أخبار لبنان... جوزف عون يلعب بالنار.... الأليزيه لبري والحريري: استمرار المبادرة والتكليف....عـون يشهر "سيف الإمام علي" على "حزب الله"...بري يحذّر من "خراب كبير لا تحمد عقباه"..التأليف يصطدم في شكل أساسيّ بدور الحكومة في 3 محطات!..هل يُباغِت الحريري رئيس الجمهورية بتشكيلة حكومية جديدة؟.. أميركا تقدّم لبنان لـ «حزب الله» على «طبَق من ذهب».. عون يلوّح بـ«خيارات» لبنانية إذا رفضت إسرائيل استئناف مفاوضات ترسيم الحدود.. بري: التمسّك بشروط تعجيزية يعقّد تشكيل الحكومة...«حزب الله» ينتقد «التلطي خلف المصالح السياسية والمذهبية»...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 حزيران 2021 - 3:04 ص    عدد الزيارات 1995    التعليقات 0    القسم محلية

        


الأليزيه لبري والحريري: استمرار المبادرة والتكليف.... خلط أوراق يعقد التأليف ولعبة الشارع والدولار.. وإنذار من حزب الله!...

اللواء.....دفع الرئيس نبيه برّي بمبادرته إلى واجهة التحدي، فأعلنت اوساطه ان المبادرة لن تتوقف، وهي مستمرة، وان الرئيس برّي لن يسمح بالعبث بالدستور أو الإخلال بالتوازنات. وهو يستند في عزمة على ان المبادرة أصبحت الخيار الوحيد المتاح، وهي تخطت البعد المحلي، إلى موافقة على آلياتها، عربية وإقليمية وأوروبية ودولية. وفي هذا الإطار، علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، ان فريق الأزمة في الاليزيه، أجرى أمس الأوّل، جملة اتصالات تركزت بصورة خاصةمع رئيس المجلس والرئيس المكلف، من زاوية الحاجة إلى استمرار المبادرة وعدم الذهاب إلى الاعتذار، نظراً لتداعياته غير المحسوبة. ووفقاً لمصادر معنية، فإن التيار الوطني الحر، الذي احبط رئيسه النائب جبران باسيل عدّة صيغ لإصدار مراسيم الحكومة، ماضٍ بسياسة «عيني فيها وتفوه عليها» فهو يريد الحصة المسيحية، ولا يريد إعطاء الثقة للحكومة، للبقاء في ساحة العرقلة، وتحميل الرئيس المكلف أي تعثّر.. ويسجل التيار العوني انتقاداً مباشراً لرغبة الرئيس برّي بتمثيله بالحكومة، تمهيداً لاعطائها الثقة، لتتمكن من العمل، بقوة غالبية نيابية وازنة. لكن أوساط عين التينة تسأل: كيف تؤدي طروحات باسيل وشعاراته الشعبوية، لبناء البلد، أو حل مشكلات الغلاء والدواء؟! واستناداً إلى ما رشح، فإن النائب باسيل، يغمز في مجالسه الخاصة من قناة الـ«3 ثمانات» معتبراً هذا الأمر «مثالثة مقنعة» مثلها رئيس المجلس بالوقوف وراء ذلك، مع العلم ان اقتراح الـ24 وزيراً تقدّم به فريق بعبدا، لاحداث توازن، وتمثيل النائب طلال أرسلان بوزير درزي، لئلا يقتصر التمثيل الدرزي على الحزب التقدمي الاشتراكي، فضلاً عن تمثيل الكاثوليك والارمن. وتطالب الأوساط الحريري، بالمقابل، بالتوجه إلى بعبدا، ومعه حكومة من 24 وزيراً، مناصفة، للبحث مع رئيس الجمهورية في ما لها وما عليها. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما ظهر من المواقف التي سجلت في الساعات الماضية يؤشر إلى أن المراوحة طويلة في الملف الحكومي لا سيما بعدما برزت مؤشرات حول عدم عودة الحراك الحكومي أو بالأحرى التريث في معاودة اي حركة.  ولفتت هذه المصادر الى ان  الحديث عن امكانية  دخول عناصر جديدة ليس إلا كلام في الهواء لأن المشاورات حاليا متوقفة واللقاءات فرملت حتى أن ما من بوادر مشجعة تحمل على استئنافها. وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان خيار الرئيس الحريري بالاعتذار لم يطو نهائيا، ومايزال مطروحا، برغم الرفض السياسي والشعبي لوضعه موضع التنفيذ الفعلي خشية تداعياته ومضاعفاته السلبية. واشارت المصادر الى ان البت نهائيا بمصير الاعتذار يتوقف على نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيس المكلف والرئيس بري للاطلاع على كيفية مسار مبادرة الاخير ومدى التجاوب معها ولاسيما من قبل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ومعرفة الموقف الحقيقي لحزب الله من تصرفات ومواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من هذه المبادرة وعما اذا كانت الجهود المبذولة معه جدية وضاغطة لتسريع عملية التشكيل، ام انها شكلية وليست مؤثرة لتجاوز ممارسات تعطيل التشكيل. وشددت المصادر على ان الحريري بذل كل الجهود الممكنة وتجاوز الاساءات العديدة التي وجهت اليه، في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن ووجهت  مهمته بعراقيل متعددة، ولم تمارس الضغوط لتجاوزها ووضع حد لها. ولذلك لايمكن أن يستمر الحريري بمهمته وكأن شيئا لم يحصل. وعليه، فأمام البلاد ايام قليلة قبل حسم موضوع تشكيل الحكومة، بينماهي تغرق كل يوم في الازمات، فيما يتولى الاوروبيون انقاذ ما امكن من مؤسسات الدولة المنهارة عبر المؤتمر الدولي لدعم الجيش الذي يعقد في باريس يوم 17 الشهر الحالي، والذي يركز عليه الفرنسيون. فيما يصل الى بيروت يوم 18 حزيران المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل ويباشر لقاءاته في اليوم التالي، حاملاً مقررات وتوصيات مؤتمر باريس لدعم الجيش، ويضع المسؤولين في التحضيرات للقمة الاوروبية  التي تعقد في 24 الجاري في بروكسل وتناقش ملف الازمة اللبنانية. اماحكومياً، فترددت معلومات مفادها ان الرئيس الحريري قد يزور الرئيس بري في الحادية عشرة  قبل ظهر اليوم للبحث في الافكار الجديدة لدى رئيس المجلس، وانه يحضّر تشكيلة حكومية من 24 وزيراً سيرفعها للرئيس ميشال عون ون التشكيلة التي سيقدمها الحريري ستتضمن اسمي الوزيرين المسيحيين بحيث يحصل هو على وزارة الداخلية ورئيس الجمهورية على وزارة العدل وهما الوزيران المسيحيان المختلف على تسميتهما. لكن مصادرقيادية في التيار الوطني الحر اكدت ان الرئيس عون لن يقبل بفرض اسماء الوزراء المسيحيين عليه. في المواقف الجديدة، اعرب الرئيس بري «عن انزعاجه الشديد من الاوضاع الراهنة، ووصف استمرار حال التردي بأنه «سيؤدي الى خراب كبير لا تحمد عقباه»، مؤكداً أنّ «مبادرته في نسختها الثالثة للحل والخروج من المأزق السياسي والحكومي الحالي، تحظى بموافقة عربية واقليمية ودولية وغربية، بما فيها فرنسيا». سياسياً، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مفتتحا اعمال السينودس امس: هي إياها اليوم مسيرة «كفاح الرجاء» الذي نساعد به، روحياً ومادياً ومعنوياً، شعبنا على الصمود في وجه أصعب محنة يعيشها بسبب إهمال كامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة، وبعدم تأليفها تتعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية، ويتفشى الفساد في إداراتها العامة، ويحتضن التهريب عبر معابرها الشرعية واللاشرعية بل وفي مرافقها من مطار ومرافئ. هذا الواقع أفقر نصف الشعب اللبناني، وقضى على الطبقة الوسطى، وأتاح لقلة أن تصبح أكثر ثراء، وهجر خيرة قوانا الحية»..

جعجع: الأكثرية النيابية مسؤولة

واعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال مؤتمر صحافي من معراب، ان «من يتحمل مسؤولية الملف الحكومي هي الأكثرية النيابية، وجوهرها حزب الله والتيار الوطني الحر، وكأنه لم يعد هناك أي مركز للسلطة في هذا البلد، في حين أن البرلمان هو مركز السلطة». وأضاف: «إن كان ‏رئيس الجمهورية ميشال عون أو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعرقل، فلنرى ما يجب فعله تجاه هذا الأمر»، وتابع: «ما يحصل في الملف الحكومي ملهاة». وعن الطوابير امام محطات المحروقات، قال جعجع: «هذا الأمر غير مقبول، ومن المسؤول؟ رئيس ‏الجمهورية مسؤول كما رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن لم تكن هذه الأمور من ضمن تصريف الاعمال، ‏فما الذي يدخل ضمن تصريف الاعمال؟».

إنذار من حزب الله

وطرأ على المشهد المضطرب، موقف أشبه «بالانذار» من حزب الله، على لسان رئيس المجلس التنفيذي السيّد هاشم صفي الدين، الذي اعتبر «يخطئ من ظن ان تمسكنا الدائم بالمبادرات يعطيه المزيد من الوقت». وقال: «حينما نتحدث عن المبادرات، وتحديدا المبادرة التي يصر عليها الرئيس بري و«حزب الله» ومعهم كل الحريصين على اخراج البلد من مأزقه، نرى ان البعض يدفع باتجاه التيئيس فيما نحن ندفع باتجاه الامل، فهناك خطابان في لبنان». وتابع: «البعض، ربما لا يدرك ان رهاناته التي يعتمدها ولو على حساب الناس ووجعهم ستغرقه وتغرق البلد معا. اننا نتمسك بالمبادرات المتتالية والمحاولات التي نأمل منها ان تخرج البلد مما هو فيه، حتى لا نصل الى الارتطام بالصخرة التي اذا ارتطم بها الوضع اللبناني فسيكون لبنان امام كوارث حقيقية».

