أخبار لبنان... عون يشكو التأليف للسعودية والمملكة: لن نتدخل والحل بالطائف...هل يتدارك لبنان «الطوفان»... قبل فوات الأوان....«انفجار الاثنين» يحرك المياه العربية الراكدة.... شينكر: حزب الله أدخل لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات.... لبنان يرفع سعر الخبز المدعوم...إهتمام أممي بطرح الراعي... حركة «أمل» تؤيد الحريري وبري متضامن معه...البخاري لعون: نعرف (قلّة) وفاء الحريري...

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 آذار 2021 - 5:02 ص    عدد الزيارات 1911    التعليقات 0    القسم محلية

        


عون يشكو التأليف للسعودية والمملكة: لن نتدخل والحل بالطائف...

رؤساء الحكومات يتهمون عون بالخروج على الأعراف والدستور.. ولبنان بند على قمّة الاتحاد الأوروبي غداً....

اللواء.....حسب بيان رؤساء الحكومات السابقين، فإن «الكرة الآن عند رئيس الجمهورية، والأمر متروك له»، مع تسجيل «الأسف والاستغراب» من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن «اللياقات والأعراف والأصول في التخاطب بين الرؤساء، وفي تشكيل الحكومات في لبنان»، وحسب فريق بعبدا، فالمشكلة لدى الرئيس المكلف، الذي يحاول ان يتجاوز رئيس الجمهورية، وفقاً لأوساط بعبدا وفريق التيار الوطني الحر، في تأليف الحكومة. لذا استأثر هذا الافتراق في مسار التأليف، بالاهتمام الدبلوماسي ومسعى رئيس الجمهورية إلى القيام بدور دعائي، بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري، وحمائي لادائه وسياساته، التي أعادت كرة التأليف إلى ما قبل نقطة الصفر، في ظل تولد أزمة ثقة بالغة الصعوبة، وانفلات الأجواء، لدرجة ان السلع الضرورية مهددة، وأن الدولار غير قابل للسيطرة، حتى من قبل المصرف المركزي، الذي أنشأ تطبيقاً للدخول إلى المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة من قبل المصارف، على عودة حرق الاطارات وقطع الطرقات امام المصرف المركزي في الحمراء. وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الرئيس ميشال عون باشر سلسلة اتصالات مع جهات في إطار وضعها بحقيقة الأمور التي حصلت في ما خص الملف الحكومي فكان لقاؤه مع السفير السعودي في بيروت وليد بخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو. وأشارت إلى أن البيان المكتوب الذي تلاه في تصريحه من بعبدا وهو الأمر الذي يحصل للمرة الأولى تضمن رسائل يجدر التوقف عندها. ولفتت إلى أنه عكس توجه المملكة للوقوف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء دون التدخل في الشؤون الداخلية. وقالت أن المهم متابعة الزيارة والاستفادة من المناخات للمساعدة في حلحلة الازمة الراهنة.  وأفادت أن السفير السعودي أبلغ رئيس الجمهورية وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب لبنان وجهوزيتها للمساعدة وأعربت عن اعتقادها أن الزيارة ساهمت في بعث رسائل إيجابية ولاسيما للرئيس عون بعد الكلام الذي قيل عن فتور في العلاقة مع المملكة. ووصفت اوساط مطلعة بأنها كانت إيجابية. وأمام السفيرة الفرنسية كان تأكيد على المبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي وليس كوسيلة للسلطة مشيرا إلى أنه سيتابع جهوده لمعالجة الموضوع الحكومي وفقا لما تقتضيه مصلحة لبنان ومقتضيات الوفاق الوطني. ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية ينوي متابعة اتصالاته الديبلوماسية وقد يعقد لقاءات سياسية أيضا في إطار الملف الحكومي على أن تحركه يظهر تباعا ويعبر عن نفسه في الآتي من الأيام. وعلمت «اللواء» ان السفيرة غرييو زارت الضاحية الجنوبية، والتقت النائب محمد رعد، قبل زيارة بعبدا، مع الإشارة إلى ان رعد عاد قبل أيام من زيارة رسمية إلى موسكو. ووصفت مصادر سياسية تحرك رئيس الجمهورية ميشال عون بدعوة سفيرة فرنسا والسفير السعودي للاجتماع به في بعبدا، بأنها محاولة ممجوجة للرد على خطوة الرئيس المكلف سعد الحريري اللافته اول امس، بكشف مسلسل الرئاسة الاولى بتعطيل تشكيل الحكومة العتيدة عمدا وتجاوز الدستور والانقلاب  على المبادرة الفرنسية وتفريغها من مضمونها وايهام الرأي العام بعدم وجود أي مقاطعة ديبلوماسية لرئيس الجمهورية. واشارت المصادر إلى ان الكشف عن آلية دعوة السفيرين الى بعبدا  تظهر بوضوح الاسلوب الهش في التعاطي مع السلك الديبلوماسي  والممارسة الهزيلة بالرد على خطوة الحريري الموفقة التي كشفت اساليب الرئاسة بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. وكشفت المصادر ان محاولات رئيس الجمهورية لتبرير موقفه من عرقلة تشكيل الحكومة لم تلق تجاوبا، وانما ووجه بتبلغه استياء فرنسيا على كل المستويات، جراء الخطوات والمواقف الاستفزازية الملحوظة من قبل الفريق الرئاسي، وهي المواقف والممارسات التي تتعارض مع مرتكزات المبادرة الفرنسية. والاهم نقل مشاعر الاستياء العارم من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير خارجيته، جراء عرقلة الرئاسة الاولى لمهمات تشكيل الحكومة العتيدة. اما فيما يتعلق باللقاء مع السفير السعودي للايحاء بحسن العلاقة بين بعبدا والمملكة، اوضحت المصادر ان سفير المملكة، حدد بوضوح موقف المملكة من العلاقة مع لبنان، وحرصها على متانتها، مذكرا بالدور السلبي لحزب الله بالتاثير على هذه العلاقة وضرورة منع النشاطات المسيئه التي يمارسها في العديد من الدول العربية انطلاقا من لبنان، ومشددا كذلك على ضرورة  تشكيل حكومة جديدة باسرع وقت ممكن والالتزام بتطبيق اتفاق الطائف والحرص على السلم الاهلي والوفاق بين جميع اللبنانيين. وفي بيت الوسط، استقبل الرئيس الحريري بعد ظهر أمس سفير الكويت عبد العال القناعي، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وغداً، يُشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة التي يعقدها قادة دول الاتحاد الأوروبي غداً وبعد غد في بروكسل عبر تقنية الفيديو مخصصة للأزمة الصحية المتصلة بجائحة كورونا. وسيكون موضوع لبنان على طاولة البحث بناءً لطلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمساعدة على تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية. وعلى وقع، اتهامات مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر لحزب الله بإدخال لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات، وهو «لا يهتم بمعاناة الشعب»، واتهام النخبة السياسية الحاكمة بعدم «الاكتراث لحاجات الشعب»، محذراً من التركيز على المصالح الطائفية في لبنان، عقد اجتماع ضم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، والنائب علي حسن خليل وأحمد بعلبكي عن حركة أمل، جرى حسب قناة المنار «التأكيد خلاله على تنسيق المواقف في كل الملفات وعلى متانة العلاقة بينهما، التي لن يقوى عليها أحد».

