مصادر عربية:

زيارة الحريري دمشق لها مقابل ولا يجوز استعجال القمم والمصالحة قبل الحكومة

تاريخ الإضافة الأحد 5 تموز 2009 - 6:32 ص    عدد الزيارات 3864    التعليقات 0    القسم محلية

        


سألت مصادر ديبلوماسية عربية متابعة للاتصالات السعودية - السورية والاتصالات الإقليمية عموماً عن سبب التعجيل في تسريب الأنباء عما تتضمنه هذه الاتصالات من مواضيع وعناوين، وعن تسريب مواعيد عقد قمة سعودية - سورية - لبنانية تكون الإطار الذي يؤدي الى لقاء رئيس الحكومة المكلف تأليفها سعد الحريري مع الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت ما زالت الاتصالات قائمة بين الجانبين وسط تكتم شديد؟

وقالت هذه المصادر أنه على ندرة المعلومات الحقيقية التي يفرج عنها المعنيون، فإن بعض التسريبات حول بعض العناوين في الإعلام اللبناني، تدل أن هناك من «يقصف» على الاتصالات السعودية - السورية أو على أحد طرفيها، أو أن هناك من يسعى لممارسة سياسة ابتزاز في هذا الشأن، أو أن تغييراً ما حصل في لحظة من اللحظات فرض هذا النوع من التسريبات التي تحصل.

وتضيف المصادر نفسها قائلة إن من دلائل تسريب بعض الأفكار على أنها سعودية في وقت هي سورية، ما قيل عن أن الجانبين السعودي والسوري بحثا فكرة عقد مؤتمر للكتل النيابية في دمشق ينتهي الى إعلان اتفاق على غرار اتفاق الدوحة، لكن في العاصمة السورية، وهو أمر لو صحّ أن الجانب السعودي اقترحه لكان يعني أنه ليست هناك من مشكلة في تنفيذه، لكنّ هناك تسريباً آخر مناقضاً، بأن الجانب السوري هو الذي اقترح الفكرة بحجة أن تساهم الكتل النيابية في استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند وصوله الى دمشق لعقد القمة كأن الجانب السعودي يحتاج الى المجيء الى دمشق للقاء الزعماء اللبنانيين أو كأنه لا يستطيع اللقاء بهم في الرياض نفسها إذا أراد دعوتهم إليها. أما التسريب الأول فينقصه المنطق لأنه فكرة تعني إعادة الرعاية السورية للوضع اللبناني بموافقة سعودية عربية وهو أمر غير مطروح وفق المعلومات المتوافرة.

وتتابع المصادر الديبلوماسية العربية: التسريب الآخر الذي يدعو الى التساؤل عن سبب بث معلومات مغلوطة هو الإشارة الى أن زيارة الحريري الى دمشق لمصالحة الأسد والمسؤولين السوريين، ستتم قبل تأليفه الحكومة، وبصفته رئيساً مكلفاً. وهو أمر مستغرب لأسباب عدة، فضلاً عن أن المعلومات المتوافرة لم تشر الى أن فكرة الزيارة مطروحة قبل تشكيل الحكومة، فإذا كان مبرر الزيارة هو العمل على فصل موضوع التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية عن موضوع العلاقات اللبنانية - السورية وتحقيق مصالحة بين البلدين بصرف النظر عن مجريات التحقيق والمحكمة، من أجل المضي قدماً في تحسـين الـعلاقات، فإن هذا الأمر يتطلب صفة رئيس الحكومة القائمة فعلاً في ما يخص الحريري، بحيث يبحث العلاقات بين البلدين بهذه الصفة.

وتعتبر المصادر العربية نفسها أن صفة الحريري كرئيس مكلف، لا تكفي وحدها لتبرير بحثه العلاقات بين البلدين في شكل رسمي، والانفاق على خطوات في هذا المجال، إذا لم تكن الحكومة قد تألفت بات له موقعه الدستوري الذي يجيز له التوصل الى اتفاقات في شأن العلاقات من دولة الى دولة. وسألت المصادر: «إذا كانت الزيارة لتسهيل العلاقات فلماذا الإصرار على أنت تم قبل التأليف على الأقل في التسريبات الحاصلة؟».

وفي رأي المصادر نفسها أنه إذا كان هدف الزيارة هو طي صفحة الاتهامات السياسية التي وجهت الى سورية في أعقاب اغتيال الحريري، لأن قيام ولي الدم بمصالحة الفريق الذي سبق ان اتُهم، فإن المنطق يفترض أني تم ذلك بطريقة لا توحي بأن الأكثرية والحريري معها يذهبان الى صك استسلام، لأن المنطق الذي تحدث به الحريري قبل الانتخابات سواء في خطبه أو في مقابلاته التلفزيونية هو أنه يقبل بقرار المحكمة سواء برّأ سورية أم اتهمها وبالتالي فإن أي خطوة من قبله في اتجاه دمشق يجب ألا تفهم على أنها إدانة أو تبرئة لها. وما يتيح إتمام المصالحة سواء بزيارة الى دمشق أو بغيرها، أن يكون الحريري رئيساً لحكمة قائمة لتسهيل تحسين العلاقات بين البلدين.

