أخبار لبنان... يوم مفصلي مالي وحكومي.. وعقوبات أوروبية تسابق التأليف!... هزيمة مدوّية لأحزاب السلطة في نقابة المهندسين.. "حزب الله" يضبط إيقاع الحلفاء... فهل تولد حكومة الـ"4 ستّات"؟...لقاء خلدة: جنبلاط بدأ «خطّ الرجعة»..الفاتيكان على خط حماية «وطن الرسالة» من الزوال والأنظار على لقاء الخميس..غياب بدائل رفع الدعم يعجّل الانفجار الاجتماعي في لبنان...مشاورات تأليف الحكومة مجمدة بين «الخليلين» وباسيل...

تاريخ الإضافة الإثنين 28 حزيران 2021 - 5:39 ص    عدد الزيارات 1513    التعليقات 0    القسم محلية

        


يوم مفصلي مالي وحكومي.. وعقوبات أوروبية تسابق التأليف!... هزيمة مدوّية لأحزاب السلطة في نقابة المهندسين.. ومشاورات لترشيد الحراك في الشارع..

اللواء... احتدم النزال على نحو خطير في الساعات الماضية بين الارتفاع الغامض، والهستيري، لسعر صرف الدولار، بحيث التهم الأخضر واليابس، وصار حديث الصغار والكبار على مشارف الـ20 ألف ليرة لكل دولار، والحراك، الذي خرج عن المألوف، في الشارع، وتوجه إلى المؤسسات، تكسيراً وتحطيماً، مما أدى إلى اشتباكات مع القوى الأمنية، لا سيما في طرابلس، حيث اصيب عسكريون من الجيش اللبناني، لوقف الإشكالات، التي كادت ان تتحوّل أهلية، ودامية، وسط تأزم سياسي، وهو الأول من نوعه خلال السنوات الـ14 الماضية، وضمن انقسام أهلي، طائفي، بين المعنيين بالمبادرات أو تأليف الحكومة. وعلمت «اللواء» ان مشاورات جرت بين مجموعات الحراك والقوى الأمنية لمنع الاحتكاك في الشارع، وترشيد التحركات في الإطار السلمي.

المخاض الخطير

وفي غمرة هذا المخاض الخطير، تتجه الأنظار إلى كيفية تمويل المصرف المركزي القرض الذي تطلبه الإدارة السياسية (الرئيسان عون ودياب والوزراء المعنيون) لإعادة ضخ الدولار لدى التجار والمستوردين، والمحتكرين لتأمين المال المطلوب للنفط وربما بعده للدواء، والقمح، وهو تطوّر مفصلي مالي له تأثيراته. وفي وقت تشتد المطالبة بوقف الدعم كلياً، وتحرير سعر صرف الدولار في سوق القطع، من غير المستبعد ان يتخذ المجلس المركزي قراراً، بالتجاوب مع طلب «الادارة السياسية». وكان سلامة أصر خلال اللقاء مع عون في بعبدا على ان يوقع الرسوم الاستثنائي رئيس الحكومة المستقيلة. وفي اليوم السياسي المعطل حكومياً، ما يتوضح تماماً ما يمكن فعله لجهة عودة الرئيس الحريري، والسير في خطة لمشروع صيغة جديدة. وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء «أن أي ملامح حول تحرك حكومي فعال لم يتظهر وما ينقل من أفكار لا تزال في طور النقاش وبالتالي لم يطرأ ما هو جديد أو يمكن البناء عليه لأن اي مقترح يفترض أن ينقل إلى رئيس الحكومة المكلف أيضا. وأوضحت المصادر أن هناك استفسارا ما إذا كان تبدلا طرأ في المقاربة التي يتمسك بها رئيس الجمهورية بشأن التوازن والمعايير المطلوبة لافتة إلى أن هناك اتصالات ولقاءات لكنها قد تصب في إطار تهيئة الأجواء وتهدئة النفوس مع العلم أن حركة الوسطاء في الملف الحكومي ليست متقدمة لكنها حاصلة بأنتظار التفاعل وما قد تحمله من تطورات جديدة. (محمود يوسف)صفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ما يتم ترويجه من سيناريوهات التشكيل بانها غير صحيحة وهدفها تقطيع مزيد من الوقت سدى ورمي مسؤولية التعطيل باتجاهات مغايرة وقالت: لو ان جزءا يسيرا من التقدم قد تحقق لامكن البناء عليه والانطلاق منه بسرعة باتجاه حلحلة الامور، ولكن معظم المواقف على حالها، وما يحكى عن افكار وطروحات تقدم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ممثل حزب الله، لا تتعدى الدعاية الاعلامية الكاذبة والهروب إلى الامام، وهي في مجملها مجموعة متجددة من المواقف والشروط التعجيزية المغلفة بقالب تجميلي، هدفها الاساس الالتفاف على مبادرة الرئيس نبيه بري وتعطيل مفاعيلها والحصول على الثلث المعطل بطريقة ملتوية، ما ادى الى رفضها وابقاء حدة الخلاف بين رئيس المجلس والرئيس المكلف من جهة والفريق الرئاسي من جهة ثانية على حالها برغم كل محاولات حزب الله لوضع حد له، في حين لم يسجل اي تحرك بارز من الحزب باتجاه رئيس التيار الوطني الحر للبناء على ما ورد في الاطلالة الاعلامية الأخيرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بخصوص تذليل العقد والصعوبات التي تعترض التشكيل، مايعني عمليا ان ولادة الحكومة الجديدة مؤجلة حاليا، بانتظار تبيان مصير الصفقة الاميركية- الايرانية. وأشارت مصادر إلى ان السيّد نصر الله سيطل مجدداً في 5 تموز المقبل. وقال ممثّل الاتحاد الأوروبي في لبنان السفير رالف طراف، ان مجيء دوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، كان بهدف تأليف حكومة، قادرة على اتخاذ القرارات الضرورية، مشيرا إلى ان الأمل ممكن بتغيير الوضع، وتساءل مَنْ يضمن ان تتمكن الحكومة من اتخاذ القرارات؟.... وقال: نحن نناقش مسألة العقوبات في بروكسل، بانتظار جهوز الإطار القانوني، أكّد هدفنا: ليس فرض عقوبات، بل التشديد على وعي اهتمامنا بالوضع في لبنان، وإيجاد حل. وطالب بتأليف حكومة قادرة، بصرف النظر عن العدد، والاختصاص أو وحدة وطنية، مؤكدا ان الدعم الذي يقدمه المصرف المركزي يجب ان يكون مناطقياً وهدفه دعم من هم بحاجة إليه، لا دعم من ليسوا بحاجة إليه.

