أخبار سوريا... نفوذ زوجة بشار الأسد يخترق "الجهات الرسمية".... "ثغر وتناقضات".. روسيا وسوريا تحت ضغط "الكيماوي"...اشتباكات شمال الرقة وسط حديث عن عملية تركية موسعة... روح الثورة تلهم ناشطين سوريين في بلاد اللجوء...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 كانون الأول 2020 - 4:40 ص    عدد الزيارات 1533    التعليقات 0    القسم عربية

        


نفوذ زوجة بشار الأسد يخترق "الجهات الرسمية"....

العربية.نت – عهد فاضل.... في تطور يشير إلى تصاعد نفوذ أسماء الأخرس، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، فقد تمكّنت الأسد من الإيعاز والمساعدة بمنح وثائق وأوراق ثبوتية كان فقدها سوريون تضرروا من حرائق اللاذقية التي ضربت المنطقة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وفي التفاصيل، أعلنت المؤسسة التي تشرف عليها أسماء الأخرس، الاثنين، وتعرف باسم الأمانة السورية للتنمية، عن قيام "فريق الاستجابة القانونية" التابع لها، بمساعدة "عشرات العائلات التي فقدت وثائقها الشخصية بفعل الحرائق" التي اندلعت في ريف اللاذقية.

تعاظم نفوذ أسماء الأسد ودون الرجوع لمؤسسات الأسد

وأكدت "الأمانة" التي أنشأتها وتديرها زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد التي لم ينشر لها صورة شخصية مع الخبر على غير العادة، أنها قامت بإنشاء ما وصفته بـ"دائرة واحدة" في أحد مقارها ببلدة الفاخورة بريف اللاذقية، وبمساعدة من موظفي شرطة النظام والأحوال الشخصية ومديرية المالية. وقالت أمانة الأسد، إنها ومن خلال الدائرة التي أسستها، وعبر فريقها القانوني، قد تم العمل "على إصدار بيانات ووثائق جديدة" للمتضررين الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية في الحرائق. وبحسب منشور "الأمانة"، الاثنين، فقد تم إصدار وثائق ثبوتية جديدة لمتضررين، دون أن يضطروا "لمراجعة الجهات الرسمية" كما نص خبر أمانة الأسد وتم تداوله على نطاق واسع، في مواقع صحف النظام، على الإنترنت، وبنصّ موحّد، حرفيا، في جميع مواقع نشره. وبتعليق مراقبين، فإن نفوذ زوجة الأسد، وصل نقطة تعتبر من "الخطوط الحمراء" بمؤسسات النظام الأمنية، خاصة الأوراق الثبوتية، باعتبارها أرضاً "محظورة" إلا على مؤسساته في المقام الأول.

وثائق لمئة شخص فقدوا أوراقهم الثبوتية

ويحتاج المواطن السوري "العادي" إلى إجراءات معقدة وطويلة وتحقيقات مع بعض أجهزة الأمن التابعة للنظام، إذا أعلن عن فقدان بطاقته الشخصية أو جواز سفره. ولا يمنح بديلا عن فاقد، إلا بعد تمحيص من رجال أمن الأسد، يصل في بعض الأحيان، إلى "إهانة" من فقد بطاقته الشخصية أو جواز سفره، حتى لو أبلغ عن فقدانها بحريق أو حادث سير، كما يعلم متابعو الشأن السوري. وعرف من خلال معلومات أكيدة حصلت عليها "العربية.نت" أن أمانة زوجة الأسد، تمكنت من تأمين وثائق ثبوتية لأكثر من 100 شخص في اللاذقية، أعلن عن فقده أوراقه الثبوتية بفعل الحرائق، ودون أن يضطر لمراجعة مؤسسات داخلية النظام، وهي مسألة تعتبر من "محظورات نظام الأسد" الذي يعتبر الوثائق الشخصية، أقصر سبيل للسيطرة على حركة السوري و"استغلاله" و"ابتزازه" و"كسر إرادته"، بحسب معارضين سوريين. ويعاني سوريو الداخل، الأمرّين، للحصول على وثائق شخصية أو وثائق ملكية بدلا من فاقد. ويطلب النظام من أجهزته الأمنية، عدم منح أي وثيقة سفر مفقودة أو بطاقة شخصية، إلا بعد تقديم محضر شرطة في الواقعة، وعادة ما يعامل فاقد البطاقة الشخصية أو جواز السفر أو بيانات العائلة، داخل مخافر الشرطة، معاملة "مهينة ومذلة" أو "فظة" ثم عليه أن ينتظر بعدها 15 يوماً، كي يتمكن من مجرد "التفكير" بتقديم طلب لاستصدار أوراق ثبوتية جديدة، قد لا يحصل عليها في نهاية الأمر. في المقابل، تمكَّن و"استطال" نفوذ زوجة الأسد، ووصل حد بناء "دائرة واحدة" في اللاذقية، ووضعت فيها فريقها القانوني، بمساعدة من شرطة الأسد، لإصدار وثائق ثبوتية، بتعليق معارض سوري لـ"العربية.نت". ولم تذكر أمانة زوجة الأسد التي أصبحت المدير الفعلي لاقتصاد النظام بعد إنهائها لظاهرة رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والحلول محلّه والسيطرة على أمواله المنهوبة أصلا من السوريين، بحسب مراقبين، نطاقَ صلاحيات من وصفته بفريق الاستجابة القانونية التابع لها، وإلى أي حد يمكن له أن يساعد في إصدار أوراق ثبوتية وشخصية وعائلية، لأشخاص غير مضطرين لمراجعة داخلية الأسد. وكانت أمانة زوجة الأسد، قد أعلنت، رسمياً، عن جمعها 6 مليارات ليرة سورية لصالح متضرري حرائق الساحل السوري. وقالت في هذا السياق، إن المليارات الستة، قد جمعت من تبرعات رجال أعمال ومؤسسات تجارية وشخصيات لم يكشف النقاب عن هويتها.

