أخبار لبنان..أخطر استباحة منذ 17 عاماً: اغتيال صالح العاروري في الضاحية..ميقاتي يتهم إسرائيل بجر المنطقة إلى مواجهة واسعة..وإسرائيل أخطرت إدارة بايدن بعد العملية..حزب الله يعد بالردّ والعقاب..توزيع أدوار بين بري ونصرالله تزامناً مع اجتماع اللجنة الخماسية وزيارة هوكشتاين..الاحتلال يريد منطقة منزوعة بالجنوب..والحزب يرفض أي نقاش قبل وقف حرب غزة..بوريل في بيروت الجمعة..ولوكورنو أمام القوات الدولية «درْبنا مزروع بالشكوك في الأسابيع المقبلة»..الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية.. الصِدام الكبير لم يعُد مستحيلاً..«شيفرة» وراء غاراتٍ «تطارد» عناصر من «حزب الله»..ماكرون يدعو إسرائيل إلى "تجنب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان"..«حزب الله» يطلب من سكان القرى الحدودية مغادرتها بعد اشتداد القصف الإسرائيلي..

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 كانون الثاني 2024 - 2:50 ص    عدد الزيارات 288    التعليقات 0    القسم محلية

        


أخطر استباحة منذ 17 عاماً: اغتيال صالح العاروري في الضاحية..

ميقاتي يتهم إسرائيل بجر المنطقة إلى مواجهة واسعة..وإسرائيل أخطرت إدارة بايدن بعد العملية..

اللواء..ما كان متوقعاً قد حدث، أما الشخصية الرفيعة المستهدفة، فهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري (58 عاماً)، الذي سقط شهيداً بعملية اغتيال غادرة في احدى الشقق السكنية في شارع رئيسي من الضاحية الجنوبية بمسيَّرة اسرائيلية، ضربت في قلب الضاحية للمرة الاولى منذ 2006، وفي اخطر خرق للقرارات الدولية، ولقواعد الاشتباك، وسقط معه قياديان في القسام، هما سمير فندي (ابو عامر) وعزام الاقرع (ابو عمار)، اضافة الى 3 شهداء آخرين وعدد من الجرحى. ونعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، العاروري مع ستة شهداء من الحركة، عدا الاقرع وسمير فندي، وهم محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس واحمد محمود، ووصف ما حصل بأنه عمل «ارهابي».. واعتبر ان المقاومة لن تهزم، وهي اشد قوة واصراراً. ودعت الفصائل الفلسطينية الى الحداد الوطني العام، والاضراب الشامل، والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات والرد على جريمة الاغتيال بقوة في كل الساحات والجبهات، وبدأت ليلاً التظاهرات والتجمعات الحاشدة في كل مناطق الضفة الغربية. واعتبرت مصادر سياسية جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية في بيروت، بانه تصعيد إسرائيلي خطير بالوضع في خضم المواجهة الجارية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وفي الحرب الدائرة بين الحركة واسرائيل في قطاع غزّة، وقد تكون لها تداعيات ومخاطر غير محسوبة على الحدود الجنوبية وحولها، لكنها استبعدت ان تؤدي إلى حرب واسعة تطال العمق الإسرائيلي والداخل اللبناني، لحسابات ومحاذير عديدة، ابرزها ان قرار مثل هذه الحرب يتجاوز امكانيات وقدرة الطرفين، وهو حصرا بيد الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهما ليس بوارد خوض مثل هذه الحرب في هذه الظروف، بالرغم من الخلافات بينهما ورسائل التهديد والوعيد المتبادل بينهما بشكل نافر، كما اظهرت بوضوح وقائع الاحداث والتطورات الاخيرة. واشارت المصادر الى ان اكثر من رسالة سعت إسرائيل لتحقيقها جراء هذه الجريمة النكراء، اولا قدرتها على الاختراق الامني لمربع حزب الله بالضاحية الجنوبية بالرغم من كل الإجراءات والتدابير الامنية التي يتخذها الحزب في عقر داره واستهداف اي قيادي اومسؤول حزبي، وثانيا ممارسة اقسى الضغوط في اي مساعي او مفاوضات مرتقبة، لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لاتاحة المجال امام اعادة سكان المستوطنات الإسرائيليين المهجرين وابعاد مسلحي الحزب إلى مناطق لا تهدد هؤلاء المستوطنين مستقبلا، والرسالة الاهم كانت موجهة للداخل الإسرائيلي المحبط من نتائج التدخل العسكري الإسرائيلي الفاشل ضد حماس والذي لم يحقق ايا من الشروط التي اعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لدى بدء حملته ضد الحركة في غزة، ولاسيما إعادة المخطوفين الإسرائيليين والقضاء على الحركة ووقف اطلاق الصواريخ الى العمق الإسرائيلي ومنع التهديد الامني ضد المستوطنات الإسرائيليه في حزام غزة وغيره، بالرغم من مرور قرابة الثلاثة اشهر على هذه الحملة العسكرية. وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحادثة التي سجلت في اليوم الثاني من العام الجديد في الضاحية الجنوبية والتي أسفرت عن استشهاد العاروري تستتبعها قراءة من المعنيين لما حصل، ولم تستبعد أن تشكل نقطة تحول لما يجري في حرب غزة وجبهة الجنوب،مشيرة إلى أن السيناريوهات المحتملة بالتصعيد أو الرد من قبل حركة حماس وحزب الله قائمة بنسبة كبيرة إنما توقيتها مرتبط بهذين الفريقين. وأفادت الأوساط نفسها أن حزب الله يفتح تحقيقا إن جاز القول بالإنفجار الذي وقع لاسيما أن هناك شكوكا حول خرق ما في امن الضاحية. على صعيد آخر، قالت المصادر نفسها ان تحريك الملف الرئاسي على الصعيد المحلي قد يستأنف بعد متابعة تداعيات انفجار الضاحية، وتتركز الأنظار على إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري محركات اتصالاته في هذا السياق قبل جلاء المشهد المتعلق بالحراك الخارجي للملف نفسه. ونعت «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي العاروري، الذي سقط مع 6 آخرين، قرابة الخامسة والنصف من مساء امس بصواريخ اطلقتها مسيَّرة في اتجاه شقة وسيارة على اوتوستراد السيد هادي نصر الله في الضاحية، حيث تصاعدت سحب الدخان، وشوهدت الاشلاء في مكان الانفجار، وتحركت فرق الاسعاف والدفاع المدني، وعملت على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء النيران المشتعلة ورفع الركام. وحسب المعلومات فإن العملية نفذت عبر مسيَّرتين وكمية من المتفجرات، في اول استباحة للضاحية الجنوبية وبيروت منذ 17 عاماً، اي الـ2006 عندما توقفت الحرب.. الامر الذي يضع لبنان والمنطقة على شفا انفجار واسع. ونعت حركة الجهاد الاسلامي العاروري، وجاء في بيان لها: ان اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها الى الحرب.

موقف نصر الله اليوم

وتتجه الانظار الى المواقف التي سيعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في ضاحية بيروت الجنوبية عند السادسة من مساء اليوم، وبعد غد يتحدث نصر الله الساعة 2٫30 في ذكرى رحيل النائب السابق محمد ياغي. وقال حزب الله في بيان له ان هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وان حزب الله يده على الزناد، وان المقاومة ستقوم بالرد وهي على اقصى درجات الجهوزية. ووصف جريمة الاغتيال بأنها اعتداء خطير على لبنان وشعبه وامنه وسيادته ومقاومته، وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة.

الموقف الرسمي

وبعد ان ادان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الانفجار، وصف الانفجار بانه جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية، موعزاً لوزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب تقديم شكوى الى مجلس الامن.

