حرية - ومسؤولية -

التعبير في اليوم العالمي لحرية الصحافة - بقلم مايكل وليامس وعبد المنعم عثمان

تاريخ الإضافة الأحد 3 أيار 2009 - 10:52 ص    عدد الزيارات 5575    التعليقات 0    القسم محلية

        


غالباً ما يستوقف الديبلوماسيين الأجانب في لبنان امران راسخان: حفاوة الضيافة اللبنانية وقوة نبض الصحافة. ان الصحافة اللبنانية، وهي من الاكثر الديناميكية في الشرق الاوسط، تؤدي دورها في إعلام الرأي العام بلا كلل. وآخر التحديات التي تواجهها حاليا هي المساهمة في جعل الانتخابات النيابية في 7 حزيران المقبل عملية حرة، ونزيهة وديموقراطية.
اليوم، يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لحرية الصحافة. ويكرّس هذا اليوم لإحياء ذكرى الصحافيين الذين قضوا اثناء تأدية الواجب ولحماية الاعلام من الاعتداءات، وأيضاً لتقويم حرية الصحافة حول العالم. خلال السنتين الاخيرتين وحدها أزهقت أرواح أكثر من 100 صحافي فيما قضى 11 آخرون حتى الساعة هذه السنة.
لاقى الصحافيون في لبنان أيضا قدراً من المعاناة. فقد تعرّض بعض أبرز الصحافيين اللبنانيين للنفي، والتهديد والترهيب والاستهداف، لكن صوتهم لم يخفت اطلاقاً طوال فترات الحروب والهجمات الارهابية والاغتيالات ومحاولات الاغتيال والنزاع السياسي التي شهدها هذا البلد، وظل الاعلام في الخطوط الامامية يعمل باصرار على تلبية حق المواطنين في المعرفة.
ان لبنان يواجه هذه السنة تحديا ايجابيا جديدا: الانتخابات النيابية في 7 حزيران. للاعلام دور محوري في المرحلة المؤدية الى الانتخابات كما في اليوم الانتخابي، من اجل ضمان حرية العملية الانتخابية وشفافيتها.
ما يعنيه هذا، هو انه يمكن المرشحين والاحزاب  السياسية التعبير عن آرائهم السياسية ونشرها من خلال وسائل الإعلام، وأن يصل الى الرأي العام أكبر عدد ممكن من الآراء ووجهات النظر. كما يعني أيضاً إحاطة الرأي العام علماً بحقوقه وواجباته خلال الانتخابات وإتاحة الفرصة أمامه لاتخاذ قرار واع عند الادلاء بصوته.
من الطبيعي ان يرافق حرية التعبير في الاعلام كمّ كبير من المسؤولية: بسبب دورها المحوري في توفير المعلومات للرأي العام بشكل مستمر، ومن الضروري بمكان ان يحافظ الاعلام على أعلى درجة من المعايير الاخلاقية، والموضوعية والدقة.
تقع على عاتق وسائل الاعلام مسؤوليات جسام في ان تتحلى بالمسؤولية في الكتابة والابتعاد عن القدح والذم وعدم الارتهان للصراعات السياسية والخلافات المحلية وان لا تصبح طرفا فيها. وعلى وسائل الاعلام ايضا ان تدافع عن حقوق الانسان والحقوق المدنية للمواطن، وان تكون رقيباً لمصلحة الوطن. لهذا تسعى الامم المتحدة دائماً الى ارساء شرعات سلوكية يتفق عليها الاعلاميون واصحاب وسائل الاعلام والناشرون والمحررون ويقرون بها، لكي تنأى بوسائل الاعلام عن كل ما قد يشوه صورتها ويفقدها مكانتها ويحيدها عن أهدافها.
يحتفل بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة تحت عنوان "الاعلام والحوار والتفاهم المتبادل". وفي هذا الإطار، ان الاعلام اللبناني قادر على ان يلعب دوراً مهما في تشجيع الحوار، أكان بين الاطراف السياسيين في البلد ام بين الفئات الطائفية ام بين المواطنين.
بالاضافة الى ما تقدم، سوف تمنح جائزة الاونيسكو/ جيرمو كانو الدولية لحرية الصحافة للاعلامي الراحل لازنتا ويكرماتونغي (Lasantha Wickrematunge) من سري لانكا الذي اختار ان يرفع صوته على رغم وعيه المخاطر التي كان يواجهها.
اليوم، نحيي آلاف الناشرين، والمحررين، وكتاب المقالات، والمراسلين، والكتاب، والمصورين، وخبراء المواقع الالكترونية، والتقنيين، وكل من يتيح للملايين من الاشخاص ان يعرفوا ما يدور في العالم الذي يحيط بهم كل يوم. هنا في لبنان، ولاسيما في المرحلة المؤدية الى الانتخابات، هم يلعبون دوراً في غاية الأهمية ويجب حمايته. لكنهم يتحملون ايضا مسؤولية كبيرة، وعليهم ان يضطلعوا بها تماشياً مع أهمية المهمة التي أوكلت اليهم.
 


( المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، ومدير المكتب الإقليمي للأونيسكو)      


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,640,882

عدد الزوار: 6,905,959

المتواجدون الآن: 108