قذائف على عين عيسى.. نذر معركة بريف الرقة و"قسد" تستعد للأسوأ....

....الحرة....ضياء عودة – إسطنبول.... قذائف وصواريخ فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا، تتساقط على منطقة عين عيسى وقسد تستعد للمعركة... مشهد حرب يخيم على منطقة عين عيسى في الريف الشمالي لمدينة الرقة السورية، بتفاصيل ترسمها قذائف وصواريخ فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا، تتساقط على المنطقة وسط اندلاع اشتباكات متقطعة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تستعد لأي تحرك عسكري باتجاه مناطقها وتتهيأ للأسوأ، حسب ما قال مصدر مقرب منها في تصريحات لـ "موقع الحرة". المصدر المقرب من "قسد"، والموجود في عين عيسى استبعد خلال حديثه أن تُقدم فصائل "الجيش الوطني" والقوات التركية على أي عمل عسكري للسيطرة على المنطقة، معتبرا أن القصف والتصعيد يصب في إطار "التفاوض بالنار"، بين الأتراك من جهة والروس من جهة أخرى، وهي سياسة يعرف تفاصيلها كل السوريين، في مختلف مناطق النفوذ. وعلى اعتبار أن التصعيد يصب في إطار "التفاوض"، إلا أن المؤشرات على الأرض قد تزيد من حدته ليتحول إلى تفاوض بخرائط جديدة للميدان، فالقصف ليس هو التطور الوحيد الذي يخيّم على عين عيسى، فهناك حشود عسكرية من كلا الجانبين، تترافق مع الاشتباكات التي لا تهدأ ليلا ولا نهارا، ودفعت عشرات العوائل للنزوح إلى مناطق أكثر أمانا في شرق سوريا. المسؤول الإداري في مكتب إعلام "قوات سوريا الديمقراطية"، فرهاد يوسف وصف الحال الذي تعيشه عين عيسى في الوقت الحالي بـ "عدم الاستقرار"، موضحا في تصريحات لـ "موقع الحرة" أن القصف من جانب فصائل "الجيش الوطني" عشوائيا، ويستهدف "المنشآت الخدمية والمدنية، وأسفر عن إصابة أطفال في الأيام الماضية". لكن وعلى الرغم من تأكيد القصف من جانبه، كان "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا قد أعلن أنه يستهدف مواقعا عسكرية لـ "قسد" فقط، بعيدا عن مناطق المدنيين، مبررا التصعيد من جانبه بأنه يأتي على خلفية الخروقات التي تقدم عليه القوات الكردية، على رأسها عمليات التسلل والقصف المتقطع بالهاون بين الفترة والأخرى.

عاصمة "الإدارة الذاتية"

تحظى عين عيسى بأهمية خاصة في خريطة الشرق السوري، ولها موقع استراتيجي بارز بتموضعها على الطريق الدولي "m4"، والذي تحاول روسيا فتحه منذ أكثر من عام، بدءا من المناطق التي يمر بها في إدلب، وصولا إلى المناطق المار بها في شرق سوريا. وإلى جانب موقعها الاستراتيجي تتميز عين عيسى أيضا بمكانة سياسية بالنسبة لمشروع "الإدارة الذاتية" في شرق سوريا، كونها تشكّل العاصمة الإدارية والسياسية للأخيرة، وفي حال سقوطها بيد "الجيش الوطني" والقوات التركية، فهذا يعني ضرب مشروع اللامركزية الإدارية في شرق سوريا بشكل كامل. ولا تبعد عين عيسى سوى 55 كيلومترا عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي، وكانت قبل عام 2011 ناحية إدارية في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة، لتُضم فيما بعد إلى منطقة عين العرب (كوباني). في الوقت الحالي تتموضع ثلاث قوى عسكرية في عين عيسى، أولها "قسد" بالإضافة إلى القوات الروسية وأخرى التابعة لقوات النظام السوري، والتي ما يزال جزءا منها موجودٌ على الأرض، على خلاف التقارير التي تحدثت في الأيام الماضية عن انسحابها بشكل كامل. وفي حديثه لـ "موقع الحرة" نفى المسؤول الإداري في مكتب إعلام "قسد"، فرهاد يوسف أي انسحاب على الأرض من عين عيسى، بالقول: "لا يوجد أي شيء حاليا". من جانبه استبعد الباحث في مركز "آسو للدراسات"، إدريس خلو أن يكون القصف التركي على عين عيسى تمهيدا لأي عملية عسكرية على الأرض. ويقول خلو المقيم في القامشلي في تصريحات لـ "موقع الحرة": "قانون للطوارئ في شمال شرق سوريا كان قد أعلنه ترامب، ولا يمكن اختراقه باجتياحات جديدة من جانب القوات التركية". ويرى الباحث الكردي أن التصعيد على المنطقة يصب في إطار الضغوطات بين الروس والأتراك، والتي قد يتم استثمارها من أجل مقايضات محددة لمناطق المعارضة في إدلب وشمالي حلب.