«دبلوماسية» بعبدا

إذا، دخل لبنان بعد سقوط الحل المطروح لأزمة تأليف الحكومة دائرة التعريب والتدويل للبحث في ازماته المتفاقمة، وبدأ رئيس الجمهورية مشاروات دبلوماسية لشرح موقفه من موضوع تشكيل الحكومة بعد فشل لقائه امس الاول بالرئيس الحريري، فالتقى امس وبدعوة منه، السفير بخاري والسفيرة الفرنسية، فيما زارته نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي. وابدى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط «استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يُطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولاً الى معادلة متوافق عليها تمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل، وفق المبادرة الفرنسية». وجرى مساء أمس الاول تواصل هاتفي بين البطريرك بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس لبحث دور الامم المتحدة في إنقاذ لبنان عبر مؤتمر دولي. وذكرت مصادر رسمية ان موعد زيارة السفير بخاري تحدد امس وبعد الدعوة التي وجهها عون ونقلها مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي الذي حضر لقاء الامس. واوضحت ان لقاءات عون تأتي من ضمن حركة ستشمل مزيداً من الدبلوماسيين والشخصيات السياسية، لشرح الوضع الحكومي وموقفه منها «حتى لا يُساء فهم موقفه ولا يقع احد ضحية معلومات مغلوطة». ووصفت المصادر لقاء عون وبخاري «بالجيد جداً والودي جداً»، وان السفير السعودي استمع بإصغاء لكلام عون واستفسر بعض المسائل منه، لكنه لم يبدِ موقفاً سوى ما اعلنه بعد اللقاء. اما اللقاء مع السفيرة غرييو، فتركز ايضا على اسباب تعثر تشكيل الحكومة، واشارت السفيرة الى ضرورة تشكيل الحكومة كاولوية فرنسية وقالت ان فرنسا مستعدة للمساعدة في هذا الموضوع.

بخاري:عدم التدخل

وفيما غادرت غرييو القصر من دون تصريح، افادت مصار قصر بعبدا ان الرئيس عون شرح الوضع الحكومي ووضع غرييو بصورة الاشكالات التي رافقت عملية التأليف. واكد تمسكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان وليس كوسيلة سلطة. كما اكد عون متابعة جهوده لتأليف الحكومة وفقا لمصلحة لبنان والدستور والوفاق الوطني. اما السفير بخاري فقال بعد لقاء عون: أنه زار قصر بعبدا لمناقشة المستجدات الراهنة في لبنان بناء على دعوة الرئيس عون. انّ المملكة لطالما أعلنت وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه الأزمات، والرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة، التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. مشدّداً على أنّ «سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة».  واضاف: أكدت للرئيس عون التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان. وأشار البخاري الى أنّ «إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان. وأكد السفير السعودي على تنفيذ مضامين قرارات مجلس الامن 1701 و1559 والقرارات العربية، من اجل الحفاظ على استقرار لبنان. وختم: وأطلعت الرئيس عون على مبادرة السعودية للسلام في اليمن، ورحب فخامته بهذه المبادرة.

رشدي: لحكومة ذات صلاحيات

اما نجاة رشدي فأطلعت عون على المداولات التي دارت خلال احاطة مجلس الامن الدولي بمجريات قرار مجلس الامن الرقم 1701. وتطرق البحث خلال اللقاء الى استمرار الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والتي كانت موضع ادانة في مجلس الامن. وتناول البحث ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التطورات الراهنة وتحديد الاولويات لاعادة النهوض بالبلاد. ولاحقا اصدرت رشدي بيانا دعت فيه «القادة السياسيين اللبنانيين إلى التركيز بشكل عاجل على تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات كخطوة أساسية لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة ولتطبيق الإصلاحات المطلوبة». وقالت: «يجب المضي قدماً بهذه الخطوة التي لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن». كما دعت رشدي «القادة اللبنانيين إلى ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم» وإنهاء حالة الشلل القائم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب اللبناني». وفي اطار الحركة الدبلوماسية العربية ايضاً، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري امس، سفير الكويت عبد العال القناعي، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وزار السفير القناعي ايضاً رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، بحضور النواب أكرم شهيب، وائل أبو فاعور، وهادي أبو الحسن، حيث جرى عرض مختلف التطورات والمستجدات الراهنة.

الجامعة العربية

في سياق المواكبة الخارجية هذه، دعت جامعة الدول العربية جميع الافرقاء السياسيين في لبنان إلى «إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على انهاء حال الانسداد السياسي الذي فاقم من معاناة الشعب اللبناني».  وقال الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي: بأن الأمين العام أحمد أبو الغيط يستشعر قلقاً كبيراً جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بإنزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان. وأجدد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يُطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولاً الى معادلة متوافق عليها تمكّن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل، وفق المبادرة الفرنسية التي ايدها مجلس الجامعة في اجتماعه الاخير في 3 آذار الحالي، حكومة تستطيع ان تعمل بمهارة الاختصاصيين على انقاذ لبنان من وضعه المأزوم الحالي، عبر تنفيذ إصلاحات ضرورية تلبي تطلعات ومطالب الشعب اللبناني.

الراعي وغوتيريس

وفي السياق، جرى مساء أمس الاول تواصل هاتفي بين البطريرك الكاردينال بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن «اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات».  وشرح البطريرك الراعي «حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معاً والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام».  وأبلغ البطريرك الراعي «الأمين العام أن اللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وانتهت المكالمة باالاتفاق على إستمرارية التواصل بشأن المستجدات».

