أخبار لبنان... وداعاً مستشفى العرب.. مخاوف من انهيار النظام الصحي!....برّي يجدّد مساعيه الحكومية مطلع الأسبوع.. بكركي مقرّ "الشرعية" ونقطة ارتكاز "الاستقلال الثالث".... مذكّرة سرية من رياض سلامة لتطبيق الحصار على سوريا...هل يزور أبوالغيط بيروت قريباً؟... حسان دياب يدعو إلى تحديد سقف تصريف الأعمال و«حزب الله» مصدوم من «لقاء الاثنين»...في ذكرى انتخابه العاشرة: فتح معركة خلافة الراعي...

تاريخ الإضافة الخميس 25 آذار 2021 - 3:34 ص    عدد الزيارات 1988    التعليقات 0    القسم محلية

        


وداعاً مستشفى العرب.. مخاوف من انهيار النظام الصحي!....

برّي يجدّد مساعيه الحكومية مطلع الأسبوع.. واهتمام دبلوماسي بحركة السفير السعودي....

اللواء.....يمعن «الطاقم السياسي» القابض على ما بقي من مقدرات في البلد، في نهج «نفض اليد» مما يجري، والذهاب عبر كتله وتياراته باسداء النصائح، بضرورة تشكيل حكومة، في وقت «تكذّب» فيه الوقائع، كلام البيانات، على وقع فلتان موصوف في ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وتخبط في أسعار السلع الغذائية، واستشراء الفوضى في السلع المدعومة، التي تتحوّل إلى «مادة صراع» عليها في المحلات و«السوبرماركات» أو تهريبها إلى الخارج مع بروز مؤشرات جدية عن إمكان انهيار النظام الصحي، على المستويات كافة، من رفع أصحاب المستشفيات الخاصة الصوت، إلى هجرة الأطباء الأكفاء في البلد إلى بلدان اوفر دخلاً وأمناً واستقراراً. وفي معلومات «اللواء» ان ما يزيد عن 100 طبيب من أطباء الجامعة الأميركية تركوا العمل في المستشفى، والعيادات الخاصة، وغادروا بيروت إلى المملكة العربية السعودية وأبو ظبي، والبحرين وكردستان العراق. ومع هذه الوقائع الخطيرة، يفقد لبنان خاصية تاريخية لازمته، بأنه مستشفى العرب، حيث كان المرضى، من سوريا والعراق والخليج يقصدونه للاستشفاء والراحة، وتلقي العلاجات في الأمراض المستعصية واجراء العمليات الجراحية. والانهيار الصحي، وهو الأخطر، برز أمس مع إعلان وزير الصحة حمد حسن من دمشق ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى توجيهاته بضخ 75 مليون طن أوكسجين إلى لبنان، بعد نفاد هذه المادة من لبنان، ليلتقط القطاع الطبي انفاسه، على مدى ثلاثة أيام، بمعدل 25 طناً يومياً. وبدأت أزمة الاوكسجين مع ارتفاع أسعار الدولار، وزادها المنخفض الجوي، الذي اعاق وصولها. وإذا كان رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي كشف ان لا علم له بأزمة أوكسجين، ولم يبلغه نقيب المستشفيات بذلك، الا انه تخوف من انقطاع المصل من الأسواق والصيدليات والمستشفيات. وفي شأن وضع فيروس كورونا في لبنان، عبر عراجي عن تخوفه من الأسابيع المقبلة «حيث لن يتمكن الناس من إيجاد مكان في المستشفيات نظرا لإرتفاع عدد الإصابات وقد لاحظنا في الأيام الماضية أن هناك إصابات في أعمار ما دون الخمسين وأغلب الوفيات كانت في الأيام الماضية ما دون الـ ٦٠ عامًا»، مشيرا الى أن «سبب ارتفاع الإصابات مرده الى عدم التزام المواطنين بالإجراءات وكذلك عدم تطبيق الدولة للإجراءات بشكل حازم». وبقيت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي في بيروت وليد بخاري في واجهة الاهتمام، فهو استقبل في مقر اقامته باليرزة السفيرة الأميركية دورثي شيا. وجرى خلال اللقاء بحث مجمل المستجدات الراهنة بالإضافة إلى تأكيد للرؤية المشتركة التي تجمع البلدين الصديقين. كما إستقبل بخاري سفير دولة الكويت عبد العال القناعي. وجرى خلال اللقاء تأكيد الجانبين على وقوف دول الخليج العربي بجانب مطالب الشعب اللبناني المحقة بالإضافة إلى عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين بلبنان وأهله. وكان السفير السعودي التقى سفيرة فرنسا آن غرييو. والقاسم المشترك في اللقاءات، مناقشة المأزق السياسي، المتعلق بتأليف الحكومة، فضلاً عن الأزمات المتلاحقة بكل الاتجاهات، وعلى مختلف الصعد. وتفاعلت التسريبات، غير الصحيحة، التي رافقت زيارة السفير بخاري إلى بعبدا، وعليه، تؤكد مصادر متابعة لمجريات اللقاء الذي جمع بين الرئيس عون والسفير بخاري لـ«اللواء» أن كل ما ورد في بعض الصحف والإعلام اللبناني لا يمت للحقيقة بصلة. وتشير المصادر الى أن هذه الزيارة جاءت في إطار تسهيل عميلة تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء. كما تفيد المصادر بأن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة نداءات ملحة ومتكررة من قصر بعبدا وسفير المملكة لبى النداء إحترامًا لموقع رئاسة الجمهورية، الموقع المسيحي الأول. وفي السياق، نقلت الـOTV عن النائب جورج عطا الله قوله لدى سؤاله عن دقة ما نشر من ان الرئيس عون قال للسفير بخاري ان الحريري بلا وفاء. وقال عطا الله: انطلاقا من معرفتي الشخصية بالرئيس عون اؤكد انه لا يدخل بالامور الشخصية ولا يفتح ملفات كهذه.

الإنسداد الحكومي

ويحضر الإنسداد الحكومي في القمة الأوروبية - الأميركية في بروكسيل اليوم، التي تتناول مسائل مشتركة كالموجة الثالثة من متحورات «كوفيد 19» (Covid -19) واتفاقية المناخ، وغيرها، من زاوية طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للوضع في لبنان. ولم تشهد الساحة السياسية اي تحركات مهمة لاخراج ازمة تشكيل الحكومة الجديدة من دوامة التعطيل التي تسببت بها الممارسات اللامنطقية وتجاوزات رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولم تنفع كل محاولات استدعاء بعض السفراء العرب والاجانب لتغطية العزلة التي يواجهها عون او لتجاوز المأزق الذي يتخبط فيه جراء ما حصل مؤخرا. وبرغم الحركة الديبلوماسية اللافتة للسفير السعودي بالامس، توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان تعاود اتصالات التشكيل مع مطلع الاسبوع المقبل بعد أن تكون الأجواء السياسية المتشنجة قد هدأت، وبالامكان تحريك عجلة الوساطات بين بعبدا وبيت الوسط من جديد،إذا توافرت الرغبة لدى المعنيين بعملية التشكيل في إبداء التعاون الجدي والايجابي لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الوزارية، ولم تستبعد المصادر ان يتولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعادة تفعيل مبادرته من جديد برغم البرودة والصد التي قوبلت بها هذه المبادرة من الفريق الرئاسي، في محاولة لتحقيق اختراق ملموس في جدار التشكيل. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الأبواب الحكومية موصدة والنوافذ التي تسمح بخرق ما بدورها مغلقة ما يؤشر إلى أن  لا شيء جديدا ولا حتى معطيات يمكن البناء عليها كما أن التحركات خجولة جدا ولا يمكن الركون إليها لافتة إلى أن هناك انتظارا لتهدئة الأجواء السلبية بعد اجتماع الاثنين بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.  ولفتت المصادر إلى أن موضوع تفعيل حكومة تصريف الاعمال حدده أو بالأحرى حسمه رئيس حكومة تصريف الأعمال وبيانه واضح، لكن المصادر نفسها قالت أن الرئيس حسان دياب يعقد ويشارك في كل الاجتماعات متى دعي إليها ولا يمانع أي اجتماع لمتابعة أي ملف ومن هنا اتت تلبيته لدعوة عدة اجتماعات مالية وغيرها في قصر بعبدا وكذلك حضوره اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي يتوقع انعقاده قريبا لبحث عدة أمور ذات صلة بمهامه. وذكرت مصادر متابعة عن قرب لحركة الرئيس سعد الحريري انه على موقفه من تشكيل الحكومة بينما التعطيل هو خارجي والارجح لعدم وجود ضوء أخضر ايراني لتشكيلها، وقد مررنا سابقاً بهذه التجربة.عدا عن اقتراح او شروط السيد حسن نصر الله لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً، بما يضمن بقاء الثلث الضامن بيد الرئيس ميشال عون. لذلك لا نتوقع اي خطوة جديدة وجدّية لتشكيل الحكومة، ولا زيارة للحريري الى بعبدا، ما لم يحصل تطور كبير بتغيير جذري في موقف الرئيس عون.وما عدا ذلك من كلام عن مبادرات جديدة خارجية هي من قبيل التكهنات أو التحليلات أو الاستنتاجات، طالما ان قرار منع التشكيل بيد ايران وحزب الله. الى ذلك، اصدر رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بياناً اكد فيه «إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة، في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة». وقال: إن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصرا هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقا.  اضاف: أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة. إن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جدا، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر. تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون جميع المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية. من جهتها، أعلنت ​كتلة الوفاء للمقاومة​، في بيان ​، ان «​تشكيل الحكومة​ يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما ادرك الشعب خطورة الانهيار الشامل».

