«حزب الله السوري» الوجه الآخر... لـ «اللبناني».."الجيش الحر" يعلن النفير العام لدعم جبهات دير الزور والرقة واتفاق لتبادل محتجزين بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق

الجربا في البيت الأبيض اليوم ... ولا تعهدات بـ «سلاح نوعي»...الجربا يستغرب تجاهل وجود «حزب الله» في سوريا ...منظمة حقوقية: «أدلة قوية» على استخدام النظام قنابل «غاز الكلور»

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 أيار 2014 - 6:22 ص    عدد الزيارات 1892    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

الجربا في البيت الأبيض اليوم ... ولا تعهدات بـ «سلاح نوعي»
واشنطن - جويس كرم { الدوحة - محمد المكي أحمد { لندن، نيويورك - «الحياة»
ينهي رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا زيارته لواشنطن اليوم بلقاءات في البيت الأبيض قد تشمل الرئيس باراك أوباما، بعد اجتماعات ماراثونية على مدى عشرة أيام شملت وزارتي الخارجية والدفاع وقيادات الكونغرس. وظل وفد المعارضة خلال هذه اللقاءات متمسكاً بضرورة حصول «الجيش الحر» على «سلاح نوعي» يسمح له بالتصدي لطائرات النظام، لكن المعلومات المتوافرة تشير، حتى مساء أمس، إلى أن واشنطن ليست بصدد تقديم الصواريخ المتطورة التي يمكنها أن تلغي سيطرة الجيش النظامي على الأجواء السورية.
وسيكون اللقاء الأساسي لوفد «الائتلاف» بقيادة الجربا في البيت الأبيض اليوم مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، لكن الرئيس باراك أوباما يمكن أن يشارك فيه أيضاً.
وعقد وفد «الائتلاف» أمس اجتماعات في وزارة الدفاع (البنتاغون) مع مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة مايكل شيهان ومساعد الوزير للسياسة الدفاعية مايكل لمبكين. وأفيد أن المحادثات تركزت على مدى جهوزية «الجيش الحر» وسبل دعمه عبر المجلس العسكري الأعلى والذي مثّله في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان عبدالإله البشير. وأكدت مصادر موثوق بها لـ «الحياة» أن الجانب الأميركي لم يعط أي تعهدات في شأن توفير سلاح نوعي، علما بأن محاربة المتطرفين وتنظيمات على صلة بـ «القاعدة» احتلت جزءاً مهماً من المحادثات.
في غضون ذلك، قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير يصدر اليوم الثلثاء، إن هناك «أدلة قوية» على أن حكومة الأسد استخدمت مواد كيماوية كسلاح في ضرب مناطق المعارضة. وأوضحت أن الأدلة المتاحة لديها تشير إلى أن طائرات النظام ألقت «براميل متفجرة» تحوي أسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في شمال سورية في نيسان (أبريل) الماضي، وأن ذلك «يمثّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي». وطالبت مجلس الأمن بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية.
ميدانياً، واصلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) محاولة توسيع نطاق سيطرتها في المحافظات السورية الشرقية، مثل دير الزور والرقة، في جهد واضح للاتصال بقواعدها في محافظة الأنبار العراقية. وأفيد أمس أن هذا التنظيم سيطر على عدد من القرى في ريف بلدة عين عيسى في الرقة، بعد اشتباكات مع مقاتلي لواء إسلامي كان يساندهم مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي». أما في محافظة دير الزور المجاورة، فسجلت «اشتباكات عنيفة» بين «الدولة الإسلامية» وبين كل من «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة»، علماً بأن «داعش» حقق في الأيام الماضية تقدماً واسعاً على حساب هذين التنظيمين في ريف دير الزور الغربي.
وفي تطور مرتبط، شن «أبو محمد العدناني» الناطق باسم «داعش» هجوماً شديداً على زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وطالبه بالإقرار بـ «أخطائه»، رافضاً الامتثال للأوامر بالانسحاب من سورية. كما طالبه برد بيعة «أبو محمد الجولاني»، زعيم «جبهة النصرة»، قائلاً: «ندعوكَ أوّلاً للتراجع عن خطئك القاتل وردِّ بيعة الخائن الغادر الناكث، فتغيظ بذلك الكفار وتفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين».
وفي الدوحة، دعا وزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية لدى افتتاحه مساء امس «منتدى الدوحة»، في حضور أمير الدولة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «مجلس الأمن لمباشرة فرض تنفيذ قراراته لوقف إطلاق النار لحماية الشعب السوري من القتل والتشريد في ظل استخدام النظام السوري الحالي للغازات السامة في انتهاك صارخ للإرادة الدولية والقانون الدولي»، ووصف الوضع في سورية بـ «الكارثة الإنسانية».
وفي نيويورك، يقدم الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي إحاطة إلى مجلس الأمن اليوم في جلسة مغلقة يتوقع أن يعقد بعدها مؤتمراً صحافياً. وقال ديبلوماسيون في المجلس إن الإبراهيمي «يتوقع أن يطلع أعضاء مجلس الأمن على تصوره لمستقبل مهمته في حال قرر مغادرة منصبه، خصوصاً أنه قدم صورة سلبية جداً عن الجهود الديبلوماسية المتعلقة بالأزمة السورية خلال لقاءاته مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن خلال الأسبوع الأخير في نيويورك».
وأكدت مصادر المجلس أن الإبراهيمي «لن يعلن استقالته اليوم، لكنه سيوضح رؤيته المتعلقة بمنصبه» خلال جلسة المشاورات المغلقة في مجلس الأمن.
 
الجربا يعقد لقاءات في «البنتاغون» ... ولا تعهدات أميركية بـ «سلاح نوعي»
الحياة...واشنطن - جويس كرم
استكمل وفد المعارضة السورية لقاءاته في العاصمة الأميركية واجتمع أمس بمسؤولين في وزارة الدفاع «البنتاغون» وقيادات في لجان الاستخبارات في الكونغرس، على أن ينهي زيارته باجتماعات في البيت الأبيض اليوم. وكررت المعارضة في الاجتماعات مطالبتها بـ «سلاح نوعي» بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات، لكن الجانب الأميركي لم يقدّم أي تعهدات في هذا الشأن بعد.
وتوجه وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) حيث التقى مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة مايكل شيهان ووكيل الوزير للسياسة الدفاعية مايكل لمبكين. وتركزت اللقاءات على مدى جهوزية «الجيش الحر» وسبل دعمه عبر المجلس العسكري الأعلى والذي مثّله في الاجتماعات رئيس هيئة الأركان عبدالإله البشير. وأكدت مصادر موثوق بها لـ «الحياة» أن الجانب الأميركي لم يعط أي تعهدات في شأن توفير سلاح نوعي، وأن محاربة المتطرفين وتنظيمات على صلة بـ «القاعدة» احتلت جزءاً مهماً من المحادثات.
كما التقى وفد «الائتلاف» أمس بوجوه مخضرمة في الكونغرس بينهم رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطية ديان فينستاين، والسناتور الجمهوري ماركو روبيو. كما اجتمع الوفد بكل من السناتور ديك دربن وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل.
وكان من المتوقع أن يلقي الجربا خطاباً في جامعة جورجتاون في وقت متقدم أمس، على أن يختتم زيارته التي بدأت الأسبوع الماضي بلقاءات في البيت الأبيض اليوم مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وقد يعرج الرئيس باراك أوباما للقاء ضيوف البيت الأبيض السوريين.
ونقل موقع «ديلي بيست» عن وفد المعارضة السورية، أن وزير الخارجية جون كيري قال للجربا خلال الاجتماع بينهما قبل أيام إن المجتمع الدولي «تأخر عاماً كاملاً في دعم الثوار لمحاربة النظام وتنسيق الدعم العسكري» وأنه «يفهم رغبة المعارضة في مزيد من الأسلحة». وقال عبدالإله البشير للموقع إن كيري «كان متعاطفاً جداً ولدينا أمل كبير بتغيير السياسة». واعتبر البشير أن تعامل «الجيش الحر» مع الصواريخ المضادة للدبابات (صواريخ «تاو») فيه «معيار ناجح» للإدارة الأميركية يتيح احتمال توفير مزيد من الصواريخ المتطورة.
وأشارت مصادر موثوق بها لـ «الحياة» إلى خيبة أمل كبيرة في الإدارة الأميركية من أداء قائد أركان «الجيش الحر» السابق سليم إدريس، خصوصاً بعد وصول مساعدات كانت واشنطن قد أرسلتها إلى «الجيش الحر» إلى أيدي مجموعات على صلة بـ «القاعدة»، وقالت إن الإدارة تريد تفادي تكرار مثل هذا السيناريو اليوم. ومعلوم أن مساعدات أميركية كانت موضوعة في مخازن لأركان «الجيش الحر» عند معبر باب الهوى على الحدود التركية - السورية تم نهبها على أيدي جماعات إسلامية نهاية العام الماضي خلال قيادة اللواء إدريس أركان «الحر». وتم تعيين عبدالإله البشير خلفاً لإدريس.
 
