أخبار لبنان... « يونيسيف»: 30% من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية.... باسيل يقلق من الاحتضان الدولي والداخلي للمؤسسة العسكرية.. تتعدّد السيناريوهات والنتيجة... لا حكومة... قمة رؤساء الكنائس المسيحية نقطة تحوُّل... بطيء... البابا فرنسيس للمسؤولين: كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية.. لبنان ليس متروكا.. وارادة بمنع انهياره....دريان: أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء..

تاريخ الإضافة الجمعة 2 تموز 2021 - 4:40 ص    عدد الزيارات 1722    التعليقات 0    القسم محلية

        


هيل: انهيار لبنان بات وشيكاً...

الاخبار.... رأى الوكيل السابق لوزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل أن الوضع الاقتصادي في لبنان يواجه «كارثة كبرى»، محذّراً من أنّ «انهيار لبنان بات وشيكاً». وقال هيل في مقابلة مع قناة CNBC، إن «قادة لبنان بحاجة إلى إظهار الإرادة للإصلاح قبل تقديم أي مساعدة خارجية»، مضيفاً إنه «لن تكون هناك أيّ خطة إنقاذ دولية للبنان، لكن ستكون هناك مساعدة كبيرة لتحقيق برنامج الإصلاح». ورداً على سؤال حول استمرار لقاءات المسؤولين الأميركيين بحاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، قال هيل: «هو حاكم المصرف المركزي وهو شخصية أساسية للمضيّ قدماً». أضاف: «لست هنا للدفاع عن سلامة أو توجيه اتهام لأحد، ولكن لا مؤشرات تدينه بما خصّ الفساد المالي، والتحقيقات لم تنته بعد»، مضيفاً: «نحن نلتقي مع الجميع في لبنان باستثناء الإرهابيين». وتابع: «مفتاح الباب في أيدي القادة اللبنانيين، وعليهم أن يثبتوا لنا أن لديهم الإرادة والقدرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى لا يضيع أي تمويل دولي»، مضيفاً: «يجب ألا يتوقع اللبنانيون خلاصاً خارجياً». وفي سياق آخر، كررت الخارجية الأميركية موقفها من تأليف حكومة في لبنان، قائلة إن «اللبنانيين يستحقون حكومة تعمل بشكل عاجل على إجراء الإصلاحات اللازمة لإنقاذ البلاد». ورأت أن «اقتصاد لبنان في أزمة بسبب عقود من الفساد وسوء الإدارة من قبل قادته السياسيين».

الحريري يقترب من الاعتذار

الاخبار....ميسم رزق ... لم يجزم الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بالاعتذار، لكنه صارَ أقرب إليه من أي وقت مضى. بمعزل عن التعقيدات الداخلية فإن النقطة التي تتعلق بالموقف الخارجي منه تقترب من الحسم سلباً .... «الحريري سيعتذِر». «الحريري يستمهِل للاعتذار». «الحريري يُبلِغ رئيس مجلس النواب نبيه برّي قراره والأخير يطلب التروّي». «ماذا بعدَ اعتذار الحريري»؟ «من البديل»؟ «ما هي السيناريورهات المحتملة»؟ هذا غيض مِن فيض الأسئلة التي تتدافَع منذُ أيام، عاكسةً الواقع المأزوم الذي تعيشه القوى السياسية، إنما أكثرهم، الرئيس المُكلّف. فالأخير يسير على جسرٍ متأرجِح، مربوط من جهة بالتعقيدات الداخلية في الحكم والطائفة، فيما طرفه الثاني متصِل باللاعبين اللإقليميين والدوليين الذين يزيدون من إرباكه بسبب مواقفهم غير الواضحة منه. الثابِت في المشهد، حتى الآن، أن الحريري نفسه أسير الانتظار المرشحّ لأن يطول ما لم تحصَل تطورات خارِج الحسبان، كتوافق داخلي وخارجي على سرعة تأليف حكومة يترأسها هو، والأهم الحصول على حدّ أدنى من موافقة ولو «صورية» سعودية على ذلك. قبلَ أسابيع، وضعَ الحريري خيارَ اعتذاره جانباً، بعدَ أن حصدَ تأييداً من الطائفة السنية بجناحيها السياسي والديني، لكنه لم يطوِ الفكرة نهائياً. كادَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يستدرجانِه إليها، لكن رئيس مجلس النواب نبيه برّي حال دون ذلك. إلا أن أجواء الأيام الماضية أكدت أن الخيار يعود مع كل هبوط ليل أو طلعة نهار، لكن دونه اعتبارات كثيرة:

أولاً، يواجه الرئيس المكلف سؤالاً أساسياً عن وضع «الشارع السني» بعد اعتذاره، في ظل صورته (الحريري) المهشمة أصلاً. فهل يتفرّج على ميشال عون وجبران باسيل وهما يُوليان مهمة التكليف إلى شخص غيره؟ فضلاً عن القلق الذي يُساوِره حول مستقبله السياسي، بعدَ أن فشِلت المحاولات الأخيرة في إعادة تبنّيه من قبل المملكة العربية السعودية. وفي حال اعتذر ستصُبِح علاقته مع برّي في الداخل أكثر تأزماً، علماً أن الأخير هو الأكثر تمسكاً به حتى الآن. ثانياً، لن يستطيع الحريري حسم قرار اعتذاره بشكل نهائي، قبلَ أن يتفق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على سلة متكاملة لما بعد الاعتذار، تحديداً لجهة البديل وتأمين الغطاء له.

