أخبار لبنان... محروقات من العراق للبنان عبر سوريا... و«أبو الفضل» تنتزع حصتها.. ترقب اختراق حكومي غداً.. وطهران تدعو الأليزيه للتدخل!.. العلاقة مع سوريا لا تمرّ بأميركا: الحكومة أمام الفرصة الأخيرة؟..وفد من دروز لبنان في قصر المهاجرين: مكان «الأقليات» المشروع الوطني...جعجع: نتائج رئاسة عون كارثية جداً..الفقر ينهش شريحة كبيرة من اللبنانيين... والمساعدات الفردية خيط النجاة...

تاريخ الإضافة الإثنين 6 أيلول 2021 - 6:03 ص    عدد الزيارات 1470    التعليقات 0    القسم محلية

        


دمشق في قلب تغيرات إقليمية مقبلة... عون يزيد التنسيق مع سورية وبرّي المستهدف الأول...

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع... تتداخل الملفات اللبنانية الإقليمية بعضها في بعض أكثر فأكثر، وأخذت الأزمة اللبنانية بُعدها الإقليمي، وتحديداً السوري، في افتتاح موسم تطبيع العلاقات مع دمشق. وتشير المعطيات اللبنانية المتوافرة إلى زيارات عديدة سيتم تحضيرها للعاصمة السورية. يأتي ذلك في ظل استناد لبنان إلى موافقة أميركية على هذه الخطوات، بالإضافة إلى مساعٍ عربية لإعادة سورية إلى الجامعة العربية وترتيب العلاقات معها، والدخول في توقيع اتفاقيات لها علاقة بالنفط والغاز والكهرباء. وستؤدي هذه التطورات إلى المزيد من الانقسامات اللبنانية، لأسباب سورية؛ فالفريق المتحالف مع دمشق سيعتبر نفسه منتصراً ويسعى إلى تحقيق المزيد من المكاسب في مواجهة خصومه. وسط هذه التطورات، يحضر الأردن لاستضافة مؤتمر لوزراء الطاقة في لبنان ومصر وسورية، وذلك لبحث تصدير الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، عبر الأراضي السورية. ويستند المتحمسون لافتتاح هذا المسار إلى متغيرات أميركية كثيرة تؤدي إلى هذه التحولات، وتفتح الطريق أمام تجديد العلاقات مع دمشق. ولا ينفصل ذلك عن معلومات تؤكد التحضير لعقد لقاء بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان واللواء علي مملوك، في بغداد. وبحسب المعلومات، لا يمكن لمثل هذا اللقاء، الذي سيعقد في شهر أكتوبر المقبل، أن يعقد في العاصمة العراقية من دون توافر إرادة أميركية، وسيكون الثالث بين فيدان ومملوك، إذ عقد لقاءان سابقاً بينهما برعاية روسية، أحدهما في موسكو. وتكشف المعلومات أن العراق استبق هذا اللقاء بالتحضير له من خلال لقاءين تركي وسوري عقدهما ضباط مخابرات صف أول، تمهيداً لعقده. وسيكون على أجندته بحث ملفات متعددة، أولها الوضع في درعا، وثانيها الوضع في إدلب، وثالثها تسهيل أمور السوريين المقيمين في تركيا من جانب دوائر النظام، ورابعها التنسيق بين البلدين حيال الملف الكردي، الذي يعتبر تحدياً مشتركاً بالنسبة إليهما. يراقب لبنان كل هذه التطورات، على وقع استفحال الأزمة الاقتصادية والسياسية والمعيشية. الأفق الحكومي مسدود حتى الآن، وعلى الأرجح أنه دخل في دوامة التطورات الإقليمية، التي سترخي بظلالها الثقيلة على محاولات تشكيل الحكومة. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متابعة أن التنسيق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ودمشق يتعزز أكثر فأكثر، وهو تنسيق سيوظف في مواجهة خصوم دمشق، أو من لم تعد علاقتهم بها في لبنان كما كانت في السابق. لذلك فهناك توقعات لبنانية بانتقال المعركة السياسية من حلبة تشكيل الحكومة إلى حلبة البرلمان، وسط تهديدات متكررة يطلقها رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل تتعلق بالاستقالة من المجلس النيابي والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، خصوصاً في حال استمرت الأزمة الحكومية. وهناك من يعتبر أن عون وباسيل يضعان شرطاً واضحاً؛ إما تشكيل الحكومة وفق شروطهما وإما الذهاب إلى الاستقالة من المجلس النيابي لإعادة فرض وقائع سياسية جديدة، وبحال تم الوصول إلى مثل هذه الخطوة، فإن رئيس البرلمان نبيه بري سيكون أبرز المستهدفين، خصوصاً أن عون يعتبر نفسه في مواجهة مفتوحة مع برّي، ويستند إلى العلاقة السيئة بين رئيس البرلمان ودمشق.

محروقات من العراق للبنان عبر سوريا... و«أبو الفضل» تنتزع حصتها...

لندن: «الشرق الأوسط»... قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن دفعة جديدة من الصهاريج المحملة بالمحروقات دخلت الأراضي السورية، أمس، قادمة من العراق. ودخل نحو 39 صهريجا عبر المعابر الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة لإيران في الميادين والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، وسلكت الصهاريج طريق دير الزور متوجهة نحو حمص ومنها إلى لبنان، وتعد هذه هي الدفعة الثانية التي تدخل سوريا قادمة من العراق ومتوجهة إلى لبنان، خلال أسبوع، وكانت الدفعة الأولى ضمت 50 صهريجا على الأقل. ووفقاً لمصادر المرصد، فإن 9 صهاريج على الأقل من ضمن الدفعة التي دخلت يوم أمس الأحد، توجهت إلى مدينة الميادين بحماية ميليشيا «أبو الفضل العباس»، حيث قامت بإفراغ الصهاريج داخل خزانات كبيرة كان تنظيم «داعش» قد أنشأها خلال فترة سيطرته على المنطقة الواقعة بمحيط آثار الشبلي في بادية الميادين، وقد قامت ميليشيا «أبو الفضل العباس» بإعادة صيانتها مؤخراً. يأتي ذلك في ظل شح المحروقات ضمن مناطق نفوذ النظام السوري وحلفائه في دير الزور، نتيجة توقف غالبية عمليات تهريب المحروقات من مناطق قوات سوريا الديمقراطية، على الضفة الأخرى لنهر الفرات. المرصد السوري كان قد أفاد في 29 أغسطس (آب) الفائت، بدخول نحو 50 صهريجا محملة بمادة البنزين قادمة من العراق إلى سوريا، عبر معبر البوكمال بريف دير الزور، بحماية قوات الفرقة الرابعة. ووفقاً للمرصد، فإن الصهاريج في المرتين كانت وجهتها لبنان.

الأردن يستضيف الأربعاء اجتماعاً لبحث تزويد لبنان بالغاز المصري..

عمان: «الشرق الأوسط أونلاين»... قالت قناة المملكة الأردنية إن الأردن سيستضيف اجتماعاً لوزراء الطاقة في مصر وسوريا ولبنان يوم الأربعاء لبحث نقل الغاز المصري إلى لبنان لأغراض توليد الكهرباء. وأجرت الولايات المتحدة محادثات مع مصر والأردن بشأن خطة للتخفيف من أزمة الطاقة في لبنان تشمل استخدام الغاز المصري في توليد الكهرباء في الأردن ثم نقلها عبر سوريا. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري: «سوريا وافقت على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية». وزار وفد لبناني رفيع المستوى دمشق أمس (السبت)، لتمهيد الطريق للخطة المدعومة من الولايات المتحدة لتخفيف أزمة نقص إمدادات الكهرباء. وتمثل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على دمشق عاملاً معرقلاً لأي جهود لمساعدة لبنان عن طريق سوريا، لكن دبلوماسيين قالوا إن واشنطن تبحث عن سبل للتعامل بشكل عاجل مع هذه العراقيل. ومع مرور لبنان بأزمة في الآونة الأخيرة، أعلن «حزب الله» الشهر الماضي أنه يستورد زيت الوقود من إيران بهدف تخفيف حدة الأزمة. وقال خصوم «حزب الله» إن ذلك يقوّض بدرجة أكبر سلطة الدولة ويعرّض لبنان لعقوبات أميركية. وتصنف واشنطن «حزب الله» منظمة إرهابية.