الجلسة العامة

إلى ذلك يعقد مجلس النواب جلسة عامة قبل ظهر الاثنين المقبل وعلى جدول أعماله بندين فقط، الأوّل يتعلق بالسلفة المالية المطلوبة لمؤسسة كهرباء لبنان والذي أقرته اللجان النيابية المشتركة. والثاني اقتراح القانون المتعلق بالأموال المنهوبة والذي أقرته اللجان أيضاً. ويتوقع ان يطرح من خارج جدول الأعمال اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تمديد المهل الذي ينتهي العمل به مع نهاية هذا الشهر. ماليا، أصدر مصرف لبنان تعميما يقضي بتمديد القرار الاساسي رقم 13221 المتعلق بالإجراءات الاستثنائية بشأن السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الاجنبية لغاية 30 أيلول المقبل. (وفق التعميم رقم 151 المتعلق بسحب الدولار على سعر 3900 ليرة) وفي سياق معيشي آخر، أعلنت المديرية العامة للنفط، انها ستعمد إلى إصدار جداول تركيب الأسعار لمواد البنزين والمازوت والغاز المنزلي، مرتين اسبوعياً، الأولى مطلع الاثنين، والثانية مطلع الخميس، أي قبل نهاية الأسبوع.

33600 جرعة من «أسترازينكا»

وعلى صعيد تسلم لبنان اليوم 33600 جرعة من لقاح «أسترازينكا» كدفعة أولى وصلت، مساء أمس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت على متن طائرة تابعة للامارات العربية المتحدة، بإشراف المدير العام لوزارة الصحة العامة بالإنابة فادي سنان وممثلين لمنظمة «اليونيسف» ووفد من اللجنة الوطنية اللبنانية لإدارة اللقاح من وزارة الصحة. وقال سنان: «نستقبل اليوم الدفعة الأولى من لقاحات أسترازينكا وهذا يمثل انعطافة إيجابية في مسار مكافحة وباء كورونا». وأكد أن «لقاح أسترازينكا من إنتاج إحدى الشركات الرائدة عالميا»، مؤكدا أنه «من اللقاحات الجيدة جدا وخاضع لاختبارات عدة، رغم كل المشككين»، وقال: «إن وزارة الصحة العامة لا تستقبل أي لقاح، إلا إذا كان حائزا على قبول اللجنة الوطنية اللبنانية واللجان العالمية ومنظمات عالمية كمنظمة الصحة العالمية». وأعلن أن «أسترازينيكا آمن وفعال، وسيصل إلى لبنان 130 ألف لقاح مع بداية نيسان المقبل»، وقال: «في الأيام المقبلة، سيصل مزيد من اللقاحات عبر القطاع الخاص سواء أكان من سينوفارم أم سبوتنيك». أضاف: «كوزارة صحة، نؤدي واجباتنا لمواجهة هذا الفيروس، ونتمنى من أهلنا وشعبنا القيام بواجباتهم عبر التسجيل على المنصة لتحقيق المناعة المجتمعية في لبنان». أضاف: «كوزارة صحة، نحن موعودون بتأمين ما يقارب مليونين وسبعمائة لقاح عبر منصة كوفاكس، إضافة الى مليونين ومئة ألف لقاح عبر شركة فايزر، وخمسمئة ألف لقاح من استرازينكا الى القطاع الخاص، و750 ألف لقاح إضافية من فايزر».

448721 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3856 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و53 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 448721 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

بكركي مقرّ "الشرعية" ونقطة ارتكاز "الاستقلال الثالث"... دياب "يتمرّد" على نصر الله: "مين باعك بيعو"!..

نداء الوطن....بخلاف ما يحاول جاهداً محور الممانعة تظهيره من صلابة وانتصارات وفتوحات مترامية في المنطقة، لم تعد خافية المؤشرات الدالة على عمق الأزمات التي يكابدها هذا المحور على امتداد الإقليم، حيث يتكرر المشهد نفسه في مختلف الساحات الواقعة تحت سطوته، إفلاساً وجوعاً وانهيارات متدحرجة، اقتصادياً ومعيشياً ومالياً، من طهران إلى صنعاء ودمشق وبيروت... إلى درجة بلغ معها "حزب الله" مرحلة مشهودة من العجز والتخبط على مستوى إدارة الأزمة الطاحنة التي تتهدد ركائز سلطته في لبنان. عملياً، لا يزال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "مايسترو" المنظومة الحاكمة بلا منازع، ولا تزال ترسانة سلاحه الضابط الأكبر لإيقاع هذه المنظومة، لكن مع تعاظم حجم الاهتراء الضارب في البنية التحتية لأرضية حكمه، بدأت علامات التضعضع تتجلى على "غرفة التحكم والسيطرة" التي يديرها في البلاد، فلم يعد "وهج السلاح" قادراً على رصّ الحلفاء في نظام مرصوص... كما حصل حيال إطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة التي سرعان ما ذبل زرعها فحصدت خيبة "أمل" في عين التينة مع انتفاضة الرئيس نبيه بري لمكانته، رافضاً سياسة "الإملاء" عليه في الملف الحكومي و"التعليم" عليه في قضية حاكم المصرف المركزي، وصولاً بالأمس إلى "تمرّد" رئيس حكومة 8 آذار حسان دياب على تعليمات نصرالله بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال. فعلى قاعدة "مين باعك بيعو"، رأت مصادر سياسية أنّ دياب "لم يفوّت الفرصة في رد الصاع صاعين لقوى الثامن من آذار التي تخلت عنه بعد انفجار المرفأ، وقد وجد في ورقة "تصريف الأعمال" ضالته المنشودة، فكانت ورقته الرابحة للتقرّب من نادي رؤساء الحكومات والبيئة السنية عموماً، وللانتقام في الوقت عينه من قوى السلطة التي باعته وحكومته بثمن سياسي بخس واليوم عادت لتطالبه بإعادة تعويمها"، لافتةً إلى أنّ جواب رئيس حكومة تصريف الأعمال أمس أتى رداً غير مباشر على نصرالله ليقول له ما مفاده: "حلّوا مشاكلكم بعيد عنّي"، معيداً الكرة إلى ملعب الأكثرية النيابية بتشديده على أنّ "المشكلة بالتأليف وليس بالتصريف"، وعلى وجوب الاستحصال من مجلس النواب على "تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة". وفي الغضون، تتزايد تشققات "التفليسة" على أرضية الطبقة الحاكمة، وآخر عوارضها خلال الساعات الأخيرة "فبركة" كلام منسوب للسفير السعودي وليد بخاري خلال لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، في سياق حوار "هزليّ هزيل" لم يجد أمامه بخاري ما يرقى لنفيه أكثر من "إعادة تغريدة" تدحض التسريبات العونية، ما أحرج دوائر الرئاسة الأولى واضطرها إلى نفي تسريباتها المفبركة بنفسها مساءً عبر شاشة "أو تي في" على لسان أحد أعضاء تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله. ومقابل هذا المستوى الفضائحي والركيك الذي بلغه العهد في إدارة دفّة الجمهورية في ظل أداء رئاسي يمعن في إغراق البلد أكثر فأكثر في مستنقع الفشل والعجز والتبعية للوصاية الإيرانية، تحوّلت بكركي إلى أشبه بمحجة للقوى السيادية والسياسية من مختلف الطوائف والمذاهب باعتبار الصرح البطريركي أصبح يمثل "مقرّ الموقف الوطني الصلب، شبه الوحيد الباقي الذي يعبّر عن شرعية لبنان واستقلاله وسيادته وحرية اللبنانيين"، كما عبّر النائب نهاد المشنوق أمس إثر لقائه البطريرك بشارة الراعي، داعياً إلى "تجمّع القوى السياسية الجديدة والقديمة للوقوف إلى جانب مبادرة البطريرك، في ما يتعلّق بمسألتي الحياد والمؤتمر الدولي، لأنه الخيار الوحيد أمامنا، لتحرير لبنان من الإحتلال السياسي الإيراني"، مع التشديد على أنّ الراعي هو "بطريرك الاستقلال الثالث" وهو كان "دقيقاً جداً حين حدّد الاستراتيجية الدفاعية كمخرج وحيد" للأزمات التي يعيشها البلد.

