرس الثوري الإيراني» المتنوعة بإشراف ضباط منه، وثانية موازية لها تشنها القوات المحلية الحليفة مثل قوات الحكومة العراقية وقوات الرئيس السوري بشار الأسد. لكل من الحربين اهدافها، رغم ان التنسيق بين المهاجمين قد يصل حد الاندماج.
هذا هو التقييم لمجريات العمليات الحربية المندلعة في البلدين المجاورين حيث تحاول إيران، حسب مصادر أميركية مطلعة، «قضم» أكبر مساحة منهما قبل ان يؤدي
التوصل الى اتفاقية نووية مع الولايات المتحدة الى «تهدئة» ما، قد تفرض تجميدا للعمليات القتالية.
في العراق، تسعى القوات الموالية لإيران، وخصوصا «ميليشيات الحشد الشعبي»، الى «تنظيف والسيطرة على» محافظتي ديالى، المحاذية للحدود الإيرانية، وصلاح الدين، غرب ديالى. صلاح الدين بدورها تحاذي كل من محافظتي نينوى، حيث يتمركز «تنظيم الدولة الإسلامية«(داعش)، والانبار.
وتشرح المصادر الأميركية ان«ميليشيات الحشد الشعبي»تتحول رويدا رويدا الى قوة شبه نظامية، شبيهة بتنظيم«حزب الله»اللبناني، مع شعار مأخوذ من شعار الباسدران الإيرانية«ذو الكلاشنيكوف». ومنذ تكوينها قبل أقل من عام، اتخذت ميليشيا الحشد العراقية المذكورة هيكلية أكثر تنظيما، وصار فيها هيئة قيادية وأخرى مالية. حتى انها أنشأت وحدة للتدريب العقائدي، تقول المصادر نفسها، التي تتساءل:«ماذا يحدث للحشد الشعبي عندما تنتهي الحرب على داعش؟ وهل تلقي هذه الميليشيا سلاحها؟ ام تجد حكومة العراق نفسها امام معضلة شبيهة بالتي تواجهها نظيرتها اللبنانية».
ويقول أحد المسؤولين الاميركيين ممن عادوا من العراق أخيراً انه في وزارة الداخلية العراقية، يصعب تحديد من هم قوات نظامية عراقية ومن هم الحشد، ومن الممكن ان يكون كبار ضباط الداخلية مسؤولين أيضا في الحشد.
لكن التماهي بين الداخلية العراقية و«ميليشيا الحشد الشعبي»الموالية لإيران لا يعني بالضرورة تطابق في الأهداف النهائية بين الاثنين، يقول المسؤول الأميركي العائد أخيراً، مضيفا ان ما يهم إيران هو ابعاد خطر«داعش»عن حدودها فقط، فيما تسعى الحكومة العراقية الى اكتساح«داعش»بالكامل وتدميرها لإعادة السيادة العراقية الى مناطق خسرتها امام الميليشيا المتطرفة منذ يونيو الماضي.
وفي الهجوم الأخير على تكريت، نجحت قوات الحشد، مدعومة من القوات النظامية، في تحقيق اختراقات كبيرة وتكاد تطبق على المدينة بأكملها.
ويحتار مسؤولو الولايات المتحدة حول كيفية الحديث عن معركة تكريت، فالقوة الجوية الدولية المتحالفة في حربها ضد«داعش»شنت سلسلة من الهجمات ضد اهداف التنظيم قبل قيام الميليشيات الموالية لإيران بهجومها الأرضي، وهو ما يجعل من المقاتلات الأميركية القوة الجوية للميليشيات الموالية لإيران. ولتفادي هذا الموقف، تضاربت تصريحات المسؤولين الاميركيين، فقال بعضهم ان الهجوم على تكريت كان مفاجئا لهم، لكن الهجوم الذي يفترض ان الحكومة العراقية صديقة واشنطن تشنه لا يفترض ان يفاجئ واشنطن، ما دفع مسؤولين آخرين الى القول انهم«توقعوا»حدوثه.
وكما في العراق، كذلك في سورية، تشترك الالوية الموالية لإيران مع قوات الأسد النظامية. ويقول المسؤولون الاميركيون المتابعون لمجريات الاعمال الحربية ان الأسد يقدم الغطاء الناري الكثيف جوا وعبر مدفعيته الثقيلة، فيما قوة مشاة«حزب الله هي أقوى القوات المقاتلة على الأرض وتلعب دور المطرقة القادرة على اقتحام ما تعجز عنه القوات النظامية وغير النظامية المتحالفة معها».