منظمة حقوقية: «أدلة قوية» على استخدام النظام قنابل «غاز الكلور»
لندن - «الحياة»
قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير يصدر اليوم الثلثاء، إن هناك «أدلة قوية» على أن حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمت مواد كيماوية كسلاح في ضرب مناطق المعارضة.
وأوضحت المنظمة في التقرير، أن الأدلة القوية المتاحة لديها توحي بأن طائرات النظام ألقت «براميل متفجرة» تحوي أسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في شمال سورية في منتصف شهر نيسان (أبريل) الماضي، وقالت إن «هذه الهجمات تم فيها استخدام مواد كيماوية صناعية كسلاح، في تصرف تمنعه المعاهدة الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية والتي انضمت إليها سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2013. إن الحكومة السورية هي الطرف الوحيد في النزاع الذي لديه مروحيات وطائرات أخرى».
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلنت في 29 نيسان (أبريل) الماضي أنها بدأت مهمة جديدة لتحديد الحقائق المحيطة بالمزاعم في شأن استخدام غاز الكلور في سورية، مشيرة إلى أن حكومة الأسد قبلت هذه المهمة ووافقت على توفير الحماية الأمنية للمهمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقال نديم حوري نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، إن استخدام الحكومة السورية، كما يبدو، لغاز الكلور ليس فقط كسلاح بل ضد المدنيين أيضاً «يمثّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي». وأضاف: «هذه سبب آخر كي يحيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية».
وأوضحت المنظمة أنها قابلت عشرة شهود، بما في ذلك خمسة من العاملين في القطاع الطبي، وعاينت أشرطة فيديو عن الهجمات، إضافة إلى صور عن مخلفات الهجمات، وأن الأدلة التي جمعتها «توحي في شكل قوي أن القوات الحكومية ألقت ببراميل متفجرة تحوي اسطوانات لغاز الكلور بين 11 و21 نيسان على ثلاث بلدات في شمال غربي سورية». ونقلت عن شهود إنهم «شاهدوا المروحيات تلقي بالبراميل المتفجرة أو سمعوا صوت المروحيات مباشرة قبل صوت الانفجار الذي تبعته مباشرة رائحة غريبة». وقالت إن الشهود قدموا روايات متقاطعة عن تأثير غاز الكلور على الضحايا، مثل شعورهم بالاختناق.
وتابعت المنظمة أنه بحسب أطباء عالجوا الضحايا فإن هذه الهجمات أودت بحياة ما لا يقل عن 11 شخصاً وأصابت قرابة 500 بأعراض تتسق مع أعراض الإصابة بالتسمم جراء غاز الكلور. وشملت الهجمات كفرزيتا في حماة (وسط سورية)، وبلدة التمانعة في ريف محافظة إدلب، وبلدة تلمنس في إدلب أيضاً. والبلدة الأخيرة تقع على بعد 3 كلم شرق قاعدة معسكر الضيف الضخم للقوات النظامية في ريف إدلب.
 
حملة الانتخابات الرئاسية تتحول إلى «مبايعة للأسد» في شوارع دمشق
الحياة...دمشق - أ ف ب
تحوّلت حملة الانتخابات الرئاسية السورية التي انطلقت في نهاية الأسبوع، إلى حملة «مبايعة» في شوارع دمشق للرئيس بشار الأسد، المقبل بلا أدنى شك على ولاية ثالثة من سبع سنوات.
وامتلأت شوارع العاصمة وحدائقها ومبانيها بصور الأسد، قبل أقل من شهر من الانتخابات المقررة في الثالث من حزيران (يونيو)، والتي تأتي في خضم النزاع الدموي المتواصل منذ أكثر من ثلاثة أعوام في البلاد.
وستكون الانتخابات، كما تقول السلطات، أول «انتخابات رئاسية تعددية» منذ أكثر من خمسين عاماً، وتقدم لها ثلاثة مرشحين هم الأسد وماهر حجار وحسان النوري. وباستثناء الرئيس السوري، يبدو المرشحان الآخران مجهولين بالنسبة للسوريين.
ويسأل طالب قرب جامعة دمشق «من هو النوري؟»، وهو يشير بإصبعه إلى لافتة انتخابية ترفع شعار «الاقتصاد الحر»، لرجل الأعمال الذي شغل سابقاً منصب وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية.
واعتاد السوريون رؤية صور كبيرة في الشوارع وعلى واجهات المحال التجارية للرئيس الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. كما يمكن رؤية تماثيل نصفية لهما على مداخل الحدائق العامة.
ويحمل الكثير من اللافتات واللوحات في الشوارع حالياً، كلمة «مبايعة» للأسد الذي وصل إلى الحكم في عام 2000 إثر وفاة والده، وتم التجديد له باستفتاء في عام 2007. وستكون هذه الانتخابات التي اعتبرها الغرب والمعارضة السورية «مهزلة»، فرصة للنظام السوري لتقديم نفسه على أنه المنتصر في النزاع، لا سيما في ظل إنجازات عسكرية حققها في الأشهر الأخيرة.
وإلى شعار «سورية الأسد» الذي يتردد منذ وصول حافظ الأسد إلى الحكم، يؤكد بعض اللافتات المرفوعة أن بشار الأسد هو «الخيار المطلق» في الانتخابات التي ستجرى في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ورفعت أيضاً لافتات كتب عليها «بشارنا لن نرضى غيرك»، أو حتى «منحبك». وغالباً ما ترفق هذه الشعارات بصور للرئيس مبتسماً، أو ملوّحاً بيده وهو يرتدي نظارتين شمستين.
وعلى مقربة من دار الأوبرا في دمشق، لافتات كتب فيها أن الأسد هو «خيار الإعلاميين والمثقفين»، وأيضاً خيار «المستثمرين والمقاولين». كما يمكن رؤية لافتات في الشوارع المزدحمة كتب فيها «ستبقى سورية عرين الأسود»، و «نعم لمن حافظ على صمود سورية وعزتها وكبريائها».
ويندر أن يعبّر البعض في الشارع، رداً على استفسارات الصحافيين، عن خيار آخر غير الأسد للرئاسة.
ويقول ماهر في متجره للملابس في حي الصالحية وسط دمشق: «بالنسبة لنا هذه ليست حتى انتخابات، هذه مبايعة، نحن نريده أن يبقى».
وتقول ميادة (55 عاماً)، وهي ربة منزل في حي البرامكة: «نتمنى أن يفهم الباقون أن هذه بلادنا وهذا رئيسنا، ولا نريد غيره. من في الخارج هم سبب هذه المشكلة»، في إشارة إلى المعارضة التي يقيم أركانها خارج البلاد.
واختار الرئيس السوري عبارة «سوا» (معاً) مكتوبة بخط اليد، شعاراً لحملته الانتخابية التي أطلقت صفحة على موقع «فايسبوك» بات يتابعها أكثر من 115 ألف شخص، وحساباً على موقع «تويتر» يتابعه أكثر من 1500.
وفي حي المزة (غرب)، رفعت لافتات موقعة باسم «سكان»، كتب فيها «القرار مو (ليس) قرارك. الشعب هو اختارك».
وفي مقابل حملات الدعم للأسد، يبدو المرشحان الآخران شبه غائبين عن الصورة، وهما لم يعقدا أي مؤتمر صحافي منذ إعلان ترشحهما، ولم يكن بإمكان الصحافيين التواصل معهما.
ورفع المرشحان عدداً محدوداً من اللافتات واللوحات، تحمل شعارات منها «سورية... لفلسطين»، وأخرى تنادي بـ «العدالة الاجتماعية»، وهي لا تلقى صدى واسعاً في بلد غارق بنزاع دموي أودى بأكثر من 150 ألف شخص.
ولا يخفي البعض الانتقاد لإجراء الانتخابات في ظل هذا الوضع. ويظهر بائع ساعات في سوق شعبية بدمشق عدم مبالاته بالقول «هذا لا يعنينا أبداً».
ولدى سؤالهما عن إجراء الانتخابات، تصمت شابتان ترتديان ملابس أنيقة لبرهة، قبل أن تطلقا ضحكة عالية. وتقول إحداهما «هذه مسخرة (مهزلة)»، وتضيف الثانية «كأنه يندفع إلى الأمام من دون أن يلتفت إلى أحد أو يرى ما يجري في بلده»، في إشارة إلى الرئيس الأسد.
في المقابل، يبدو البعض وكأنه نفض يديه مما يجري. وعلى مقربة من نهر بردى الذي بات شبه جاف، تقول سلمى وهي تحمل طفلتها الصغيرة: «الناس تعبوا، نريد السلام»..
 