هل يعطي المصريون الإذن للحريري بالاعتذار؟

لكن مجمل هذا المناخ يبقى عالقاً عند نقطةٍ حاسمة يختصرها العارفون بالموقف الخارجي. الاجتماع الثلاثي بينَ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه السعودي فيصل بن فرحان والفرنسي جان إيف لو دريان على هامش محادثات مجموعة الدول الاقتصادية العشرين الكبرى في ماتيرا في إيطاليا للبحث في المشكلات التي يشهدها لبنان، لعب دوراً في «الاستمهال»، بخاصة أنه استكمِل باللقاء الذي أجرته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع السفير السعودي وليد البخاري. وفي هذا الإطار علمت «الأخبار» أن «إدارة شيا طلبت منها عقد اللقاء استكمالاً لاجتماع ماتيرا، حيث هناك إصرار فرنسي - أميركي على أن تكون السعودية حاضرة وتكون لها إجابات واضحة بشأن الأزمة اللبنانية، وتحديداً من مسألة تكليف الحريري، والبحث معاً عن الخطوات التي يُمكن القيام بها لإلزام القوى السياسية بتشكيل الحكومة». وجرى التداول بمعلومات عن أن النتائج كانت سلبية وأن الموقف السعودي لا يزال هو نفسه. حتى الإمارتيون أصبحوا غير متحمسين لحكومة يرأسها الحريري، فيما «المصريون يأخذون على عاتقهم إبلاغ رئيس تيار المستقبل برسالة أن لا نصيب له في التشكيل»! وهذه التطورات ترافقت في اليومين الماضيين مع تحركات في الشارع كانَ واضحاً صبغتها المناطقية في مؤشر واضح على الرسالة التي «بشرت» بما ستحمله الأسابيع المقبلة، وكأنها بروفا لحالة الفوضى ما بعد الاعتذار. فكيف سيكون المشهد؟ ...قبلَ ما يُقارِب الشهرين من الإعلان عن مبادرة عين التينة لتشكيل الحكومة، قالَ الحريري في جلسة مغلقة، بأنه «قد يصِل إلى مرحلة الاعتذار متى تعثّرت الأمور وتبيّن أنه لا مجال لتأليف حكومة»، و «عندما أعتذر لا أحد يراجعني». ولمّح حينها إلى أنه «سيخوض معارضة شرسة»، وبأن «تكليف البديل لن يكون سهلاً، ولو كُلف، فإن التأليف والعمل سيكونان صعبين جداً»، مُلمحاً إلى أنه «سيستخدم كل الوسائل المتاحة». حتى إنه في مرات عدة تحدّث عن عدم «قدرته على ضبط الشارع والمناصرين». هذا يقود إلى احتمال واحد، بحسب العارفين. وهو أن سيناريو ما بعدَ الاعتذار هو نفسه سيناريو ما بعدَ الاستقالة عقبَ انتفاضة «17 تشرين». وقد بدأ الحريري عدّ العدّة قبلَ الاعتذار، من دار الفتوى سابقاً. فقد كانت الزيارة إلى هذه الأخيرة بمثابة «جرس تذكيري» لكل مرشّح للتكليف، بأن قبوله بالمهمة، من دون المرور بوادي أبو جميل، لا تعني سوى أمر واحد، أنه سيكون حسان دياب الجديد الذي سيدخل إلى رئاسة الحكومة مجرداً من أي غطاء. وثانياً، رسالة لكل من يريد التخلّص منه كرئيس حكومة، أن الذهاب إلى خيار جديد يعني عزل طائفة بأكملها عن المشهد السياسي، لكونه (أي الحريري) هو المرشح الأوحد بالنسبة إليها، وبالتالي، لن ينتج من ذلِك سوى «غليان وغضب». ثالثاً، إشارة إلى أن الحريري هو جواز العبور السني الوحيد إلى رئاسة الحكومة، وإذا لم يرضَ هو نفسه عن الاسم البديل فلا يُمكن التوافق حوله، فضلاً عن أن الثنائي حركة أمل وحزب الله يضعان هذا الأمر شرطاً لتسمية أي شخصية أخرى، وذلك لاعتبارات كثيرة لها علاقة بمنع التوتير المذهبي. ولذلك ربطت مصادر مطلعة الإصرار على ربط الاعتذار بالاتفاق على البديل، فحتى لو جرى توافق خارجي عليه، فإن احتمالات التوتير المذهبي في الداخل تبقى عالية والوضع الحالي يجعلها أكثر اشتعالاً.

« يونيسيف»: 30% من أطفال لبنان ينامون ببطون خاوية....

الاخبار... يعاني الأطفال في لبنان من وطأة أحد أسوأ الإنهيارات الاقتصادية في العالم في الآونة الأخيرة، وفقاً لمسح نشرته «يونيسيف» اليوم. ويشير المسح الذي أجرته الـ«يونيسيف» حديثاً إلى ما يلي:

- نام أكثر من 30% من الأطفال في لبنان في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام.

- 77% من الأسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه. وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية إلى 99 في المئة.

- 60% من الأسر تضطّر إلى شراء الطعام عبر مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو من خلال الإقتراض والإستدانة.

- 30% من الأطفال في لبنان لا يتلقّون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجون إليها. وأعربت 76% من الأسر عن تأثّرها الكبير بالزيادة الهائلة في أسعار الأدوية.

- واحد من كل عشرة أطفال في لبنان أُرسل إلى العمل.

- 40% من الأطفال ينتمون إلى أسر لا يعمل فيها أحد، و77% من تلك الأسر لا تتلقى مساعدة إجتماعية من أي جهة.

- %15 من الأسر في لبنان توقفت عن تعليم أطفالها.

- 80% من مقدّمي الرعاية يتحدثون عن مواجهة الأطفال صعوبات في التركيز خلال دراستهم في المنزل إما بسبب الجوع أو نتيجة الإضطراب النفسي.

ورأت المنظمة أن «الأزمات المتتالية التي تضافرت في تكوين الأزمة الكبيرة، بما فيها الانهيار الاقتصادي الكامل، أدت إلى جعل الأسر والأطفال في لبنان في حال يرثى لها، وأثّرت تقريباً على كل جانب من جوانب حياتهم، وذلك في ظل شح الموارد وإستحالة الوصول واقعياً إلى الدعم الإجتماعي». وعلّقت ممثلة الـ«يونيسيف» في لبنان، يوكي موكو، قائلةً: «في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، المزيد من الأطفال يذهبون إلى فراشهم ببطون خاوية. تتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلّق بشكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع. ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر إلى إتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم إلى العمل، يكون غالباً في ظروف عمل خطيرة، أو اللجوء إلى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم». وجاء في المسح أيضاً: «الركود الاقتصادي ليس سوى واحدة من جملة الأزمات التي تعصف في البلاد التي تترنح تحت تأثير جائحة كوفيد-19، ونتائج التفجيرين الهائلين اللذين عصفا في مرفأ بيروت في آب 2020، يضاف إلى ذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر. وفي حين يُصنّف 1,5 مليون سوري في عداد الأكثر ضرراً، فإن عدد اللبنانيين الذين باتوا بحاجة إلى دعم سريع يرتفع بسرعة قياسية». وذكرت موكو أن «البنك الدولي وصف ما يحدث حالياً في لبنان بأنه أحد أكبر ثلاثة إنهيارات إقتصادية ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر»، لافتةً إلى أن «ما سلّط الضوء عليه مسح اليونيسف، أن الأطفال هم الفريسة الأسهل للكارثة العميقة ويتحملون غالباً وطأتها». وجدّدت الـ«يونيسيف» دعواتها إلى «السلطات المحلية في لبنان من أجل التوسع السريع في تلبية الحاجات الملحّة وتوفير إجراءات الحماية الإجتماعية، من أجل ضمان الحصول على تعليم جيد لكل طفل، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل». وأكدت موكو في هذا الإطار: «أن اتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة مع تضافر الجميع في تنفيذها، لهو أمر بالغ الأهمية من أجل التخفيف من المعاناة، خصوصاً بين الفئات الأكثر ضعفاً ممن يقعون في براثن دوامة الفقر».

طرابلس تخاف تكرار سيناريو «الأربعاء الأسود»

أبناؤها يتحدثون عن «شغب مدبّر» ورئيس بلديتها يتهم «الطابور الخامس»