ومنذ 7 فبراير الماضي، أطلق الأسد وحلفاؤه ما أطلقوا عليه اسم«عملية شهداء القنيطرة»، نسبة لضحايا الغارة الإسرائيلية والتي راح ضحيتها خمسة قياديين في«حزب الله»وجنرالا إيرانيا. وبدأت قوات الأسد وحلفائها بالهجوم جنوبا.
وفي الفترة نفسه، شنت قوات الأسد شمال حلب هجوما باتجاه الغرب في محاولة لتطويق المدينة وقطع خط امداد المعارضة الى تركيا. وتشارك قوات متحالفة موالية لإيران في هجوم حلب، خصوصا لناحية محاولتها فك الحصار عن بلدتي نبل وزهراء، ذات الغالبية السكانية الشيعية.
وتقول المصادر الأميركية ان قوات الأسد تكبدت خسائر كبيرة كانت جلية في كمية التعزيزات التي استقدمتها بعد أيام على الاندلاع المعارك. بيد ان التعزيزات تشير أيضا الى جدية الأسد وتصميمه على الخوض في حرب استنزاف، واستعداده على الصبر من دون الحسم بسرعة. وترصد المصادر الأميركية دفع الأسد بضابطه صاحب النجم الصاعد العقيد سهيل الحسن، الذي ذاع صيته بعد تحقيقه عدد من الانتصارات الصعبة على مدى السنوات الأربعة الماضية.
في جنوب سورية، تضيف المصادر، حققت قوات إيران – الأسد مكاسب أولية، لكن هجومها ما لبث ان تعثر بسبب مشاكل عديدة، أولها نقص في عدد المقاتلين في صفوف تحالف الأسد – إيران، وهي مشكلة لا تعاني منها المعارضة، ما يعدل ميزان القوى بينها وبين قوات الأسد الاحسن تسليحا وتدريبا وتنظيما.
وتتابع المصادر نفسها ان لعملية الجبهة الجنوبية اهداف مختلفة، فالأسد يحاول ابعاد تنظيمات المعارضة التي اقتربت من جنوب دمشق وتهدد بقطع الطريق الوحيدة الى مدينة درعا، حيث يحتفظ النظام بوجود هناك، وهو صار يرى انه لا بد من جب استنزاف طويلة تعيد سيطرته على المناطق التي خسرتها قواته في الجنوب.
اما«حزب الله» والقوات الموالية لإيران، فتهدف الى انتزاع خط التماس مع إسرائيل بسرعة، للسيطرة عليه وإقامة بنية تحتية عسكرية تعطي إيران والحزب اللبناني المقدرة على شن هجمات ضد الدولة العبرية في مرحلة لاحقة.
إذا، تباين في بعض الأهداف والجداول الزمنية، القصيرة إيرانيا والمفتوحة الأمد للحكومتين العراقية والسورية. ورغم ان كل من الحكومتين تقاتل جنبا الى جنب مع الميليشيات الموالية لإيران، الا ان هذا القتال، ان انتهى يوما، قد يطرح مشاكل حول كيفية تعايش القوات النظامية وغير النظامية، تختم المصادر الأميركية.
 
تغييرات مهمة في البيت الأبيض للمسؤولين عن الشرق الأوسط
الحياة..واشنطن - جويس كرم
أعلن البيت الأبيض استقالة فيليب غوردن، مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، وتعيين المستشار الحالي لشؤون الخليج روبرت مالي بدلاً منه. كما أبلغت مصادر موثوقة «الحياة» أن المبعوث الخاص لدى سورية دانيال روبنستاين في طريقه لترك منصبه الذي قد يبقى شاغراً بسبب عدم اختيار خلف له.
ووصفت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس تعيين مالي، الذي سيُباشر مهماته في 6 نيسان (أبريل) المقبل، بأنه «أفضل خلف لغوردن، الذي تولّى المنصب عام 2013، مشيدة بـ «خبرته الطويلة في شؤون الشرق الأوسط، التي اكتسبها من خلال عمله مع مجموعة الأزمات الدولية وتوليه مناصب مهمة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. كما ساهم منذ شباط (فبراير) ٢٠١٤ في وضع سياستنا حول إيران والعراق وسورية والخليج».
