اجتماع مرجح للجنة بكركي اليوم ووزراء جنبلاط زاروا عين التينة

بري: شعار المرحلة من يربح القانون يربح الرئاسة
 

مع ان جلسة اللجان النيابية المشتركة امس لم تشهد مقاربات تفصيلية لمشروع قانون الانتخابات النيابية الذي أحالته الحكومة على مجلس النواب ولا لاقتراحات قوانين ومشاريع اخرى، اكتسبت الحصيلة العامة للجلسة مع التحركات السياسية التي واكبتها خارج المجلس أهمية في تصعيد حمى قانون الانتخاب ورفع وتيرة الدينامية النيابية والسياسية المتصلة به.
واذ يمكن اعتبار الجلسة محطة انطلاق للجدل السياسي الخلافي حول قانون الانتخاب على غاربه، عكس حضور زهاء 70 نائباً الجلسة هذا البعد الى حد بدت معه جلسة اللجان أشبه بجلسة مناقشة عامة وضعت خلالها كل الكتل النيابية والقوى السياسية مواقفها المبدئية من قانون الانتخاب على مشرحة مجلس النواب، علماً ان النقاش ثبت هذه المواقف من جهة وطاول ناحية اجرائية حساسة تتعلق بمهلة مبدئية لبت قانون الانتخاب قبل مطلع السنة المقبلة من جهة اخرى.
وقالت مصادر نيابية مواكبة لمناقشات اللجان التي استمرت زهاء ثلاث ساعات لـ"النهار" ان خلاصة هذه المناقشات تؤكد انه لن يكون سهلاً تمرير اي من مشاريع او اقتراحات القوانين المطروحة في الوقت الحاضر وفي شكلها الحاضر. وقد برز في هذا الاطار الموقف الرافض للنسبية في مداخلات نواب 14 آذار من منطلق اعتبار النسبية كما هي مطروحة تكريساً لهيمنة السلاح، الامر الذي اثار اعتراضات بعض نواب "حزب الله". اما على مستوى طروحات المعارضة، فتبين ان ثمة اكثرية لمنع النسبية ولكن لا  اكثرية كافية لتمرير اقتراح قانون مسيحيي 14 آذار الذي تقدم به امس النواب بطرس حرب وجورج عدوان وسامي الجميل أقله في الوقت الحاضر. وقد تلاقى النائبان جورج عدوان ونواف الموسوي في الدعوة الى تحديد مهلة لانتهاء النقاش والتصويت على قانون جديد للانتخاب.
الا ان هذا الطرح لقي اعتراضاً من بعض النواب باعتبار انه يشكل تقييداً لحرية النواب والمجلس وضد الدستور. وتدخل رئيس الجلسة نائب رئيس المجلس فريد مكاري مؤكداً السعي الى الاسراع في عمل اللجان ومتحفظاً عن تقييد حرية المجلس لانه سيد نفسه. لكن مصادر نيابية في الاكثرية تحدثت عن تفاهم ضمني على التزام طوعي لمهلة حدها الاقصى مطلع السنة للانتهاء من المناقشات والذهاب الى التصويت على القانون.
وتبين ان لائحة طالبي الكلام تضم نحو 40 نائباً ولا يزال هناك العشرات منهم ينتظرون دورهم للإدلاء بآرائهم في شكل عام في القانون المرتجى، مما يعني ان رحلة النقاش لا تزال طويلة، الامر الذي تقرر معه تكثيف الجلسات بمعدل جلستين اسبوعياً كل ثلثاء وخميس.
وخلصت المصادر الى ان ما شهده مجلس النواب امس هو "فلش الأوراق" على الطاولة، علماً ان ورشة قانون الانتخاب لا تنحصر بالمجلس وحده ومن شأن شروع اللجان في عملها ان يرفع وتيرة الاتصالات والمشاورات السياسية في شأن هذا الملف لدى جميع الافرقاء.
 

وفي هذا السياق، يعقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في الرابعة والنصف عصر اليوم في معراب يتناول فيه قانون الانتخاب الجديد.
وتوقعت مصادر نيابية مسيحية عقد اجتماع اليوم للجنة بكركي تعرض فيه التطورات الجارية في شأن ملف قانون الانتخاب. وشككت المصادر نفسها في أن تخرج اللجنة بنتائج فورية في ظل التباعد القائم بين القوى الممثلة فيها.
 

وبرز أمس تحرك لوزراء "جبهة النضال الوطني" في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدين ان الجبهة ليست مع مشروع الدوائر الصغرى لقوى 14 آذار كما ليست مع مشروع النسبية وتفضل بقاء القانون الحالي.
وصرح الوزير غازي العريضي لـ"النهار" بأن لقاء وزراء الجبهة مع الرئيس بري جاء بتكليف من رئيس الجبهة النائب وليد جنبلاط. وأكد "الانفتاح على جميع الاطراف"، مشيرا الى ان "التواصل يشمل "حزب الله" و"تيار المستقبل" في ضوء اللقاء الاخير للرئيس سعد الحريري والنائب جنبلاط، فيما زار الوزير وائل أبو فاعور بتكليف من جنبلاط رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "لأننا دعاة حوار والموضوع حساس ودقيق ولا يمكن أحدا أن يتجاوز أحدا". ولفت الى ان الموقف من النسبية وما يتضمنه اقتراح مسيحيي 14 آذار أعلنه جنبلاط”.
وعلمت "النهار" ان بري قال للوفد إنه يحترم الرأي الذي سمعه من وزراء الجبهة، مكررا أنه يحترم ايضا ما يتفق عليه المسيحيون.
وأبلغت أوساط رئيس المجلس "النهار" أن بري ووزراء الجبهة التقوا على رفض مشروع الدوائر الصغرى الذي قدمته قوى 14 آذار المسيحية، وبدا بري في موقع المنتظر لمواقف الافرقاء كافة، وعلى ضوء ما ستصل اليه اجتماعات اللجان لا يرغب في التعليق على هذا الموضوع أكثر مما فعل. كما ان بري لا يزال عند رأيه المطالب بلبنان دائرة انتخابية واحدة، وأن الحد الادنى لديه هو السير بمشروع الحكومة على أساس النسبية. وقالت أوساط عين التينة إن بري حمل الوفد رسائل عدة الى جنبلاط ردا على مشروع قوى 14 آذار، واعتبر ان "حسابات الجهات المختلفة حيال القانون المنتظر ترتبط بانتخابات رئاسة الجمهورية بحيث بات شعار المرحلة في هذه الايام من يربح قانون الانتخاب يربح الرئاسة". كما أثير في اللقاء تساؤل عن موقف "تيار المستقبل" من الدوائر الصغرى وتحديدا من مشروع قوى 14 آذار المسيحية.

أعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في مدينة حلب بعد ظهر أمس، اثر هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها. كما اقدم مجهولون على تفجير انبوب للنفط في منطقة ام مدفع بجنوب الحسكة، في عملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط. وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن ارتفاع حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن والجيش النظامي السوري إلى 118 شخصا.
ومع استمرار طرح الازمة السورية على هامش الدورة السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة من دون افق للحل او تحرك لمجلس الامن، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تدخل الغرب في النزاع السوري تسبب بنشر الفوضى في هذا البلد. وكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو امنت اتصالاً بين خبراء اميركيين والنظام السوري من اجل التأكد من أمان الترسانة الكيميائية السورية وعدم وقوعها في ايدي تنظيمات متطرفة.     
و شهدت الامم المتحدة الاربعاء اجتماعا عربيا للبحث في شروط تدخل عسكري "عربي" محتمل في سوريا، بعد الدعوة القطرية الى "تدخل عربي سياسي وعسكري" لحل الازمة، واقتراح ايران الحليف الاوثق للرئيس السوري بشار الاسد بلسان رئيسها محمود احمدي نجاد، تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول سوريا.
وتتفاقم الازمة الانسانية المرافقة للاحداث السياسية والميدانية. وقد توقعت المفوضية  السامية للامم المتحدة للاجئين ارتفاع عدد اللاجئين السوريين من 300 الف حاليا الى اكثر من 700 الف في نهاية سنة 2012.   
وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان روسيا والصين وإيران قائلا إن موقفها من الأزمة في سوريا يسمح باستمرار أعمال القتل هناك دون هوادة.
وقال في مقابلة بثتها على الهواء مباشرة قناة "ان تي في" التركية للتلفزيون "المصدر الرئيسي لخيبة الأمل هو روسيا. فبدل أن تنتقد سوريا تساند المذبحة". وأضاف: "تقف الصين بجانب روسيا وعلى رغم أن (الرئيس الصيني) هو جين تاو أخبرني أنهما لن يستخدما حق النقض ضد الخطة (لإقامة منطقة آمنة) للمرة الثالثة إلا أنهما فعلا ذلك في التصويت بالأمم المتحدة". ووصف موقف إيران من الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الأسد بأنه "يتعذر فهمه". وخلص الى أن "أيام الأسد معدودة. ربما اضطر الى الرحيل قريبا فهو لا يستطيع المقاومة أكثر من ذلك".
 
 

وأفاد ديبلوماسي أميركي رفيع أمس أن الولايات المتحدة ستغتنم فرصة انعقاد "مجموعة أصدقاء الشعب السوري" على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك لتشجيع أطراف المعارضة على تشكيل قيادة سياسية تمهد للعملية الإنتقالية في سوريا على أساس الخطة التي اتفق عليها في القاهرة، مشدداً على أن بلاده لا تريد أن تخسر المزيد من حياة الأميركيين حتى يرى الآخرون أننا نقوم بالشيء الصحيح في سوريا.
وقال الديبلوماسي الأميركي الرفيع الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "المعارضة السورية تحتاج الى الوحدة" على غرار ما حصل عندما اتفقت مجموعات عدة في القاهرة على "خطة انتقالية" في تموز الماضي، موضحاً أن الخطة تتضمن تأليف حكومة انتقالية، وهذا ما يتفق مع ما ورد في بيان جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا. وأكد أن المجتمع الدولي "لا يزال يعمل بجهد من أجل جمع المعارضة السورية في اطار "يمكن أن يقود المرحلة الإنتقالية"، مضيفا أن "أحدا من الخارج ينبغي ألا يفرض صيغة محددة للعملية الإنتقالية. ولكن بالتأكيد سنكون داعمين ومشجعين للعناصر التي تعمل على ذلك من المعارضة السورية".
وإذ أشار الى "نماذج وطرق عدة يمكن أن يحصل فيها الأمر مثل ليبيا واليمن والجزائر"، ذكر بأن "روسيا شاركت في المفاوضات التي أوصلت الى بيان جنيف". غير أن "خيبتنا منهم هي أننا لم نتمكن من الإتفاق على وضع عناصر بيان جنيف في قرار لمجلس الأمن". وشكك في امكان اصدار قرار كهذا في مجلس الأمن. وعبر عن احترام كبير للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الذي "يستحق دعم المجتمع الدولي" لمواجهته "تحديا صعبا للغاية". ورفض الخوض في تفاصيل الأفكار التي يعمل عليها الديبلوماسي الجزائري، وقال: "نحاول اقناع روسيا والصين بأن توافقا معنا على أن الأسد ينبغي أن يرحل، والقتل الرهيب على أيدي النظام يجب أن يتوقف". ولاحظ أنه "حتى روسيا والصين... تعتقدان أن لا مستقبل للأسد في سوريا، من حيث القيادة. يختلفون معنا حول طريقة حصول العملية الإنتقالية ومتى ولمن". وأضاف أن "الأسد معزول بالتأكيد... والجهد الجاري حالياً هو وضع أكبر قدر ممكن من الضغط عليه. لا مستقبل له هناك".
وقال رداً على سؤال: "لا نعتقد أن تصعيد القتال في سوريا هو أمر منتج. وهذا واحد من الأسباب التي تجعلنا نتخذ مواقف قوية مع العراقيين كي لا يسمحوا بعبور أجوائهم للطائرات المحملة بالمقاتلين والمعدات القتالية الى دمشق. من الواضح لنا أنه كلما طال القتال على الأرض، صارت هذه الأرض أخصب للجهاديين والمتطرفين... كي يعملوا هناك. وهذا سيكون رهيباً لسوريا ورهيباً لكل جيرانها والمنطقة... نحن نركز على العملية السياسية لا على الجانب العسكري".
وشدد على أنه "من الساذج للغاية القول إن الولايات المتحدة تتدخل في سوريا". وقال إنه "من غير المناسب الإصرار على أنه يجب أن نخسر المزيد من حياة الأميركيين حتى يرى الآخرون أننا نقوم بالشيء الصحيح في الشرق الأوسط. نحن ننهي حربين في بلدين مسلمين ولا نريد حرباً جديدة (في سوريا). من المخيف ما يفعله الأسد ضد بلده. أن هذا الشخص يمكن أن يقصف مدنه، ويدمر شعبه بالطريقة هذه، يدمر بالطريقة هذه تاريخ بلاده. هذا ما يتعدى الخيال بالنسبة الينا".
وأبدى "قلقا بالغا" من امكان انتقال ما يحصل في سوريا الى لبنان "وخصوصاً امكان أن يعمل الجهاديون والمتطرفون في لبنان، لأن في امكانهم أن يعبروا الحدود من لبنان وبالعكس". ثم قال: "نحن نعلم أن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية ومن المهم جدا أن يكون هناك فصل واضح بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري لحزب الله. هذا لم يحصل بعد. وهذا ما يجب أن يحصل".
وختم: "نعتقد أن ما ورد في صحيفة الواشنطن بوست عن ارسال حزب الله مقاتلين" الى سوريا "صحيح"، مستدركاً أنه لم ير دليلاً على ذلك. "لكن المعارضة السورية تبلغنا عن ذلك. هذا غير مقبول على الإطلاق".