طرابلس (شمال لبنان): «الشرق الأوسط»... ألغت فعاليات طرابلس دعوتها إلى وقفة احتجاجية ظهر أمس، كان يفترض أن تجمع رئيس البلدية، ودار الفتوى، ومطارنة، وهيئات اقتصادية، تنديداً بما تعرضت له المدينة ظهر الأربعاء، من قطع للطرق، وإطلاق للرصاص، وترويع للأهالي. الوقفة ألغيت، بعد أخبار وصلت للمسؤولين، تبين منها أن المخربين أنفسهم قد يعمدون إلى افتعال مشكلة لتوريط المنددين. ورغم أن أحداً لا يريد أن يسمي الجهة التي تقف وراء التخريب والتخويف، وتعطي الأوامر لمجموعات تغزو المدينة بالدراجات النارية، وتجبر المحال التجارية على إغلاق أبوابها، إلا أن أهالي طرابلس باتوا على بينة من أن مدينتهم تتعرض لحوادث مفبركة، ولخطة مبيتة، لا تمت للثورة ولا للاحتجاج على الفقر بصلة، خاصةً أن وجوهاً غير طرابلسية، تأتي في كثير من الأحيان من خارج المدينة. كما ألغيت أيضاً دعوة لإغلاق المحال أمس لمدة ساعة، والإضراب احتجاجاً على الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها التجار، الذين يعانون أصلاً من الكساد، ولا ينقصهم المزيد من الأضرار، للمخاوف نفسها. وساد الهدوء أمس، مدينة طرابلس، بعد يوم الأربعاء المباغت، حيث بدأ الشغب بشائعات تبين أنها مفبركة، تقول إن طفلة توفيت في باب التبانة، جراء نقص الأوكسجين، وانقطاع التيار الكهربائي، وشائعة أخرى تحدثت عن مقتل شاب عند ساحة الشراع في الميناء، لم تكن صحيحة، ونشرت صورة لوالد يحمل طفلة مريضة، تبين أنها ملتقطة خلال الأزمة السورية. لكن مجموعات كانت قد خرجت بالفعل غاضبة، وأخرى على دراجات نارية جابت المدينة وقطعت الطرقات، وشتمت أصحاب السيارات الذين لا يخضعون لأوامرها. وظهرت مجموعات أخرى بسلاحها في مناطق باب التبانة، والقبة، وأبي سمراء. وأطلق هؤلاء النار في الهواء، لمدة تقارب الساعتين. وقدر البعض سعر الرصاص الذي استهلك بآلاف الدولارات، فيما المحتجون يقولون إنهم يتظاهرون بسبب الفقر والحرمان. ولا ينفي رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن انقطاع الكهرباء، بسبب نقص مادة الفيول، قد خنق الأهالي، وتسبب في انقطاع المياه، وزاد من محنتهم ومعاناتهم، لكنه يضيف لـ«الشرق الأوسط»: إن «هناك من يستغل الوضع ليورط الناس فيما لا تحمد عقباه». وأضاف يمق: «يوجد طابور خامس، ونحن ألغينا الوقفة الاحتجاجية لأننا رغم الهدوء لا نأمن ما يمكن أن يفعله أصحاب النوايا المبيتة». وعن الجهة التي تحرك مطلقي النار قال: «هذا عمل الأجهزة الأمنية، نحن كبلدية نعرف أن هناك جهات خارجية وأخرى داخلية تحرك الوضع. ونعرف أيضاً أن هناك من أراد أن يشعل حرباً من جديد بين باب التبانة وجبل محسن، لكنهم باءوا بالفشل». وجدير بالذكر أنه بعد حوادث الأربعاء المشؤومة خرج أهالي جبل محسن وباب التبانة معاً ليؤكدوا أنهم متضامنون، ولا يريدون سوى حماية الجيش والأمن، وأن أي احتجاجات يقومون بها معاً لا تكون إلا سلمية. ويؤكد يمق أن أهالي طرابلس «يرفضون التخريب، ولا يتقبلون أعمالاً تعكر أمنهم» مشيراً إلى أن «من أطلقوا الرصاص كانوا مكشوفي الوجوه، ومعروفين، والقوى الأمنية تقوم بعملها، والجيش لم يقصر أبداً، ويضرب حيث يجب أن يفعل، وقد تم القبض على البعض وآخرون يلاحقون. وهو ما أعاد الهدوء للمدينة يوم أمس الخميس، لكن هذا لا يعني أن الأمر تحت السيطرة الكلية، ويمكن لمحاولات أخرى أن تهدد أمن الناس من جديد». وتقول ليلى، وهي من سكان منطقة القبة إنها شاهدت ظهر الثلاثاء، أي قبل الحوادث، أكثر من مائة دراجة نارية تتزود بالوقود في وقت واحد من إحدى محطات البنزين في منطقتها، تحضيراً للشغب، في الوقت الذي يحكى فيه عن انقطاع هذه المادة ويحرم منها آخرون. وتم التمهيد لهذا اليوم، بقطع للطرقات في الأيام التي سبقته، بدعوى الثورة والاحتجاج على الفقر وانقطاع الكهرباء، وارتفاع سعر الدولار. لكن يقول علي الذي يعمل في أحد مطاعم منطقة الضم والفرز وتمتلئ ليلاً بالرواد، «إن شبان الموتوسيكلات يجبرون المقاهي على الإغلاق أحياناً، وهم فعلوا ذلك يوم الأربعاء، وهذا إذا استمر لا يصلح الحال، بل يعرض وظائفنا للخطر، ونحن بأمس الحاجة إليها». ونفى علي أن تكون المقاهي قد تعرضت لأي إطلاق نار لكنه يقول «إن هذه الأجواء تجعل الناس يحجمون عن الخروج من منازلهم، ويقلل عدد الرواد، الذين يريدون متنفساً، بشكل كبير». ولا يريد نديم حسن، الذي يعمل في مطعم في أحد الشوارع الرئيسية في طرابلس، قريباً من شارع عزمي، أن يجيب على أسئلتنا، ويقول: «لا أريد أن أنشغل بما يفعلون. لمرتين جاءوا إلى جانب المطعم وأطلقوا في كل مرة رصاصتين في الهواء، ويقطعون الطريق، ثم ينفضون. هؤلاء يعطلون حياتنا ويضرون أرزاقنا، فوق ضائقتنا، والأجدر أن لا نعبأ بهم، كي لا ندعهم ينتصرون علينا. نحن من يجب أن نتظاهر ونحتج، ونعلي الصوت، لكنهم يسرقون مطالبنا ويشوهونها». وتعاني طرابلس من فقر شديد، وبات المتجول في شوارعها يرى طوابير الانتظار اليومية، ليس من أجل البنزين فقط، بل للحصول على المساعدات التي توزعها باستمرار جمعيات خيرية، وجهات مانحة، لمساعدة الأهالي على الصمود، في وقت باتت تعز فيه كسرة الخبز، والأدوية، كما حليب الأطفال.