مذكّرة سرية من رياض سلامة لتطبيق الحصار على سوريا: بيروت تختنق ودمشق تردّ بالأوكسيجين

الاخبار...المشهد السياسي ... مرة جديدة تُثبِت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. رغم ما تعانيه سوريا من كارثة في مواجهة وباء كورونا، لم تتأخر في مدّ يد العون لجارتها التي كادَ «الأوكسيجين» ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك نجِد في الداخل من يفضّل قتل الناس على هذه المساعدة... نكاية لا أكثر...... على الرغم من كل الحصار التي تتعرّض له سوريا بفعل قانون العقوبات عليها، وفي ظل تآمر جزء من اللبنانيين ضدها ومقاطعتهم لها، أثبتت سوريا أنها المتنفّس الأول للبنان، وهي البوابة الوحيدة التي تُفتح في وجهه وقت الضيق. فرغمَ ما تُعانيه هذه الدولة من أزمة حقيقة في مواجهة وباء «كورونا»، لم تتأخر في مد يد العون لجارتها التي كادَ «الأوكسيجين» ينقطِع عنها أمس. مع ذلِك وجِد في لبنان من يفضّل موت المرضى على هذه المساعدةبمساعدة من سوريا، تلافى لبنان كارثة حقيقية تمثلت في انقطاع مادة «الأوكسيجين» في المستشفيات، وكادت تؤدي الى جريمة جماعية، بطلها إهمال الدولة، وأولى ضحاياها هم عدد من مرضى كورونا الموجودين في غرف العناية الفائقة ويحتاجون إلى أجهزة التنفس. بحسب المعلومات، رفَع وزير الصحة حمد حسن الصرخة، متحدثاً الى الجهات المعنية بضرورة التحرك. رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا، إلا بواسطة الوزير وبعض الجهات اللبنانية التي تربطها علاقات وثيقة مع القيادة السورية. لم تتأخر سوريا في الرد على طلب الوزير حسن الذي زارها بشكل طارئ والتقى نظيره السوري الدكتور حسن الغباش، بهدف إيجاد حل سريع لأزمة نقص الأوكسيجين في المستشفيات في لبنان، بعدما تعذر على باخرة محمّلة بالأوكسيجين تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر. وأسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الأوكسيجين، بدءاً من شحنة أولى وصلت مساء أمس، فيما ستصِل البقية خلال ثلاثة أيام، في انتظار أن تكون الباخرة المحمّلة بالأوكسيجين قد تمكنت من الرسوّ وتفريغ حمولتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري، قال حسن إنه «ليس لك عند الضيق سوى الصديق والشقيق، فتمّ الاتصال مباشرة بإخوتنا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء الإيجابية»، مُعلناً تزويد لبنان بـ75 طناً من الأوكسيجين. وللمفارقة، لبّت سوريا نداء الاستغاثة بها رغم أن لبنان يشارك في خنقها. الخنق المتعمّد يمارسه لبنان بحقها، وبحقه، منذ ما قبل صدور قانون قيصر الأميركي. وأتى هذا القانون ذريعة لتصبح السلطة اللبنانية مجرّد منفّذة للتعليمات الواردة من السفارة الأميركية. وكعادته، يتولى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الإشراف على حُسن تنفيذ الأوامر الأميركية، تارة بصفته حاكماً للمصرف المركزي، وطوراً بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي وثيقة سرية أرسلها سلامة بتاريخ 25 شباط الماضي، إلى وزارة الخارجية، ذكّر «الحاكم» السلطات اللبنانية بوجوب الالتزام بقانون العقوبات على سوريا (قيصر)، بعدَ أن أرسلت الوزارة في 15 كانون الثاني 2021 كتاباً إلى هيئة التحقيق التي يرأسها سلامة، تقول فيه إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت كتاباً إلى الوزارة تقول فيه إنها تدرس كيفية معالجة العمليات المرتبطة بتطبيق 3 مواضيع في ظل القانون. وهذه المواضيع هي: شراء الطاقة الكهربائية من سوريا، ربط لبنان بالأسواق العربية عبرَ الأراضي السورية، وتجارة المنتجات الزراعية. وبحسب الخارجية اللبنانية، فإن الجانب الأميركي وافق على طلب لبنان في ما خصّ استثناء التجارة بالمنتجات الزراعية من موجبات القانون. رغم ذلك، ردّ سلامة بالتذكير بالإجراءات التي يجِب على المصارف أن تأخذها التزاماً بما يُسمى «استدراك المخاطر المُحتملة في تعاملها مع المصارف المُراسلة، لا سيما مخاطِر السمعة». كما ذكّر سلامة أيضاً، بأنه سبَق أن أرسلَ في 17 حزيران 2019 كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يُذكّرها بضرورة «اتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة مع السلطات المعنية بخصوص ما وردَ في كتاب السفارة الأميركية عن قيام الحكومة وعدد من شركات النفط الخاصة بتسهيل تزويد النظام السوري بشحنات النفط بما يتعارض مع العقوبات المفروضة على الدولة السورية».

رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التواصل مع سوريا إلا بالواسطة

وكعادتهم، هبّ «جماعة أميركا والسعودية» في لبنان للتعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة، ووصلت معاداتهم لها حدّ تفضيل قتل الناس على قبول المساعدة السورية. من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن «هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة». هارون نفسه الذي يُعدّ من أوائل الذين وقفوا ضد مصلحة سكان لبنان من خلال عدم القيام بواجباته في مواجهة جائحة كورونا، قرر من منطلق سياسي الخروج بنظرية تقول إن لبنان مُكتَف بالأوكسيجين، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع. لاحقاً، استدرك نقيب أصحاب المستشفيات الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه «تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت مساء (أول من) أمس بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً». في جميع الأحوال، تُشكّل خطوة دمشق أمس رسالة عملية إلى ما يمكن القيام به، على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات في لبنان، كما في سوريا، صحياً واقتصادياً. الخطوات التي قد يُضطر لبنان، رسمياً أو خارج الإطار الرسمي، إلى اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ستخفف بلا شك من حدة الانهيار، أو على الأقل، من سرعة الانحدار نحو القعر.

«دومينو» الانهيار في لبنان يسابِق ترتيب «أحجار» التفاهمات الخارجية... هل يزور أبوالغيط بيروت قريباً؟...

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |.... - سورية تزود لبنان... بالأوكسجين... لن يخرج لبنان قريباً من تأثير «الصدمة السلبية» التي أحْدثها انقطاع «الخيْط الرفيع» الذي كان يُبْقي على «خط الرجعة» في العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، في وقت يبدو «دومينو» الانهيار أسرع من أي حلول خارجية يَبْقى إمكان ترتيبُ «أحجارها» مرتبطاً بالصراع الكبير في المنطقة الذي بات أشبه بـ «بازل» يصعب تحقيق تَوافُقاتٍ بين اللاعبين المؤثّرين حول «ساحة» منه بمعزل عن الأخرى. وهذه الخلاصة التي سادت الكواليس السياسية في بيروت أمس، جاءتْ في سياق «تَعَقُّب» آفاق الحركة الداخلية ما بعد «الاثنين الصاعق»، في موازاة إدارة سفراء عرب وأجانب محركاتهم على شكل لقاءاتٍ مكثفة مواكَبةً للمرحلة الخطيرة التي دخلها لبنان والتي استوجبتْ «تأهباً» عربياً - دولياً ستكون له تتمات في الساعات المقبلة. وإذ تنتظر بيروت زيارة قد يقوم بها في الأيام المقبلة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أو موفد من الجامعة، لاستكشاف إمكان الاضطلاع بدورٍ توفيقي على قاعدة المبادرة الفرنسية، سيحضر الملف اللبناني في القمة التي يعقدها قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم وغداً في بروكسيل ‏(عبر تقنية الفيديو) ويُشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بناء على طلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان أعلن «اننا سنحتاج في الأسابيع المقبلة، بوضوح شديد، إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا» حيال لبنان، قبل أن يحضّ وزيرُ خارجيته دول الاتحاد على «عدم الوقوف مكتوفين ولبنان ينهار». وترى أوساط واسعة الاطلاع، أن رفْع منسوب الإحاطة الخارجية بالأزمة اللبنانية والذي تَرافق مع تسريباتٍ عن أن موضوع العقوبات الأوروبية - الأميركية يجري «تسخينه»، يبقى عنصرَ ضغطٍ كفيلاً بتعديل الموازين التي اختلّت بقوة مع «الانقضاض الناعم» على مرتكزات المبادرة الفرنسية والذي عبّرت عنه مقاربة عون سواء بالتمسك بـ «نموذج» حكومة المحاصصة الحزبية ولو بوجوه غير حزبية أو بدفْع الحريري نحو الاعتذار كـ «أهون خيار»، ولكن هذا الضغط لن يكون كافياً لاستيلاد حلولٍ لا يمكن بلوغها بمعزل عن «الضوء الأخضر» من إيران التي لا تختار دخول التسويات كما المعارك إلا «في التوقيت والمكان المناسبين». وتعتبر الأوساط أن الخطاب المفصلي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله قبل أسبوع، شكّل مؤشراً واضحاً ليس فقط لعدم استعدادٍ إيراني للمرونة في الواقع اللبناني بل إلى قرار بالتشدّد على صعيد الإمعان في ربْط بيروت بـ «محور المقاومة» (من باب الخيارات الاقتصادية والمالية) وإحياء صيغة الحكومة السياسية وتوفير «غطاء» لاندفاعة عون بإزاء الثلث المعطّل، وهو ما يتأكّد تباعاً أنه من ضمن مرحلة جديدة من «الهجوم السياسي» الشامل عبّر عنها أمس أمران:

- الأول بيان كتلة نواب «حزب الله» الذي بدا محمّلاً بدعم ضمني إضافي لرئيس الجمهورية، إذ أكد «أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا الاثنين»، معتبراً ان «حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يُطيل عمر الحكومات، والاعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحُكْم». ....

- والثاني، الزيارة المباغتة لوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، لدمشق، مستظلاً أزمة نقص الأوكسيجين في مستشفيات لبنان «التي تكفي ليوم (أمس)»، وفق قوله، وهو ما قوبل في بيروت بعلامات استفهامٍ ولا سيما مع تأكيد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنّ «هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في بلدنا يلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة»، في موازاة كشف البيانات المنشورة من وزارة الصحة أن عدد المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي هو 295 وليس ألفا، كما صرّح حسن، بعد لقائه نظيره السوري حسن الغباش الذي أعلن أنه بتوجيه من الرئيس بشار الأسد سيتم تزويد لبنان بـ75 طناً، تقسَّم 25 يومياً لمدة ثلاثة أيام. وشكر حسن، الرئيس السوري «لأنه سيساهم بإنقاذ لبنان من كارثة، ولو استنفدت الكميات المتبقية، التي كانت حقيقة كافية حتى اليوم (الأربعاء) فقط، لكانت زهقت آلاف الأرواح». وأشار إلى أن «سوء الأحوال الجوية» أعاق وصول «شحنات من مصادر مختلفة الى لبنان خصوصاً عبر البواخر».....

