حكومة المعارضة السورية تعقد أول اجتماعاتها في إسطنبول وبوتين مرتاح للتعاون ...وروسيا تخشى عودة الجهاديين من سورية

النظام السوري يحاول زجّ "المسيحيين" بمعركة القلمون... فورد: مشكلة أكراد سوريا لن تحل بإجراءات أحادية ...حلفاء الأسد يتربّحون من تجارة سرية للغذاء في سورية

تاريخ الإضافة السبت 16 تشرين الثاني 2013 - 6:18 ص    عدد الزيارات 1700    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حلفاء الأسد يتربّحون من تجارة سرية للغذاء في سورية
لندن ـ رويترز
قالت مصادر تجارية ومعارضة مطلعة إنه مع بدء تدفق الغذاء على سورية بعد تعطل استمر بضعة أشهر يحقق بعض الحلفاء المقربين من الرئيس بشار الأسد أرباحا كبيرة من تلك التجارة التي تجري في طي الكتمان.
 ومع تواصل الحرب الأهلية تواجه سورية أسوأ محصول من القمح في ثلاثة عقود ويسارع الأسد لتعزيز إمدادات الغذاء.
 وتقول مصادر تجارية مطلعة إن شبكة سرية للتجارة والنقل بدأت تظهر حاليا من خلال خطوط ملاحية وشركات واجهة لا تهدف فقط لشراء السلع الغذائية وإنما لجني أرباح كبيرة لأعضاء الدائرة المقربة من الأسد.
 ورفضت المصادر الكشف عن أسمائها بسبب حساسية التجارة وقت الحرب.
 وقالت إن رامي مخلوف إبن خال الأسد وأكبر حلفائه الماليين وأيمن جابر وهو شخصية بارزة أخرى تخضع لعقوبات دولية من بين المشاركين في تلك التجارة من خلال وسطاء.
 وقال مصدر "أنشأت شخصيات بارزة في النظام شركات واجهة وتستخدم خطوط شحن لنقل إمدادات الغذاء إلى سورية. هذه تجارة مربحة أيضاً وكل من يشارك يتربح منها". وأضاف قائلاً "المشاركون في هذا يجلسون في الخلفية بالطبع ولا يوجد كثير من الوثائق. لكن هذا يحدث ويتطور. ما أن تعرف شركة ما تتشكل أخرى."
 ولم يتسن الوصول إلى مخلوف أو جابر للحصول على تعقيب.
 وقال أيمن عبد النور صديق الأسد أثناء الدراسة الجامعية ومستشاره السابق الذي غادر سورية في 2007 وانضم حاليا إلى المعارضة إن أفراد الدائرة المقربة من الأسد لهم دور محوري في الاقتصاد.
 وأضاف عبد النور رئيس تحرير الموقع الاخباري الالكتروني (كلنا شركاء في الوطن) "هم من يساعدونه على الاستمرار. الحكومة لا تحصل على أي دخل ولا أحد يدفع ضرائب ولا يصدرون النفط. إنها مسألة حياة أو موت وهم يشاركون في كل ما يمكنهم المشاركة فيه."
 وقال عبد النور ومصادر تجارية إن شبكات تعمل في اوروبا والشرق الأوسط وخصوصا لبنان لتسهيل التجارة.
 وبدأت في الأسابيع الماضية شحنات غذاء تشمل القمح لانتاج الخبز والسكر والأرز في التدفق بكميات أكبر بدعم من انهاء تجميد حسابات مصرفية كانت تخضع للعقوبات في السابق.
 وأشارت مصادر مصرفية إلى عدة بنوك في الشرق الأوسط لها عمليات في أوروبا كانت جمدت أموالا في دول بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
 وكانت متحدثة باسم وزارة التجارة قالت في أيلول/سبتمبر إن فرنسا سمحت باستخدام حسابات مصرفية سورية مجمدة لدفع تكاليف صادرات الغذاء.
 وقال توربيورن سولتفيت، من "مابلكروفت" لاستشارات المخاطر "إنشاء خطوط إمداد يمكن الاعتماد عليها في توريد السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود بات أمرا شديد الأهمية لجهود النظام لهزيمة المعارضة المسلحة."
 وأضاف أن "النخبة التجارية الصغيرة التي تسيطر على الغالبية العظمى من الاقتصاد السوري لديها حافز قوي بشكل خاص لتعزيز الاقتصاد الموازي بهدف تقليص الخسائر المالية الناتجة عن الحرب الاهلية."
 وقالت المصادر التجارية إن من بين الشركات التي تعمل بالنيابة عن الدولة السورية مجموعة أمان التي تديرها عائلة فوز من مدينة اللاذقية الساحلية والتي تعمل كوسيط في صفقات المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب (حبوب). وفشلت محاولات متكررة للاتصال بممثلين لمجموعة أمان وعائلة فوز للحصول على تعقيب.
 وأظهرت بيانات على موقع الشركة الالكتروني أنها استوردت شحنات من القمح هذا العام.
 ومن بين الشركات الأخرى "ياس مارين" وهي شركة للنقل البحري مسجلة في طرابلس بلبنان وفي سورية أيضاً. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الشركة.
 وأظهرت بيانات ملاحية لشركة "ويندوارد" للتحليلات البحرية أن اسطول "ياس" من سفن الصب الجاف سلم شحنات في الشهور الماضية في سورية قادمة من موانئ في أوكرانيا وتركيا وروسيا ولبنان. وجاءت امدادات غذائية من عدد من الدول من بينها منتجو الحبوب في منطقة البحر الأسود مثل اوكرانيا.
 وذكرت تقارير أن من بين المشاركين في عمليات الشحن إلى سوريةن أيضاً عبد القادر صبراً أحد أكبر أقطاب الشحن في البلاد.
 وأظهرت مواقع الكترونية للمعارضة ودليل تجاري أن صبرا كان مساهماً في شركة شام القابصة التي تخضع للعقوبات وهي ايضا مرتبطة بمخلوف. ولم يرد مكتب صبرا على طلبات للتعقيب.
 وقال مصدر مطلع "المجموعات منفصلة لكن هدفها مشترك حيث تستفيد الشخصيات الأساسية التي تقف وراءها من التجارة."
 وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على الأسد وحكومته تشمل تجميد أصول وحسابات مصرفية. وتجارة الغذاء السورية في اطار المساعدات الانسانية معفاة من العقوبات ومن ثم فإن مستوردي شحنات الغذاء المصرح بها لا يعتبرون مخالفين للعقوبات.
 وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية إن المواطنين الأميركيين مسموح لهم عموماً بتصدير أو إعادة تصدير الغذاء الأميركي المنشأ إلى سورية بما في ذلك إلى الحكومة أو إلى الأشخاص الآخرين الذين يخضعون للعقوبات "بشرط كون تلك الصادرات مسموحاً بها أو حاصلة على ترخيص من وزارة التجارة".
 وأضاف قائلاً "في حين أن وزارة الخزانة ستواصل تسهيل تصدير السلع الإنسانية والخدمات الضرورية ... سنستخدم أيضا كل الأدوات التي تحت تصرفنا لزيادة الضغط على نظام الأسد وأنصاره في الوقت الذي يواصل فيه حملة من العنف ضد الشعب السوري والتي تشمل حرمان قطاعات واسعة من سكان الريف من الامدادات والمساعدات الأخرى."
 وأظهر تحقيق لـ"رويترز" أنه يجري حجب الغذاء والدواء عن مناطق المعارضة المسلحة قرب العاصمة في إطار ما وصفها مسؤول أمني موال للأسد بحملة "تجويع حتى الخضوع".
 وقال مصدر تجاري آخر "الشحنات التي يشترونها تذهب إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة سواء عبر البحر أو البر. المؤشرات توضح أن الغذاء يذهب بالتأكيد إلى المناطق الموالية للاسد."
 وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن إجازة التعاملات أمر يعود إلى السلطات في دول الاتحاد التي توجد فيها البنوك التي تسيطر على التمويل الحيوي للتجارة.
 وأضاف قائلا "عقوبات الاتحاد الأوروبي تتضمن استثناء يسمح بإتاحة الأموال والموارد الاقتصادية لشخص او كيان مدرج (في قائمة العقوبات) إذا كان هذا للأغراض الإنسانية."
 والعمليات التجارية التي تشمل وسطاء لإبرام الصفقات وخطوطا ملاحية لتسليم البضائع مربحة للغاية.
 وقال مصدر تجاري مقيم في الشرق الوسط إن شحنة تزن 100 الف طن من القمح تتضمن علاوة سعرية لا تقل عن ثلاثة او اربعة ملايين دولار بينما تشمل شحنات السكر علاوة تتراوح من 5 إلى 7 بالمئة وهو ما يعني ايضا هوامش ارباح بملايين الدولارات.
 وقال المصدر التجاري "مشاركة رجال الأسد في هذا ليس مفاجأة ويمكن لعدد كبير جدا من الناس على طول سلسلة الامداد تحقيق مكاسب مالية من هذا .. إنها فرصة العمر للكثيرين".
 