الموقف الاسرائيلي

في اسرائيل، منع رئيس الحكومة الاسرائيلي وزراءه والمقربين منه من التعليق على جريمة الاغتيال. وزعم مستشار نتنياهو ان الهجوم في بيروت لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله، رافضاً اعلان المسؤولية عن الاغتيال. ونقل موقع اكسيوس عن مسؤول اسرائيل كبير: اسرائيل لم تحذر الولايات المتحدة، لكنها اخطرت ادارة بايدن وقت تنفيذ العملية، واتهم الموقع اسرائيل بتنفيذ جريمة اغتيال العاروري.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية المستجدة التي وضعها العدو على رافعات قرب ثكنة راميم بالاسلحة المناسبة، وسجلت اصابات مباشرة، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة، وحققت فيه اصابات مباشرة.

«حزب الله»: اغتيال العاروري اعتداء خطير على لبنان.. ويد المقاومة على الزناد

الراي.. قال حزب الله اللبناني إن اغتيال مسؤولين قياديين في بيروت اعتداء خطير على لبنان وتطور خطير في مسار الحرب بين «العدو» ومحور المقاومة. وأكد أن يد المقاومة «على الزناد» بعد اغتيال إسرائيل صالح العاروري القيادي في حماس.

اغتيال صالح العاروري: حزب الله يعد بالردّ والعقاب

الأخبار .. قبل ساعات من موعد احتفال حزب الله بذكرى اغتيال قائد «قوة القدس» الإيرانية، اللواء قاسم سليماني، قرّرت إسرائيل كسر قواعد الاشتباك مع لبنان، وتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قبل عدة أشهر. فاغتالت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، صالح العاروري، في غارة جوية استهدفته في الضاحية الجنوبية لبيروت.وقد فتحت الجريمة الأبواب على مسارات تبدو مختلفة عن السائد الآن، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، خصوصاً أن حزب الله أعلن في بيان نعيه العاروري أن «الجريمة لن تمر من دون رد وعقاب». وهو ما يُنتظر أن يشرحه نصرالله في خطابه المرتقب عند السادسة من مساء اليوم، ولا سيما أنه كان قد أكّد في آب الفائت أن «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو إيرانياً أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي». كما شدّد على عدم السماح لـ«أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة»، علماً أن نصرالله أطلق وعيده يومها بعد تهديد إسرائيلي باغتيال العاروري الذي يقيم على الأراضي اللبنانية، بالتحديد. وقد اعتبر حزب الله في بيانه الجريمة أنها امتداد لاغتيال القائد في الحرس الثوري في سوريا رضي الموسوي ضمن «سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية لكل ‏من عمل أو خطّط أو نفّذ أو ساند عملية ‏طوفان الأقصى البطولية وساهم في الدفاع عن شعب فلسطين ‏المظلوم». وعدَّ الحزب الاغتيال «اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه ‏من رسائل سياسية وأمنية ‏بالغة الرمزية والدلالات، وتطوراً خطيراً في مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة، وأنّنا في حزب الله ‏نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبداً من ‏دون رد وعقاب، وأنّ مقاومتنا على ‏عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي ‏قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى ‏درجات الجهوزية ‏والاستعداد، وأنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبراً جميلاً وصبراً جميلاً، ‏وإنّ ‏الله هو المستعان وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».‏ وكان العدو شن بواسطة طيرانه غارة على مكتب وسيارة في منطقة المشرفية، في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى اشتعال النيران في الشقة، وفي السيارة، قبل أن يتبين أن المكان هو مقرٌّ لحركة «حماس»، لم يكن معروفاً من قبل. واستشهد إلى جانب العاروري، القائدان في «كتائب القسام» سمير فندي (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبو عمار)، إضافةً إلى 4 من كوادر حركة «حماس»، هم: أحمد حمود واللبنانيون محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس. كما أسفرت عملية الاغتيال عن سقوط العديد من المصابين، الذين نُقلوا إلى المستشفيات للعلاج.

ميقاتي يتهم إسرائيل بمحاولة تصدير أزمتها إلى لبنان

من جانب الدولة، طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تقديم شكوى عاجلة إلى «مجلس الأمن الدولي». واعتبر في بيان أن الاستهداف «جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكماً إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات (...) وتوريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان»، محذّراً من «لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي إلى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة». وبناءً على طلب ميقاتي، أوعز بو حبيب إلى كل من مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هادي هاشم، وإلى القائم بأعمال سفارة لبنان في واشنطن، وائل هاشم، «إجراء الاتصالات اللازمة وتقديم احتجاجيْن». كما صدرت مواقف مندّدة بعملية الاغتيال أبرزها من: الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي والجماعة الإسلامية ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائبين فيصل كرامي وحسن مراد.

لبنان: توزيع أدوار بين بري ونصرالله تزامناً مع اجتماع اللجنة الخماسية وزيارة هوكشتاين

الاحتلال يريد منطقة منزوعة بالجنوب..والحزب يرفض أي نقاش قبل وقف حرب غزة

الجريدة.. منير الربيع ..سلة شاملة لأزمة لبنان يتم البحث بها على مستوى دولي وإقليمي، توازياً مع التصعيد بالجبهة الجنوبية بين «حزب الله» وإسرائيل، التي اتّبعت مساراً عسكرياً جديداً يتركز على إقامة أحزمة نارية موسعة في بلدات ينشط فيها الحزب، كما حدث يوم الاثنين في كفركلا، مع إشارات إلى إمكانية انسحاب مثل هذا المسار على مناطق أخرى. في هذا السياق، برزت زيارة وزير الجيوش الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إلى جنوب لبنان ولقائه مع قيادة «يونيفيل» وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، محذّراً من أن الأوضاع قد تذهب إلى المزيد من الخطورة في المرحلة المقبلة. ويبرز توزيع للأدوار بين الحزب بزعامة حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فالحزب يرفض النقاش كلياً بالقرار 1701 ووقف العمليات العسكرية والوصول إلى حلّ قبل وقف النار في غزة، بينما يرى بري أن أحداً لا يريد الانجرار لحرب، ولبنان حريص على القرار 1701 وعلى العلاقة مع «يونيفيل» المستمرة منذ أكثر من 40 سنة. ويمنح جزء من توزيع الأدوار هذا بري دوراً أوسع على المستوى السياسي في التفاوض مع القوى الدولية، وخصوصاً الأميركيين. وبناء عليه، أصبح من الواضح أن الوصول إلى وقف العمليات في الجنوب، وتطبيق القرار 1701، لن يكونا منفصلين عن اتفاق سياسي حول انتخاب رئيس لبنان. وهذه الملفات ستكون كلها حاضرة في اجتماع اللجنة الخماسية خلال أيام للبحث في كيفية تكريس الاستقرار والوصول إلى تسوية رئاسية وانتخاب رئيس قادر على التفاوض مع العالم لتثبيت الوضع في الجنوب. وما بعد الاجتماع الخماسي، يُفترض أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لبنان للقاء المسؤولين ووضعهم في صورة ما تم التوصل اليه ولتحفيزهم على الذهاب لإبرام التسوية. في سياق متصل، تكشف مصادر دبلوماسية أنه بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن للمنطقة، سيجري مبعوث شؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين زيارة إلى بيروت، تتركز على 3 عناوين، الأول ضرورة منع حصول أي تصعيد في جنوب لبنان، وضبط الأوضاع العسكرية ضمن نطاقها القائم لا أكثر، مع التشديد على ضرورة وقف النار ووقف العمليات العسكرية والمواجهات، كي لا تتدحرج التطورات إلى ما هو أسوأ. والعنوان الثاني هو استكمال البحث في مسار ترسيم الحدود البحرية وانسحاب إسرائيل من النقاط الـ 13، وضمنها نقطة b1، مع السعي إلى وضع تصوّر حول مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ويفترض بهوكشتاين أن يحمل بعض التصورات والردود والاقتراحات الإسرائيلية، أما العنوان الثالث فهو التركيز على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة، لأن الوضع في لبنان، ولمواكبة كل هذه التطورات والمفاوضات، لا بدّ أن يكون هناك رئيس وحكومة يستطيعان التفاوض وإبرام الاتفاقات. ويذهب البعض إلى اعتبار أن هوكشتاين يحمل إلى اللبنانيين الرسالة الأخيرة قبل التصعيد، وهم يربطونها بغيرها التي أوصلها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون، وفي المقابل، هناك من يؤكد أنه مادامت المساعي الأميركية مستمرة، فهي تهدف إلى تجنب التصعيد والتركيز على الحل الدبلوماسي، ما يُسقط نظرية «الرسالة الأخيرة»، بينما المسار التفاوضي سيبقى قائما.