كان النواب كأنهم يدخنون النرجيلة لشدة الغيمة البيضاء التي سادت القاعة العامة لمجلس النواب. هذا ما عبرّ عنه النائب عاطف مجدلاني وهو يخرج من جلسة اللجان المشتركة. النائب الطبيب لم يمنع الغيمة الكبيرة من تغطية اجواء المجلس. هي غيمة عكست ضبابية تجاه ما ستؤول اليه نقاشات قانون الانتخاب الموعود به.
نحو ثلاث ساعات، أمعن 70 نائبا في نقاش مشروع قانون الانتخاب المقدّم من الحكومة، في حضور وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للشؤون السياسية واللاجئين بالتكليف العميد الياس الخوري والمدير العام للمغتربين هيثم جمعه. الا ان النقاش بقي عريضا، عموميا، لم يلامس التفاصيل ولم يقترب بالطبع من مسألة تقسيم الدوائر وشكلها.
ورغم الضبابية، لم تكن الجلسة بلا اي اهمية، لانها في الاساس عكست او كرّست مواقف كل كتلة نيابية من القانون المرتقب. من هنا، يمكن تقسيم الجلسة من حيث الشكل والمضمون.
في الشكل: كادت الجلسة ان تكون اشبه بالجلسات العامة، انما بلا اعلام، لكنها تميزت بوقتها الطويل وبمكان انعقادها في القاعة العامة، خلافا لجلسات اللجان المشتركة الاخيرة التي كانت تعقد في احدى قاعات مبنى مكاتب النواب. انما حساسية الموضوع من جهة، وكثرة عدد النواب من جهة اخرى فرضا توافر قاعة كبيرة تستوعب العدد، فكانت القاعة العامة. كما ان عدد طالبي الكلام كان كبيرا، حتى انه بقي نحو 15 نائبا من طالبي الكلام بعد ثلاث ساعات من بدء الجلسة.
في المضمون: رغم ان الجلسة لم تخرج بمعطى واضح، فقد اظهرت الجو العام السياسي الذي سيرافق نقاشات النواب لقانون الانتخاب. وهنا، تتوزع الخريطة السياسية كالاتي: فريق "حزب الله" مؤيد لمشروع النسبية، وان قال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد فياض ان "الحزب لم يعلن موقفا رسميا ونهائيا بعد".
فريق النائب وليد جنبلاط من ابرز المعارضين المعلنين لمشروع النسبية.
الفريق المسيحي في 14 آذار متمسك بالدوائر الصغرى، وقد برز هذا التوجه امس بعدما قدم النواب بطرس حرب وجورج عدوان وسامي الجميل اقتراح قانون الى الامانة العامة للمجلس يتعلق بتقسيم لبنان 50 دائرة انتخابية.
وبدا واضحا ايضا ان "تيار المستقبل" مع مبدأ الدوائر الصغرى ويرفض النسبية لانه يربط تطبيقها بامكان توسع سيطرة السلاح، الا ان فريق "تكتل التغيير والاصلاح" وتحديدا النائب الان عون طالبه "بتحديد موقف واضح من اقتراح القانون الذي قدمه حرب وعدوان والجميل".
اما التكتل بدوره، فلم يبد موقفا من اقتراح حرب والجميل وعدوان، في انتظار الاطلاع عليه، الا انه دافع عن النسبية، معللا ان ما اتفق عليه في لجنة بكركي كان مشروع اللقاء الارثوذكسي ومن ثم النسبية، وانه لم يغيّر موقفه من الامر، كما يدّعي البعض، وفق النائب ابرهيم كنعان. الا ان هذا التفسير لم يرق فريق "تيار المستقبل"، فأوضح النائب هادي حبيش ان "هذا الكلام غير صحيح، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قال حرفيا انه ضمن لجنة بكركي كانت ثلاثة خيارات، الاول مشروع اللقاء الارثوذكسي، والثاني الدوائر الصغرى، والثالث النسبية. وان النائب كنعان اغفل مشروع الدوائر الصغرى".
وفق هذا التوزيع السياسي، بدا لافتا ان الفريق الاكثر صمتا، كان فريق حركة "امل"، اذ لم يبادر اي عضو من كتلة "التنمية والتحرير" الى اعلان موقف الكتلة او حتى التصريح بعد الجلسة، رغم سيل التصريحات التي توالت في بهو المجلس. صمت نواب "الحركة" كما لو انهم يدرون ان لا جدوى من هذه النقاشات، وان ما سيكتب في اللحظات الاخيرة هو ما سيحدد الاطار العام لقانون الانتخاب الجديد.
وعلى الرغم من عدم تحديد تصوّر واضح لنتيجة الجلسة، فان امرين اعطيا الجلسة نكهتها. الاول مطالبة الجميل بتحديد مهلة زمنية للانتهاء من النقاش. هذا الموقف قابله تأييدا من "حزب الله" والتكتل، الى درجة ان كل فريق اعلن انه هو من طالب به منذ البدء. وفي المحصلّة كان اتفاق من هؤلاء الى جانب "القوات اللبنانية" على المهلة الزمنية، فيما لم يعلن "تيار المستقبل" رفضه له، الا ان رئيس الجلسة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لم يسر بالاقتراح، وقال: "لا يمكن الزام المجلس بأي مهلة. هذا الامر يعود الى رئاستي المجلس والحكومة".
الامر الثاني هو اصرار وزير الداخلية مروان شربل على ان يكون القانون الجديد مصادقا عليه في المجلس اواخر هذه السنة، افساحا في المجال امام التحضيرات اللوجيستية والتقنية التي تسبق الانتخابات، ولا سيما في ما يتعلق بتحضير اللوائح واقتراع المغتربين وتشكيل هيئة مراقبة الانتخابات.
وبين مطلب النواب واصرار شربل، خرجت رئاسة اللجان بالتوافق على تكثيف الجلسات، فتقرّر عقد جلسة الثلثاء المقبل، وسط اتفاق على ان تصبح جلسة اللجان لقانون الانتخاب، كل ثلثاء وخميس.

 