«الائتلاف» يرى «مرونة» روسية
لندن، موسكو، القاهرة، واشنطن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة»، إنها لاحظت «بعض المرونة» في مواقف موسكو من الأزمة السورية، خصوصاً لدى حض الرئيس فلاديمير بوتين الرئيس بشار الأسد على «تخفيف معاناة المدنيين»، وتأكيد موسكو على التزام مواعيد «إزالة» الترسانة الكيماوية، إضافة إلى ذهاب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى إسطنبول للقاء قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. في غضون ذلك، واصل مقاتلون أكراد تقدمهم في شمال شرقي سورية، حيث سيطروا على 18 قرية خلال 48 ساعة، في وقت أعربت واشنطن عن «القلق» من إعلان تشكيل إدارة انتقالية كردية.
وكان الكرملين أعلن أن بوتين بادر إلى الاتصال بالأسد لتناول ثلاثة أمور تتعلق بالتحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» والملف الكيماوي والوضع الإنساني في سورية. وأعرب عن «قلقه من المعلومات حول الاضطهاد المنهجي من قبل المتطرفين للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى»، وعن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين وإعادة السلام بين الطوائف».
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى في إسطنبول مساء أول من أمس قيادة «الائتلاف». وأوضح قيادي معارض لـ «الحياة»، أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا كان موجوداً في إسطنبول ولم يحضر الاجتماع مع بوغدانوف، الذي أراد الاطلاع على موقف المعارضة في ضوء قرارها المشاركة في «جنيف 2». وأشار إلى أن المسؤول الروسي دعا الجربا إلى زيارة موسكو الأسبوع المقبل، غير أن المعارضة أبلغته أن الجربا مرتبط بمواعيد مسبقة بينها زيارته للإمارات اليوم، الأمر الذي أسفر عن الاتفاق على البحث في ترتيب الزيارة لـ «وفد من الائتلاف برئاسة الجربا إلى العاصمة الروسية في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري».
وقال القيادي أن وفد «الائتلاف» سأل بوغدانوف عن موقف موسكو من دور الأسد في المرحلة الانتقالية، فأبلغهم أن «هذا الأمر يقرره السوريون أنفسهم في المفاوضات» المقررة في «جنيف 2». وقال مسؤول معارض آخر لـ «الحياة»، إنه جرى استيضاح إمكان التفاوض مع الروس حول بنود بيان جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) العام الماضي، حيث «لاحظ وفد المعارضة وجود مرونة روسية لم تكن موجودة سابقاً، مع أنه أكد أن السوريين هم يقررون نتائج الحوار وليس أي أحد غيرهم».
وزاد أن الجانب الروسي أبلغ المعارضة أنه «سيرعى خلال الفترة المقبلة مشاورات مع أطراف المعارضة ومسؤولين من النظام» قبل الاجتماع المقرر بين مسؤولين روس وأميركيين والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف في 25 الشهر الجاري لتحديد موعد المؤتمر الدولي. وعُلم أن المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيتوجهان إلى موسكو يوم الإثنين.
وقال القيادي في «الائتلاف» منذر أقبيق لوكالة «فرانس برس» إن المعارضة «وافقت على حضور مؤتمر جنيف، على أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطاً، بل يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية».
وكان الملف السوري حاضراً بقوة خلال المحادثات بين وزير خارجية مصر نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في القاهرة أمس. وفيما أوضح فهمي في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات أن البحث تناول الوضع في سورية وما يبذل من جهد لعقد مؤتمر «جنيف 2» سعياً إلى حل سياسي للأزمة السورية، قال لافروف إن هناك مواقف متطابقة في شأن أهمية عقد «جنيف 2» في أسرع وقت ممكن وبين جميع الأطراف السورية.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردي على قرية تل عيد في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة القامشلي في شمال شرقي البلاد، مشيراً إلى أن هذه الوحدات تمكنت خلال 48 ساعة من السيطرة على 18 قرية صغيرة وتجمعاً سكنياً في منطقة القحطانية بعد معارك طاحنة مع كتائب في «الجيش الحر» وجهاديين. وقالت مصادر إن عبد العزيز سلامة وعبد القادر صالح قائدي «لواء التوحيد» أحد فصائل «الجيش الحر»، أصيبا في غارة جوية في حلب شمال سورية امس.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي رداً على إعلان جهات كردية تأسيس إدارة مدنية انتقالية: «سياستنا على الدوام تقوم على دعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وقد اعتبرنا مشاركة المجلس الوطني الكردي في الائتلاف خطوة إيجابية، ونشعر بالقلق حيال التقارير حول نية إعلان استقلال مناطق كردية في سورية. إن تأسيس منطقة كردية خاصة في سورية يجب أن يكون جزءاً من قرار أكبر».
 