في موازاة ذلك، حرص السفير السعودي وليد بخاري على الردّ «على طريقته»، على التسريبات التي أعقبت زيارته لعون، الثلاثاء. فقد أعاد بخاري على «تويتر» نشر معلومات أوردتها صحيفة «اللواء» ونقلتْ عن مصادر متابعة لمجريات اللقاء، أن كل «ما ورد في بعض الصحف والإعلام اللبناني لا يمت للحقيقة»، مشيرة إلى «أن الزيارة جاءت في إطار تسهيل عميلة تأليف حكومة قادرة على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق من أمن واستقرار ورخاء، كما أتت بعد ثلاثة نداءات ملحة ومتكررة من قصر بعبدا، وسفير المملكة لبى النداء احتراماً لموقع رئاسة الجمهورية، الموقع المسيحي الأول». كما التقى بخاري أمس، سفراء الكويت عبدالعال القناعي، وفرنسا آن غريو، وأميركا دوروثي شيا، وسط تقارير تحدّثت عن «استياء جامع من أداء المسؤولين اللبنانيين حكومياً». وفي هذه الأثناء، برز ما يشبه «قطْع الطريق» الذي قام به رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على الحملة عليه لتفعيل عمل حكومته، وفق ما دعا إليه بقوة نصرالله في معرض الضغط على الرئيس المكلف، إذ أعلن في بيان «ان تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدّم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون كل المعنيين لإنجاز هذه المهمة الوطنية»، معتبراً «ان الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكّد الحاجة لتفسير دستوري هو في عهدة البرلمان الكريم الذي يملك حصراً هذا الحق». ...

لبنان يرفع سعر الرغيف و«يستنجد» بأوكسجين سورية

حسان دياب يدعو إلى تحديد سقف تصريف الأعمال و«حزب الله» مصدوم من «لقاء الاثنين»

الجريدة....مع استمرار التشاؤم الذي يلفّ مسار التشكيل الحكومي على المدى القريب في لبنان، بعد مرور 152 يوماً على ​تكليف​ ​​​​​سعد الحريري​​​​​ تأليفها ​ في 22 أكتوبر الماضي، وفشل الطبقة السياسية كلها، من تحرير ​لبنان​ من أزمته، وسط تقاذف للمسؤوليات والاتهامات بين جميع الأفرقاء، لا تزال الأزمة المعيشية تتفاعل وبشكل خطير أمام الارتفاع الجنوني للدولار مقابل الليرة. في هذا السياق، أعلنت السلطات اللبنانية رفع سعر الخبز المدعوم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد والتي أدّت لانهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، في ثالث زيادة تطال سعر هذه السلعة الأساسية منذ يونيو الماضي. وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة في بيان، إنّ سعر كيس الخبز زنة 960 غراماً ارتفع من 2500 ليرة إلى 3000 ليرة. وبذلك يكون سعر هذه السلعة الأساسية ازداد بأكثر من الضعف منذ مايو الماضي، أي في أقلّ من عام. وعزت الوزارة هذه الزيادة إلى «عدم تشكيل الحكومة ما أدّى إلى انخفاض كبير في قيمة الليرة مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، بالتالي أدّى إلى ارتفاع في أسعار المواد الأولية التي تدخل في انتاج ربطة الخبز». وكانت الوزارة رفعت سعر ربطة الخبز من 2000 إلى 2500 ليرة في فبراير الماضي.

دياب

من ناحيته، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في بيان أمس، «بكل أسف، وبعد مرور 8 أشهر على استقالة حكومتي، لم تنجح الجهود بتشكيل حكومة جديدة تستكمل ورشة الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا بهدف وضع لبنان على سكة الإنقاذ من الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي». وأضاف: «إن الأمور تجاوزت حدود المنطق، وتحوّل تشكيل الحكومة إلى أزمة وطنية، ما أدى ويؤدي إلى تفاقم معاناة اللبنانيين في ظل هذا الدوران السياسي المخيف في الحلقة المفرغة بحثاً عن تسويات لم تفلح في تفكيك عقد تشكيل الحكومة. وبدل أن يتساعد الجميع في الدفع لتشكيل حكومة جديدة، تصاعدت وتيرة المطالبة بتفعيل الحكومة المستقيلة من جهة مقابل تحذيرات من خرق الدستور من جهة أخرى، بينما صدرت بعض الأصوات التي تتهمنا بالتقاعس عن تصريف الأعمال». وقال «إن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكّد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدّد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخّر تشكيل حكومة جديدة. وإن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الذي يمتلك حصراً هذا الحق». وختم دياب بيانه بالقول: «تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدّم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون كل المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية».

«حزب الله»

وفي السياق نفسه، أعلنت الكتلة البرلمانية لـ«حزب الله»، أمس، أن تشكيل حكومة جديدة ضروري لإخراج البلاد من أزمته المالية الحالية، ويمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدد الجميع، وذلك بعدما أدرك الشعب خطورة الانهيار الشامل». وأضافت، أن «لبنان بحاجة إلى الشفافية والتعاون بين قادته وفق النصوص الدستورية من جهة والمرونة التي تقتضيها الإدارة لتحقيق الانجازات من جهة أخرى، وأن مراعاة هذين الأمرين معاً من شأنهما أن يطيل عمر الحكومات». وشددت الكتلة على «أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع ​بعبدا​« في إشارة الى لقاء الاثنين بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.

الأسد

في غضون ذلك، وجه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بتأمين 75 طناً من الأوكسجين كدفعة أولى إلى المستشفيات في لبنان. وأعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش خلال استقباله، أمس، في دمشق وزير الصحة اللبناني حمد حسن، إنه سيتم تزويد لبنان بـ 75 طناً من الأوكسجين، بمعدل 25 طناً كل يوم ولمدة ثلاثة أيام من دون أن يؤثر ذلك على منظومة الأكسجين في سورية». بدوره، قال وزير الصحة اللبناني إن «تأمين الأوكسجين سيساهم في إنقاذ لبنان من كارثة وإنقاذ حياة الكثير بعد خلو مستشفيات لبنان من الأوكسجين». أضاف: «يوجد حالياً ألف مريض على أجهزة التنفس الاصطناعي والكمية الموجودة من الأوكسجين لدينا تكفي اليوم فقط»، مؤكداً أنه «رغم الحاجة وزيادة الطلب على الأوكسجين في سورية جاءنا الرد بالإيجاب ما يثبت أن الرهان على الأشقاء في الأزمات رهان صائب».

مستشفيان لبنانيان يؤكدان عدم وجود نقص في الأكسجين في الوقت الحالي

المصدر: "سبوتنيك" + RT.... روسيا اليوم....قال اثنان من مديري المستشفيات اللبنانية لوكالة "سبوتنيك" إنه يوجد ما يكفي من الأكسجين لديها، وسط أخبار عن نقص بمادة الأوكسجين. وقال الدكتور فراس الابيض، مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، إن المستشفى به موارد أكسجين تكفي لعدة أيام، مؤكدا أن "الكمية المتوفرة لدينا تكفي حتى ترسل لنا الشركة دفعة جديدة". بدوره، أكد الدكتور جان حمصي، مدير عام مستشفى الياس الهراوي الحكومي في مدينة زحلة أن "الوضع على ما يرام، ولم نطلب دفعة جديدة... أعتقد أن لدينا ما يكفي من الأكسجين يكفينا اليوم وغدا". وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الصحة اللبناني حمد حسن إن المرافق الطبية في البلاد تعاني من نقص في الأكسجين وأن ألف مريض لبناني يعيشون على أجهزة التنفس الاصطناعي، وأكد أن الكمية الموجودة من الأوكسجين في لبنان "تكفي ليوم فقط". كما أعلن وزير الصحة السوري، حسن الغباش، أن الرئيس بشار الأسد وجه بتأمين 25 طنا من الأكسجين دفعة أولى إلى لبنان، من أصل 75 طنا ستصل على ثلاثة أيام.

3 أهداف لتحرك عون باتجاه السعودية.... فك عزلة العهد ومحاصرة الحريري والتحضير لخلافة باسيل