البنك الدولي

مالياً، من جهة ثانية، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمراجعة وتقييم القروض المبرمة والقروض غير المنفذة مع البنك الدولي،في حضور وزير المال والمدير الاقليمي للبنك الدولي-دائرة الشرق الأوسط. وبعد الجلسة، لفت كنعان الى أن هناك مشاريع بمليار دولار من البنك الدولي غير منفذة ونبحث اعادة التخصيص في اولويات الساعة ووفق حاجات لبنان واللبنانيين. وأكّد أن «الجلسة مهمة»، مشيراً الى أن «البنك الدولي أبدى الاستعداد لاعادة النظر في تخصيص المليار دولار من قروضه وفق الحاجات الملحّة للبنان». وقال: الانهيار الحاصل لا نريده ان يستمر ونحتاج لاستعادة بعض الثقة التي فقدت وهو ما يستدعي من الحكومة التحرّك بقوة في هذا الاتجاه وسيكون للجنة المال سلسلة اجتماعات مع البنك الدولي والوزارات التي يتم فيها تأخير او تنفيذ المشاريع، مشيراً الى أن «المليار دولار من قروض البنك الدولي يمكن ان تساعد في رفع الدعم او ترشيده».

الترسيم

على صعيد آخر، تحرّك فجأة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي حيث وصل الى بيروت امس الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البرية الجنوبية السفير جون دوروشيه. وزار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.حيث علمت «اللواء» ان هدف زيارته هو استطلاع موقف لبنان من استئناف المفاوضات بعد الجمود الذي اصابها اثر الخلاف على الخرائط الجديدة للطرفين، اضافة الى معرفة تقييم لبنان لما وصلت اليه المفاوضات حتى الان. وابلغ الرئيس عون انه سيزور اسرائيل ايضا بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت لمعرفة موقفها من استئناف المفاوضات والطرح الاسرائيلي وسيعود الى لبنان لإبلاغ المسؤولين بالنتائج. واوضحت مصادر «اللواء» ان دوروشيه دعا الى اعتماد الليونة من الطرفين في التعاطي مع ملف المفاوضات، ولكنه لم يقدم اي التزامات محددة، واكتفى بالتنويه بموقف لبنان وتعاونه، وبحرفية ومهنية الوفد المفاوض اللبناني. واكد عون امام دوروشيه «رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى القوانين الدولية. وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي ان يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة، ومن دون شروط مسبقة لأن ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة الى الحق الذي يسعى لبنان الى استرجاعه. واعرب الرئيس عون عن امله في ان تلقى المساعي التي سوف يبذلها السفير دوروشيه مع المسؤولين الاسرائيليين، نتائج إيجابية آخذين في الاعتبار وجود حكومة جديدة في إسرائيل الامر الذي يتطلب ربما جهدا إضافيا لعدم حصول المزيد من التأخير في المفاوضات التي لا يمكن لإسرائيل ان تفرض وجهة نظر أحادية على مسارها. وشدد عون على انفتاح لبنان على الأفكار المطروحة ضمن اطار السيادة اللبنانية الكاملة برا وبحرا، لافتا الى ان لدى لبنان خيارات عدة في حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات، ويفترض ان يزور الدبلوماسي عين التينة ايضا، في وقت اشارت ال بي سي اي، الى ان المسألة الاهم ان ديروشيه سيحدد الموعد لاستئناف المفاوضات وسيتوجه ايضا الى تل ابيب لمقابلة رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديد نافتالي بينيت الذي امّن النواب العرب في الكنيست بأصواتهم فوزه. وفي إطار الملاحقة القضائية، اصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات تعميما على النيابات العامة حول التشدد بملاحقة احتكار المواد الغذائية والمشتقات النفطية. وورد في نص التعميم، أنه كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الإمتناع عن بيع المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وأسعار الأخيرة خاضعة كليا لدعم من مصرف لبنان، أو بيعها بأسعار تفوق تلك المحددة من قبل المراجع الإدارية المختصة، وهذه الأعمال تشكل الجرائم المنصوص عنها في المواد 23 من المرسوم الإشتراعي رقم 73، والمادتين 685 و 686 من قانون العقوبات، لذلك يُطلب منكم التشدد بملاحقة هذه الجرائم وإقفال المحال والمستودعات والمحطات العائدة للمشتبه بهم بالشمع الأحمر، وضبط المواد الغذائية أو المشتقات النفطية الموجودة فيها واعتبارها من المواد القابلة للتلف.

الطوابير

معيشيا، استمرت الطوابير امام محطات البنزين وعجز المستشفيات والصيدليات عن تلبية احتياجات المواطنين المرضى للعلاج والعمليات واجراء الفحوص المخبرية، فيما تستعد القطاعات العمالية للاضراب تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام في 17 الجاري وقد قال رئيسه الدكتور بشارة الاسمر امس: وعدنا الناس أن نكون في تحرّكٍ تصاعديّ عنوانه الأول والأخير الدعوة باتجاه تشكيل حكومة. واضاف «تحرّكنا واضح وهو من أجل المطالبة بعدم وقف الدعم قبل إيجاد سياسة بديلة ومن الضروري النزول معًا إلى الشارع لرفع الصوت عاليًا». ومن الحلول المقترحة للأزمات، على طريقة «التعايش» أو التكيُّف:

1- مؤسّسة كهرباء تخفف من الإنتاج ليتاح لها ان تستمر لاطول فترة في استهلاك مادة الفيول لديها..

2- وزارة الطاقة، تدرس تسعيرة للبنزين المدعوم من فئة «95» وتسعيرة للبنزين غير المدعوم «98».

3- تسعيرات صرف الدولار، ماضية باسعار أربع أو أكثر، 1507، 3900، 12000، وسعر السوق السوداء المتصاعد، فوق الـ15400 ليرة لبنانية لكل دولار..

التحركات

ميدانياً، وفي طرابلس قطع محتجون الطرقات المؤدية إلى ساحة النور في طرابلس، احتجاجاً على تردي الأوضاع الحياتية. وعصر أمس، عمد مواطنون غاضبون الى قطع الطريق بالاطارات المشتعلة عند تقاطع ايليا، احتجاجا على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وتردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية، ونفذوا وقفة وسط الطريق مطلقين صرخة ان «الوضع لم يعد يحتمل من اذلال للمواطن عند محطات البنزين وفقدان الادوية في الصيدليات وارتفاع اسعار السلع الغذائية»، داعين الجميع الى «التحرك والنزول الى الشارع بعدما طفح الكيل».

542649 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة إصابة 45 شخصاً بفايروس كورونا و3 حالات وفاة، خلال الـ48 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 542649 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

قطع طرقات ومسيرات في طرابلس امام منازل النواب..

الجمهورية.. عمد عدد من الناشطين في الحراك الشعبي في ميناء طرابلس الى قطع مسارب مستديرة المرج المعروفة بمستديرة "بيستاشيو"، بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات والحجارة، احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وفقدان مادتي المازوت والبنزين والدواء وغيرها من المستلزمات اليومية للمواطنين، وسط حضور كثيف لعناصر الجيش. كما قامت مجموعة اخرى من الحراك بمسيرة راجلة وعلى الدراجات النارية، جابت شوارع المدينة وتوقفت امام منازل النواب للتعبير عن غضبهم لما آلت اليه الامور والاوضاع الاقتصادية المتردية. وردد المشاركون هتافات طالبت النواب بتقديم استقالاتهم، وسط اجراءات امنية مشددة نفذتها عناصر الجيش والقوى الامنية امام منازل النواب ومحيطها.

عـون يشهر "سيف الإمام علي" على "حزب الله": معي أو مع بري؟"تحديث التشكيلة" ينتظر "أجوبة وأرضية جاهزة"