بوتين يحض الأسد على «تخفيف معاناة المدنيين»
لندن، موسكو - «الحياة»، ا ف ب
أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري بشار الأسد على الجهود التي تبذل مع الولايات المتحدة الأميركية للتحضير لانعقاد مؤتمر «جنيف2»، داعياً إلى «تخفيف معاناة المدنيين» السوريين، في وقت كشف مسؤول معارض لـ «الحياة» أن قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لاحظت «مرونة» خلال لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في إسطنبول مساء أول من امس، مع قيادة «الائتلاف»، الذي حرص رئيسه أحمد الجربا على عدم حضور اللقاء، رابطاً زيارته موسكو بتوجيه دعوة لوفد كبير ومشاورات مع حلفاء المعارضة.
وأعلن الكرملين أن الاتصال الهاتفي، الذي جاء بمبادرة من بوتين، تناول «الإعداد لمؤتمر جنيف2 وتفكيك الترسانة الكيمياوية السورية والوضع الإنساني في البلاد»، حيث «شدد» الرئيس الروسي على «الجهود التي تقوم بها روسيا مع شركائها لتحضير مؤتمر جنيف2 الدولي ورحب بموافقة الأسد على إرسال وفد حكومي سوري إلى هذا المؤتمر». وأوضحت الرئاسة الروسية أن بوتين «أعرب عن الأمل في أن تتعاطى مجموعات المعارضة بطريقة بناءة وتشارك في المؤتمر».
وفي ما يتعلق بتفكيك الأسلحة الكيماوية، أعرب بوتين «عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية ومهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة»، وأنه أعرب عن «قلقه من المعلومات حول الاضطهاد المنهجي من قبل المتطرفين للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى». وأعرب بوتين عن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين ولإعادة السلام بين الطوائف». وزاد البيان أن الأسد «شكر للقيادة الروسية المساعدة والدعم اللذين تقدمهما للشعب السوري».
وكان «الائتلاف» طلب عدداً من خطوات بناء الثقة قبل التوجه إلى المؤتمر الدولي، بينها إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين وتوفير المعالجة الطبية واللقاحات اللازمة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن بوغدانوف التقى في إسطنبول مساء أول من أمس كلاًّ من الأمين العام لـ «الائتلاف» بدر جاموس ونائب رئيس «الائتلاف» فاروق طيفور وعضو الهيئة السياسية ميشال كيلو، حيث جرى «بحث الوضع في سورية والقضايا المتعلقة به بما في ذلك الوضع الإنساني والتحضير لعقد مؤتمر جنيف 2 في ضوء القرار المبدئي الذي اتخذه الائتلاف الوطني حول المشاركة في هذا المؤتمر».
وأوضح قيادي معارض لـ «الحياة»، أن الجربا، الذي كان موجوداً في إسطنبول، لم يحضر الاجتماع مع بوغدانوف، الذي أراد الاطلاع على موقف المعارضة في ضوء قرارها المشاركة في المؤتمر الدولي. وأشار إلى أن المسؤول الروسي دعا الجربا وقيادة «الائتلاف» لزيارة موسكو الأسبوع المقبل، غير أن المعارضة أبلغته أن الجربا مرتبط بارتباطات مسبقة بينها زيارته اليوم إلى الإمارات، الأمر الذي أسفر عن الاتفاق على البحث في ترتيب الزيارة لـ «وفد من الائتلاف برئاسة الجربا إلى العاصمة الروسية في الأسبوع الثالث من الشهر الجاري».
وتابع القيادي أن أعضاء الهيئة الرئاسية في «الائتلاف» سألوا بوغدانوف عن موقف موسكو من دور الأسد في المرحلة الانتقالية، فأبلغهم أن «هذا الأمر يقرره السوريون أنفسهم في المفاوضات» المقررة في «جنيف2». وقال مسؤول معارض آخر لـ «الحياة»، إنه جرى استيضاح إمكان التفاوض مع الروس حول بنود بيان جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) العام الماضي، حيث «لاحظ وفد المعارضة وجود مرونة روسية لم تكن موجودة سابقاً، مع أنه أكد أن السوريين هم يقررون نتائج الحوار وليس أي أحد غيرهم».
وتابع المسؤول أن بوغدانوف أبلغ محاوريه أن «الائتلاف» سيكون «المفاوض الرئيسي» في وفد المعارضة السورية الذي من المقرر أن «يضم تسعة أشخاص من الائتلاف وهيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي والهيئة الكردية العليا» التي تضم «الاتحاد الوطني الكردي» بزعامة صالح مسلم و «المجلس الوطني الكردي» الذي انضم قبل يومين إلى «الائتلاف» بموجب اتفاق بين الجانبين.
وزاد أن الجانب الروسي أبلغ المعارضة أنه «سيرعى خلال الفترة المقبلة مشاورات مع أطراف المعارضة ومسؤولين حكوميين سوريين» قبل الاجتماع المقرر بين مسؤولين روس وأميركيين والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف في 25 الشهر الجاري لتحديد موعد المؤتمر الدولي. وعُلم أن المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيتوجهان قريباً إلى موسكو. وكان مسلم قال إنه أبلغ بوغدانوف لدى لقائهما في العاصمة السويسرية قبل أسبوعين استعداده للذهاب إلى موسكو لإجراء مشاورات، على أن يكون «الاتحاد الديموقراطي» ضمن الوفد المعارض.
من جهته، قال القيادي في «الائتلاف» منذر أقبيق لوكالة «فرانس برس» أن هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر حوالى منتصف الشهر المقبل. وقال: «لا يوجد موعد رسمي، لكن هناك اقتراحات على الطاولة»، مشيراً إلى أن «هناك رغبة لدى الرعاة بعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام».
وكان «الائتلاف» أبدى استعداده للمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، شرط أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الأسد دور في المرحلة الانتقالية. إلا أن النظام يؤكد عدم ذهابه إلى المؤتمر الدولي «لتسليم السلطة»، ويرفض البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرا أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال «صندوق الاقتراع». وقال أقبيق إن الائتلاف «وافق على حضور مؤتمر جنيف على أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطاً، بل يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية». وذكر بأن «انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف1 وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي تبنى بيان جنيف ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه». وقال إن بيان جنيف ينص أيضاً على أن «انتقال السلطة يجب أن يتم بموافقة الطرفين، بما يعني أن رفض أي دور لنظام الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطاً، بل من حق المعارضة رفض بعض الأشخاص».
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اعتبر في تصريح أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، أن شروط المعارضة «صراخ لا فائدة منه».
ورأى أن «نقاشاً سيجري في جنيف2 على سكة بيان جنيف الأول، وهي سكة واضحة لها شروطها ومعطياتها ومحدداتها. أما الاجتهاد في مورد النص فلا مكان له». واعتبر أن «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسياً ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام».
من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية قدري جميل في مؤتمر صحافي في موسكو، أن مؤتمر «جنيف2» هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة السورية وأنه «قدر لا مفر منه».
 