المرصد: صهاريج محروقات تعبر سوريا باتجاه لبنان

الحرة – واشنطن.. كشفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، دخول صهاريج وقود إلى لبنان قادمة من العراق. وعبرت هذه الصهاريج التي بلغ عددها الـ 38 صهريجا من سوريا، حيث دخلت من المعابر والمناطق الخاضعة لسيطرة "ميليشيات تابعة لإيران"، حسب المرصد. وهذه الصهاريج تعتبر الدفعة الثانية من مشتقات المحروقات التي ترسل إلى لبنان التي تعاني من أزمة حادة في الوقود، حيث ضمت الدفعة الأولى ما لا يقل عن 50 صهريجا تحمل مادة البنزين. ونقل المرصد عن مصادره أن "المليشيات التابعة لإيران تستغل هذه الصهاريج لمصالحها الخاصة" سواء كانت تلك الموجودة في سوريا أو لبنان. وقامت 9 صهاريخ على الأقل بتفريغ حمولتها في "مدينة الميادين، والتي وفرت الحماية لها "ميليشيا أبو الفضل العباس"، حيث تم تفريغها في خزانات كان تنظيم داعش يستخدمها في دير الزور بسوريا. وتعاني لبنان من أزمة محروقات منذ أشهر انعكست على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية. وهبطت خلال الأشهر الماضية، قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا، ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المحروقات اللازمة لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضا إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبير. وجراء الانهيار الاقتصادي الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن 78 في المئة من السكان باتوا يعيشون في الفقر، فيما يعيش 36 في المئة في فقر مدقع.

ترقب اختراق حكومي غداً.. وطهران تدعو الأليزيه للتدخل!

إقفال وحداد وطني على رحيل قبلان.. واجتماع وزاري رباعي الأربعاء في عمّان

اللواء... في خضم أزماته المتفاقمة، ووسط انحسار الاهتمام بتأليف حكومة جديدة، يودع لبنان غدا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رجل الحوار والوحدة ببعديها الإسلامي والوطني (الاسلامي- المسيحي)، الذي فجع لبنان برحيله، بعد معاناة مريرة من المرض. ولئن كان يم التشييع غدا، يترافق مع حداد وطني اليوم، وبعده، وتنكيس للاعلام على الإدارات العامة والمؤسسات، علي ان تتوقف الإدارات والمؤسسات العامة عن العمل كافة، فإن الأنظار بقيت مشدودة إلى ما يتعين فعله، سواء في ما خصّ تذليل عقبات تأليف الحكومة أو متابعة ما تمخضت عنه اجتماعات دمشق بين الوفد الوزاري اللبناني والوزراء، السوريين المعنيين بشأن احياء اتفاقية استجرار الغاز من مصر عبر سوريا، على ان تصدر الإدارة الأميركية استثناءات على هذا الصعيد في ما خص قانون قيصر..

استئناف التواصل

حكومياً، استؤنف التواصل بدءاً من الليلة الماضية، على ان يؤدي إلى استئناف اللقاءات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، بدءاً من اليوم عبر حركة قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وعلمت «اللواء» ان يوم غد تجري محاولة جدية للاختراق، على ان يجري إقناع الرئيس عون ان لا يحق له ان تكون له وزارة الاقتصاد إلى جانب الطاقة والشؤون الاجتماعية. ويلتقي وفد من حزب الله اليوم النائب باسيل لابلاغه بالتوجه الحاسم لتأليف الحكومة. وذكرت مصادر متابعة لتشكيل الحكومة لـ«اللواء» ان رئاسة الجمهورية لم تتبلغ لا مباشرة ولا بالواسطة من الموفدين والوسطاء، ما تردد عن توجه الرئيس نجيب ميقاتي لعرض تشكيلة حكومية من ١٤ وزيرا من الاقطاب السياسيين، وانه عندما يُطرح الموضوع رسميا يحدد الرئيس عون موقفه، اما ان يرد او يوضح كلما رمى احد «خبرية» في الاعلام فهذا غير وارد. اضافت المصادر: ان هذه التسريبة قد تكون من باب جس نبض الرئيس عون لمعرفة رد فعله، لكنه تعاطى معها ببرودة. اما اذا كانت جدية عند ميقاتي فهي تنسف كل التوجه والكلام السابق عن تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وتعني ربما فتح مشكل جديد مع عون، خاصة بوجود اقطاب خصوم له على طاولة مجلس الوزراء. تسريبة الـ14 وزيراً من الاقطاب ربما تكون «مزحة سمجة» في هذا الظرف، وربما تكون جدّية حيث تحدثت اوساط مطلعة على موقف ميقاتي «انه يدرس خيارات اخرى عديدة ومن بين الخيارات التي باتت حاضرة لديه، في حال تعثر امر تشكيل الحكومة وفق التصور الحالي اي حكومة من 24 وزيراً، هو طرح «حكومة انقاذ تنفيذية» تتكون من 14 وزيرا»، لوضع الجميع امام مسؤولياتهم، منطلقا في ذلك من التصور الذي وضعه لعمل الحكومة ودورها، ومن الاسس والمبادئ الدستورية المحددة في المادة 17 من الدستور ، التي اناطت السلطة الإجرائیة بمجلس الوزراء وهو یتولاها وفقاً لأحكام هذا الدستور». ولفتت هذه المصادر إلى أن عدم انعقاد اجتماع بين الرئيسين عون وميقاتي هذا الاسبوع يؤشر إلى نسق المساعي مع العلم أنه حتى الآن ليس هناك من تراجع عن رغبة تأليف الحكومة. اما موضوع حكومة الـ١٤ وزيرا من الأقطاب فان التداول به يتوقف عند نسف الحل حول حكومة الـ٢٤ وزيرا مع العلم أن هذا الطرح بتم للمرة الأولى ولم تتم مناقشته وفي حال بحث فأنه ينتظر بعض التفاصيل لأنه يستدعي قيام لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. ودعت إلى ترقب الحركة الحكومية ليُبنى على الشيء مقتضاه ولتبيان الواقع ومعرفة السيناريو الجديد تأليفا أو اعتذارا. واوضحت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان التعثر الحاصل بعملية التشكيل، مازال مستمرا، ولم تحصل اي اتصالات اوتحرك،مؤثر خلال الايام الماضية، بل جرت اتصالات جانبية عادية، لم تفض الى اي اختراقات او تقدم ملموس باتجاه حلحلة الامور وتسريع مسارالتشكيل. وتوقعت المصادر معاودة اتصالات الوساطة ومحاولات اعادة المشاورات الى حرارتها، مطلع الاسبوع، الا،انها اعتبرت مواقف النائب جبران باسيل نهاية الاسبوع بخصوص تشكيل الحكومة، بمثابة ذر الرماد بالعيون، والقاء مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، باتجاه الاخرين، في محاولة ممجوجة لاخفاء مسؤوليته بالتعطيل، لم تعد تنطلي على احد. بينما كشفت تهديداته بخيارات يزمع القيام بها، بتكرار اسلوبه لابتزاز الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كما فعل من قبل، وهو اسلوب مرفوض ولا يساعد على حلحلة الامور بل، على زيادة التعقيدات وابقاء لبنان بلا حكومة جديدة. واكدت المصادر ان الرئيس المكلف، مستمر بمهمته، برغم كل محاولات العرقلة والتعطيل، ومتمسك بصلاحياته الدستورية بتشكيل الحكومة، ولن ينجر الى محاولات التهويل والابتزاز، من اي طرف كان، و ومنفتح لمناقشة كل الأفكار بمرونة،لان هدفه بالنهاية تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة إنقاذ البلد من الانهيار الحاصل. واكدت المصادر ان الاتصالات توقفت عند الطروحات الاخيرة، ولاسيما منها المطالب المتجددة لرئيس الجمهورية بالحصول على حقائب الطاقة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف ويصر على صيغة التشكيلة الوزارية التي قدمها لرئيس الجمهورية ميشال عون مؤخرا، وكانت نتيجة تشاور مطول بينهما، واذا استلزم الامر اجراء بعض التعديلات، فيمكن التشاور بخصوصها. وفي أوّل إشارة من نوعها، طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فرنسا بأن تلعب دورا في رفع العقوبات الأميركية عن لبنان، مشيرا إلى عدم تردّد بلاده بتقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية للبنانيين. وأكّد رئيسي في اتصال مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على دعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني. وليلا غرّد النائب جميل السيد عبر حسابه الخاص على «تويتر»: «الحكومة إلى النور خلال ٤٨ ساعة؟ خلال الـ24 ساعة الماضية جرت أتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق، إذا صعد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اليوم أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة».