نداء الوطن....مبروك للعهد "القوي" وأكثريته الحاكمة... فلبنان دخل "نادي الدول الآيلة إلى السقوط" وبات تصنيفه بين "الدول الـ34 الأكثر فشلاً" من أصل 179 دولة يشملها تصنيف مؤشر الدول الفاشلة الصادر عن الصندوق العالمي من أجل السلام، لينضمّ بذلك إلى قائمة "الدول المعرّضة للتفكك كاليمن والصومال وسوريا وليبيا وتشاد وأفغانستان والكونغو وفنزويلا وزيمبابوي وكوريا الشمالية" وفق ما جاء في تقرير مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية. وبانتظار تسجيل المزيد من "الإنجازات الجهنّمية" في سجل حُكم منظومة 8 آذار، يتوالى تفكّك مؤسسات الدولة فصولاً تحت وطأة "الإزمان في منزلة الفشل"، حسبما وصفه التقرير بمعنى "الإقامة طويلاً في مصاف الدول الفاشلة" والإمعان في تغذية "الانحلال" والدوران في "حلقة مفرغة" من التعطيل والشلل، لا سيما بعدما بلغت المبادرات الخارجية والداخلية آفاقاً مسدودة في ظل استمرار نهج المكابرة والتعنت مستحكماً بذهنية الطبقة الحاكمة على وقع الاستقتال الحاصل على حلبة الحصص في التشكيلة الوزارية المرتقبة، إلى درجة استلّ معها رئيس الجمهورية ميشال عون أمس "سيف الإمام علي" في وجه "حزب الله" مذكّراً إياه بمقولة "المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل"، في رسالة واضحة يدعو من خلالها عون "حزب الله" إلى حسم خياراته بالانحياز إما إلى موقف "بعبدا" أو "عين التينة" في المبارزة الحكومية القائمة. وكذلك على الضفة المقابلة، يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع منسوب الضغط السياسي والإعلامي في مواجهة العهد وتياره، وكشفت مصادر مواكبة للملف الحكومي أنّ بري طلب بدوره من "حزب الله" وضع حد لـ"دلع" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، موضحةً أنّ "رئيس المجلس طالب قيادة "حزب الله" بأن تمارس ضغطاً أكبر على باسيل لحثه على التعاون والإقلاع عن سياسة وضع العراقيل وابتداع العقبات تلو العقبات لإفشال المبادرة الحكومية". وعلى هذا الأساس، كان بري قد استمهل الرئيس المكلف سعد الحريري قبل الإقدام على خطوة الاعتذار عن عدم التأليف ريثما يتضح مآل جهود "الفرصة الأخيرة" التي سيبذلها المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل في سبيل إقناع باسيل بضرورة المضي قدماً في عملية تدوير الزوايا الحادة للخروج بصيغة حكومية توافقية لتشكيلة "محدّثة" من 24 وزيراً يحملها الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة عليها مع رئيس الجمهورية تمهيداً لإصدار مراسيم تأليفها. لكن وبخلاف ما تردد مساءً من أنّ الحريري يعتزم زيارة قصر بعبدا في اليومين المقبلين لتقديم تشكيلته المحدّثة، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ "الحريري، وإن كان سيعمد في نهاية المطاف إلى تقديم مثل هذه التشكيلة لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لكنّ ذلك لن يكون خلال الساعات المقبلة لأنه ما زال ينتظر أجوبة وأرضية جاهزة يبني عليها إقدامه على هذه الخطوة"، لافتةً إلى أنّ التواصل سيتكثف بين عين التينة وبيت الوسط، وقد يعمد الرئيس المكلف في ضوء ما سينقله إليه المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، إلى زيارة بري اليوم للتداول بالمستجدات وبإمكانية إحداث خرق في جدار التأليف إذا صدقت النوايا والجهود على مستوى الاتصالات الجارية بين "حزب الله" وباسيل. وفي المقابل، تؤكد المصادر أنّ قرار تجميد خيار الاعتذار "بفعل تمنيات داخلية وخارجية"، سيبقى مرهوناً بسرعة إحداث تطور إيجابي في المواقف، وإلا فإن الحريري أكد أمام الجميع أنه "لن يبقى مكتوف اليدين طويلاً ولن يقبل بأن يستمرّ متفرّجاً على انهيار البلد بوصفه رئيساً مكلفاً غير قادر على التأليف".

جوزف عون يلعب بالنار

الاخبار...حسن عليق ... لم تكن «زلة» بلا قيمة تلك التي وردت على صفحات الجيش اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم السبت الفائت، وسرعان ما أزيلت، وجاء فيها: «تمرين تكتي في منطقة جرد العاقورة يحاكي «مهاجمة عناصر مسلحة متمركزة في مركزي قوسايا ودير الغزال» نفذه عناصر من فوج التدخل السادس واستخدمت خلاله الذخائر الحية والخلبية». الجيش يتمرّن لمهاجمة مواقع للجبهة الشعبية - القيادة العامة، واقعة في السلسلة الشرقية لجبال لبنان. المسألة ليست تفصيلاً، ولا هي حدث منفصل عن النهج السياسي العام المعتمد في قيادة الجيش، منذ عام 2005، وتعمّق في عهد القائد الحالي العماد جوزف عون. عامذاك، وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، رمت السلطة السياسية الجيش في الحضن الأميركي. الحضن الأميركي حصراً. تعمّدت سلطة 14 آذار القيام بذلك، ومنعت الجيش من التعاون الجدّي والمجدي مع أي دولة لا ترضى عنها الولايات المتحدة الأميركية. خير دليل على ذلك ما جرى في مسألة الهِبة الروسية عام 2008، عندما قرر فلاديمير بوتين منح لبنان، مجاناً، طائرات حربية مقاتلة من طراز ميغ 29، ودبابات ومدافع، مع أسلحة أخرى وذخائرها كافة. سريعاً، تدخّل الأميركيون لمنع وصول هذه الهبة إلى لبنان؛ فواشنطن ترى أن دخول دولة من خارج دائرة حلفائها على خط دعم الجيش يعني نفوذاً يمكن أن ينافس نفوذها، ولو بنسبة ضئيلة. امتثل أهل السياسة في بيروت للأوامر الأميركية، وأحبطوا العرض الروسي. الذريعة أمّنتها قيادة الجيش، من خلال القول إنه عاجز، لوجستياً ومالياً، عن اقتناء طائرات ميغ 29. وافقت موسكو على استبدال المقاتلات النفاثة بمروحيات، فرُفِض عرضها أيضاً. قيادة الجيش، في عهد العماد جان قهوجي، تناغمت مع السلطة السياسية التي قررت منع أحد، من خارج الحلف الأميركي، من تقديم أي مساعدة ذات قيمة للعسكر اللبناني. وعلى مدى سنوات، لم تُقرّ الدولة اللبنانية تعديل عبارة في اتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا. ذرائع متعددة ساقتها قيادة الجيش والقوى السياسية، تقاطعت جميعها عند نتيجة واحدة: التعاون العسكري الحقيقي، لا الشكلي، بين الجيش وروسيا ممنوع، بقرار أميركي امتثلت له السلطة السياسية، والتزمت به قيادة الجيش، سواء في عهد جان قهوجي، أم في ولاية القائد الحالي.

القوى السياسية انقسمت إلى ثلاثة أقسام:

الاول، هو فريق 14 آذار، المؤيّد تماماً لرمي الجيش في الحضن الأميركي.

الثاني، هو فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي لم يبذل أي جهد يُذكر لتنويع مصادر تسليح الجيش وتدريبه. كان هذا الفريق يرى في العلاقة بين الأميركيين والجيش باباً للحوار مع واشنطن.

الثالث، حزب الله وفريق 8 آذار، الذي تصرّف كما لو أن المسألة لا تعنيه: «نبتعد عن كل ما يمكن أن يؤثر على صلتنا بالجيش سلباً، كما عن كل ما يمكن أن يستخدمه خصومنا لاتهامنا بالهيمنة على الجيش أو بمنع وصول مساعدات إليه». في عهد جوزف عون، باتت العلاقة مع الأميركيين أكثر «حميمية» من ذي قبل. يعبّر عنها «الجنرال» في مواقف كلامية وأخرى عملية. منذ ما بعد وصوله إلى «عرش اليرزة»، بدأ جوزف عون خطة عمل لتخفيف السلاح غير الغربي بين الجنود. تعامل معه الأميركيون بصورة يمكنها أن تجعل «البخار يرتفع» في رأس أيّ سياسيّ، فكيف الحال بعسكريّ آتٍ من الميدان إلى حيث السلطة والنفوذ والحظوة والكلمة التي لا تُرَد والصورة التي لا تُخدَش؟

صورة الجيش يصيبها بضرر كبير وجودُ الحليف الأوثق والأول لـ«إسرائيل» في «الكادر» بشكل شبه دائم

