بري لـ"النهار": "المثالثة لا مكان لها في لبنان" "قصة الطلاق الانتخابي" في جزين

تاريخ الإضافة السبت 9 أيار 2009 - 6:02 ص    عدد الزيارات 4229    التعليقات 0    القسم محلية

        


كتب رضوان عقيل:
لم يبد المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل اي تقصير في العمل على تقريب المسافات بين الرابية وعين التينة في شأن ازمة دائرة جزين وعقدتها بين الطرفين. وقد امحت اطارات سيارة الخليل وهو يتنقل بين المقرين ولم ينجح في النهاية على رغم الجهود التي بذلها في هذا الصدد طوال الشهرين الفائتين.
وانتهت محاولات "حزب الله" مساء الاربعاء الفائت – بعدما ايقن الفريقان ان لا بد من معركة انتخابية على شلال جزين وبلدات جبل الريحان في القضاء وان لا اتفاق داخل بيت المعارضة الذي لم يسلم على غرار ما حصل في جدران بيت الموالاة من تصدعات، وان كانت عند الأولى بدرجات أقل.
وحضر الخليل مساء يوم الثلثاء الفائت الى عين التينة وابلغه ان عون مصمم على قفل لائحته في جزين بثلاثة مرشحين، فرد عليه بري في حضور النائب علي حسن خليل: "لتكن اذاً مباراة رياضية يا حاج، ونحن والجنرال في لوائح موحدة في بقية الدوائر حفاظاً على وحدة المعارضة".
وكان بري قد تلقى وهو في مجلس النواب نبأ اعلان حليف حليفه رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وهو يعلن اسماء لائحته الجزينية، فأبلغ على الفور النبأ الى الوزير الياس سكاف الذي كان في مكتب الأول.
ولم يحدث هذا الامر مفاجأة عند رئيس المجلس من خلال متابعته لـ"المفاوضات"  وتمسكه بالنائب سمير عازار وعدم التخلي عنه وهذا ما اعلنه مرات ومرات امام قيادة "حزب الله".
وسبق ان خاطب خليل في احدى اللقاءات: في امكانكم ان تناقشونني بأقل (حضوراً) من عازار ولا داعي للاشارة الى حضور الرجل في قضاء جزين وهذا ما اثبته منذ دورة 1992.
ويبدو ان بري اعتاد هذا النوع من المواجهات والمناورات الانتخابية وسيكون له رد مفصل على كل هذه التساؤلات في مؤتمره الصحافي غداً الاحد في دارته في المصيلح وفي حضور اعضاء كتلته المرشحين في الجنوب والبقاع وبيروت. ولن يقدم بالطبع على كسر "جرة" المعارضة.
وسألته "النهار" الا تخشى تململاً في صفوف قواعد المعارضة بعد دخولها نفق اللائحتين في جزين؟ فأجاب: "لا خوف على قواعد المعارضة خلال عمليات الاقتراع بعد أقل من شهر، وهذا ما سأركز عليه في كلامي في مؤتمري الصحافي".
والا يشكل هذا الطلاق الانتخابي بين حركة "امل" و"التيار الوطني الحر" في جزين احراجاً لـ"حزب الله"؟ يكتفي بري بالقول: "لا خوف على المعارضة".
وادى مسار الاتصالات داخل افرقاء المعارضة الى تسمية "حزب الله" امس اسم الشيعي الثاني على لائحة المعارضة، وكان من نصيب الدكتور بلال فرحات وهو من "جو" الحزب ويمثل عائلات الغبيري. وكان الحزب قد وضعه في موقع مرشح احتياط في انتظار ما ستؤول اليه جولات المفاوضات بين بري وعون وابدى استعداداً لتقديم هذا المقعد الى "التيار الوطني الحر" لو تحقق الاتفاق في جزين.
في المقابل لا يخفي "التيار العوني" ارادته توجيه رسالة الى سائر اللبنانيين وفي مقدمهم المسيحيين في كل دوائرهم الانتخابية للقول انه اول من يمثل المسيحيين على الاراضي اللبنانية لذلك اقدم على قفل لائحة جزين. والمفارقة ان هذا الاسلوب لم تمارسه "امل" و"حزب الله" في دائرة جبيل. ويروي متابعون ان المقعد الشيعي في جبيل لم يأخذ اكثر من دقيقة واحدة في المناقشة بين رئيس المجلس وقيادة "حزب الله" وكان الاتفاق على ابقاء تسمية النائب عباس هاشم، والامر نفسه حصل مع النائب الشيعي الثاني حسن يعقوب في دائرة زحلة في البقاع الاوسط، وهما يسبحان في فلك "التيار العوني".
وثمة من ابلغ عون وبري ان المباراة الحبية التي يتحدثان عنها ستحصل على ارض لبنان، وليس على ارض اسوج. وهناك من يشبه هذه المباراة الجزينية بـ"ماتش" ملاكمة بين شقيقين والضربة القاضية مسموح استعمالها! وعلى رغم كل هذه فإن المقاعد الجزينية الثلاثة ستصب في سلة المعارضة التي "يدوزنها" ميزان "حزب الله" في اكثر من دائرة.