باسيل يقلق من الاحتضان الدولي والداخلي للمؤسسة العسكرية

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.. لم يكن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل مرتاحاً لقرار المجتمع الدولي باحتضان المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الأخرى بتوفيره شروط الصمود لها لتمكينها من الحفاظ على الاستقرار في لبنان والذي تجلى في الاجتماع الدولي الذي عُقد أخيراً في باريس والذي فتح الباب أمام الوقوف على احتياجات الجيش اللبناني التي طرحها قائده العماد جوزف عون وتتلخّص بتأمين قطع الغيار والعتاد وبدعم الطبابة العسكرية وبتوفير احتياجاته لسد النقص الذي يعاني منه البرنامج الغذائي في ظل تراجع القدرة الشرائية للعملة الوطنية وخلو الأسواق من معظم المشتقات الغذائية. فباسيل لم يتردد في تنظيم هجوم مضاد باتهام الأجهزة الأمنية ونواب وسياسيين بالوقوف وراء التهريب لأنه يتوجس من الاحتضان الدولي للمؤسسة العسكرية التي يُنظر إليها على أنها الوحيدة الباقية إلى جانب القوى الأمنية من معالم الدولة بعد أن انهارت جميع إداراتها ومؤسساتها وأصبحت مشلولة في ظل غياب الحكومة المستقيلة عن السمع بعد أن أوكل رئيسها حسان دياب أمره إلى المجلس الأعلى للدفاع. ومع أن باسيل استهدف الأجهزة الأمنية بقصف عشوائي في محاولة لتحميلها مسؤولية استمرار التهريب، فإنه توخّى من اتهاماته التحريض عليها لدى السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يفتقرون إلى لقمة العيش ويشكون من الجوع بعد أن استنزف الدعم مليارات الدولارات من احتياطي المصرف المركزي أُنفقت لتغطية ارتفاع منسوب التهريب إلى سوريا. كما أن باسيل حاول أن يضع الأجهزة الأمنية في قفص الاتهام لإقحام اللبنانيين في مواجهة مفتوحة معها، وتحاشى تسليط الأضواء على دور بعض المؤسسات الرسمية في منح التراخيص للصهاريج المحمّلة بالمشتقّات النفطية أو الشاحنات المخصصة لنقل البضائع المفقودة في الأسواق السورية في ضوء العقوبات المفروضة على النظام في سوريا. وعلمت «الشرق الأوسط» أن التحقيقات تجري بعيداً عن الأضواء للتأكد من عدم التلاعب في إعطاء التراخيص بذريعة أن أصحاب الصهاريج والشاحنات قد استُوفيت منهم الرسوم الجمركية المتوجبة عليهم، علماً بأن معظم هذه التراخيص جاهزة ولا ينقصها سوى ملء القسيمة التي تُجيز لأصحابها نقل البضائع، وهذا ما يذكّرنا بشهادات المنشأ الذي استُخدمت لتهريب المخدرات وتبين لاحقاً أنها مزوّرة. وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية بارزة أن التحقيقات تتواصل لتبيان الحقيقة، خصوصاً أن الأجهزة الأمنية توقف الصهاريج والشاحنات للتدقيق في حمولتها ويتبين لها أن بحوزة أصحابها تراخيص، ما يضطرها إلى الإفراج عنها، وهذا ما أثير في الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون. ولفتت إلى أن بعض الأطراف التي تتصدى للتهريب إعلامياً تقف وراء تسهيل دخول الشاحنات والآليات إلى داخل الأراضي السورية وقد تضطر إلى التدخّل للإفراج عنها، وهذا ما ينطبق أيضاً على توقيف المطلوبين بموجب مذكرات قضائية صادرة بحقهم، وسألت: هل الأجهزة الأمنية مسؤولة عن عشرات محطات بيع الوقود التي تعمل من دون حصولها على تراخيص من الجهات الرسمية المعنية؟ ..... بدورها عدّت مصادر سياسية أن من حق باسيل أن يقلق حيال الاحتضان الدولي للجيش بوصفه يبقى بالتعاون مع الأجهزة الأمنية صمّام الأمان للحفاظ على الاستقرار ومنع لبنان من السقوط في الانهيار في ظل استمرار الفراغ المترتّب على تعذّر تشكيل الحكومة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن مؤتمر باريس لم يشكّل منصّة دولية لإعلان التضامن مع المؤسسة العسكرية فقط من دون أن يُستكمل بخطوات عملية لدعم الأجهزة الأمنية وإنما لا يزال يتابع مع قيادة الجيش لترجمة ما رسمه إلى خطوات ملموسة. وأكدت أن قيادة الجيش تتواصل مع الملحقين العسكريين للدول التي شاركت في مؤتمر باريس أو لتلك التي لم تشارك، مبديةً استعدادها للمساهمة في رفع المعاناة عن المؤسسة العسكرية للوقوف على احتياجاتها تمهيداً لتلبيتها، وقالت إن العسكريين يبدون كل إيجابية للتقشّف من خلال الوجبات الغذائية التي تقدّم إليهم ويمكنهم أن يأكلوا «مجدرة أو برغل مع بندورة» ولكنهم لا يستطيعون الصمود أمام تراجع الخدمات الطبية وهذا ما تلحظه القيادة كبند أساسي يتصدر لائحة احتياجاتها. ورأت أن الاحتضان الدولي للمؤسسة العسكرية لم يكن معزولاً عن الاحتضان الشعبي المدعوم من القوى الرئيسة في الموالاة والمعارضة التي تنظر إليها على أنها خشبة الخلاص لمنع الانهيار ليعاد تركيب البلد سياسياً، وقالت إن باسيل بموقفه منها يغرّد خارج سرب الإجماع اللبناني الذي يحتضن القوى الأمنية وأولها المؤسسة العسكرية التي تشكّل رأس حربة لمنع تدحرج البلد نحو الفوضى، ولذلك لم يكن موفّقاً في تحميلها مسؤولية حيال استمرار التهريب. ولفتت إلى أن شهادة حسن السلوك التي منحها المجتمع الدولي للمؤسسة العسكرية ليست في منأى عن الشهادة الأخرى الممنوحة لها من الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وقالت إن باسيل أخطأ في العنوان في استهدافه الأجهزة الأمنية التي رفضت استخدام القوة أو العنف في مواجهة الحركات الاحتجاجية كما كان يحلو للفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية وتياره، مع أن البعض سعى لاستغلالها باستخدامها منصة لتمرير الرسائل السياسية. لذلك يحق لباسيل أن يقلق على مستقبله السياسي -كما تقول المصادر السياسية- بعد أن عجز عن تعويم نفسه وبات همه الهجوم بطريقة أو بأخرى على الأجهزة الأمنية غامزاً من قناة قائد الجيش من دون أن يسميه، رغم أن الأخير لا يعمل ليكون في عداد المنافسين وهمه هو تحييد المؤسسة العسكرية عن الصراع السياسي، وهذا ما حققه في حفاظه على الاستقرار رغم أن المنظومة الحاكمة بعنادها ومكابرتها تصر على أن يكون الحل الأمني بالتصدي للمحتجين بديلاً عن الحل السياسي لأن الأزمة سياسية بامتياز. وعليه فإن استحضار باسيل لعمليات التهريب واستخدامها مادة مشتعلة في حملته على الأجهزة الأمنية لن تبدّل من واقع الحال السياسي حتى لو اعتمد على «فائض القوة» الذي يستمده عون من خلال ترؤسه اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، لأنه يدرك أن هذا الفائض لن يُصرف في مكان لأن القوى الأمنية لن تكون أداة بيد أي طرف لتصفية حساباته أو أن تنصاع للأوامر بضرب الاحتجاجات الشعبية، لأن دور المؤسسة العسكرية يكمن في حماية الوفاق، وبالتالي توفير الحصانة للحل السياسي. فالمؤسسة العسكرية ليست مَن يصنع الحل أو يؤمّن الوفاق كبديل عن الطبقة السياسية، مع الإشارة إلى أن إلصاق القرارات بمجلس الدفاع ليس في محله لأن صلاحيته تبقى في رفع التوصيات إلى مجلس الوزراء. وهكذا فإن الخروج عن دور مجلس الدفاع يشكّل خرقاً للدستور، خصوصاً إذا أُريد من الأجهزة الأمنية الدخول في مواجهة مع الاحتجاجات الشعبية، إضافةً إلى أنه لا مبرر لانعقاده ويمكن أن ينوب عنه مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية أو اجتماعات مجالس الأمن الفرعية برئاسة المحافظين، إلا إذا أراد عون أن يتصرف على أنه «الحاكم بأمره» وصولاً إلى تمريره رسالة بأنه البديل عن تفعيل حكومة تصريف الأعمال، علماً بأن قادة الأجهزة الأمنية ليسوا أعضاء دائمين في مجلس الدفاع، وإنما هم بمثابة «ضيوف» يشاركون في اجتماعاته إذا اقتضت الضرورة.