في زياراته للولايات المتحدة الأميركية، كان قائد الجيش يُعامَل كزائر فوق العادة. وفي بيروت، نسجت السفارة الأميركية علاقة خاصة ومميزة بعدد من المحيطين بالعماد، وتحديداً بأولئك الذين يثق بهم (وبينهم بعض الذين خرجوا من السلك بالتقاعد، لكنهم ظلّوا في مركز القرار بعقود تعاون أو بـ«المَونة»). شيئاً فشيئاً، صارت «حصة» عوكر في اليرزة تزداد، فيما علاقة اليرزة ببعبدا تتراجع، وصولاً إلى ما بعد 17 تشرين الاول 2019، يوم باتت الشخصيات التي تشكّل «وعاء القرار» في بعبدا ترى في جوزف عون شخصاً يقف في جبهة الخصوم، لا على الحياد حتى. قائد الجيش لم يبذل أي جهد لنفي التهمة الأميركية عنه. خلافاً لذلك، قام بكل ما يلزم من أجل إثباتها. كلامه بحق السفيرة السابقة إليزابيت ريتشارد لا يمكن أن يصدر عن مسؤول في أي دولة في العالم بحق سفير دولة أجنبية. اتهمها بأنها أينما ذهبت، فهي تحمل في قلبها حب الجيش اللبناني وهمّه. لم يبالغ قائدُ الجيش في قوله ذاك، رغم أن سفير أيّ دولة سيُطرد حتماً من عمله في حال رأت حكومته أنه يحمل همّ الدولة التي يعمل فيها. هو لم يبالغ، إذ إنه كان يصف نظرته إلى السفيرة الاميركية لا واقع حالها. هي التي وصلت دالتها على اليرزة إلى حدّ «منح الإذن» بفتح الطرقات بعد 17 تشرين 2019، عندما استشعرت السفارة خطر بقاء الطرق مقفلة في «المناطق المسيحية» حصراً. أما قبل ذلك، فكانت في اتصالاتها اليومية مع «مكتب القائد» تحذّر من «أي مس بالمتظاهرين السلميين». مع خليفة ريتشارد، دوروثي شيا، لم تكن «الهرقة» أقل مما كانت مع سابقتها. من دون أدنى تفكير في العواقب المعنوية، تنشر قيادة الجيش صوراً للسفيرة شيا في حفل تخريج دورة تدريب قوات خاصة (لبنانية طبعاً)، وصوراً أخرى لها من قلب غرفة عمليات أثناء تدريبات مشتركة مع الجيشين الأردني والأميركي. بات وجود السفيرة الأميركية في اليرزة طاغياً إلى حدّ أن أحد المتابعين كتب ممازحاً بأنها «تداوِم في اليرزة أكثر مما تداوم في عوكر». العلاقة مع الأميركيين وحلفائهم لا تقتصر على الصورة. أعمالهم على الحدود اللبنانية - السورية، وزياراتهم إليها (آخرها جولة قائد ​القيادة​ الوسطى في ​الجيش الأميركي​​ الجنرال كينيث ماكنزي على الحدود في آذار الفائت)، تكشف أن لبنان إنما ينفّذ هناك ما يريده الأميركيون (البريطانيون يلعبون دور التابع للولايات المتحدة الأميركية). ومشروع الأميركيين هو السيطرة على الحدود، بعد تحويل الجيش اللبناني إلى «قوات خاصة» حصراً، تؤدي دور «حرس حدود» (قوات هي أقرب إلى الشرطة منها إلى الجيش). التدريبات التي يعلن الجيش إجراءها لقواته تبدو محصورة أصلاً في ما يريده الأميركيون منه: محاربة الإرهاب. واللافت هنا أن المطبّلين لـ«القائد الملهم» يريدون منع أيّ لبناني من الشعور بالاستفزاز من واقع أن الجزء الأكبر من جنود الجيش وضباطه لا يتلقون تدريبات وسلاحاً سوى من أكثر الدول دعماً للعدو الإسرائيلي، ويُراد أن يُقال إن هذا الأمر لن يؤثر على عقيدة المؤسسة العسكرية. في نيسان الماضي، كانت مسألة «تأثير تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية على البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط»، كانت على طاولة النقاش في كلية الأركان في الجيش اللبناني. الموضوع طبيعيّ، لا بل واجب. لكن ما هو غير طبيعي أن يوكَل أمر هذا البحث إلى مركز «NESA» (مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية) التابع لوزارة الدفاع الأميركية. وإثارة هذه المسألة ليست بقصد التشكيك في كلية الأركان، ولا في طلابها، الذين يجيدون الدفاع عن وجهة نظرهم في حلقات بحثية مشابهة. لكن الهدف هو الإضاءة على واقع أن ضباط الجيش وجنوده جُعِلوا، عمداً، عرضة لتلقّي وجهة النظر المعادية (بواسطة الأميركيين) بصورة شبه حصرية. في هذا السياق تحديداً، أتى خبر السبت الماضي، ليكشف عن خطط لدى الجيش لمقاتلة قوات الجبهة الشعبية في قوسايا ودير الغزال (كما ليكشف أيضاً عن جزء من أهداف جولة ماكنزي الذي قال الإعلام إنه تفقّد بئراً موّلت السفارة الأميركية حَفرها في إحدى قرى المنطقة غير البعيدة من قوسايا). وشأنٌ بهذه الخطورة، ينبغي أن تدرك قيادة الجيش أنه يعرّض الأمن الإقليمي للخطر، لا الأمن اللبناني وحسب. ربما من الطبيعي أيضاً أن تعد قيادة الجيش جنودها لـ«الاحتمالات كافة»، لكن المستغرب أن تتصرّف قيادة الجيش مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة، كجسم معادٍ، فيما هي جهة حليفة للبنان في مواجهة العدو، وشنُّ معركة ضدها يعني «لعباً بالنار» على أقل تقدير. والأكثر مدعاةً للاستغراب أن تُصبح مصادر التهديد في نظر الجيش محصورة بالحدود الشرقية، وبـ«الإرهاب». فعلى سبيل المثال لا الحصر، تكاد تغيب عن برنامج عمل اليرزة إعلانات عن تدريب الجنود والضباط على التصدي للإنزالات الإسرائيلية. بالتأكيد، ليس المطلوب من الجيش - الذي ارتضت قيادته مع السلطة السياسية، ألا يرى في نفسه قدرة على حيازة مقاتلات ميغ 29 والاكتفاء بالسيسنا «ذات المروحة» التي اختارها له الجيش الأميركي - أن يعدّ خططاً كبرى لمواجهة جميع أنواع المعارك مع العدو. لكن على الأقل، وفي إطار مهامه الداخلية التي ارتضاها لنفسه، ينبغي أن يضع جنوده وضباطه في حالة جاهزية لمواجهة اعتداءات يمكن أن يقوم بها جيش الاحتلال، كتنفيذ إنزالات بحرية أو جوية. وفي حال كانت هذه التدريبات تُجرى دورياً، لا يُعرف سبب عدم الإعلان عنها (التذرّع بالسرية نكتة سمجة) كجزء من تعميق ثقة اللبنانيين، كل اللبنانيين، بجيشهم. لكن، في واقع الحال، لا يهتم «مكتب القائد» بنظرة عموم المواطنين. يكفيه ما يؤمّن استمرار العماد جوزف عون مرشحاً رئاسياً. لا تعنيه صورة المؤسسة العسكرية التي يصيبها بضرر كبير وجودُ الحليف الأوثق والأول لـ«إسرائيل» في «الكادر» بشكل شبه دائم. يكتفي القائد بكتّاب وإعلاميين وسياسيين ووسائل إعلام يصوّرون كل نقد لأداء جوزف عون «حملةً ممنهجة»، ولو لم يصدر هذا النقد سوى عن عدد محدود من الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي، وعددٍ أقل من الإعلاميين (لا يزيد على عدد أصابع اليد الواحدة)، ووسيلة إعلامية وحيدة توجّه من حينٍ إلى آخر انتقادات «طفيفة» للقائد وأفراد في مكتبه. لا يُحسَد الجيش على موقفه. لا سلطة سياسية يستند إليها لمواجهة الرغبة الأميركية الدائمة في بسط النفوذ والهيمنة، ولا هو وُفِّق بقائد يجيد الفصل بين حالة «القوة» كمرشّح رئاسي لا يريد إغضاب واشنطن، وبين واقع «الفعل» بأنه قائد جيش لبنان، كل لبنان.

الأسمر: علينا التوجه إلى ثقافة عمالية جديدة..

الجمهورية.. زار وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر مقر جمعية الصناعيين والتقى مجلس الإدارة. بعد اللقاء، قال الأسمر: "نتشارك الهم الأساسي في هذه المرحلة، وهو تأليف حكومة إنقاذ. إن المطلب الأول هو الحكومة، والحوار في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة حصل حول الاقتصاد غير الشرعي، اقتصاد التهريب الذي يؤدي إلى تهريب البضائع والمواد الأولية خارج لبنان ويؤدي إلى كوارث في إطار الصناعة". وأشار إلى أن "هذا الاقتصاد يستخدم اليد العاملة الأجنبية وفيه تهرب ضريبي وعدم تسجيل في الضمان"، وقال: "اليوم، مع استعادتنا حوالى 200 ألف فرصة عمل، في ظل مغادرة 200 ألف عامل أجنبي الأراضي اللبنانية، علينا التوجه إلى ثقافة عمالية جديدة قادرة على مواكبة هذه الأعمال واستيعابها، ونحن نشجع ذلك عبر حوارنا مع جمعية الصناعيين والهيئات الاقتصادية". وأكد أن "الواقع على الأرض يفرض ثقافة عمالية جديدة"، داعيا إلى "مراجعة الاتفاقيات الحاصلة بين لبنان والدول العربية أو الدول الأوروبية"، وقال: "إن الدول تعاملنا بتشدد، ومن الضروري مراجعة الاتفاقيات بيننا وبينها". وطالب ب"تشجيع الصناعة التي خطت خطوات مهمة على صعيدي الغذاء والدواء أو صناعة الاحذية". وحيا "العمال والمصانع التي بادرت إلى رفع الأجور"، مؤكدا أن "الحوار ضروري"، وقال: "نحن باتجاه قانون عمل جديد إذ لدينا 550 ألف عاطل عن العمل". من جهته، قال نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش: "بعد تخطي الدولار ال15 ألف ليرة، لا نعرف إلى أين سنصل. إن العامل يمر في أسوأ حالة منذ سنوات، والصناعيين والقطاعات التي تعمل تواجه مشكلة التصدير، وقد عدلت معاشات العمال". وأشار إلى أن "الكثير من العمال الاجانب ترك البلد"، وقال: "يجب أن نغير ثقافة العمل، فنحن بحاجة إلى عمل ساعات أكثر مع تأمين بيئة صحية ليبقى العامل داخل المصنع ويقبض بدل العمل الإضافي". أضاف: "إن الحوار مع الاتحاد العمالي تركز حول لجم التهرب والتهريب وتشغيل الاجانب وإعاده تطبيق الاتفاقيات التجارية مع الدول العربية والاوروبية وتغيير الثقافة عند العامل حتى يتمكن من البقاء في المصنع". وتمنى على "كل اللبنانيين ألا يرفضوا أي وظيفة ولا يفتحوا المجال لأي أجنبي بأن ياخذ مكانهم"، مطالبا بـ"حكومة اختصاصيين".

جعجع: ما يحصل في الملف الحكومي ملهاة والاكثرية النيابية تتحمل المسؤولية..