الطيران الحربي يشن غارات على قرى القلمون... ومواجهات عنيفة قرب دمشق
لندن، دمشق - «الحياة»، أ ف ب
شن الطيران الحربي لنظام الرئيس بشار الأسد امس غارات على احياء في دمشق، في وقت ألقت طائرات مروحية منشورات في ريف العاصمة السورية تدعو فيها مقاتلي المعارضة الى القاء سلاحهم. كما واصلت طائرات حربية قصف قرى القلمون بين دمشق وحدود لبنان.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الطيران الحربي شن غارة جوية على بساتين حي برزة» في الطرف الشمالي لدمشق، في وقت قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 22 آخرون بجروح اثر سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في أحياء تقع في دمشق القديمة على مقربة من المسجد الأموي في دمشق. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بمقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 22 آخرين جراء اعتداءات بقذائف هاون وتفجير عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة قرب الجامع الأموي. وأوضحت الوكالة «أن مواطنين اثنين أحدهما عامل تنظيفات استشهدا جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها إرهابيون أمام احد المحال التجارية قرب المكتبة الظاهرية في حي الكلاسة». ولفت المصدر إلى «إصابة عدد من المواطنين وإلحاق أضرار مادية بعدد من المحال التجارية وخمس سيارات في المكان جراء التفجير». كما أشار المصدر إلى ان قذيفة هاون على مدخل العصرونية في سوق الحميدية التجاري أسفرت عن استشهاد عامل في أحد المحال التجارية وإصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء.
واعتبر مصدر امني في تصريح إلى وكالة «فرانس برس» ان تزايد الهجمات بالقذائف على العاصمة مؤخراً «هو مؤشر للإفلاس الذي يعانيه الإرهابيون (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانياً». وأضاف المصدر «ان المسلحين لم يعد بإمكانهم فعل شيء ولا حيلة أمامهم فلجأوا الى رمي المدنيين بالقذائف».
وأكد المصدر الأمني للوكالة، من جهة ثانية، ان الجيش السوري «احكم سيطرته على جبل مهين» المطل على مستودعات ذخيرة في ريف حمص في وسط البلاد. وأشار الى ان «هذه المنطقة هي الحاكمة والمشرفة على مستودعات الذخيرة ما يوفر للجيش إمكانية ضبط اي حركة في منطقة المستودعات وإحكام السيطرة عليها بالكامل».
وسيطر مقاتلون معارضون في السادس من الشهر الجاري على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية قرب بلدة مهين في محافظة حمص بعد معارك استمرت اكثر من أسبوعين، واستولوا على كميات من الأسلحة. ونفى مصدر امني سوري ذلك. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان الجيش احرز تقدماً في محيط المستودعات التي استولى عليها المقاتلون، لكن هذه لا تزال تحت سيطرتهم.
على صعيد آخر، ألقت مروحيات تابعة لسلاح الجو السوري «منشورات في ريف دمشق، تدعو المسلحين الى القاء السلاح والعودة الى حضن الوطن ودعوة الفارين والمتخلفين للاستفادة من مرسوم العفو» والالتحاق بالخدمة العسكرية او القوات السورية. وتقول المنشورات التي وزعت بشكل أساسي في داريا والمعضمية جنوب غربي دمشق وخان الشيح المجاورة: «أيها الشباب لا تظلموا أنفسكم المستقبل أمامكم والفرصة سانحة لتعودوا الى حضن الوطن فاغتنموا هذه الفرصة قبل فوات الأوان وبادروا الى ترك السلاح كما فعل المئات غيركم. الدولة ترعاكم وترحب بعودتكم». ويقول منشور آخر «لن ينفعك من ورطك.. الى من يحمل السلاح في مواجهة الدولة. أنت في مازق كبير، لن تستطيع ان تغير شيئاً. الطوق يضيق والوقت ينفد. خدعوك. عد الى رشدك. لا تتردد اترك سلاحك». ويتوجه احد المناشير الى اهل المسلحين «أهلنا الكرام، لنساهم معا بنصح أبنائنا للمسارعة بالالتحاق بوحداتهم او بأقرب وحدة عسكرية والاستفادة من مرسوم العفو الذي يمنح عفواً عاماً عن كامل العقوبة».
وأصدر الأسد في نهاية الشهر الماضي مرسوم «عفو عام» عن المتخلفين عن الالتحاق بخدمة العلم والجنود الفارين من الخدمة، شرط تسليم انفسهم خلال مهل معينة.
وقال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة دارت امس بين «القوات النظامية مدعمة بعناصر قوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية وأجنيبة من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة اخرى عند أطراف بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي وأطراف بلدتي يلدا وببيلا»، لافتاً إلى ان قوات النظام «قصفت مناطق في مدينتي داريا جنوب العاصمة، مع تنفيذ الطيران الحربي عشر غارات على الأقل على مناطق في محيط مدينة يبرود» ضمن عمليات القصف التي تتعرض لها مناطق في القلمون بين دمشق وحدود لبنان.
 
فهمي ولافروف: اتفاق على السعي إلى «حل سلمي» للأزمة السورية
الحياة...القاهرة - محمد الشاذلي
كان الملف السوري حاضراً بقوة خلال المحادثات بين وزير خارجية مصر نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في القاهرة أمس. وفيما أوضح فهمي في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات أن البحث تناول الوضع في سورية وما يبذل من جهد لعقد مؤتمر «جنيف-2» سعياً إلى حل سياسي للأزمة السورية، قال لافروف إن هناك مواقف متطابقة في شأن أهمية عقد «جنيف-2» في أسرع وقت ممكن وبين جميع الأطراف السورية.
وقال فهمي إنه بخصوص الوضع في سورية «هناك اتفاق على الحل السلمي لهذه الأزمة، وهناك اتفاق على أن لا حل من دون المسار السياسي بغض النظر عن التفاصيل»، مشيراً إلى أن مصر أعلنت «حتى قبل الإعلان عن مؤتمر «جنيف-2» أننا ضد استخدام القوة في سورية وضد عسكرة القضية السورية، وندعو الجميع إلى الدخول في العملية السياسية».
وانتقد لافروف موقف جامعة الدول العربية من الأزمة عندما سئل عن تقويمه لتناول الجامعة للأزمة. وقال: «كما هو معروف، وموقفنا واضح منذ عامين، ما حدث هو اتخاذ قرارات مسبقة». وأضاف: «أعتقد أنه لا بد في المستقبل من التمسك بالمبدأ الأساسي في عمل الجامعة، وأن يكون هناك موقف توافقي بشكل عام»، مضيفاً في هذا الصدد أن من مصلحة بلاده في السياسة الخارجية الآن «استقرار مصر» ما يسمح لها بلعب دور في السياسة الخارجية.
وأكد لافروف أن هناك اتفاقاً في الموقف المصري - الروسي بالنسبة إلى التسوية في الملف السوري وعدم القبول بالحل العسكري وتفضيل الحل السياسي فقط «كما أننا ندعو إلى عقد مؤتمر «جنيف- 2» ولدينا قناعة عامة حول المشاركين في المؤتمر ... كما أن لدينا تفهماً عاماً للعملية السياسية». ولفت إلى أنه «لا بد من تفهّم عام بخطر الإرهاب الذي يزداد كل يوم في سورية، وقد اتفقنا على أهمية خلق بيئة ملائمة لعقد مؤتمر جنيف».
وأوضح لافروف أنه «بالنسبة إلى إزالة الترسانة الكيماوية السورية فإن الأمر يتم بنشاط ومن دون تعثر». وبالنسبة إلى وضع اللاجئين السوريين، قال إن روسيا «قدمت العون إلى وكالة الإغاثة الدولية وبرنامج التغذية العالمي «الفاو» لتقديمها إلى سورية والدول المستضيفة للاجئين مثل الأردن ولبنان بهدف التخفيف من معاناة الشعب السوري». وأكد أهمية «الامتناع عن خرق القانون الدولي ومحاولة الدفع بالتدخل العسكري عبر مجلس الأمن»، قائلاً إن «روسيا تعارض ذلك». ولفت إلى مشاورات مع الولايات المتحدة والمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي للتحضير لـ «جنيف -2»، كما لفت إلى لقاءات لممثلين من الجامعة وتركيا وممثلين لوكالات الإغاثة في سورية، موضحاً أن رؤساء الوكالات تحدثوا عن أنهم ليس لديهم أي قلق من العمل في سورية لكنهم أشاروا إلى أن الحكومة السورية لا ترفض التعامل معهم وأن المشاكل الأكبر تأتي من المقاتلين «وهو أمر معروف»، مؤكداً أنه لا بد وأن لا يكون هناك «أي تسييس أو تدويل» لهذا الأمر.
 