الجريدة....كتب الخبر منير الربيع.... تاريخياً قُسّمت العهود الرئاسية في لبنان إلى ثلاث مراحل؛ سنتان لبداية العهد وتركيز الرئيس لأركان حكمه وطرح مشروعه، وسنتان للعمل على تطبيق وتنفيذ هذا المشروع، في حين تخصص السنتان الأخيرتان لاستعدادات العهد المقبل، حيث غالباً ما يعمل الرؤساء على توفير الظروف السياسية المناسبة لمن يؤيد مشروعهم أو ينتمي إلى حزبهم لانتخابه خلفاً لهم. الرئيس ميشال عون شذّ عن هذا العرف؛ إذ بدأ عهده بسلسلة اشتباكات سياسية مع معظم القوى المحلية والخارجية، سعياً وراء توفير الظروف الملائمة لصهره، جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، لخلافته في بعبدا، مما يعني أن معركة السنتين الأخيرتين بدأت منذ اليوم الأول للعهد. شذّ عون عن أعراف الرؤساء الذين سبقوه أيضاً في أنه الوحيد الذي قارب عهده على النهاية، بينما لم يقم، باستثناء زيارة السعودية، بأي زيارة رسمية للخارج، واقتصرت سفراته الأخرى على المشاركة في مؤتمرات الجامعة العربية والأمم المتحدة. كانت زيارة عون للسعودية مفصلية لاستيضاح ملامح عهده، وبحسب ما تكشف مصادر مطّلعة على فحوى الزيارة حينها، فإن السعودية رحبت بشدة بعون، وأبدت كل الاستعداد لمساعدة لبنان، لكن بشرط واضح هو الالتزام بمقررات الجامعة العربية والنأي بالنفس وعدم تبني أي موقف لبناني يؤيد الاعتداءات على أي دولة عربية، خصوصاً على المملكة. تعهد عون بذلك، لكنه لم يف بالوعد. وتكشف المصادر عن لقاء عقد وقتها بين وزيري الخارجية آنذاك السعودي عادل الجبير، واللبناني جبران باسيل، تعهد خلاله الأخير بعدم تبني سياسة «حزب الله» أو إلزام الدولة اللبنانية بها، بالإضافة إلى البحث في الاستراتيجية الدفاعية والالتزام بالنأي بالنفس. عاد الوفد اللبناني من السعودية، ولم يلتزم بأي من التعهدات التي قدّمها. وعلى الرغم من ذلك، تم وضع 22 اتفاقاً استثمارياً بين لبنان والرياض، كان يفترض أن يتم توقيعها، لكن ذلك لم يحصل. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية سعودية فإن السبب وراء ذلك يعود إلى رفض «حزب الله» وعون الدخول في أي تعاون استثماري مع الرياض. لذلك اتخذت السعودية قرارها بوقف دعم لبنان، والذي تحول كدولة إلى منصة لمهاجمة السعودية والاعتداء عليها. هذا الموقف السعودي كان له الأثر الكبير على عزل عون وعدم استقباله في الخارج، وعدم قدرته على القيام بزيارات رسمية لأي دولة. واليوم، وفي حين انطلق عداد السنة الأخيرة من عهده، يبحث عون عن فرص لفك العزلة، التي أوجد نفسه بها، وقرر، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان المقبل على انهيار سحيق، إعادة إحياء العلاقة مع السعودية. وجه عون ثلاث دعوات للسفير السعودي وليد البخاري لزيارته في القصر الجمهوري. لم يستجب السفير في المرتين الأولى والثانية، لكنه في الثالثة وجد نفسه مضطراً بروتوكولياً لإجراء الزيارة، بعدما وجّه عون له دعوة رسمية. وتكشف مصادر مطلعة على اللقاء، الذي جرى بين الرجلين، أن عون حمّل مسؤولية تعطيل الحكومة للرئيس المكلف سعد الحريري، وطلب مساعدة السعودية في الموضوع الحكومي. وتضيف المصادر أن الجواب السعودي كان واضحاً بأن المملكة لا تتدخل بالشأن اللبناني، وهي جاهزة لمساعدة لبنان في حال قرر اللبنانيون مساعدة أنفسهم، بتشكيل حكومة تتلاقى مع التطلعات الدولية وشروط المجتمع الدولي، والعمل على تطبيق الخطة الإصلاحية، والقرارات الدولية وخصوصاً 1559، و1701، والالتزام بالنأي بالنفس. وهو الموقف الذي كرره السفير السعودي في تصريحاته، التي أطلقها من على منبر القصر الجمهوري بعد اللقاء. حركة السفير السعودي استدعت الكثير من الأسئلة المحلية والخارجية، كما فعّلت الحركة الدبلوماسية في بيروت، من خلال لقاءات قام بها سفراء الكويت والولايات المتحدة وفرنسا. ويأتي كل ذلك وسط تهديدات من قبل الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، الذين يتحملون مسؤولية التعطيل واستمرار الانهيار. وكشفت مصادر متابعة أن السعودية تبحث أيضاً احتمال اللجوء إلى فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، وهذا سيكون مدار بحث بين دول مجلس التعاون الخليجي، بسياق متكامل مع المساعي الأوروبية. كل المؤشرات تفيد بأن لبنان مقبل على مرحلة من الجمود السياسي، بفعل عدم قدرة القوى اللبنانية على إنتاج أي حل، وبعد فشل كل المبادرات الخارجية والداخلية. ويبدو أنه ليس أمام اللبنانيين سوى مراقبة الحراك الدبلوماسي في الداخل، والحراك الدولي في الخارج، بانتظار متغيرات إقليمية، لكن المشكلة أن لبنان لا يمتلك ترف الوقت. وإذا كان اللبنانيون لا يملكون القدرة على التأثير في الحراك الدولي والإقليمي، فما الذي يمنع القوى السياسية من التوقف عن اللجوء إلى لعبة شراء الوقت، مرة بتهدئة الجبهات وبالضغط على مصرف لبنان للجم ارتفاع سعر الدولار في الأسواق، ومرة أخرى بالضغط على الجيش والأجهزة الأمنية لمنع حصول أي تظاهرات أو لقمع الانفجار الاجتماعي المتوقع حصوله؟....

في ذكرى انتخابه العاشرة: فتح معركة خلافة الراعي

الاخبار...تقرير هيام القصيفي ... بين طروحات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السياسية وعلاقته بالفاتيكان، يجري التداول بكلام عن بدء أجواء الإعداد لخلافته، علماً بأن هناك مطارنة ناشطين أكثر من غيرهم من المرشحين، في الإعداد لما بعد الراعي.... في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، تسلم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي العصا البطريركية، خلفاً لآخر البطاركة الأتقياء مار نصر الله بطرس صفير. تأتي الاحتفالية هذه السنة في عيد البشارة، حاملة معها «رياح التغيير» في بكركي، على المستوى السياسي وعلى مستوى بدء بعض المطارنة استعدادهم لخلافة الراعي، من دون أن تكون هناك معلومات محسومة عن إمكان تخلّيه عن السدة البطريركية. على المستوى السياسي، يحمل الراعي منذ أشهر خطاباً جديداً مغايراً لذلك الذي أتى به قبل عشر سنوات، واقفاً به بوضوح الى جانب قوى 8 آذار، ولسنوات عديدة، قبل أن يبشّر بـ»ثورة» تغييرية. بحسب أوساط مطّلعة كنسياً وسياسياً، فإن الراعي تلمّس بعض ملامح ما يرسم للبنان، من أفكار دولية حول مستقبل نظامه السياسي، لكنه التقط إشارات غير مرفقة بمعطيات تفصيلية، فطرحها كعناوين كبرى، من دون آليات تنفيذية قابلة للحياة في ساحة معقدة. فالإشارات نقلت ملامح نقاشات دولية حول مستقبل النظام اللبناني والمجموعات فيه، لكنها لا تزال في بداياتها، ولم تتطور لتصبح مشروعاً متكاملاً. استبق الراعي الأمر فطرح أفكاراً للنقاش، لكنها في ظل التشابكات اللبنانية والامتدادات الاقليمية، اصطدمت للتوّ بردود فعل رافضة، خصوصاً من «حلفائه» السابقين. إلا أن هناك جانباً شخصياً أيضاً؛ فالراعي في تلقّفه الاشارات الدولية، إنما أيضاً يعيد تعويم نفسه بطريركاً. فهو من خلال إطلالاته الدورية وطرحه مبادرة تلو أخرى وخطبه الإعلامية شبه اليومية، واستقبالاته والترويج لها عبر مجموعات وشخصيات سياسية، إنما يرسل رسالة الى الفاتيكان تحديداً بأنه لا يزال موجوداً وبقوة، ومتسلحاً بدعم سياسي وشعبي يقف الى جانبه، بعدما طُرحت أخبار عدم الرضى عنه واحتمال طلب استقالته. نجح الراعي في مرحلة استدعاء الفاتيكان للكنيسة المارونية عام 2018، وبدعم من أحد رجال الأعمال اللبنانيين العاملين في الاغتراب مع نافذين فاتيكانيين، في سحب كل ما كان يريده البابا فرنسيس من لقاء هو الاول من نوعه بهذا الحجم مع البطريرك والمطارنة. ومع ذلك، أوصل فرنسيس ما يريده من رسائل، ولعل أولاها عدم ودّه للبطريرك، وهو ما ظهر لاحقاً في السنوات الاخيرة. لكن الراعي ظل يحاول القيام بمبادرات، وبعضها بتأثير من سياسيين لبنانيين، يُسجّل لهم أنهم نجحوا في تأمين استدارته، إن في زيارته السعودية أو في لقاءاته الشرق أوسطية، وصولاً الى خطابه ضد حزب الله والعهد. لكن الظروف مختلفة عن مرحلة 2018، لأن البابا بات حاداً أكثر في نظرته الى بعض ممارسات مؤسسات الكنيسة والرهبانيات، ولأن ظروف لبنان أصبحت معقدة أكثر فأكثر، إضافة الى أن من طبيعة العمل الفاتيكاني أيضاً، في ظل خلافات المطارنة، أن يطّلع الكرسي الرسولي على كل ما يدور في بكركي، وفي الأبرشيات في لبنان والخارج التي ترتبط به مباشرة. وما يجري يعرفه الراعي كما دوائر الكرسي الرسولي، هو بدء مطارنة حملاتهم»الانتخابية» لخلافته، بعدما بقيت أخبار احتمال الطلب منه الاستقالة تحت الرماد الى الآن، حيث نجح في استثمار الوضع السياسي لإطلاق حبريته مجدداً والبقاء فيها لسنوات مديدة. والواقع أن جواً انتخابياً بدأ يظهر في صفوف بعض الذين تفاءلوا بالإيحاء باحتمالات استقالة الراعي الذي بلغ الشهر الماضي 81 عاماً، أسوة باستقالة الأساقفة عن عمر 75، علماً بأن هذه المعلومات تتكرر من حين الى آخر، نظراً الى العلاقة الباردة بين البابا والبطريرك، ونظراً الى سن الراعي، كما أنها طرحت من جانب قوى سياسية مناوئة له، علماً بأن استقالة صفير تمت عند بلوغه 91 عاماً، إضافة الى أن البابا نفسه يبلغ من العمر 85 عاماً، وأن البابا بنديكتوس استقال من البابوية عن عمر 86 عاماً. هناك خمسة مرشحين من الصف الاول، ومحتملين لخلافة الراعي؛ واحد منهم يتحرك بقوة وعلانية هو مطران بيروت بولس عبد الساتر، وثانيهما مطران جبيل ميشال عون. والاثنان كانا أبرز المتنافسين على أبرشية بيروت، لكن عبد الساتر فاز على منافسه، بدعم مباشر من الراعي ومحيطه الخاص جداً، بذريعة قرار بعدم جواز نقل مطران من أبرشية الى أخرى. لكن أداء عبد الساتر الذي لا يلاقي إجماعاً حوله في أبرشية بيروت التي تصل حدودها الى نصف الجبل الذي «لا يحبه»، و«أساليبه» وجهره بانتمائه السياسي المعارض للبطريرك، وامتعاضه المتكرر منه ومن تحوله السياسي الأخير، وإحاطته بفريق ينتمي الى جهة سياسية واحدة، كلها معطيات تصل الى الراعي في صورة دورية. ورغم أن موقع راعي أبرشية بيروت يكون متقدماً، إلا أن أي انتخاب يمكن للراعي أن يكون له الكلمة المؤثرة لانتخاب خلف له، لا يمكن وفق العلاقة الحالية، أن يصبّ لصالح تزكية عبد الساتر. مع التذكير بما جرى إثر مأتم السياسي لقمان سليم، واللغط الذي دار حول الترتيلة التي أنشدت؛ إذ لأول مرة يضطر عبد الساتر، المعترض بقوة على ما جرى، الى الإطلالة التلفزيونية بعدما سبقه المطران حنا رحمة وأشاد بمشاركة كهنة في الصلاة الجنائزية. وهذه سابقة في ظهور المطارنة تلفزيونياً في سجال إعلامي غير مباشر.