الجمهورية.. اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال مؤتمر صحافي من معراب، ان "من يتحمل مسؤولية الملف الحكومي هي الأكثرية النيابية، وجوهرها حزب الله والتيار الوطني الحر، وكأنه لم يعد هناك أي مركز للسلطة في هذا البلد، في حين أن البرلمان هو مركز السلطة، إن كان ‏رئيس الجمهورية ميشال عون أو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعرقل، فلنرى ما يجب فعله تجاه هذا الأمر"، وقال: "ما يحصل في الملف الحكومي ملهاة". وعن الطوابير امام محطات المحروقات، قال: "هذا الأمر غير مقبول، ومن المسؤول؟ رئيس ‏الجمهورية مسؤول كما رئيس حكومة تصريف الأعمال، إن لم تكن هذه الأمور من ضمن تصريف الاعمال، ‏فما الذي يدخل ضمن تصريف الاعمال؟". ولفت الى ان "الدولة لم تعد تمتلك المال للاستمرار بسياسة الدعم، وكل من ينتظر ساعة أو ساعتين أمام المحطات ‏ذلك لأن رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لا يريدان تحمل مسؤولية رفع الدعم، هل مقبول أن يقلق المواطن بسبب غياب المستلزمات الطبية وعدم تمكنه من إجراء عمليات ‏جراحية أو غسيل كلى؟". وعن ملف النازحين السوريين، لفت الى ان "الرئيس عون اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد مهنئا، إذا ما دامت خطوط الاتصال مفتوحة، أيمكنني ‏أن اسأل لماذا لم تبدأ حتى اللحظة عملية عودة النازحين؟"، وقال: "عشرات الآلاف من السوريين صوتوا للأسد في السفارة السورية في لبنان، وبالإمكان الإتيان بلوائح ‏الذين اقترعوا، ولنبدأ بإعادة هؤلاء النازحين إلى بلدهم".

بري يحذّر من "خراب كبير لا تحمد عقباه"..

الجمهورية.. اعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انزعاجه الشديد من الاوضاع الراهنة في البلد، واشار الى ان استمرار حال التردي "سيؤدي الى خراب كبير لا تحمد عقباه". وأكد أنّ "مبادرته في نسختها الثالثة للحل والخروج من المأزق السياسي والحكومي الحالي، تحظى بموافقة عربية واقليمية ودولية وغربية، بما فيها فرنسا". وعبر عن قلقه البالغ من أن "تمسك البعض بشروط تعجيزية ستزيد في تعقيد الامور وليس انفراجها"، مشدد على أنه "من موقعه كرئيس لمجلس النواب، حريص جداً على احترام الدستور وتطبيقه ولن يسمح باستهدافه او تجاوزه او خرقه تحت أي مسميات". بري وفي حديث لـ"الميادين، قال إنّ "الامة تعيش مرحلة عزة ونخوة بعد ملحمة فلسطين الاخيرة، برغم بعض الاوجاع التي يعرفها هذا البد او ذاك". واضاف: "من أهم انجازات ما حصل هو هذه الوحدة الشعبية الفلسطينة الشاملة، في داخل فلسطين كلها وفي خارجها. واشار باعتزار الى "ما حققته المقاومة في غزة من صمود وثبات وانجازات كبرى"، معتبراً أن "النصر الذي يجب الاهتمام به، كان نتيجة هذا التلاحم الجماهيري الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين الـ48". ولفت الى أنّ "فلسطينيي الـ48 أثبتوا صلابة ووعياً تاريخياً ونجحوا في تجميد الاحتلال من خلال اضرابهم الشامل الناجح وغير المسبوق منذ النكبة، والتكامل والتنسيق اللذين حصلا بين مختلف فصائل المقاومة كلها في غزة وسائر الجغرافية الفلسطينية واياً كانت درجات هذا التنسيق، هو عنوان وحدة للعرب والمسلمين، في وجه خيارات الفتن الطائفية والمذهبية وهو بارقة أمل للامة". وإنطلق برّي مما حصل في غزة ليذكر بأن "الوحدة الوطنية لاي بلد عربي في مواجهة اي استهداف خارجي، تشكل عامل صمود ونصر"، وقال: "هذا ما حصل معنا في لبنان خلال حرب تموز، حيث ساهمات وحدتنا الداخلية في مواجهة العدوان بقوة وبسالة".

سفينة مصرية مُحمّلة بمساعدات غذائية للجيش تصل هذا الأسبوع إلى بيروت..

الجمهورية.. تصل خلال الأسبوع الحالي إلى ميناء بيروت سفينة حربية مصرية مُحملة بـ300 طناً من المساعدات الغذائية مقدمة من القوات المسلحة المصرية إلى الجيش اللبناني، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح سفير مصر في لبنان ياسر علوي أن سفينة المساعدات تتضمن مساعدات غذائية أعدت بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني لتلبية احتياجاته الطارئة واسناده في مواجهة الظرف الاستثنائي الذي يشهده لبنان الشقيق حاليًا. وأكد علوي ان الدعم المصري للبنان وللجيش اللبناني مستمر حتى يعبر لبنان هذه الازمة، وأن الحلقات المتتالية من الجسرين الجوي والبحري دليل على حرص مصر على حفظ الاستقرار في لبنان، واستمرار مصر شعباً وحكومة في دعم موسسات الدولة الوطنية في لبنان الشقيق، وفي القلب منها الجيش اللبناني .

من هو الامين العام الجديد لحزب سبعة؟..

الجمهورية.. أجرى اليوم حزب سبعة انتخابات داخلية تشمل رئاسة المجلس التشريعي وأمانة عامة جديدة وذلك في عملية ديمقراطية نموذجية تجرى كل ٣ سنوات. قدمت لائحة الأمانة العامة المرشحة برنامجا للمرحلة المقبلة والسيرة الذاتية لكل عضو فيها للهيئة الناخبة. ونتج عن الانتخابات أمانة عامة جديدة. عُرف الامين العام الجديد الدكتور حسن شمص منذ بدايات الحراك الشعبي وكان مؤسسا لعددا من المجموعات النضالية ثم انضم إلى حزب سبعة كأحد مؤسسيه. تدرّج في صفوفه وهو عصاميا مقرّبا من القاعدة الشعبية ويحمل دكتوراه في الادارة من جامعات محلية واجنبية مرموقة مما وضعه في موقع متقدم لمنصب الأمين العام الذي يعتبر اعلى منصب اداري في الحزب. أما بالنسبة للمجلس التشريعي فانتخب جاد داغر لرئاسته وهو مصمّم الحزب، اضافة الى الدكتورة فاطمة مشرف حماصني نائبة للرئيس وعلاء حسين لامانة السرّ. ويعتبر المجلس التشريعي في سبعة أحد المفاهيم الجديدة التي قدمها سبعة الى الساحة السياسية اللبنانية من حيث وجود هيئة دائمة لمراقبة ومحاسبة الادارة التنفيذية. وعن انتخاب شمص، أكدت السيدة مريم جمّال رئيسة جهاز الاعلام في الحزب ان انتخابه هو انتصار لفكرة كسر النمطية التقليدية للشخصيات السياسية اللبنانية وتعبيرا صريحا عن التغيير الجذري الذي احدثته ثورة ١٧ تشرين وعن الدور الاساسي الذي يعطيه سبعة للشباب. واكدت جمّال ان حزب سبعة هو بالتحديد منصة المواطنين العاديين الغرباء عن السياسة اللبنانية والذين يطمحون لخدمة لبنان.

ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الى الواجهة... إليكم التفاصيل!..

الجمهورية.. قفز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل الى الواجهة بشكل مفاجئ، لمجرد وصول رئيس الوفد الأميركي الراعي لمفاوضات الناقورة السفير دون دوروشيه الى بيروت عصر امس. وقالت اوساط عليمة بالتحضيرات التي رافقت الزيارة لـ «الجمهورية»، انّ دوروشيه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، قبل ان يلتقي رئيس وأعضاء الوفد اللبناني المفاوض في اليرزة، حيث من المقرّر ان يحضر الجديد الذي يحمله دوروشيه. وقالت مصادر مطلعة على موقف لبنان، انّ الوفد جاهز لمناقشة اي عرض جديد يستند الى ما تقول به اتفاقية قانون البحار، وما انتهى اليه الوفد اللبناني في المراحل السابقة من ترسيم للخط البحري الذي تجاوز الخطوط السابقة بعد التوصل الى الخط 29، والذي ما زال ينتظر تعديل المرسوم 6433، وهو ما لم يحصل حتى اليوم، على الرغم من معرفة جميع الأطراف بحجم الضرر اللاحق بمتانة الموقف اللبناني وثباته على طاولة المفاوضات.

اجتماع مُرتقب بين بري والحريري... فهل يشكّل "بوصلة المرحلة المقبلة"؟..