تشكيل ادارة كردية موقتة خطوة تنطوي على مخاطر
لندن، بغداد - «الحياة»، ا ف ب
يرى خبراء ان تشكيل الاكراد ادارة مدنية انتقالية في شمال سورية وشمالها الشرقي يشكل تقدماً اساسياً، لكنه هش، نحو الحكم الذاتي لهذه الاقلية الكبيرة.
وجاء الاعلان الثلثاء الماضي عن ادارة انتقالية مستقلة في المناطق السورية ذات الغالبية الكردية، وهو مشروع يجرى الحديث عنه منذ تموز (يوليو) الماضي، بعدما حقق المقاتلون الاكراد مكاسب ميدانية في مواجهة مجموعات مقاتلة معارضة وجهادية. لكن الاتفاق في شأن قيام هذه الادارة المستقلة هش، لأنه لم يوقع من تشكيلات كردية كبيرة.
وقد تهدد الحرب الدائرة التي اسفرت عن سقوط اكثر من 120 الف قتيل منذ 2011 في البلاد، الجهود التي تقوم بها الاقلية الكردية لتحقيق مستوى غير مسبوق من الحكم الذاتي في سورية شبيه بالوضع الذي يتمتع به جيرانهم الاكراد في اقليم كردستان العراقي. ويشكل اكراد سورية نحو 15 في المئة من السوريين البالغ عددهم نحو 23 مليوناً.
وقال اسوس حردي وهو معلق كردي عراقي مقيم في السليمانية ثاني مدن كردستان العراق: «ان نجحت هذه الخطوة فستشكل منعطفاً هاماً جداً للأكراد في سورية حيث رفضت الدولة على الدوام منحهم الجنسية». وأضاف: «لكنني اخشى ردود فعل من جهات مختلفة، اخشى خلافات سيتحمل انعكاساتها الشعب الكردي» في تلميح في شكل خاص الى المجموعات المقاتلة الكردية او العربية الاخرى المعارضة للحكم في سورية والتي انتقدت الاعلان عن ادارة كردية.
وتضم الادارة الانتقالية الكردية في الوقت الحاضر «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، النافذ والكثير من الاحزاب الصغيرة. لكنها لا تضم «المجلس الوطني الكردي» الذي يتألف من عدد كبير من الاحزاب الكردية ويشكل جزءاً من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.
وانتقد «الائتلاف» اول من امس، في شدة خطوة «الاتحاد الديموقراطي» ووصفه بأنه حزب «مناهض للثورة السورية». كما اعتبره «تنظيماً انفصالياً» ويخدم نظام الرئيس بشار الاسد.
كذلك ندد اعضاء في «المجلس الوطني الكردي» بخطوة «أحادية الجانب» من «الاتحاد الديموقراطي»، معتبرين انها تعوق الجهود الرامية الى وضع حد للحرب في سورية. كما اعتبرت تشكيلات عربية ان هذا القرار يهدد وحدة البلاد.
واعتبر بهجت بشير العضو في «المجلس الوطني السوري» المعارض «ان تشكيل ادارة محلية في المناطق الكردية في غرب كردستان (المناطق الكردية في سورية) امر يفرض نفسه. لكن ينبغي ان يستوفي الشروط الضرورية لنجاحه، اولها مشاركة كل القوى السياسية الناشطة». وأسف لإعلان احزاب كردية «هذه الحكومة في شكل متسرع كما يبدو»، مشدداً على ان «ادارة المنطقة لا يمكن ان يتولاها طرف واحد من دون الاتفاق او التنسيق مع المعارضة».
اما تركيا التي تدعم مجموعات المعارضة في سورية وتسعى الى توسيع حقوق اقليتها الكردية، فعبرت ايضاً عن تحفظاتها. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان «اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي عن ادارة مستقلة ليس ممكناً». وأضاف: «قلنا لهم ان يمتنعوا عن اي محاولة لاعلان ادارة امر واقع من شأنه ان يقسم سورية»، «آمل ان يغيروا رأيهم».
وتدير مجالس محلية كردية المناطق الكردية في الشمال السوري منذ ان انسحبت منها القوات الحكومية في منتصف العام 2012. وقد اعتبر ذلك الانسحاب تكتيكياً لحض الاكراد خصوصاً على عدم التحالف مع المعارضة المسلحة.
ووقعت معارك بين المقاتلين الاكراد و «الجهاديين» في الآونة الاخيرة. واستولت القوات الكردية في الشهر الماضي على مركز حدودي مهم على الحدود مع العراق.
وقال النائب الكردي في البرلمان العراقي محمود عثمان: «انني سعيد وغير سعيد. سعيد لقيام ادارة تدير الشؤون اليومية للسكان، وغير سعيد لعدم وجود بعض الاطراف» في هذه الادارة. وعبر عن تخوفه من صراعات داخلية بين الاحزاب الكردية في سورية، مذكراً بالحرب الدامية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني و «الاتحاد الديموقراطي الكردستاني» بزعامة جلال طالباني في تسعينات القرن الماضي.
وأضاف عثمان: «هنا ايضاً خاضوا الحرب»، في اشارة الى اكراد العراق، «آمل ألا يعيشوا هذه التجربة»، في اشارة الى الاحزاب الكردية في سورية.
 
بوتين يتصل بالأسد لبحث «جنيف - 2» ومبعوثه الخاص يجتمع بقيادة «الائتلاف» المعارض
الرأي...موسكو، دمشق، اسطنبول - وكالات - أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا بنظيره السوري بشار الأسد بحث معه خلاله «سير العمل على وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية وعملية تدميرها والتحضيرات لمؤتمر جنيف - 2»، وفق بيان للكرملين، وذلك غداة لقاء عقده مبعوثه الخاص الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع اثنين من كبار قادة الائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول لبحث هذه التحضيرات.
وأعلن المكتب الإعلامي للكرملين أن بوتين عبر في اتصاله مع الأسد عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية وبعثة منظمة حظر السلاح الكيماوي والأمم المتحدة.
وجاء في بيان الكرملين أن الرئيس الروسي أكد على الجهود التي تبذلها روسيا بالتعاون مع شركائها من أجل التحضير لمؤتمر «جنيف - 2» وقيم إيجابيا استعداد الأسد لإرسال وفد حكومي سوري إلى هذا المؤتمر، معربا عن أمله في أن الجماعات الأساسية للمعارضة السورية ستبدي نهجا بناء وستشارك في المؤتمر.
وركز بوتين في المكالمة الهاتفية، حسب البيان، على الوضع الإنساني في سورية وأعرب «عن قلقه بشأن الأنباء حول قيام المتطرفين باضطهاد المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية».
كما أعرب عن أمله في أن «الحكومة السورية ستفعل كل ما بوسعها من أجل تخفيف معاناة المدنيين وإحلال السلام بين الطوائف».
وذكر البيان ان الرئيس السوري شكر القيادة الروسية على دعم موسكو للشعب السوري.
من ناحية ثانية، نقلت وسائل إعلام روسية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن بوغدانوف بحث اول من امس في اسطنبول مع أمين عام الائتلاف السوري بدر جاموس ونائب رئيس الائتلاف محمد فاروق طيفور الوضع القائم في سورية، بما في ذلك الوضع الإنساني.
وأضافت انه تم البحث في قضايا التحضير لـ «جنيف - 2» للتسوية في ضوء موافقة الائتلاف على المشاركة فيه.
يذكر أن الائتلاف كان قد أعلن في العاشر من الشهر الجاري موافقته المشروطة على المشاركة في «جنيف - 2» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بشرط «أن يسفر عن تحول سياسي».
من جهته، اعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ان موافقة المعارضة على المشاركة في «جنيف - 2» جاءت بأمر من «اسيادها»، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية «سانا» ان «الذين أعلنوا ذهابهم الى جنيف قبل أيام فعلوا ذلك لأنهم أمروا بشكل واضح وصريح من السيد الأعلى لهم بالذهاب.... وهذا وصمة عار في جبينهم».
واضاف: «أما عن شروطهم التي أعلنوها فهي ليست إلا صراخا لا فائدة منه».
واشار الزعبي الى ان «نقاشا سيجري في جنيف - 2 على سكة بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012، وهي سكة واضحة لها شروطها ومعطياتها ومحدداتها. أما الاجتهاد في مورد النص فلا مكان له».
واعتبر ان «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام».
وقال الزعبي ان حكومته «كانت تتبنى دوما المسار السياسي الذي يمر عبر الحوار الوطني ويفضي إلى نتائج وهي أعلنت موافقتها على الذهاب إلى جنيف دون شروط لنتبع مسارا سياسيا ونعثر على حلول سياسية يوافق عليها الشعب السوري باستفتاء عام».
واشار الى ان «العامل الرئيسي لتغير المشهد الإقليمي هو صمود الدولة السورية وعدم سقوطها أو انهيارها رغم رهان الكثيرين في الداخل والخارج على ذلك»، لافتا إلى أن «المظهر الرئيسي لهذا التغير هو الاتجاه إلى عقد مؤتمر جنيف - 2 والمشاركة فيه رغم رفضهم (المعارضة) المطلق سابقا للحوار».
لكن الزعبي شدد في الوقت نفسه على قدرة الجيش السوري على «تحقيق الانتصار في مواجهة الإرهاب»، مشيرا الى انه «قادر على الحسم في جميع الأوقات» وانه «كان يريد ترك الفرصة في مناطق عدة للمدنيين من أجل الخروج ولبعض المسلحين من أجل مراجعة أنفسهم ولجهود المصالحات والوساطات في بعض المناطق». وتابع ان الجيش «يحرز تقدما في مواجهة الإرهاب على كل أراضي سورية وأن المشهد الميداني على الأرض تغير وتبدل ولا عودة فيه إلى الوراء إطلاقا»، معتبرا أن «الحل الوحيد للإرهاب هو استئصاله وهذا ليس من مهمة الحكومة السورية ومؤسساتها فقط بل هو مسؤولية دولية».
 