جو الجلسة عكسه مكاري بقوله: "اظهرت النقاشات وجهات نظر مختلفة، وهذا طبيعي في مسألة تتداخل فيها اعتبارات وطنية وطائفية وحزبية، وبينها اعتبارات مبدئية وأخرى مصلحية. نحن جميعا أمام مسؤولية التوصل الى قانون انتخاب يفرز تمثيلا سليما وعادلا ويعكس حقيقة توجه اللبنانيين وخياراتهم، ولا بد لنا من التوصل الى الصيغة الأنسب التي تضمن مشاركة الجميع، في لبنان وخارجه".   
وتمنى ان "يتحقق تقدم خلال الجلسات المقبلة، بحيث ننتهي بسرعة، ومن دون تسرّع، ليكون في إمكاننا اجراء انتخابات ناجحة في موعدها".
هذه الاجواء كانت تستكمل بين الحين والاخر، عبر لقاءات جانبية على هامش الجلسة، وبدا ان الهمّ المسيحي هو الهمّ الاكبر الجامع للنواب، اذ علم ان لقاء جانبيا جمع عدوان والجميل وحرب ووليد خوري، وسرعان ما عادوا الى القاعة.
في الداخل، كان النقاش في البداية حول "اظهار النيات الحسنة"، اذ انبرى اعضاء فريق 8 آذار للدفاع عن الانتخابات في موعدها، واقرار قانون جديد، على عكس ما يتهمهم الفريق الآخر. وفي المقابل اصرّ نواب 14 اذار على انهم يريدون قانونا يضمن صحة التمثيل والتوازن بين الطوائف.
ثم باشر النواب مناقشة مشروع الحكومة، فانقسمت الاراء بين مؤيد لمبدأ النظام النسبي وآخر لمبدأ النظام الاكثري.
النائب احمد فتفت اعتبر ان النسبية اذا اعتمدت، تطبق في مناطق دون اخرى، اي في مناطق نفوذ 14 آذار من دون تلك التي تخضع لنفوذ 8 آذار، بسبب سيطرة السلاح.
وفيما بدا ان نواب "تيار المستقبل"، ولاسيما النواب المسيحيين يرفضون النسبية، لفتوا الى انها "تتضمن نوعا من الكيدية تجاه المسيحيين"، وشرحوا ان "مشروع اللقاء الارثوذكسي يؤمن نحو 64 نائبا، ومشروع الدوائر الصغرى نحو 59 نائبا، فيما النسبية نحو 50 نائبا".
في المقابل، دافع نواب "حزب الله" عن النسبية، فاعتبر النائب علي فياض ان "هناك حججا غير مقنعة لا تستند الى اي دلائل لرفض النظام النسبي، فالنسبية وضعت اساسا لتحمي الاقليات في ظل المجتمعات المتنوعة، وان الدوائر الصغرى هي الصيغة المثلى لاصحاب الرساميل ليصبحوا نوابا".
الا ان النائب مروان حماده تحدث عن ان "النسبية تسمح بسيطرة اكبر للسلاح".
هنا ردّ النائب علي عمار: "لن نسمح باي كلام يستهدف الطائفة الشيعية".
فردّ حماده: "انا لا اتكلم عن الشيعة بل عن السلاح"، قاطعه عمار: "لا احد يستطيع ان يذبحنا او ان يستهدف سلاحنا"، فأكمل حماده بالحديث عن المخاوف من "سيطرة السلاح التي تغيّر المعادلات في البلد"، وبقي السجال مضبوطا.
سجال آخر وقع بين شربل والنائب اسطفان الدويهي على خلفية كلام الوزير عن التوازن بين المسيحيين والمسلمين، الامر الذي رفضه الدويهي، معترضا على الطريقة.
ثم بدأ النواب بدرس الاسباب الموجبة لمشروع الحكومة، وقلة من نواب التكتل تحدثت، مصرة على اعتماد ما اتفق عليه في لجنة بكركي، ورافضة القول انها بدّلت موقفها. واصرّ كنعان على "الانتهاء من النقاش حتى يكون امام الهيئة العامة للمجلس قانونا يسمح للرأي العام بفهم ما يجري"، فيما ايده عدوان بضرورة طرح القوانين على التصويت وفق مدة محددة.
ثلاث ساعات وانتهت الجلسة، بلا نتيجة. وادلى النواب بدلوهم.
اما وزير الداخلية فقال: "النقاش كان ديموقراطيا حتى ولو شهد بعض الحدة والحماوة، ولكن ما استنتجته ان المناقشات جدية والجميع مقتنع بضرورة الوصول الى قانون انتخابي جديد واجراء الإنتخابات السنة المقبلة. تمنيت أن يكون القانون منجزا آخر السنة، لأتمكن من التحضير لوجيستيا وتقنيا وإداريا، ويفترض أن يكون القانون الانتخابي منجزا ومصادقا عليه في المجلس آخر هذه السنة، وقد وافق المجلس على هذا الطرح".
من جهته، كشف الجميل انه اقترح ان يتفق على انهاء النقاشات قبل اول كانون الاول المقبل، لرفعه الى التصويت بهدف ضمان اعتماد قانون جديد، وعدم الابقاء على القانون الحالي". وذكرّ بأن "موقف الكتائب كان مع الدوائر الصغرى، انما موقفنا قابل للنقاش".   
واعتبر حرب ان "ما حصل اليوم مهم، بعدما قررنا بشبه إجماع أن ننهي القانون ونصوت عليه ويصدر قبل نهاية السنة، لنترك المجال امام الحكومة للتحضير للانتخابات، ونتمنى ان يحصل النقاش على المستوى السياسي المطلوب لنطوّر قانون الانتخاب ونسمح للمواطن بتمثيل صحيح".
بدوره، اكد عدوان "اننا حرصنا في الخمسين دائرة على أن يشعر الجميع بصحة التمثيل، وسنكون على تواصل مع كل المكونات من أجل أن يحظى الاقتراح بتأييد أكثرية المجلس، وبالتالي لا نعود الى قانون الستين".    
واذ رأى عون ان "هناك محاولة لتضييع الوقت ولتفويت اللبنانيين والمسيحيين فرصة اعتماد قانون انتخابي جديد"، شدد كنعان على ان "المطلوب التزام مهلة زمنية للنقاش حول قانون الانتخابات ليحوّل على الهيئة العامة"، ورفض "جعل قضية التمثيل المسيحي موضع مناورة، فالمال والسلاح يؤثران على القانون الاكثري كما النسبي".   
وقال فياض: "النقاشات كانت غير موضوعية ولا تستند الى فكر علمي برفض النسبية"، مشيرا الى ان "البعض حاول ربط رفض النسبية بوجود السلاح فيما قبل بالنظام الأكثري في ظل السلاح، وهذا امر غير مفهوم، لان النسبية اساسا وُضعت لتحمي الاقليات والتنوع داخل المجتمعات المتنوعة، وما سمعناه في رفض النسبية غير مفهوم". ودعا الى "اعتماد النسبية حتى لو خسرنا بعض المقاعد".

الداخل الى "امارة اعزاز" شمال حلب تقفز الى مخيلته سنوات الحرب اللبنانية وما كان يعرف بالادارات المحلية المناطقية.
هنا "لواء عاصفة الشمال" بقيادتيه الميدانية والسياسية. "ابو ابرهيم" بات الشخصية الذائعة الصيت عبر الفضائيات اللبنانية وغيرها، فـ"حاكم" اعزاز يحتفظ بتسع رهائن لبنانيين منذ 22 ايار الفائت، ويطالب اليوم "حزب الله" بالتفاوض غير المباشر او يتلطى خلف اعتذار من الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، مع علمه المسبق ان الاخير لن يقدم على هذه الخطوة مهما ارتفعت وتيرة الابتزاز عبر تصريحه باقفال ملف المخطوفين او الضيوف كما يسميهم، وبالتالي ابعاد الوسيط التركي عن الملف بعد اطلاق المخطوفين حسين عمر في 25 آب الفائت وعوض ابرهيم قبل يومين.

 

منذ خطف الزوار اللبنانيين قبل نحو 5 أشهر لم تتوقف المفاوضات مع "ابو ابرهيم" (عمار الداديخي) للافراج عنهم، ويسجل للنائب في "كتلة المستقبل" عقاب صقر انه اكثر المفاوضين نشاطا، اذ زار اعزاز 4 مرات قبل وبعد سيطرة الجيش السوري الحر على المعابر الحدودية مع تركيا، كما كانت له جولات تفاوض معقدة وطويلة اخفقت في اطلاق المخطوفين طوال اربعة اشهر، الى ان تدخل الجانب التركي بعد خطف مواطنين تركيين في لبنان، فزار محافظ كيليس او الوالي كما يسمونه في اعزاز قيادة "لواء عاصفة الشمال" في محاولة لانهاء ملف الخطوفين، وبعده جاء دور "هيئة العلماء المسلمين" والشيخ سالم الرافعي، ثم دخلت "جمعية اقرأ" برئيسها الشيخ بلال دقماق على خط التفاوض مع عدم انقطاع التواصل غير المباشر مع الرئيس سعد الحريري. ولم تثمر هذه المفاوضات سوى عن اطلاق اثنين من المخطوفين الـ11.
لكن اللافت في هذا الملف طلب "ابو ابرهيم" من احد الصحافيين التواصل مع "حزب الله" للشروع في مفاوضات غير مباشرة بعيدا من الاعلام، وافادته بجواب من الحزب ليحدد مطالبه.
هذه المطالب افصح عن بعضها، ولمح الى مطالب مالية ومساعدات لأهالي اعزاز في مقابل الافراج عن اللبنانيين التسعة المحتجزين قرب الحدود السورية – التركية، علما انه تم الافراج عن ثلاثة ايرانيين كانوا محتجزين الى جانب اللبنانيين الـ 11 قرب مخيم النازحين السوريين على الحدود السورية – التركية.
في المحصلة، ورغم اعلان الجهة الخاطفة اقفال ملف التفاوض ودعوتها الى "نسيان" المخطوفين التسعة في اعزاز، فان مصادر مواكبة لعملية التفاوض قللت اهمية تصريح الداديخي رغم اقرارها بأن هذا الملف بات معقدا اكثر من اي وقت مضى، ولكنها ابقت على حبل التفاؤل الذي قد تظهر بوادره العملية الاسبوع المقبل.