تبرئة ساحته

وفي محاولة لتبرئة ساحة فريقه، تحدث الرئيس ميشال عون امام وفد شبابي، استقبله في بعبدا، عن ان كل ثورة شعبية عليها ان تحدد الخسائر وتوزيعها، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين، وإيجاد الحلول على نفقة من تسبب بالكارثة المالية وعدم تحميل الشعب مباشرة وحده من دون سواه أوزار الأزمة.

الأسد والوفد الوزاري

وعلى خط الاتصالات بين بيروت ودمشق، في أوّل زيارة من نوعها، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفدا درزياً، ضم شيخ عقل الطائفة الشيخ نصر الدين الغريب، والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهّاب ورئيس حركة النضال العربي طارق الداوود. وقال الأسد امام الوفد: سوريا بستسهل كل ما يخدم الأشقاء اللبنانيين طارحا فكرة إقامة مشاريع انتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة واستعداد سوريا لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة مشاريع مشتركة ومشاريع انتاجية.

زيارة دمشق

وكان وفد وزاري لبناني السبت الماضي أجرى محادثات رسمية مع الحكومة السورية حول إستجرار الكهرباء والغاز من الاردن ومصر، وضم كلا من: نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر ووزير المالية غازي وزني، ورافقه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وانضم الى الوفد اللبناني فور وصوله دمشق، السفير اللبناني في سوريا سعد زخيا، والتقى وزير الخارجية فيصل المقداد، وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة، وزير المال كنان ياغي والسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري. واعلن خوري بعد اللقاء في بيان عن نتائج المحادثات التي إستمرت ساعتين ونصف الساعة في مقر الخارجية السورية: جرت مناقشة الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلدان، وبخاصة في مجالات الكهرباء والغاز. وطلب الجانب اللبناني إمكانية مساعدة سوريا للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، فرحب الجانب السوري بالطلب، مؤكدا إستعداد سوريا لتلبيته. واتفق الجانبان على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كلا البلدين. وعلمت «اللواء» من مصادر لبنانية وسورية متقاطعة شاركت في اللقاء ان البحث لم يتطرق نهائيا إلى اي جانب سياسي في المحادثات، بل تركز على الجانب التقني والفني المتعلق بإستجرار الغاز والكهرباء. حتى ان الوزير المقداد لم يتحدث عن عودة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين، لكن المهم في اللقاء انه كان لقاءً حكومياً رسميأً للمرة الاولى، وهو فاتحة لتزخيم أعمال اللجان المشتركة، التي لم تتوقف اجتماعات بعضها أصلا لكنها لم تكن بالشكل المطلوب بغطاء حكومي. وقالت المصادر: انها المرة الاولى التي يحصل فيها اجتماع رسمي حكومي بين البلدين، نتيجة قرار رسمي من الدولتين، ونأمل ان تكون فاتحة خير لمصلحة البلدين. وبموجب الاتفاقية عند إنجازها وبدء التنفيذ، يحصل لبنان على نحو 450 ميغا واط من الكهرباء، ما يوفّر زيادة ساعات التغذية نحو اربع ساعات يومياً، وبالتالي يمكن ان تفتح «الزيارة التقنية» الباب لاحقاً امام زيارات سياسية رسمية، خاصة اذا تشكلت الحكومة الجديدة لمتابعة البحث في كل المواضيع العالقة بين الجانبين. ووصف وزير الطاقة ريمون غجر المحادثات بين الجانبين السوري واللبناني بأنها «كانت ايجابية، وقد أبدى الجانب السوري رغبة كبيرة بالتعاون مع الجانب اللبناني». وقال في تصريح بعد اللقاء: سيعقد اجتماع رباعي لبناني سوري أردني مصري الاسبوع المقبل (هذا الاسبوع) في الاردن للتعرف على الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات بين الدول الاربع، وبحث المواضيع الفنية والتقنية والمالية ونضع برنامج عمل وجدولا زمنيا ونفعّل فريق عمل تقنياً فنياً للكشف على كل المواقع في لبنان وسوريا ومصر والاردن، ويتم التأكد من سلامة استثماراتها حتى يتم تشغيلها بشكل آمن، وهذا يمكن أن يبدأ بين لبنان وسوريا لانهما مترابطان فوراٍ وبين سوريا والاردن ومصر. وفي موضوع الكهرباء قال غجر: حتى نستطيع أن نستجر الكهرباء يجب أن تمر الكهرباء بشبكة 400 كيلو فولت من الاردن عبر سوريا الى لبنان. مشيرا الى «وجود أضرار وبحاجة للمسح للتأكد من حجمها. وقال وزير النفط السوري غسان طعمة: أن سوريا ولبنان هما من أول الموقعين على مذكرة تفاهم لانشاء الخط العربي عام 2000 وفي العام 2001 إنضم الاردن الى هذه الاتفاقية، إذاً التعاون السوري اللبناني في هذا الاطار ليس جديدا، وقد ناقشت مع الوزير غجر الموضوع التقني والبنى التحتية وجاهزيتها لنقل هذا الغاز، وتم استعراض هذا الجانب، يعني الخط العربي من الحدود الاردنية الى وسط سوريا من وسط سوريا الى محطة الدبوسة ومنها الى الداخل اللبناني. واتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعمل على التأكد من سلامة البنى التحتية. وأضاف: ان الشعب السوري يعاني في موضوع الطاقة كما الشعب اللبناني، والاختلاف بين سوريا ولبنان أن سوريا تمتلك ثروات وهذه الثروات عرضة للاحتلال الاميركي، ويتصرفون بها تصرف قطاع طرق، والشعب السوري هو المالك الشرعي لهذه الثروة، وهو يعاني ولا يستطيع الاستفادة منها. واستكمالاً، يعقد بعد غد الأربعاء اجتماع رباعي في عمان يضم وزراء الطاقة في كل من مصر والأردن ولبنان وسوريا، لإعادة احياء اتفاقية استجرار الغاز من مصر، والتي كانت ابرمت في العام 2009 لتزويد معمل دير عمار في الشمال بكمية كافية لتشغيله على الغاز، وقال وزير الطاقة ريمون غجر عندها يصبح بامكاننا استخدام النفط العراقي في معامل أخرى. وهذا يعني انه يصبح بامكاننا زيادة الطاقة بحدود 4 ساعات إضافية زيادة على الساعات التي يؤمنها لنا النفط العراقي. وقال: لدى الأردن فائض كبير من الكهرباء، وهم على استعداد لبيعه، وهذا يمكن ان يؤمن ما بين 200 إلى 400 ميغاوات. مشيرا إلى انه يمكن مفاوضة سوريا على استجرار هذه الطاقة عبر أراضيها. مالياً، تعود لجنة المال والموازنة للاجتماع الخميس المقبل، للبحث في وضع آليات لتحديد رقم جديد لتداول سعر صرف الدولار في السحوبات من أموال المودعين.. استناداً إلى ما يقدمه مصرف لبنان من دراسات عملية، وعليه يقترح سعر قبل نهاية شهر أيلول الجاري.