قتلى وجرحى بانفجارات قرب الجامع الأموي بدمشق
دمشق - وكالات - قتل ثلاثة اشخاص واصيب 22 اخرون بجروح، امس، اثر سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في احياء تقع في دمشق القديمة على مقربة من المسجد الاموي في دمشق.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله: «استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة 22 اخرين جراء اعتداءات ارهابية بقذائف هاون وتفجير عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة (بالقرب من الجامع الاموي) في دمشق»
واكد الجيش السوري الحر ان قواته خاضت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام على مختلف جبهات القتال وخصوصا في دمشق. وأضاف الجيش الحر في بيان ان اشتباكات وقعت في برزة والقابون واحياء دمشق الجنوبية بجانب شن مداهمات في حي ركن الدين الدمشقي وسط تعرض هذه المناطق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات.
وأشار إلى ان الطيران الحربي قام بقصف استهدف مدينة يبرود اضافة الى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات رنكوس ويبرود وراس المعرة ومعضمية الشام وداريا وببيلا وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وقال ان بلدة ببيلا شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات «حزب الله» ولواء ابو الفضل العباس.
واضاف ان احياء وبلدات الوعر والدوير والدار الكبيرة وعدة مناطق بريف حمص الشمالي تعرضت للقصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والهاون وراجمات الصواريخ وسط اشتباكات عنيفة بالمثل قرب الدوير بالريف الشمالي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه تم سماع دوي انفجارات في أحياء مدينة حمص.
وذكر المرصد أن الانفجارات تأتي متزامنة مع اشتباكات دارت في مدينة حمص، مضيفا أن «قذائف سقطت على مناطق في قرية الدوير في حمص التي يقطنها مواطنون من الديانة المسيحية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف القرية من جهة بلدة الدار الكبيرة وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
وأكد الجيش الحر ان الاشتباكات العنيفة استمرت بين القوات المعارضة من جهة وقوات النظام من جهة اخرى في اللواء 80 قرب مطار حلب الدولي. وفي المنطقة الشرقية دارت اشتباكات عنيفة على اطراف حي الرشيدية فيما وقع قصف عنيف على الاحياء المحررة في مدينة الزور. وفي الرقة دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.
 
صالح مسلم: لا اتصال مع الأسد والإسلاميون في الشمال يُهزمون
باريس - رويترز - أكد رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم ان الجماعات الاسلامية في شمال سورية آخذة في الضعف بعد شهور من القتال وان الميليشيات الكردية تحقق مكاسب وتعهد بمواصلة التقدم، نافيا ان يكون حزبه قد تلقى مساعدة من الرئيس بشار الاسد او وجود اي اتصال مع الاسد الذي قال عنه انه لا يوافق على اعطاء حكم ذاتي للاكراد.
واوضح مسلم لوكالة «رويترز» في باريس أن الاعلان الذي صدر في 12 نوفمبر بتشكيل ادارة موقتة تهدف لاقامة حكم ذاتي في المنطقة الكردية السورية «موقت» لحين التوصل الى حل ينهي الحرب الاهلية السورية.
واضاف: «ليست مطالبة بحكم ذاتي. ما قمنا به هو مجرد خطوة أولى لما يمكن ان نسميه ادارة مدنية لمنطقة لروج افا (غرب كردستان) وما حدث هو مجرد وضع الاساس».
وقال مسلم الذي قتل ابنه في الاونة الاخيرة وهو يقاتل الاسلاميين: «قتل قرابة 3000 من هؤلاء السلفيين. في البداية كانوا أقوياء لكن الان قوتهم لم تعد كافية لانه في الحرب يتعين أن يكون هناك طرف مهزوم وهم يهزمون».
وأوضح أن الحزب تلقى مساعدات وأموالا وسلاحا من الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقيين ومن حزب العمال الكردستاني الذي حارب من أجل حكم ذاتي أوسع في تركيا لنحو ثلاثة عقود.
وسئل ما اذا كانت المكاسب الاخيرة يمكن أن تشجع القوات الكردية على المضي خارج المناطق الخاضعة لسيطرتها التي تسكنها غالبية كردية فقال انه ليست لديهم رغبة في التوجه صوب دمشق للمساعدة في الاطاحة بالاسد لكنهم سيساعدون كل من هم في مناطق يعيش فيها الاكراد والعرب معا.
واكد مسلم ان نحو 30 في المئة من ابار النفط السورية تحت سيطرة الاكراد لكنها لا تنتج حاليا ولا توجد خطط فورية لتشغيلها.
وتفيد المكاسب الكردية الاسد وحلفاءه بشكل غير مباشر لانها تعني خروج مزيد من الاراضي من سيطرة المعارضين.
ورغم مزاعم أن حزب الاتحاد الديموقراطي تعاون على مستوى ما مع الاسد قال مسلم انه لم يكن هناك أي اتصال بين الجانبين. وأضاف: «لا اعتقد ان الاسد سيقبل حكما ذاتيا لنا لانه كان يرفض ذلك حتى اللحظة الاخيرة».
واكد ان تركيا لم تطلب من حزبه وقف تقدمه في سورية لكنها تحاول التدخل.
وتابع انه ليس مستعدا للمشاركة في محادثات «جنيف - 2» الا اذا شارك وفد كردي منفصل.
 