تنظيم «داعش» يحاول التوسع في الرقة ودير الزور و «تبادل محتجزين» بين النظام والمعارضة قرب دمشق
لندن - «الحياة»
واصلت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي يُطلق عليها خصومها اختصاراً «داعش»، محاولة توسيع نطاق سيطرتها في المحافظات السورية الشرقية، في جهد واضح للاتصال بقواعدها في الأنبار العراقية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من محافظة الرقة أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرت على قرى عدة - العريضة وأم حويش وزنوبة والصوان وخربة البقر - في ريف بلدة عين عيسى، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي لواء إسلامي مقاتل بمساندة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي». وعلى رغم تأكيد «المرصد» أن «الاشتباكات بين الطرفين لا تزال مستمرة في محيط المنطقة»، كان لافتاً الإشارة إلى أن المقاتلين الأكراد الذين يتهمهم معارضوهم بأنهم علمانيون كانوا يقاتلون في نفس صف لواء إسلامي يحارب «الدولة الإسلامية».
وفي محافظة دير الزور المجاورة، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة بين الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة، من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، من جهة أخرى، في محيط قرية جديد عكيدات التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكانت «الدولة الإسلامية» سيطرت في الأيام الماضية على ريف دير الزور الغربي وكانت تحاول التقدم أيضاً في الريف الشرقي على حساب «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى.
وفي محافظة حماة بوسط سورية، ذكر «المرصد»: «سيطرت جبهة النصرة والجبهة الإسلامية ولواء الأمويين ولواء درع الأحرار وكتيبة درع سيف الله المسلول وعدة كتائب إسلامية مقاتلة على حاجزي تل ملح وجلمة بريف حماة الغربي عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام منذ بعد منتصف ليلة الأحد - الاثنين، مما أدى إلى مقتل وجرح ما لا يقل عن 10 من قوات النظام وإعطاب دبابتين وثلاث آليات».
أما في محافظة حلب (شمال سورية)، فقد دارت ليلة الأحد - الاثنين اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين مقاتلي جماعات إسلامية عدة في محيط مبنى الاستخبارات الجوية بحي الزهراء ومنطقة الليرمون، بحسب ما أورد «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام والمعارضة على أطراف حي العامرية، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي الليرمون وأطراف حي مساكن هنانو.
وذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» أمس أن قوات النظام حاولت التقدم نحو مواقع المعارضة في ريف اللاذقية عرب الحدود التركية، لكن تم صدها. وكتبت أن «جبهة الساحل تشهد اشتباكات هي الأعنف يدور رحاها بين أبطال فيلق الشام والفصائل الأخرى ضد هجمة شرسة وعنيفة من قوات الأسد التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة اقتحام قمة تشالما والسيطرة عليها لقطع كافة طرق الثوار في المنطقة، وكان تصدي المجاهدين قوياً والرد حاسماً»، مشيرة إلى أن جثث قتلى النظام «تملأ المكان».
أما «المرصد» فأشار، من جهته، إلى «اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجنود الشام وحركة أحرار الشام وحركة شام الإسلام وحركة أنصار الشام وفيلق الشام وفرقة أبناء القادسية وتجمع شامنا وعدة كتائب إسلامية، من طرف آخر، في محيط جبل تشالما».
على صعيد آخر (أ ف ب)، أشارت صحيفة سورية الاثنين إلى توصل النظام ومقاتلين معارضين إلى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية قرب دمشق التي يسيطر عليها المقاتلون، مقابل إطلاق النظام معتقلين لديه.
ويقضي الاتفاق، بحسب صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات، بإفراج المقاتلين عن 1500 عائلة يحتجزونها في البلدة التي سيطروا عليها في كانون الأول (ديسمبر)، والواقعة على مسافة 35 كلم شمال شرقي دمشق.
في المقابل، ستطلق السلطات السورية 1500 معتقل لديها، وتسمح بدخول مواد غذائية إلى البلدة المحاصرة من قبل النظام منذ سيطرة المقاتلين عليها.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية جابر عيسى قوله إن «الاتفاق سينفذ على مرحلتين، الأولى وهي بمثابة بادرة حسن نية» تتضمن الإفراج عن عائلة من ثمانية أشخاص، وفي المرحلة الثانية «مبادلة جميع العائلات المخطوفة (...) بموقوفين لدى الجهات الرسمية».
وأوضح عيسى أنه «مقابل كل عائلة سيتم إطلاق موقوف». وأشار إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه بالتعاون مع وجهاء ورجال دين من مدينة دوما قرب دمشق.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر: «هذه مسألة ليست للإعلام بل للبحث لتنجز بشكل نهائي».
وتقع مدينة عدرا المؤلفة من عدرا العمالية وعدرا الصناعية، على طريق رئيسية نحو دمشق، ويقطنها 35 ألف نسمة من السنّة والمسيحيين والعلويين.
وسيطر مقاتلون معارضون على عدرا العمالية بعد دخلوهم إليها في 11 كانون الأول (ديسمبر). وشنت القوات النظامية بعد ثلاثة أيام حملة لاستعادة البلدة، من دون أن تتمكن من ذلك.
ولا تزال القوات النظامية تسيطر على عدرا الصناعية وتحاصر عدرا العمالية.
وتعاني عدرا العمالية من نقص حاد في المواد الغذائية. وقال الناشط في البلدة أبو البراء لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت، أن «طفلاً توفي بسبب الجوع. الوضع دراماتيكي». وأشار إلى أن «سعر كيلو الرز وصل إلى ثمانية دولارات».
 