أوساطٌ تحدّثت لـ «الراي» عن خيارات الحريري وفَرَضيات باسيل

لبنان: تتعدّد السيناريوهات والنتيجة... لا حكومة

الراي... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |... رغم الواقع الجهنمي - المأسوي وأنين الناس في الداخل، وتلاشي مبادرات الخارج وتحذيراته بـ «مكبرات الصوت»، فإن تسعة أشهر لم تكن كافيةً لانتهاء المخاض الهستيري لتشكيل الحكومة، لا بولادة طبيعية ولا على نحو قيصري، الأمر الذي يُشْعِلُ التحريات عن سرّ هذه «الأحجية» المستعصية التي تكتوي البلاد بنارها المفتوحة والتي تصيب «إطفائيي» العواصم المشغولة البال على لبنان بالذهول والصدمة وخيبة الأمل. والأكثر إيلاماً و«نيرونية»، هو أن تَعاظُم الضوء الأحمر من مغبة «تفكك» لبنان وزواله، ومظاهر انفلات الفوضى وانهيار المؤسسات وشلل آلة الحكم وجعْل الناس حطباً في وليمة النار المفتوحة، لم يحرّك «فاصلة» في ملف تشكيل الحكومة، الذي تزداد التقديرات باحتمال ترحيله إلى ما بعد الانتخابات النيابية بعد نحو ثمانية أشهر، والتي تحوط بإمكان إجرائها في موعدها شكوك مبكرة. فوهْج الدينامية الدولية حول لبنان، وآخِر مظاهرها لقاء الفاتيكان أمس واجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، لم يحرّك المياه الحكومية الراكدة في بيروت التي استحضرت كواليسُها سيناريوهاتٍ على الطاولة وتحتها، كاحتمال رمي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الكرة في مرمى رئيس الجمهورية ميشال عون، توطئة لـ «اعتذارٍ منظّم» عبر الذهاب إليه بحكومة من 24 وزيراً ومن دون ثلث معطّل لأي طرف وتعكس روحية المبادرة الفرنسية، وسط تقديرات بأن عون سيردّها على أعقابها مما يدفع الحريري إلى «الخطة ب»، أي الاعتذار وبتوقيت يتلاءم مع خطوته التالية.

... وهكذا، صيغة الـ18 وزيراً إلى الـ24، ومن الـ3 ثمانيات إلى 4 ستات، ومن لعبة الحقائب والطوائف إلى الثلث المعطل الصافي أو المضمر... هندساتٌ ورسوم تشبيهية وأفخاخ ومكائد وحروب كلامية وتَنازُع صلاحياتٍ ومعارك «وجودية» ونكء غرائز وعصبيات... كل ذلك يجري فوق «تسونامي» انهيار لبنان وفواجع أهله الذي شلّهم اليأس، كأنهم في... الرمق الأخير.

لماذا كل هذا الرقص المجنون فوق حُطام البلاد وأزماتها المميتة؟

يحلو لأوساط واسعة الإطلاع القول لـ «الراي»، إن «القفل والمفتاح» في عملية تشكيل الحكومة هما بيد عون، الذي سلّم أمره لرئيس حزبه النائب جبران باسيل، الذي يخوض معارك لضمان مستقبله السياسي كمرشح أول لرئاسة الجمهورية، وتالياً فإن تشكيل الحكومة واحد من ساحات قتاله ولو بـ «السلاح الأبيض». وهما أيضاً في يد الحريري، الذي يخوض معركة التشكيل وكأنها مفصلية في تحديد مستقبله السياسي ومكانته في الداخل والخارج على حد سواء. وفي تقدير هذه الأوساط أن باسيل يريد انتزاع ضمانة من أربعة خيارات أمامه، هي:

لا حكومة، ومهما كلف الأمر، من دون إمساكه بـ«ثلث معطل» صافٍ، ما يجعله رقماً صعباً في إدارة البلاد وعلى النحو الذي يضمن حظوظه الرئاسية بملاقاة استحقاق الـ2022.

المضيّ في القبض على «توقيع» مراسيم أي حكومة محتملة ومقايضة حليفه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله لضمان «وعدٍ» بتبنّيه مرشحاً للرئاسة، على غرار ما حظي به عون.

عدم الممانعة في ترك المأزق الحكومي يأخذ مداه، واستخدامه سلاحاً لاستدراج الأميركيين لرفع «الفيتو» عنه (العقوبات) ومعاودة الاعتراف بمكانته، وذلك كضمانةٍ لحماية مستقبله السياسي.

الرهان على أن الانهيار الشامل في البلاد سيقود إلى فوضى لن يكون في الإمكان إخمادها إلا عبر طاولة تفضي إلى ما هو أكثر من اتفاق الدوحة وأقل من اتفاق الطائف، الأمر الذي يضمن له الجلوس على رأسها كممثل أول للمسيحيين. واحدة من أربع فرضيات يريدها باسيل، وفق هذه الأوساط، في لعبة «الكر والفر» فوق مسرح العمليات الحكومية الذي تبقى أضواؤه مصلتة على الرئيس الحريري في حركته التي تراوح بين لاءاته الراسخة وتلويحه غير المحسوم بالاعتذار. وتعتقد الأوساط الواسعة الاطلاع أن الحريري في «صموده» أمام الشروط والضغوط المرفوعة في وجهه، يريد هو أيضاً إصابة عصفورين بحجر واحد، هما:

تثبيت مكانته في اللعبة السياسية كزعيم أول وبلا مُنازِع للسنّة، بعدما التف حوله رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى وبعض مَن كانوا في المقلب الآخر، كما استنهاض شعبيته المتصدّعة مع العد التنازُلي للانتخابات النيابية.

الإيحاء للخارج، لا سيما الإقليمي، بأن الحريري نسخة 2021، المُمْسك بورقة «تشكيل الحكومة» لن يفرّط أو يتراجع ولن يقدم تنازلات لعون و«حزب الله»، وهو ما يتيح له تالياً استعادة مكانته التي يحرص على ترميمها عبر أسفاره. وفي رأي الأوساط أن الحريري، الذي يحتفظ بورقة الاعتذار في جيبه، ربما لن يفرّط بها سريعاً لكنه سيكون جاهزاً لاستخدامها كـ«خيار أخير» بعد ترتيب أوراقه وعلاقاته على النحو الذي يجعل من اعتذاره مصدر قوة لا ضعف. وفي الفاتيكان (أ ف ب)، التقى البابا أمس، عشرة من رؤساء الكنائس الموجودة في لبنان، البلد الذي يودّ زيارته قريباً وغالباً ما يذكره في صلواته، في إطار يوم تأمُّل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معاً من أجل «عطية السلام». وتوجّه البابا مع ضيوفه سيراً على الأقدام إلى كنيسة القديس بطرس، حيث عقدت وقفة صلاة «من أجل عطية السلام في لبنان». وانتقلوا بعدها إلى القصر الرسولي حيث عقدت ثلاث جلسات مغلقة بإدارة السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري. واستبق الحبر الأعظم اللقاء بتغريدة الأربعاء، قال فيها «أدعو الجميع إلى الاتحاد معنا روحياً بالصلاة كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها وأن يُظهر مجدداً وجهه، وجه السلام والرجاء».