الجمهورية.. في معلومات «الجمهورية»، انّ الاتصالات لم تتوقف في الساعات الماضية بين «بيت الوسط» و«عين التينة». ولا يُستبعد ان يُعقد اجتماع بين بري والحريري في الساعات المقبلة، يمكن ان يشكّل بوصلة المرحلة المقبلة، وخصوصاً انّ هناك من يتحدث عن سيناريو التزامن بين إعلان بري انتهاء مبادرته ويلاقيه الحريري باعتذاره في اول ترجمة لها. واستند اصحاب هذا السيناريو الى مضمون كلمة الحريري في اجتماع المجلس الشرعي، حيث شدّد على أنّ كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وأنّه لن ينفرد باتخاذ أي خيار من هذه الخيارات، سواء باستمراره في مهمته التي استمدها من البرلمان، أو بالاعتذار عن التأليف من دون العودة إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري والمجلس الشرعي الإسلامي ورؤساء الحكومات السابقين... وما شجع على هذا الاعتقاد، انّ الحريري افاض في حديثه عن التعاون مع بري لمواجهة سلسلة العراقيل التي يمكن ان تنهي مبادرته، لتلقى مصير المبادرات السابقة، حتى تلك التي حملتها الديبلوماسية الفرنسية على مدى الأشهر الثمانية الماضية. فهو اكّد في اللقاء عينه على انّ بري هو الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبي منذ اللحظة الأولى لتكليفي بتشكيل الحكومة؛ لم يتركني أبداً، ولم أسمع منه أو يُنقل عنه أي حرف أو كلمة توحي بأنّه تخلّى عني». كما لفت الى لقاء قريب معه لاستعراض المراحل السابقة التي جعلته يتراجع عن تركيبة الـ 18 وزيراً الى الـ 24، بهدف تذليل العقبات، ولكن ما طرحه باسيل من شروط لاحقاً أدّت الى ما نحن فيه اليوم. وانتهى الحريري في مداخلته الى التحذير مما يمكن ان تصل اليه البلاد، وسط استعدادات لمعارضيه، اعاقوا تشكيل حكومة «تحاكي مطالب المجتمع الدولي وخريطة الطريق الى اعادة الاعمار والإنقاذ»، بأنّهم يسعون الى تحميله المسؤولية، متناسين انّهم هم المسؤولون ومعهم حكومة تصريف الاعمال. واي محاولة لتحميل الرئيس المكلّف تشكيل حكومة لم تولد بعد، امر لا يستجدي الصدق والمنطق من اي مكان.

التأليف يصطدم في شكل أساسيّ بدور الحكومة في 3 محطات!..

الجمهورية.. يتعامل الرئيس المكلّف سعد الحريري مع خياري الاستمرار او الاعتذار على انّهما ليسا ملكه وحده، ولن يلجأ إلى الاعتذار قبل التشاور مع حلفائه، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأنّ لكل خيار تداعياته السياسية في موازاة الوضع المالي الحرج جداً، وذلك في ظل وجود وجهة نظر لا تحبِّذ ان يضع العهد يده على آخر حكومة في ولايته، ويواصل من خلالها إمساكه بمفاصل السلطة بعد انتهاء هذه الولاية، الأمر الذي يجعله في موقع القادر على ابتزاز الجميع ومقايضتهم، ويتحوّل سلطة القرار الوحيدة في البلد، ومن هنا أهمية التأليف مع الحريري لإدارة مرحلة الفراغ الرئاسية، التي تؤكّد كل المؤشرات انّها طويلة ومتشعبة. فالتأليف لا يصطدم فقط في عِقَد الحقائب والتسميات والتوازنات، إنما يصطدم في شكل أساسي بدور هذه الحكومة في ثلاث محطات أساسية:

ـ دورها أولاً في الانتخابات النيابية في حال حصولها ولَم تؤجّل.

ـ دورها ثانياً في الانتخابات الرئاسية في حال استمرت بفعل التمديد النيابي.

ـ دورها ثالثاً في مرحلة الفراغ الرئاسي وانتقال السلطات التنفيذية إليها.

ويُضاف دور رابع له علاقة بالإصلاحات والخطوات التي ستعتمدها الحكومة. ومن هنا أهمية الحكومة العتيدة التي لا يمكن ان تؤلّف من دون اتفاق سياسي على دورها، ومن دون لقاء يجمع الرئيس المكلّف ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ولكن الحريري ليس في وارد اللقاء مع باسيل ولا إبرام تسوية معه حول دور الحكومة العتيدة في الاستحقاقات الدستورية التي يعتبرها باسيل مفصلية لمستقبله السياسي. ولذلك، إما ان يستمر الفراغ مع كل انعكاساته السلبية مالياً وشعبياً، وإما ان يعتذر الحريري، فاتحاً الباب أمام مرحلة جديدة إن في دوره، او في مسار الحكومة.

هل يُباغِت الحريري رئيس الجمهورية بتشكيلة حكومية جديدة؟..

الرأي.. وسام أبو حرفوش وليندا عازار.. بعد أسبوعٍ طَبَعَه تكريسُ التفافِ دار الفتوى حول الرئيس المكلف سعد الحريري على قاعدة رفض أي اعتذارٍ «كاسِر» لموقع رئاسة الحكومة وصولاً إلى اعتبار رئيس البرلمان نبيه بري أن لا بديل من زعيم «تيار المستقبل» وأن انسحابه من التكليف حالياً هو بمثابة «لعب بالنار ليس وقته ويكفينا ما فينا»، يسود الغموضُ ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة التي سيتقاطع فيها المأزقُ الحكومي وجولة «المطاحنة» الجديدة على تخومه مع حِراك متجدّد في الشارع وانزلاقٍ للواقع المعيشي إلى قعر أعمق على متن أعلى صعود للدولار في السوق الموازية متجاوزاً عتبة 15500 ليرة. وإذ يشكّل الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام بعد غد الخميس محطة تتركّز عليها الأنظار في ضوء مشاركة نقابات واتحادات ذات «هوى» سياسي ما يشي بإمكان تحويل الشارع جزءاً من «أدوات» المعركة الحكومية، فإنّ وضْعَ الحريري «الإصبع على زناد الاعتذار» مع التريّث في الضغط عليه بوصْفه قراراً «ما فوق محلي» وله تداعياتٌ تتّصل بتوازناتِ اتفاق الطائف والنظام الدستوري كما بمجمل المحاولات الخارجية لتوفير «إدارةٍ دولية» للانهيار بما يخفف من صدماته القاتلة، نَقَلَ الوضع اللبناني إلى مرحلةٍ أخرى ضاقت معها الخيارات أكثر في ما خص أزمة التأليف واحتمالاتها. ومع تَرَقُّبِ «الخطوةِ التالية» للحريري، الذي تشير معلوماتٌ إلى أنه تلقى تمنيات من أكثر من عاصمة بينها باريس بالتريّث في أي خطوة من نوع الاعتذار، تبلورت معطياتٌ حول أن الرئيس المكلف قد يعمد خلال أيام قليلة إلى حمْل تشكيلة جديدة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون تنطلق من مبادرة بري (حكومة 24 من اختصاصيين وفق توزيعة 3 ثمانيات ويسمّي الحريري وزراءها جميعاً وفق معايير البُعد عن الحزبية دون أن يعادوا الأحزاب على أن يُترك لعون الموافقة عليهم أم لا) التي كانت «علقت» عند رفض رئيس الجمهورية ميشال عون عبر صهره النائب جبران باسيل أن يسمي الحريري الوزيريْن المسيحيين من خارج حصة عون ومن دون ضمان أن يمنح تكتل «لبنان القوي» (باسيل) الثقة للحكومة في البرلمان. وإذ لم يكن ممكناً الجزم بما بعد مثل هذه الخطوة التي يُنتظر أن تُقابَل بعدم قبولٍ من رئيس الجمهورية، فإن أوساطاً متابعة اعتبرت أن إقدام الحريري عليها سيعني أنه بات جاهزاً للاعتذار في أعقابها على طريقة «اللهم اشهد اني بلغت» مع تحميل فريق عون مسؤولية «طوفان الانهيار»، في مقابل اعتبار أوساط مطلعة أن من المكبر القفز إلى مثل هذا الاستنتاج. وفي رأي هذه الأوساط أنه حتى لو حَمَلَ الحريري تشكيلة جديدة إلى عون انسجاماً مع رغبة بري كما الكنيسة المارونية بـ«تحديث» التشكيلة التي سبق أن قدّمها الى رئيس الجمهورية (حكومة 18 وزيراً)، فإن هذا لن يكون تمهيداً للاعتذار بل في سياق «تذخير» مرحلة التريّث التي باتت لها «قواعد اشتباك جديدة» وموازين أخرى بعد موقف المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى يوم السبت. وتستند الأوساط في كلامها إلى أن أي «قفزة في المجهول» عبر «الاعتذار غير المنظّم» من شأنها أن تسرّع الانهيار وترتدّ بعصْفها السلبي على زعيم «المستقبل» نفسه الذي بحال لعب هذه الورقة «قبل أوانها» فإنه يخسر «أفضلية» في المشاركة بتحديد مسار ما بعد الاعتذار وضمان عدم «تسليم» البلاد لحكومة لون واحد جديدة ستدير الانتخابات النيابية بالحدّ الأدنى، خصوصاً إذا لم تكن توافرت بعد التقاطعات الإقليمية والدولية، الصعبة أصلاً، على حكومة انتقالية تشرف على الاستحقاق الانتخابي ربيع 2022. ولم تكن عابرة أمس تحذيرات «الصوت العالي» التي أطلقها بري (عبر قناة «الميادين») من أن استمرار حال التردي «سيؤدي الى خراب كبير لا تحمد عقباه»، مؤكداً أن «مبادرته في نسختها الثالثة للحل والخروج من المأزق السياسي والحكومي الحالي، تحظى بموافقة عربية وإقليمية ودولية وغربية، بما فيها فرنسياً»، ومعرباً في غمز من قناة باسيل عن قلقه البالغ من أن «تمسُّك البعض بشروط تعجيزية ستزيد في تعقيد الأمور وليس انفراجها»، ومشدداً على أنه من موقعه كرئيس لمجلس النواب، حريص جداً على احترام الدستور وتطبيقه ولن يسمح باستهدافه او تجاوزه او خرقه تحت أي مسميات. وإذ ترافق كلام بري مع تأكيد مسؤول فرنسي رفيع (لصحيفة النهار) في معرض النفي المطلق لـ«(ما تردّد في شأن تأييد باريس تسلّم فيصل كرامي رئاسة الحكومة)أن فرنسا ما زالت مستمرّة في تأييد الرئيس الحريري لتشكيل حكومة تخرج لبنان من الأزمة، وتُطابِق خريطة طريق الرئيس ايمانويل ماكرون»، مع تشديده على أن بلاده وضعت عقوبات«على بعض المسؤولين اللبنانيين (منعوا من دخول أراضيها) ولن نعلن الأسماء»، فإن بيروت تترقب في«الويك اند»وصول المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل في إطار مهمة تهدف الى استطلاع الواقع اللبناني الذي سيحضر في القمة الأوروبية التي تعقد في 24 الجاري في بروكسيل. وفي حين تتجه الأنظار إلى هذه القمة وإذا كانت ستشهد بلورةً لمسار العقوبات الأوروبية على معرقلي تأليف الحكومة والمتهمين بالفساد وإن من ضمن إطارٍ«انفرادي»لكل دولة، وسط رصْد أيضاً لما إذا كانت التقارير في وسائل إعلام فرنسية أخيراً عن«نشاطات حزب الله في أوروبا وازديادها على نحو مقلق في الأعوام الأخيرة (عددت تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات لتمويل نشاطات الحزب وتخزينه نيترات الأمونيوم) مؤشراً لسلوك جديد من باريس حيال الحزب، فإن الترقب يسود لمفاعيل كلام ماكرون أخيراً عن آلية تمويل دولي لضمان استمرار الخدمات الرئيسية في لبنان وهل سيتم تلقفه عملياً على المستوى الأوروبي وكيف. وفي رأي مصادر ديبلوماسية أن أول مؤشر إلى منسوب الاهتمام الدولي بالواقع اللبناني سيعبّر عنه مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي تستضيفه باريس افتراضياً بعد غد وتشارك فيه مجموعة الدعم الدولي للبنان ودول عربية، في ظل معلومات (أوردتها«وكالة الأنباء المركزية») عن أن الاتصالات التي أجراها مسؤولون فرنسيون وايطاليون بعدد من الدول الغربية والعربية نجحت بتأمين نحو 75 مليون يورو حتى الساعة وأن عدداً من المسؤولين العرب، لا سيما من دول الخليج، سيشارك في المؤتمر.