بوريل في بيروت الجمعة..ولوكورنو أمام القوات الدولية «درْبنا مزروع بالشكوك في الأسابيع المقبلة»

الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية.. الصِدام الكبير لم يعُد مستحيلاً

| بيروت - «الراي» |....

- «شيفرة» وراء غاراتٍ «تطارد» عناصر من «حزب الله»

- بعدما وجّه «حزب الله» لإسرائيل رسالة «جاسوس الكاميرات احترق».. أيّ إجراء مضادّ لوقف اغتيال عناصره؟

- هذا سرّ المسيَّرات الانقضاضية التي تُدمي الجيش الإسرائيلي

- تل أبيب في ورطة بخياراتها على جبهة لبنان..وهل انجرّ «حزب الله» برجليْه إلى... الفخ؟

لم يَعُدْ خافياً أن المواجهاتِ على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية تتطوّر في اتجاهاتٍ أكثر التهاباً، كمياً ونوعياً، على وقع مؤشراتٍ ميدانية في «ملعب النار» الأساسي في غزة يُشتمّ منها أن التصادمَ الكبير مع «حزب الله» خَرَجَ من دائرة «المستحيل» وأن هذا الاحتمالَ لم يُسحب عن الطاولة. وإذا كانت أقوى إشاراتٍ إلى أن تل أبيب «تضع الإصبع على الزناد» على جبهتها الشمالية عبّر عنها الإعلان عن أن «بعض القوات التي انسحبتْ من غزة ستتموضع على الحدود مع لبنان»، فإن الخشيةَ التي سادت في الأسابيع الأخيرة من العام 2023 من أن تلجأ اسرائيل إلى مباغتة حلفائها قبل أعدائها بحربٍ واسعة على «حزب الله» تعزّزت في الساعات الأولى من سنة 2024 على وهج وقائع عسكرية بارزة جنوباً تُلاقي مناخاً سياسياً يعكس حساباتٍ اسرائيليةً على «المقياس» الوجودي تتحكّم بكل ما قامت به منذ «طوفان الأقصى» وقد تَحْكم مقاربتها لكيفية التعاطي مع «الخطر العالي» الذي يشكّله الحزب بعيداً من مجرد «إدارة المخاطر». وجاء كلام وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أمس، عن أنه «من دون انتصار واضح، لن تستطيع إسرائيل العيش في الشرق الأوسط» وتأكيده «أن القوات الاسرائيلية ستبقى على الأرض في غزة لفترة من الوقت حتى تحقيق الأهداف» ليزيد المخاوفَ من أن تل ابيب قد تجد نفسها وفق هذا «المعيار» أمام الحاجةِ إلى مقاربةٍ أكثر جذرية للحلول الممكنة على الجبهة الشمالية التي تُستنزف فيها عسكرياً كما اقتصادياً وصولاً إلى البُعد الأعمق لنزوح نحو 230 ألف مستوطن نتيجة ضربات «حزب الله»، من دون أن يكون ممكناً ضمان عودتهم بما هو أقل من «بوليصة تأمين» حدّدت تل ابيب عنوانها بـ «جنوب الليطاني خالٍ من حزب الله» وقوة النخبة فيه (الرضوان) والترسانة الثقيلة. وعلى صعوبة تَصوُّر تحقيق هذا «الهدف»، سواء «على البارد» في إطار «اتفاقٍ بَري» برعاية «عرّاب» الترسيم البحري الموفد الأميركي أموس هوكشتاين، وهو ما يحتاج إلى جولاتٍ من التفاوض الذي يشتمل على نقاط حساسة مثل مصير مزارع شبعا المحتلة ومن دون أي ضماناتٍ بأن يعطي «حزب الله» مقابله «أثماناً» ولو منصوص عنها في القرار 1701، أو «على الساخن» عبر حربٍ لفرض إبعاد الحزب إلى شمال الليطاني، فإنّ هذا لا يُسْقِط بأي حال أن اسرائيل صارت أمام خيارات «أحْلاها مُرّ» بإزاء «تفكيك المعضلة» على جبهتها الشمالية. على أن أوساطاً سياسية تُبدي اقتناعاً أيضاً بأن «حزب الله» بفتْحه «مواجهات المشاغَلة» من جنوب لبنان «دخَل برِجليْه» إلى ما قد يسرّع «هدفاً» اسرائيلياً - أميركياً كان لاحَ عند التمديد الأخير لقوة «اليونيفيل» وأثار ارتيابَ الحزب ويقوم على نزْع آخِر الذرائع من أمام استمرار تموْضعه جنوباً ووضعيته خارج الشرعية وذلك عبر بتّ كل النقاط الخلافية على الخط الأزرق بما فيها الـ «B1» (رأس الناقورة) وإيجاد صيغة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا على قاعدة وضعها في عهدة الأمم المتحدة، بما يُبْقي الحزب «مشكلة لبنانية» ويحيي إشكالية سلاحه. وعلى وقع هذه الخطوط العريضة لحسابات الميدان والسياسة، ارتسمت استراتيجية عسكرية اسرائيلية في جنوب لبنان تقوم على «مطاردةٍ» لعناصر «حزب الله» الذين لا يكاد يوم يمرّ من دون أن تنجح في ما يبدو «اغتيالات» لعدد منهم من خلال غاراتٍ دقيقة الإصابة، وذلك من ضمن محاولاتٍ مستمرة لرفع مستوى التوتر وخرق «قواعد الاشتباك» وجرّ «حزب الله» إلى «الطلقة الأولى» الحارقة للخطوط الحمر الكبرى.

وبدأ الاستهداف المتمادي لعناصر من الحزب يثير علامات استفهام في اتجاهين:

- الأول كيفية نجاح اسرائيل في هذه العمليات الأمنية - العسكرية، التي أودت أول من أمس، بثلاث عناصر نعاهم الحزب وسقطوا في كفركلا، وسط اقتناعٍ لدى دوائر قريبة من «محور الممانعة» بأن تل ابيب «التي سبق أن خرقت شبكة الاتصالات في لبنان ويُعتقد أن«لها يد»على داتا الاتصالات باتت قادرة على فك شيفرات دقيقة في هذا المجال، ناهيك عن التقدم الكبير الذي أظهرته في برامج التجسس الذائعة الصيت».

- والثاني «الإجراء المضاد» من «حزب الله» لكسر هذه الحلقة من الاستهدافات والذي لا يُستبعد أن يكون بدأ بعدما حدّد الحزب «نقطة الضعف»، هو الذي كان قام قبل أيام قليلة بإصدار بيان بدا أقرب الى الرسالة لاسرائيل بأن «جاسوسَك كُشف» ودعا فيه سكان البلدات الحدودية في جنوب لبنان لتعطيل كاميرات المراقبة في منازلهم ومتاجرهم سعياً «لإعماء العدو الإسرائيلي» بعدما عَمَدَ إلى «اختراقها للاستفادة منها في جمْع معلومات تتعلّق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم»، وحض الأهالي على فصلها عن الإنترنت. وفي سياق «رفْعه التحدي» مع اسرائيل، استوقف الدوائر نفسها أن الحزب كثّف استخدام المسيّرات الانتحارية المحمّلة بالمتفجرات والتي يمكنها بلوغ الهدف بدقائق ومن دون أن تكون «على رادار» الرصد وتالياً لا يمكن إسقاطها.