رؤساء الحكومة

وعقد رؤساء الحكومات السابقون فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام، لقاء مساء امس، في بيت الوسط، تم خلاله عرض لآخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة في البلاد، لا سيما موضوع تشكيل الحكومة. وتلا الرئيس فؤاد السنيورة البيان الصادر عن الإجتماع وجاء فيه: نعبر عن إحترامنا للدستور وتمسكنا به وبالإتفاق الوطني في الطائف وأي محاولة لإعادة إنتاج الخلاف الطائفي مردودة بدليل التفاف الطوائف حول مبادرة البطريرك الراعي. ونؤكد على موقفنا بالتوجه إلى خطوات من أجل أن تشكل حكومة مهمة محددة بعيداً عن الدخول في سياسات المحاور لتستطيع بذلك حل الأزمة الإقتصادية ونيل ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. كما ونبدي أسفنا واستغرابنا من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن الاطار المألوف واللياقات والاعراف في تشكيل الحكومات في لبنان وتجاوز الرئيس عون لأحكام الدستور وكأن المقصود إحراج الحريري لإخراجه. وطالب رؤساء الحكومات السابقين بضرورة المُسارعة واتّخاذ الخطوات لتشكيل حكومة إنقاذية مُحدّدة من أصحاب الكفاءات تستطيع أن تعمل كفريق متضامن. كما وأثنوا على على ثبات الرئيس المكلف سعد الحريري على موقفه الوطني ولا سيما لضرورة استعادة الدولة لقرارها الحر والتمسك بمقتضيات السلم الاهلي والنظام الديموقراطي البرلماني. ولدى سؤال الرئيس السنيورة عن خيار الإستقالة من مجلس النواب، أجاب بأن الموضوع غير مطروح. وفي وقت، اكتفى فيه قصر بعبدا بما صدر عنه امس الاول، استنكر تكتل «لبنان القوي» في بيان بعد اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل ما أسماه «الاسلوب الذي اعتمده رئيس الحكومة المكلّف في التعاطي مع رئاسة الجمهورية مخالفاً الأصول وابسط قواعد اللياقة، رافضاً كل ما ورد على لسان الحريري من مغالطات مستفزة لجهة اعتباره ان رئيس الجمهورية ليس شريكاً دستورياً في عملية تشكيل الحكومة، معتبرا ان كلام الحريري مرفوض شكلاً ومضموناً. وراى ان الحريري وبمجرّد ان طلب منه رئيس الجمهورية تقديم تشكيلة حكوميّة متكاملة، اعدّ العدّة للمعركة بورقة مكتوبة سلفاً قرأها في قصر بعبدا. معيشيا، يحافظ الدولار والاسعار على ارتفاعها في انتظار انطلاق منصة مصرف لبنان في غضون ايام. ويعاود المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعه اليوم الأربعاء وعلى جدول أعماله متابعة وضع الآلية لتعميم المصرف حول إنشاء المنصّة الإلكترونية لعمليات الصرافة حمايةً لسعر صرف الليرة والحدّ من الارتفاع الجنوني من دون مبرّر للدولار الأميركي. في السياق، ذكرت مصادر مصرفية، أن عمل المنصّة انطلق بدايةً من طلب المصارف ومؤسسات الصرافة الانتساب إلى المنصّة، فأُعطيت مهلة حتى ١٦نيسان المقبل للاشتراك تحت طائلة الشطب من قائمة الصرافين في لبنان. وكشفت المصادر أن «تحديد سعر صرف سيكون قريباً من السعر المتداول في السوق السوداء، وبالتالي في ضوء العرض والطلب يمكن لمصرف لبنان أن يحدّد سعر الصرف انخفاضاً أو ارتفاعاً، وإن حجم تدخل مصرف لبنان سيكون بين ٤ و٥ ملايين دولار يومياً، وهذا التدخل مرتبط بمدى تطبيق ترشيد السلع أو إلغاء الدعم،» موضحة أن «المنصّة الإلكترونية يمكن أن تبدأ بسعر صرف يتراوح بين ٩ و١٠ آلاف ليرة للدولار الواحد، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم أو ينخفض بحسب العرض والطلب والذي يحظى برقابة مباشرة من مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف». أضافت: لم يتم لغاية الآن تحديد دور المصارف ومن أين ستأتي بالـ»كاش» وتحديداً بالدولار الأميركي لأن مصرف لبنان حصر عمليات التداول بالنقدي وليس بالحسابات المصرفية، كذلك لم يُعرَف حتى الآن مَن سيعتمد هذه المنصّة من تجار وصناعيين أو بعض الأفراد. وفي سياق حياتي، وعلى وقع انقطاع الكهرباء المتفاقم في بيروت، وصلت الصهاريج الإيرانية التي تحمل محروقات إلى حزب الله الذي وزعها.

444865 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3851 إصابة جديدة، و42 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترفع العدد التراكمي إلى 444865 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

هل يتدارك لبنان «الطوفان»... قبل فوات الأوان؟ دخل دائرة الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها...!!...

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |.... - البخاري أكد من بعبدا ضرورة الاسراع بتأليف حكومة تلبي تطلعات الشعب...

لم يكن أكثر تعبيراً عن المنحدر الخطير الذي سلكه الواقع اللبناني بعد «التفجير الأعنف» الذي طال مسار تأليف الحكومة من صرخات التحذير العربية والدولية مما ينتظر «بلاد الأرز» على المستويات الأمنية والمالية والاقتصادية والمعيشية في ضوء انزلاق الأفق السياسي إلى مزيدٍ من الانسداد على وقع الجولة الجديدة من «شدّ البراغي» في المنطقة على طول الجبهة «الموصولة» بالملف النووي الإيراني. ورغم أن الإحاطةَ العربية - الدولية، التي ارتسمت ملامحها سريعاً بعيد اللقاء العاصف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، أول من أمس، بدت في نظر أوساط سياسية بمثابة عنصرٍ يمكن أقله أن يُحْدِثَ «توازُناً سلبياً» مع ما اعتُبر محاولاتٍ للانقلاب على كل المسار الحكومي من الائتلاف الحاكم (تحالف عون - حزب الله)، فإن مصادر مطلعة لم تُبْدِ اطمئناناً إلى أن هذا «الاستنفار» الخارجي يتقاطع حول آلية ضغطٍ محدَّدة أو مُبَرْمجة من شأنها أن تُفْضي للإفراج عن الحكومة قبل «فوات الأوان» وحصول «الطوفان» الذي يخشاه الجميع. وفي رأي المصادر، أنه إلى جانب المعطى الاقليمي المحوري في المأزق الحكومي والذي يضبط مقتضياته «حزب الله»، فإن هذا الملف بات بالمقدار نفسه أسير معركة «يا قاتل يا مقتول» بين عون والحريري و«الحسابات الرئاسية» التي تتحكّم بتعاطي فريق رئيس الجمهورية (النائب جبران باسيل) مع عملية التشكيل وتوازناتها. ولفتت إلى أن هذا الأمر عبّر عنه ما رافق «الحريق الكبير» السياسي - الدستوري الذي اشتعل في أعقاب لقاء «التوتر العالي» بين عون والحريري خصوصاً لجهة انكشاف ما تمت قراءته على أنه توجُّه «عن سابق تصور وتصميم» من رئيس الجمهورية والمحيطين به للمضي في «الإساءة» للرئيس المكلف وفق ما ظهّرته الرسالة بخط اليد التي أُرفقت بها اللائحة - النموذج التي أرسلت الى «رئيس الوزراء السابق» مع ملاحظة «من المستحسن تعبئتها»، وفق توزيعات تضمن «الثلث المعطّل» لعون ومن ضمن محاصصة حزبية لا لبْس فيها، بما يشكّل ارتداداً على جوهر المبادرة الفرنسية والمظلة الدولية التي ارتسمت لحكومة الاختصاصيين من غير الحزبيين التي تقع على عاتقها مهمة إنجاز إصلاحاتٍ تمهّد لوضع البلاد على سكة الإنقاذ. ولاحظت الأوساط أن ما بعد «الاثنين الساخن» وتشظياته التي اتخذت شكل «حرب بيانات»، وتقاذُف اتهامات حول «أفخاخ متبادلة» سواء على قاعدة محاولة فريق رئيس الجمهورية زرْع «عبوة» في طريق الرئيس المكلف عشية صعوده الى القصر علّه يفجّرها بيديه ويعتذر، أو ثبات الحريري على تقديم تشكيلة لعون تحمل في ذاتها بذور «موتها» لعلمه المسبق أن الرفض حليفها، فإن الساحة الداخلية شهدت سلسلة اجتماعاتٍ بارزة: الاول، القصر الجمهوري حيث استقبل عون مجموعة سفراء أبرزهم السفير السعودي وليد بخاري بناء على دعوة وُجهت إليه من الرئيس اللبناني، بالإضافة إلى السفيرة الفرنسية. وقال السفير السعودي إن «الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد على إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وسيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقّق عبر نضالات الشعب اللبناني ونحن نحترم هذه السيادة». وشدّد السفير على ضرورة تطبيق القرارات الدولية في لبنان و»التمسك بإتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي». وأكد أن «الموقف السعودي يشدد على التزام المملكة سيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه وضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب». وأعلن البخاري، ان عون رحب بالمبادرة السعودية للسلام في اليمن. والثاني «بيت الوسط»، حيث مضى الحريري في تقويم المرحلة الجديدة واستقبل سفير الكويت عبدالعال القناعي، وسط معلوماتٍ تحدثت عن أن الرئيس المكلف كان وضع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عبر موفدٍ زار بكركي ظهر الاثنين، في أجواء البيان العنيف الذي أصدره من القصر بعد لقاء عون، وذلك قبل أن يشارك أمس في اجتماع رؤساء الحكومة السابقين الذين يقفون كلمة واحدة ضدّ ما يعتبرونه مساساً بصلاحيات الرئيس المكلف وتشويهاً و«اعتداء على الدستور». وإذ لم يكن عادياً ما كُشف عن أن الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبابا فرانسيس (الأحد) تناول الوضع اللبناني والمخاوف من «عدم الاستقرار الذي تسبّبه الدول التي تستخدم الديبلوماسية الدينية لغايات سياسية»، فإن الإطلالة الفرنسية - الاوروبية على واقع «بلاد الأرز» والتي تترافق مع تلميحات متصاعدة الى عقوبات محتملة ذات صلة بالأزمة اللبنانية يُراد أن تكون بالتنسيق مع واشنطن، تزامنتْ مع دعوة الخارجية بعيد تصاعُد الدخان الاسود من قصر بعبدا الاثنين «القادة اللبنانيين لوضع خلافاتهم جانباً والإسراع بتشكيل الحكومة»، مشيرة إلى أن «المسؤولين الأميركيين قلقون حيال تطورات الوضع في لبنان وعجز القيادة فيه». وعلى الموجة نفسها وغداة الاتصال الذي أجراه الراعي بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي أعرب عن ضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً عن الصراعات، في موازاة تأكيد رأس الكنيسة المارونية «ان البلد شارف على الانهيار التام واللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للمنظمة الدولية»، اعتبرت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي أمس «ان تشكيل حكومة تتمتع بالصلاحيات لمعالجة أزمات البلاد المتعددة والخطيرة خطوةٌ لم تعد قابلة للتأجيل بعد الآن»، لافتة إلى أنه «مع تفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية وتدهور الوضع المالي وتفشي حال الفقر وانعدام الأمن الغذائي بين الناس، على القادة اللبنانيين ترك خلافاتهم جانباً وإنهاء الشلل القائم». وفي ملاقاة «قرْع ناقوس الخطر» دولياً، وعلى وقع إعلان «الفاو» وبرنامج الأغذية العالمية «أن اليمن وسورية ولبنان والصومال من الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها» محذرة من أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف، دعت الجامعة العربية، جميع الفرقاء السياسيين إلى «إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بشكل سريع على إنهاء حال الانسداد السياسي التي تفاقم معاناة الشعب اللبناني». وقال الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، إنّ الأمين العام أحمد أبو الغيط «يستشعر قلقاً كبيراً جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي بانزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان». وأضاف: «أجدد استعداد الجامعة العربية للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي وصولاً إلى معادلة متوافق عليها تمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومته من دون تعطيل وفق المبادرة الفرنسية، التي أيّدها مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير... حكومة تستطيع أن تعمل بمهارة الاختصاصيين على إنقاذ لبنان من وضعه المأزوم».....