نقابة المهندسين

وفي تطوّر له دلالات، على عزلة أحزاب السلطة هزمت لائحة «النقابة تنتفض» لائحة أحزاب السلطة، وسط حماس، قلّ نظيره، سواء لجهة فعالية الترشيح والاقتراع، في انتخابات، حسمت أمس، وكان بدأت عند التاسعة صباحا وفازت بـ216 من أصل 227 مرشحا على لائحتها في حين كان عدد المرشحين 283 أي ما نسبته 70٪ على ان تستكمل الانتخابات في 18 تموز المقبل، على ان يكون الانتخاب مخصصاً للنقيب، الذي يرجح ان يكون بول نجار الذي كان له الدور الكبير في تحقيق الإنجاز. وقال نجار: ما حدث خطوة على طريق طويلة.. وهي معركة تخاض من أجل كل الشهداء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت. وكشف عن كثافة في عدد المهندسين الذين صوتوا وترشحوا.. وقال: أكبر عدد من الأصوات.

وهاب: حملة على برّي والحريري

واعتبر الوزير السابق وئام وهّاب ان الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري سيكونان خارج المعادلة الداخلية.. فالرئيس الحريري على طريق الخروج من الحياة السياسية، وان القرار الدولي الكبير غير متحمس لبقاء برّي في رئاسة مجلس النواب. ودعا الحريري ضمناً إلى الاعتذار منتقداً دعم برّي له. وكان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد، قال في حفل تأبيني لضحايا حادث الاصطدام في السعديات في بلدة الشرقية، أكد ان حزب الله هو احرص طرف في البلد على تشكيل الحكومة، مشيرا إلى ان «البعض لا يريد تشكيل حكومة اليوم بل يريد فتح معركة الانتخابات النيابية باكرا، حتى لو غرق البلد في الأزمات.

بالانتظار

وبانتظار نتائج المساعي التي وعد الامين العام لحزب الله ببذلها مجدداً، وانتظار نتائج لقاء وزيري خارجية فرنسا واميركا جان ايف لودريان وانتوني بلينكن، والخطوات التي يمكن ان ينفذها الجانبان حيال الوضع اللبناني لا سيما لجهة الدفع بإتجاه تشكيل الحكومة بالتوازي مع التلويح بعصا العقوبات على معرقلي الحلول، ظهر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري يوم السبت في تركيا حيث استقبله الرئيس رجب طيب اردوغان وجرى بحث الاوضاع اللبنانية والاقليمية. ونفت مصادر تيار المستقبل خبراً نشره احد المواقع مفاده أن الحريري يسعى الى تأمين هبة تركية عبارة عن بواخر توليد طاقة كهربائية وفيول لمدة ٦ اشهر. وقالت: أن الواضح جيداً من هذه الاخبار تحميل الرئيس الحريري تبعات امر لم يتم البحث فيه. وفي المواقف، دعت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر بعد إجتماعها الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل «رئيس الحكومة المكلف الى التجاوب مع المساعي المبذولة والإقدام ‏فور عودته إلى لبنان على تشكيل حكومة قادرة أن تضع حدّاً للتدهور الخطير المتواصل مالياً وإقتصادياً». الى ذلك وبعد اشتداد التراشق الاعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بين نواب ومحازبي التيار الوطني الحر وحركة «امل»، صدر عن اللجنة المركزية للإعلام في التيار بيان جاء فيه: «افساحاً في المجال امام السيد حسن نصرالله للنجاح في مسعاه الحكومي، ورغبةً من التيار الوطني الحر بتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، يطلب التيار من مناصريه وقف أي تراشق اعلامي مع حركة «أمل». ولاقى المكتب الاعلامي المركزي لحركة «أمل» الخطوة بمثلها واصدر بياناً قال فيه:‏ «لما كنا دوماً من الحريصين على عدم الدخول في سجالٍ مع أي طرف داخلي، وكنا في موقع ‏الرد على تصريحات وتغريدات تستهدف الرموز والقيادات، وبعد بيان التيار الوطني الحر ‏الأخير، نطلب من جميع المناصرين وقف كل أشكال السجالات الإعلامية مع التيار الوطني ‏الحر».‏