وقد أعلن «حزب الله» أمس، انه نفّذ «هجوماً جوياً على مقر ‏القيادة 91 المستحدث للعدو الاسرائيلي في إيليت بمسيَّرة انقضاضية وأصابت ‏هدفها بدقة»، بالتوازي مع عمليات أخرى استهدفت «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، ووقع أفراده بين قتيل وجريح» وموقع بركة ريشا و«موقع ‏السمّاقة في مزارع شبعا اللّبنانيّة المحتلّة بالأسلحة الصاروخيّة» و«تموضعاً ‏لجنود ‏العدو في محيط موقع المرج بالأسلحة الصّاروخيّة». وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنه تم «إطلاق عدة صواريخ من لبنان باتجاه شلومي في الجليل الغربي من دون تسجيل إصابات» فيما تحدثت وسائل إعلام عن «تضرر منزل في«شلومي» بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب الله صباح الثلاثاء». في المقابل، استهدف الجيش الإسرائيلي منزلين بصاروخيْ مسيَّرة على الاطراف الجنوبية الغربية لبلدة بليدا، بعدما كانت طائراته الحربية نفذت صباحاً غارتين متتاليتين على المنطقة الواقعة بين مدينة بنت جبيل وبلدة مارون الراس، ملقية أربعة صواريخ جو - ارض على المنطقة المستهدفة، فيما طاول القصف المدفعي منطقة تلال سدانة بين شبعا وكفرشوبا وأحراج اللبونة ووادي حامول في خراج الناقورة، وعلما الشعب والمنطقة الواقعة بين الضهيرة والجبين، وسط تقارير عن ازدياد حركة النزوح من القرى الجنوبية الحدودية ما ألقى بثقله على ادارة الكوارث الطبيعة في اتحاد بلديات قضاء صور بسبب قلة الامكانات.

لوكورنو وبوريل

في موازاة ذلك، وفيما تستعدّ بيروت لأن تستقبل بعد غد أول مسؤول غربي يزورها في 2024 وهو الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل (يصل مساء الجمعة ويجري لقاءاته السبت)، برزت محطة وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو في لبنان، حيث تفقّد أول من امس، قاعدة دير كيفا في الجنوب وأجرى محادثات مع رئيس أركان الجيوش والجنود الفرنسيين المنتشرين ضمن «اليونيفيل». وأعلن لوكورنو أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم عشاء لمناسبة رأس السنة، أن «هذه المهمة يمكن أن تصبح خطيرة جداً». وأضاف تحت خيمة نصبت في القاعدة على بُعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود بين إسرائيل ولبنان «سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة». وبعدما كان بحث مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون مهمة «اليونيفيل» و«كيف يُمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء أوضاع متدهورة وكيف نحمي الجيش اللبناني وعناصر اليونيفيل في مهامهم»، عاد لوكورنو والتقى عون أمس خلال زيارته المستشفى العسكري في بيروت، وسط تقارير نقلت عن مصدر قريب من وزير الجيوش الفرنسية أن باريس التي قدّمت 15 طناً من المساعدات الطبية دعماً للجيش اللبناني خلال الشهرين الأخيرين تعتزم زيادة التعاون الصحي من خلال برامج هيكلية.

ماكرون يدعو إسرائيل إلى "تجنب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان"

الحرة / وكالات – واشنطن.. مقتل العاروري في بيروت بضربة استهدفت مكتبه في الضاحية الجنوبية

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إسرائيل إلى "تجنب أي سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان"، وذلك إثر اغتيال، صالح العاروري، القيادي في حماس، بضربة صاروخية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ونسبتها مصادر لبنانية وفلسطينية إلى إسرائيل. وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها ماكرون بالوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الوزاري، إن الرئيس الفرنسي شدد على أنه "ينبغي تجنب أي سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأن فرنسا ستستمر في إيصال هذه الرسائل إلى كل الجهات الفاعلة المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة".

حلقة وصل بين حماس وإيران وحزب الله.. من هو صالح العاروري؟

قتل القيادي في "حماس" صالح العاروري واثنين آخرين من الحركة، جراء انفجار استهدف مكتبا للأخيرة في المشرفية بالضاحية الجنوبية لبيروت. وبعد نحو 3 أشهر على هجوم "7 أكتوبر"، قتل العاروري، في أول ضربة جوية "إسرائيلية" تستهدف الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت منذ بدء التصعيد عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد الحرب بين إسرائيل وغزة. ويأتي الاستهداف في وقت تتجه إسرائيل إلى "مرحلة ثالثة" من عملياتها البرية في قطاع غزة، بعد أسابيع من قتال بري وضربات جوية، وبعد أسبوع من عملية نسبتها إيران لإسرائيل، أسفرت عن مقتل القيادي الكبير في "الحرس الثوري" الإيراني، رضي موسوي، في العاصمة السورية دمشق.

ضربة إسرائيلية تقتل العاروري واثنين من قادة «القسّام» في بيروت

مسيرة استهدفت مكتب «حماس» في الضاحية الجنوبية... وتنديد لبناني رسمي

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت حركة «حماس» مقتل القيادي في الحركة ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، اليوم (الثلاثاء)، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله» اللبناني. وأشار تلفزيون «الأقصى» التابع للحركة إلى مقتل القائدين في «كتائب عز الدين القسام» سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار بالضربة الإسرائيلية في لبنان. من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إن اغتيال العاروري «عمل إرهابي مكتمل الأركان» و«انتهاك لسيادة لبنان وتوسيع لدائرة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين».وأضاف هنية في كلمة متلفزة بعد نحو ثلاث ساعات من استهداف العاروري أن «المقاومة لن تهزم أبدا والاستهدافات تزيدها قوة وعزيمة لا تلين». فيما كتب عزت الرشق القيادي في «حماس» على حسابه على «تلغرام» أن «عمليات الاغتيال تثبت مجددا فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها في قطاع غزة». وقال مصدر أمني لبناني بارز لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن العاروري قتل في الضربة الإسرائيلية مع عدد من مرافقيه، من دون تحديد عددهم. وأكد مصدر أمني آخر المعلومة ذاتها، موضحاً أن طبقتين في المبنى المستهدف قد تضررتا إضافة الى سيارة على الأقل. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله إن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن ضربة في بيروت استهدفت العاروري. ونددت حركة «الجهاد» في فلسطين، اليوم، باغتيال العاروري واعتبرته محاولة من إسرائيل لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب «بعد فشلها العسكري في قطاع غزة». وجاء في بيان للحركة: «إسرائيل تحاول الهروب من مأزق سياسي تعيشه بعد 90 يوما من الحرب الهمجية وحرب الإبادة وفشلها في فرض شروطها على الشعب الفلسطيني بل كانت قوى المقاومة لها اليد العليا سياسيا وعسكريا». وتعهدت الجهاد ألا يمر «اغتيال العاروري دون عقاب وباستمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال».

السلطة الفلسطينية تندد

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم، باغتيال العاروري وقال إنه قد يترتب عليه تداعيات كبرى.ولفت اشتية في بيان إلى أن «هذه الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها خطرة وقد تترتب عليها تداعيات كبرى».وأضاف: «نتقدم من حركة حماس، ومن عائلة الشهيد، بأحر العزاء، وصادق مشاعر المواساة».

