"إعلاميون ضد العنف"

تحذر من عودة القمع والرقابة

تاريخ الإضافة الخميس 7 أيار 2009 - 5:40 ص    عدد الزيارات 4504    التعليقات 0    القسم محلية

        


شددت جمعية "اعلاميون ضد العنف" على ان قافلة شهداء الصحافة اللبنانية لم تنته، من مشنقة العثماني الى بربرية السوري ورأت مع خروج الضباط الأربعة ان مصير الجمهورية على المحك ومصير الاستقلال الثاني بخطر، محذرة من العودة الى زمن الاستدعاءات والتهديد بفنجان القهوة والرقابة الذاتية وحظر نشرات الأخبار واقفال المحطات وتعقب الصحافيين والاعتقال والاغتيال، وواعدة بالوقوف بوجه المتطاولين على حرية الصحافيين وسيادة لبنان.
وكانت الجمعية عقدت مؤتمراً صحافياً امس في فندق الغبريال، الاشرفية لمناسبة ذكرى شهداء الصحافة للتحذير من خطر ضرب منجزات الاستقلال الثاني والدعوة الى المساهمة بارساء حرية التعبير والفكر والديموقراطية، وصولا الى التوقيع على الوثيقة او العريضة التي ستصدر عن الجمعية والتي هي في طور الاعداد والتحضير، وذلك بحضور الوزير السابق مروان حمادة وغبريال المر وحشد من الاعلاميين والصحافيين.
قطيش
بداية ترحيب من الزميل نديم قطيش الذي أوضح ان اللقاء هو تمهيدي لاطلاق وثيقة او عريضة لجمع اكبر عدد ممكن من تواقيع المدنيين ونشرها في الصحافة خصوصاً ان المحكمة الدولية والتحقيق الدولي اليوم عرضة لهجمة واسعة ومتزايدة، من باب ان التحقيق يشتمل على ثلاث جرائم طالت صحافيين هم جبران تويني وسمير قصير ومي شدياق.
وأكد "ان محاولة طمس التحقيق هي محاولة للقول ان الصحافة ستبقى عرضة للترهيب والاغتيال دون محاسبة، على امل تدجين الصحافة ونحن معنيون بتوفير المساحة لكشف ما يؤول اليه التحقيق الدولي"، مشيراً الى "الحملة التي بدأت منذ خروج الضباط الأربعة وإلى ان الوثيقة التي ستصدر تحمّل مسؤولية امن الصحافيين في لبنان حال تم التعرض لأي صحافي او اعلامي، فالصحافيون ليسوا مجتمعاً ملائكياً، ولكن لا ننعتهم بأنهم صحافيون مأجورون او عملاء أو خونة بل نترك الأمور تسلك المسارات القانونية الصحيحة للتعبير عن اي تظلم، وهناك حقوق الرد، اما اطلاق حملات عامة لجعل الصحافي مكشوفا فهذا لا يجوز ولن نقف مكتوفي الأيدي".
عطالله
وتحدث عضو الهيئة التاسيسية لـ "اعلاميون ضد العنف" بيار عطاالله عن الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي ينص على حرية الرأي والتعبير والذي نتذكره دائما كلما المت بالاعلام والصحافة محنة، فذكرى شهداء الصحافة اللبنانية قافلة لم تنته بدأت مع الاحتلال العثماني واستمرت مع الاحتلال السوري دماً ودموعاً واغتيالات".
وقال: "ذكرتنا تطورات الأيام الماضية والوجوه الحالكة التي رأيناها والتي اعلنت براءتها نفسها بنفسها، بالدعوات الى شرب فنجان قهوة والدروس والعظات في الوظيفة والأخلاق"، مؤكداً انهم "ابرياء لم يمارسوا شيئا سوى ترهيب الصحافيين واعتقالهم وتسليط أدوات الرعب عليهم ودعوتهم الى ممارسة الرقابة الذاتية والا، وملاحقة الصحافيين الى بيوتهم وخصوصياتهم وعرقلة عملهم ومحاولة تضليلهم واقفال محطة ال (MTV) وتهديد الشهيدين جبران تويني وسمير قصير وفرض نمط الاعلام الموجه والتهديد بسحب التراخيص ورفع الغرامات المالية ومنع البرامج والنشرات الاخبارية والمقالات وحتى المسرحيات".
وحذر عطالله "اللبنانيين من مصير اسود ينتظرهم حال عاد الزمن الى الوراء وحال تمكنت هذه الوجوه من استعادة السلطة".