لقاء خلدة

وفي تطور سياسي مهم، انعقد اللقاء الدرزي الثلاثي في دارة النائب طلال إرسلان في خلدة، وحضره رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، والوزير الاسبق غازي العريضي ومستشار ارسلان فرحان ابو حسن. وتلا وهاب بيان المجتمعين فقال: ناقش المجتمعون القضايا الوطنية العامة من كافة جوانبها وشؤون طائفة الموحدين الدروز واصدروا البيان التالي: «ان الهم المعيشي الذي يعانيه اللبنانيون كافة وابناء الجبل خاصة يتطلب اعلى مستويات الجهوزية والتحرك الفوري لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الوضع وتجنبا للكوارث والمآسي، والمدخل الى ذلك ان نتحمل المسؤولية الوطنية عبر تشكيل حكومة جديدة». وناشد البيان المغتربين «دعم المؤسسات التي لعبت دورا جبارا في المرحلة الماضية ومستشفى عين وزين نموذجاً». واكد المجتمعون «على انهاء ذيول الاحداث الاليمة التي وقعت انطلاقا من القوانين والاعراف المعمول بها في طائفة الموحدين الدروز ورفع الغطاء عن كل من يخل بأمن الجبل واستقراره. كما اتفقوا على مرجعية الجيش اللبناني والقوى الامنية في حفظ السلم الاهلي. وتم التأكيد على العمل المشترك للوصول الى تفاهمات حول كل القضايا التي تتعلق بتنظيم شؤون الطائفة الدرزية انطلاقا من مشيخة العقل». وردا على سؤال اشار وهاب الى ان البحث تطرق الى ضرورة تشكيل الحكومة في اسرع وقت وان كل الاطراف يجب ان تتحرك لتشكيلها.

الارتفاع الجنوني والتحركات

ارتفع الغليان الشعبي بالتوازي مع الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الذي لامس عتبة الثمانية عشر الفا مقابل الليرة، وفقدان الدواء والسلع الاساسية وارتفاع اسعار ما توافر منها، بالتوازي مع عدم تمكن الشركات من تأمين معاشات الموظفين جراء بعض الاجراءات المصرفية التي حالت دون قبض معاشات التوطين، بإنتظار ما ستسفر عنه تدابير المصرف المركزي لدفع مستحقات شركات المحروقات لإستيراد المادة على سعر 3900 ليرة. عدا عن اقفال جميع المحطات او اغلبيتها العظمى ابوابها خلال اليومين الماضيين بسبب اجراءات الكشف على مخزونها لبيعه على السعر القديم قبل البدء بالسعر الجديد، وجرت مداهمات امنية للعديد من المحطات للتأكد من عدم تخزينها المحروقات وبيعها للمواطنين. وتردد أن اجتماعاً سيُعقد اليوم في وزارة الطاقة بين الوزير ريمون غجر والمعنيين بملف المحروقات، وانه سيُصار الى رفعٍ طفيف لنسبة ربح اصحاب المحطات، مع ترجيح صدور جدول الاسعار الجديد رسميا الأربعاء على ان يستمر التسعير على الـ3900 حتى نهاية ايلول المقبل. وعلى هذا شهدت عطلة نهاية الاسبوع قطع طرقات في بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق عدة واقفال الاسواق والمؤسسات والمحلات التجارية في الجنوب والشمال واقتحام مؤسسات رسمية ومنها فرعي المصرف المركزي في طرابلس وصيدا، وتخلل ذلك حوادث اطلاق نار وسقوط جرحى، لا سيما خلال اعتصام المحتجين امام منازل النواب في طرابلس. واعلنت قيادة الجيش مساء السبت عن إصابة عشرة عسكريين بجروح بعدما أقدم شبّان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية وحجارة باتجاه قوة من الجيش، كانت تعمل على حفظ الأمن أثناء احتجاجات شهدتها طرابلس. وكانت ذروة الشكوى والاعتراض في الاجتماع الذي عقد امس الاول في دارة رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي لقيادات طرابلس، واعلن حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. في المقابل، انطلقت مسيرات سيارة في طرابلس تدعو المواطنين للنزول إلى الشارع والانتفاض بوجه السلطة الحاكمة. ومع صبيحة أمس (الأحد)، عاد الهدوء الحذر إلى عروس الفيحاء مدينة طرابلس، بعد ليلة عاصفة تخللتها احتجاجات ومسيرات شعبية وأعمال شغب ومسيرات شعبية وإطلاق الاعيرة النارية وإلقاء القنابل اليدوية وسقوط جرحى، حيث نفذ الجيش انتشارا واسعا في شوارع المدينة واستقدم تعزيزات عسكرية. وفي خطوات من شأنها، ان تفاقم الأزمة، حاول محتجون اقتحام مبنى بلدية صيدا، لكن عناصر من الجيش اللبناني، حالت دون ذلك.. وفي بيروت، قطع محتجون الطريق بالاطارات المشتعلة عند السفارة الكويتية ببيروت وقرب المدينة الرياضية. وليلاً، تناقل ناشطون معلومات تفيد بحصول توتر أمني في ساحة الشهداء، وسط بيروت، إذ تعرض هؤلاء لاطلاق نار من مجهولين.

544454 إصابة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 163 إصابة جديدة بفايروس كورونا خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، توازياً مع تسجيل حالتي وفاة جرّاء الإصابة بالوباء. ولفتت إلى ان إجمالي عدد المصابين بـ «كوفيد 19» في لبنان ارتفع إلى 544454 اصابة، منهم 538.548 إصابة محلية و5.906 حالات وافدة. في وقت بلغ مجموع عدد ضحايا الفيروس 7.843 شخصاً.