عقدتان على "m4"

بالنظر إلى الخريطة الكاملة لسوريا في الوقت الحالي، وبالأخص تلك المحيطة بالطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4) من شرقه إلى غربه يرى المتابع عقدتان متشابهتان في الحال الميداني، ومختلفتان بالتضاريس، بينما تتشاركان بالمفاوضات المتعلقة بينهما، التي تدور بين الروس والأتراك. العقدة الأولى هي عين عيسى والتي تعتبر حجر عثرة بارزة تريد منها موسكو أن تظل مفتوحة دون أي عراقيل، بينما تصر أنقرة على إغلاقها والسيطرة عليها، متذرعة بذلك باتفاق "سوتشي" الأخير، الذي تم توقيعه بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وفلاديمير بوتين، والذي لم تلتزم به "قسد" كاملا، وفق ما تقول أنقرة. أما العقدة الثانية فهي منطقة جبل الزاوية الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، والتي تريد موسكو السيطرة عليها، وتصعّد بالقصف الجوي والمدفعي، في حين تعمل تركيا على تعزيز قواتها فيها، من آليات وعربات ثقيلة وجنود. ومع ما سبق وبالتزامن مع ما تشهده عين عيسى من تصعيد بالقصف من جانب "الجيش الوطني" والقوات التركية، فإن منطقة جبل الزاوية تتعرض لقصف جوي ومدفعي أيضا لكن من جانب القوات الروسية وقوات نظام الأسد، الأمر الذي يقود إلى مشهدين في ذات التفاصيل الميدانية، من تصعيد وحشود على الأرض، ومن طرفين دوليين يتشاطران عدة جغرافيات على الخريطة السورية.

"تحجيم الدور الكردي"

رغم التشابه الميداني لعين عيسى وجبل الزاوية وتوقيت التصعيد عليهما، إلا أن محللين ومراقبين يرون أن ملف كل منطقة يختلف عن الأخرى، ولاسيما أن منطقة شرق سوريا ليست حكرا على الروس والأتراك فقط، بل هناك لاعب أميركي، لا يمكن تجاهله، في أية مفاوضات أو تحركات في الميدان. المحلل والخبير العسكري، العميد، أحمد رحال، يرى أن التصعيد بالقصف على عين عيسى يصب في إطار محاولات أنقرة تحجيم الدور الكردي في شمال شرق سوريا، وبالتالي حماية الأمن القومي التركي. ويستبعد رحال المقيم في إسطنبول في تصريحات لـ "موقع الحرة" أن يكون التوقيت المشابه للتصعيد على جبل الزاوية وعين عيسى مرتبط بصفقة أو مفاوضات لتبادل المناطق بين أنقرة وموسكو. ويقول رحال: "أنقرة تحاول تحجيم الدور الكردي ودور قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي تعمل على تقطيع أوصال المشروع الانفصالي"، لافتا إلى أن الواقع الميداني في شرق سوريا وغربها يقود إلى وجود خلاف بين الروس والأتراك، بعيدا عن أي نقطة التقاء. ولم يعد بمقدور تركيا أن تخسر مناطق جغرافية جديدة في سوريا، حسب المحلل العسكري الذي يرى أن أنقرة وصلت إلى "الحدود الحمراء"، ولم يعد لها قدرة على الإعطاء، بل تريد الأخذ. ولاتزال أنقرة تعبر عن نيتها إبعاد أي خطر على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، وعلى الرغم من سيطرتها على المساحة الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، إلا أنها "غير راضية" عن هذا الحد فقط، وهو أمر يؤكد عليه المسؤولون العسكريون والسياسيون الأتراك بين الفترة والأخرى.