«الدولة الإسلامية» تطالب الظواهري بالإقرار بـ «أخطائه» ورد بيعة الجولاني «الخائن»
الحياة..بغداد - أ ف ب
شن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هجوماً شديداً على زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وطالبه بالإقرار بـ «أخطائه»، رافضاً الامتثال للأوامر بالانسحاب من سورية.
وهذا ثاني أعنف هجوم يشنه التنظيم المعروف بـ «داعش» على قيادة «القاعدة» يتهمها فيه بالانحراف عن النهج الجهادي وبشق صفوف المقاتلين الجهاديين.
وقال أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم «الدولة الإسلامية» مخاطباً الظواهري في تسجيل صوتي بث مساء الأحد على مواقع جهادية: «لقد وضعت نفسك اليوم وقاعدتك أمامَ خيارين لا مناص عنهما: إما أن تستمر على خطئك وتكابر عليه وتعاند، ويستمر الانشقاق والاقتتال بين المجاهدين في العالم، وإمّا أن تعترف بزلّتك وخطئك فتصحح وتستدرك». وأضاف: «ها نحن نمد لكَ أيدينا من جديد لتكون خير خلف لخير سلف، فقد جمع الشيخ أسامة (بن لادن) المجاهدين على كلمة واحدة، وقد فرّقتها وشققتَها ومزقتها كل ممزّق».
وطالب العدناني زعيم «القاعدة» برد بيعة أبو محمد الجولاني، وهو زعيم «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» في سورية، واصفاً إياه بـ «الخائن الغادر». وقال بهذا الصدد مخاطبا الظواهري «ندعوكَ أوّلاً للتراجع عن خطئك القاتل ورد بيعة الخائن الغادر الناكث، فتغيظ بذلك الكفار وتفرح المؤمنين وتحقن دماء المجاهدين، فأنت مَن أحزنت المسلمين وشمّت الأعداء بالمجاهدين إذ أيدت غدرة الغادر ونصرتها، فأحرقت المُهج وأدميت القلوب».
وأضاف: «أنت من أوقدَ الفتنة وأذكاها، وأنت من تطفئها إن أردت إن شاء الله».
ويخوض تنظيم «داعش» منذ مطلع كانون الثاني (يناير) معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها «جبهة النصرة»، الفرع السوري لـ «القاعدة».
من جهة أخرى، رفض العدناني مناشدات الظواهري لـ «داعش» بالانسحاب من سورية، قائلاً: «أمّا عن مناشدتكَ لنا الانسحاب من الشام فلن نُعيد ونكرّر بأنّ هذا أمرٌ شبه مستحيل، غيرُ مُمكنٍ، لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً، ولن نقول إن الشام باتَت اليوم أشدّ حاجةً للدولة من الأمس غداة مهادنة النصيرية وبيعهِم المناطق، (...) ولكن نقول: لئن رضيَ تنظيم «القاعدة» أن ينسحب المجاهدون طواعيةً من أرضٍ يحكمونَ فيها بشرع الله ويُقيمونَ حدودَه ويُسلّمونها على طبقٍ من ذهبٍ لائتلافِ وجبهة الخائن الغادر ولصوصها وضباعِها... لئن رضيَ تنظيم «القاعدة» بهذا، فإنَّ ربَّنا ودينَنا يأبيان ذلك».
وفي شباط (فبراير)، أعلنت القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» تبرؤها من تنظيم «داعش» ودعته إلى الانسحاب من سورية.
وقال العدناني أيضاً إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لم تشن هجمات في ايران والسعودية ودول أخرى، امتثالاً لتوجيهات رموز «القاعدة» وحفاظاً على وحدة المجاهدين. وأوضح: «ظلت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الروافض في إيران منذ نشأتها، وتركتهم آمنين وكبحت جماح جنودها المستشيطين غضباً، على رغم قدرتها آنذاكَ على تحويل إيران لبرك من الدماء». وأردف: «كظمت غيظها كل هذه السنين تتحمل التهم بالعمالة لألَدِ أعدائها إيران لعدم استهدافها، تاركةً الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالاً لأمر «القاعدة» للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران».
وتابع «وكبحت جِماح جنودها وكظمت غيظها على مدار سنين حفاظاً على وحدة كلمة المجاهدين».
وزاد أنه «بسبب القاعدة» لم تنشط «الدولة الإسلامية» أو تتدخل في السعودية ومصر وليبيا وتونس.
وقال أيضاً إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام لا تستطيع تحريك ساكِن لتوحيد الكلمة حول كلمة التوحيد، لعدم مخالفة رموز وقادة الجهاد المتمثلين بـ «القاعدة» الذي تولّ الجهاد العالمي وحمل على عاتقه العمل في تلك البلاد».
وخيّر العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيمات الجهادية الأخرى بين «القاعدة» وتنظيمه. وقال «اختاروا أيها المجاهدون: على يد من تأخذون؟»، مشدداً على أن تنظيم «داعش» باق «على منهج» أسامة بن لادن، الزعيم السابق لـ «القاعدة» الذي قتل في عملية عسكرية أميركية في باكستان عام 2011.
 
دمشق تتهم باريس وبرلين بـ «عرقلة» الاقتراع الرئاسي
الحياة..دمشق - أ ف ب -
قالت دمشق إن فرنسا وألمانيا تمنعان السوريين المقيمين على أراضيهما من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أقل من شهر، عبر رفضهما إجراء اقتراع في السفارة السورية، وذلك وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.
وقالت الخارجية السورية في بيان الأحد نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن فرنسا تقوم «بحملة دعائية عدائية للشعب السوري»، وذلك عبر «معارضة هذه الانتخابات ورفضها، وقد أبلغت فرنسا رسمياً سفارتنا في باريس بالاعتراض على إجراء هذه الانتخابات على كامل الأراضي الفرنسية بما فيها السفارة السورية في باريس».
واعتبرت أن ذلك يأتي «في إطار الدعم المكشوف الذي تقدمه فرنسا للإرهابيين في سورية وتحالفها معهم بهدف تدمير سورية».
وأمس، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال لوكالة «فرانس برس» إن «تنظيم الانتخابات الأجنبية على الأرض الفرنسية يتم وفق اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية العائدة إلى 24 نيسان (أبريل) 1963. وكما تتيح لنا هذه الاتفاقية، يمكن السلطات الفرنسية الاعتراض على إجراء هذا الاقتراع على كامل التراب الفرنسي». وأضاف: «بالنسبة إلى فرنسا، الحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما يتوافق مع بيان جنيف (حزيران/ يونيو 2012)، هما ما يتيح وقف حمام الدم في سورية. بشار الأسد، المسؤول عن مقتل 150 ألف شخص، لن يمثّل مستقبل الشعب السوري».
وقالت الخارجية السورية في بيان الإثنين إن «جمهورية ألمانيا الاتحادية انضمت إلى جوقة البلدان التي تحاول عرقلة الانتخابات الرئاسية لكونها طرفاً في ما تعانيه سورية من خلال دعم وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة». وأردفت أنه «على أعضاء هذه الجوقة ومن بينهم ألمانيا أن يعلموا أن الشرعية لا تأتي عبرهم، بل هي الشرعية التي يقررها الشعب السوري». وحددت الانتخابات في 3 حزيران، على أن يقام اقتراع المغتربين في 28 أيار (مايو).
 
الجربا يستغرب تجاهل وجود «حزب الله» في سوريا
المستقبل..الائتلاف، المرصد السوري، أ ف ب
استغرب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» أحمد الجربا، تجاهل المجتمع الدولي لـ«تواجد ميليشيا حزب الله وإيران في سوريا، التي مازالت تستمر حتى اللحظة في قتل السوريين« وحصر انتقاده «في داعش فقط«.