لبنان: «انفجار الاثنين» يحرك المياه العربية الراكدة

السفير السعودي في بعبدا للمرة الأولى منذ عامين... و«الجامعة» تعرض الوساطة

الجريدة....غداة انفجار الاثنين الكبير، وفشل اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري في الاتّفاق على حكومة جديدة، والذي بدا أن البلاد دخلت على إثره في أزمة مفتوحة لن تبقى محصورة بالتأليف، بل ستتعداها لتصبح أزمة دستورية، لاحت، أمس، بوادر تحرّك خليجي وعربي تجاه لبنان، بعد أن باتت أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد في تاريخها الحديث تهدد بانفجار أمني لا يمكن التنبؤ بحدوده. في هذا السياق، استقبل الرئيس عون، بالقصر الرئاسي في بعبدا أمس، سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد البخاري، حيث تباحثا بالتطورات، خصوصاً الأزمة المعيشية. وقال البخاري، الذي زار بعبدا للمرة الأولى منذ عامين، عقب اللقاء: "بناء على دعوة من الرئيس عون، تشرفت بزيارته لمناقشة أبرز المستجدات، وأكدت له أن المملكة دائماً أعلنت تضامنها مع الشعب اللبناني الصامد في وجه كل الأزمات". وأكد أن "الرؤية السعودية في لبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، وأنها ترى أن سيادة لبنان هي انجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني الشقيق، ونحن نحترم هذه السيادة". وشدد على ضرورة "الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن ورخاء"، داعياً جميع الافرقاء الى "تغليب المصلحة الوطنية العليا والشروع في تنفيذ إصلاحات تعيد للمجتمع الدولي ثقته بلبنان". وبينما شدد البخارى على أن "اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان"، داعياً الى احترام كل القرارات الدولية المؤيدة لاستقلال وسيادة لبنان، لاسيما 1559 و1701، قال إن عون رحب بالمبادرة السعودية. وبحسب المعلومات فإن الموعد بين عون والبخاري حُدد الاثنين بعد التطورات الحكومية وإن عون قدم للبخاري الشروحات حول أسباب الازمة الحكومية والنقاط التي كانت بحاجة لتوضيح. وجاءت زيارة البخاري وزيارة السفيرة الفرنسية لتوحي بان الرئيس عون يقوم بجولة استطلاع دبلوماسية خصوصا مع تزايد التحذير من انفجار أمني قد تنزلق معه البلاد الى مواجهة أهلية اذا بقي الوضع مكشوفاً. وكانت "الجريدة" قد كشفت معلومات عن تسليم الوزير السابق القاضي سليم جريصاتي، البخاري - خلال لقائهما الأخير - رسالة من عون تتضمن 4 نقاط: «النقطة الأولى تتضمن اعتذاراً عن أي إساءة للمملكة العربية السعودية، واستعداداً لتحسين العلاقات معها، والثانية هي أن الحريري غير قادر على تشكيل حكومة، وأن عون مستعد لتبنّي أي اسم تختاره المملكة ليتولى تشكيل الحكومة، أما الثالثة فهي مطالبة المملكة بتقديم دعم مالي للجيش اللبناني لحمايته من الواقع المالي والاقتصادي المنهار، والنقطة الرابعة هي استعداده للدعوة لعقد طاولة حوار والبحث في الاستراتيجية الدفاعية». ونقل تلفزيون mtv عن "مصدر سعودي مسؤول" من واشنطن قوله، إن "زيارة البخاري الى قصر بعبدا هي للمساعدة في تخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي"، في حين استقبل الحريري​ في ​بيت الوسط، سفير ​الكويت​ ​عبدالعال القناعي​، وعرض معه آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما استقبل عون​، أمس، سفيرة ​فرنسا​ في ​لبنان​ آن غرييو، وعرض معها الأوضاع العامة والتطورات الحكومية الأخيرة. وكان وزير الخارجية الفرنسي لودريان كشف أمس أن باريس طلبت مناقشة ملف لبنان في الاجتماع الوزاري الأوروبي المنعقد في بروكسل، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يبقى الاتحاد الأوروبي مكتوف الأيدي ولبنان ينهار". وأشارت تقارير صحافية الى أن المحادثات الأوروبية حول فرض عقوبات على شخصيات لبنانية محددة متورطة بالفساد قد قطعت شوطاً مهماً. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تحدّث قبل أيام عن نهج جديد ستعتمده بلاده حيال الملف اللبناني بعد فشل المبادرة الفرنسية. من ناحيتها، دعت جامعة الدول العربية ساسة لبنان، أمس، إلى العمل سريعا على إنهاء "الانسداد السياسي"، وعرضت التدخل للمساعدة في تجاوز الأزمة. وقالت الجامعة في بيان: "الأمين العام أحمد أبوالغيط يستشعر قلقا كبيرا جراء ما تشهده الساحة السياسية من سجالات توحي انزلاق البلاد نحو وضع شديد التأزم ملامحه باتت واضحة للعيان". وأضافت أن "حالة الانسداد السياسي تفاقم من معاناة الشعب اللبناني"، مشيرة إلى أنها مستعدة "للقيام بأي شيء يطلب منها لرأب الصدع الحالي"....