"ثغر وتناقضات".. روسيا وسوريا تحت ضغط "الكيماوي"

فرانس برس.... تعرضت سوريا وروسيا، الاثنين، لضغوط متجددة على خلفية اتهامات باستخدام أسلحة كيميائية، وذلك خلال الاجتماع السنوي لدول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وحضت دول غربية موسكو على "الشفافية" في كشف ملابسات تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بمادة نوفيتشوك. وطالبت دول منضوية في المنظمة بفرض عقوبات على دمشق، بعدما اتهم محققون النظام السوري باستخدام غاز السارين في هجمات شنها في العام 2017. وتنفي روسيا وسوريا على الدوام صحة هذه الاتهامات، معتبرة أن القوى الغربية تسيّس المنظمة التي تتّخذ من لاهاي مقرا. وكانت سوريا قد خرقت مهلة 90 يوما أعطيت لها في يوليو للتصريح عن الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها في الهجمات على بلدة اللطامنة ومخزونها منها، وفق مدير المنظمة فرناندو أرياس. وقال مدير المنظمة في الاجتماع "الجمهورية العربية السورية لم تنجز أيا من التدابير". وأشار أرياس إلى "ثغر، وتباينات وتناقضات" في تصريحات سوريا عما أحرزته من تقدم على صعيد الاتفاق المبرم معها في العام 2013 والذي ينص على تخليها عن كامل ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، بعد هجوم يُشتبه بأنه نفّذ باستخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية أوقع 1400 قتيل. واقترحت فرنسا أن "تعلق" المنظمة "الحقوق والامتيازات" التي تتمتع بها سوريا بسبب عدم تقيدها بالمهلة المحددة لها، وفق السفير الفرنسي لوي فاسي الذي أشار إلى تأييد 43 دولة لاقتراح بلاده. وسيشمل التعليق حقوق سوريا في التصويت في المنظمة، وهي ستحرم من الإدلاء بصوتها في هيئة تنفي دمشق فيها منذ سنوات الاتهامات باستخدام الأسلحة السامة. وتعرضت روسيا لضغوط على خلفية تسميم نافالني في عملية حمّلت حكومات غربية الكرملين مسؤوليتها. وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وجود مادة نوفيتشوك التي تؤثر على الجهاز العصبي في عيّنات أخذت من نافالني في مستشفى ألماني تلقى فيه العلاج. ونوفيتشوك مادة سامة تلحق ضررا كبيرا بالأعصاب صمّمت إبان الحقبة السوفياتية. وقال أرياس إن المنظمة تجري محادثات مع موسكو بشأن إرسال فريق تقصي حقائق إلى روسيا للتحقيق في الواقعة. في بيان مشترك أعلنت 55 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان وكندا وأستراليا ودول أوروبية عدة "إدانتها بأشد العبارات" الاعتداء الذي استهدف نافالني. وحضت الدول روسيا على "التعاون... عبر الكشف سريعا وبشفافية عن ملابسات هذا الهجوم الذي استخدمت فيه أسلحة كيميائية". وتضم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 193 دولة وفازت في العام 2013 بجائزة نوبل للسلام تقديرا لعملها على صعيد التخلّص من مخزونات الأسلحة الكيميائية في العالم.

تصعيد تركي ضدّ «قسد»: محاولة توسّع في شرقي الفرات

الاخبار.... أيهم مرعي ... تسعى أنقرة الى ربط مناطق «درع الفرات» بمناطق «نبع السلام» ..... صعّدت أنقرة، في الأيّام الأخيرة، هجماتها على مناطق سيطرة «قسد» في مدينة عين عيسى وريف تل أبيض، شمال محافظة الرقة. يأتي ذلك في سياق محاولة تركيا استغلال الشهرين المتبقيين من عمر الإدارة الأميركية المغادِرة للسيطرة على مناطق جديدة في شرقي الفرات ....تشهد المنطقة الممتدّة بين مدينة عين عيسى وأريافها وريف تل أبيض، بمحاذاة الطريق الدولي حلب - الرقة، هجمات تركية مستمرّة منذ أكثر من أسبوع، تَتّهم «قسد» موسكو بالتقاعس عن ردعها. وأدّت الهجمات التركية إلى حركة نزوح واسعة لأهالي مدينة عين عيسى وأريافها، باتجاه مدينة الرقة ومحيطها، مع انتشار معلومات عن قرب استئناف تركيا وفصائلها عملية «نبع السلام». ويوحي القصف التركي المتواصل، والمترافق مع اشتباكات متقطّعة واستقدام للتعزيزات العسكرية، بِنيّة أنقرة توسيع هجماتها في المنطقة، واحتلال مزيد من المساحات على الطريق الدولي حلب - الرقة. وهو ما يستهدف، في نهاية المطاف، السيطرة على المنطقة الممتدّة من عين عيسى مروراً بعين العرب، وصولاً إلى منبج، بهدف ربط مناطق «درع الفرات» بـمناطق «نبع السلام»، أي ربط الجغرافيا على امتداد يزيد على 300 كلم، وبعمق يتجاوز 30 كلم، على امتداد طريق «M4». ويُرجّح أن الأتراك وضعوا مدينة عين عيسى كأولوية عسكرية وهدف رئيس، لتكون قاعدة للانطلاق نحو عين العرب ومنبج. وتَرجمت أنقرة هذا التوجّه على الأرض، من خلال بناء قاعدة عسكرية جديدة على بعد أقلّ من 2 كلم شمالي مدينة عين عيسى، في قرية مردود، مع الدفع بالمزيد من الجنود والآليات إلى المنطقة. يضاف إلى ذلك كشْفُ مصادر إعلامية مقرّبة من «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا عن «عقد اجتماع لقادة عسكريين أتراك مع عدد من قادة فصائل الجيش الوطني، تمّ الاتفاق خلاله على التمهيد لإطلاق معركة لتحرير مناطق جديدة في سوريا»، وتأكيدها «وجود استنفار كبير لقوات الجيش الوطني لاستئناف عملية نبع السلام، بهدف السيطرة على مدن عين عيسى وعين العرب ومنبج، كمرحلة أولى من العملية». ويبدو أن أنقرة تريد الاستفادة من الفترة الانتقالية الممتدّة حتى تسلّم الرئيس الأميركي المنتخَب، جو بايدن، الإدارة، للسيطرة على مناطق إضافية في منطقة «شرقي الفرات»، وفرض واقع عسكري جديد، مُستغلّة غياب أيّ حضور عسكري أميركي في تلك المناطق.