أبرز المرشحين هم المطارنة عبد الساتر وعون وطربيه وسويف وعنداري

في المقابل يمثّل مطران جبيل ميشال عون منافساً طبيعياً لعبد الساتر، وهما خارجان من أبرشية بيروت. غاب عون عن الصورة الاعلامية منذ أن رجحت كفة عبد الساتر مطراناً لبيروت، إلا أنه يبقى أحد المنافسين الأقوياء، ويسعى من دون ضجيج الى تثبيت مواقعه في مرحلة سياسية حساسة، مستفيداً من عدم إلقاء الضوء عليه إعلامياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف ما جرى مع مطران بيروت. المرشح الثالث المتداول اسمه هو راعي أبرشية أستراليا المطران انطوان طربيه. لكن طرح أي اسم من أسماء مطارنة الانتشار يبقى همساً، لأن العادة ألا ينتخب مطران من مطارنة الانتشار، إضافة الى أن طربيه راهب في الرهبانية اللبنانية المارونية، الأمر الذي لا يزال متعذراً لتفضيل المطارنة انتخاب كاهن، علماً بأن انتخاب الراعي خرق أكثر من 250 سنة من العرف بعدم انتخاب راهب للسدة البطريركية، وعلماً بأن من يزكّي طربيه ينطلق من حيثية مساهمته في ترطيب الأجواء وإقامة حوار بين القوات اللبنانية وتيار المردة. أما المطران الرابع الأكثر حضوراً، فهو المطران يوسف سويف الذي سامه صفير مطراناً على قبرص، وأصبح راعي أبرشية طرابلس حالياً، وقيل إن أحد أسباب انتقاله الى لبنان، هو لتقريبه أكثر من الموقع البطريركي، وإن له صلات قوية بالفاتيكان، رغم أنه من المطارنة غير المتحركين علانية، ولا سيما أنه انتقل حديثاً إلى أبرشيته. واذا كانت تجمع المرشحين الأربعة فئتهم العمرية غير المتقدمة نسبياً (عبد الساتر (1962)، عون (1959)، طربيه (1967)، سويف (1962) ) وهو أمر يثير «نقزة» الأساقفة عادة، فإن في المقابل هناك المطران نبيل عنداري (1949)، وهو مرشح يذكّر بمواصفاته مرشحي مرحلة البطريرك صفير. يمثل عنداري الرعيل القديم في البطريركية بخطها التقليدي، علماً بأن مجلس الأساقفة الحالي لا يشبه مطلقاً مجلس الأساقفة في زمن حبرية صفير، بطبيعة رجالاته وتوجهاتهم، في ظل غياب يوسف بشارة وكميل زيدان وتقاعد غي نجيم وبولس إميل سعادة وبولس مطر، ولا سيما أن جزءاً أساسياً منه سيم مطراناً على يد الراعي نفسه، خلال السنوات العشر الاخيرة. وهذا أمر حساس وأساسي في صياغة دور البطريركية ومستقبل توجهاتها، حين تدق الساعة.

الجمود يسيطر على تشكيل الحكومة مع غياب المخارج الدستورية... خبير قانوني: لا حلّ إلا بانتخابات نيابية مبكرة

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم.... بات ملف تشكيل الحكومة اللبنانية يدور في حلقة مفرغة إثر الصدام غير المسبوق الذي وقع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بحيث أصبح كل منهما يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، وينتظر ما سيقدم عليه من خطوات مقبلة. وتقول مصادر مقربة من الحريري لـ«الشرق الأوسط» أنه قام بكل ما هو مطلوب منه والكرة اليوم باتت في ملعب رئيس الجمهورية الذي تسلم من الحريري في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي التشكيلة الحكومية، وعليه إما الموافقة عليها وإما رفضها وتوضيح السبب، مع تأكيدها أن الحريري منفتح في أي وقت على البحث فيها، فيما خيار الاعتذار غير وارد حاليا. أما مصادر «التيار الوطني الحر» فتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس عون لن يقف مكتوف الأيدي، وهو بدأ خطواته عبر اللقاءات التي قام بها مع عدد من السفراء وسيستكملها أيضا مع دبلوماسيين وسياسيين محليين، فيما لا يزال التريث سيد الموقف حيال ما قيل عن تحضير القصر رسالة إلى البرلمان لمطالبته بأن يكون له الكلمة الفصل في ملف الحكومة المتأزم مع الإقرار بأن الخيارات ليست كثيرة، إنما التعويل يبقى على إمكانية فتح ثغرة ما بعد انسداد الأفق من كل الجهات. وبين هذا وذاك، تبقى الأمور أيضا مقفلة من الناحية الدستورية وهو ما يشير إليه الخبير الدستوري سعيد مالك، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنه «من الثابت حسب أحكام الدستور أنه ليس هناك أي مخارج دستورية لمأزق تأليف الحكومة، حيث ليس هناك نص يحدد مهلة معينة للحريري لتقديم التشكيلة الحكومية، كما ليس هناك أي نص لسحب التكليف منه»، ويقول مالك: «أما ضمن إطار استنباط الحلول الممكنة فأرى إمكانية العودة إلى السلطة التي كلّفت الحريري أي البرلمان الذي يجب أن يلعب دورا في هذا الشأن، وذلك عبر تقديم عريضة من قبل الأكثرية البرلمانية لرفعها إلى عون والمطالبة بالدعوة إلى استشارات نيابية جديدة لتكليف رئيس للحكومة، لكن هذا الحلّ يبقى دون جدوى حيث الانقسام والواقع السياسي على حاله في مجلس النواب وبالتالي سنبقى مكاننا، بحسب مالك، معتبرا أن الحلّ الذي من شأنه أن يحدث التغيير هو إجراء انتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة وليس هناك أي مانع لإجرائها». في موازاة ذلك، يطغى الجمود على ملف تشكيل الحكومة، حيث لم تسجل أمس أي اتصالات أو لقاءات في هذا الإطار فيما استمرت الدعوات من قبل الأطراف للعمل على الإسراع بتأليفها. وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي «إن بعض الجهات لا تريد الحريري لترؤس الحكومة، مناشدا الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) الذي تقع عليه مسؤولية العمل بصورة جدية وحثيثة لدفع الأمور باتجاه التوافق وبأسرع وقت». واعتبر في حديث إذاعي أن «الواقع الحكومي مأزوم وكل الإشارات تدل إلى تأزم العلاقات، كما أن هناك نيات لا تحبذ تسهيل إرادة المجلس النيابي بتكليف الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة». ورأى الفرزلي أن «الدور الفرنسي هو الوحيد الفاعل والعملي لمساعدة لبنان في هذه المرحلة»، مشددا على «ضرورة تنفيذ البرنامج الإصلاحي الذي تم التوافق عليه في ذلك الاجتماع». في المقابل، شددت «كتلة الوفاء للمقاومة» (حزب الله) بعد اجتماعها الدوري على «أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا»، ورأت أن «حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يُطيل عمر الحكومات، والاعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحكم»....