ومنذ الساعات الـ 24 الاخيرة اعطى بري امر العمليات الانتخابية "الى جزين در" لانها لا تقل اهمية في حساباته السياسية عن عرينه الانتخابي في قضاء الزهراني وبقية مناطق الجنوب التي لا تغيب اسماؤها عن لسانه. ويقول في مجالسه: "لم اقدم الى بلدتي مسقط رأسي تبنين اكثر مما قدمته الى جزين، وهذا ليس منّة بل واجب مني حيال اهلي في مدينة جنوبية نعتز بها جميعاً مسيحيين ومسلمين".
واعطت تعليماته الى المسؤول عن ماكينة "امل" في قضاء جزين السيد هاشم حيدر "المولع" بالارقام والتفاصيل الهندسية للانتخابات والذي نجح في جمع نحو الف شخصية في لقاء في "مطعم الساحة" على طريق المطار مساء اول من امس، والعدد الاكبر منها من منطقة جبل الريحان ويقدر عدد الناخبين الشيعة في هذا القضاء بـ10,400 ناخب وهم اكثر من الناخبين الكاثوليك، ويتوزع هؤلاء بين مناخات "امل" و"حزب الله". وثمة نسبة لا بأس بها منهم لا تزال على علاقة بالمرشح الوزير السابق ادمون رزق الخطيب الحسيني في النوادي الحسينية في البلدات الشيعية.
وكان اللافت في لقاء "مطعم الساحة" انتظام ماكينة الحركة، وشارك الى جانب عازار نواة لائحته التي تضم اليه المرشح كميل سرحال (ماروني) والنائب انطوان خوري (كاثوليك).
ويبقى من الامور التي يتابعها بري انتخابيا الدائرة الثانية في بيروت، ولاسيما بعد اتفاقه ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري على تطبيق ما ورد في اتفاق الدوحة حيال هذه الدائرة.
وعندما استقبل بري الحريري في الاسبوع الفائت في عين التينة تطرقا الى هذه الدائرة، وجرى اتفاق على الصيغة الآتية: عقد لقاء بين المرشح السني نهاد المشنوق والمرشح الشيعي هاني قبيسي في دلالة على تضامنهما، ولتأكيد روحية اتفاق الدوحة، ويقوم بعدها الاثنان بالتوجه الى قريطم للقاء الحريري ويعودان منها الى عين التينة للقاء بري بغية مباركة هذه "الثنائية" بين "امل" و"تيار المستقبل".
ويتوقف رئيس المجلس عند الزيارات المتلاحقة الى بيروت للاطمئنان على الانتخابات النيابية في الربوع اللبنانية في السابع من حزيران المقبل.
ولم يقتصر اللقاء الذي جمعه مع أركان "المعهد الديموقراطي الوطني"، وفي مقدمهم وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين أولبرايت على الحديث عن مراقبة الانتخابات لان الاخيرة أخذت مسار الجلسة الى الموضوع الذي لا يزال يشغل بالها منذ ان كانت في سدة وزارة الخارجية الاميركية وهو مصير سلاح "حزب الله" وخطره على لبنان والمنطقة حسب رأيها، لكن بري سرعان ما أخذ منها زمام المبادرة وسألها: "تقصدين بالخطر اسرائيل التي سلمت زمام أمورها الى صقور اليمين المتطرف. وخاطبها بالقول "ألا تلمسين الخطر المتواصل واليومي الذي تلوح به اسرائيل ضد لبنان؟". أما بالنسبة الى الفلسطينيين فلهم حديث آخر.
وسألها رئيس المجلس ثانية: لماذا تواصل اداراتكم الاميركية المتعاقبة ممارسة هذا النوع من السياسات ولماذا لا تنظرون الى ما يحدث في المنطقة بعينين اثنتين وكيف تتعاطى الشعوب العربية معكم. ولا تكتفوا بعلاقاتكم مع الحكام فحسب في وقت تواصلون فيه دعمكم المستمر الى اسرائيل".
وعندما سلك الحوار مع أولبرايت هذا النهج عادت الى ملف الانتخابات النيابية.
من جهة أخرى لا يحبذ رئيس المجلس الكلام الصادر على بعض أفرقاء قوى 14 آذار الذين عادوا يتحدثون في حملاتهم الانتخابية عن "المثالثة". وهو سبق ان أقسم بالله قبل أشهر انه لم يفاتحه أحد في هذا الموضوع".
ويوضح لـ"النهار": “لا أعرف من اخترع هذه المثالثة، واليوم لم يفاتحني أحد بهذا الموضوع".
ويردد لماذا الحديث عن هذه المسألة. “المثالثة في اختصار يا اخوان لا مكان لها ولا حياة لها في لبنان، وليكفوا عن هذا الطرح".


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,067,611

عدد الزوار: 6,751,155

المتواجدون الآن: 100