فورد: مشكلة أكراد سوريا لن تحل بإجراءات أحادية والسفير الأميركي شدد في حوار مع «الشرق الأوسط» على الحل السياسي لإنهاء «حرب استنزاف لا منتصر فيها»

لندن: مينا العريبي ... بعد أيام من إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عن إدارة محلية مستقلة عن المعارضة السورية، أكد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد أن بلاده تدعم «وحدة سوريا». وحذر فورد أكراد سوريا من أن قضاياهم لن تحل «بإجراءات أحادية»، قائلا في حوار مع «الشرق الأوسط»: «لقد عبرنا منذ زمن عن دعمنا لوحدة سوريا». ولفت فورد إلى أن «الأكراد عانوا الكثير من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد وحتى قبل ذلك.. لذا من السهل أن نفهم لماذا يتطلع الأكراد للتغيير. وآمل أن الشعب في المناطق الكردية السورية يتذكرون أن أساس المشكلة جاء من نظام الأسد».
وذكر المسؤول الأميركي الأبرز في التعامل مع الملف السوري أن «القضايا الكردية هي قضايا دستورية يجب أن يتفاوض جميع السوريين عليها، فلا يمكن حلها من خلال الإجراءات الأحادية». وأضاف أنه «من الأفضل الآن للأكراد أن يركزوا على إنجاح الثورة وإنجاح المعتدلين في الثورة»، لتحل القضايا الدستورية لاحقا.
وفي وقت تتراجع فيه حظوظ عقد مؤتمر «جنيف 2» سعيا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، شدد فورد على أهمية الحل السياسي في سوريا لإنهاء «حرب استنزاف دامية.. لا يمكن لطرف أن يحقق فوزا حاسما فيها». ولفت فورد إلى «صعوبة» عقد مؤتمر جنيف، ولكنه قال إنه إذا كان هناك «حسن نية» فمن الممكن عقد المؤتمر قبل نهاية العام. واكد فورد أنه من الضروري ضم أصوات معارضة، من الناشطين والمقاتلين، إلى وفد المع ارضة للتفاوض، موضحا أن «الولايات المتحدة اعترفت بالائتلاف قبل 11 شهرا ممثلا شرعيا للشعب السوري، وهذا كان قبل أن تكون لديها علاقة رسمية مع الأكراد وممثلين عن مجالس محلية وقبل أن تكون لديها علاقة رسمية مع ممثلين من الجماعات المسلحة. لدينا كل هذه العلاقات الآن ونعتقد أن هذه المجموعات باتت الممثلة بشكل أكبر للشعب السوري الآن». وتابع: «يجب أن يكون وفد المعارضة مكونا من الأشخاص والناشطين والمعارضين الذين قادوا الثورة والمقاتلين الذين يقاتلون ضد النظام، هذا هو الوفد الذي بإمكانه أن يقدم نتائج على طاولة المفاوضات لأنه سيكون على الطرفين، المعارضة والنظام، تقديم التنازلات».
 
روسيا تخشى عودة الجهاديين من سورية
 نوفوساسيتلي (روسيا) - رويترز: أصبح صبي هزيل في الخامسة عشرة من عمره هذا الصيف أول من يلقى حتفه من أبناء قريته التي يغلب على سكانها المسلمون في منطقة داغستان بجنوب روسيا أثناء قتاله في صفوف المعارضة في سورية.
يعتبره البعض شهيداً لانضمامه للمعارضة في معركتها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, لكن روسيا تخشى عودة مئات المتشددين روسيي المولد الذين يقاتلون في سورية, بعد أن يكتسبوا خبرة عسكرية لينضموا إلى حركة تمرد يقودها متشددون يقاتلون في داغستان ومناطق أخرى في شمال القوقاز من أجل إقامة دولة اسلامية.
ويقول محللون ان المقاتلين قد يحاولون شن هجمات خلال دورة الالعاب الأولمبية الشتوية المقررة في فبراير من العام المقبل في سوتشي القريبة.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين حذر من أن المتشددين العائدين من سورية يمثلون تهديداً "حقيقياً جداً", ووقع الشهر الجاري قانوناً لسجن كل من يعودون من سورية إلى البلاد.
في نوفوساسيتلي حيث تحمل الجدران عبارات تؤيد المتمردين الذين يقاتلون من أجل إقامة دولة اسلامية, يؤكد قرويون أن ثمانية على الأقل من السكان البالغ عددهم ألفي نسمة ذهبوا الى سورية.
وقال احمد خايبولاييف, عضو مجلس القرية, "هناك كتائب كاملة من أولادنا هناك", مشيراً إلى أن قوات الامن الروسية ألقت القبض على ثلاثة منهم أثناء عودتهم الى البلاد براً أثناء عبورهم الحدود من اذربيجان عائدين الى داغستان, لكن خمسة تمكنوا من العودة, مما يبرز سهولة سفر الروس الى سورية ومنها.
وقال قروي, قاتل في سورية وطلب عدم نشر اسمه, انه "ذهب الى سورية لأنه لم يحتمل أن يقتل الاسد وجيشه الاطفال".
نشأ أبناء نوفوساسيتلي وهم يلعبون "عسكر ومتمردون" في الشوارع, وحكم روسيا للقرية ضعيف إذ يصف سكان الشرطة بأنها العدو والدولة بالفاسدة ويقولون إنهم يديرون شؤونهم بأنفسهم بالاحتكام للشريعة الاسلامية.
وكان للبعض أقارب أو زملاء دراسة أو جيران انضموا لحركة التمرد في روسيا, والتي ترجع أصولها الى الحربين الانفصاليتين في الشيشان.
وينتمي المتشددون للتيار السلفي, ولا يتمتعون بتأييد كل السلفيين إذ يرفض البعض أساليبهم أو لا يعتبرون هجماتهم على الشرطة والمسؤولين جهاداً مشروعاً.
لكن المعركة في سورية مختلفة, إذ تعتبر على نطاق واسع في المنطقة التي يغلب عليها السنة جهاداً "حقيقياً" ضد قوات الأسد التي يهيمن عليها العلويون.
يقول مسؤولون وسكان ان أعداد الروس الذين يذهبون من شمال القوقاز الى سورية زادت العام الحالي, بعد أن تكثفت مناشدات مقاتلي المعارضة طلباً للعون عقب هجوم بالغاز السام على ضواحي دمشق.
في يونيو الماضي, أعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي ان 200 روسي يقاتلون في صفوف جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" في سورية, ثم أعلن في سبتمبر الماضي أن هناك نحو 400 روسي في سورية.
وقال نائب مدير الجهاز سيرغي سميرنوف في 20 سبتمبر الماضي "سيعودون (من سورية إلى روسيا) وهذا يمثل تهديداً ضخماً".
ويقول خبراء ان تقديرات روسيا لعدد المقاتلين قد لا تكون دقيقة بسبب الأعداد الكبيرة من مواطنيها الذين يدرسون في الخارج أو هاجروا الى اوروبا والاردن وتركيا وغيرها.
وقال سيرغي غونتشاروف, النائب السابق لرئيس وحدة مكافحة المتمردين في جهاز الامن الاتحادي, "هل تعلم أين تقع سوتشي? لدينا ما يكفي من متمردينا هناك. إذا وصلتهم تعزيزات من سورية الآن فإن أجهزتنا الامنية ستواجه صعوبة في منعهم من إفساد الاولمبياد".
 