6 قتلى

وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن ستة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لمكتب «حماس» في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأضافت الوكالة أن عددا من الجرحى سقطوا جراء الاستهداف الإسرائيلي لمكتب «حماس» في العاصمة اللبنانية. وأكد تلفزيون «المنار» اللبناني (تابع لحزب الله)، نقلا عن مصادر في «حماس»، أن العاروري قُتل في استهداف مباشر له في العاصمة اللبنانية. وذكرت المصادر أن العاروري قتل في استهداف احدى الشقق في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ميقاتي: جريمة إسرائيلية جديدة

من جانبه، ندد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بهجوم ضاحية بيروت الجنوبية ووصفه بأنه «جريمة إسرائيلية جديدة». وقال: «لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية وقرار الحرب في يد إسرائيل والمطلوب ردعها ووقف عدوانها». من جهته، هنأ داني دانون، الممثل الدائم السابق لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، عضو الكنيست الإسرائيلي الحالي ضمن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات في نجاحهم باغتيال العاروري. وقال دانون في منشور عبر منصة «إكس»: «أهنئ الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد على قتل المسؤول الكبير في حماس صالح العاروري في بيروت». وأضاف أن «كل من شارك في مذبحة 7 اكتوبر (تشرين الأول) يعلم أننا سوف نصل إليه». ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن عددا من الوزراء وأعضاء الكنيست هنأوا الجيش الإسرائيلي والاستخبارات بعملية اغتيال العاروري وأن سكرتير مجلس الوزراء يوسي فوكس أصدر تحذيرا لهم بالتعليق على الموضوع. ويشغل العاروري (57 عاما) منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس منذ عام 2017 وكان اعتقل لأكثر من 18 عاما على عدة فترات في السجون الإسرائيلية، وتم إبعاده بقرار إسرائيلي خارج فلسطين عندما أفرج عنه في المرة الأخيرة عام 2010. وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعدا في وتيرة القصف بين «حزب الله» بشكل رئيسي والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في غزة، ما يثير مخاوف من توسع رقعة النزاع. ويقول «حزب الله» الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، إنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافا عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناداً لمقاومته». وترد إسرائيل بقصف مناطق حدودية وما تصفه بـ«البنى التحتية» لـ«حزب الله» وتحركات مقاتليه قرب الحدود. وشنت ضربات محدودة في عمق الجنوب اللبناني.ومنذ بدء التصعيد، قتل أكثر من 160 شخصاً في لبنان، نعى «حزب الله» 120 منهم على الأقل. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 13 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

«حزب الله» يطلب من سكان القرى الحدودية مغادرتها بعد اشتداد القصف الإسرائيلي

أعلن قصف هدف عسكري على بعد 12 كيلومتراً شمال شرقي صفد

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. مضى «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في تصعيد إضافي في المنطقة الحدودية التي نزح القسم الأكبر من سكانها على ضفتي الحدود؛ حيث استهدف الحزب بطائرة مُسيَّرة انقضاضية هدفاً عسكرياً إسرائيلياً، على بعد نحو 12 كيلومتراً من أقرب نقطة حدودية مع لبنان، بينما اعتمدت القوات الإسرائيلية على قوة نارية كبيرة ناتجة عن غارات جوية بالطائرات الحربية. وبعدما أخْلَت إسرائيل عدداً كبيراً من مستوطنات وبلدات الجليل الأعلى والجليل الغربي حتى عمق 7 كيلومترات، طلب «حزب الله» من سكان بعض القرى الواقعة مباشرة على الحدود الباقين في المنطقة، المغادرة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنّ من تبقّى من السكان: «تمنى عليهم (حزب الله) قبل 10 أيام مغادرة المنطقة لحماية الأرواح، إثر التصعيد العسكري الإسرائيلي الكبير، واستهداف الغارات الجوية لمنازل المدنيين، مما يرفع منسوب الخطر على حياتهم». وأوضحت المصادر أن «قسماً من السكان أخلى منازله، بينما رفض قسم آخر مغادرتها». وقالت المصادر إن «رافضي إخلاء منازلهم يتراوحون بين أشخاص لا يمتلكون خياراً آخر بسبب ظروف خاصة، وبين آخرين يقولون إنهم متمسّكون بالبقاء ولن يغادروا بيوتهم». وأشارت المصادر إلى أن أحد السكان في قضاء مرجعيون «رفض النزوح لصعوبة تقديم الرعاية لأمه المريضة خارج المنزل، والتي تعاني من مشكلات صحية أقعدتها، لذلك يرفض المغادرة رغم الخطر الذي بات يهدد السكان».

غارات جوية

وكثفت القوات الإسرائيلية من وتيرة الغارات الجوية في الأسبوعين الأخيرين، وطالت مواقع سكنية وأحياء مأهولة. في بلدة كفركلا التي شهدت أول حزام ناري نفذته الطائرات الإسرائيلية الاثنين، وقتل فيها 3 أشخاص بينهم مسعفان في «الهيئة الصحية» التابعة للحزب: «دُمِّرت عدة منازل بشكل كامل، وتعرضت أخرى لأضرار ناتجة عن القصف أو الغارات القريبة»، وهو أمر تتشارك فيه مع سائر قرى المنطقة المواجهة للحدود، حسبما تقول المصادر. وعلى الضفة الأخرى من الحدود التي أخلت السلطات الإسرائيلية من سكانها، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الثلاثاء، عن رئيس مجلس الجليل الأعلى في الشمال، غيورا زالتس، قوله: «إذا لم تُلحق إسرائيل ضرراً كبيراً بقدرات جماعة (حزب الله) اللبنانية فستكون قد خسرت معركتها معها»، وأضاف: «على المستوى الوطني سيعود الشمال وكذلك الجنوب 30 عاماً إلى الوراء». وتابع: «نريد العودة إلى صناعتنا... إلى الزراعة والتكنولوجيا الفائقة والتعليم. سوف نعود؛ لكننا لا نستحق أن نظل نعيش في هذا الخوف الهائل». وأضاف: «إذا لم تبدأ الحكومة في تحمّل المسؤولية عن الشمال والجنوب، فسنكون في وضع سيئ للغاية».

هدف في عمق الجليل

وتتسع رقعة الأهداف يومياً بشكل تدريجي. وأعلن «حزب الله» في بيان، الثلاثاء، أن مقاتليه «شنوا هجوماً جوياً على مقر ‏القيادة 91 المستحدث للعدو الإسرائيلي، في إيليت (شمال شرقي صفد) بمُسيَّرة انقضاضية، وأصابت ‏هدفها بدقة»، كما قال في البيان. وتبعد النقطة المستهدفة نحو 12 كيلومتراً عن أقرب نقطة حدودية مع لبنان، بينما تحدثت وسائل إعلام عن إطلاق 10 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع السماقة الإسرائيلي، في تلال كفرشوبا. وقال الحزب في بيانات لاحقة إنه «استهدف تجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح»، كما استهدف مقاتلوه موقع ‏السمّاقة الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية بالأسلحة الصاروخيّة، فضلاً عن استهداف موقع ‏بركة ريشا بالأسلحة المناسبة. كما استهدف بالصواريخ تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي بمحيط موقع المرج. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن إطلاق صواريخ نحو موقع في عرب العرامشة، ودوي صافرات إنذار في الجليل الأعلى للاشتباه بتسلل طائرة مُسيَّرة، كما أفادت قناة «12» العبرية بسقوط صواريخ بمحيط مستوطنة مرجليوت عند الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «إننا هاجمنا بنى تحتية لـ(حزب الله) في يارون جنوب لبنان»؛ مشيراً إلى أنه تم رصد قبل قليل «صاروخين أُطلقاً نحو شلومي». وفي المقابل، تواصل القصف الإسرائيلي على المناطق الجنوبية، واستهدف القصف مزارع شبعا والمناطق المحيطة بها، كما استهدف بلدة بليدا، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بساتين الزيتون في الوزاني بعدد من القذائف. كما أفادت وسائل إعلام لبنانية بتعرض أحراج اللبونة ووادي حامول في خراج الناقورة وعلما الشعب والمنطقة الواقعة بين الضهيرة والجبين، لقصف مدفعي متقطع، مع تحليق طائرات الاستطلاع في الأجواء.

