رئيس "المردة" يبرئ حنّا شليطا الذي كان وصفه بـ"قاتل والدتي وشقيقتي" ورفضُه مصالحة جعجع "لا أخلاقي"

تاريخ الإضافة الإثنين 17 تشرين الثاني 2008 - 1:27 م    عدد الزيارات 7931    التعليقات 0    القسم محلية

        


نصير الأسعد

في برنامج "كلام الناس" مساء الخميس الماضي، سأل الزميل مارسيل غانم النائب السابق سليمان فرنجية: هل كان (الوزير الراحل) ايلي حبيقة في "عملية إهدن"؟. أجاب فرنجية: يمكن نعم ويمكن لا، لكنني أريد أن أقول لك شيئاً، يوجد ناس يقولون لي نعم وناس يقولون لي لا.
يضع حبيقة في خانة الإتهام "المبطّن"
إنها المرة الأولى التي يذكر فيها فرنجية مشاركة ايلي حبيقة في مجزرة إهدن التي ذهب ضحيتها طوني فرنجية وزوجته وطفلتهما.. علناً على الأقل.
غير أن النائب السابق لا يكتفي بهذا القدر من "التلميح" إلى دور حبيقة في المجزرة. فردّاً على سؤال آخر للزميل غانم: لماذا سجن حنّا شليطا 8 سنوات من دون محاكمة؟ يقول سليمان فرنجية: ما خصني. كان الرئيس إميل لحود مرشحاً إلى رئاسة الجمهورية ومعه اللواء جميل السيد، وكان ايلي حبيقة في وجههما، وكان حنا شليطا في وزارة الدفاع ويقول ان ايلي حبيقة كان في مجزرة أهدن. كانا (لحود والسيد) يحاولان إحراج حبيقة.
في المقطع من المقابلة المشار إليه آنفاً، يعتبر فرنجية ان شليطا كان مجرد وسيلة ابتزاز يستخدمها لحود والسيد في وجه حبيقة. لكن فرنجية يقول في مكان آخر من المقابلة "أنا أعرف انه اعترف لإحراج حبيقة، اي اعترف بأن حبيقة قاتل.
إذاً بعد "نعم ولا" في قسم أول من حديثه، ينتقل سليمان إلى وضع حبيقة في خانة الإتهام بالمجزرة، ولو في صيغة غير مباشرة عبر نسبة التهمة إلى إميل لحود وجميل السيد، أي "تهمة إلصاق التهمة بحبيقة" إلى لحود والسيد.
يبرئ شليطا وكان اتهمه في 2005
لكن الذاكرة تخون سليمان فرنجية، إذ سبق له أن وصف حنا شليطا بأنه "قاتل والدتي وشقيقتي"، أي ليس مجرد وسيلة استخدام "مفبركة". ففي مقابلة مع جريدة "الديار" نُشرت في 28 آب 2005 يقول فرنجية "خلال العام الماضي فتح الملف، أنا من تدخل وتوجهت إلى كفرعبيدا، والشخص الذي قتل والدتي وأختي أوقف في سوريا وأنا من أخرجه من سوريا وأنا ذهبت إلى بيته وأبلغت والدته بأنني مستعد للقيام بأي شيء من أجلها". والسؤال: لماذا برّأ فرنجية شليطا في مقابلته التلفزيونية مساء الخميس الماضي ولم يبرئه في مقابلته الصحفية عام 2005؟ ولماذا يوجه أصابع الإتهام إلى حبيقة بشكل غير مباشر في الـ2005 إذ يشير إلى شليطا كقاتل لوالدته وشقيقته دون والده أول من أمس إذ يتحدث عن شليطا كوسيلة ابتزاز لحبيقة؟.
طبعاً، ليست المقدمات الآنفة تحقيقاً قضائياً ولا هي معلومات خاصة، بل تنطلق من كلام قاله سليمان فرنجية بـ"عظمة لسانه". علماً أنها ليست المرة الأولى التي يبدي سليمان تخبطاً وإرتباكاً في مقاربة مجزرة إهدن والمسؤولين عن إرتكابها. فهو في العام 2002 ملأ الدنيا صراخاً وضجيجاً، متهماً جميل السيد والمخابرات بتحريك ملف إهدن، معتبراً ان تحريك الملف يهدف إلى "إحراجي مسيحياً وزغرتاوياً".. وليخيطوا بغير مسلّة". ما هذا اللغز؟.
"مناضلو" حبيقة يستغربون
كان يمكن لحديث سليمان فرنجية أن يمر بدون أثر لولا ما نقل في اليومين الماضيين عن "مناضلين" سابقين إلى جانب حبيقة.