شينكر: حزب الله أدخل لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات

مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق: الحزب يدعم الوضع الحالي في لبنان ولا يهتم بمعاناة الشعب

دبي - العربية.نت.... أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، ديفيد شينكر، أن حزب الله يدعم الوضع الحالي في لبنان ولا يهتم بمعاناة الشعب. وقال في مقابلة مع "العربية، مساء الثلاثاء، "حزب الله أدخل لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات". كما أضاف أن النخبة السياسية الحاكمة في لبنان لا تكترث لحاجات الشعب، مبيناً أن الشعب اللبناني بحاجة لحكومة من المختصين. وتابع "التركيز على المصالح الطائفية في لبنان يفاقم معاناة الشعب". يذكر أن لبنان شهد في أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت أشهراً تطالب بتغيير الطبقة السياسية كاملة بسبب فسادها وعجزها عن حل أزمات مزمنة. وسقطت حكومة كان يرأسها سعد الحريري في حينه. فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، ما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مئتي قتيل ودمر أجزاء واسعة من بيروت. وبعد طول انتظار، كلف الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2020 سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة. غير أن الطبقة السياسية في لبنان بكامل مكوناتها اليوم لا تزال تتصارع في ما بينها. والنتيجة أن لا حكومة حتى الآن قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية يضعها المجتمع الدولي شرطاً لحصول البلاد على دعم مالي يساعدها على الخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي.

هوة كبيرة

كما تبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة قريباً بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاثنين إلى القصر الجمهوري أدلى بعدها بتصريح مدو أكد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر، وعكس عمق الهوة الكبيرة بين الطرفين. إلى ذلك تجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرف الدولار الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجاً إلى حدود 11 ألفاً. ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. وتوقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.

للمرة الثالثة خلال أشهر.. لبنان يرفع سعر الخبز المدعوم

فرانس برس..... لبنان يرفع سعر الخبز المدعوم للمرة الثالثة خلال أشهر وسط أزمة اقتصادية طاحنة

أعلنت السلطات اللبنانية، مساء الثلاثاء، رفع سعر الخبز المدعوم وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد والتي أدّت لانهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، في ثالث زيادة تطال سعر هذه السلعة الأساسية منذ يونيو الماضي. وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية إنّ سعر كيس الخبز زنة 960 غراماً ارتفع من 2500 ليرة إلى 3000 ليرة. وبذلك يكون سعر هذه السلعة الأساسية ازداد بأكثر من الضعف منذ مايو الماضي، أي في أقلّ من عام. وعزت الوزارة هذه الزيادة إلى "عدم تشكيل الحكومة ما أدّى إلى انخفاض كبير في قيمة الليرة اللبنانية مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي أدّى إلى ارتفاع في أسعار المواد الأولية التي تدخل في إنتاج ربطة الخبز". وكانت الوزارة رفعت سعر ربطة الخبز من 2000 إلى 2500 ليرة في فبراير الماضي. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية خطيرة انعكست بانهيار في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي. وفي حين لا يزال سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية مقابل الدولار ثابتاً عند 1507 ليرة للدولار، فإنّ سعر العملة الخضراء في السوق السوداء لامَس، الأسبوع الماضي، عتبة 15 ألف ليرة، أي عشرة أضعاف السعر الرسمي، قبل أن ينخفض هذا الأسبوع إلى حوالي 11 ألف ليرة. وأجّج هذا الانهيار الحادّ للقدرة الشرائية وتفاقم الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان غضب المواطنين الذين يتظاهرون باستمرار احتجاجاً على أوضاعهم المأسوية. ووفقاً للأمم المتحدة بات أكثر من نصف سكّان لبنان يعيشون تحت خط الفقر. وأتت زيادة سعر الخبز غداة اجتماع جرى بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري وفشل خلاله الرجلان مجدّداً من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة منتظرة منذ سبعة أشهر. لا جديد في بعبدا، بعد اللقاء الذي كان منتظراً بين رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، ورئيس الجمهورية، ميشال عون، فقد خرج الحريري من الاجتماع ليدلي بتصريح يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، وكان يقرأ من الورقة أمامه بانفعال، وكأنه يريد أن يوصل رسالته ويرحل عن المكان. وعلى الرّغم من الوضع الملحّ، لا تزال الأطراف السياسية في البلاد تتنازع على الحقائب الوزارية وعلى حصّة كل منها في الحكومة العتيدة. ودفع التغيّر السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. كما توقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة. وشهد لبنان في أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت أشهراً للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية بأكملها بسبب الفساد والعجز عن حلّ الأزمات المزمنة في البلاد. وبلغ معدّل التضخّم السنوي في لبنان في نهاية العام المنصرم 145.8 في المئة، بحسب الإحصاءات الرسمية. وفي مطلع شهر مارس، ارتفع سعر لحوم المواشي بنسبة 110 في المئة خلال عام وسعر الدجاج بنسبة 65 في المئة، وفقاً للبنك الدولي.

إهتمام أممي بطرح الراعي... و"للبحث صلة"... قصر "بسترس" - فرع بعبدا: "صمت" فرنسي و"صفعة" سعودية!....