«اليونيفيل» في قلب النار

وبينما يتواصل القصف المتبادل منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، يجد جنود فرنسيون عاملون في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل)، أنفسهم، في مرمى النيران، على وقع ارتفاع منسوب التصعيد عبر الحدود. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن النقيب الفرنسي بول، بينما كان يقف أمام آلية عسكرية عليها شعار الأمم المتحدة، في مقر الكتيبة الفرنسية في بلدة دير كيفا الجنوبية (تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود): «نجد أنفسنا في قلب النيران». وأضاف: «انتقلنا من منطقة هادئة نسبياً إلى منطقة متقلبة؛ حيث يتوقّف كل شيء إلى حد بعيد على أدنى تصريح سياسي». وزادت القوات الفرنسية المشاركة في «اليونيفيل» عدد دورياتها من 4 إلى 7 يومياً، وفق ما شرح النقيب المسؤول عن العمليات في قاعدة دير كيفا. وأضاف بينما يمكن سماع أزيز طائرة استطلاع تحلّق في الأجواء: «الوضع متوتر، ثمة قذائف تتساقط كل يوم ويمكن سماع دويها، نحن في أجواء حرب». وأوضح أن «ما كان يحدث سابقاً، خلال 3 أو 4 سنوات، يجري حالياً في غضون أسبوع»، في إشارة إلى إطلاق القذائف والصواريخ والمُسيَّرات. وحتى الآن، اقتصر تبادل القصف إلى حدّ بعيد على المناطق الحدودية، رغم أن إسرائيل شنّت ضربات محدودة في عمق الأراضي اللبنانية. ونبّه وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، الاثنين، في كلمة ألقاها أمام الجنود الفرنسيين في قاعدة دير كيفا، قبل أن يشاركهم مائدة الطعام احتفالاً بحلول العام الجديد، إلى أن مهمة الكتيبة الفرنسية «يمكن أن تصبح خطيرة جداً». وتابع: «سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة». وكان لوكورنو قد بحث مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، الاثنين، مهمة قوة «يونيفيل»، و«كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء أوضاع متدهورة، وكيف نحمي جنود الجيش اللبناني وعناصر (يونيفيل) في مهامهم».

لبنان: دعوات متجددة للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية

«القوات» منفتحة على مشاورات جانبية لإنجازه على غرار التمديد لقائد الجيش

الشرق الاوسط..عاد موضوع الانتخابات الرئاسية إلى الواجهة مع بداية العام الجديد، في ظل حديث البعض بأن هذا الاستحقاق سيكون له الأولوية في هذه المرحلة، وهو ما سبق أن تحدث عنه رئيس البرلمان نبيه بري. وعاد الحديث عن الانتخابات الرئاسية التي كان مقرراً لها أن تحصل قبل اليوم الأخير من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022، لكن من دون إشارات إلى حراك جدي ينهي الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من سنة. ودعا وزير الإعلام، زياد مكاري، المحسوب على «تيار المردة»، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي. وقال مكاري: «لبنان يمر بأزمات كبيرة، ونتأثر بالخارج وبحرب غزة وبالوضع الاقتصادي العالمي، نتمنى أن تحمل هذه السنة في بدايتها محاولة جدية لانتخاب رئيس للجمهورية. نحن نعوّل على خطوة الرئيس نبيه بري في فتح المجلس النيابي، وتكون بداية الدعوات لانتخاب رئيس». ولفت إلى أنه تم التطرق إلى مواضيع أخرى، ومنها تأثير حرب غزة على لبنان واللبنانيين، وقال: «بالتأكيد لدينا هواجس مشتركة وهي هجرة الشباب إلى الخارج، حيث إن لبنان يفقد روحه ومستقبله، وهاجس آخر هو موضوع النازحين السوريين»، مؤكدا أنه يجب «علينا التطلع إلى حلول لها باتجاه تخفيف المشاكل عن بلدنا وشعبنا». وفي رد على سؤال عن رفض الراعي ربط انتخاب رئيس الجمهورية بانتهاء حرب غزة، قال: «وأنا أؤكد بأنه ليس علينا ربط مصيرنا بالخارج، أكان في السياسة أم في الأزمات الكبيرة، وأينما كانت، نحن من الأساس بوصفنا لبنانيين يجب علينا اتخاذ قرار انتخاب رئيس للجمهورية يكون صناعة لبنانية مائة في لمائة؛ أكان بالترشيح أو باختيار الأسماء». وفي الإطار نفسه، أكدت النائبة في حزب «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع، الانفتاح «على القيام بمشاورات جانبية كالتي قمنا بها من أجل التمديد لقائد الجيش، حيث أثبتت هذه التجربة أنها فعالة، ويمكن أن تؤدي إلى النتيجة والغرض المطلوب، بعكس طاولات الحوار الكلاسيكية التي تكرر انعقادها لمرات ومرات ولم تثمر في أي مرة عن أي نتيجة ملموسة». وطالبت رئيس مجلس النواب نبيه بري «بأن يكمل المسعى الذي كان قد بدأه في مسألة التمديد لقائد الجيش، وبالطريقة نفسها، ليطال ملف انتخاب رئيس للجمهورية، علنا نصل إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت». ومن بكركي أيضاً، دعا رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة إلى «انتخاب رئيس للجمهورية يشكل أملاً وجامعاً للبنانيين، وأن تبسط الدولة سلطتها على الأراضي كافة». وشدد بعد لقائه الراعي على رأس وفد من «لقاء الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية» في زيارة للتهنئة بالأعياد، على «ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وميثاق العيش المشترك»، معلناً رفضه «إدخال لبنان في الحرب الدائرة في غزة؛ لأن اللبنانيين عانوا الكثير من حرب تموز وحتى اليوم، واليوم لن تعد هناك شبكة الأمان موجودة كما كانت في عام 2006». ودعا إلى «انتخاب رئيس للجمهورية يشكل أملاً وجامعاً للبنانيين، وأن تبسط الدولة سلطتها على الأراضي كافة»، مؤكداً أن «(حزب الله) لا يستطيع أن يفرض رئيساً على اللبنانيين، ويجب ألا يتكرر الخطأ الذي ارتكبناه في عام 2016»، مشدداً على أننا «في حاجة إلى موقف وطني عام لعدم الانزلاق في حرب غزة»، ومعتبراً أنه «في ظل التسويات الحاصلة في الخارج علينا المحافظة على وحدتنا وبلدنا والتزام أحكام الدستور». وتأتي الدعوات للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية بعد نحو سنة وأربعة أشهر على الفراغ الرئاسي والخلاف العامودي بين الأفرقاء اللبنانيين الذي يحول دون إنجاز الاستحقاق، وهو ما ينعكس على الأوضاع في لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فرنسا قدمت 15 طناً من المساعدات الطبية للجيش اللبناني