الجربا كان يتحدث في واشنطن التي يزورها على رأس وفد من الائتلاف، التقى خلالها كبار المسؤولين في الادارة ومجلسي النواب والشيوخ وشخصيات سياسية أميركية. وهو أكد أن الائتلاف هو «الطريق الثالث بعد النظام والقوى المتطرفة التي حلّت بالأرض السورية»، داعيا أن تكون العلاقة بين أميركا والائتلاف «علاقة استراتيجية لتحقيق الخيار الثالث».

وانتقد عضو اللجنة القانونية في الائتلاف هشام مروة تصريح منسقة بعثة الأمم المتحدة سيغريد كاغ، الذي اعتبرت فيه أنّ «المهمة الأساسية للأسرة الدولية في الوقت الراهن، تكمن في نقل وإتلاف المواد الكيماوية الموجودة في سوريا بأسرع وقت ممكن». وقال في تصريحه لمكتب الائتلاف الإعلامي: «إنّ مثل هذه التصريحات لا تليق بالمهمة الموكلة للأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان»، معتبراً ذلك «مسخاً حقيقياً لمعاناة المواطن السوري. حيث إن المهمة الأساسية التي تقع على عاتق الأسرة الدولية في هذا الوقت، لا تكمن فقط بجعل سوريا بلداً خالياً من السلاح الكيميائي فحسب، بل ما نريده من هذه الدول تحمل مسؤوليتها في حماية حقوق الإنسان، وردع بشار الأسد ومحاسبته وإيقافه عن ارتكاب المجازر المروعة التي يقوم بها من خلال براميله الحاقد وطائراته التي تحصد حياة الآلاف».

وأوضح مروة «إنّ إصرار المجتمع الدولي على أنّ مشكلة السوريين تكمن في الكيميائي فقط، يعني أنهم حتى الآن لا يريدون الاعتراف بالواقع السوري، ولا يريدون وصفه بشكل صحيح. فالمدنيون الذين حُصدت أرواحهم بغازات الأسد الكيميائية، لا تتجاوز 5% من الأرواح التي خطفتها طائرات الأسد وبراميله المتفجرة».

ولفت مروة في تصريحه «إلى حالات التشوه التي شهدها الأطفال المولودن داخل المناطق التي استهدفها الأسد بسلاحه الكيميائي»، وقال: «ماذا عن هذه الطفلة في غوطة دمشق، التي ولدت مشوهة ووأدها نظام الأسد بالكيميائي قبل الولادة، من خلال ارتكابه للمجازر الكيميائية الصامتة بحق الإنسان!».

وفي سياق متصل تساءل وزير دفاع الحكومة السورية الموقتة أسعد مصطفى في مؤتمر صحافي أمس عن «السبب الكامن وراء الصمت الدولي عن جرائم نظام الأسد، وتجاوزه لكافة الخطوط الحمراء التي رسمها المجتمع الدولي منذ بداية الثورة، رغم أننا قدمنا له أدلة دامغة عن حتمية استخدام الأسد للسلاح الكيميائي ضد المدنيين». وأكد أنه «في تلمنس بمحافظة إدلب وبتاريخ 21/4/2014، ألقى نظام الأسد حاويتين انفجرت إحداها وتحطمت الثانية دون انفجار، (...) ولدى انفجار إحداها انتشر غاز الكلور في قطر 2 كلم وأصيب 400 شخص بحالات اختناق وسجلت حالة وفاة لطفل في السادسة من عمره».

إلى ذلك، اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف نصر الحريري أنّ صواريخ قوات الأسد التي استهدفت نازحي حمص داخل منطقة الدار الكبيرة وتلبيسة في شمال حمص، تثبت أنّ «بشار الأسد وأزلامه لا حول لهم ولا قوة، وقد أرغمهم النظام الروسي والإيراني، على إجراء هدنة حمص، وإخلائها من أهاليها المحاصرين، الذين دفع إجرام الأسد والصمت الدولي بعضهم، إلى حمل السلاح والدفاع عن نفسه».

ميدانياً، سجلت 15 غارة لطيران الأسد على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة حمورية، بينما قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة في جنوب مدينة داريا بالغوطة الغربية، ونفذ الطيران الحربي غارة على جرود فليطة في القلمون، حيث تتواصل اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين.

واستهدفت قوات الأسد أحياء المدنيين في حي مخيم الوافدين في ريف دمشق بقذائف الهاون ما أسفر عن استشهاد 7 مدنيين وجرح آخرين. كما قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدة النشابية وعربين في ريف دمشق، ما أدى الى جرح عدد من المدنيين ودمار عدد من المنازل. وألقى الطيران الحربي لقوات الأسد البراميل المتفجرة على الجبل الشرقي لمدينة الزبداني في ريف دمشق، ما أحدث أضرارا مادية.

وشهد حي جوبر في العاصمة غارات جوية من الطيران الحربي لقوات الأسد أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين وحدوث دمار في المباني والمحال التجارية.

وفي حلب قصف الطيران المروحي صباح امس بالبراميل المتفجرة مناطق في محيط مدرسة عز الدين في حي مساكن هنانو ومناطق في حي الشيخ خضر، كما اغار على مناطق في حلب القديمة.

وفي بلدة كنصفرة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، ألقى الطيران المروحي المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة خان شيخون، فيما قصفت قوات النظام محيط معسكر وادي الضيف بريف معرة النعمان الشرقي.

وفي ريف حماة، سيطر «الجيش السوري الحر» على قريتي تل ملح والجملة بعد اشتباكات عنيفة دارت مع قوات نظام الأسد.

واستهدف مقاتلو المعارضة بقذائف المدفعية تمركزات قوات النظام في محيط جبل تشالما في ريف اللاذقية، فيما قصفت قوات النظام محيط الجبل مما ادى لسقوط جرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في بلدات خان الجوز ودويركه والكبير والفرنلق والخضراء.

وفيما تتواصل، في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، مهزلة الانتخابات في سوريا، رفضت باريس وبرلين السماح باقتراع المواطنين السوريين على أراضيهما كونها انتخابات غير شرعية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «ان تنظيم الانتخابات الاجنبية على الارض الفرنسية يتم وفق اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصيلة العائدة الى 24 نيسان 1963».

وتابع «كما تتيح هذه الاتفاقية، للسلطات الفرنسية الاعتراض على اجراء هذا الاقتراع على كامل التراب الفرنسي»، واضاف «بالنسبة الى فرنسا، الحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما يتوافق مع بيان جنيف (حزيران 2012)، هما ما يتيح وقف حمام الدم في سوريا. بشار الاسد، المسؤول عن مقتل 150 الف شخص، لن يمثل مستقبل الشعب السوري».

وردا على سؤال، اكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية رفض اجراء الاقتراع في برلين. واوضحت ان الوزارة بررت هذا القرار لدى السفارة السورية في برلين بمذكرة ارسلت في 7 ايار جاء فيها «وفقاً للحكومة الالمانية انها انتخابات غير شرعية ديموقراطياً».

وفي نيويورك، وزعت فرنسا مسودة قرار مقدم الى مجلس الأمن امس، يسعى لإحالة الحرب الأهلية في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية لإحتمال نظر اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقال ديبلوماسيون إنه من المقرر أن يجتمع المجلس المؤلف من 15 عضواً غداً الأربعاء لبحث مسودة القرار وربما يتم التصويت عليه خلال أيام.

ولكن موسكو التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن أوضحت أنها تعارض مثل هذه الخطوة.
 