نداء الوطن....بعد الانزلاق إلى الدرك الأسفل على مقياس الأداء الرئاسي والسياسي، وبعدما تهشّمت رمزية موقع الرئاسة الأولى تحت وطأة أداء عبثي هزيل حوّل رئاسة البلاد إلى أشبه بمنصة إعلامية لتراشق تهم "التزوير والكذب"... يمرّ العهد العوني بحالة متقدمة من الوهن وانعدام التوازن، حتى أضحى يسير على غير هدى في خطوات متعثرة واتجاهات متخبطة، متكئاً فقط على زنود وزناد "حزب الله" للصمود في معركة "أرذل عمر العهد"، على وقع تسارع عوارض "الموت السريري" عليه في عاميه الأخيرين. وإذ لم يكن حبر "البهدلة" قد جفّ على حرب الأوراق والمستندات التي دارت رحاها أمس في عقر باحة القصر الجمهوري إثر خروج رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من لقاء بعبدا العاصف، عاد رئيس الجمهورية ميشال عون ليجني على نفسه باستجلاب "هزائم" ديبلوماسية إلى القصر، الذي تحوّل خلال الساعات الأخيرة إلى "فرع مستحدث لقصر بسترس في بعبدا"، كما وصفته مصادر نيابية معارضة، في معرض إبدائها الأسف "للانحدار بمقام الرئاسة الأولى إلى مستوى من العزلة بلغ حدّ استجداء السفراء لزيارة رئيس الجمهورية"، معتبرةً أنّ "رهان مستشاري القصر على استثمار صورة استقبال السفير السعودي والسفيرة الفرنسية وتظهيرها بشكل إيحائي يروّج لانفتاح الرياض على عون وتفهّم باريس لشروطه الحكومية، سرعان ما بدا رهاناً على سراب تحت وطأة التزام السفيرة آن غريو الصمت ورفضها التصريح إثر لقاء رئيس الجمهورية، وهي رسالة أبلغ تعبيراً عن الغضب الفرنسي من التعطيل العوني للمبادرة الفرنسية، بموازاة تلقي "صفعة سعودية" تجسدت بما عبّر عنه السفير وليد البخاري تجاه شكل الزيارة ومضمونها". ففي الشكل، حرص السفير السعودي على التأكيد على كون الزيارة أتت بناءً على دعوة تلقاها من عون و"لا يملك بروتوكولياً رفضها"، كما أوضحت المصادر، بينما في المضمون أتى تشديد البخاري على "وجوب احترام اتفاق الطائف وأهمية مضامين قرارات مجلس الأمن 1701 و 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان"، بمثابة رسم المملكة العربية السعودية "لخطوط رؤيتها العريضة للعلاقة مع لبنان"، انطلاقاً من مرتكزات السياسة الخارجية التي تؤكد على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، وفي ذلك رسالة مزدوجة موجهة باتجاه التصويب على انسياق العهد العوني وراء تغطية تدخل "حزب الله" في الشؤون الداخلية للدول العربية. أما في الشأن الحكومي، وفي حين بدا بيان مكتب الإعلام في بعبدا ناقلاً لـ"مونولوغ" رئاسي عبر الإضاءة على "شرح عون للسفيرة الفرنسية الإشكالات التي رافقت مراحل تشكيل الحكومة، مؤكداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية"، من دون أن يتضمن البيان "حرفاً واحداً" عن لسان غريو خلال اللقاء، آثر في المقابل السفير السعودي إيصال رسالة المملكة بنفسه داعياً إلى "ضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني"، مع التأكيد على وجوب أن يعمد "جميع الأفرقاء السياسيين إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحّة للشروع الفوري بتنفيذ اصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان". وفي السياق عينه، شددت أوساط ديبلوماسية عربية على أهمية "تلقف المسؤولين اللبنانيين الرسائل المتقاطعة بين المجتمعين الدولي والعربي إزاء مرتكزات الحل في لبنان، ونوهت بأنّ موقف جامعة الدول العربية (أمس) تجاه احتدام الأزمة اللبنانية، يؤكد بأنّ اللبنانيين غير متروكين من قبل أشقائهم العرب ولا من أصدقائهم الدوليين، لكن يبقى على لبنان نفسه أن يعود إلى مظلته العربية والدولية والعمل على استعادة الثقة الخارجية به عبر إجراءات إصلاحية جذرية وسياسة داخلية وخارجية غير منحازة لمحور ضد آخر". وبالمعنى ذاته، نقلت الأوساط أنّ الموقف السعودي واضح وصريح لناحية تأكيد الحرص على لبنان والجهوزية لمساعدته "في حال استعاد التوازن في أدائه السياسي وإلاصلاحي... وإلا فلا مساعدات سعودية ما لم تلمس الرياض تغّيراً جوهرياً في السياسة اللبنانية" بما يتماشى مع المصلحة اللبنانية العليا والمصلحة العربية القومية. وكذلك على المستوى الأممي، كانت دعوة من القائمة بأعمال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي إلى القادة اللبنانيين بضرورة "ترك خلافاتهم جانباً وتحمل مسؤولياتهم والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة"، في وقت استرعت الانتباه المشاورات الهاتفية بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والبطريرك الماروني بشارة الراعي، والتي أعرب خلالها غوتيريش عن "اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيداً من الصراعات". وإذ استمع من الراعي لتصوّره حيال "عجز الجماعة السياسية في لبنان في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وشارف البلد على الانهيار التام"، مؤكداً أنّ "اللبنانيين ينتظرون دوراً رائداً للأمم المتحدة" في معالجة أزمتهم، اطّلع الأمين العام كذلك من البطريرك الماروني على "الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان"، على أن يكون "للبحث صلة" بين الجانبين.