لم يتطرق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الخروق السورية للاراضي اللبنانية علنا، غير ان اكثر من مسؤول التقاه ميقاتي على هامش أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة المنعقدة في نيويورك، سأله عن تلك الخروق وكان جواب رئيس الحكومة الدائم "نحن ضد هذه الممارسات، ولفتنا السلطات السورية الى ضرورة وقف ذلك عبر مذكرات رسمية ارسلت الى وزارة الخارجية السورية".
وقللّ مسؤولون في بيروت أهمية الوعود التي أعطيت لميقاتي من دول كبرى بأنها لن تسمح بامتداد القتال الى لبنان. ويعود السبب الى انه سبق لهؤلاء ان تبلغوا من زوار رسميين لبيروت او خلال زيارات مسؤولين لبنانيين الى دول أجنبية، بوعود مماثلة لم تمنع الخروق التي تكاد لا تنقطع. واضافة الى ان الواقع يظهر العكس، فان بعض العارفين بالشأن السوري يتوقعون هجوما سوريا قويا على 9 آلاف عنصر من الجيش الحر على الحدود القريبة  من لبنان، على قولهم، من دون الكشف عن أماكن اقامتهم.
ونبهوا من جهة اخرى الى أن ما حضت عليه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الرئيس ميقاتي خلال اجتماعها به في نيويورك هو الاقدام على استثمار الثروة الطبيعية في "المنطقة الاقتصادية الخالصة" في مساحة 500 كيلومتر من اصل المساحة الاجمالية، وهي 860 كيلومترا، ويبدو ان واشنطن فشلت في الضغط على اسرائيل للانسحاب من المساحة التي قضمتها من لبنان، وأن من قام بالاتصالات بين لبنان واسرائيل هو فريديرك هوف المستقيل، والذي توصل الى هذه النتيجة، وقد نصحت كلينتون ميقاتي بمباشرة التنقيب في مساحة 500 كيلومتر الى ان تستكمل الاتصالات والمساعي لاسترجاع ما صادرته اسرائيل.
ولفتوا الى ان المشكلة هي مع قبرص التي سارعت ووقعت اتفاقا مع اسرائيل للبدء بالاستثمار وتبين للفنيين الذين اطلعوا على الخريطة التي ارسلتها تل ابيب الى الامم المتحدة أنها قضمت 370 كيلومترا تقريبا من مساحة لبنان في المنطقة. فشلت نيقوسيا في اقناع تل ابيب بالانسحاب من المساحة التي تخص لبنان على الرغم من انها كانت قد اتفقت مع لبنان على عدم البدء بالاستثمار قبل تصويب الاتفاق مع لبنان وان الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين لم تؤد الى نتيجة عملية.
وأشاروا الى ان المسؤولين انقسموا فريقين ازاء الدعوة الاميركية الى الاستثمار في تلك المنطقة، وقد حضت كلينتون ميقاتي على الأمر في نيويورك قبل ثلاثة أيام . الفريق الاول مؤيد، وهو مع الاستثمار في مساحة الـ500 كيلومتر الى ان تثمر الاتصالات التي ستستمر عبر التفاوض مع الامم المتحدة ويستعيد لبنان حقوقه البحرية كاملة مع ترسيم حدوده من دون التخلي عن اي شبر . أما الفريق الثاني فهو مع التنقيب في المساحة كلها وهي 860 كيلومترا مربعا لان السلطات المختصة أجرت المسح العلمي ورفعت الخرائط ذات الصلة الى الدائرة المختصة في نيويورك، بعد صدور مرسوم ينطوي على تحديد حدوده البحرية.
ودعوا المتخاصمين الى تشكيل "هيئة ادارة قطاع البترول"، ما دام انه لم يعد هنالك خلاف على هوية رئيسها الطائفية التي اصبحت مداورة ولا على تسمية اعضائها كما يؤكد الذين كانت لهم ملاحظات، وذلك تمهيدا لاقرار الحكومة بالبدء بالتنقيب على النفط  في أقرب جلسة من دون تأخير، نظرا الى ما سيجنيه لبنان من غاز طبيعي ونفط ومن ثروات طبيعية اخرى تساعده على تقليص عجزه المالي وتدخله مجموعة الدول النفطية.

سعى المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الى أن تكون زيارته أمس للمنطقة الحدودية في جرود عرسال، زيارة خاصة بعيداً من الوسائل الاعلامية. وصادف بعد دقائق من مغادرته خربة داود في المنطقة الجردية لبلدة عرسال والتي هي حدودية مناصفة لبنانية وسورية، أن أغار عليها الطيران السوري وقصفها بثلاثة صواريخ، طال أحدها محلة شل القريص للمرة الثانية في أقل من اسبوعين . وأوضح بلامبلي خلال لقاء في دارة النائب علي المقداد في بلدة مقنة، شارك فيه رئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان، ان زيارته للاطلاع على الاوضاع الامنية ولقاء عدد من قيادات الجيش الذي من ضمن اولويات الامم المتحدة، تعزيز دوره خصوصا في المناطق الحدودية. وكرر موقف الامم المتحدة من سيادة لبنان واحترامها من الجميع، مستنكراً خرق الأراضي اللبنانية من أي جهة أتى.
وقال المقداد: "هنالك من يريد ان يقحم لبنان في الازمة ونحن نرفض هذا الأمر رفضا قاطعا، ومن اولوياتنا ان يكون لبنان مستقرا، وعدم تدخل أحد في الازمة السورية الداخلية".
وأفاد بيان للأمم المتحدة أن بلاملي التقى نواباً ومسؤولين محليين من منطقتي بعلبك والبقاع الغربي، واجتمع بممثلين للجيش اللبناني والقوى الأمنية أحاطوه علماً بالاجراءت التي اتخذت لضبط الحدود اللبنانية – السورية بما فيها الانجازات التي حصلت أخيراً على صعيد ضبط السلاح، واصطحبوه في جولة ميدانية حدودية. ومما قال: "لقد أعجبت بما لمسته من عزم لدى القوات المسلحة اللبنانية في المناطق الحدودية، ولكنني لا أزال قلقا من تأثير الإشتباكات عبر الحدود والخروق من أي مصدر أتت. والأمم المتحدة تؤكد باستمرار أهمية احترام الحدود اللبنانية".
 كذلك التقى، في حضور ممثلين للمفوضية العليا للاجئين، عدداً من النازحين السوريين في مأوى جماعي ومركز للمرأة في عرسال. 