فشل المفاوضات مع أساتذة الجامعة اللبنانية يدفعهم للإضراب المفتوح

الشرق الاوسط....بيروت: إيناس شري.... أعلن الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية إضراباً مفتوحاً بعد إضراب تحذيري التزموا به لسبعة أسابيع على التوالي، اعتراضا على عدم قيام الجهات المختصة في لبنان بما يلزم لإقرار ملف تفرغهم الذي يعملون عليه منذ عام 2016 بعد أنّ تمّ استثناء عدد كبير منهم من قرار التفرّغ الصادر عن مجلس الوزراء في عام 2014. يضمّ هذا الملف اليوم أسماء 927 أستاذا جامعيا يستحقون التفرغ انطلاقا من قانون الجامعة، إلّا أنّه وبسبب «عدم التوازن الطائفي» لم يتمّ البتّ فيه، بحسب ما يرى الدكتور داني عثمان، المسؤول في حراك الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية. ويشير في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أنه لا يوجد مانع مالي يحول دون تفرّغ هذا العدد من الأساتذة، لا سيّما أنّه منذ عام 2014 حتى نهاية عام 2021 سيصل عدد المتقاعدين من الجامعة اللبنانية إلى 767 أستاذا، ما يعني إمكانية تفريغ ما يقارب من 1100 أستاذ جديد كون راتب الأستاذ الجديد ليس كراتب من وصل إلى سن التقاعد، وبالتالي لا يؤثّر تفريغ هؤلاء الأساتذة على ميزانيّة الجامعة. ويوضح عثمان أنّ مطلب الأساتذة المتعاقدين في ظل عدم وجود حكومة حاليا، هو استكمال هذا الملف والاتفاق عليه بين رئاسة الجامعة ووزير التربية ورفعه إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لافتا إلى أنّ الأساتذة المتعاقدين يطالبون أيضا بضمّ المستحقين الجدد للتفرّغ (إضافة إلى 927) ليس من باب حقّهم في ذلك فقط، بل أيضا لما يؤمّن التوازن الطائفي الحجّة التي أوقفت الملف، وإن كان الأساتذة يرفضون التعاطي مع الأستاذ الجامعي من هذا المنطلق. ملف التفرّغ لا يعني الأساتذة فقط، بل يهدد مستقبل الجامعة الوطنية بأكملها، ذلك أن الأساتذة المتعاقدين يشكلون 70 في المائة من الطاقم التعليمي فيها، بينما ينص القانون على ألا تتجاوز نسبتهم الـ20 في المائة، الأمر الذي حرم الجامعة اللبنانية من التصنيف الدولي، كما يؤكّد عثمان قائلا: «تفرّغنا حاجة لتصنيف الجامعة اللبنانية دوليا». ويضيف عثمان أنّ ما يهدد الجامعة الوطنيّة أيضا تسرب الأساتذة المتعاقدين، فهذا الأستاذ الذي يتقاضى ما بين الـ10 والـ25 مليون ليرة سنويا (أي ما بين 750 دولارا و2000 حسب سعر الدولار في السوق السوداء) يقبضهم بعد سنتين من العمل لأنّه يعمل وفق عقد يُسمّى «عقد مصالحة»، لا يستطيع الصمود أمام عروض عمل تتاح له خارج لبنان ما يضع الجامعة اللبنانيّة أمام مشكلة هجرة الأساتذة المميزين. ما يقوله عثمان يكرّره عدد كبير من الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية فهم باتوا يفكّرون جدّيا بترك التعليم في هذه الجامعة تماما كما الأستاذة في كليّة العلوم في الجامعة اللبنانية حنان أخضر. وتقول أخضر: «اليوم أنّا مصرة على الاستمرار بالإضراب أكثر من أي وقت مضى حتى الوصول إلى مطالبنا»، مضيفة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنّها هي وعدد ليس قليلا من الأساتذة المتعاقدين «يفكرون جديا بجدوى الاستمرار بعملهم فهم غير مشمولين بالضمان الصحي ولا يأخذون بدل نقل ولا حتى أي تقديمات وراتبهم الشهري بمتوسطه بالكاد يتجاوز الـ100 دولار» (حسب سعر الصرف في السوق السوداء). الموضوع بالنسبة إلى أخضر ليس ماديا فقط. ففضلاً عن أنّ البدل الذي تتقاضاه مقابل تعليمها بالكاد يكفي أجرة الطريق وأقلّ الأساسيات، تشعر كما العديد من الأساتذة المتعاقدين بعدم قدرتها على تطوير نفسها علميا إذ تضطر إلى العمل في جامعات خاصة ولساعات طويلة حتّى تؤمّن دخلاً إضافياً، وبالتالي لا وقت لديها للعمل على أبحاث أو دراسات ترى أنّها أساسيّة لتطوّر الأستاذ الجامعي. وتتساءل أخضر عن الحالة النفسيّة للأستاذ الجامعي المتعاقد في الجامعة اللبنانيّة، إذ ليس كلّ الأساتذة قادرين على الإعطاء من قلبهم وبالحماسة المطلوبة، وهم يعرفون أنّهم إذا مرضوا لا ضمان يغطيهم وليس لديهم أمل بالتفرّغ في ظلّ المنظومة الحاكمة في لبنان، إذ إنّ لا قرار للجامعة اللبنانية فالأمر يحتاج مجلس وزراء وكلّ شيء يسير على أساسات لا تتعلّق بالكفاءة، بل بمعايير أخرى منها الحزبي والطائفي تماما كما تسير الدولة برمّتها.

الحريري يتريث بانتظار اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي... باريس تواصلت معه وأبدت استغرابها لتصرفات عون

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... يتريّث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في تحديد الخطوة التالية التي سيُقدم عليها في ضوء رد فعله على الجدول «اللغم» الذي أرسله له رئيس الجمهورية ميشال عون، وفيه توزيع جديد للحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية على قاعدة احتفاظه بالثلث المعطل، ويعود تريّثه (كما تقول مصادر مواكبة لأجواء اجتماع رؤساء الحكومات السابقين) إلى أنه ينتظر المفاعيل التي سيؤول إليها اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، آخذاً بعين الاعتبار، كما أبلغهم تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمبادرته لإنقاذ لبنان. وتلفت المصادر المواكبة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحريري، كما أبلغ زملاءه في نادي الرؤساء، يبدي ارتياحه للموقف الفرنسي، واصفاً إياه بخلاف ما يشاع بأنه «حديدي»، كاشفاً أن باريس كانت على تواصل معه في اليومين الأخيرين مبدية استغرابها للتصرف الذي أقدم عليه عون بإرساله له جدولة جديدة بإعادة توزيع الحقائب الوزارية من دون مراعاة أصول التخاطب بين أركان الدولة. وتؤكد أن باريس تقدّر رد فعل الحريري على الجدول الذي تسلمه من عون، وهذا ما اضطرها للتواصل معه وبعدد من المنتمين إلى تياره السياسي، وتعتبر أن زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو للقصر الجمهوري لا تأتي في سياق الاطلاع من عون على آخر تطورات تأليف الحكومة فحسب، وإنما لوضعه في الموقف الفرنسي المستجد في ضوء الاشتباك السياسي الذي حصل بينه وبين الرئيس المكلف. وتقول المصادر نفسها إن باريس ليست في حاجة للتواصل للوقوف على تفاصيل ما ترتّب من تداعيات سياسية سلبية على الجدول الذي أرسله عون إلى الحريري، وتعزو السبب إلى أنها أحيطت بها عبر قنوات التواصل المفتوحة بينها وبين المكوّنات السياسية الرئيسة المعنية بتشكيل الحكومة، إضافة إلى التقارير التي تسلّمتها الخارجية الفرنسية من السفيرة غريو. وتقدّر باريس تعالي الحريري عن سوء التصرّف الذي تعرّض له من قبل عون، وتمثّل ذلك بتواصلها معه بلا تردد، وتتوقف أمام ارتياح الحريري لموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذا ما أبلغه إلى رؤساء الحكومات السابقين، كاشفاً أمامهم أنه أبلغ قيادة «حزب الله» أنه، وإن كان يحمّل عون مسؤولية الإطاحة بالجهود الرامية لإخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم، فإن الحزب في المقابل لن ينأى بنفسه عن الارتدادات السلبية التي تسبب بها خروج عون عن الأصول واللياقة المتبعة في التخاطب بين أركان الدولة. فـ«حزب الله» بطروحاته التي تقدّم بها أمينه العام حسن نصر الله كان وراء تشجيع عون، ومن خلاله وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على المضي في انقلابه على المبادرة الفرنسية، رغم أنه يدّعي التمسك بها. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن الحريري لم يلتقِ المعاون السياسي لنصر الله حسين خليل، وأنه بعث برسالته لقيادة الحزب عبر قنوات التواصل، مع أنها كانت أبلغته بأن أمينها العام لم يستهدفه، وأنه لا يزال على موقفه بتسهيل مهمته في تأليف الحكومة. وتردّد بأن عون يوكل إلى باسيل وفريقه السياسي مهمة الإشراف على إدارة ملف التفاوض الخاص بتشكيل الحكومة، وبالتالي فهو لا يتخذ أي قرار إلا بالتنسيق معه، بما في ذلك إصرارهما على أن يكون لهما الثلث الضامن في الحكومة، ومن دون الشراكة مع «حزب الله». وتعزو مصادر سياسية السبب إلى أن التحالف الاستراتيجي بين «حزب الله» وعون لا يمنع الأخير من إصراره منفرداً على إعطائه الثلث المعطّل تحسباً لاحتمال اضطرار الحزب لدواع تتعلق بتحالفه الوثيق مع إيران للخضوع لحسابات تتعارض وروحية تحالفه مع «التيار الوطني»، وبالتالي فإن عون يتمسك بهذا الثلث ليبقي على باسيل كرقم صعب في المعادلة السياسية، بصرف النظر عن تراجعه في الشارع المسيحي. وترى أن عون أخفق في استنفار الشارع المسيحي تحت لافتة استرداد حقوق المسيحيين واستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتقول إنه بات مضطراً للقتال لضمان حصوله على الثلث المعطّل بعد أن قطع الأمل من تطييف معركته ضد الحريري الذي يدرك أن خصوم عون لن يقفوا إلى جانبه فيما يسمى بمعركة الصلاحيات. لذلك تعتبر المصادر أن ما أشيع حول لقاء جنبلاط بعون، خصوصاً لجهة تموضعه ضد الحريري، ليس في محله، وتؤكد بأن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» لن يمشي معه، وترى أن جنبلاط، وإن كان يدعو للوصول إلى تسوية؛ فهو يشترط التوافق بين عون والحريري الذي هو الأقوى في طائفته، ومن غير الجائز تخطيه، كاشفةً أن اللقاء لم يكن منتجاً، كما كان يتمناه رئيس «التقدمي». وعليه، لم يعد أمام عون خيار سوى العودة للتفاهم مع الحريري، بدلاً من استمراره في عناده ومكابرته، وأن أي خيار لتعويم الحكومة المستقيلة لن يُصرف في مكان، وكذلك استبدال بها حكومة ظل تتشكل من المجلس الأعلى للدفاع الذي يُعقد غداً (الجمعة)، وكعادته بلا جدول أعمال، ولا يحق له اتخاذ القرارات لأن صلاحيته تقتصر على إعداد التوصيات ورفعها إلى مجلس الوزراء، وأي شيء آخر يعتبر خرقاً للدستور.