خير
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني وائل خير "ان حقوق الانسان اصيلة وثابتة ولا تتبدل بما انها صادرة عن اصل الانسان وليس من سلطة تشريعية، وهي غير قابلة للتجزئة، وأن حرية التبعير والتفكير تؤثر على سائر الحريات وهذا سبب التعرض للصحافيين اكثر من اي فئة ثانية تهتم بحقوق الانسان"، منوها باجراءات وزير العدل ابراهيم نجار بتشكيل مجلس القضاء الأعلى وانكبابه على تعديل القوانين.
وابدى خير قلقه من "أننا على مفترق يشوبه ضباب كثير، فقرار المجتمع اللبناني غير واضح بعد ولن نعرفه الا مع الانتخابات المقبلة".
عازوري
واعتبر الطبيب النفساني شوقي عازوري ان التحليل النفسي يرتكز على قاعدة بسيطة هي حرية الكلام، مشيرا الى ان الأنظمة التوتاليتارية العسكرية اضطهدت اولاً المحللين النفسانيين ثم الصحافيين والى ان صورة الظالم او الديكتاتور تتحول الى صورة فعالة بداخل الانسان وهنا تكمن الخطورة، حيث تقمع الانسان وتأمره بالسكوت.
وأكد "ان التاريخ اساسي في التحليل النفسي والصحافة وهو الطريق الى الحقيقة التي هي اساس العدالة وحقوق الانسان ولا مهرب منها، وأنه لا فرق بين المحكمة الدولية والمحكمة اللبنانية ولا بين الحقيقة التاريخية الدولية والحقيقة التي يمكننا ان نخبئها"، معتبراً "ان الحقيقة التي سنصل اليها مع المحكمة الدولية ستؤدي الى سلام ومن ثم نسيان وقدرة على دفن امواتنا ومسامحة الظالم".
جبور
وتحدث عضو الهيئة التاسيسية شارل جبور باسم الجمعية، فعرض الاطار السياسي والاعلامي العام للجمعية، مؤكداً "ان لحظة 14 اذار هي اللحظة التي كونت للمرة الاولى بتاريخ هذا البلد رأيا عاما استقلاليا تجاوز ترسيمات الطائفية والمناطقية والحزبية والعشائرية وان احداث 7 ايار/ مايو الماضي الدامية ادت الى نشوء فكرة تأسيس الجمعية كنتيجة حتمية لما رأيناه من اجتياح بربري لمواقع الاعلام والصحافة والاعتداء على الصحافيين بالضرب".
ورأى "ان الشعب اللبناني اصدر حكمه المبرم غير القابل لاي تأويل او مراجعة في ادانة الضباط الارابعة لسلوكهم التعسفي والقمعي في مرحلة الوصاية السورية وحكم الشعب اللبناني لا يخطئ"، مشيرا الى "اطلالة هؤلاء الضباط بكلام تهديدي وتهويلي بحق الصحافة والصحافيين في لبنان واحتضان حزب الله لهم، هذا الحزب المسلح الذي يضع اللبنانيين امام خيارات مستحيلة".
واكد جبور "ان تحرك اليوم ليس تحركا موسميا وعابرا بذكرى اليمة هي ذكرى شهداء الكلمة الحرة، انما هو تحرك منظم واعد وهادف لان مصير الجمهورية على المحك، ومصير الاستقلال الثاني بخطر، ولاننا لن نقبل العودة الى زمن الاستدعاءات والتهديد بفنجان القهوة والرقابة الذاتية وحظر نشرات الاخبار واقفال المحطات الاعلامية وتعقب الصحافيين والتهديد والوعيد والاعتقال والنفي والتشريد والاغتيال، وسنكون دائما صوت الحق والضمير ونقف بالمرصاد في موجهة المتطاولين على حرية الصحافيين وسيادة لبنان".
وختم بالقول: "ان تنسى الصحافة فلن تنسى الدماء التي اريقت دفاعا عن حرية وسيادة واستقلال لبنان من مشنقة العثماني الى بربرية السوري، "بس رح منكمل بالصحافيين الكتار البقيو" في مواجهة الارهاب الفكري والظلم والاضطهاد وكبت الحريات".
حمادة