607400 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن اصابة 864 شخصاً بكورونا و12 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 607400 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..

العلاقة مع سوريا لا تمرّ بأميركا: الحكومة أمام الفرصة الأخيرة؟

الاخبار.. المشهد السياسي... قد يكون يوم غد الثلاثاء الفرصة الأخيرة أمام تأليف الحكومة. إذا لم يتمّ تخطّي العقبات المتبقّية، فإن اعتذار الرئيس المكلّف سيعود مجدداً إلى الواجهة، إلا إذا فعل التواصل الفرنسي- الإيراني فعله وفتح الباب أمام التأليف، مدعوماً بضغط أميركي كبير على ما تردد أمس. في المقابل، عاد التيار الوطني الحر ليلوّح بمعادلة الاعتذار يقابله الاستقالة من المجلس. وفيما يزداد الوضع المالي والاقتصادي تأزّماً، أتى الضوء من سوريا التي رحّبت باستجرار الغاز عبر أراضيها، في الاجتماع الرسمي الأول الذي يعقده وفد وزاري لبناني في دمشق. المبادرة التي مهّدت لها أميركا برفعها الفيتو عن التواصل مع سوريا، يُفترض أن تستكمل بقرار سيادي لبناني يُفعّل الاتفاقات الثنائية لما فيه مصلحة البلدين.... حتى اليوم، لا يزال التأليف لغزاً. ينام الناس على خبر تأليف الحكومة صباحاً ويصحون على عقَد لم تكن موجودة في اليوم الذي سبق. هذه المرة ضُرب موعد جديد لزيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا. يوم غد الثلاثاء ليس موعداً حتمياً لتأليف الحكومة، لكنه موعد لحسم ما إذا كانت ستُؤلّف أم لا. على ما يتردّد، فإن ميقاتي سيزور رئيس الجمهورية غداً حاملاً معه تشكيلة جديدة. لكن إذا لم يتم الاتفاق قبل أن يحين موعد الزيارة على حل لمسألة حقيبة وزارة الاقتصاد، وإذا لم يسحب ميقاتي مطلبه المستجد بالحصول على حقيبة الطاقة، كما تؤكد مصادر مطلعة، فإن يوم غد سيكون موعد الارتطام بالمجهول، من دون أن يعرف ما إذا كانت الخطوة التالية لميقاتي ستكون الاعتذار، لثقته بأن رئيس الجمهورية لن يصدر تشكيلة لا يملك الثلث المعطل فيها، أم ستكون البحث عن مسعى جديد أو توليفة جديدة، لا تكون حكماً على شاكلة تشكيلة الـ 14 وزيراً التي طرحت للتداول بشكل غير رسمي. ولأن هامش المناورة يضيق، نشطت اتصالات على أكثر من صعيد لتذليل العقبات الأخيرة تمهيداً لإعلان التشكيلة الحكومية. ولذلك، فإن 48 ساعة حاسمة تنتظر التشكيل. وإذا كانت مصادر مقربة من عملية التأليف تبقي على حذرها، مفضلة الإشارة إلى تساوي فرص التشكيل والاعتذار، فقد كانت التغريدة التي نشرها النائب جميل السيد كافية لتعيد الأمل بإمكانية الحسم. السيد أعلن أنه خلال الـ24 ساعة الماضية جرت اتصالات أميركية رفيعة المستوى بالرئيسين عون وميقاتي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت. وقد ترافق ذلك مع مسعى فرنسي مكثف نتج منه تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق. لكن مصادر التيار الوطني الحر لا تزال على موقفها الرافض لحكومة وفق صيغة «3 تمانات»، وهو ما يرى فيه التيار «مثالثة غير مقنّعة». وتشير المصادر إلى أن المشكلة ليست في «ثلث معطِّل» لم يطالب به رئيس الجمهورية، بل في أن الرئيس المكلف يُخرج مطلباً جديداً كلّما تم الاتفاق على الشكل العام للحكومة. وتشدّد المصادر على أن العقدة ليست في حقيبة محددة، ولا في تسمية الوزيرين المسيحيين، بل في «مجمل الحكومة». وتؤكّد المصادر أن الحكومة يجب أن تُبصر النور قريباً جداً، وكان يجب أن تتألف منذ مدة، ومن الممكن أن تُعلَن في أي وقت في حال لم تُخترع مطالب جديدة. وفي سياق متصل، كانت الأزمة الحكومية حاضرة في الاتصال الذي أجري بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أكَّد دعمه «تأليف حكومةٍ لبنانيةٍ قويةٍ وقادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني والمحافظة عليها». وأضاف رئيسي «إننا لن نتردد في تقديم كل أنواع الدعم والمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني، ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان وتطويره»، لافتاً إلى أن «الشعب اللبناني يعاني العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تؤدّي دوراً في رفع هذه العقوبات». وأشار رئيسي إلى أنَّ «بذل الجهود والمساعي، من جانب إيران وفرنسا وحزب الله، من أجل تأليف حكومةٍ لبنانيةٍ قويةٍ، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان». من جهته، شدّد ماكرون على «ضرورة تعاون فرنسا وإيران، إلى جانب حزب الله، من أجل تأليف حكومة لبنانية قوية».

لبنان في دمشق... رسمياً

إلى ذلك، شكلت الزيارة الرسمية الأولى من نوعها منذ عشر سنوات لسوريا الحدث الأبرز خلال نهاية الأسبوع. وكان لافتاً أن الرضى الأميركي على الزيارة من بوابة السعي لتفعيل اتفاقية الغاز مع مصر، سمح بتسهيل مرورها، حتى من قبل عتاة معارضي سوريا. فقد بدا جلياً أن رفض هؤلاء لعودة العلاقات مع سوريا لا يرتبط بأي مبدأ أو قناعة، بل يعود بالدرجة الأولى إلى التماهي مع الموقف الأميركي السعودي. ولذلك، ما إن رفعت أميركا الفيتو عن التواصل مع سوريا، حتى أمكن رصد مواقف من قبيل «لا مشكلة لدينا إذا كانت زيارة الوفد اللبناني لسوريا ستجلب الكهرباء إلى لبنان». وهذا الموقف الصادر عن نائب «المستقبل» هادي حبيش أتبعه بالاستغراب من افتراض أنه معارض لها، ليقول: «أهلاً وسهلاً بالغاز من سوريا ومن أي دولة أيضا، شو هالمصيبة. أميركا سمحت للبنان باستجرار الغاز والكهرباء عبر سوريا، كتّر خيرن». وبعد أسبوعين على إعلان رئاسة الجمهورية تبلّغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن، مروراً بسوريا، زار الوفد اللبناني المؤلف من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال، وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، ووزير المالية غازي وزني، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعقد لقاء في مقر الخارجية السورية، بحضور وزيري الخارجية فيصل المقداد، والنفط بسام طعمة.