بيروت: «الشرق الأوسط».. قدّمت فرنسا 15 طناً من المساعدات الطبية دعماً للجيش اللبناني خلال الشهرين الأخيرين، وتعتزم زيادة التعاون الصحي من خلال برامج هيكلية، وفق ما أفاد مصدر قريب من وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو اليوم (الثلاثاء) في بيروت. وتشمل المساعدات خصوصاً أدوية مضادة للالتهابات ومسكّنات مخصصة للمستشفى العسكري المركزي في بيروت، الذي يستفيد العسكريون وأفراد عائلاتهم من خدماته الطبية، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المصدر أن «مشروع تعاون طبي مشتركاً بين الخدمات الصحية في الجيشين الفرنسي واللبناني سيترجم سريعاً بتوقيع وثيقة رسمية»، متحدثاً عن برامج تدريب لمقدمي الرعاية العسكرية وتعزيز القدرات الاستيعابية. وزار لوكورنو الثلاثاء المستشفى العسكري في بيروت برفقة قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، بعدما كان تفقد الاثنين، الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة بجنوب لبنان. ويخشى المسؤولون اللبنانيون من اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل وحركة «حماس»، على وقع التصعيد المستمر عند الحدود الجنوبية مع قصف حزب الله أهدافاً إسرائيلية، ترد عليه إسرائيل بقصف مناطق حدودية. وجاء التوتر جنوباً ليفاقم الوضع سوءاً بعد 4 سنوات من أزمة اقتصادية خانقة لم يبقَ أي قطاع أو مؤسسة بمنأى عن تداعياتها. وتراجعت معها قدرة الدولة على توفير أبسط الاحتياجات. ويكافح الجيش الذي يؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وينتشر عناصره في المناطق الحدودية شمالاً وشرقاً وجنوباً، لتلبية الحاجات الأساسية لجنوده البالغ عددهم 80 ألفاً على وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق من غذاء وأدوية وإبقاء الطبابة على مستواها، عدا عن توفير المحروقات وصيانة العتاد. واستفادت المؤسسة العسكرية خلال الأشهر الماضية من مساعدات مالية قدمتها قطر والولايات المتحدة لتحسين رواتب العسكريين. وأقر البرلمان اللبناني منتصف ديسمبر (كانون الأول)، اقتراح قانون مدّد بموجبه ولاية قائد الجيش عاماً واحداً، ما يتيح تفادي شغور قيادة المؤسسة العسكرية في ظل أزمة سياسية حادة يشهدها لبنان وتبعات الحرب في غزة.

الجنود الفرنسيون بجنوب لبنان في قلب التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل

بيروت: «الشرق الأوسط».. في جنوب لبنان، يجد جنود فرنسيون عاملون في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل)، أنفسهم في مرمى النيران على وقع ارتفاع منسوب التصعيد عبر الحدود بين «حزب الله» وإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة. على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، يقول النقيب الفرنسي بول بينما يقف أمام آلية عسكرية عليها شعار الأمم المتحدة في مقر الكتيبة الفرنسية في بلدة دير كيفا الجنوبية «نجد أنفسنا في قلب النيران»، وفقا لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية». ويضيف «انتقلنا من منطقة هادئة نسبياً إلى منطقة متقلبة حيث يتوقّف كل شيء إلى حد كبير على أدنى تصريح سياسي». وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعدا في وتيرة القصف بين «حزب الله» بشكل رئيسي والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ما يثير مخاوف من توسع رقعة النزاع. ويقول «حزب الله» الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، إنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافا عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناداً لمقاومته». ومنذ ذاك الحين، زادت القوات الفرنسية عدد دورياتها من أربع إلى سبع يومياً، وفق ما يشرح النقيب المسؤول عن العمليات في قاعدة دير كيفا. ويضيف بينما يمكن سماع أزيز طائرة استطلاع تحلّق في الأجواء «الوضع متوتر، ثمة قذائف تتساقط كل يوم ويمكن سماع دويها، نحن في أجواء حرب». ويوضح أن «ما كان يحدث سابقاً، خلال ثلاث أو أربع سنوات، يجري حالياً في غضون أسبوع»، في إشارة إلى إطلاق القذائف والصواريخ والمسيّرات. وتعدّ القوات الفرنسية الموجودة في جنوب لبنان من بين أبرز القوى المشاركة في اليونيفيل، مع نشرها 700 جندي من بين نحو عشرة آلاف يشكلون عديد القوة الدولية. وتأسست اليونيفيل بموجب قرار عن مجلس الأمن في مارس (آذار) 1978 للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة. وعزّز القرار 1701 الذي أنهى حرباً مدمرة خاضها «حزب الله» وإسرائيل عام 2006، من وجود القوة الدولية، وكلّفها مراقبة وقف النار بين الجانبين. وانتشر الجيش اللبناني بموجب القرار للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري «غير شرعي».

مهمة خطيرة

حتى الآن، اقتصر تبادل القصف إلى حدّ كبير على المناطق الحدودية، رغم أن إسرائيل شنّت ضربات محدودة في عمق الأراضي اللبنانية. ونبّه وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الاثنين في كلمة ألقاها أمام الجنود الفرنسيين في قاعدة دير كيفا، قبل أن يشاركهم مائدة الطعام احتفالاً بحلول العام الجديد، إلى أن مهمة الكتيبة الفرنسية «يمكن أن تصبح خطيرة جداً». وتابع «سيكون دربنا مزروعا بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة». ومنذ بدء التصعيد عند الحدود، قتل أكثر من 160 شخصاً في لبنان، نعى «حزب الله» 120 منهم على الأقل. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 13 شخصاً بينهم تسعة عسكريين. وتريد فرنسا تجنّب أي تصعيد عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وهو ما يفسّر زيارة وزيرة الخارجية كاترين كولونا ولوكورنو لبنان لمرات عدّة منذ 7 أكتوبر. ولم تبق قوات اليونيفيل بمنأى عن التصعيد، مع تعرض مقراتها لنيران وسقوط قذائف. كما طال اعتداءان على الأقل دوريات تابعة لها خلال الأسبوع الماضي، في منطقة عملياتها قرب الحدود. وطالبت القوة الدولية الخميس السلطات اللبنانية بالتحقيق في اعتداء قالت إن شبان بلدة الطيبة نفّذوه ضد دورية تابعة لها، ما أسفر عن إصابة أحد عناصرها من الكتيبة الإندونيسية. واعترضت مجموعة من الشبان في بلدة كفركلا الحدودية الخميس دورية فرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتهم بعصا حديدية، من دون تسجيل إصابات، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الرسمية في لبنان. وبحث لوكورنو وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون الاثنين مهمة قوة يونيفيل و«كيف يمكن الاستمرار في ممارسة المهمة في ضوء أوضاع متدهورة وكيف نحمي جنود الجيش اللبناني وعناصر يونيفيل في مهامهم». ويأتي الحراك الفرنسي في وقت تضغط إسرائيل لإبعاد «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من حدودها الشمالية. وتعليقاً على الضغوط، أكّد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم الأحد إن إسرائيل «ليست في موقع أن تفرض خياراتها» فيما يتعلق بإبعاد حزبه عن جنوب لبنان. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أبدى الشهر الماضي استعداد بلاده لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني فقط على طول الحدود مع إسرائيل، بشرط انسحاب الأخيرة من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان.