البخاري لعون: نعرف (قلّة) وفاء الحريري

الاخبار....المشهد السياسي .... قرّر الرئيس ميشال عون الردّ على رئيس الحكومة المُكلّف، سعد الحريري، بحراك دبلوماسي يجمع فيه بين «راعية» المبادرة الحكومية، السفيرة الفرنسية، وممثل الدولة التي تحمل «فيتو» التعطيل تجاه لبنان في المنطقة، السفير السعودي. في اللقاءين، أكّد عون تسهيله تأليف الحكومة، بخلاف ما يُروّجه الحريري. إلا أنّ ذلك لا يُلغي التصعيد المُتعاظم بين الرئيسين، والذي ينسف أي محاولة لتأليف الحكومة قريباً.... ما تُعبّر عنه جهات دولية صديقة لرئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، لجهة خشيتها من أن يكون الأخير غير راغبٍ في تأليف حكومة، يؤكّده الحريري في تصرفاته المُستمرة منذ تكليفه بالمنصب. مسارٌ يُفرّغ كلّ المبادرات التي أُطلقت من مضمونها، لأنّ الحريري بكلّ بساطة لا يُريد أن يُفاوض، ولا أن يُحصّل «العرض» الأفضل، بل أن يفرض شروطه. والغاية من ذلك أمران: إمّا جرّ رئاسة الجمهورية ــــ ومن خلفها التيار الوطني الحرّ ــــ إلى تنازلات كبيرة تُظهّر على شكل «انكسارٍ» للعهد وانقلاب عليه. وإمّا أنّه يُفخّخ كلّ المحاولات الإيجابية حتى لا تصل الأمور إلى خواتيمها، ولا تُؤلّف حكومة. والمعلومات السياسية تُشير إلى غلبة الخيار الثاني: سعد الحريري سيبقى يُعقّد تأليف الحكومة حتى ينال «كلمة السرّ» الدولية والإقليمية التي «تَسمح» له بإنهاء هذا الملف. يُضاف إلى الضغوط الخارجية، تعبيره علناً أمام الذين يلتقيهم بأنّه لن يتحوّل إلى الجهادي الذي يحمل كرة نار رفع الدعم وتحمّل ردّات الفعل الشعبية الغاضبة. ولكنّ الحريري أصبح مع التجربة «ماكراً» سياسياً، نجح في تصوير نفسه أمام الرأي العام اللبناني كالشخص الذي «يُحاول» أن يُنقذ البلد عبر إنجاز حكومة، فيما «الرئيس ميشال عون يُعرقل». يبدو «عادياً» أن يكتب رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري بياناته حول نتائج لقاءاته السلبية مع الرئيس، قبل عقدها. ولا أحد يرتاب من تمسّك الحريري بـ«حقّ» تسمية المقاعد «المُخصّصة» للطائفة السنية والمسيحية، ويتشارك مع حركة أمل والحزب التقدّمي الاشتراكي بتسمية بقيّة الوزراء، فيما يُنادي بأنّه لا يقبل إلا حكومة «اختصاصيين» خالية من السياسيين. وحتى حين يقبل عون التنازل عن شرط الحصول على الثلث الضامن، يختلق الحريري فجأةً عقبة جديدة، وهي إصراره على مشاركة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في الحكومة، وإلا رفض تخصيص رئيس الجمهورية بأكثر من مقعدين وزاريين. كلّ تصرّفات سعد الحريري هي مُجرّد مناورات، لرفع مسؤولية التعطيل عن نفسه، وعن «الخارج» الذي يربط قراراته به. في لحظة مصيرية بتاريخ البلد، يظهر رئيس الحكومة المُكلّف كما لو أنّه لا يهتم سوى بالكرسي، حتى ولو كانت فوق مملكة مُدمّرة. وكلّ التسريبات الإيجابية التي سبقت «لقاء الاثنين»، دفنها اجتماع عون ــــ الحريري أول من أمس. لا وجود في قاموس السياسة لكلمة «انتهى»، ولكن حتى الساعة، كلّ المؤشرات تُشير إلى تعقيدات حكومية من الصعب أن تشهد حلحلة قريبة. ففي الأساس، الأزمة ليست ثلثاً ضامناً أو مقعداً وزارياً، بل أزمة نظام عميقة، حلّها بحاجةٍ إلى برنامج شامل. لقاءات رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أمس، أتت تكملة لشدّ الحبال بينه وبين الحريري. أبرزها كان الاجتماع مع السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري. اللقاء تمّ «بطلبٍ من الرئيس»، ما يعني أنّه في الأصول الدبلوماسية يجب على السفير أن يُلبّي الدعوة. ولكن، كان باستطاعة البُخاري أن يطلب تأجيل الموعد أيّاماً قليلة، حتى لا تُترجم الخطوة كرسالة سلبية بوجه الحريري. على العكس من ذلك، لبّى دعوة بعبدا قبل أقلّ من 24 ساعة على الحرب الكلامية بينها وبين الرئيس المُكلّف. يأتي ذلك بالتزامن مع عدم إخفاء السعودية «حقدها» على الحريري ورفض وليّ العهد محمد بن سلمان استقباله، ومع تداول معلومات في الأوساط السياسية أنّه حين التقى موفد عون مع البخاري سابقاً، أبلغه رئيس الجمهورية: «سمّوا (السعودية) بديلاً من سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وأنا أوافق عليه». حتّى ولو عاد البخاري والتقى الحريري بعد فترة، لن يُلغي ذلك وقع زيارته لبعبدا. وتُفيد مصادر رئيس الجمهورية بأنّ أجواء الزيارة «كانت إيجابية. الدعوة وُجّهت مساء أول من أمس، وتمّت تلبيتها سريعاً». تحدّث عون والبخاري عن اتفاق الطائف، وكان الرئيس «حريصاً على إعلان التمسّك بالطائف، وأنّه يُمارس ما تبقى من صلاحياته كرئيس للجمهورية». وأوضح عون أنّه إذا «كان العهد سيُحمّل مسؤولية في الشارع، فهو في حاجة إلى تمثيل في الحكومة». الحريري كان أحد عناوين اللقاء، فقال عون للسفير السعودي إنّه كان يُعامل الرئيس المُكلّف «كابنٍ لي، لكن تبيّن أنّه من دون وفاء»، وبحسب المصادر أكّد البخاري هذه الصفة، قائلاً لعون: «عم تخبرنا نحن عن وفائه؟ نحن أكثر من يعرف ذلك»، من دون أن يتطرّقا إلى تسمية رئيس حكومة جديد.

عون للبخاري: عاملت الحريري كابني، لكن تبيّن أنّه بلا وفاء

وكان البخاري قد أعلن بعد انتهاء اللقاء تشديده على «الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. كما ندعو جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة المُلحّة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان». إلا أنّ البخاري حافظ على تصعيده، بما ينسف «عبارات التشريفات» السابقة، مُتمسكاً بمضامين «قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونُشدّد على أنّ اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان». المحطة الدبلوماسية الثانية في بعبدا كانت مع السفيرة الفرنسية لدى لبنان، آن غرييو، التي تتمسّك بلادها بتعويم سعد الحريري في وجه فريق الرئاسة وحزب الله، وتعتبره «حصان طروادتها» ــــ هي والولايات المتحدة الأميركية ــــ للمرحلة المقبلة». سبب اللقاء أتى من منطلق أنّ فرنسا هي راعية المبادرة الحكومية... والحريري. أوضح عون أنّه يُسهّل تأليف الحكومة، فيما الحريري مُتمنّع. وأكّد عون «تمسّكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع إنقاذي للبنان، والعمل للوصول إلى تأليف حكومة جديدة تواجه التحدّيات الراهنة على مختلف الأصعدة».

الأزمة ليست ثلثاً ضامناً أو مقعداً وزارياً، بل أزمة نظام عميقة

في المقابل، وكما دائماً، يخرج العازفون على وتر «الدفاع عن كرامة الطوائف» كلّما تعقّدت الأمور سياسياً. ومن هذا المنطلق، «هَبّ» رؤساء الحكومات السابقون إلى اجتماع «تضامني» مع موقع رئاسة الحكومة، وليس مع الحريري. وقد أذاع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بياناً يُدينون فيه «تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأنّ المقصود إحراج الرئيس المُكلّف لإخراجه»، مؤكّدين تمسّكهم «بالدستور نصّاً وروحاً وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وبالتالي، فإنّ كلّ محاولة للذهاب بالمسألة إلى تصعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفاً». دعم «نادي الرؤساء» مسوّدة الحريري التي تقدّم بها، «وتمسّكه بها ليس من باب التعنّت أو المغالبة، بل استجابة لما يُريده اللبنانيون وأشقّاء وأصدقاء لبنان في العالم». مديحٌ للحريري أتى ليؤكد عمله وفق خريطة طريق «الخارج» الذي لا يريد حلّاً لبنانياً. وقد دُعي الحريري إلى «الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق ممّا يجهد اللبنانيون لتحقيقه، ولا سيما في ضرورة استعادة الدولة اللبنانية القادرة والعادلة لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر».