تتّهم «قسد» الجانب الروسي بالتقاعس أمام الأتراك

لكن تركيا تواجه صعوبة شديدة في الحصول على ضوء أخضر روسي، وسط استمرار موسكو في تعزيز وجودها العسكري في قاعدة عين عيسى - مع استمرار تعزيزات الجيش السوري أيضاً -، في مؤشّر إلى رفضها أيّ تحرّك تركي جديد هناك. ومع أن التحرّكات العسكرية التركية لا تزال محدودة، إلا أن «قسد» سارعت إلى اتهام روسيا بالتقاعس. وفي هذا السياق، تعتبر مصادر مقرّبة من «قسد»، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الهجمات التركية على عين عيسى وأريافها تأتي ردّاً على قصف روسيا لمعسكر تابع لفيلق الشام المدعوم من تركيا في إدلب»، مضيفة أن «التصعيد التركي ضدّ مناطق سيطرة قسد سببه تأخّر موسكو في تطبيق اتفاق غير معلَن بين الطرفين، يهدف إلى تسليم مدينتَي منبج وعين عيسى، مقابل إخلاء الأتراك لقواعدهم في حماة وحلب وريف إدلب». وكانت «قسد» أصدرت بياناً أول من أمس، قالت فيه إن «الجيش التركي ومرتزقته على بعد 2 كلم من طريق M4 الدولي، يعملون على تجهيز قواعد والاستعداد لشنّ الهجمات»، مؤكّدة «تكثيف تركيا لهجماتها في الآونة الأخيرة، وقصفها المدفعي على خطّ عين عيسى وقرى تل أبيض». وأشار المتحدّث الرسمي باسم «قسد»، كينو كبرائيل، بدوره، في تصريحات إعلامية، إلى أن «القوات الروسية الموجودة في المنطقة لا تنفّذ التزاماتها تجاه الأهالي وفق الاتفاق الذي سمح لهذه القوات بالوجود في المنطقة». وكشف كبرائيل عن «تواصل مستمرّ مع موسكو وواشنطن بهدف إيقاف هذه الهجمات على المنطقة، وضمان حمايتها من أيّ هجمات جديدة».