عقدت حركة "مسلمون بلا حدود"، مؤتمرا صحافيا عصر أمس في مقرها ببر الياس، تناولت فيه توقيف مخابرات الجيش أحد افرادها الشيخ حسن علي من بلدة كامد اللوز، في اطار التحقيق الذي تجريه لمعرفة هوية المجموعة التي كانت تستخدم النفق الذي دهمته قوة من الجيش الثلثاء الفائت في جرود البيرة - قضاء راشيا، والذي ضبطت فيه اسلحة وذخائر واعتدة عسكرية وحاسوباً.
وحذرت الحركة، من اللجؤ الى "خطوات تصعيدية غير مسبوقة"، اذا لم يجر التجاوب مع طلبها "الافراج فورا" عن الشيخ الموقوف، معتبرة "ان هناك محاولة لان تلصق به تهمة حيازة الاسلحة ومساندة ما باتت تعرف بمجموعة البيرة بالاسلحة". وحذرت من "وضع صورة اعتقاله في غير اطارها الصحيح، اذ ان الاطار الصحيح هو الوقوف الى جانب الثورة السورية المجيدة".
وبحسب ما قال الدكتور عبد القادر عبد الفتاح باسم الحركة في مؤتمر صحافي: "ان ما قام به الشيخ حسن علي هو دعم لوجيستي، فأحضر بعض الطعام، وأمّن جهاز حاسوب ليس الاّ، لأخوة ثوار سوريين كانوا في مهمة أو كانوا يقومون بأمر ما في لبنان، والسلاح خاص بالأخوة الثوار".
وطالب الدولة بـ"الافراج عن الشيخ فورا حفاظاً على البلد"، لافتاً الى "أن زمن الهوان والاستضعاف والاستخفاف بأهل السنة قد ولّى الى غير رجعة".

أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان المنظمة الدولية وشركاءها يتطلعون الى الحصول على 106 ملايين دولار لمساعدة اللاجئين السوريين وخصوصا ان عددهم في لبنان ما زال يرتفع.
وافادت في بيان وزعه مكتب المفوضية في بيروت "ان الامم المتحدة وشركاءها الانسانيين اصدروا نداء لجمع لـ487,8  مليون دولار بهدف مساعدة الاعداد المتزايدة للاجئين في الاردن ولبنان والعراق وتركيا".
وذكر البيان ان ثمة 290 الف لاجىء مسجل في المفوضية مقارنة مع 41500 كانوا مسجلين في آذار الماضي، ناقلا عن المنسق الاقليمي للاجئين السوريين بانوس مومتسيس "ان كثرا منهم يصلون مع البسة فقط على ظهورهم وبعضهم تنقل مرات عدة قبل مغادرته سوريا وهو يحتاج الى مساعدة انسانية منذ اليوم الاول". واشار الى ان عدد المسجلين او اولئك الذين ينتظرون تسجيلهم في لبنان بلغ 80 الفا، فيما يتوقع السكان المحليون اعدادا اكبر".
وافاد ان "تدهور الوضع الامني في سوريا دفع الوكالات الانسانية الى الاستعداد لاستقبال اعداد اكبر"، ناقلا عن ممثلي المفوضية في بيروت ان "مسألة ايجاد ملاجىء باتت اكثر صعوبة"، وكاشفا ان "الجهود تتواصل لايجاد خيارات ايجار وابنية شاغرة قابلة للتأهيل".
ويشارك في العملية برنامج الغذاء العالمي بدعمه توزيع الاغذية. ويمثل النساء والاطفال نسبة 75 في المئة من اللاجئين السوريين في لبنان في وقت توافر تمويل 33 في المئة فقط  من "خطة الاستجابة" قيمتها 106 ملايين دولار.

قال النائب نديم الجميل "ان هناك الكثير من التحديات التي تمنع قيام الدولة في لبنان وعلى رأسها هيمنة حزب الله على قراراتها"، مشدداً على  "وحدة اللبنانيين لترسيخ مفهوم السيادة والاستقلال والحرية".
وافاد بيان لمكتبه الاعلامي انه وفي إطار جولة بدأها في ادمنتون في مقاطعة البرتا، وصل الجميل إلى مونتريال حيث زار مركز جريدة "الأخبار"، ملبّيا دعوة رئيس تحريرها إيلي مجاعص. ووعد في كلمة "بتحويل لبنان بيئة سليمة وصحية لاستعادة اللبنانيين ليعيشوا في كنف دولة آمنة وعادلة وحديثة"، مشيراً الى "وجود ثلاثة مشاريع لقانون الانتخاب العتيد وكلها قيد الدرس". واذ ابدى تخوفه من "عدم إمكان مناقشة كل هذه المشاريع للخروج بقانون جديد يرضي الأطراف"، اسف "لاعتماد قانون الستين مرة جديدة"، معلناً "رفضه لما يُعرض من إعطاء المغتربين عدداً من النواب الممثلين"، ومؤكداً ان "من حق المغتربين ان يحظوا بالمشاركة التي تتناسب مع حجمهم".

استقبل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في بكركي أمس ، مطران الارمن الارثوذكس كيغام خاتشريان.
كذلك استقبل المديرة العامة لـ"المشروع الأخضر" غلوريا أبو زيد، ورئيس مؤسسة "لابورا" الأب طوني خضره، وكان بحث في موضوعات تتعلق بالمشاريع التي تنفذها هذه الإدارة العامة للحد من نزوح المواطنين الى المدن ودعمهم في قراهم من طريق مساعدتهم في استصلاح الاراضي.
ثم التقى سفير لبنان في أندونيسيا فيكتور الزميتر فقائد الدرك العميد جوزف الدويهي. ثم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان يرافقه وزير الدولة مروان خير الدين، والنائب السابق مروان أبو فاضل.
وقال ارسلان: "لا بد من زيارة صاحب الغبطة وتهنئته على كل ما قام به في الفترات السابقة وخصوصا في ما يتعلق بالزيارة التي قام بها قداسة الحبر الأعظم للبنان والتي تركت إنطباعا ونتائج مهمة جدا وكبيرة على مستوى وحدة اللبنانيين وأكدت مبدأ العيش المشترك بين كل المشارب والمذاهب اللبنانية التي أجمعت على استقبال قداسة البابا بشكل يليق بالكنيسة وبالحبر الأعظم. وكانت مناسبة لتهنئة غبطته بالسلامة بعد عودته من الهند، ووجهنا اليه دعوة لزيارة منطقة عاليه".
وأضاف: "أما بالنسبة الى قانون الإنتخاب، فموقفنا واضح وهو إقرار مبدأ قانون النسبية لأننا لا نريد أي قانون يعطي طابع التسلط والإحتكار في البلد".

 

والتقى البطريرك الماروني النائب السابق طلال المرعبي الذي سلمه دعوة لحضور إطلاق حزبه السياسي الجديد "تيار القرار اللبناني" الشهر المقبل في عكار. وشكره على زيارته الأخيرة لعكار "التي جسدت معاني الوحدة الوطنية حيث كان في استقباله جميع المواطنين من كل المذاهب".