يتساءل هؤلاء بداية عن "سرّ" الإتهام شبه المباشر أو "المبطن" الذي يوجهه فرنجية إلى حبيقة، علماً أن رئيس "المردة" كان من أقرب الناس إلى هذا الأخير.
ويسألون ما إذا كان ثمة إستخدام "جديد" للمجزرة، إذا كان ما ذكره فرنجية صحيحاً عن إستخدام "سابق" للمجزرة من جانب إميل لحود وجميل السيد.
لماذا لا يذكر نادر سكر؟
ويسألون: لماذا لم يذكر سليمان فرنجية مرة واحدة في "تاريخه" اسم (النائب) نادر سكر في معرض حديثه عن المجزرة، مع العلم أن سكر كان مسؤولاً عن الحاجز الذي أقيم "ليلة المجزرة" بين زغرتا وإهدن لمنع وصول الإمدادات الزغرتاوية، وأن العدد الأكبر من القتلى الزغرتاويين سقط عند "حاجز سكر" آنذاك؟
على أن "المناضلين" السابقين بجانب حبيقة لا يستبعدون مع ذلك، أي بالرغم من عدم ذكر اسم نادر سكر الذي لم يعد كتائبياً فيما يفصل فرنجية الكتائب عن الملف، أن يكون الإستخدام "الجديد" للمجزرة باتجاه إزاحة سكر الذي لعب دوراً في المجزرة عن النيابة لاستبداله بإميل رحمة.
في ضوء الاتهام شبه المباشر لإيلي حبيقة من جانب سليمان طوني فرنجية، تارة بـ"رواية" أن حنّا شليطا كان مسجوناً من قبل إميل لحود وجميل السيد لابتزازه، وتارةً بوصف فرنجية لشليطا بأنه "قاتل والدتي وشقيقتي" موحياً بأن حبيقة قاتل والده، ثمة "أسئلة سياسية" تطرح نفسها بنفسها.
الإصرار على إتهام جعجع: ضغط سياسي
لماذا رفض سليمان فرنجية فتح ملف مجرزة إهدن عندما كان رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال في السجن؟ هل لرفضه فتح الملف علاقة بعدم قدرته على تبرير علاقته حتى العام 2002 تاريخ مقتل حبيقة بهذا الأخير؟ أي عدم القدرة على تفسيرها سياسياً (بطلب من النظام المخابراتي السوري) مع من يعتقد فرنجية أنه قاتل والده.. في داخله وقرارة نفسه على الأقل؟
وإذا كان اعتقاد فرنجية "الدفين" أن حبيقة هو من قتل والده، لماذا اتهام جعجع إذاً؟ وهل صحيح إن ما قاله فرنجية في مقابلته التلفزيونية الأخيرة يكفي لـ"تبرير" مواقفه إذ أعلن أن "لا مشكلة لدي مع حبيقة وكل الذين كانوا في إهدن، وليس لدي مشكلة إلاّ مع الذي يتباهى بعملية إهدن"؟ وأين ومتى "تباهى" جعجع بعملية إهدن؟
رفض المصالحة المسيحية: قلّة شجاعة
ولماذا يرفض سليمان فرنجية المصالحة المسيحية، ومع جعجع؟
هنا بيت القصيد. إن رفضه المصالحة مع جعجع خيار سياسي. فلماذا لا تكون له الشجاعة في القول بدلاً من إسباغ "بُعد أخلاقي" على رفضه، في وقت يعلم الجميع أن تعاطيه مع مجزرة إهدن لم يكن يوماً على صلة بهذا البُعد بدليل تحالفه مع من يعتقد أنه قاتل أبيه؟
وهل أن من خضع طيلة خمسة عشر عاماً لـ"مصلحة سورية" فرضت عليه "التساكن" و"التحالف" مع جهة عكس طبيعة الأمور، يخضع اليوم أيضاً لـ"المصلحة السورية" التي تمرّ بالجنرال وتيّاره، وقد قدّم إعلام التيار روايةً مختلقة على حلقات في الصيف الماضي؟
إنها قلّة شجاعة موصوفة أن يبقى مقتل طوني فرنجية "مطروحاً" في "سوق البورصة" السياسية لولده سليمان وتحالفاته.
وعن قلّة الشجاعة.. حدّث ولا حرج.


المصدر: المستقبل - الاثنين 17 تشرين الثاني 2008 - العدد 3139

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,095,694

عدد الزوار: 6,752,456

المتواجدون الآن: 100