قمة رؤساء الكنائس المسيحية نقطة تحوُّل... بطيء

الفاتيكان يُطلِق ديبلوماسية نشطة حول لبنان... «بلا ضجيج»

- باسيل: وجود المسيحيين بلبنان مرتبط بدورهم وتعاطي الفاتيكان معهم بأقلّ من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

حتى قبل أن تتّضح خلاصاتُ «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» الذي ترأسه البابا فرنسيس في الفاتيكان، أمس، فإن هذا الحَدَث الـ «ما فوق كَنَسي» أرخى بظلاله على «بلاد الأرز» التي يتعاظم الانطباع بأن الانهيار الذي «يفترسها» بات يتطلّب «معجزةً» لوقف تَدَحْرُجها في قلب «جهنّم». وتقاطعتْ القراءاتُ عند أن اللقاء الذي عُقد أمس بمشاركة عشرة من قادة الكنائس في لبنان (تتبع التقويمين الغربي والشرقي) يشكّل «الخطوة الأولى» في مسارٍ سيطبعه استنهاض الفاتيكان ديبلوماسيّته وشبكة علاقاته الدولية التي لا يملكها سواه خصوصاً مع عواصم القرار في العالم لمحاولة معالجة الجوانب الخارجية من الأزمة الوجودية التي يعيشها «الوطن - الرسالة» والتي يشكّل الانهيار المالي - الاقتصادي - المعيشي أحد انعكاساتها إلى جانب عوامل الفساد وسوء الإدارة والحُكْم. وإذ كانت دوائر قريبة من الكنيسة المارونية وعلى بيّنة من الحِراك الفاتيكاني وخلفياته تعتبر أن لقاء أمس الذي سعى إلى استخلاص رؤية مشتركة بإزاء الواقع اللبناني ليس مجرّد اجتماع روحي بل سيُطْلِق تحركاً للكرسي الرسولي، سيكون «بلا ضجيج»، مع المجتمع الدولي، فهي دعت لعدم التقليل من أهمية قيادة البابا لهذه الدينامية تعبيراً من جهةٍ عن حجم الاهتمام الذي لطالما أظهره الفاتيكان تجاه الوطن الصغير و«رسالته» (التعايش المسيحي - الاسلامي) وبأنه «غير متروك»، ومن جهة أخرى عن حراجة الوضع الذي بات يهدد وجود لبنان والذي سبق للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن وصّف مسبباته بدقة في الأشهر الماضية في سياق دعوته لاعتماد مبدأ «الحياد» وعدم جرّ لبنان إلى صراع المَحاور. ويُنتظر أن تبدأ اليوم عمليةُ تقويمٍ لنتائج «يوم الصلاة والتأمل» الذي تخللته ثلاث جلسات مغلقة بمشاركة وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر وأمين سرد الدولة الكاردينال بيترو بارولين وعميد مجمع الكنائس الشرقية ليوناردو ساندري، قبل أن يُتوَّج بقداس مسائي تخللته كلمة للبابا، وسط معاينةٍ لبنانيةٍ لِما سيَخْرج به هذا الحدَث الذي تابع الرئيس ميشال عون افتتاحه عبر الشاشة من القصر الجمهوري، ومن دون إفراطٍ في التفاؤل بأن الحِراك الفاتيكاني «غير العادي» سيكون كفيلاً بتوفير حلول سريعة في ضوء تَشابُك التعقيدات الداخلية والإقليمية و«التحام» الواقع اللبناني مع الصراع الكبير في المنطقة. وفي مؤشّر لأن ما بعد هذا اللقاء سيرسم سقفاً سيكون من الصعب على القوى السياسية المسيحية في لبنان التفلت منه، أعطى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إشارةً مبكّرة بدتْ على طريقة «ربْط النزاع» مع مداولات الفاتيكان بإعلانه «وجود المسيحيين في لبنان مرتبط بدورهم فإذا انتفى الدور انتفى الوجود؛ تعاطي الفاتيكان معهم بأقلّ من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة أقلها هجرتهم الكاملة؛ دور الفاتيكان محوري ومعنوي، هم ليسوا بحاجة لمَن يفرض وجودههم بل للاعتراف بدورهم». وكان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري رحّب بلقاء الفاتيكان، معلناً «ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجّهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب». وأضاف: «أملنا أن يتكلل هذا اللقاء بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان أكثر من بلد، انه رسالة».

البابا فرنسيس للمسؤولين: كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية..

الجمهورية.. إفتتح الحبر الاعظم البابا فرنسيس، الصلاة من أجل لبنان في الفاتيكان، بصلاة للروح القدس، قال فيها: "روح يسوع هي روح المجد. لنصلي اليوم لتلف هذه الروح كل المتألمين في لبنان، ويزرع فيكم قوته لنصلي من اجل الكنيسة والوطن، ليلعب لبنان دوره مع بلدان الشرق الأوسط والعالم". واعتبر أن على القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة في لبنان وأن يضعوا أنفسهم في خدمة السلام لا في خدمة مصالحهم الخاصة، وقال: "كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية"، ورأى أنه يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء مستقبل أفضل على أرضهم ومن دون تدخلات. كما طالب البابا فرنسيس من المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الظروف المناسبة حتى لا يغرق بل ينطلق بحياة جديدة وهو سيكون خيرا للجميع. وتوجّه البابا إلى اللبنانيين بالقول:" لا تيأسوا ولا تفقدوا الروح بل ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء لتزهروا من جديد".

حسن عرض مع وفد من البنك الدولي مشاريع التعاون..

الجمهورية.. عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن مع النائب الدكتور إيهاب حمادة، يرافقه وفد من جمعية أهالي الطلاب اللبنانيين في الخارج، الآلية المناسبة التي سيتم اعتمادها لتلقيح الطلاب الذين سيأتون من الخارج هذا الصيف ويقضون في لبنان فترة لا تتعدى الشهر، والذين سيغادرون للالتحاق بجامعاتهم في فترة أقصاها أيلول المقبل. وتم التوافق على التنسيق المباشر مع وزارة الصحة العامة من خلال إعداد قوائم يتم تحديثها بشكل أسبوعي لضمان عدم تأخر حصول الطلاب على اللقاح، على أن يتم اعتماد وثيقة رسمية تثبت الدراسة في الخارج. وفي تصريح أدلى به، نوه حمادة ب"جهود الوزير حسن، التي لم تتراجع وتيرتها منذ تسلمه مسؤولياته في وزارة الصحة العامة، بل بقيت بالزخم نفسه والهمة نفسها، وهو أمر نادر في هذا الوقت". ولفت رئيس الجمعية سامي حمية إلى أن "الوزير حسن بذل الجهد الأكبر لوضع موعد للرحلات الجوية على الجدول الذي لم يكن يلحظ حينها بعض الدول المتواجد فيها عدد كبير من الطلاب وكان ذلك استجابة منه لطلب الأهالي الخائفين على ابنائهم. واليوم، أضاف حلا لا يقل أهمية عن سابقه، وهو تأمين اللقاح الطالبي ليكون متوافرا لجميع الطلاب". كما شكر "النائب الدكتور إيهاب حمادة الذي تبنى ملف الطلاب في الخارج متعاونا مع الأهالي منذ بداية الأزمة الاقتصادية الصعبة". من جهته، قال بسام موسى من جمعية الأهالي: "إن لبنان واقف والوزير الدكتور حسن يتحرك".وعرض "ضرورة تحديد آلية خاصة بتلقيح الطلاب بحيث يقدم هؤلاء جواز سفرهم أو صورة عن تسجيلهم الجامعي أو بطاقتهم الجامعية ليحصلوا على اللقاح". بدورها، توقفت محامية الجمعية صوفي ظاظا "أمام تنويه البنك الدولي بخطة اللقاح التي اعتمدها وزير الصحة العامة الدكتور حسن واعتبارها مثالا يحتذى في دول أخرى"، وقالت: "إن نجاح لبنان في مواجهة كورونا مدعاة فخر واعتزاز، وسط الواقع الاقتصادي الرديء، حيث تم تخفيض عدد الإصابات نتيجة الدقة في استخدام اللقاح". وفي هذا السياق، لفتت إلى "أهمية حماية الطلاب في الخارج". ثم رحب الوزير حسن بالوفد وأكد أن "الاهتمام بالطلاب والحفاظ على صحتهم موضوع في غاية الأهمية"، مؤكدا أن "وزارة الصحة العامة ستعمل على تسريع تلقيح الذين يدرسون في الخارج لضمان استمرارية هذه الدراسة". وأكد أن "الـCODE QR المصادق عليه من الوزارة معترف به دوليا ويتيح لهم الدخول إلى أي بلد يريدون". من جهة ثانية، استقبل الوزير حسن وفدا من الفريق التقني في البنك الدولي عرض معه مشاريع التعاون في المجال الصحي التي ينفذها البنك في لبنان.