عناصر «داعش» غادروا أعزاز.. لكنهم تركوا جروحا لن تندمل وعائلات تمزقت وصار أفرادها يقاتلون بعضهم بعضا بسبب اختلاف الولاءات

جريدة الشرق الاوسط... أعزاز (إدلب): هانا لوسيندا سميث ... بحكم العادة أو الخوف، يلجأ فارس إلى الاحتفاظ بأعز الصور لديه مخبأة خلف الأريكة. التقطها من مخبئها ثم وضعها على الطاولة ليكشف عن وجوه سبعة شبان «شهداء أعزاز» على خلفية تحمل ثلاث نجمات.
قال: «كان هذا العلم، العلم هو الذي تسبب في المشاكل. كانوا يقولون: إنه علم الكفار. وأرادوا ألا يكون في أعزاز سوى الراية السوداء».
ليست هذه الرايات سوى رموز ظاهرية تعبر عن انقسام آيديولوجي يزداد عمقا. ارتفع علم الثورة السورية ذي النجمات الثلاث في أعزاز منذ أن خلصها الثوار من قبضة النظام السوري، ولكنه كان يمثل إهانة لحكام البلدة الجدد المستبدين. كانت الراية السوداء التي اتخذها تنظيم القاعدة شعارا له هي العلم الوحيد المسموح به في أعزاز بعد أن سقطت البلدة في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وفي مطلع مارس (آذار)، شن تحالف من الثوار يسمى الجبهة الإسلامية – وهي جماعة ذات انتماءات سلفية ولكنها معتدلة مقارنة بداعش – هجوما من أجل إعادة البلدة إلى سيطرة المعارضة السائدة. وانسحبت داعش من الشمال والشرق وخارج مدينة حلب والمناطق الريفية في غربها، وعادت إلى معقلها في الرقة. ويمر اليوم ما يزيد على شهرين على ارتفاع الراية السوداء فوق أرض أعزاز.
ولكن «داعش» تركت ميراثا مظلما خلفها. فقد فارس واحدا من أبنائه، ويدعى مالك البالغ من العمر 22 عاما ذي اللحية القصيرة والوجه المبتسم في الصورة التي ضمت الشبان السبعة. قتل مالك أثناء معركة مطار منغ في أغسطس (آب) الماضي، حيث كان يقاتل إلى جانب زملائه في الجيش السوري الحر. ولكنه لا يعرف حتى الآن ما حدث لابنه الآخر وسيم الذي اختطفه أربعة رجال مسلحين من أمام منزله بعد ذلك بشهر.
يروي فارس ما حدث قائلا: «جاءوا في سيارتهم وأطلقوا النيران في الهواء، لم يقولوا أي شيء، بل بدأوا في إطلاق النار ثم أخذوه». ولا تعلم الأسرة أي أخبار عنه منذ ذلك اليوم.
وسيم واحد من سبعة عشر شابا – جميعهم من مقاتلي الجيش السوري الحر – من المعتقد أنهم محتجزون لدى «داعش» وما زالوا مفقودين من أعزاز. في هذه البلدة الصغيرة التي تجمع سكانها روابط وثيقة، يجد كل شخص واحدا من معارفه مفقودا ولا يعلم مكانه. قال فارس في تعبير عن الأمل وليس إقرارا بالواقع: «إن شاء الله هو حي». لم تجلب له اتصالاته الهاتفية بـ«أمراء داعش» وزيارته الكثيرة إلى أقرب معاقلهم في بلدة الباب الصغيرة الواقعة في شمال شرق حلب، أي معلومات إضافية عن مكان ابنه أو أخباره.
ترك المختفون ستارا من الكآبة على أعزاز المحررة، ولكنهم ليسوا الرجال الوحيدين الغائبين عن هذه البلدة. تعرض عشرات آخرين لمنفى اختياري – حيث يعيشون بحذر على الحدود المجاورة في بلدات جنوب تركيا، أو هربوا إلى الشرق في داخل الأراضي الخاضعة لحكم «داعش». الحقيقة المؤلمة وغير المعلنة أحيانا في أعزاز هي أن كثير من الرجال الذين شاركوا في حكم «داعش» الإرهابي لم يكونوا من المجاهدين الأجانب، بل من أبناء البلدة ذاتها. وهم على عكس وسيم وزملائه، غير مرحب بعودتهم إلى البلدة.
وهناك عائلات تمزقت في أعزاز أثناء حكم «داعش»، إذ كان هناك من يقاتل تحت راية العلم ذي النجمات الثلاث، بينما يقاتل شقيقه من أجل الراية السوداء. كان أحمد أحد أفراد كتيبة الجيش السوري الحر في البلدة منذ بداية الصراع في عزاز، وظل يعمل ناشطا بها حتى بعد أن بدأت «داعش» في استهدافه واستهداف زملائه. ولكن كان الأسوأ من الشعور بالخوف والترهيب في تلك الأشهر من حكم «داعش» هو الشعور بالخيانة الذي أصابه بعد أن قرر شقيقه الانضمام إلى صفوف أعدائه.
يقول أحمد: «اعتقل بواسطة كتيبتي واتهم بجرائم يقول إنه لا علاقة له بها. وكان الانضمام إلى داعش وسيلته للانتقام». لكن شقيقه هرب من سوريا بعد انسحاب «داعش» من أعزاز، ولم يعد الرجلان يحادثان بعضهما الآخر.
يقال: إن بعض الرجال من أعزاز انشقوا عن الجيش السوري الحر إلى «داعش» لأسباب تتعلق بالانتهازية – أو القتال مع الفريق الأقوى، عندما بدأت قوة الثوار المعتدلين تخفت. في حين أصيب البعض بخيبة الأمل في الجيش السوري الحر، الذي اكتسب في بعض الأحيان سمعة سيئة بممارسة أعمال سلب واختطاف في أعزاز. وانضم آخرون إلى «داعش» لأنهم منذ البداية يؤيدون أهدافها – في إقامة دولة خلافة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية – ولكنهم أبعدوا أنفسهم عندما تزايدت وحشية أساليبها. أيا كانت أسباب الانشقاق، وبغض النظر عن حجم الندم الذي قد ينتاب بعض الرجال الآن، إلا أن هناك غضبا واضحا تجاههم في أعزاز.
يقول فارس: «أشعر بغضب شديد تجاه أهل أعزاز الذين انضموا إلى داعش، إنهم يقتلون أشقائهم. وسوف يذهبون إلى الجحيم».
 
الأردن يدرس طلبا سوريا بإجراء الانتخابات الرئاسية على أراضيه ودمشق تتهم برلين بالانضمام إلى «جوقة البلدان المعرقلة» للاقتراع