 

كذلك استقبل السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي على رأس وفد من السفارة. وقال أبادي: "تناولنا زيارة البابا للبنان ومواقفه الإيجابية من الإستقرار والسلام في هذه المنطقة وخصوصا بالنسبة الى ما يجري في سوريا ودعوته الى وقف سفك الدماء وإرسال الأسلحة"، مشيرا الى "تقدير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذه المواقف ولمواقف غبطة البطريرك الراعي مما حصل بالتزامن مع زيارة البابا، وهو إنتاج الفيلم المسيء إلى الإسلام ونشره مع ما يسيء فيه إلى المقدسات الإلهية وخصوصا النبي محمد".
ويترأس البطريرك الراعي صباح اليوم الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة وعلى جدول اعماله شؤون وطنية وكنسية، و يغادر يوم الاحد الى المجر في زيارة رسمية بناء على دعوة تلقاها من الحكومة والكنيسة.
وكان ترأس مساء الأربعاء قداسا احتفاليا في كنيسة مار عبدا – كفرمسحون ـ قضاء جبيل. وفي ختام القداس دشن البطريرك الصالة الجديدة وازاح الستار عن اللوحة التذكارية. والقى مختار البلدة شربل سويدان كلمة ثم القى الإعلامي عبده متى كلمة باسم لجنة الوقف شكر فيها كل من ساهم في تشييد الصالة مشيدا بالدور الذي "يقوم به البطريرك الراعي في لم شمل الموارنة واللبنانيين عموما".
وبعد الظهر استقبل الراعي الوزير السابق زياد بارود الذي اعلن بعد اللقاء "ان قانون الانتخاب من ابرز الملفات المطروحة على طاولة البحث اليوم"، مشيرا الى "ان دور الصرح البطريركي في هذا الخصوص مسهل وجامع". ورأى ان "عقارب الساعة تسير لمصلحة ما هو قائم، اي قانون الـ 60 الا ان المسعى لم يتوقف بعد".

استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في الرابية أمس،  السفير الايراني غضنفر ركن ابادي الذي صرح على الأثر: "هنأنا العماد عون بنجاته من محاولة الاغتيال التي تعرض لها، واستنكرنا  مثل هذه الاعمال الارهابية. كذلك تحدثنا عن التطورات الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية والتعاون بين ايران ولبنان، وركزنا على ما حصل أخيرا من انتاج هذا الفيلم المسيء الى المقدسات الاسلامية. وكانت وجهات النظر متفقة على استنكار مثل هذه الاعمال، ولا يمكن ذا ضمير ان يتحمل ما حصل ضد المقدسات. والآراء كانت متطابقة، ليس في ما خص الاساءة الى الدين الاسلامي والنبي محمد فحسب، بل الاساءة الى كل المقدسات والاديان السموية".
ورداً على سؤال عن الأوضاع في سوريا قال: "إن الكل متفق على المبادىء العامة، أي وقف العنف وسفك الدماء وعدم التدخل من الخارج، والتوصل الى حلول سياسية، والكل متفق على أن لا حل للازمة على المستوى العسكري في سوريا".
وكيف قرأ محاولة اغتيال عون؟ أجاب: "سبق أن أكدنا أن اللجوء الى هذا الأسلوب، بغض النظر عن المستهدف، مؤامرة صهونية من أجل الفرقة في لبنان، وخصوصا في هذه الظروف".
ثم استقبل وفداً من "لقاء الأحزاب الوطنية" يتقدمه القيادي في "حزب الله" محمود قماطي. وقال المنسق قاسم صالح بعد المقابلة: "تشرفنا بزيارة العماد عون لنبدي استنكارنا الشديد للمحاولة الدنيئة التي حصلت في صيدا مستهدفة موكبه، ولنهنئه بسلامته، لأن سلامته من سلامة الوطن واستهدافه استهداف للسلم الاهلي والاستقرار. فالعماد عون يشكل عبر نضاله ضمانا للوحدة الوطنية".
والتقى أيضاً نائب رئيس مجلس النواب سابقا ايلي الفرزلي الذي صرح: "تبقى القضية المركزية في أي نقاش هي قانون الانتخاب، وهناك إجماع وطني على أن قانون الستين مرفوض لأنه يؤكد التهميش والاستتباع في كنف مذاهب طائفية أخرى. أما الاقتراحات البديلة فهي مشروعة، ومن الطبيعي أن تقدم اقتراحات كهذه، ولكن تبقى الرموز المسيحية، في ظل إدارة بكركي لهذا الملف مع صاحب الغبطة الذي كان هو المبادر الى إنشاء حالة مسيحية واحدة أو قاسم مشترك بين المسيحيين حول مسألة تتعلق بقانون الانتخاب. وكان القاسم المشترك هو الارادة لمناصفة حقيقية تحت سقف الدستور، واستنادا الى المادة 24. ونريد أن نسأل المتباكين على الطائف، أين كانوا عندما كان القانون يستباح؟ (...)".

أدلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط امس بالتصريح الآتي:
"يا له من منظر حزين أمس: مبنى الأركان للجيش العربي السوري يحترق. أمس كان هذا الحريق، حريق سوريا. واذا كان حريق سوريا، معظم سوريا، مدى عشرين شهراً يشتعل اعتقالاً وخطفاً واغتصاباً وقتلاً وقصفاً وتدميراً، فإن لحريق مبنى الأركان في ساحة الأمويين، رمزية معينة هي أن سوريا ستغرق في الفوضى والحرب الأهلية والدمار ومعها الجيش السوري.
صحيح أن هذا الهدف، هو هدف مشروع للثوار الذين يرون فيه مركزاً للقمع والاستبداد والظلم، ولكن، فلنحاول ولو للحظة، وبالإذن من الشعب السوري والثوار السوريين، ولو نظرياً، أن نميّز بين رمزية هذا المبنى، ونظام الاستبداد والقتل والتدمير الذي يمثله بشار الاسد ومن قبله حافظ الاسد ولو بفارق الأسلوب.
في حريق هذا المبنى رمزية أن جيشاً قدّم بطولات في حرب تشرين وفي تصديه للاحتلال الإسرائيلي عام 1982 في السلطان يعقوب وعين زحلتا وبيروت وغيرها من المواقع، إنما هذا الجيش اليوم يحرق ويحترق بأمرة حاكم سوريا ونتيجة ادعائه وكذبه، هذا الذي لا تليق به أوصاف البشر أو غير البشر، هذا الذي حتى اللحظة يقول إنه يسير في الاصلاح ولكنه يحارب الارهاب، وهي النظرية التي ابتدعها بعد احداث درعا ولا يزال، وسار فيها حتى تحولت معظم مدن سوريا وقراها دماراً وركاماً وحريقاً.
وينتاب المرء شعور بالغضب والحقد والازدراء والاحتقار للذين أوصلوا سوريا، مع حاكم سوريا، الى هذا الحريق وفي طليعتهم القيصر في الكرملين عاشق الطيور نظرياً وصائد الدببة، والحريات العامة والصحافيين وناشطي حقوق الانسان وأحد أبطال حريق غروزني".
أضاف: "في ما خص سوريا، وبعكس القول الفارسي المأثور الذي استشهد به الرئيس الايراني "عندما تصطاد سمكة من بركة، تظل طازجة حتى عندما توضع على الطاولة"، فإنهم ينتظرون السمك حتى يموت. فها هي سوريا تحترق وتموت.
أما المجتمع العربي والدولي، فخيرُه يفيض على الشعب السوري. فالمجتمع الدولي يقدم فائضاً من التصريحات الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر، والمجتمع العربي يفيض بـ"كتائب جهادية" على حساب الثوار والعلمانيين والاعتدال، فها هم عربياً ودولياً يساهمون في حرق سوريا كلُّ على طريقته.
يا له من مشهد حزين، يضاف الى سلسلة المشاهد البائسة في المسلسل السوري الدرامي الطويل".