السنيورة عرض مع فرونتسكا التطورات..

الجمهورية.. إستقبل الرئيس فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم، في مكتبه في بلس، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت يوانا فرونتسكا، وتم استعراض مختلف التطورات في لبنان والعلاقات الثنائية واهمية دور الأمم المتحدة ومنظماتها في لبنان.

الأوضاع في لبنان بين بخاري والسنيورة..

الجمهورية.. الأوضاع في لبنان عرضها الرئيس فؤاد السنيورة مع السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، وكان الاجتماع مناسبة لعرض العلاقات الثنائية بين البلدين.

جنبلاط عرض مع سفير تركيا المستجدات..

الجمهورية.. إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، سفير تركيا علي بارش أولوسوي، وكان بحث في المستجدات الراهنة في لبنان والمنطقة. من جهة أخرى، تلقى جنبلاط برقية جوابية من ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، شكره فيها على تعزيته بوفاة الشيخ منصور الأحمد الجابر المبارك الصباح. وجاء في نص البرقية: "كان لكريم تعازيكم بوفاة المغفور له الشيخ منصور الأحمد الجابر المبارك الصباح عميق الأثر في نفوسنا. وإذ نعرب عن خالص تقديرنا لمشاعركم الصادقة، ندعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيكم خير الجزاء".

دبور سلم ابراهيم باسم الرئيس عباس وثيقة مواطنة الشرف الفلسطينية..

الجمهورية.. استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه صباح اليوم، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور. وتم البحث في الأوضاع في فلسطين وما تمر به القضية الفلسطينية خصوصا في هذه المرحلة الصعبة. وسلم السفير دبور، نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اللواء ابراهيم "وثيقة مواطنة الشرف الفلسطينية" تقديرا لـ"دوره وإسهاماته في دعم قضية فلسطين العادلة في المجالات كافة، فضلا عن إيلائه الإهتمام الكبير برعاية أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان". من جهته، شكر اللواء المدير العام للرئيس محمود عباس هذه المبادرة، معربا عن سعادته بها، متمنيا "زيارة القدس في اقرب وقت وذلك بعد عودتها الى سيادة الدولة الفلسطينية المستقلة".

"أزمة الدواء" المستفحلة على طاولة بعبدا... هل من حلول؟..

الجمهورية.. عقد اجتماع بين رئيس الجمهورية ميشال عون بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وزير المال غازي وزني، وزير الصحة حمد حسن وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة للبحث بأزمة الدواء والحلول الآيلة الى الحدّ من تداعياتها السلبية. وجرى التوافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحدّدة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيس الحكومة الى مجلس النواب، اضافة الى ضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية. وستصدر لاحقاً موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة.

دريان: أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء..

الجمهورية.. رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في بيان، "أن الشعب اللبناني لا يستحق أن يذل ويهان من اجل تأمين قوت يومه، ويضيع ساعات من عمره في الشوارع للحصول على الدواء والحليب لأطفاله وبعض الليترات من الوقود ومقومات العيش الكريم التي من واجب الدولة تأمينها، كحد اقل لحياة مستقرة كي يعيش المواطن في أمن وأمان، وهذا يتطلب جهود كل المسؤولين في الدولة المعنيين بهذا الأمر، لان ما وصلنا اليه من انهيار ينذر بعواقب وخيمة في شتى الصعد، ولولا حكمة الجيش اللبناني والقوى الأمنية في البلد لعاش الوطن في فوضى عارمة وشاملة التي نحن على مشارف الدخول فيها". وقال دريان: "نناشد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعا من الوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم". ونوه بـ"المهام الكبيرة التي يقوم به الجيش والقوى الأمنية في حفظ الأمن والسلامة والاستقرار الذي هو الأمل الأخير في بقاء لبنان وشعبه الصبور الذي لا يفقد إيمانه بالله وبوطنه الذي سيخرج لا محالة من هذا النفق المظلم بهمة المخلصين والأوفياء لوطنهم". وختم: "نوجه تحية محبة وتقدير واحترام الى قائد الجيش وضباطه وعناصره الذين يسهرون على حماية الوطن والمواطن بالتعاون مع القوى الأمنية المولجة حفظ الأمن. حمى الله لبنان واللبنانيين من شر الفتن والأزمات المتراكمة التي تلاحقهم كل يوم، وهذا لا يمكن أن ينتهي إلا بتشكيل حكومة إنقاذ تنهض بالوطن وتكون على مستوى التحديات التي نواجهها جميعا".

الحريري: أملنا أن يتكلل لقاء الفاتيكان بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك..

الجمهورية.. غرد الرئيس المكلف سعد الحريري عبر حسابه على "تويتر": "ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب. أملنا أن يتكلل هذا اللقاء بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان اكثر من بلد، انه رسالة".

لبنان ليس متروكا.. وارادة بمنع انهياره..

الجمهورية.. أبلغ قطب وسطي إلى «الجمهورية» قوله: «لبنان يُحتضر وعلى وشك أن يموت وينتهي، والجماعة (يقصد القابضين على الحكومة) اصطدموا بعجزهم وغبائهم، وصار الاستقرار مهدّداً بالانفجار في أي لحظة، ولذلك، لا أستطيع أن انظر الى اجتماع بهذا المستوى، وفي هذا الوقت بالذات، إلّا من زاوية القلق على استقرار لبنان والخوف من انفلات الأمور، وهذا مؤشر ايجابي للبنان الى أنّه ليس متروكاً، وانّ ثمة ارادة لدى تلك الدول بمنع انهياره». ورداً على سؤال قال: «ركّز الاجتماع على إجراء إصلاحات سريعة، وهي إشارة غير مباشرة تعكس استعجال تشكيل حكومة في لبنان تباشر فيها، وفق المبادرة الفرنسية التي تقول بحكومة مهمّة تنفّذ هذه الاصلاحات. فوزير المبادرة لودريان كان موجوداً في الاجتماع وتحدث قبل يومين عن تعاون اميركي- فرنسي للضغط على معطّلي تأليف الحكومة. اضافة إلى أنّ العامل المريح في هذا الإجتماع هو مشاركة وزير الخارجية السعودية فيه». وخلص إلى القول: «استعجال تشكيل الحكومة اقوى هذه المرة، ولكن نتيجة التجربة مع جماعة التعطيل، أخشى أن تدفع عصبيات وانفعالات البعض الى مزيد من التهوّر، ربما هؤلاء لا يعرفون انّه عندما يجلس الكبار مع بعضهم، بيروحو الزغار دعوسة».