اشتباكات شمال الرقة وسط حديث عن عملية تركية موسعة

إخلاء نقطتين عسكريتين في حلب وإنشاء أخرى جنوب إدلب

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.... أقامت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بينما بدأت الاستعداد للانسحاب من نقطتين أخريين يحاصرهما النظام في جنوب وغرب حلب، في الوقت الذي صعدت فيه ضرباتها في المنطقة المسماة «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرتها مع الفصائل السورية المسلحة الموالية لها، التي تستهدف قوات تحالف سوريا الديمقراطية (قسد)، وسط تصاعد الحديث عن عملية عسكرية في المنطقة. ودخل رتل عسكري تركي، صباح أمس (الاثنين)، إلى بلدة كنصفرة في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ضم عربات مصفحة وحافلات جنود وجرافات عسكرية محملة على شاحنات، وبدأت الجرافات العسكرية عمليات الحفر والتجريف ورفع السواتر الترابية في منطقة «تل بدران» بمحيط البلدة لإنشاء نقطة عسكرية جديدة للقوات التركية تعد الثالثة في أقل من شهر في جبل الزاوية جنوب إدلب، بعد بدء تنفيذ القوات التركية انسحابات من نقاط مراقبة في حماة وحلب وشرق إدلب، بناء على اتفاق مع روسيا لإخلاء النقاط التي تقع ضمن مناطق سيطرة النظام السوري. وسبق أن أنشأت القوات التركية، الأسبوعين الماضيين، نقطتين عسكريتين جديدتين في كل من قريتي الرويحة وبليون في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي الذي يتعرض لقصف متكرر من قوات النظام والطيران الروسي. وهي تستعد كذلك لإخلاء نقطة المراقبة التابعة لها في منطقة «تل الطوكان» بين ريفي إدلب الشرقي وحلب الجنوبي، المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، لتفكيك معداتها تجهيزاً للانسحاب إلى مناطق سيطرة المعارضة. كما تواصل القوات التركية إخلاء نقطة أخرى تابعة لها في منطقة «الراشدين» بريف حلب الغربي. وفي الوقت ذاته، تتزايد حدة التوتر والهجمات التركية في مناطق عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، في ظل استهدافات متبادلة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها وقوات «قسد»، وسط تصاعد الحديث عن احتمال تنفيذ تركيا عملية عسكرية في عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بعد استهداف «قسد» الفصائل الموالية لها، ومقتل 31 من عناصرها في كمين نصبته «قسد» في قرية معلق في عين عيسى. وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان لها أمس، «تحييد» 4 عناصر من قوات «قسد» في الاشتباكات المستمرة مع عناصر «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا في محيط بلدة عين عيسى، كما قصف «الجيش الوطني» مواقع عسكرية لـ«قسد» بريف الرقة الشمالي. وتضم بلدة عين عيسى نقاطاً لقوات النظام وقاعدة للقوات الروسية التي تمركزت في البلدة عقب تفاهمات مع قوات «قسد» من طرف وتركيا من طرف آخر العام الماضي، لوقف عملية «نبع السلام» التركية بموجبها. وسيطر الجيشان الوطني السوري والتركي على مدينتي «رأس العين» و«تل أبيض» بعد معارك مع «قسد»، ضمن عملية «نبع السلام» التي أطلقت في التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتوقفت بعد 9 أيام بتدخل من واشنطن وموسكو. وشهدت عين عيسى، خلال الأيام الماضية، قصفاً غير معتاد من جانب القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني»، عقب بدء قوات النظام والقوات الروسية الانسحاب منها بشكل مفاجئ، بمعدل رتلين بشكل يومي. وقتل 31 من الفصائل الموالية لأنقرة جراء انفجار ألغام بعد عملية تسلل لهم إلى قرية معلق بمحيط عين عيسى الأسبوع الماضي، حيث كانت «قسد» قد نصبت كميناً لهم عبر زرع ألغام، والانسحاب من القرية. وتشكل عين عيسى العاصمة السياسية والإدارية لـ«الإدارة الذاتية» شمال شرقي سوريا، وتبعد نحو 55 كيلومتراً عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي، وكانت قبل عام 2011 ناحية إدارية في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة، لتُضم فيما بعد إلى منطقة عين العرب (كوباني). وتنبع أهمية عين عيسى من كونها تقع على الطريق الدولي «إم 4»، وفي حال السيطرة عليها تكون تركيا قد قطعت الطريق كاملاً، وقسمت مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» إلى قسمين، كما تعني السيطرة عليها محاصرة عين العرب بشكل كامل، وهي المدينة التي تفصل جغرافياً في الوقت الحالي مناطق «درع الفرات» في غرب الفرات و«نبع السلام» في شرقه، التي تخضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوصول قوات روسية إلى المناطق التي تعرضت للقصف التركي في عين عيسى، تزامناً مع نزوح لأهالي المنطقة، في ظل التصعيد الكبير الذي تمارسه القوات التركية والفصائل الموالية لها في الآونة الأخيرة، دون أي ردة فعل من قبل الروس. وفي الأثناء، أفادت مصادر محلية بقيام عناصر من مجموعة «السلطان سليمان شاه» (العمشات) و«لواء الوقاص» المواليين لتركيا باختطاف مجموعة من المدنيين من قرى ناحية شيه في عفرين، ضمن منطقة «غصن الزيتون» الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، ولا يزال مصير المختطفين مجهولاً.