نصري خوري «يُفعّل» اتفاقيّة التعاون والتنسيق بين لبنان وسوريا

وفي مؤتمر صحافي، بحضور المجتمعين، قال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري، نصري خوري: «طالب الجانب اللبناني بإمكانية مساعدة سوريا للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ورحب الجانب السوري بالطلب، وأكد استعداد سوريا لتلبية ذلك». واتفق الجانبان على متابعة الأمور الفنية عبر فريق فني مشترك. ومن المنتظر ان تشهد الأيام المقبلة اجتماعاً في العاصمة الأردنية عمّان، لوزراء سوريا والأردن ومصر ولبنان، لتوقيع مذكّرة تفاهم بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، كما لتوقيع مذكرة أردنية - سورية - لبنانية لاستجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان. وبالرغم من الطابع التقني لزيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، إلا أن الجانب السياسي كان حاضراً بقوة، فطبيعة الوفد تعبّر عن موقف بالانفتاح الرسمي مجدداً على سوريا، التي قاطعها الحكم في لبنان منذ بداية الأزمة السورية. كما بدا لافتاً تصريح خوري باسم المجتمعين، بما يوحي أن سوريا إنما أرادت أن تؤكد أن اتفاقية التعاون والتنسيق لم تمت ولا تزال هي الناظم للعلاقة بين البلدين، حتى بوجود تبادل دبلوماسي. بالنتيجة، ولكي لا يكون التوجه اللبناني مرتبطاً بتنفيذ قرار أميركي حصراً، لم يعد مسموحاً بأن تبقى العلاقة مع سوريا أسيرة أهواء ومصالح فئات تعتاش على تنفيذ أجندات خارجية. واقع الحال أن البلد وصل إلى حدود من الانهيار يمكن أن تقضي على كل سبل العيش فيه، وهو لا يملك حدوداً إلا مع سوريا، التي يشاركها التاريخ والجغرافيا. ولذلك، فإن لبنان الرسمي مطالب بتفعيل كل أشكال التعاون مع سوريا، تمهيداً لتفعيل كل الاتفاقيات التي تجمع بين البلدين، بما يعود بالنفع عليهما معاً. فهل يكون رئيس الجمهورية الذي لطالما أبدى استعداده لزيارة دمشق أول من يعلنون عودة العلاقات السياسية مع سوريا؟ أم ربما يسبقه الرئيس نبيه بري الذي طال غيابه عن دمشق؟

عون: عدم توزيع الخسائر حمّل الشعب مسؤولية الانهيار!

أكد الرئيس ميشال عون أن «إفشال كل خطة تطرح للتعافي المالي والاقتصادي أو عدم وضعها من الأساس، إنما يعني شيئاً واحداً وهو أن المنظومة الفاسدة التي لا تزال تتحكم بالبلد والشعب تخشى المساءلة والمحاسبة، ذلك أن أي خطة تعافٍ تنطلق من ثلاثة مرتكزات، أولاً تحديد الخسائر وتوزيعها، وثانياً تحديد المسؤوليات والمحاسبة، وثالثاً تحديد سبل المعالجة». وقال خلال استقباله وفداً شبابياً في قصر بعبدا: «عدم تحديد الخسائر المالية وتوزيعها بين المصرف المركزي والمصارف والدولة أدى إلى أمرين خطيرين، الأول تجهيل المسؤولين عن خراب البلد مالياً، والثاني تحمّل الشعب حالياً وحده مسؤولية الانهيار المالي واستنزاف ودائعه المصرفية وأصوله، في حين أن الشعب هو الضحية وليس المرتكب وليس بإمكان أحد، مهما علا شأنه، أن يحمّل الشعب بأكمله سياساته الخاطئة والمدمرة والفاسدة». أضاف: «على الشعب أن يعرف من يذلّه يومياً للحصول على أبسط حقوقه ومنعه من التصرف بأمواله في المصارف وأصوله بحرية. كل ثورة شعبية يجب أن تصبّ في هذا الاتجاه: تحديد الخسائر وتوزيعها، تحديد المسؤوليات، محاسبة المسؤولين، إيجاد الحلول على نفقة من تسبّب بالكارثة المالية ومسؤوليّته وعدم تحميل الشعب مباشرة وحده من دون سواه أوزار الأزمة».