ويُعدّ مالي من مخضرمي السياسة الأميركية في ملفات الشرق الأوسط، ويملك شبكة علاقات إقليمية واسعة على مستوى القيادات والتنظيمات السياسية، بينها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وكان التقى قبل دخوله البيت الأبيض بعض رموزها، وشجع على الحوار معها في السنوات الماضية.
وقال المستشار السياسي في المجلس السوري- الأميركي بسام بربندي، إن مالي يتمّيز عن بقية أعضاء فريق الإدارة الأميركية بمعرفته سورية جيداً لأنه زارها مرات قبل اندلاع الثورة عام ٢٠١١، ويعرف تفاصيل آلية صنع القرار وأبرز مسؤولي النظام. وأضاف بربندي، وهو ديبلوماسي سوري سابق، أن «مالي نسّق طوال العام الماضي من خلال منصبه في البيت الأبيض إستراتيجية الإدارة الخاصة بجوانب الملف السوري كلها، وبينها الشق العسكري وسبل دعم المعارضة المعتدلة ومحاربة تنظيم داعش».
وأشار بربندي إلى أن مالي «مهتم بدعم ائتلاف المعارضة، وإيجاد آليات دعم عمل الحكومة الموقتة في المناطق المحررة خصوصاً. وهو التقى غالبية رموز المعارضة، ويعرف نقاط قوتها وضعفها». ولفت إلى أن «مالي يرتبط بعلاقة جيدة مع وزير الخارجية جون كيري، قد تضعه في موقع مؤثر وقوي لزيادة التنسيق بين دوائر الإدارة من أجل تعزيز صنع قرارات حول سورية والمنطقة عموماً وتنفيذها. كما سيستفيد في مهمته من مشاركته في محادثات البرنامج النووي لإيران، وحضوره جولتها الأخيرة في جنيف هذا الشهر».
على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن مدير مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) جون برينان، في رسالة وجهها إلى الموظفين ونشرتها الصحف، إعادة تنظيم واسعة للوكالة «بهدف تعزيز انفتاحها واستخدامها تكنولوجيات المعلوماتية».
وبين التدابير المعلنة إنشاء مراكز «المهمة الكبرى»، على غرار مركز مكافحة الإرهاب الموجود في الوكالة منذ سنوات، والتي سيديرها نواب لمدير الوكالة في مناطق جغرافية مختلفة (الشرق الأوسط، أفريقيا...). ولكن لم يعلن عددها أو دورها تحديداً. وأبقت التدابير على القيادات التاريخية للاستخبارات والعمليات، مع إضافة قيادة التحديث الرقمي المكلّفة «تسريع دمج القدرات الرقمية» للوكالة.
وستواجه «سي آي إي»، وفق برينان «تغييرين أساسيين» في بيئتها، أولهما زيادة حجم المشكلات التي تواجهها السلطة السياسية، وتعقيدها وتنوعها وتوسعها»، والثاني هو «الوتيرة والوقع غير المسبوقين للتغيّر التكنولوجي».
وكان برينان الذي يتولّى إدارة «سي آي إي» منذ آذار (مارس) 2013 بعدما عمل فيها سابقاً، أبدى مرات خيبته من بطء القيادة في الوكالة. ولمّحت صحف إلى صعوبات تواجهها «سي آي إي» في تعزيز الاستخبارات في سورية، حيث تقصف طائرات أميركية المتشددين. وينتقد مسؤولون تقليل الوكالة حجم حركات «الربيع العربي»، وعدم توقّعها هجوم تنظيم «داعش» في العراق وسورية.
 
رسالة من عبدالله الثاني لروحاني ودعوة لحلول سلمية
الأردن يدعو لحوار عربي ـ إيراني
نصر المجالي
جودة يحادث روحاني وظريف في طهران
جودة: الأردن أصبح منهكاً !
اقترح الأردن إجراء حوار عربي ـ إيراني على غرار ما تقوم به الجامعة العربية من حوارات مع مختلف الدول في العالم، بينما أكدت إيران استعدادها لإرساء تعاون اقليمي بعيد الامد مع جميع الدول في المنطقة حول مختلف القضايا.
استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، في طهران نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيّة وشؤون المغتربين ناصر جوده، وبحث معه العلاقات الثنائيّة وتطوّرات الأوضاع في المنطقة.
نقل جوده رسالة خطيّة من الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى الرئيس روحاني، تضمّنت تمنّيات جلالته بالتقدّم والاستقرار للشعب الإيراني.
وأكّد روحاني حرص بلاده على تطوير العلاقات الأردنيّة الإيرانيّة، في المجالات المختلفة، مشيداً بالدور المحوري والمهم الذي يقوم به الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، إزاء التطوّرات، التي تشهدها المنطقة والعالم.
وتمّ خلال اللقاء استعراض جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأولويّة النهوض بمستوى العمل الإسلامي المشترك وتفعيل آليّاته. وأيّد الجانبان ضرورة دعم الحلول السياسيّة، السلميّة، للعديد من التطوّرات والأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة.
جودة وظريف
وتحادث نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الذي ختم زيارة خاطفة لطهران، السبت، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حيث أكدا على أهمية العلاقات بين عمّان وطهران.
ووصف جودة مشاوراته مع المسؤولين الايرانيين في الظروف الراهنة للمنطقة بانها "مهمة جداً" وقال: إن ايران دولة مهمة في المنطقة ونحن نعتقد باننا يمكننا تبادل الاراء والافكار ووجهات النظر معها حول مختلف القضايا ومنها الاقليمية.
واعتبر وزير الخارجية الاردني، أن الارهاب والتطرف يمثلان المشكلة الاساس في المنطقة، واضاف: ان "هذه المشكلة لا تعرف شيعة أو سنة".
وفي الشأن الإقليمي، قال جودة إن الحوار حول القضايا الاقليمية من المبادئ الاساس للسياسة الخارجية للأردن، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار والعنف والتطرف مدت جذورها في منطقتنا منذ اعوام ونحن نعتقد بضرورة عودة الامن والاستقرار السياسي للمنطقة سريعا.
وأضاف: "ولهذا السبب فاننا بحاجة الى الوحدة والتلاحم بين جميع الدول الاسلامية، ومن المهم لنا في هذا السياق اجراء محادثات مع الاخوة الايرانيين والتشاور معهم بشان القضايا الاقليمية".
 ولفت الى الدور الاقليمي البارز لايران قائلا: "إنه من الجيد ان يكون للجامعة العربية حوار عربي ـ إيراني كحواراتها مع دول اخرى".
وعرض الوزيران جودة وظريف التطورات في العراق وسوريا، والقضية الفلسطينية، أحدث التطورات المتعلقة بالقضية النووية الايرانية وتقرر ايضا وضع مسالة انعقاد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين في جدول الاعمال سريعا للاعداد لعقده في القريب العاجل.
تعاون إقليمي
من جانبه، أكد وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لارساء تعاون اقليمي بعيد الامد مع جميع الدول في المنطقة حول مختلف القضايا.
وقال ان "منطقة الشرق الاوسط والخليج هي منطقتنا ونحن جزء منها"، واضاف: ان ايران على استعداد للتعاون الاقليمي مع جميع دول المنطقة وفق برنامج بعيد الامد.
واعرب وزير الخارجية الايراني عن سروره لزيارة نظيره الاردني الى طهران واكد ضرورة مواصلة الحوار والتعاون بين دول المنطقة فيما يتعلق بالتصدي للتطرف والارهاب.
واضاف ظريف: ان الاعمال الارهابية الوحشية والتي راينا مثالا لها في حرق الطيار الاردني مرفوضة ومن شانها ان تؤدي الى تشويه صورة الاسلام، اذ انهم (الارهابيون) فضلا عن الجرائم التي يرتكبونها يسعون لاثارة التفرقة في صفوفنا.
 واضاف، اننا نؤمن ايضا بالتعاطي والتبادل الجاد والصريح لوجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية وصولا الى التفهم المتبادل.
قضايا هامشية
واشار وزير الخارجية الايراني الى محاولات إسرائيل الرامية الى تغيير توجهات دول المنطقة وحرفها من القضايا المهمة إلى قضايا هامشية واضاف "ان التنبه الى هذه الخدعة الصهيونية يخدم مصلحة الجميع في المنطقة".