أميركا تقدّم لبنان لـ «حزب الله» على «طبَق من ذهب»..

الرأي.. ايليا ج. مغناير.. عندما وقف وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وقال للسيناتور الديموقراطي جيني شاهين، إن واشنطن موّلت لبنان بما قيمته 10 مليارات دولار ضمن حملة «الضغط الأقصى» على «حزب الله» و«تقليص نفوذه ومنعه من استغلال الظروف الحالية لتوسيع نفوذه»، كان يقول بصراحة إن أميركا فشلت في مسعاها لأن الهدف لم يتحقق. ولكن ما هو أهم اليوم، أن تخلي الدول العربية ودول العالم عن لبنان في محنته، يقدم من جديد فرصة لـ«حزب الله» على طبق من ذهب. الأميركيون يستعيدون حياتهم الطبيعية بدأ عصر جديد في لبنان عام 1982 عندما اجتاحته إسرائيل، مما سرَّع ظهور «حزب الله» تحت مسمى المقاومة الإسلامية في لبنان. وبوصول السيد موسى الصدر إلى لبنان وإنشائه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1967 ومجلس الجنوب للإعمار عام 1970 وإعلان ولادة «حركة المحرومين - أمل» عام 1975، بدأت المسيرة المسلحة التي دعمها وصول الإمام الخميني إلى السلطة في إيران عام 1979. بدأ «حزب الله» مسيرته الجهادية ضد إسرائيل حتى فرض انسحابها عام 2000، وانخرط في بناء البنى التحتية في البقاع وجنوب لبنان. وبفعله ذلك، ملء بعض الفراغات الكبيرة التي قصرت الدولة عن القيام بها تجاه جميع اللبنانيين. وقد ساهم الحزب في بناء الآبار الإرتوازية وفتح الطرق وإعطاء المساعدات الغذائية للفقراء والمساهمة في إعادة إعمار ما هدمته حروب إسرائيل وخصوصاً بعد حرب عام 2006 المدمرة. في تلك الأثناء، كان لبنان بدأ مسيرة أخرى منذ عام 1990 أي بعد انتهاء الحرب الأهلية، قامت على دولرة الاقتصاد، الذي استخدم الدولار في شكل متوازٍ مع العملة المحلية، واعتمد على الاستيراد وأهمل كلياً مسألة الإنتاج المحلي. هذه السياسة أثبتت فشلها، إذ انهار الاقتصاد بعد أعوام طويلة من الفساد والرشوة وغياب الرؤية الإستراتيجية المالية والاقتصادية. وفقدت العملة اللبنانية أخيراً أكثر من 90 في المئة من قيمتها الشرائية وأقفلت المصارف أبوابها أمام أصحاب الحسابات لتمنعهم من استخدام مدخراتهم مما سبب غضباً شعبياً عارماً. ولم يقتصر الأمر على هذا النحو، بل فُقدت الأدوية من الصيدليات وتدنت الخدمات الصحية إلى أدنى مستوى، وفقدت مادة البنزين والمازوت لتنشط السوق السوداء لبيع المواد الأساسية بأسعار خيالية لا يستطيع معظم اللبنانيين شراءها. وارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى درجة أصبح مستوى الفقر في معدلات غير مسبوقة. إزاء هذا الواقع، تدخل «حزب الله» لملء مستودعات استحدثها بالمواد الغذائية المرسلة من إيران. وقدم بطاقات (نحو 150000) للعائلات المعوزة التي صارت تستطيع الحصول على احتياجاتها الشهرية، وفقاً لأعداد أفراد الأسرة الواحدة، بغية دفع الجوع عنها في ظل غياب دور الدولة التي وجدت نفسها عاجزة عن السيطرة على قرارات المصرف المركزي. وبدأ الحزب بتقديم خدمات طبية عبر مؤسسات تابعة له مثل «الإمداد» ومؤسسة الشهيد. وانخرط في تحسين البيئة عبر اتحاد البلديات في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. وهو يقدم مساعدة للقوى الأمنية والقضائية وللحراسات الليلية منعاً للسرقات التي ارتفع معدلها في ظل الوضع الاقتصادي الحرج، إضافة إلى دعمه مكافحة المخدرات وملاحقة الجريمة في المناطق التي يوجد بها. ووعد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بتقديم مادة البنزين والمشتقات النفطية إذا لم تحل الأزمة التي تسببت بطوابير طويلة على المحطات وإذا لم تتغير السياسة النقدية ويفرج مصرف لبنان عن الاعتمادات اللازمة لشراء المادة الضرورية للتنقل. وقال بصراحة إن إيران توافق على بيع لبنان المحروقات بالليرة اللبنانية. إلا أن لا أحد في لبنان يجرؤ على إغضاب أميركا وشراء النفط من إيران حتى على حساب إغضاب الشعب وإبقائه دون المادة الحيوية. وتالياً، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن خزائن «حزب الله» ستمتلئ بالأموال من جراء إحضار مادة البنزين والفيول أكثر مما هي تمتلئ الآن من بيع المواد الغذائية والخدمات الطبية التي تقدمها طهران لحليفها في لبنان. هذا يعني أن الانهيار المتمادي في سعر صرف الليرة وتناسل الأزمات ومشاهدة «حزب الله» يتخلى شيئاً فشيئاً عن استلام الأموال من مموله الرئيسي، سيكون وقعه إيجابياً على الحزب وبيئته الحاضنة، ويمكنه تالياً من «كسب القلوب» إذا ما قدم خدمات فشلت الدولة عن تأمينها. كل محاولات أميركا وأموالها التي صرفت في لبنان ذهبت إلى جماعات موالية لها وليس لمقارعة «حزب الله»، وتالياً فإن واشنطن، بحصارها على سورية (تؤثر العقوبات في شكل مباشر على لبنان) وبدعمها حلفاء تدور شبهات حول تورطهم في الفساد واستمرارها في محاصرة «حزب الله»، فإنها تحصد النتيجة العكسية تماماً. لم تتعلم الدول العظمى من التاريخ الذي يعيد نفسه: فاحتلال أفغانستان والعراق وجزء من سورية ومحاصرة إيران ولبنان، أعطى دفعاً نادراً للمحور الذي يرفض الهيمنة الأميركية. وتالياً الأجدى بأميركا أن تدع المنطقة وسكانها وحكامها لشأنهم ليحلوا مشاكلهم من دون التدخل، الذي يساعد إيران على بسط نفوذها أكثر من أي وقت مضى!