وفد من دروز لبنان في قصر المهاجرين: مكان «الأقليات» المشروع الوطني

الاخبار... تقرير فراس الشوفي ... زيارة وفد من الموحدين الدروز من لبنان إلى دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد بالغة الأهمية، وتتضمّن عدة رسائل للقاصي والداني، عبّر عنها الأسد بقوله إن «الأقليات ليست أداةً بيد المشروع الغربي الذي يعمل على إقناعها بالتقوقع والانعزال للحماية» كان كلّ شيء مدروساً وعفوياً في آن معاً. استقبال مميّز، شكلاً ومضموناً خصه الرئيس السوري بشار الأسد لوفد طائفة الموحدين الدروز في لبنان برئاسة رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان. أمضى الأسد ساعتين من الوقت في القاعة الكبيرة، فتح فيها باب الأسئلة للحاضرين، وقدّم مداخلةً وأجوبة حول لبنان وسوريا والمنطقة وموضوع الأقليات، كما تفهمه الدولة السورية. واتسع الوقت لكلمة لأرسلان الذي عقد خلوة مع الأسد قبل بدء اللقاء، ومداخلات لشيخ عقل الموحدين ناصر الدين الغريب والوزير السابق صالح الغريب ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب وطارق الداوود وعدد من المشايخ. حتى أن الرئيس السوري وبعد انتهاء الغداء على شرف الوفد، ودّع زوّاره عند باب القصر، وسمح بالتقاط الصور الشخصية معه للحاضرين أفراداً ومجموعات، كاسراً الحواجز الرسمية. وبلا شكّ، فإن توقيت الزيارة مميّز أيضاً. من السويداء في الجنوب السوري إلى شويا على السفح الغربي لجبل الشيخ، تعتمل في الساحة الدرزية مجموعة عناصر، تأخذ حيزاً أساسياً من الاهتمام السوري. تتعدّى مسألة الدروز إشكالية الأقليات في المشرق الممزّق بالهويات الضيقة وصراعات الأقليات والأكثريات، إلى الدور السياسي للطائفة انطلاقاً من انتشارها الجغرافي من جبل حوران وجبل الشيخ ووادي التيم إلى الجليل في فلسطين المحتلة. وهذه الميزة، لطالما شكّلت بالنسبة للدولة اليهودية قلقاً وفرصةً في الوقت نفسه، ولدمشق كذلك. إذ إن الدولة اليهودية بعقليتها التقليدية تراهن وتعمل وتبذل الجهد لدفع الأقليات، على أنواعها، نحو خطاب التقسيم والحكم الذاتي والعصبية الدينية لتبرير يهودية الدولة. في المقابل، تلعب سوريا الدولة دور الحاضن الوطني للأقليات والأكثريات في سياق الحرب بين الدولة الوطنية السورية والدولة العنصرية اليهودية. وفي حالة الدروز، تطمح إسرائيل دوماً إلى دويلة درزية عميلة في شمال الكيان من لبنان إلى جنوب دمشق، فيما تطمح سوريا إلى بقاء دمشق مرجعية للدروز في الشام ولبنان وفلسطين ورعاية القوى الوطنية الرافضة للاستسلام وعلى لعب الدروز دورهم الوطني في حماية دمشق من جنوبها. في السويداء اليوم، يعمل الأميركيون انطلاقاً من قاعدة التنف وبالتنسيق مع إسرائيل، على دعم ما يسمّى «اللواء السوري» بالمال والسلاح لتشكيل حالة مسلّحة خارجة عن القانون، تحمل مشروعاً انفصالياً عن الدولة السورية. وهذا اللواء المزعوم، الذي يملك علاقات وثيقة مع العصابات الانفصالية الكردية في الشرق السوري، استطاع جمع مئات المسلّحين برواتب تصل إلى 300 ألف ليرة سورية للفرد شهرياً، ينتشر في شرق المحافظة على تخوم البادية، ويتخذ من منطقة الحريثة مقراً له. حتى أن النائب السابق وليد جنبلاط، يعتبر أن «المنظّر» لهذا المشروع في باريس، المدعو كمال أبو الخير، يعمل عند الموساد الإسرائيلي. وفي الوقت ذاته، نرى في شمال فلسطين المحتلة، شيخ عقل الموحدّين الدروز موفق طريف، يزور على رأس وفد من رجال الدين ما يسمّى «مقام يهوذا» نبي اليهود، في خطوة غريبة، ولا تعني إلّا ارتباط طريف بالمشروع الصهيوني. وطريف هذه الأيام، لا يكتفي بالعمل داخل فلسطين المحتلة، إنّما يوسّع نشاطه ومهامه للاتصال بمجموعة من المشايخ الدروز خارج فلسطين وعلى مدّهم بالمال تحت عنوان الدعم الاجتماعي والإنساني. وبدل أن يسهّل الأردن الأسبوع الماضي زيارة وفد «لجنة التواصل الدرزية» نحو سوريا آتياً من فلسطين المحتلة، تكفّل الأردنيون بمنع الوفد من العبور بعد أن سمح كيان الاحتلال له بالعبور بخلاف المرّات السابقة حين تم منع المشايخ والاعتداء عليهم من قبل شرطة الاحتلال. أما في شويّا اللبنانية، فظهرت مجموعة مدفوعة بالحقد والتحريض، اعترضت آلية عسكرية للمقاومة اللبنانية واعتدت على رجالها، كانت انتهت للتوّ من القصف على شمال فلسطين المحتلة، رداً على قصف العدو للأراضي اللبنانية. من هنا، تبدو زيارة دمشق بهذا الشكل، بالغة الأهمية، وتتضمّن عدة رسائل للقاصي والداني، عبّر عنها الأسد بقوله إن «الأقليات ليست أداةً بيد المشروع الغربي الذي يعمل على إقناعها بالتقوقع والانعزال للحماية، إنما الحلّ هو بالانصهار بالمشاريع الوطنية وضمن الأكثرية الوطنية». وردّاً على سؤال حول ردع العدو الإسرائيلي عن قصف الأراضي السورية عملاً بتجربة المقاومة اللبنانية، أكد الرئيس السوري أن «المقاومة لم تنتصر على العدو إلا بعد أن انتصرت على ميليشيا العميل لحد» في إشارة واضحة لبقايا الجماعات الإرهابية في درعا، والتي جزم الأسد بأن «دورها اليوم تخريبي وسيتم التعامل معها بحزم». وكلام الأسد حول درعا، ينسحب حكماً على السويداء وعلى محاولات «اللواء السوري» المزعوم، القيام بأعمال تخريب والترويج للانفصال في السويداء، مع أن الأسد والجيش السوري، ومنذ بداية الحرب، تعامل مع جبل العرب بعناية خاصة على الرغم من الاعتداءات التي قامت وتقوم بها العصابات الانفصالية، عبر حصر تهديداتها وتركها رهينة الوقت والفشل أمام أهالي المحافظة. زيارة الأمس بهذه القوة والعلانية، لا تشبه زيارة جنبلاط الخجولة إلى الأردن بشيء. إنها إعلان عن عودة سوريا للعب دورها السياسي خارج متاريس الحرب على أرض الجمهورية، ومرحلة جديدة من المواجهة مع محاولات تثبيت الدولة اليهودية.

الأسد: على الأميركيين الانسحاب من سوريا

تناولت مداخلات الرئيس بشار الأسد العديد من المسائل، حيث أكّد في مسألة الجولان أن «الشعوب لديها مبادئ ولا يجب أن تتنازل عنها لتحقيق الهدف المنشود، ومن هنا لا يمكن لسورية أن تتنازل عن أي شبرٍ من أراضيها». وتحدث الأسد عن محاولات أميركية للتواصل مع دمشق، إنّما «بالنسبة لنا المسألة الأساسية هي الانسحاب الأميركي، إن لم يكن بإمكان الأميركيين الالتزام بالانسحاب فلا ثقة بأي حوار وعليهم أن ينسحبوا». وحول لبنان، أكّد الأسد أن «مكانة سورية في قلوب اللبنانيين معروفة، ونحن لن نقف عند الصغائر وعند الذين يحرضون ويشوّهون صورة سوريا، وعلى العكس سوريا ستتعاون مع لبنان، وأنا شخصياً أعطيت التوجيهات لتسهيل استجرار الغاز عبر سورية نحو لبنان، وهذا كسر لقانون قيصر». واقترح الرئيس السوري عدة مشاريع للتعاون بين دمشق وبيروت، لا سيّما في مجال الطاقة البديلة حيث أكّد أهمية قيام شركات لبنانية وسورية في الاستفادة من المساحات السورية لإنشاء مدن صناعية مشتركة ومحطات لإنتاج الطاقة البديلة.