روح الثورة تلهم ناشطين سوريين في بلاد اللجوء

قصص أربعة انتهى بهم الأمر ناجحين في أوروبا

باريس: «الشرق الأوسط»..... في مارس (آذار) 2011، خرج آلاف الشبان السوريين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط نظام عائلة الأسد التي تحكم البلاد منذ عام 1970، آملين أن يكون مصير الرئيس بشار الأسد، شبيهاً بمصير حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس. لكن قمع النظام كان أكبر بكثير مما توقّعوه. دفع البعض حياته ثمن هتافه ضد النظام، وفقد آخرون حريتهم بينما وجد كثيرون الخلاص عن طريق اللجوء. وفيما يأتي قصص أربعة ناشطين سوريين انتهى بهم الأمر لاجئين في أوروبا. قرب سريره في استوكهولم، يضع عمر الشغري صورتي حارسين تعرض على أيديهما للتعذيب خلال اعتقاله في «الفرع 215»، أحد الأفرع الأمنية ذائعة الصيت في سوريا. والسبب، وفق ما يشرح لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه يريد أن تكون الصورتين أول ما يراه كل صباح، فيقول في قرارة نفسه: «لم يتمكنا من كسري، ما زلت على قيد الحياة». كان عمره يبلغ 15 عاماً فقط حين اعتقلته قوات الأمن «مع جميع الرجال» في قريته قرب مدينة بانياس الساحلية. ورغم أنّه أفرج عنه بعد يومين فقط، فإن هذين اليومين كانا كافيين ليرى فيهما حقيقة ما يحصل في سجون النظام. وأطلق سراحه بعدما اقتلع المحققون أظافره وكسروا رجله. ويقول الشاب البالغ اليوم 25 عاماً في مقابلة تمت بالفيديو عبر تطبيق هاتفي: «فهمت يومها ماذا تعني الحرية، وبدأت بالتظاهر منذ ذلك الحين». خلال 18 شهراً، أعيد اعتقاله ست مرات. في 2012، شنّت قوات النظام هجوماً على قريته، وقتلت والده، العسكري المتقاعد، وشقيقيه. وفي آخر مرة اعتقل فيها نهاية العام، تمّ نقله بين عشرة سجون وأفرع أمنية. يقول: «رأيت سجون سوريا أكثر مما رأيت من سوريا نفسها». في عام 2015، أفرج عن عمر وكان وزنه 34 كيلوغراماً. لم تجد والدته خياراً لإنقاذه مع شقيقه (11 عاماً في حينه) إلا بتهريبهما إلى تركيا. وهرب الشقيقان في مركب صغير إلى اليونان، ومنها عبر دول أوروبية عدة إلى السويد حيث حصلا على اللجوء، والتحقت بهما والدتهما بعد ثلاث سنوات. صمّم عمر على تحديد مسار حياته. تعلّم اللغتين السويدية والإنجليزية حتى بات يتحدّثهما بطلاقة. وبات من المؤثرين في موقع «تويتر»، ولا يتردّد في استعادة تجربته عبر تغريدات وأشرطة مصورة على موقع «يوتيوب». يعمل عمر اليوم في «المنظمة السورية للطوارئ» التي مقرها الولايات المتحدة. وقدّم شهادته حول التعذيب في السجون السورية أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي. كما أجرى مداخلات عدة حول تجربته، وبات متكلماً معروفاً قادراً على إلهام جمهور برسالته حول تخطي الألم عبر إيجاد معنى حتى لأكثر الأوقات ظلاماً. في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمّ قبوله في جامعة جورج تاون في واشنطن، حيث سيدرس إدارة الأعمال. يقول: «ليس سهلاً أن تخسر منزلك ووالدك وأشقاءك، مدرستك وقريتك وجبالك وحتى ذكرياتك. لكن لو كانت لدي فرصة لأعود في الزمن، أفعل ذلك مجدداً... لأن الثورة هي أول عمل صائب أقدمنا عليه في سوريا». أما نيفين الموسى (36 عاماً) فتعيش في برلين منذ عام 2015، حيث بنت حياة جديدة لها ولعائلتها الصغيرة. تقول للوكالة: «مرت علينا فترات (صعبة) خصوصاً حين كنت أتألم أثناء الحمل ولا أقوى على النوم. كنت أبكي، من أجل الناس غير القادرين على الوصول إلى طبيب في سوريا، والمعتقلين الذين يتعرضون للأذى في كل لحظة». حين انضمت نيفين للتظاهرات في قريتها طيبة الإمام في محافظة حماة (وسط)، لم تتخيل أن ينتهي بها المطاف لاجئة في أوروبا. في عام 2013، اعتُقل شقيقها حمزة، الناشط السلمي، عند أحد حواجز النظام. تتذكر نيفين: «علمنا أنه مات تحت التعذيب»، بعدما رأت صورة جثته بين آلاف الصور التي نشرها مصور عسكري انشقّ عن الجيش السوري واتخذ لنفسه اسم «قيصر» بعد فراره في عام 2014. فرّت نيفين مع والدتها وأشقائها إلى تركيا في رحلة محفوفة بالمخاطر تشبّهها بإحدى مغامرات «أفلام جيمس بوند». وتقول: «كانت الطائرات تحلّق فوقنا، والقذائف تتساقط والسائق يقود بسرعة مائتي كيلومتر في الساعة». في تركيا، تعرّفت نيفين على زوجها محمّد الذي نجا بأعجوبة من رصاصة قناص أصابت رأسه. وفي عام 2015، نال تأشيرة لتلقي العلاج في ألمانيا حيث حصلت العائلة أخيراً على اللجوء. لا تفارق الكوابيس نيفين، لكنها تبذل جهداً للتاقلم مع حياتها الجديدة من أجل