"حزب الله" يضبط إيقاع الحلفاء... فهل تولد حكومة الـ"4 ستّات"؟

"همّ كلّ اللبنانيين" إلى الفاتيكان: جماعة "حرامية" تحكمنا!

نداء الوطن... لم يعد يهزّ سلطة "التماسيح" أي فجيعة أو مصيبة تلمّ بالناس، فهي تأقلمت مع حالة الانحطاط التي أوصلت إليها البلد وتريد من المواطنين أن يتأقلموا معها، ويعضّوا على جرح كرامتهم النازف على مختلف جبهات الذل من دون أن يؤتوا بأي حركة تعكّر صفو "الاستقرار العام". فلبنان أضحى محكوماً من "جماعة سياسية" امتهنت "إفقار شعبه، وضرب نظامه، وتشويه ميثاقه، وتزوير هويته، وهدر كرامة أبنائه" كما وصفها البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس، تتعمّد "عزل لبنان عن أصدقائه، وها هي اليوم تمدّ يدها لتسرق أموال المودعين من خلال السحب من الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان". باختصار، البلد تحكمه جماعة "حرامية" نهبت المال العام والخاص وأثبتت الوقائع والتجارب أنه ليس ثمة رادع إنساني أو أخلاقي يردعها عن الإمعان أكثر فأكثر في سياسة السلب والنهب حتى آخر فلس في الخزينة... وبهذا المعنى ندد الراعي بسياسات هذه الجماعة التي "تحلل لنفسها مد اليد إلى أموال الشعب، وتحرّم على نفسها تأليف حكومة للشعب تقوم بالإصلاحات"، مؤكداً أنّ هذا الهمّ الذي يعني "جميع اللبنانيين وليس المسيحيين وحدهم" سيحمله معه إلى الفاتيكان للمشاركة في "لقاء التفكير والصلاة من أجل لبنان" الذي دعا إليه البابا فرنسيس في الأول من تموز. وأوضح البطريرك الماروني في قداس الديمان، أن القضية التي سيصار إلى طرحها خلال لقاء الفاتيكان هي "قضية لبنان بما هي قضية الحرية والحوار والعيش المشترك المسيحي - الإسلامي بالمساواة والتضامن والتعاون في هذا الشرق"، وأضاف: "نذهب لنؤكد لقداسته حرص اللبنانيين على الحياة معاً رغم جميع الخيبات والحروب التي مروا فيها بسبب تعدد الولاءات، أو بسبب أخطائهم أو خصوصاً بسبب التدخل الخارجي المقيت في شؤونهم، فنؤكد أن إنقاذ الحياة المشتركة بين اللبنانيين واستقراره السياسي وازدهاره الإقتصادي تحتم اعتماد حياده مع التنفيذ الدقيق لدستوره وللقرارات الدولية، ولو تطلب الأمر انعقاد مؤتمر دولي خاص بلبنان، طالما أن الحوار السياسي والتسوية الداخلية متعثران". وتزامناً، يواصل فتيل الانفجار الاجتماعي اشتعاله على أرض الحراك المطلبي والمعيشي في بيروت والمناطق، فسادت خلال عطلة نهاية الأسبوع عمليات كرّ وفرّ بين المتظاهرين والقوى العسكرية والأمنية لا سيما في طرابس وصيدا، حيث أسفرت المواجهات والاحتكاكات الميدانية عن إصابات في صفوف عسكريين ومدنيين. وعلى وقع غليان الشارع، سارع "حزب الله" إلى تبريد "الرؤوس الحامية" على ضفّة حلفائه، فبادر خلال الساعات الأخيرة إلى إخماد مرابض النيران بين "عين التينة" و"البياضة" إثر قصف مركّز متبادل بين الجبهتين طيلة نهار السبت. ونقلت مصادر قيادية في 8 آذار أنّ "جهوداً بُذلت على أعلى المستويات في اليومين الماضيين للجم التصعيد المتبادل بين "التيار الوطني الحر" و"حركة أمل"، وتم التوصل في ضوئها إلى عقد هدنة سياسية وإعلامية تضبط الإيقاع بين الحلفاء تمهيداً للبحث في السبل الآيلة إلى تدوير الزوايا الحكومية". وبينما تواترت معلومات متقاطعة مساءً تفيد بوجود "حراك جدّي" بين أكثر من جهة معنية بالملف الحكومي لتعبيد الطريق أمام بلورة "أفكار جديدة" قابلة للتأسيس عليها في سبيل ولادة الحكومة، أكدت المصادر صحة هذه المعلومات لكنها فضلت عدم الغوص في تفاصيلها "بانتظار اكتمال مروحة المشاورات الجارية"، مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ "كل الأفرقاء يستشعرون خطر الاستمرار في دوامة المراوحة القائمة وما قد ينتج عنها من فوضى اجتماعية وأمنية، ولذلك فإنّ الأمور متجهة نحو إعادة صياغة الحلول الحكومية المطروحة تحت سقف مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري". وإذ أعربت عن اعتقادها بأنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون "مفصلية" لتحديد مسار الأوضاع، تناقلت أوساط سياسية وإعلامية ليلاً معطيات حول بعض الأفكار المتداولة لإيجاد أرضية مشتركة يتم التأسيس عليها حكومياً، ومن بينها فكرة استبدال صيغة "3 ثمانيات" بصيغة "4 ستات" لتوزيع الحصص الوزارية بين أفرقاء الحكومة في تشكيلة الـ24 وزيراً، مع العمل على التوصل إلى مخرج مناسب لمسألة منح تكتل "لبنان القوي" الثقة للحكومة نظير نيله حصة من ضمن حصة رئيس الجمهورية، وقد يكون هذا المخرج على قاعدة "ترك حرية التصويت" في جلسة الثقة لنواب التكتل، بما يتيح منح بعضهم الثقة للحكومة مقابل حجبها من قبل البعض الآخر.