وبعد دقيقة صمت عن روحي الشهيدين تويني وقصير، تم الاستماع الى بعض الشهادات، حيث حمل حمادة تحيات عميد الصحافة غسان تويني الذي يحمل في جسده وعقله وضميره كل جراح الصحافة اللبنانية، مشيرا الى ان معظم المؤامرات التي طالت لبنان كان القصد منها القضاء على الصحافة اللبنانية المكتوبة اولا ثم المسموعة والمرئية من اغتيال الشهيد نسيب المتني الى ما احاط عملية الغاء نقباء الصحافة من اغتيال رياض طه وكامل مروة وما كانت نصبو اليه الوثيقة الدستورية من تكبيل للصحافة.
وتحدث عما تعرضت له عدد من الوسائل الاعلامية والصحافية في لبنان من اغلاق الـ(MTV) واغتيالها اغتيالا حقيقيا على مدى سنوات والتعرض لمحطة الـ(LBC) وصولا الى محاولة اغتيال مي شدياق. اما النهار فكان لها الحصة الاكبر ووجهت لها الرسائل عبري وعبر اغتيال مديرها العام جبران والنجم العربي الساطع فيها سمير، فكانت رسالة لكل من يتجرأ ويتحدث عن الانظمة العربية. واكد "اننا لن نكون بقايا شعب بل سنبقى صامدين ولن يتغلب الخوف الداخلي على نفوسنا ولا على تصميمنا، وانا لن اغفر وحتى بعد دفن امواتنا لن اسامح".
شدياق
وعرضت الزميلة مي شدياق نماذج محاولات القمع المستمرة التي لم تنته مع محاولة الاسكات يوم الاغتيال، متحدثة عن ثلاث مستويات هي القمع والتهديد الذي تعرضت له مع عودتها لممارسة المهنة على مستوى "الجهابزة" واحدهم جميل السيد الذي كان يرسل الردود وهو في سجن خمس نجوم وأجبر على قراءتها وفيها تهديد مباشر واستهزاء وقلة احترام، وطريقة تعاطي النظام السوري معي والتهديد مجددا باغتيالي وطريقة تعاطي حلفاء سوريا مع الاعلاميين.
واعربت عن فخرها بأن تهمتها هي انها شهيدة ثورة الارز و"اننا نحن الجسم الاعلامي الصلب الذي يؤمن بلبنان غير مستعدين للتراجع وسنبقى جسما واحدا متماسكا بوجه كل المتطفلين على المهنة".
الاسعد
ورأى الزميل نصير الاسعد "ان تلفزيون وجريدة "المستقبل" تعرضا لنوع جديد من القمع والاضطهاد، فقد تعرضا لغزوة وتم التعامل معهما كمواقع معادية وتم قصفهما وحرقهما وهذا يسجل في تاريخ الصحافة والاعلام"، مؤكدا ان الناس كلها تذكرت ورفضت صورة القامع لدى خروج اللواء جميل السيد المشهور بفنجان القهوة بلا هال(!)".
واكد "اننا ملتزمون بمهنيتنا ولكن لنتذكر ان قائد الحزب القائد في تحالف 8 أذار لم يترك مناسبة الا وهدد فيها الاعلام وتكلم عن اعلاميين خبثاء وخونة ونصب نفسه الديان، ولا نقف عند الكلام "التعتير" لزعيم "التغيير الملحق" الذي ينتشي سعادة ضد اي صحافي او صحيفة وباهانة اي صحافي او صحيفة".
ورأى الاسعد انه "ان لم نقل رأينا بكل وضوح في 7 حزيران/ يونيو المقبل ضد عودتهم ومرورهم لن تكون هناك معارضة لان هؤلاء الفاشيين لن يسمحوا لحرية اي واحد منا، علينا التضامن ورفع راية صمودنا واثبات ان الكلمة الحرة لا تموت".
حرقوص
وامل الزميل عمر حرقوص الوصول الى قانون يحمينا من الاعتداء والضرب"، داعيا الى تضامن الاعلاميين اللبنانيين كافة وليس فقط اعلاميي 14 آذار لان الاعلام كله عرضة للتعدي.
قصير
واعرب شقيق الشهيد قصير، وليد قصير عن ايمانه بالعدالة الدولية، مشددا على ضرورة التضامن الصحافي العالمي ومطمئنا بأننا سنصل يوما الى العدالة مهما طال الزمن، ما يستدعي الصبر والصمود وتجنيد كل الطاقات، وطالما ان الفكر العربي الحديث الذي ناضل لاجله سمير قصير وغيره موجود فستنتصر العدالة والحق والحرية.
س.م.


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,048,813

عدد الزوار: 6,749,809

المتواجدون الآن: 113