المطارنة الموارنة في ندائهم العاشر

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 أيلول 2009 - 1:54 م    عدد الزيارات 3423    التعليقات 0    القسم محلية

        


عقد المطارنة الموارنة، في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، اجتماعهم الشهري، يوم الأربعاء في الثاني من أيلول سنة 2009، برئاسة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأصدروا نداءهم العاشر الذي أشاروا فيه الى أنه "منذ سنوات تعودنا أن نطلق نداء في مثل هذا الوقت من السنة، نستعرض فيه مجريات السنة الفائتة ومستجداتها، ونطل من خلاله على الرأي العام نشركه بما لدينا من هواجس وتطلعات، ونرى أن الواجب يقضي علينا بأن نراجع ما استجد في السنة المنصرمة، وما ينبغي ان نحتاط له في السنة المقبلة لئلا نفاجأ بما نكره".

ولفتوا الى أن "السنة الفائتة قد شهدت أحداثاً عديدة، منها الإيجابي ومنها السلبي، سواء على الصعيد الداخلي في لبنان، أو على الصعيد الإقليمي والدولي"، وأضافوا:

"فعلى الصعيد  الداخلي، وبعد حلّ أزمة الفراغ الدستوري بإنتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، قام فخامته بجهود مضنية لجمع الشمل وإعادة وضع مؤسسات الدولة على مسارها الصحيح، لإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي في مصاف الدول، من خلال ما قام به من زيارات رسمية موفقة إلى العديد من البلدان وإنعاش علاقات لبنان مع كل الدول والمنظمات الدولية. وإننا إذ نثمن عالياً ما يقوم به فخامته بثبات وحكمة، نهيب بجميع المسؤولين والأحزاب والقوى السياسية ان يلتفوا حول فخامته للعمل معا بإخلاص على إعادة بناء الدولة على اسس متينة، ودرء الأخطار المحدقة بهذا الوطن".

وتابعوا: "من الأحداث الإيجابية في هذه السنة تنظيم الانتخابات النيابية وإجراؤها في يوم واحد بأقل ما يمكن من الشوائب. ولئن كانت الممارسة الديمقراطية قد أظهرت انقساماً كبيراً في الرأي العام، وأفرزت القوى السياسية إلى جبهتين متقابلتين، فهذا لا يعني بالضرورة أن يستحكم العداء بينهما، بل على الجميع أن يتعالوا على الأحقاد والمطامع الشخصية أو الفئوية، ويتعاونوا على خدمة المجتمع وتأمين الخير العام. ومعلوم أن غاية من يولّون الاحكام يجب أن تكون العمل على ما فيه خير الرعية، وليس تحقيق الغايات والمطامع الشخصية"، لافتين الى أنه "بين الايجابيات، صمود الاقتصاد اللبناني في وجه الأزمة العالمية، وعدم تأثره بها بمقدار ما تأثر غيره من بلدان، وذلك بفضل الخيارات الحكيمة التي اتخذها القيّمون على السياسة النقدية في البلد. ويجدر التنويه هنا بما عرفته الحركة السياحية من انتعاش خلال هذه السنة بفضل اقبال عدد كبير من اللبنانيين المنتشرين على زيارة وطنهم الأم والاقامة في ربوعه لبعض الوقت، بالاضافة الى السياح العرب والأجانب".

وأشاروا الى أن "لبنان عرف خلال هذه السنة حركة فكرية وعلمية وفنية كبيرة برزت من خلال ما عقد فيه من مؤتمرات حول شتّى المواضيع، ونظّم فيه من مهرجانات في مختلف المناطق، وما قامت به مجموعات عديدة من المفكرين والباحثين عن حلول للشؤون السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية".