مصدر غربي لـ «الشرق الأوسط»: لا نبحث عن الكمال في الحكومة اللبنانية

شدد على إجراء الانتخابات... وعدم عرقلة باسيل قانون المناقصات العمومية

الشرق الاوسط... تمارس فرنسا والولايات المتحدة «ضغوطاً ناعمة» على المسؤولين اللبنانيين من أجل الإسراع في تأليف الحكومة، فالغرب ينظر إلى الوضع اللبناني حالياً بشعور من القلق العميق جراء التدهور غير المسبوق الذي يعانيه اللبنانيون وبات يؤثر على حياتهم، ويهدد بشكل لا لبس فيه بتداعيات خطرة. ويعتقد الدبلوماسيون الغربيون أن الوضع «لم يعد يحتمل التأجيل، لأن كل يوم يمر من دون حكومة فاعلة يجعل الأمور أصعب». وما يزيد منسوب القلق لدى الدبلوماسيين الغربيين العاملين في لبنان هو إحجام حكومة تصريف الأعمال عن القيام بشيء لمعالجة الوضع، خصوصاً أن الرئيس حسان دياب كان واضحاً برفض اجتماع الحكومة رغم الظروف التي تعصف بالبلاد، علماً بأنه سمع أكثر من مرة نصائح غربية بالتحرك من منطلق «الظروف القاهرة». كما سمع تساؤلات بطعم الانتقاد اللاذع مفادها أنه «إذا كان الوضع القائم لا يبرر اجتماع الحكومة، فما الذي سيبرره؟». وفيما يؤكد هؤلاء أنه «لا يوجد سبب يمنع تأليف الحكومة اليوم قبل الغد»، يقول دبلوماسي غربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نبحث عن الكمال في الحكومة الجديدة، فبعد أكثر من سنة من دون حكومة، نعرف أنه سيكون هناك بعض المقايضات التي ستحصل من أجل تأليف الحكومة». وينطلق المسؤولون الغربيون في موقفهم هذا من أن «الحكومة الجديدة ليس مطلوباً منها القيام بالكثير، فعمرها قصير نسبياً، لكن القيام بثلاثة أو أربعة أمور يكفي، وأولها التفاوض مع البنك الدولي كونه الوحيد الذي يمكن أن يؤمن السيولة المطلوبة لإنقاذ الوضع المالي، وهذا يجب أن يترافق مع نصائح من البنك حول كيفية إدارة الأمور للخروج من الأزمة». وبالتالي، فالغرب لم يخفض معاييره فيما خص الحكومة، لكنه يرى أن حكومة «غير مثالية» هي من دون شك أفضل من لا حكومة. ويشكل «حزب الله» كالعادة، عقبة أمام التعامل الغربي مع الحكومات اللبنانية، من منطلق رفض الأميركيين تحديداً، التعاون مع أي وزارة يستلمها «حزب الله» أو يسمي هو وزيرها. وأبلغ دليل على هذا كان في ذروة وباء «كورونا» عندما امتنع الأميركيون عن التعامل مع وزير الصحة حمد حسن، المحسوب على الحزب، واضطروا إلى محاولة تقديم مساعدات مباشرة لبعض المستشفيات الخاصة والجمعيات، وهو ما قد يتكرر في الحكومة الجديدة إذا ما ذهبت الوزارة مجدداً للحزب. وشدد المصدر الغربي في حديثه إلى «الشرق الأوسط» على «ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية التي تنتظر لبنان»، وأن الانتخابات النيابية والرئاسية والبلدية المقررة العام المقبل يجب أن تحصل في مواعيدها، وهذا ما تم التأكيد عليه في مجموعة الدعم الدولية للبنان بموافقة معبرة ولافتة من روسيا والصين اللتين تتفاديان عادة الدخول في أي مواضيع جدلية». لكن عدم التحرك من قبل وزارة الداخلية لإطلاق العمليات التمهيدية للانتخابات لا يطمئن المراقبين الغربيين، كما أن المطالبة بقانون جديد للانتخابات «أمر غير واقعي»، بنظر هؤلاء، «فلبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي تتم فيه المطالبة بقانون انتخاب جديد في كل مرة تجرى فيها الانتخابات». ويرى المصدر أن قانون المناقصات العمومية الذي تم إقراره بأغلبية كبيرة في البرلمان «أمر هام جداً للبنان، لكننا فوجئنا بأن جبران باسيل وغيره اعترضوا عليه. ونحن نأمل بشدة أن لا يمنعوا صدور هذا القانون وتنفيذه لأنه أساسي في محاربة الفساد وبناء الشفافية في عمليات الشراء الحكومية». وفي مقابل «الجزرة» التي يعبر عنها الدبلوماسيون الغربيون، تبقى هناك «العصا» التي يلوحون بها في وجه معرقلي تشكيل الحكومة، فاستمرار العرقلة القائمة، من شأنه أن يفتح الباب أمام معالجات مختلفة، فالفرنسيون لديهم قدرة ما على التحرك لفرض عقوبات، كما أن القانون الأميركي يمنح الإدارة قدرات مشابهة قد يتم استخدامها في المعرقلين. علماً أن دبلوماسيين غربيين أبلغوا مسؤولين لبنانيين في وقت سابق بإمكانية فرض العقوبات رغم أنها «ليست هدفاً بحد ذاته»، فالعقوبات «مفيدة طالما أنها لم تفرض، إما إذا فرضت فيكون مفعولها قد انتهى»، ولهذا يأمل هؤلاء أن يكون التلويح بالعقوبات دافعاً كبيراً للمسؤولين اللبنانيين لتسهيل قيام الحكومة. إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن باسيل بدأ اتصالات مع مكاتب محاماة أميركية لبحث موضوع الاعتراض على العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأميركية. علماً بأن رفع العقوبات عن الأشخاص المدرجين على لوائح الوزارة، كما في حالته، عملية معقدة ولا تتم من دون أدلة كافية لفرض العقوبات أو رفعها. وكانت لدى واشنطن «أدلة كافية ودامغة» في حالة باسيل، كما أعلن في حينه. ويعطي القانون الأميركي للمتضررين الحق قانوناً بمعارضة هذا التدبير أمام المحاكم الأميركية، لكن هذا معناه أن الأدلة والوثائق التي استند إليها ستصبح «عامة» وقابلة للنشر.

جعجع: نتائج رئاسة عون كارثية جداً.. قال إن «القوات» أعد العدة لتحقيق دولي بانفجار مرفأ بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط»... اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن العهد الحالي هو «عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة الدولة وسيادتها، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون فاشلون لصوص خونة مجرمون»، مشدداً على أن «لا خلاص ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر». ورأى جعجع، خلال كلمة له بعد قداس أحياه حزب «القوات اللبنانية» في معراب، أن نتائج رئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون «أتت كارثية، وكارثية جداً علينا جميعاً كلبنانيين، وبالأخص كمسيحيين». وقال: «إذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإننا فعلاً نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نوايانا الحسنة، وذات مرام وطنية ومسيحية مهمة جداً، أن تنقلب خطوة أردناها إنهاء للفراغ الرئاسي ومناسبة لوحدة وطنية حقيقية ولعودة المسيحيين إلى الدولة، والتئاماً لجراح تاريخية داخل البيت الواحد، نأسف أشد الأسف أن تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلاً». وأشار جعجع إلى أن المطلوب «رئيس قبطان يقود سفينة الدولة والشعب إلى بر الأمان في خضم العواصف، لا رئيس قرصان يأخذ الشعب رهينة أنانيته، ويدير دفة المركب على هوى مصالحه». وتوجه جعجع إلى شيعة لبنان، قائلاً: «هل تقبلون بعدما كنتم من بناة هذا الكيان، ومن المدافعين عنه وعن نهائيته وتعدديته ونظامه الديمقراطي في خضم مشاريع الوحدة والتذويب والعسكرة والديكتاتورية والدولة البديلة، هل تقبلون أن يسعى حزب الله، باسمكم وبالنيابة عنكم، لتقويض هذا الكيان، واستلحاقه بمشاريع عابرة للحدود والقارات، وتغيير وجهه وهويته وطبيعته، مفرطاً بإنجازات آبائكم وأجدادكم ونضالاتهم عبر التاريخ؟». وأضاف: «إخواني الشيعة في لبنان، بعد تحكم حزب الله بمفاصل القرار الشيعي ماذا حصل؟ هل ما نعيشه اليوم هو الإنماء المتوازن؟ أو هل تحققت العدالة الاجتماعية أو الإصلاحات التاريخية المنشودة؟ على العكس، لقد أصبح الفساد متأصلاً، وأصبح الإجحاف والتهميش متوارثاً، وأصبح التمييز والطبقية متأصلين، وعاد الزمن بكم وبكل اللبنانيين عشرات لا بل مئات السنوات إلى الوراء. ماذا نفعتكم كل مظاهر القوة المصطنعة، وكل الادعاءات بالانتصار في سوريا واليمن والعراق ولبنان إذا كان الظهير الشعبي لحزب الله عاجزاً، شأنه شأن بقية اللبنانيين، عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟». وتطرق جعجع إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020، معتبراً أن «التحقيق العدلي سائر في الاتجاه الصحيح رغم كل المعوقات وعمليات الالتفاف والتحوير والتخويف والترهيب وعدم التجاوب». وشدد على وجوب أن يستمر هذا التحقيق «غير عابئ بالتهويل والتهديد من أي مصدر كان، لأن إرادة اللبنانيين الأحرار وأهالي الضحايا تبقى أقوى من أي صوت يرتفع محاولاً قطع الطريق أمام التوصل إلى الحقيقة ومحاسبة المرتكبين». وأضاف: «إذا لم يتمكن التحقيق العدلي، لا سمح الله، من إكمال مهمته لسبب من الأسباب، فإننا أعددنا العدة إلى التحقيق الدولي، وقد كنا السباقين ومنذ اليوم الأول إلى المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية وقمنا بخطوات عملية في هذا الاتجاه».