المقاربة الاميركية للملف اللبناني باتت أكثر زخماً..

الجمهورية.. قالت مصادر سياسية خبيرة في الشؤون الأميركية لـ»الجمهورية»: «واضح انّ المقاربة الاميركية للملف اللبناني باتت أكثر زخماً مما كانت عليه قبل أشهر، والمعطيات الواردة من واشنطن تؤشر الى أنّ ادارة الرئيس جو بايدن صارت أكثر قرباً من المسألة اللبنانيّة. ومن هنا فإنّ الاجتماع الثلاثي لا ينبغي النظر اليه كمحطة عابرة، بل كمحطة جوهرية تؤكّد أنّ لبنان في عين الرعاية الاميركية والفرنسية، ويبدو أنّ البحث فيها تناول أسّس التعاطي مع الملف اللبناني من كافة نواحيه السياسية والحكومية، الى جانب المعضلة الاقتصادية والمالية الخانقة والتي باتت تهدّد الاستقرار في لبنان». ولفتت المصادر، إلى أنّ الاجتماع بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية يعكس الحرص على استقرار لبنان، وخصوصاً بعدما بلغ فيه الوضع حداً خطيراً جداً، ومن هنا فإنّ الأيام المقبلة، وربما الساعات المقبلة، يجب أن تُرصَد فيها الحركة الديبلوماسية للسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية. والواضح انه تمّ إشراك السعوديين في الاجتماع حول لبنان، لما لهم من تأثير مباشر في هذا الملف. وتندرج في سياق الحركة الديبلوماسية المكمّلة للاجتماع الثلاثي، زيارة قامت بها السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا الى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، الذي قال في تغريدة له، انّه «جرى خلال اللقاء استعراض ابرز المستجدات في الشأن اللبناني، مع تأكيدي للموقف السعودي الذي يشدّد على التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع اليه الشعب اللبناني».

الإجتماع الثلاثي له ما يكمله!..

الجمهورية.. جزمت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية»، بأنّ اجتماع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي فيصل بن فرحان، مهمّ جداً للبنان. وقالت المصادر: «بلا أدنى شكّ، إنّ انعقاد اجتماع بهذا الحجم حول لبنان، بين دولتين كبريين مثل الولايات المتحدة الأميركية ودولة عربيّة كبرى مثل السعودية، ينطوي على أهميّة بالغة، وبالتأكيد أنّ أسباباً موجبة (لم تشأ الدخول في تفاصيلها) دفعت إلى انعقاده في هذا التوقيت الصعب الذي يمر فيه لبنان، والمؤكّد أيضاً أنّّ لهذا الاجتماع ما سيكمّله، سواء بين الدول الثلاث، او على المستوى اللبناني». ولفتت المصادر، الى انّ المجتمع الدولي يشجع القادة في لبنان على تشكيل حكومة تبدأ بالخطوات الاصلاحية والانقاذية لهذا البلد، واجتماع الوزراء بلينكن ولودريان وبن فرحان، اكّد على ذلك في ما اعلنه وزير الخارجية الأميركي لناحية مسارعة القادة في لبنان إلى تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، لتحقيق الإستقرار الاقتصادي وتوفير الإغاثة التي يحتاجها الشعب اللبناني. ولكن ما يبعث على الأسف، هو انّ هؤلاء القادة لم يقدّموا للمجتمع الدولي وكذلك للبنانيين، ما يثبت انّهم بصدد تحمّل المسؤولية التي تقتضيها مواجهة الوضع البائس في لبنان. وعمّا إذا كانت الضغوط جزءًا مما سيكمّل الاجتماع الثلاثي، قالت المصادر الديبلوماسية: «انّ وضع لبنان بات يستوجب ان تتشكّل حكومة تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني واجراء الاصلاحات. والوزيران بلينكن ولودريان اتفقا بوضوح في لقائهما قبل نهاية الاسبوع الماضي في باريس، على تحرّك مشترك للضغط على المسؤولين عن الأزمة في لبنان».

"ما زلنا مطرحنا".. سلبية خانقة تقبض على ملف التأليف..

الجمهورية... عَكس مرجع سياسي مسؤول لـ»الجمهورية»، ما سمّاها سلبية خانقة تقبض على ملف التأليف، حيث قال رداً على سؤال عمّا استجد في الاتصالات حول الشأن الحكومي: «.. ولا قرش الله وكيلك. ما زلنا مطرحنا، والاتصالات التي يُحكى عنها غير موجودة أصلاً، وإن صار من كلام من حين إلى آخر، فهو لا يزال يدور حول نفسه، ولا خطوة الى الامام». ورداً على سؤال عمّا اذا كان الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، من شأنه أن يدفع في اتجاه حلحلة الأمور، قال المرجع: «لا نعرف ما الذي بحثوه، ولكن نتمنى ان يشكّل عامل ضغط لتأليف الحكومة. مع الأسف اقفلوا كل ابواب التفاهم والتوافق، وفشّلوا كل المبادرات، ولذلك اعتقد أنّه لن يجدي مع فريق التعطيل سوى أن يُكره على الاستجابة لمطالبات اللبنانيين بتشكيل حكومة تضع لبنان على سكة الخلاص». وعندما سُئل المرجع المسؤول عما تردّد حول إمكان تفعيل حكومة تصريف الأعمال، سارعَ إلى القول: هذه هرطقة وجهل مُفجع بالدستور. أيّ حديث عن تفعيل حكومة تصريف الأعمال بقصد تعويمها وجعلها حكومة كاملة الصلاحيّات مخالف للدستور. فلا سبيل قانونياً او دستورياً لتفعيل حكومة مستقيلة تصرّف الاعمال في نطاق ضيّق.

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير... طهران تسعى لتكرار سيناريو «الحشد» العراقي مع «فاطميون»...واشنطن تنسحب من أفغانستان خلال أيام وتبقي ألف جندي...مبادرة استثمار أميركية من أجل السلام في الشرق الأوسط...قائد أميركي يحذر من انتشار الإرهاب "بلا هوادة" في أفريقيا..قائد القوات الأميركية في أفغانستان يحذّر من حرب أهلية..واشنطن: محادثات فيينا حددت خيارات طهران الواجب التزامها..إسرائيل: سندافع عن أنفسنا في مواجهة التهديدات الخارجية..امرأة واحدة فقط في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بعد قرن على تأسيسه .. الحزب والدولة والزعيم القائد...بوتين «يتعشم» أن تفرز روسيا رجلاً آخر غيره جديراً بقيادتها..

التالي

أخبار سوريا... تقييم استراتيجية بايدن المؤقتة في سورية...موسكو تنشّط تحركاتها في مواجهة «اختبار القوة» في مجلس الأمن... «اليونيسف»: فشل تمديد إدخال المساعدات له تأثير مدمر على 1.7 مليون طفل سوري.. الأسد يبحث مع مبعوث بوتين في دمشق التعاون الثنائي..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,233,279

عدد الزوار: 6,941,469

المتواجدون الآن: 104