وتزيد المصادر العربية على ذلك بالقول: «المعطيات المتوافرة تشير الى أن النقاش كان يدور حول ما إذا كان الحريري يزور دمشق، بعد التأليف، أم يرد الرئيس الأسد الزيارة للرئيس ميشال سليمان بعد زيارة الأخير لدمشق في آب (أغسطس) الماضي، بعد التأليف أيضاً، فيدعو رئيس الجمهورية رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة التي تكون قد تألفت، للقاء الضيف السوري والمسؤولين الذين يرافقونه. أم أن المصالحة تتم في الرياض.

وفي إطار استغرابها استعجال عقد القمم وزيارة الحريري الى دمشق تسأل المصادر الديبلوماسية العربية ذاتها إذا كانت زيارة الحريري جائزة ضخمة لدمشق فعلى ماذا يحصل الحريري مقابلها لجهة تسهيل المرحلة السياسية المقبلة؟ وإذا كان الثمن هو تسهيل تشكيل الحكومة بعد ذلك، ألا يعني ذلك أن في استطاعة دمشق عرقلة هذا التشكيل لأشهر؟ وألا يناقض ذلك أجواء المصالحات العربية التي بدأت قبل أشهر؟

وترى المصادر أن ما لا يبرر الاستعجال في تحديد مواعيد القمم والإيحاء بأنها مسألة لحظات هو أن المصالحة العربية بدأت قبل أكثر من 5 أشهر في قمة الكويت، وأن العملية السياسية التي ترافقها لم تبدأ بالأمس بل هي بطيئة والوضع اللبناني هو جزء منها وليس الموضوع الوحيد والتواصل قائم منذ مدة والخلافات كبيرة وتحتاج الى كل هذا الوقت ولم تنته الى اتفاقات واضحة بعد...

وفي مقابل الأسئلة من المصادر العربية تقول أوساط لبنانية معنية بالاتصالات السعودية - السورية أن بعض التسريبات التي تصدر حول هذه الاتصالات وتنسب الى الرياض أفكاراً طرحتها سورية جزء من مناورات التفاوض تهدف الى إحراج الحريري كي يقول إنه غير مستعد لزيارة دمشق لاتهامه بمواقف متصلبة، في وقت كان قال في خطابه يوم كلّف برئاسة الحكومة على باب القصر الرئاسي «أنني لن أبخل على وطجني لبنان القيام بأي خطوة تفتح أمامه طريق الاستقرار وإعادة الاعتبار للدولة والنظام الديموقراطي وتجديد الثقة باتفاق الطائف (الذي ينص على العلاقات اللبنانية - السورية المميزة)».

وتضيف الأوساط اللبنانية المعنية بالاتصالات بين الرياض ودمشق أن الهدف من التسريبات المغلوطة هو أيضاً إثارة سجال في الإعلام حو لاستعداد الحريري لزيارة دمشق بأي ثمن من أجل ضرب صدقيته أمام جمهوره وجمهور حلفائه، فضلاً عن إحداث شرخ بين الحريري وحلفائه من جهة وبين المملكة العربية السعودية من جهة ثانية، إذا خرج الريس المكلّف عن صمته ودخل في السجال حول إتمام المصالحة قبل تأليف الحكومة أو بعدها أو حول غيرها منالمواضيع...

لكن هذه المصادر تقر بأن الاتصارات الجارية تتناول مسألة الزيارة من قبل الحريري الى دمشق، وتؤكد أن لا تفاصيل في هذا الشأن. إلا أنها تضيف: لكن من المؤكد أيضاً أن لبنان يشكل ستاراً دخانياً للبحث الدائر بين القوى الإقليمية حول الوضع الإقليمي عموماً وبالتالي يجب عدم استبعاد استخدام التباحث حول الوضع اللبناني ستاراً للعرقلة التي يمكن أن تحصل للبحث الدائم حو لعناوين أخرى في المنطقة.

وتتفق الأوساط اللبنانية المعنية مع المصادر الديبلوماسية العربية في القول إن ضخ التسريبات لافتعال سجال والقول إن تدخلاً أميركياً حصل لعرقلة الاتفاق المحتمل هي أسهل الاتهامات. فالخلافات العربية موجودة أصلاً ولا تحتاج الى تدخل أميركي لحصولها، لكن في كل الأحوال فإن هكذا اتهام ينافيه قرار واشنطن تعيين سفير لها في دمشق ودعوة الرئيس الأسد الرئيس باراك أوباما لزيارته.


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,661,802

عدد الزوار: 6,907,351

المتواجدون الآن: 117