عون يلوّح بـ«خيارات» لبنانية إذا رفضت إسرائيل استئناف مفاوضات ترسيم الحدود... دعا الوسيط الأميركي إلى الدفع نحو محادثات «عادلة ونزيهة»

بيروت: «الشرق الأوسط» ..... لوّح الرئيس اللبناني ميشال عون أمس (الاثنين) بـ«خيارات عديدة» لدى لبنان، في حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، طالباً من الوسيط الأميركي «الدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة من دون شروط مسبقة». وتوقفت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية تحت رعاية الأمم المتحدة وإشرافها، وبوساطة وتسهيل أميركيين، في شهر مايو (أيار) الماضي، إثر انعقاد الجلسة الخامسة بعد تدخل أميركي. واصطدمت المفاوضات بشروط إسرائيلية مسبقة أطاحت بالجلسة السادسة التي كان يُفترض أن تنعقد في 5 مايو الماضي. وتحرك الجانب الأميركي أمس على خط المباحثات لإعادة استئناف المفاوضات، وزار بيروت حيث التقى الرئيس ميشال عون قبل زيارته إلى تل أبيب. وخلال لقائه مع عون، أبلغ الرئيس اللبناني الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر السفير جون دوروشيه «رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول إلى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد إلى القوانين الدولية». وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي أن «يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة ومن دون شروط مسبقة لأن ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة إلى الحق الذي يسعى لبنان إلى استرجاعه». وأعرب عون عن أمله في أن «تلقى المساعي التي سوف يبذلها السفير دوروشيه مع المسؤولين الإسرائيليين، نتائج إيجابية آخذين في الاعتبار وجود حكومة جديدة في إسرائيل، الأمر الذي يتطلب ربما جهداً إضافياً لعدم حصول المزيد من التأخير في المفاوضات التي لا يمكن لإسرائيل أن تفرض وجهة نظر أحادية على مسارها». وشدد الرئيس عون على «انفتاح لبنان على الأفكار المطروحة ضمن إطار السيادة اللبنانية الكاملة براً وبحراً»، لافتاً إلى أن «لدى لبنان خيارات عدة في حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات». وكانت الجلسة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة عقدت في 4 مايو الماضي في مبنى تابع لها في الناقورة في أقصى جنوب غربي لبنان، بعد 5 أشهر على تعليقها إثر سقوف المطالب المرتفعة التي رفعها الجانبان في وقت سابق، قبل أن يتدخل الجانب الأميركي، وهو الوسيط والمسهّل في هذه المفاوضات، ليسهل استئنافها. وقالت مصادر لبنانية في ذلك الوقت إن الوفد اللبناني ذهب إلى الجلسة الخامسة بإيجابية لتقديم طروحاته المستندة إلى الحيثيات القانونية والجغرافية، لكنه فوجئ في الجلسة بأن رئيس الوفد الأميركي طلب أن يكون التفاوض محصوراً فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعَين لدى الأمم المتحدة، وهما الخط رقم (1) والخط رقم (23)، أي حصر النقاش في نزاع جغرافي تبلغ مساحته 860 كيلومتراً، وذلك خلافاً للطرح اللبناني الذي يقول إن مساحة النزاع تصل إلى 2290 كيلومتراً إلى النقطة (29). وعلقت المفاوضات على أثر ذلك الطرح.

بري: التمسّك بشروط تعجيزية يعقّد تشكيل الحكومة.... «حزب الله» ينتقد «التلطي خلف المصالح السياسية والمذهبية»

بيروت: «الشرق الأوسط»... قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن «تمسك البعض بشروط تعجيزية ستزيد في تعقيد الأمور وليس انفراجها»، وذلك إثر التأزم السياسي على خلفية الفشل في التوصل إلى حل ينهي معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية، فيما أعلن «حزب الله» تمسكه بمبادرة بري منتقداً «التلطي خلف المصالح السياسية والمذهبية من أجل تحقيق مآرب شخصية». ويدعم «حزب الله» كما تيار «المستقبل» ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، مبادرة بري التي تسعى إلى تشكيل حكومة مؤلفة من 24 وزيراً موزعة بالتساوي (8+8+8) على التحالفات السياسية ولا تمنح أي فريق ثلثاً معطلاً. وتستمر اتصالات بري مع القوى السياسية لحل أزمة تسمية الوزيرين المسيحيين ومنح ثقة كتلة «التيار الوطني الحر» النيابية للحكومة العتيدة في البرلمان. ويقول «المستقبل» إن مبادرة بري لا تزال قائمة. وأعرب بري أمس في حديث تلفزيوني عن «انزعاجه الشديد من الأوضاع الراهنة»، ووصف استمرار حال التردي بأنه «سيؤدي إلى خراب كبير لا تحمد عقباه»، مؤكداً أنّ مبادرته في نسختها الثالثة للحل والخروج من المأزق السياسي والحكومي الحالي «تحظى بموافقة عربية وإقليمية ودولية وغربية، بما فيها فرنسا». لكنه أعرب عن قلقه البالغ من أن «تمسك البعض بشروط تعجيزية سيزيد في تعقيد الأمور وليس انفراجها»، مؤكداً أنه من موقعه رئيساً لمجلس النواب «حريص جداً على احترام الدستور وتطبيقه ولن أسمح باستهدافه أو تجاوزه أو خرقه تحت أي مسميات». ويلاقي «حزب الله» رئيس البرلمان في مسعاه ويدعم مبادرته. ورأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، أن «لبنان اليوم أمام معضلات كثيرة، والمعضلة الأساسية هي ثقافة سياسية تستسيغ النفاق والتلطي خلف المصالح السياسية والمذهبية من أجل تحقيق مآرب شخصية». وقال في تصريح إن «المشكلة ليست في النقاط التي يقال إنها محل خلاف، إننا نواجه بعض السياسيين الذين يريدون تحقيق مآرب شخصية لم يتمكنوا من تحقيقها في الأيام العادية ويتوسلون عذاب الناس وألمهم لتحقيقها». وأضاف «حينما نتحدث عن المبادرات، وتحديدا المبادرة التي يصر عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري و(حزب الله) ومعهم كل الحريصين على إخراج البلد من مأزقه، نرى أن البعض يدفع باتجاه التيئيس فيما نحن ندفع باتجاه الأمل، فهناك خطابان في لبنان». وانتقد صفي الدين معرقلي تشكيل الحكومة من دون تسميتهم، قائلاً: «البعض، ربما لا يدرك أن رهاناته التي يعتمدها ولو على حساب الناس ووجعهم ستغرقه وتغرق البلد معا. إننا نتمسك بالمبادرات المتتالية والمحاولات التي نأمل منها أن تخرج البلد مما هو فيه، حتى لا نصل إلى الارتطام بالصخرة التي إذا ارتطم بها الوضع اللبناني فسيكون لبنان أمام كوارث حقيقية». وقال: «مخطئ من يظن أن تمسكنا الدائم بالمبادرات يعطيه المزيد من الوقت»، مشددا على «الإسراع في الحل لتلبية الاحتياجات الضرورية للناس»، ومؤكدا أن «السياسة يجب أن تكون في خدمة مصالح المواطنين وليس العكس». وأضاف «المناورات السياسية تنتهي عند الصالح العام والمصالح الكبرى، وبالتالي من يتلاعبون بالمناورات السياسية والشروط والشروط المضادة، عليهم أن يعرفوا أنهم يتلاعبون بكرامة اللبنانيين والمصالح الوطنية». بدوره، حذّر المكتب السياسي لـ«حركة أمل» من «النتائج الكارثية لتعطيل مبادرة لبنان التي بناها الرئيس نبيه بري على ركائز المبادرة الفرنسية لتكون بوابة حكومة إصلاح تنقذ البلد وتضعه على سكة الخروج من أزماته». ورأى في بيان عقب اجتماعه الدوري، أنه «في اللحظة التي يحتاج فيها لبنان واللبنانيون إلى حكومة ومؤسسات فاعلة تعيد حضور الدولة كناظم وراعٍ لشؤون المواطنين، لا يزال البعض يمعن في ضرب القواعد الدستورية بمحاولة خلق أعرافٍ جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها اتفاق الطائف، مما يعطّل قبول مهمة فيها نسف للأصول والأعراف، وتضع البلد في مواجهة مخاطر جمّة وتعطل أداء المؤسسات وتغطي بالشعارات والمزايدات الشعبوية والبيانات والتسريبات الإعلامية التي لا يمكن أن تلبي احتياجات الناس بل تسبب مزيداً من الانهيار على الصعد كلها»، مضيفاً أن اللبنانيين «هم بأمسّ الحاجة إلى وجود من يتحمل مسؤولية الرد على التحديات التي يواجهونها في قضاياهم وأوضاعهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنقدية التي حولّت اللبنانيين إلى متسولي حبة دواء ولتر محروقات ورغيف خبز وانفلات سعر الدولار الأميركي من عقاله وغياب الإجراءات التنفيذية الرادعة والمانعة للانهيار النقدي الشامل، وعدم التزام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها وتحمل مسؤولياتها في رفع الغبن والظلم عن الناس».

- الراعي: أصعب محنة

ووصف البطريرك الماروني بشارة الراعي الأزمة القائمة بأنها «أصعب محنة يعيشها الشعب بسبب إهمال كامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة». وقال في افتتاح سينودس الكنيسة المارونية أمس (الاثنين)، إن «عدم تأليف الحكومة يعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية، ويتفشى الفساد في إداراتها العامة، ويحتضن التهريب عبر معابرها الشرعية واللاشرعية بل وفي مرافقها من مطار ومرافئ». وأكد أن «هذا الواقع أفقر نصف الشعب اللبناني، وقضى على الطبقة الوسطى، وأتاح لقلة أن تصبح أكثر ثراء، وهجر خيرة قوانا الحية».

 

 



السابق

أخبار وتقارير... حفل شواء لزعماء «السبع» يثير الجدل..«مجموعة السبع» تدعو الصين إلى «احترام حقوق الإنسان»..قمة السبع: نتائج دون الآمال... بايدن يتطلع للعمل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة.. بايدن: روسيا تحت حكم بوتين قد تكون أضعف مما تبدو.. نتنياهو... خارج السلطة..الآلاف يحتفلون في إسرائيل بالإطاحة ببنيامين نتنياهو..

التالي

أخبار سوريا.... بوتين: يجب تقديم المساعدات الإنسانية لكل سكان سوريا عبر حكومة البلاد.. الأسد يستقبل وفدا من المؤتمر القومي الإسلامي..إيران تعزز قاعدتها شرق حلب مقابل حلفاء أميركا....واشنطن تدعو لوقف نار شامل... سوريا «حاضرة» في الاجتماعات الثنائية على هامش قمة «الناتو»... تركيا تحشد دول الحلف ضد المقاتلين الأكراد...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,739,083

عدد الزوار: 6,911,639

المتواجدون الآن: 110