لقاء خلدة: جنبلاط بدأ «خطّ الرجعة»

الاخبار...تقرير رلى إبراهيم ... أكثر من أيّ وقت آخر، ليس الزمن «زمن وليد جنبلاط». استشعر الرجل سقوط خياراته ورهاناته على مشاريع إقليمية، فسارع إلى العمل على تحييد الطائفة الدرزية، ووافق للمرة الأولى على إخضاع وضع مشيخة عقل طائفة الموحّدين الدروز للنقاش. ويبدو أن زعيم المختارة الذي يبحث عن «خطّ الرجعة»، بدأ تقديم التنازلات لتعبيد وجهته نحو دمشق ... ليس رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط كغيره من زعماء الأحزاب، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالأزمات أو بتحوّلات سياسيّة كبرى. وهو إذ يستشعر الخطر، يهرول سريعاً إلى التوافق الدرزي بما يفيده في الدرجة الأولى ويحمي وريثه السياسي، بعدما كان في عزّ قوته، ورهاناته على مشاريع إقليمية، يرفع الجدار تلو الجدار في وجه بقيّة الأحزاب الدرزية. سقوط تلك الرهانات، معطوفاً على قراءة مشهد التحوّلات من الحوار السعودي ــــ السوري الى الحوار السعودي ــــ الإيراني في العراق، فضلاً عن الحوار الأميركي ــــ الإيراني، ودخول لبنان مرحلة الانهيار الكبير، دفعت بجنبلاط الى السعي الى توافق درزي شامل تُرجم في لقاء خلدة أول من أمس، وجمع الى جانبه، رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب. النقطة الأبرز في لقاء خلدة كانت موافقة جنبلاط على التوافق على الانتخابات المقبلة لمشيخة العقل، ذراعه الأشد صلابة منذ ثلاثين عاماً وقوته التنفيذية وعصبه الديني لناحية كونها المؤسسة الدينية الشرعية التي تعترف بها الدولة اللبنانية. وهو لم يكن مستعداً للنقاش حولها ويتفرّد بقرار مجلسها المذهبي (كل أعضائه اشتراكيون). بحسب مصادر مطّلعة على أجواء اللقاء، فإنّ «التوافق في حال إتمامه سيوحّد مشيختَي العقل القائمتين اليوم، وسينسحب بعدها بسهولة على الانتخابات البلدية والاختيارية وكل ما له علاقة باستحقاقات تنقسم حولها الطائفة». كذلك أبدى جنبلاط إيجابية تجاه حديث أرسلان عن التعيينات في الإدارات العامة ومطالبته بموقع المدير العام لوزارة الصحة تحديداً، وكان ردّه على هذا الأمر جملة واحدة: «إذا طلع بإيدك ما بزعل»، كما بارك للمير برئيس الشرطة القضائية وموقع نيابة حاكم مصرف لبنان. النقطة الثانية في اللقاء تمحورت حول الوضع الأمني في الجبل والاتفاق على تسليم كل المطلوبين من الطرفين في حادثتَي الشويفات وقبرشمون والركون للأحكام القضائية، علماً بأن أرسلان استبق الاجتماع بلقاء مع أهالي الشهداء، وعدهم فيه بعدم المساومة. أما النقطة الثالثة، فدارت حول وحدة الرأي الدرزي حيال القضية الفلسطينية، والتأكيد على «تمسك طائفة الموحدين الدروز بهويتها وانتمائها العربيين»، كما جاء في البيان الذي تلاه وهاب عقب الاجتماع.

وافق جنبلاط على تسليم المتورّطين في حادثة قبرشمون والقبول بحكم القضاء

«الانفتاح الجنبلاطي اليوم على أرسلان، حليف سوريا الرئيسي في الطائفة الدرزية في لبنان، لا يعني فتح الأبواب السورية أمام زعيم المختارة»، بحسب المصادر، إذ إن «طريق العودة الى دمشق طويلة جداً لأن الأذى الذي تسبّب به جنبلاط لسوريا كبير جدّاً ولا يبلسمه اجتماع، وهو يدرك ذلك جيداً». من هذا المنطلق «أتى على سيرة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في الأشهر الماضية مرتين، بعد استشعاره الانعطافة العربية الكبيرة تجاه سوريا و«بأن لبنان سيكون جزءاً من الحوار السعودي السوري، فضلاً عن الإشارات والتحرّكات الإيجابية التي تقوم بها الرياض نحو دمشق بما من شأنه تخفيف التوتر». كل الظروف والعوامل السياسية والاقتصادية التي تسير بعكس ما أراده جنبلاط، دفعته نحو التسوية والتوافق. ووفق اشتراكيين، فإن حركة «البيك» تعبير عن «رغبة بعقد السلام كرمى للمصلحة الوطنية العامة». الخشية مما بعد الانهيار عبّر عنها جنبلاط خلال لقائه ببعض المرجعيات الدينية، عندما قال إن الوضع ينحدر الى أسوأ مرحلة عاشها لبنان منذ الطائف. وهنا كان نقاش مفصّل حول مدى تأثير الأزمة الحالية على الجبل، وعرض من قبل أرسلان بالأرقام للواقع الدرزي في ظل الانهيار، تلته مداخلة من وهاب. واتفق الثلاثة على نجاح المؤسسات الخاصة في الأحزاب في مكافحة العوز وتلبية مطالب أبناء الجبل من خلال الأدوية المجانية المتوفرة في المستوصفات والعلاج الفوري في المستشفيات، وأهمها مستشفى عين وزين، والتكاليف المسدّدة لمصلحة المرضى من صندوق المستشفى... إضافة الى المساعدات الغذائية والمالية المستمرة. وخلص المجتمعون إلى أن أحوال الدروز أقل سوءاً من الآخرين، وتم التوافق على «رفض كل أشكال قطع الطرقات ومحاولات توتير الأمن في المنطقة وإثارة المشكلات، يليها رفع غطاء عن أيّ مخلّ بالأمن ودعم كامل للجيش».