وقالوا: أما على الصعيد الدولي والإقليمي، فقد استبشر العالم خيراً بانتخاب السيد باراك اوباما رئيساً جديداً للولايات المتحدة الأميركية. وعلّق الجميع آمالاً عريضة على انتهاجة سياسة جديدة تسهم في حل القضايا المزمنة التي تؤجج الصراعات في منطقتنا، ولا سيّما القضية الفلسطينية، والصراعات المتشعّبة في العراق، والعلاقات مع ايران وغيرها من القضايا التي يثيرها التطرف والارهاب في مختلف البلدان. غير أن بروز حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل زاد من وضع العراقيل امام اي حلّ عادل لهذه القضايا، ولا سيّما القضية الفلسطينية التي يتأثر بها لبنان كل التأثر، إذ ان المساعي التي يقوم بعض البلدان بها عادت تطرح بالحاح قضية توطين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون فيها. وهذا يحرم الفلسطينيين من حقهم في العودة ويشكل أكبر خطر على لبنان دولة ومجتمعاً وكياناًً، متسائلين "كيف سيواجه اللبنانيون هذا الخطر"؟

وكيف سيواجهون الأخطار الأخرى المحدقة بلبنان من كل صوب؟ وكيف سيعالجون الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها الناس؟ كيف سيحاربون الفساد ويعيدون بناء الدولة اللبنانية على اسس صحيحة. وكيف سيضعون حداً للهجرة التي تفرغ البلاد من عناصرها الحيّة، ما دامت تتحكم بهم اصطفافات وراء محاور اقليمية أو دولية، وانتماءات طائفية ضيّقة تجعل كل طائفة تنطوي على ذاتها وكأنها تتوهم انه باستطاعتها أن تشكل وطناً لذاتها بمعزل عن الآخرين، وما دام اهل الحكم عندنا في معظمهم منجرين وراء مصالحهم الخاصة وصراعاتهم على السلطة؟"

وأضافوا: "إذا ظلّ هذا الصراع القاتل بين الطامعين في جنة الحكم مستمراً، فقد يفاجأ اللبنانيون يوماً باقصائهم جميعاً عنه. وإذا وسوست شياطين الطمع للطامعين بوضع يدهم عليه، لا ينفع ساعتئذ الندم، وأشاحت الدول الكبرى بنظرها عنه بحثاً عن مصالحها الخاصة. لذلك إن محبة الوطن تقضي بأن يسود التفاهم صفوف اللبنانيين، وأن يتضافروا للعمل معاً في سبيل تجنيب بلدهم ما يتهدده من أخطار، على الرغم مما بينهم من تباين في المعتقدات والتفكير، وعليهم ان يحزموا أمرهم، ويخرجوا من هذه الدوّامة، ويقبلوا على تأليف حكومة تعنى بشؤون الشعب اللبناني قبل كل شيء، وهذه هي وظيفتها الأولى وقد مرّ الآن شهران على البحث عن تشكيل حكومة، ولم يفض هذا البحث إلى النتيجة المطلوبة"، مردفين "إذا ألقينا نظرة على تناقص أعداد اللبنانيين الذين تبتلعهم الهجرة البعيدة سنة بعد سنة، ولا سيما الشباب منهم وأصحاب الكفاءات، يحق لنا أن نتساءل ما عسى أن يكون المصير في الأمد البعيد، وقد منح الله اللبنانيين من الهمة العالية، ولباقة التصرف، والطموح المشروع، ما مكّن بعضهم من احتلال أعلى المراكز في بلدان اغترابهم".

وشدّدوا على ضرورة أن "نرصّ الصفوف ونشبك الأيدي لننهض ببلدنا من كبوته ونستأنف إعماره، إقتداء بمن سبقنا على أرضه من آباء وأجداد، ونوّثق عرى التعاون والصداقة مع جيراننا، وبخاصة مع أقربهم الينا، لنخرج مما نتخبط فيه، ونبني معا ما تهدم عندنا وتداعى من صروح إلفة ومحبة"، وختموا: "وإنّنا إذ نحيّي جميع الذين يعملون بإخلاص في سبيل رفع شأن وطنهم الصغير بين الأوطان، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ويشملنا جميعاً برضاه وبركاته.


المصدر: موقع لبنان الأن

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,147,804

عدد الزوار: 6,757,093

المتواجدون الآن: 130