 
النظام السوري يحاول زجّ "المسيحيين" بمعركة القلمون... عامر القلموني لموقعنا: لا مؤشرات ميدانية حتى اللحظة!
 المصدر : خاص موقع 14 آذار
تزامناً مع خطابي الـ24 ساعة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الخارجي عن الواقع والمنطق، وبعدما اعتبر أن انسحاب عناصر الحزب من سوريا أمر "تعجيزي" وتحدث عن الانتصارات والأحلام في سوريا، حيث بدا واضحاً أنه يراهن على الأوضاع هناك، عاد الحديث عن معركة "القلمون" إلى الواجهة من جديد، وعن دور الحزب فيها.
ورغم أن "حزب الله" يطمح إلى السيطرة على المناطق السورية عبر تدمير القرى والبلدات وقتل السوريين، ورغم المؤشرات التي تؤكد أن انخراط الحزب في هذه المعركة سيجلب الويلات إلى لبنان، أكد مدير المركز الإعلامي السوري في القلمون عامر القلموني لموقع "14 آذار" أن "لا مؤشرات ميدانية عسكرية تحذر من معركة في القلمون سوى ما يدور في وسائل الإعلام"، مؤكداً أن "الوضع الميداني حتى اللحظة بيد الجيش السوري الحر الذي يستلم زمام الأمور في القلمون ولا أحد غيره".
ورجح أن "تبقى الأمور محصورة بالاعلام كوسيلة ضغط يستغلها "حزب الله"، لكن القلموني لاحظ بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" وكلامه عن أن مقاتلي الحزب لن ينسحبوا من سوريا أن "الحزب سيسير في سياسته حتى النهاية، لأن هاجسه منطقة القلمون ويعتقد أنه سيخوض المعركة حتى لو كانت النتيجة نهايته". وشدد القلموني على أن "تقدم ميليشيا حزب الله والنظام السوري في جبهات حلب وجنوب دمشق لا يعني بتاتاً أن معركة القلمون ستكون سهلة المنال حتى ولو كان النظام في أوج قوته العسكرية".
وقال القلموني: "إضافة إلى أن الجيش الحر يمسك بزمام الأمور في القلمون فانه سيطر مؤخراً على ثان أكبر مستودعات أسلحة تابعة للنظام وهي قريبة من القلمون، فضلاً عن استهدافه الأوتستراد الدولي دمشق - حمص في شكل يومي"، وتابع: "يحاول أيضاً النظام ادخال اللجان الشعبية أو ما يسمى جيش الدفاع الوطني، خصوصاً المسيحيين منهم في تلك المعركة، حيث أدخل عشرات العناصر والآليات الثقيلة والمدافع الى دير الشيروبيم في صيدنايا وهي حركة استفزازية بحتة بوجه الجيش الحر لقصف الدير وحشد مزيد من الدعم الداخلي والخارجي لمعركة القلمون".
 
حكومة المعارضة السورية تعقد أول اجتماعاتها في إسطنبول وبوتين مرتاح للتعاون القائم بين السلطات السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة

بيروت ـ لندن: «الشرق الأوسط» ... عقدت الحكومة المؤقتة التي أعلنتها المعارضة السورية مطلع الأسبوع اجتماعها الأول في مدينة إسطنبول التركية برئاسة أحمد الطعمة وحضور الوزراء الذين جرت المصادقة على تعيينهم من قبل الائتلاف.
وأكدت مصادر شاركت في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أنه جرى الاتفاق على إنشاء مقر مؤقت للحكومة في مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود مع سوريا للعمل أقرب ما يكون من الأراضي السورية. وأوضحت المصادر أن الطعمة أبلغ الوزراء أن الحكومة ستكون في حال انعقاد دائم «من أجل القيام بمسؤولياتها حيال الشعب السوري». ونقلت المصادر عن الطعمة قوله خلال الاجتماع أن هذه الحكومة هي «الجهة التنفيذية الوحيدة للثورة السورية».
وأجرى الطعمة مجموعة تعيينات، منها تعيين أسامة القاضي مساعدا لرئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، وزكي التركماني مساعدا لرئيس الحكومة للشؤون التركية، كما عين المعارض السوري المعروف رضوان زيادة رئيسا لهيئة العدالة الانتقالية التي يشرف عليها الطعمة مباشرة.
وأفادت المصادر أنه جرى تكليف وزير الدفاع أسعد مصطفى إجراء الاتصالات مع المجلس العسكري الأعلى من أجل التنسيق في آلية العمل العسكري «الذي يعد من أول أولويات الحكومة» كما نقلت المصادر عن الطعمة.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري بشار الأسد.
وأوضح الكرملين في بيان أن المحادثة التي جرت «بمبادرة من الجانب الروسي» تناولت الإعداد لمؤتمر جنيف2 وتفكيك الترسانة الكيماوية السورية والوضع الإنساني في البلاد.
وأضاف الكرملين أن «فلاديمير بوتين شدد على الجهود التي تقوم بها روسيا مع شركائها لتحضير مؤتمر جنيف2 الدولي ورحب بموافقة بشار الأسد على إرسال وفد حكومي سوري إلى هذا المؤتمر».
وأوضحت الرئاسة الروسية أن بوتين «أعرب عن الأمل في أن تتعاطى مجموعات المعارضة بطريقة بناءه وتشارك في المؤتمر».
وفيما يتعلق بتفكيك الأسلحة الكيماوية السورية، أعرب الرئيس الروسي «عن ارتياحه للتعاون القائم بين السلطات السورية ومهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة».
وحول الوضع الإنساني «أعرب فلاديمير بوتين عن قلقه من المعلومات حول الاضطهاد المنهجي من قبل المتطرفين للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى». وأعرب بوتين عن «الأمل في أن تبذل الحكومة السورية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين ولإعادة السلام بين الطوائف». وخلص الكرملين إلى «شكر بشار الأسد للقيادة الروسية المساعدة والدعم اللذين تقدمهما للشعب السوري».
من جهته، عد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس، أن موافقة المعارضة على المشاركة في مؤتمر جنيف2 جاء بأمر من «أسيادها»، واصفا ذلك بأنه «وصمة عار في جبينها»، حسب تصريحات نقلتها عنه الخميس وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وأشار الزعبي إلى أن «نقاشا سيجري في جنيف2 على سكة بيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012، وهي سكة واضحة لها شروطها ومعطياتها ومحدداتها. أما الاجتهاد في مورد النص فلا مكان له».
واعتبر أن «من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام».
وأكد الزعبي أن حكومته «كانت تتبنى دوما المسار السياسي الذي يمر عبر الحوار الوطني ويفضي إلى نتائج وهي أعلنت موافقتها على الذهاب إلى جنيف دون شروط لنتبع مسارا سياسيا ونعثر على حلول سياسية يوافق عليها الشعب السوري باستفتاء عام».
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الخميس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن «وزير الخارجية الأميركية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل». وأضافت الصحيفة أن مصدرا سوريا مطلعا لم تسمه في دمشق «لم يستبعد هذا التاريخ».
في المقابل، أكد مسؤول في الائتلاف السوري المعارض منذر اقبيق لوكالة الصحافة الفرنسية أن هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر نحو منتصف شهر ديسمبر.
وقال: «لا يوجد موعد رسمي، لكن هناك اقتراحات على الطاولة»، مشيرا إلى أن «هناك رغبة لدى الرعاة بعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام».
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاثنين استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف2، شرط أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية.
 

المصدر: مصادر مختلفة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,579,472

عدد الزوار: 6,955,963

المتواجدون الآن: 52