حركة «أمل» تؤيد الحريري وبري متضامن معه.... اللواء إبراهيم نصح بصرف النظر عن «الجداول»

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... ما إن دخل تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة شهره السادس حتى انفجر الخلاف على مصراعيه بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون بتحريض من وريثه السياسي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والذي أقحم البلد في أزمة سياسية غير مسبوقة أين منها الأزمات التي عصفت به على مر العهود الرئاسية السابقة، خصوصاً أنها أقفلت الأبواب في وجه محاولات إخراج تشكيل الحكومة من التأزُّم، ما يعني أن أزمة الحكم ستطغى على ما عداها ولن تخفف من وطأتها إعادة الروح إلى الحكومة المستقيلة من خلال تفعيلها استجابة لطلب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. فبصمة باسيل كانت حاضرة على الجداول التي أرسلها عون إلى الحريري وتتعلق بإعادة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية على قاعدة إصرار «العهد القوي» على أن يكون له الثلث المعطّل في جميع التشكيلات الوزارية. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماعاً عُقد في بعبدا سبق إرسال الجداول إلى الحريري بواسطة دراج في قوى الأمن الداخلي بعد اتصال تلقّاه الأخير من المديرية العامة لرئاسة الجمهورية من دون أن يبادر عون للاتصال به حسب الأصول المعتمدة للتخاطب بين أركان الدولة، ضم إضافة إلى عون باسيل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ولم يتأكد ما إذا كان المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي بين المشاركين فيه. وبحسب المعلومات فإن إبراهيم حضر إلى بعبدا أثناء التداول بالجداول المزمع إرسالها إلى عون، ونصح بعد اطلاعه عليها بصرف النظر عنها، ليس لأنها تتضمن تخصيص عون بالثلث الضامن فحسب، وإنما لأنها تؤدي إلى تسميم الأجواء مع استعداد الحريري للتوجُّه للقاء عون في اجتماع جديد للبحث بتشكيل الحكومة، وبالتالي لا مصلحة لرئيس الجمهورية في إرسال هذه الجداول. وقالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إن عون أبدى للوهلة الأولى تفهُّما لوجهة نظر إبراهيم وطلب صرف النظر عنها، لكن المفاجأة كانت بتراجع عون عن موقفه واستجاب لطلب باسيل وقرر بعد انتهاء الاجتماع إرسال الجداول «المفخّخة» إلى «بيت الوسط» بخلاف ما تعهد به. ولفتت المصادر نفسها إلى أن إبراهيم فوجئ لاحقاً بتفاصيل ما تضمنته هذه الجداول التي كانت وراء تسميم الأجواء بين عون والحريري، وقالت إن رئاسة الجمهورية قررت عن سابق تصوّر وتصميم تبنّي وجهة نظر باسيل، وإلا لماذا أحجمت عن تكليف اللواء إبراهيم بمهمة التوسُّط بين بعبدا وبيت الوسط، مع أن عون كان يراهن على نجاحه في مهمته ليلقي اللوم على الحريري بذريعة عدم التجاوب مع وساطته؟...... وأكدت أن اللواء إبراهيم، الذي يوصف بـ«وسيط الجمهورية» ليس من الذين يُطلب منهم تسليم جداول لا يطّلع عليها سلفاً ويبدي رأيه فيها، وقالت إن الرئاسة الأولى أخطأت في تقدير رد فعل الحريري وكانت تراهن على أنه سيمتنع عن التوجُّه إلى بعبدا للقاء عون، لكن الحريري بادر إلى تعطيل الأفخاخ بإعادة «كرة النار» إلى مرسلها. وكشفت أن الحريري بادر فور تسلُّمه الجداول للاتصال برئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أوفد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل في محاولة لتهدئته ونصحه بعدم الرد، وقالت إن الأخير فوجئ برد فعل الحريري الذي بقي تحت سقف التوجُّه إلى بعبدا ليس لحشر عون فقط وإنما لتبيان الأفخاخ التي زرعها في الجداول المرسلة إليه. وقالت إن بري لم يكتفِ بالتضامن مع الحريري، وإنما عبّر عنه بموقف لافت تمثّل في البيان الذي صدر عن اجتماع قيادة حركة «أمل» وفيه التأييد الكامل لموقف الرئيس المكلّف حيال تشكيل الحكومة، واعتبرت أنه جاء في الوقت المناسب لقطع الطريق على إقحام الشارعين السنّي والشيعي في دورة من الاحتقان على خلفية موقف «حزب الله» الداعم لعون والذي لم يفلح المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل في إقناع الحريري بأن نصر الله لم يستهدفه في خطابه الأخير. ورأت أن إصرار عون على تفخيخ مشاورات التأليف يكمن في الضغط على الحريري للاعتذار عن تشكيل الحكومة، وصولاً للإطاحة باتفاق الطائف والأصول الدستورية المتبعة في تأليف الحكومة، وقالت إن ذلك يأتي في سياق «تمرير» مشاريع عون الانقلابية بإلغاء من يخالفه في الموقف، مستفيداً من دعم «حزب الله» الذي أنعشه وأعاد الاعتبار لباسيل. وقالت إن «حزب الله» أتاح لعون تحسين شروطه في التسوية السياسية، لكنه فوجئ باستغلال عون لطروحات نصر الله في محاولة لكسر الحريري، وهذا ما أدى إلى إرباكه، خصوصاً أن الحزب وإن كان يملك فائض القوة، فإنه ليس مرتاحاً لأن خصومه يتعاملون معه على أنه يربط تشكيل الحكومة بمصير المفاوضات الأميركية - الإيرانية إفساحاً في المجال أمام طهران لجني الأرباح السياسية، مع أن عدداً من السفراء الأوروبيين يؤكدون أمام زوارهم بأن لا قدرة لبلد يتهاوى على دفع الأثمان لإيران. ورأت أن باسيل انتعش من الخطاب الأخير لنصر الله، وقالت إنه على تنسيق دائم مع الحزب وهو كان وراء إصراره على المعادلة التي طرحها عون في كلمته إلى اللبنانيين، إما أن يشكل الحريري الحكومة بشروطه وإما يعتذر إفساحاً في المجال أمام شخص قادر على تشكيلها، مشيرة في نفس الوقت إلى أن عون يسعى لتوظيف لقائه برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في إطار الضغط على الرئيس المكلّف مع أن «التقدّمي» بحسب مصادره ليس في هذا الوارد، علماً بأن الحريري حرص قبل أن يتوجه للقاء عون على التواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي عبر موفده إلى بكركي الذي وضع الراعي في أجواء الموقف الذي سيتخذه رداً على الجداول التي تسلّمها من عون.



السابق

أخبار وتقارير... «داعش» بعد سنتين من الهزيمة... خلايا نائمة بلا «ذئاب منفردة»... فروع للتنظيم تتمدد في العالم وأخرى تنحسر... غوّاصة روسية تربك «ناتو» شرق المتوسط...عقوبات أميركية ـ أوروبية منسّقة على مسؤولين في الصين وميانمار..بلينكن يناقش في بروكسل «العدوان» الروسي و«المخاطر» الصينية..بريطانيا تكشف عن خطة لتحديث جيشها...حريق هائل في مخيم للاجئين الروهينغا في بنغلادش...

التالي

أخبار سوريا....الجوع والفقر في دمشق يوسعان «دائرة الجرائم».. حزب الله يدعم والنظام مشغول..أراضي السوريين بقبضة إيران.... احتجاج تركي لروسيا على تصعيد عسكري شمال غربي سوريا...مؤتمر معارض في دمشق يتمسك بـ«الانتقال السياسي»...معارضة الداخل لـ«مؤتمر إنقاذ وطني» في دمشق بـ«حماية دبلوماسية»...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,237,428

عدد الزوار: 6,941,636

المتواجدون الآن: 107