الفاتيكان على خط حماية «وطن الرسالة» من الزوال والأنظار على لقاء الخميس

لبنان... اتساع فجوة الانهيار يهدّد بـ «ابتلاع» بقايا الاستقرار

الراي... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- العيون على طرابلس ومخاوف من تحويل احتجاجاتها «شغباً سياسياً»

في الخارج محاولاتٌ لـ «رفْع أنقاض» الواقع اللبناني تفادياً

لـ «الغرق المميت»، وفي الداخل «تتورّم» مظاهر الانهيار المتدحْرج والتي باتت في سِباقٍ مع بداياتِ انزلاقِ الشارع إلى فوضى، بعضها وليد تمدُّد «أحزمة البؤس» وبعضها الآخَر يُخشى أن يكون «استثماراً سبّاقاً» في الأرض التي تغلي، في تكرار لتجارب سابقة تحوّلت فيها أعمال الشغب من عُدّة «المشاغبة السياسية». وتطلّ بيروت على أسبوعِ «اللقاء ذات الصدى العالمي» الذي ستشكّله قمة الفاتكيان للقادة الروحيين المسيحيين في لبنان التي تُعقد الخميس بدعوة من البابا فرنسيس وستطلق مساراً من المبادرات التضامنية سيُعمل على أن تكون الأسرة الدولية جزءاً لا يتجزأ منها على قاعدة الحفاظ على وجود «وطن الرسالة» الذي يرتكز على التعايش المسيحي - الإسلامي، وسط تقاطُع هذه الإحاطة الفاتيكانية «فوق العادية» للواقع اللبناني مع دينامية دولية متجددة تقودها واشنطن وباريس معاً للحؤول دون «زوال» هذا البلد. وفي رأي أوساط مطلعة أن هذه الدينامية المتعددة الطرف لا تعني أن بالإمكان التفاؤل بقرب اجتراح مَخارج لمأزق تأليف الحكومة الذي يختزل كل عناصر «الأزمة الشاملة»، بمقدار ما أنه يعكس حَراجةِ الوضع اللبناني الذي يشي بفصولٍ أكثر عصْفاً مع تحوُّل الصراع السياسي - الحكومي لعِباً على حافة... الانفجار. ولم يكن عابراً ما حملتْه الساعات الماضية من تسارُعٍ غير مسبوق في وتيرة الانهيار الذي باتت «فجوته» تتّسع في شكلٍ مخيف مُنْذِرةً بـ «ابتلاع» ما تبقى من أرضياتٍ مهتزة ولكنها لم تقع بالكامل بعد، خصوصاً أن «تَقَدُّم» الأزمات العاتية يقابِله تَراجُعٍ في «بصيص الأمل» باستيلاد الحكومة الجديدة التي صارت رهينةَ حساباتٍ داخلية تتصل بالصراع على السلطة والانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة (2022) كما بمقتضياتِ الواقع الإقليمي الذي يشكل الملف النووي الإيراني عنواناً رئيسياً فيه وهل سيبقى لبنان من ساحاتِ «المنازلة» حوله «حتى الرَمَق الأخير» من استقراره. وجاءت أكثر التعبيرات وضوحاً عن «عوارض» تضخُّم الانهيار مع التداعيات «المركّبة» والمبّكرة لقرارِ دعْمِ استيراد المحروقات وفق دولار 3900 ليرة (عوض 1500 ليرة) والتي يُنتظر أن تَظْهَرَ ابتداءً من اليوم (حتى قبل صدور جدول الأسعار الجديد ونفاد الكميات المستوردة وفق السعر القديم والتي «حُجر» عليها في المستودعات والمحطات من أصحابها) مع التداول بأسعار جديدة و«صاروخية» لمختلف المواد الغذائية والسلع التي ستتأثر بارتفاع تكلفة نقلها (في غياب أي قدرة على لجْم الرفع العشوائي للأسعار) كما بزيادة تكلفة الاشتراكات بالمولدات الخاصة (للتجار والسوبرماركت والمحال) نتيجة رفْع سعر المازوت الذي سيدفع المواطنون ثمنه أيضاً في اشتراكاتهم المنزلية ثم لاحقاً في تدفئتهم (في الشتاء)، هذا ناهيك عن «القفزة الجهنمية» في الأسعار التي سُجلت في أيام قليلة بفعل تحليق الدولار في السوق الموازية عند حدود 18 ألف ليرة و...صعوداً. ومجمل هذه «الصواعق» معطوفةً على أزمة الدواء والاستشفاء والكهرباء واحتجاز الودائع في المَصارف والاتجاه إلى «خَنْق» الأسواقِ عبر «تعطيشها» إلى الليرة تحت عنوان إحداث نوعٍ من التوازن على حُطام الواقع المالي - المصرفي - النقدي - الاقتصادي، تشكّل قوةَ الدفْعِ للاحتجاجاتِ التي استمرّت أمس على شكل قطْع طرق في مناطق عدة والتي تتحوّل كل يوم «بقعةَ زيتٍ» يُخشى أن تُرمى فوقها «نار» التأزم السياسي وفتائله المتعدّدة. وتوجّستْ الأوساط المطلعة من التوترات الأمنية التي رافقت الاحتجاجات في عاصمتيْ الشمال والجنوب طرابلس وصيدا يوم السبت خصوصاً ليلاً في الأولى حيث جرت محاولات اقتحام سرايا المدينة وفرع مصرف لبنان ومنازل نواب حاليين وسابقين (بينهم عبد اللطيف كبارة وفيصل كرامي) ما أدى إلى مواجهات مع الجيش وعناصر حماية أمنية وسقوط نحو عشرين جريحاً بينهم 10 عسكريين أصيب 9 منهم في منطقة التل «بعدما أقدم شبان يستقلون دراجات نارية على رمي قنابل صوتية في اتجاه قوة من الجيش كانت تعمل على حفظ الأمن أثناء احتجاجات شهدتها المنطقة» وفق بيان المؤسسة العسكرية. وفيما كانت صيدا التي عاشت أيضاً توتراتٍ وسقوط جرحى (أول من أمس) في إشكال مع الجيش شهدت أمس تحركات غاضبة، استفاقت طرابلس على هدوء (خرقه إطلاق نار على أحد المطاعم) غداة «عاصفة الليل»، وسط ارتيابٍ قديم - جديد من وجود «قرارٍ في مكان ما» بدفْع الوضع «من الخلف» في عاصمة «البؤساء» التي تُعتبر ثاني أكبر مدينة في لبنان ومن الأكثر فقراً على ساحل المتوسط نحو تصعيدٍ قد يَخْرج عن السيطرة وذلك لاعتباراتٍ تتصل باللحظة السياسية. وإذ تستعيد الأوساط المطلعة ما شهدته طرابلس في يناير الماضي من فوضى تَقاطَعَ فيها وجع الجوع مع طغيان الحلّ الأمني والأزمة المحتدمة على جبهة تأليف الحكومة، فإنّ هذا التقاطُع نفسه ما زال قائماً مع حدّة أكبر في المكاسرة الحكومية بين فريق رئيس الجمهورية ميشال عون وكل من رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري الذي تُعتبر عاصمة الشمال من معاقل تياره التي لطالما استُخدمت «صندوقة بريد» بعد 2005 في كل معارك «ليّ الأذرع» السياسية.