تعتبر الهيئات الاقتصادية ان قطار المساعي نحو ايجاد "حجّ خلاص" للحكومة من تورطها في سلسلة الرتب والرواتب المكلفة اقتصاديا واجتماعيا، انطلق فعليا مذ خرجت من ساحة النجمة الثلثاء الماضي، اذ بدأت امس لقاءاتها مع رؤساء الكتل النيابية لشرح مفاعيل التعديلات الضريبية التي ستطول القطاعات، وايضا لتؤكد حرصها على الامن الاجتماعي وتشديدها على المساواة بين فئات المجتمع.وفيما اكد وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس ان الحكومة لم تتوصل بعد الى صيغة نهائية لمصادر تمويل سلسلة الرتب والرواتب، "والاهم هو المحافظة على التوازنات المالية والاقتصادية والنقدية والاجتماعية، وتاليا عدم اضافة اعباء جديدة على كاهل المواطن، وهو ما نسعى اليه باقتراح زيادة الضرائب على ارباح العقارات والانتاج"، كانت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار تلتقي الرئيس امين الجميل في بكفيا قبل الظهر، ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مساء. والجولة التي بدأت امس، تستكمل اليوم بلقاء مع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على ان تلتقي السبت رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في انتظار تحديد موعدين مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.
وكما في بكفيا، تسلّم الهيئات رؤساء الكتل النيابية مذكرتيها اللتين رفعتهما ايضا الى وزيري المال محمد الصفدي والإقتصاد والتجارة نقولا نحاس ورئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب نبيل دو فريج واعضاء اللجنة، وفيهما تداعيات إقرار سلسلة الرتب والرواتب وتوجّه الحكومة إلى فرض المزيد من الضرائب في موازنة 2013.
وبتلك الجولات، يتكوّن لدى الهيئات انطباع اكيد بان سلسلة الرتب والرواتب باتت "بلا أب وبلا أم"، بدليل الكلام الذي يدور في القاعات المغلقة حيث يتبرأ الجميع من "دم" السلسلة، ويبدو انهم كلهم في انتظار من سيطلق عليها رصاصة الرحمة. وتقول مصادر وفد الهيئات، ان كلام الرئيس الجميل امامه امس وتأييده مواقف الهيئات الداعية إلى حماية الإقتصاد وتحييده عن التجاذبات السياسية في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها منذ مدّة ليست بقصيرة، وفق ما اعلن القصار، يندرج في سياق الحديث الذي دار في "هيئة الحوار الوطني" وقمة بكركي الروحية لدى طرح موضوع السلسلة، اذ ابدى الجميع حرصه على الشأن الاجتماعي واستقراره. حتى ان الاحزاب التي تملك قواعد واسعة، تعي ان السلسلة ستخلف ترددات على المجتمع وحتى على المستفيدين منها. ومع اقتناع الجميع بضرورة عدم المس بالاوضاع المالية والاقتصادية، ثمة انتظار لمن سيقوم بالخطوة الاولى الى الوراء.
ومن بكفيا، اكد القصار ان تحرك الهيئات ليس موجها ضد الحكومة وقراراتها، وليس ضد العمال المستفيدين من المشروع، مشددا على حقوقهم المكتسبة والمشروعة "ولكن، لا مصلحة للعمال في السلسلة كونها سترتب مفاعيل سلبية كبيرة على الإقتصاد وعلى مصالح اللبنانيين من جراء السلة الضريبية التي تنوي الحكومة إدخالها في الموازنة لتمويل العجز الذي سيترتب عن السلسلة والمقدّر سنويا بنحو ملياري دولار". وناشد الرؤساء الثلاثة والقيادات الوطنية تحمل مسؤولياتهم التاريخية لتحصين الاقتصاد كي لا يلقى مصير اليونان وايطاليا واسبانيا وباقي الاقتصادات التي تتفوق باشواط على اقتصاد لبنان، "لانه من غير المسموح وتحت اي ظرف، العبث بالاستقرار الاقتصادي".

 

لا يهم الهيئات سوى "أكل العنب"، يقول رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس لـ"النهار". والحل هو بمعالجة موضعية لسلسلة القضاة، "وخصوصا ان هيئة التنسيق النقابية لم تكن تبحث في تعديل السلسلة بل في تصحيح غلاء المعيشة".
وايضا، كان للوزير نقولا نحاس رأي في الحل، اذ قال امس "نعم" للسلسلة ولكن مشروطة بايجاد مصادر تمويل وبدرس انعكاساتها على الوضع النقدي وايضا بقدرة الاقتصاد على استيعابها، "وفي ذلك، موقف منطقي للشروط التي وضعتها الحكومة لنفسها. لكن، بما ان تلك الشروط غير متوافرة، فعلى الحكومة ان تكون منسجمة مع نفسها".
واكثر من ذلك، يؤكد شماس رفض الهيئات للسلسلة "حتى وان كانت كلفتها صفر"، وذلك نظرا الى مضاعفاتها المالية والاقتصادية والاجتماعية التي لن يتحملها لبنان. "فالاقتصاد في وضع غياب النمو، سيحرّك دفاعات ذاتية لتحجيم السلسلة وتقزيمها على الصعيد النقدي اولا، اذ سترتفع الفوائد وتنعكس على الدين العام والخاص على السواء. وعلى الصعيد المالي ثانيا، اي العجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات وفي الموازنة. وعلى صعيد التضخم ثالثا، علما ان معدله الحالي يبلغ نحو 8,8%". هذه الدفاعات ستطيح السلسلة من جهة، وستقوّض القدرة الشرائية للبنانيين من جهة ثانية. "فكيف الحال اذا تضاعفت فاتورتها؟".
ويشير في السياق، الى تأثر فاتورة التعليم والصحة وفاتورة المؤسسات والافراد، "لان المطروح ضرب انظمة ضريبية قائمة منذ عقود ليس من اجل انفاق اصلاحي للكهرباء مثلا او استثماري لمشاريع تجهيز جديدة مثل النفط، بل لانفاق جار ودائم وسيكون له انعكاسات اجتماعية ستحدث شرخا بين القطاعين العام والخاص". ويقول ان صورة القطاع العام لدى معظم اللبنانيين غير جيدة "باستثناء الاسلاك العسكرية والامنية التي تحوز اجماعا على ادائها"، مقترحا "مصالحة تاريخية" لازالة المشاعر النافرة التي تلازم اداء هذا القطاع المتلازم مع الزبائنية والاهدار وضعف الانتاجية والتورّم، "وهذه صفات غير حميدة يفترض تصحيح صورتها لتعزيز انخراط القطاع العام مع الخاص ليتقبل تكبّد هذه الكلفة الباهظة". ودعا الى ان تشمل تلك المصالحة الاحترام المتبادل بين القطاعين وتوزيع الادوار بينهما ليكونا في خدمة الاقتصاد، مع رزمة اصلاح اداري لكيفية تشغيل القطاع العام في الالفية الجديدة.
الهيئات الاقتصادية تعتبر نفسها اكثر من معنية بلملمة الوضع وانقاذ الموقف. لذا، ترفض ان تكون السلسلة أُخرجت بقرار "ربع الساعة الاخير"، لانها موضوع اصلاحي يجب ارجاؤه الى ما بعد الانتخابات النيابية ليدرس على نار هادئة بين الاركان الثلاثة: الدولة، النقابات والهيئات الاقتصادية. وفي الوقت الفاصل، تبقى الهيئات مؤتمنة على الامن الاجتماعي والاقتصادي، وتعتبر ان الاقتصاد السليم هو شرط مسبق للمجتمع السليم، بحسب شماس. والافضل، وضع البلد على سكة النمو.