دياب يرمي كرة تفعيل حكومته المستقيلة في ملعب البرلمان... قال إن الجدل يؤكد الحاجة لتفسير دستوري

بيروت: «الشرق الأوسط».... رمى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب كرة تفعيل حكومته المستقيلة في ملعب البرلمان، قاطعاً بذلك الطريق أمام المحاولات والدعوات لتفعيل عملها، مشدداً في الوقت عينه على أن الأولوية اليوم تبقى لتشكيل حكومة. وقال دياب في بيان له: «بكل أسف، بعد مرور زهاء ثمانية أشهر على استقالة حكومتي، لم تنجح الجهود بتشكيل حكومة جديدة تستكمل ورشة الإصلاحات التي بدأتها حكومتنا بهدف وضع لبنان على سكة الإنقاذ من الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي»، معتبراً «أن الأمور تجاوزت حدود المنطق، وتحول تشكيل الحكومة إلى أزمة وطنية، مما أدى ويؤدي إلى تفاقم معاناة اللبنانيين في ظل هذا الدوران السياسي المخيف في الحلقة المفرغة بحثاً عن تسويات لم تفلح في تفكيك عقد تشكيل الحكومة». وأضاف: «بدل أن يتساعد الجميع في الدفع لتشكيل حكومة جديدة، تصاعدت وتيرة المطالبة بتفعيل الحكومة المستقيلة من جهة مقابل تحذيرات من خرق الدستور من جهة أخرى، بينما صدرت بعض الأصوات التي تتهمنا بالتقاعس عن تصريف الأعمال»، ورأى «أن الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوري يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة»، لافتاً إلى أن «هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصراً هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقاً». أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فلفت دياب «إلى أن الحكومة المستقيلة لم تتوان عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في جميع الوزارات، وكذلك بالنسبة لرئاسة الحكومة»، مشيراً إلى «أن الأزمة تتفاقم وتزيد من الضغوط على اللبنانيين، وتكفي مشاهد المعاناة في مختلف القطاعات، للتأكيد أن الأزمة كبيرة جداً، وتحتاج إلى تقديم المصلحة الوطنية على أي حساب آخر»، وشدد على «أن تشكيل الحكومة يبقى أولوية الأولويات، ولا يتقدم عليها أي عمل اليوم، ويجب أن يتعاون كل المعنيين من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية».

سعر الخبز في لبنان تضاعف خلال عام.... تحذيرات من أن الأمن الغذائي مهدّد والبلد على شفير الانهيار

بيروت: «الشرق الأوسط».... تستمر مفاعيل الأزمة الاقتصادية في لبنان وانخفاض قيمة الليرة لتطال أهم المواد الغذائية والاستهلاكية وكان آخرها رفع سعر ربطة الخبز 500 ليرة حتى باتت الزيادة على سعرها 100 في المائة خلال أقل من سنة. وفي ثالث زيادة تطال الخبز منذ يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت وزارة الاقتصاد مساء أول من أمس عن رفع سعر ربطة الخبز إلى 3000 ليرة لبنانية (دولاران على سعر الصرف الرسمي و25 سنتاً على سعر صرف الدولار في السوق السوداء)، بعدما كان سعرها في العام الماضي 1500 ليرة (دولار واحد على سعر الصرف الرسمي). وعزت وزارة الاقتصاد هذه الزيادة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكاسه على أسعار المواد الأولية التي تدخل في إنتاج ربطة الخبز واستناداً إلى سعر القمح في البورصة العالمية، وسعر المحروقات، ومنعاً للتوقف عن إنتاج ربطة الخبز والمس بالأمن الغذائي. وعليه، حددت سعر ربطة الخبز اللبناني (الأبيض) الحجم الكبير، وزن 960 غراماً، بسعر 3000 ليرة لبنانية، وتلك التي تزن 445 غراماً بسعر 2000 ليرة لبنانية، بعدما كانت الوزارة قد رفعت سعر ربطة الخبز من 2000 إلى 2500 ليرة في فبراير (شباط) الماضي. وأمس صباحاً، أعلنت وزارة الطاقة والمياه رفع سعر صفيحة البنزين 400 ليرة، ليصبح سعر صفيحة الـ95 أوكتان: 39300 ليرة والـ98 أوكتان: 40400 ليرة. وتُضاف هذه الزيادة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم، ففي مطلع شهر مارس (آذار)، ارتفع سعر لحوم المواشي لتصل الزيادة إلى نسبة 110 في المائة خلال عام وسعر الدجاج بنسبة 65 في المائة، وفقاً للبنك الدولي. وتأتي هذه الزيادات التي تطال مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية في ظل أزمة اقتصادية خطيرة يشهدها لبنان انعكست انهياراً في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وبينما لا يزال سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية مقابل الدولار ثابتاً عند 1507 ليرات للدولار، فإنّ سعر العملة الخضراء في السوق السوداء لامس الأسبوع الماضي عتبة 15 ألف ليرة، أي عشرة أضعاف السعر الرسمي، قبل أن ينخفض هذا الأسبوع إلى حوالي 11 ألف ليرة، وهو ما أدى إلى زيادة نسبة الفقر لتطال أكثر من نصف سكّان لبنان وفقاً للأمم المتحدة، فيما بلغ معدّل التضخّم السنوي في لبنان في نهاية العام المنصرم 145.8 في المائة، بحسب الإحصاءات الرسمية. وهذا الوضع الاقتصادي كان محور اجتماع أمس في مقر الاتحاد العمالي، حيث أطلقت قوى الإنتاج «صرخة» مشتركة في لقاء موسع جمع الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، والاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر. وحذّر الأسمر من أن «الأمن الغذائي مهدد والأمن الصحي في المجهول وسعر صرف الليرة بات في علم الغيب بحيث اختلط فيه السياسي مع الاقتصادي، والأجور تبخرت والهيئات الضامنة مهددة بوجودها والأمن شبه مفقود بسبب ما يصيب الجيش وقوى الأمن الداخلي من شظايا الأزمة الاقتصادية المتمادية». ووصف شقير الأزمة اللبنانية بـ«المصيبة والفاجعة»، موضحاً أن «إعلان صندوق النقد الدولي أن الدخل الوطني اللبناني انخفض نحو 56 مليار دولار في عام 2019 إلى نحو 18 مليار دولار في عام 2020، يعني أن لبنان خسر في سنة واحدة ثلثي حجم اقتصاده ومداخليه، وخسر أيضاً مؤسساته وعماله ومستوى معيشته، ويعني كذلك أن العودة إلى ما كنا عليه اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً تتطلب سنوات طويلة». وحذر من «أنه على رغم قساوة مشاهد معاناة اللبنانيين، فإن هذه المأساة لا تزال في بدايتها، والشعب اللبناني بات مكشوفاً غذائياً وصحياً وحياتياً وخدماتياً، وكل نواحي الحياة باتت على شفير الانهيار»....

 



السابق

أخبار وتقارير.... سوليفان: طهران ستدفع ثمناً باهظاً إذا سلكت سبيل التهديد...الوكالة الدولية لإيران: مستقبل الاتفاق النووي على المحك...البنتاغون: داعش خسر الكثير وتراجع تهديده بسوريا والعراق... كوريا الشمالية تختبر إطلاق صواريخ في أول تحد لإدارة بايدن...أزمة سفراء بين الصين وأوروبا... وشي جينبينغ على حدود تايوان... "تعاون أعمق" بين الولايات المتحدة وأوروبا.. اعتقالات في الأوساط الكردية بفرنسا...ماكرون متوجس.. "تركيا قد تتدخل في انتخابات فرنسا"..

التالي

أخبار سوريا.... بوتين "يجوع سوريا".. وخطة بايدن للتدخل.... روسيا تعلن اتفاقاً مع تركيا لفتح 3 «معابر إنسانية» شمال غربي سوريا... الأسد ينقل مصابي دمشق للمحافظات.. والأكسجين إلى لبنان!..ترقب لافتتاح المنطقة الحرة بين سوريا والأردن... لجنة في «الشيوخ» الأميركي تقر مشروعاً لـ«محاسبة النظام السوري»...روسيا تطالب تركيا بإيجاد المسؤولين عن قصف حلب ومعاقبتهم..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,044,246

عدد الزوار: 6,749,316

المتواجدون الآن: 113