غياب بدائل رفع الدعم يعجّل الانفجار الاجتماعي في لبنان

مشاورات تأليف الحكومة مجمدة بين «الخليلين» وباسيل

الشرق الاوسط.....بيروت: محمد شقير.... يترقب الوسط السياسي اللبناني رد فعل الشارع على بدء رفع الدعم بتحرير أسعار المحروقات الذي أحدث صدمة لدى السواد الأعظم من اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والطائفية والذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً على رفع أسعارها في ظل عجز رئيس الجمهورية ميشال عون، بالتكافل والتضامن مع الحكومة المستقيلة، عن توفير البدائل للعائلات الأشد فقراً التي أخذ منسوبها يرتفع بغياب الضوابط الأمنية والقضائية لملاحقة من يتلاعب بلقمة عيش اللبنانيين بعد انخفاض القدرة الشرائية للعملة الوطنية بشكل غير مسبوق في مقابل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار في خلال عطلة نهاية الأسبوع. فالوسط السياسي، من محلي ودبلوماسي، بدأ يتخوف مع تمدد الحركات الاحتجاجية التي كادت تغطي مساحة الوطن من أن يسبق الانفجار الاجتماعي عملية تشكيل الحكومة التي عادت إلى المربع الأول من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر إيجابية لإخراجها من التأزم الذي يحاصرها طالما أن الاندفاع الفرنسي المدعوم أميركياً ودولياً يبقى في إطار توجيه التهديدات باتجاه من يعرقل تشكيلها من دون أن يتلازم مع مبادرة باريس إلى الضغط لإزالة العقبات التي تعيق تشكيلها. وطبيعي أن يرتفع منسوب المخاوف حيال تفلت الوضع الأمني - كما يقول مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» - في ظل غياب الحكومة المستقيلة عن السمع واستنكاف رئيس الجمهورية وامتناعه عن القيام بخطوات ملموسة لمنع الانفجار الاجتماعي الذي بات يدق أبواب اللبنانيين إن لم يكن قد أصبح بمثابة أمر واقع، مكتفياً بالتنسيق مع رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب ولو بالمراسلة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة للحصول على قرض من البنك المركزي لتأمين استيراد المحروقات، رغم أن الاقتراض يستهدف أموال المودعين أو ما تبقى منها، وهذا ما يتعارض مع ادعاء عون باستمرار في الحفاظ عليها. وفي هذا السياق، قال مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط» إن ما حصل ويحصل في شمال لبنان، وتحديداً في طرابلس، من احتجاجات على رفع الدعم وما يترتب عليه من مفاعيل سلبية تستهدف اللبنانيين وعلى رأسهم العائلات الأشد فقراً يؤشر إلى خطورة الوضع وأن كل يوم تأخير في توفير البدائل لرفعه سيؤدي إلى تدهور الوضع وتفلته. ولفت المصدر النيابي إلى ضرورة الاهتمام بالأمن الاجتماعي، سائلاً أين القضاء والأمن للتصدي للذين يتلاعبون بلقمة عيش اللبنانيين؟ وما المانع من توقيفهم فوراً ووضعهم في السجن، خصوصاً أن لا مبرر لارتفاع سعر صرف الدولار في خلال عطلة الأسبوع، وإلا لماذا ارتفع من يوم لآخر إلى حوالي ثلاثة آلاف ليرة؟ (بلغ 18 ألف ليرة في السوق السوداء بينما سعره الرسمي 1515 ليرة). وأكد المصدر أن المجلس النيابي سيعقد جلسة تشريعية هذا الأسبوع، ومن المرجح أن تعقد الخميس المقبل، وعلى جدول أعمالها إقرار «البطاقة التموينية». وسأل: كيف ستؤمن الحكومة المال المطلوب لوضعها موضع التنفيذ؟ وكيف ستصرف على العائلات الأشد فقراً؟ وقال إن كل العالم يؤيد رفع الدعم، لكن يبقى على الحكومة أن تتعهد بتأمين تمويل هذه البطاقة. وقال إن رفع الدعم ليس في حاجة إلى إصدار قانون وإنما إلى قرار تتخذه الحكومة المستقيلة، و«نحن ننتظر منها أن تجيب على كل هذه الأسئلة في الجلسة التشريعية وأن لا تبادر للهروب إلى الأمام وترمي الكرة في مرمى البرلمان لتضعه في مواجهة مباشرة مع اللبنانيين المستفيدين من هذه البطاقة، ونحن في البرلمان لن نتهرب من تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا». أما على صعيد استمرار المراوحة في تشكيل الحكومة، قال المصدر النيابي إن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله كان أعاد التأكيد على الخطوط العريضة الواجب اتباعها لتشكيل الحكومة، وتوجه برسالة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بأنه ليس حكماً وباق على تعهده بدعم مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري. لكن ظن نصر الله خاب - كما يقول المصدر السياسي - بباسيل عندما قال عنه بأنه أذكى من أن يعمل للإيقاع بين «حزب الله» وحركة «أمل»، وإلا لماذا انقلب على تعهده أمام مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا في السير بالتهدئة وسارع إلى تمرير رسالة إلى من يصنفون على خانة «النواب الصقور» في «التيار الوطني» يطلب فيها فتح النار على الرئيس بري وقيادات في «أمل» من دون تحييدهم للحزب بذريعة أنه يستمر في تغطية الفساد؟..... بدوره كشف المصدر النيابي أن لا أمل في معاودة إحياء لقاءات النائب علي حسن خليل وحسين خليل، المعاونين السياسيين لرئيس البرلمان وأمين عام «حزب الله». وعزا السبب إلى أنهما لا يزالان ينتظران أجوبته على نقطتين: الأولى تتعلق بتسمية الوزيرين المسيحيين، والثانية تعود إلى اشتراكه في الحكومة أو العزوف عن المشاركة، وقال إنهما ينتظران منه بأن يجيب عليهما. إلا أن باسيل - كما يقول المصدر النيابي - سارع إلى الرد على طريقته برفضه إعطاء جواب على هاتين النقطتين وإنما برعايته للحملة التي تولاها عدد من نوابه وبإيعاز منه باستهدافهم رئيس المجلس من دون سابق إنذار، ما اضطر «أمل» للرد على هذه الحملات ولم تتوقف إلا بعد تدخل «حزب الله» لدى باسيل، مع أنه نأى بنفسه عن إعطاء الأسباب التي كانت وراء خرق التهدئة. واعتبر أن خرق التهدئة لم يكن عفوياً وإنما جاء في سياق عدم موافقة باسيل على الخطوط العريضة التي رسمها نصر الله لتشكيل الحكومة، وقال إن لباسيل أجندة سياسية أخرى بدعم من عون، وتقع تحت عنوان: تعويم باسيل أولاً، وإلا لماذا تخلى عن دوره في تشكيلها وأوكل أمره إلى وريثه السياسي؟ ...لذلك، فإن المشكلة ليست في إقرار البطاقة التموينية إنما في توفير التغطية المالية لها لئلا تبقى حبراً على ورق لأن مشروع الحكومة لم يلحظ كيفية تمويلها.



السابق

أخبار وتقارير.... استهداف منشأة كرج الإيرانية: تخطيط نتنياهو وتنفيذ بينيت!...مدمرة أمريكية صاروخية تدخل مياه البحر الأسود.. روسيا بصدد إجراء تدريبات عسكرية في البحر المتوسط...زاخاروفا: القيم الغربية ليست سوى الشمولية الليبرالية.. مستشار الأمن القومي الأميركي يؤكد الرغبة في {التواصل} مع الصين... بايدن يتمسك بالانسحاب من «حرب لا يمكن الفوز فيها» بأفغانستان ..

التالي

أخبار سوريا... 5 قتلى بقصف أميركي.. قصف أميركي استهدف ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا...مقتل عنصر بارز لـ«حزب الله» اللبناني في درعا..محاربة «داعش» تراوح مكانها في البادية السورية...ألمانيا تبحث عن سبل لترحيل مجرمين ومتطرفين سوريين...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,163,415

عدد الزوار: 6,937,676

المتواجدون الآن: 117