عمان: محمد الدعمة لندن: «الشرق الأوسط» .... أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن السفارة السورية أرسلت طلبا لوزارة الخارجية للسماح للمواطنين السوريين المقيمين في الأردن بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو (حزيران) المقبل. جاء ذلك بينما أعلنت دمشق أن ألمانيا رفضت إجراء الانتخابات على أراضيها أسوة بفرنسا.
وقال المومني لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة الخارجية الأردنية تدرس حاليا الطلب المقدم من السفارة»، دون إعطاء أي تفاصيل بالموافقة أو عدمها.
من جانبها، دعت السفارة السورية لدى الأردن المواطنين السوريين لتسجيل أسمائهم لديها استعدادا لإجراء انتخابات الرئاسة في الخارج في 28 مايو (أيار) الحالي.
وكثفت السفارة من تعميماتها بكل الوسائل الإعلامية الأردنية المتاحة ودعوتها للمواطنين السوريين لتسجيل أسمائهم لديها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية «بناءً على أحكام الدستور وعلى أحكام القوانين الناظمة لانتخابات السوريين المقيمين خارج الأراضي السورية».
ودعت السفارة السورية مواطنيها الموجودين في الأردن للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، التي قالت إنها «تشكل محطة تاريخية مهمة وحقًا وواجبًا وطنيًا ممّن بلغوا سن الـ18 من العمر ويحملون جواز سفر ساري الصلاحية، وذلك من خلال التعبير عن رغبتهم في المشاركة بالانتخابات بتسجيل أسمائهم لدى السفارة من تاريخه ولغاية 16 مايو الجاري».
وحددت عملية التسجيل إما بالحضور شخصيا للسفارة مصطحبين معهم جواز السفر والبطاقة الشخصية، أو إرسال صورة جواز السفر وصورة البطاقة الشخصية عبر فاكس السفارة أو عبر البريد إلكتروني للسفارة المخصص لهذه الغاية.
وطلبت السفارة من الراغبين في الاقتراع تعبئة نموذج يتضمن الاسم الثلاثي، واسم الأم ونسبها، والجنس، ومكان وتاريخ الولادة، ومكان الإقامة الدائم، والرقم الوطني، ورقم ومكان القيد المدني، والدولة المقيم بها، ورقم الهاتف.
وأشارت السفارة إلى أنّ موعد انتخابات الرئاسة سيكون يوم الأربعاء 28 مايو الحالي ابتداء من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء في مقر السفارة.
يشار إلى أن عدد السوريين في الأردن قبل الأزمة التي نشبت عام 2011 وصل إلى نحو 50 ألفا، منهم نحو 30 ألفا من الذين حصلوا على الجنسية الأردنية بعد أحداث حماه عام 1981 ممن كانوا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ثم ازداد العدد بعد الأزمة ليصل إلى نحو 700 ألف ممن دخلوا الأردن بطريقة مشروعة عبر الحدود البرية، إلى أن وصل إلى 1.3 مليون سوري، منهم 600 ألف مسجلين لاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتضم القائمة النهائية للمرشحين لهذه للانتخابات، التي تعدها المعارضة ودول غربية «مهزلة ديمقراطية»، ثلاثة أسماء، وهي كالتالي: ماهر حجار، وحسان النوري، بالإضافة إلى الرئيس الحالي بشار الأسد.
في غضون ذلك، قالت دمشق إن ألمانيا تمنع السوريين المقيمين على أراضيها من المشاركة في الانتخابات الرئاسية عبر رفضها إجراء اقتراع في السفارة السورية، وذلك بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية.
وذكرت الخارجية في بيان أن «جمهورية ألمانيا الاتحادية انضمت إلى جوقة البلدان التي تحاول عرقلة الانتخابات الرئاسية في سوريا لكونها طرفا في ما تعانيه سوريا من خلال دعم وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة». وأضافت أنه «على أعضاء هذه الجوقة ومن بينهم ألمانيا أن يعلموا بأن الشرعية لا تأتي عبرهم، بل هي الشرعية التي يقررها الشعب السوري».
جاء ذلك بعد يوم من إعلان باريس رفضها إجراء الانتخابات على كامل الأراضي الفرنسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن «تنظيم الانتخابات الأجنبية على الأرض الفرنسية يجري وفق اتفاقية فيينا حول العلاقات القنصيلة العائدة إلى 24 أبريل (نيسان) 1963. وكما تتيح لنا هذه الاتفاقية، فإنه يمكن للسلطات الفرنسية الاعتراض على إجراء هذا الاقتراع على كامل التراب الفرنسي». وأضاف: «بالنسبة إلى فرنسا، فالحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة بما يتوافق مع بيان جنيف (يونيو/ حزيران 2012)، هما ما يتيح وقف حمام الدم في سوريا. بشار الأسد، المسؤول عن مقتل 150 ألف شخص، لن يمثل مستقبل الشعب السوري».
 
"الجيش الحر" يعلن النفير العام لدعم جبهات دير الزور والرقة واتفاق لتبادل محتجزين بين النظام ومقاتلي المعارضة قرب دمشق
السياسة..دمشق – أ ف ب:
توصل النظام السوري ومقاتلون معارضون الى اتفاق يقضي بتبادل محتجزين في بلدة عدرا العمالية قرب دمشق التي يسيطر عليها المقاتلون, مقابل إطلاق النظام معتقلين لديه.
ويقضي الاتفاق, بحسب صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات, بإفراج المقاتلين عن 1500 عائلة يحتجزونها في البلدة التي سيطروا عليها في ديسمبر الماضي, والواقعة على مسافة 35 كلم شمال شرق دمشق.
في المقابل, ستطلق السلطات السورية 1500 معتقل لديها, وتسمح بدخول مواد غذائية الى البلدة المحاصرة من قبل النظام منذ سيطرة المقاتلين عليها.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحة الشعبية جابر عيسى قوله إن “الاتفاق سينفذ على مرحلتين, الاولى وهي بمثابة بادرة حسن نية” تتضمن الإفراج عن عائلة من ثمانية أشخاص, وفي المرحلة الثانية “مبادلة جميع العائلات المخطوفة بموقوفين لدى الجهات الرسمية”.
وأوضح عيسى أنه “مقابل كل عائلة سوف يتم إطلاق موقوف”.
وأشار إلى أن الاتفاق تم التوصل اليه بالتعاون مع وجهاء ورجال دين من مدينة دوما قرب دمشق.
وتقع مدينة عدرا المؤلفة من عدرا العمالية وعدرا الصناعية, على طريق رئيسية نحو دمشق, ويقطنها 35 ألف نسمة من السنة والمسيحيين والعلويين.
وسيطر مقاتلون معارضون على عدرا العمالية بعد دخلوهم اليها في 11 ديسمبر الماضي, وشنت القوات النظامية بعد ثلاثة أيام حملة لاستعادة البلدة, من دون أن تتمكن من ذلك.
ولا تزال القوات النظامية تسيطر على عدرا الصناعية وتحاصر عدرا العمالية.
وتعاني عدرا العمالية من نقص حاد في المواد الغذائية.
وقال الناشط في البلدة أبو البراء ان “طفلا توفي بسبب الجوع, الوضع دراماتيكي” و”سعر كيلو الارز وصل الى ثمانية دولارات”.
وكان 32 شخصا غالبيتهم من العلويين, قتلوا لدى دخول مقاتلي المعارضة الى عدرا العمالية.
على صعيد آخر, دعا أمين سر “الجيش السوري الحر” النقيب عمار الواوي, جميع الفصائل المقاتلة في الجبهات, إلى دعم جبهات دير الزور والرقة وحلب من أجل إفشال مخطط النظام لتحطيم الثورة, حيث تتواصل المعارك على جبهة دير الزور بين “الجيش الحر” وتنظيم “داعش” الذي يتقدم مدعوما بطائرات النظام.
وبعد مواجهات دامت أسابيع مع “جبهة النصرة” وفصائل مقاتلة أخرى, وسع تنظيم “داعش” مناطق نفوذ سيطرته على أجزاء من دير الزور, حيث سيطر على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة من جهة الحسكة, ودخل إلى المدينة الصناعية وفرض سيطرته على منطقة المعامل وصوامع الحبوب.
كما تقدم بعدها باتجاه قرى مراط ومظلوم وخشام وأقام حواجز بين دير الزور والحسكة, فيما تحاصر قوات النظام الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة وتنفذ غارات جوية قيل إنها تهدف إلى تغطية تقدم “داعش” حسب اتهامات مقاتلي المعارضة.
من جانبه, قال عضو المجلس العسكري في دير الزور الرائد عمر طراد, بحسب “العربية نت”, “إن النظام يساند داعش عن طريق القصف الجوي”.
 