واوضح ظريف بان العلاقات مع دول الجوار والقضايا الاقليمية تعتبر اولوية اساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية وقال: لقد اعلنا دوما بان القضايا الاقليمية تحظى بالاولوية بالنسبة لنا ونحن بحاجة للبحث حول الترتيبات الاقليمية.
 
نيجيريا: عشرات الضحايا بانفجارات في معقل سابق لـ «بوكو حرام»
الحياة..مايدوغوري (نيجيريا) - أ ف ب -
هزت ثلاثة انفجارات متتالية أمس مدينة مايدوغوري المعقل السابق لجماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرّفة في شمال شرقي نيجيريا، ما أوقع أكثر من 58 قتيلاً و139 جريحاً، كما أعلن قائد الشرطة في ولاية بورنو كليمان أدودا. وأكدّ الحصيلة مصدر طبي ودانلامي أجاوكوتا، وهو قائد ميليشيا محلية للدفاع الذاتي.
وقال أبوبكر قمندي، المسؤول في اتحاد الصــيادين في ولاية بورنو الذي كان في مـــوقع الانفــــجار الأول في سوق باغا، إن «بين القتلى نســاء وأطفالاً»، موضحاً أن «مجـــموعة انتحارية نفّذت الانفجار».
وبعد نحو ساعة وقع انفجار ثان في سوق آخر، وفق قمندي ومصدر طبي.
من جهة أخرى، أكد المسؤول القضائي كاكا شيشو وقوع الانفجارين، مضيفاً أن انفجاراً ثالثاً وقع في محطة الحافلات السريعة.
وعلّق شيشو: «الإرهابيون غاضبون لأنه يجرى طردهم من المدن والقرى، وهم ينفّسون عن غضبهم» بمثل هذه الاعتداءات، في إشارته إلى هجوم الجيشين النيجيري والتشادي بدعم من الكاميرون والنيجر، ضد «بوكو حرام».
 
انفصاليو شرق اوكرانيا يعلنون إنتهاء سحب اسلحتهم الثقيلة
الحياة...كييف، ريغا - أ ف ب -
أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا انهم انجزوا سحب اسلحتهم الثقيلة من خط الجبهة، تطبيقاً لاتفاق «مينسك 2» الذي وقعوه مع كييف منتصف شباط (فبراير) الماضي.
وقال ادوارد باسورين، احد قادة الانفصاليين: «سحبنا 26 وحدة هاون اليوم في حضور مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، ولكننا قد نعيد اسلحتنا الى مواقعها اذا لم تنفذ كييف التزاماتها في اطار اتفاق مينسك». وكان الناطق باسم الجيش الأوكراني اناتولي ستيلماخ اكد بدء سحب القوات النظامية انظمة اورغان القاذفة للصواريخ»، بعدما اعلن سابقاً انجاز سحب مدافع من عيار 100 ملليتمر.
وليل الجمعة، اتفقت موسكو وكييف والأوروبيون على «مراقبة فاعلة» لوقف اطلاق النار الهش في شرق اوكرانيا عبر زيادة عناصر بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية من 452 الى ألف مراقب، بعدما شكت المنظمة من محدودية قدرتها على الحركة.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد اجتماع عقده الاتحاد الأوروبي مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية لامبرتو زانييه في ريغا: «سيستطيع مراقبو بعثة المنظمة الأوروبية معاينة اماكن تخزين الاسلحة التي جرى سحبها من خط الجبهة». لكن زانييه اشتكى من عدم امكان وصول المراقبين الى مناطق عدة في شرق اوكرانيا، وقال: «نواجه صعوبات من طرفي القتال، لكن العراقيل الأكبر تأتي من الانفصاليين الذين يسيطرون على لوغانسك ودونيتسك».
وناقش الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ايضاً تعزيز المراقبة الجوية عبر زيادة عدد الطائرات بلا طيار التي تحلق فوق المنطقة او الاعتماد على صور الاقمار الاصطناعية.
ميدانياً، جرح مسؤول عن مجموعة متطوعين يقاتلون الى جانب الجيش الأوكراني في انفجار قنبلة في مدينة خاركيف شرق اوكرانيا.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,341,779

عدد الزوار: 7,064,638

المتواجدون الآن: 67