الفقر ينهش شريحة كبيرة من اللبنانيين... والمساعدات الفردية خيط النجاة

بيروت: «الشرق الأوسط»... يرافق محمد (12 سنة) وعبد الله (10 سنوات) والدهما، سيراً على الأقدام، إلى مكان عمله كمساعد لدى صاحب مشروع تجاري صغير لبيع وجبات طعام صحية جاهزة ومعدة في المنزل، بعدما اضطرت الأم لمساعدة زوجها في إعالة الأسرة. هي المرة الرابعة التي يرافقانه، من منزلهم الكائن في برج البراجنة (ضاحية بيروت) إلى مكان عمل الوالد في منطقة السوديكو (بيروت). يقول أبو محمد لـ«الشرق الأوسط»: «أين أتركهما؟ هذا العام لا مدارس ولا أمهما في البيت». ويستعين صاحب المشروع بأبي محمد بين ثلاث وأربع مرات في الأسبوع، لمساعدته في تجهيز وتعليب الوجبات مقابل أجر 100 أو 150 ألف ليرة لبنانية (نحو ثمانية دولارات) في اليوم. أما زوجته فتعمل في أحد المنازل لمدة أربع ساعات يومياً براتب شهري مليون ليرة لبنانية (نحو خمسين دولاراً)، وفقاً لأبي محمد، ويضيف «كل ما نجنيه بالكاد يكفي إيجار البيت وبعض الطعام». وتفاقم الفقر في لبنان إلى حد هائل في غضون عام واحد فقط وأصبح يطال خلال العام الحالي نسبة 82 في المائة من السكان، بحسب دراسة أعدتها منظمة «الإسكوا» تحت عنوان «الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهَمة». وتأتي الدراسة بعد عام من إصدار «الإسكوا» تقديراتها حول ارتفاع معدلات الفقر في لبنان في عام 2020، حين أشارت إلى أن الفقر طال 55 في المائة من السكان تقريباً بعد أن كان 28 في المائة منهم يعانون منه في عام 2019. ويوضح أبو محمد أنه اضطر إلى سحب أولاده من المدرسة الرسمية «مؤقتاً» على حد تعبيره، بغض النظر عما إذا كان التعليم سيكون حضورياً أو عن بعد، بالنسبة له «الاثنان أسوأ من بعضهما». ويشرح أن «التعليم عن بعد يحتاج لكهرباء أو اشتراك مولد ونحن لا نحصل على الأولى ولا نشترك بالثاني». ورغم تعهد وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب بتأمين الكتب لطلاب المدرسية الرسمية مجاناً، فالأمر بحسب أبو محمد أبعد من ذلك، فالصفوف الحضورية «هي مصاريف إضافية من أكل وشرب ولباس للأولاد وهذا كله صعب في الظروف الحالية». وكان لبنان في عداد أولى الدول التي فرضت إقفال المدارس في مارس (آذار) 2020 بعد نحو شهر من تسجيل أولى الإصابات بفيروس «كورونا». وتم اعتماد نظام التعلم عن بعد الذي تفاوتت فعاليته بين المدارس الخاصة والرسمية، لكن مع تفاقم أزمة شح المحروقات وانقطاع الكهرباء وانعكاس ذلك على خدمة الإنترنت، بات التعلم عن بعد بمثابة ترف لا يمكن للمدارس والأهالي توفيره. ويروي أبو محمد: «لم تكن الأوضاع بهذا السوء في السابق، كنت أعمل في مطحنة بذورات في السابق وكنا الحمد لله مستورين»، لكن بعد شهرين من فترة الحجر «طردت من عملي ومنذ ذلك الحين وأحوالي تشبه حال البلد في تدهور مستمر»، يضيف ممازحاً. وفي لبنان الذي يعيش تداعيات أزمة اقتصادية متمادية استنزفت سكانه وفاقمت معدلات التضخم والفقر والبطالة، فقدت الليرة قيمتها، فأصبحت رواتب شريحة كبيرة من المواطنين لا تتعدى 30 دولاراً كحد أقصى. وإنعام (50 عاماً) واحدة من كثر تآكل راتبها الشهري الذي تجنيه من عملها في شركة محاسبة صغيرة، مليون وثلاثمائة ألف ليرة لبنانية، أي أقل من 70 دولاراً على سعر صرف السوق السوداء «لا تكفي مواصلات الطريق»، بحسبها. هي امرأة وحيدة لا معيل لها، توفي والداها قبل الأزمات وقبل «كورونا»، وتخبر «الشرق الأوسط» أنها تشكر الله أنهما لم يعاصرا الأوضاع المزرية التي يمر بها اللبنانيون حالياً، وتقول: «كنت أدفع حوالي نصف راتبي مستلزمات طبية لأمي وأبي. أما اليوم لو كانا على قيد الحياة لكنا بمشكلة أكبر». وتقول إنعام لـ«الشرق الأوسط» إنها اضطرت للتوقف عن أخذ بعض الأدوية التي وصفها لها الطبيب لتعويض نقص فيتامين (د) والماغنسيوم الذي يتسبب نقصه بتشنجات في جميع أرجاء جسدها، على اعتبار أنها «ليست أدوية أساسية»، ولتتمكن من تأمين أدوية الضغط والسيولة «خوفاً من الجلطات». وفي حين تعتبر إنعام أنها لا تعد من الحالات الأسوأ في لبنان لناحية تأمين الرعاية الصحية، تشير إلى أنها تعرف الكثيرين ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان أو السكري لكنهم حرموا من الرعاية الصحية مع استفحال الأزمة وارتفاع أسعار الأدوية وأزمة المستشفيات والضمان الاجتماعي. وتقول: «اللبنانيون هم من يسندون بعضهم البعض في هذا الليل الحالك السواد الذي يمر علينا، لا من قبل السياسيين. اللبناني اليوم هو من يقدم المساعدات الطبية وأحياناً المبالغ الصغيرة لمساعدة أخيه في الوطن. هناك الكثير من فاعلي الخير ولو بمبلغ قليل أو بعلبة دواء أو كيس مشتريات على قدر الاستطاعة». وحرمت الأزمة الكثير من الأسر من الرعاية الصحية. ووفقاً لـ«الإسكوا»، ارتفعت هذه الفئة إلى 33 في المائة من اللبنانيين، كما ارتفعت نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من النصف.



السابق

أخبار وتقارير.. هكذا تدعم الإدارات الأميركية «محور المقاومة»!..الجامعة العربية لتعزيز التعاون مع موسكو حيال ملفات المنطقة... قطر تُشغِّل مطار كابول و«طالبان» ترجئ إعلان حكومتها.. كشف علاقة طالبان بإيران.. وتوجهات الإرهاب العالمي.. الجنرال ميلي يتوقع حربا أهلية وعودة الإرهاب.. ويشكك في قدرة طالبان..الحكومة الفنزويلية: توصلنا إلى «اتفاقات جزئية» مع المعارضة..البحرية الأميركية تعلن مقتل 5 من أفراد طاقم هليكوبتر..

التالي

أخبار سوريا.. المهلة الروسية لأهالي درعا.. حافلات تنتظر لتدخل منطقة "الجمرك القديم" لإخراج المسلحين من درعا البلد إلى الشمال السوري... اتفاق درعا: تسويات شاملة وتسليم السلاح الخفيف..قتلى وجرحى جراء انفجار سيارة في عفرين بريف حلب.. خطة اندماج لفصائل مدعومة من أنقرة... قتلى ببن قوات النظام جنوب إدلب..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,127,806

عدد الزوار: 6,935,965

المتواجدون الآن: 92