التهديدات الإسرائيلية تحدد مسار الأنشطة الاقتصادية اللبنانية

الأوراق المالية اللبنانية «سجينة» تطورات الحرب والإرباكات الداخلية

الشرق الاوسط..بيروت: علي زين الدين.. تمثّل التطورات اليومية على جبهة الجنوب اللبناني والمخاوف من توسّع مفاجئ للعمليات العسكرية ربطاً بتوالي التهديدات الإسرائيلية، قيد المتابعة الحثيثة لدى المستثمرين والأوساط المالية، كونها تشكل المرتكز لتحديد مسار كامل منظومة الأنشطة الاقتصادية مع بدء العام الجديد، فيما تلقفت الأسواق المالية بإيجابية حفظ الانتظام في قيادة الجيش عبر تمديد مهام قائد الجيش العماد جوزف عون. وتعكس التبدلات المستمرّة في أداء الأوراق المالية اللبنانية، الخاصة منها والحكومية على حد سواء، مدى تعمّق حال «عدم اليقين» في ختام عام مالي جديد حافل بالإرباكات التي تسيطر على قرارات المستثمرين محلياً وخارجياً، ولا سيما بعد انقلاب التوقعات العامة من عودة خجولة للنمو الإيجابي في حسابات الناتج المحلي بنسبة تناهز 2 في المائة هذا العام إلى حدود «الصفر» أو السلبي بنسبة ضئيلة جراء الانكماش المستجد في مؤشرات القطاعات الواعدة وفي مقدمها الأنشطة السياحية جراء التوترات الأمنية. وريثما تنجلي وجهة التطورات الميدانية، رصدت «الشرق الأوسط»، وعبر مصادر مالية ومصرفية معنيّة، تبايناً صريحاً في الأسعار وإحجام عن الطلب، إذ سجلت تداولات الأسهم في بورصة بيروت تقدماً نوعياً لجهة ارتفاع القيم التبادلية للعمليات المنفَّذة، ولو بالدولار المحلّي بقيادة شركة «سوليدير» (إعمارية وسط بيروت)، في حين استقرت أسعار سندات الدين الدولية (حكومية) عند أدنى مستوياتها البالغة 6 سنتات لكل دولار، مكرسةً فقدان المكاسب التي سجلتها قبل اندلاع حرب غزة، والتي أوصلت متوسط القيمة إلى نحو 9 سنتات. وبالفعل، بقيت أسعار سندات «اليوروبوندز» اللبنانية عند أدنى مستوياتها التاريخية أواخر العام، إذ استقرت قريباً من مستوى 6 سنتات للدولار الواحد، وذلك رغم التقرير المحدَّث، لمؤسسة التصنيف العالمية «موديز» الصادر منتصف الشهر الأخير من السنة، والذي تضمن تعديل نظرتها المستقبلية من درجة «لا آفاق» إلى «مستقر»، مع إبقاء تصنيفها الائتماني للبنان عند الدرجة «C» الأدنى قبل بلوغ التعثر الكامل في سداد مستحقات السندات الدولية، بعدما علّقت الحكومة السابقة في ربيع عام 2020 دفع كامل مستحقات هذه السندات من أصول وفوائد. أما لجهة البُعد الإيجابي لأداء الأسواق، فقد احتفظت سوق القطع باستقرار الليرة عند مستوى قريب من 90 ألف ليرة لكل دولار، رغم المخاوف من تصعيد العمليات العسكرية. كما نجح البنك المركزي في زيادة احتياطياته لتتخطى مجدداً عتبة 9 مليارات دولار، بعدما راكم زيادات بنحو 500 مليون دولار خلال الأشهر الماضية، في ظل إصرار الحاكم بالإنابة وسيم منصوري، على عدم تمويل الدولة، خصوصاً بالعملات الأجنبية، بُغية الحفاظ على ما تبقى من الاحتياطيات من النقد الأجنبي.

نمو الاحتياطيات السائلة

ووفق تقديرات مصرفية وتحليلية، فإنّ النمو في الاحتياطيات السائلة من النقد الأجنبي يوفر نوعاً ما أرضية لتلبية الطلب على الدولار النقدي خلال الأشهر المقبلة، بانتظار التوصل إلى حلول جذرية للأزمة المالية والاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان، وتطبيق الإصلاحات المطلوبة لانتشال لبنان من وابل كبواته. وبالفعل، فإن التصنيف المتدني، حسب التقارير الصادرة عن مؤسسات مالية دولية، يعود أساساً إلى الجمود السياسي وحالة عدم الاستقرار والمؤسّسات الضعيفة. بالإضافة إلى انكشاف لبنان على الحرب في غزة التي عرقلت النشاط السياحي والاقتصادي، فيما يعكس إضفاء صفة المستقر على النظرة المستقبلية وفق «موديز»، بأن التصنيف الائتماني سيبقى مستقراً عند مستوى «C» في المدى المنظور، مع التنويه الصريح إلى أنّها لا ترتقب أي تحسّن في تصنيف لبنان في المدى القريب. وهذا ما يعزز الاحتماليّة الكبيرة بأن تتخطّى خسائر حاملي السندات نسبة 65 في المائة من القيمة الاسمية.

ضعف المؤسسات

وبما يتعدّى تسليط الضوء على درجة التصنيف والنظرة المستقبلية، يبقى لبنان عالقاً في أتون أزمات اقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة متداخلة، وتظل مؤسّسات الدولة الضعيفة غير قادرة على معالجتها، فيما تبدو فرص الحصول على الدعم الخارجي ضئيلة، ربطاً بتمادي السلطات في الاستجابة للموجبات الشرطية عبر الشروع في تنفيذ مجموعة إصلاحات هيكلية وتشريعية. وبتوثيق البيانات ذات الصلة، يتبيّن أنّ مستوى الدين العام الذي كان سائداً قبل الأزمة عند نسبة 170 في المائة من الناتج المحلّي الإجمالي، قد تدهور إلى نسبة تقارب 320 في المائة بنهاية العام الماضي، ومن دون رصد أي جهود تصحيحية لوقف الانكماش الاقتصادي. وبالتوازي، تقدّمت أرقام التضخّم السنوي من نسبة 122 في المائة المحقَّقة في العام الماضي، إلى نحو 215.4 في المائة بنهاية الشهر العاشر من العام الحالي. وعلى صعيد ضعف المؤسّسات، تبرز تأثيرات سلسلة الفراغات التي يعيشها لبنان، بدءاً من الفراغ الرئاسي السائد منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وحصر مهام وعمل الحكومة ضمن نطاق تصريف الأعمال، وتسلّم النائب السابق لحاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري، مهام الحاكم بالإنابة منذ نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي. ولم يَفُت «موديز» التنويه إلى أنّ التصنيف «C» هو أدنى تصنيف على سلّمها الائتماني، مشيرةً إلى أنّ أي تحسين في تصنيف لبنان يعتمد على تطبيق إصلاحات جوهريّة على مدى سنوات عدّة من جهة، وحصول تقدّم ملحوظ في ديناميكيّة الدين، كالنموّ الاقتصادي ومستويات الفوائد وإيرادات الخصخصة والقدرة على تسجيل فوائض أوّلية كبيرة، من جهةٍ موازية، وذلك لضمان الاستدامة الائتمانية في المستقبل.



السابق

من هو العاروري الذي اغتالته إسرائيل بلبنان؟..إسرائيل تغتال العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت..«حماس» تنفي مقتل الحيّة.. والإعلام الإسرائيلي يتحدث عن سقوط رئيس عمليات الحركة في جنوب لبنان..سلاح الجو الإسرائيلي يقصف بيروت للمرة الأولى منذ 2006..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل تنقل «نار غزة» إلى بيروت..قوة إسرائيلية تقتحم طولكرم بالضفة..واشتباكات بمخيم نور شمس..واشنطن تندد بتصريحات وزيرين إسرائيليين عن تهجير سكان غزة..مسيرات غاضبة بالضفة الغربية بعد اغتيال القيادي ﺑ«حماس» صالح العاروري..«حرب غزة»: «التهجير».. أحاديث إسرائيلية متجددة وسط رفض مصري..الائتلاف والليكود يدركان أن مشروع الإصلاح القضائي «مات»..الانسحاب الإسرائيلي من شمال قطاع غزة يتيح لأمن «حماس» إعادة الانتشار..الجيش الإسرائيلي يخطط لتسليم العشائر إدارة غزة..«هآرتس»: «بُشرى سيئة» لإسرائيل سحب «جيرالد فورد» من شرق المتوسط..أشارت إلى حوار أميركي - إيراني يشمل رسائل سرية وعلنية..بلير راهن على دحلان لوأد الانتفاضة الثانية..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,839,480

عدد الزوار: 6,968,156

المتواجدون الآن: 77