طفلتيها (أربع وست سنوات). وتقول: «أنا شخص منهار من الداخل، لكنني متمسكة بقدرة إلهية غريبة». بعد سنوات، باتت نيفين تتحدّث الألمانية والإنجليزية بطلاقة. وتعمل في منظمة تُعنى بدعم ومساعدة اللاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتقول: «الأمل موجود لأن هذا ما يجعلنا على قيد الحياة... الأمل بأن هذا النظام سيلقى الجزاء الذي يستحقه... أنا أريد دولة ديمقراطية وحكماً مدنياً فيه حقوق وواجبات». من الغوطة معقل الفصائل المعارضة حينها قرب دمشق، نجت تهامى درويش من الهجوم الكيماوي في أغسطس (آب) 2013، وأودى بحياة 1400 شخص، وفق التقديرات. وفي 2018، وبعد حصار محكم وهجوم عسكري واسع، تمكّنت قوات النظام بدعم جوي روسي من السيطرة على الغوطة الشرقية، ما شكّل ضربة قاصمة للمعارضة السورية. تقول تهامى: «كان القصف شديداً، حتى أنني تمنيت لو كانت ابنتي (عامان حينها) لا تزال في بطني حتى أتمكن من الركض سريعاً». انضمت تهامى، وكانت ممرضة متطوعة آنذاك، وعائلتها، إلى صفوف الآلاف من المقاتلين المعارضين والمدنيين الذين فضلوا مغادرة الغوطة الشرقية على البقاء تحت سيطرة قوات النظام. فانتقلوا بموجب اتفاق تسوية مع دمشق، إلى محافظة إدلب (شمال غرب) التي كانت تقع بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). في إدلب ومع انصرافها إلى توعية النساء حول العنف الذي يتعرضن له، وجدت نفسها متهمة من الفصائل المتشددة بنشر «الفحشاء». وتقول: «لم نكن نرغب في مغادرة سوريا، لكن للأسف لم يكن هناك أي فارق بين النظام والإسلاميين الذين يحكمون إدلب». تعيش تهامى اليوم في مسكن حكومي في بلدة كولمار في شمال فرنسا، حيث تتعلم مع زوجها اللغة بانتظار الحصول على الإقامة. وتشرح: «من وجهة نظر جندرية، الحياة هنا أفضل. من الصعب أن تكون الواحدة منا نسويّة في سوريا». في مدينة اللاذقية الساحلية، حين أفرجت قوة أمنية عن بشار فرحات مطلع عام 2013، مُنع من متابعة تدريبه المهني في اختصاص طب الأطفال في مستشفى حكومي. اعتُقل بشار لمشاركته في التظاهرات ضد النظام، وتعرّض على غرار آخرين للضرب على أيدي المحققين. لكنّ حصّته كانت «أشد» لمجرد كونه طبيباً حائزاً على شهادة من جامعة حكومية. في أبريل (نيسان) 2013، اعتقل مجدداً لمدة ستة أشهر. يقول بشار (36 عاماً) من لندن حيث يعمل طبيباً مسجلاً: «في المعتقل، كان هناك تعذيب وضرب وإهانات، لكن التعذيب الأسوأ والمستمر هو وجودك في زنزانة مساحتها 30 متراً مربعاً (...) مع 90 أو مائة شخص» آخر. ويضيف: «كانت الحياة اليومية تعذيباً بحد ذاتها، كيف تأكل وكيف تشرب وكيف تنام. لم يكن هناك مكان للجلوس، كنا ننام مداورة، ينام أحدنا ويقف الآخر». وباعتباره طبيباً، اعتاد زملاؤه المعتقلون في مركز للاستخبارات العسكرية في دمشق أن يطلبوا منه معالجة جروحهم، «لكن لم يكن لدي ما أعالجهم به». بعد إطلاق سراحه نهاية 2013، لجأ بشار إلى لبنان، حيث تقدّم بطلب إعادة توطين عبر الأمم المتحدة، ووصل إلى بريطانيا في مارس 2015. وتمكن من اجتياز الامتحان المطلوب لممارسة الطب في المملكة المتحدة، حيث تزوج من مهندسة ديكور ويعمل في مستشفى بشمال لندن. يقول إنه حين بدأ وباء «كوفيد - 19» بالانتشار، «خفت بالطبع على أحبتي، لكنني لم أشعر أنها أزمة كبيرة، ربما لأنه مرّ عليّ ما هو أصعب» في سوريا. عبر الإنترنت، أطلق موقعاً لتقديم الاستشارات الطبية مجاناً للسوريين. ويقول: «يجب أن نكون أقوياء، وأن نعمل بجد ونثبت أنفسنا حتى نكون جاهزين للمساهمة في مستقبل سوريا حين يسقط النظام»......



السابق

أخبار لبنان..... بعد مقتل فخري زاده.. نصرالله يمتنع عن مغادرة مخبئه.....رسالة «مؤتمر باريس» غداً: تجاوز الطبقة الحاكمة والتشكيك بدورها!... أميركا تضغط على سلامة: معنا أو مع "حزب الله"؟...واشنطن تُلوّح بعقوبات على مصرف لبنان!....لبنان يتخلّى عن الملحقين العسكريين... باستثناء واشنطن!... ترسيم الحدود: تهديدٌ أميركيّ بوقف المفاوضات....طلبة لبنان في الخارج... ضحية الأزمة المالية....

التالي

أخبار العراق...... نواب عراقيون يطالبون بقطع العلاقات مع الإمارات "تنفيذاً للأجندة الإيرانية"... التيار الصدري يهاجم «المتلونين» بذي قار...عودة الهدوء إلى الناصرية العراقية... وتوقعات بإقالة المحافظ...فوضى في جلسة برلمان كردستان...الرياض وبغداد تفتحان أولى صفحات التعاون العسكري...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,121,152

عدد الزوار: 6,935,651

المتواجدون الآن: 83