«حزب الله السوري» الوجه الآخر... لـ «اللبناني»
مصادر مواكبة لقيادته لـ «الراي»: وجهته إسرائيل لا الداخل
كتب - إيليا ج. مغناير
كثر الكلام أخيراً عن «حزب الله» السوري او «حزب الله - سورية» في محاولة لفهم تركيبة او فكرة وجود هكذا تنظيم، فمنهم مَن اعتقد ان «حزب الله» السوري هو نفسه «قوات الدفاع الوطني»، ومنهم مَن اعتقد ان هذا مجرّد وهم.
مصادر موالية لقيادة «حزب الله» السوري كشفت لـ «الراي» عن ان «هذا الحزب موجود في سورية ومن السوريين فقط، كما حدث في لبنان وقبله في ايران، فهذه المنظمة تأسست بمهام محددة ليس لتحلّ مكان اي قوة اخرى بل لضرورة العمل السري الذي يشبه حرب العصابات، بعيداً عن المؤسسات الرسمية التقليدية وعن الاطر القيادية المعلنة لتذهب الى تحت الأرض وتعمل في الخفاء هي وأفرادها وقياداتها». واضافت: «كما كانت الظروف التي احاطت ولادة حزب الله في لبنان، فقد بدأ انشاء حزب الله السوري على أساس ابتعاده كلياً عن الصراع الداخلي والحرب الدائرة ليكون في مواجهة اسرائيل فقط في المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل ولم تنسحب منها او في المناطق التي يمكن ان تضمها اسرائيل في القنيطرة على سبيل المثال، وخصوصا ان الكلام الاسرائيلي كثر اخيراً عن ضرورة حماية المزارعين في اسرائيل وعن الخطر القادم عبر الحدود من المنظمات الارهابية كجبهة النصرة. ولهذا السبب وأسباب اخرى كان من الضروري انشاء جبهة بعيدة عن الجيش النظامي او قوات الدفاع الوطني وبمهام محددة وأهداف واضحة وتدريب مختلف يحاكي التدريب عينه للجهة المقابلة لها، وهي في هذه الحالة: اسرائيل».
ولفتت هذه المصادر الى ان «وضع سورية يختلف كثيراً عن الوضع في لبنان، ففي لبنان كان هناك وجود مسيحي خائف ومستاء من المنظمات الفلسطينية في ثمانينات القرن الماضي، وهذا شكل قاعدةً استطاعت اسرائيل استغلالها وتوظيفها والدخول من خلالها عبر انشاء جيش لبنان الجنوبي ومنطقة عازلة خاضعه لنفوذها في جنوب لبنان»، مؤكدة ان «الوضع في سورية مختلف تماماً، اذ تستطيع اسرائيل الدخول من خلال جهات معارضة هدفها المال وهي اليوم تشكو من تعاظم قوة جبهة النصرة التي يتقاضى افرادها الرواتب العالية بالمقارنة مع الجيش السوري الحر او منظمات اخرى تعمل في جنوب سورية، ولهذا فان من الممكن استئجار قوة سورية محلية تعمل وفق اجندة معينة تستطيع توفير الاسباب لاسرائيل بالتوسع او بتوظيف قوة محلية تعمل تحت امرتها». ولكن هل المعادلة مع سورية هي عيْنها مع لبنان؟
تجيب المصادر المواكبة لحركة «حزب الله» السوري انه «في المنطقة الجنوبية لسورية هناك مساحات جغرافية واسعة وشاسعة منها سهل حوران، وهي مناطق معقّدة جغرافياً ومفتوحة دون ان تكون هناك أي مدن او قرى تستطيع اسرائيل الافادة منها»، ملاحظة ان «هذه المنطقة تختلف عن جنوب لبنان جغرافياً وفي تضاريسها الطبيعية، ولذلك فان التكتيك والتقارب العسكري سيكون مختلفاً كذلك عن تكتيكات حزب الله اللبناني، فحزب الله السوري يحتاج الى وسائل وتكنولوجيا عالية وصواريخ ذكية وطائرات من دون طيار متقدمة لا تكتشفها الرادارات الاسرائيلية واتقان عملية زرع الالغام المموهة على المسارات العسكرية الاسرائيلية المفترضة داخل الاراضي السورية وتلك المحتلة ايضاً».
 واشارت تلك المصادر الى ان «بعض المناطق عبارة عن هضاب ومناطق مشجرة تؤمن الاختفاء والغطاء، ومن شأن ذلك ان يعزّز فكرة العمليات النفوذية (اي التسلل للافراد والمجموعات الصغيرة) داخل الجولان بدءاً من الداخل السوري ليتجه نحو المستوطنات في الجولان»، لافتة «الى ان تعامل هذه المنظمة الحديثة سيكون مبنياً على اساس الخطوات والتحرشات الاسرائيلية (تقدم داخل الاراضي السورية او ضرب اي منشآت عسكرية داخل سورية). ولهذا فان حزب الله - سورية قد أُسس على نفس تدريبات وحركة وحدة سيريت ماتكال الاسرائيلية المعنية بجمع المعلومات داخل ارض العدو وهي وحدات خاصة عملت في جنوب لبنان مقابل حزب الله اللبناني. وقد تدرب حزب الله - سورية على طريقة التقدم داخل المواقع الامامية والتسلل الى عمق الاهداف المرجوة وهو يحمل الخبرات والتجارب التي خاضها حزب الله - لبنان على المستوى القتالي واستخدام المعدات نفسها وتلك الخبرات التي اكتسبها خلال وجوده داخل سورية وسط الحرب الدائرة».
وتحدثت هذه المصادر عن ان «حزب الله السوري يحمل العِلم المطلوب لتقسيم منطقة العمليات لمعرفة نقاط التواجد والانتشار ومعرفة الثغر والانشاءات الصناعية (اي حركة الرصد والمراقبة والمتابعة). كما ان هذا الحزب تدرّب على ايدي الخبرات المتراكمة منذ 1982 لحزب الله اللبناني ويفيد من تطور القدرات العسكرية في ايران واستخدام الوسائل الحديثة المتطورة واساليب القتال التي تحدّ من الخسائر البشرية ومن توقع عملياتها بالدفع المعروف لدى اسرائيل. وكذلك هو جُهز بالمعدات اللازمة للتملص من اجهزة الرؤية الحرارية ولاستخدام القناصات والصواريخ المضادة للدبابات واساليب التخفي والمرابطة وكذلك التدرب على اختصاصات الهندسة بشتى انواعها (زرع العبوات التكتيكية ومتفجرات التخريب الموجه)».
وكشفت المصادر عن انه «سيكون لحزب الله - سورية هيكلية وعقيدة تختلف عن تلك التي يتمتع بها الجيش السوري او قوات الدفاع الوطني، وكذلك سيمتاز عمله بالسرية التامة والقيادة الخفية البعيدة كل البعد عن القيادة الحالية للقوى النظامية». واضافت: ان «حركة حزب الله - سورية مرتبطة بشكل مباشر بالتطورات الميدانية التي تقوم بها اسرائيل بغض النظر عما يمكن ان تتجه اليه الحرب في سورية، فقد أعلن الرئيس السوري بشار الاسد بعد قصف اسرائيل لعدد من المواقع انه يحتفظ بحقّ الرد، وكذلك أعلن جبهة الجولان - القنيطرة جبهة مفتوحة للمقاومة لاستعادة اراضي الجولان المحتلة، وقد يصادف هذا الاعلان مع تواجد حزب الله في المناطق الحدودية اللبنانية - السورية ويقترب من جنوب دمشق، وقد رحب السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله في لبنان بالقرار السوري الذي يعنيه مباشرة ولهذا فان من غير المستبعد ان تقوم اسرائيل بما خبره حزب الله في لبنان بما يُعرف عسكرياً بالاستطلاع بالقوة (اي فرض حالة عسكرية تفرض الرد ليكشف الطرف المستفز قدرات الطرف الآخر)، الا ان هذا لن يخدم اسرائيل بشيء لان حزب الله - سورية قد انشئ ومن السوريين فقط».

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,040,919

عدد الزوار: 7,052,838

المتواجدون الآن: 80