أخبار لبنان... «حزب الله» يشكّل وحدة لفتح الطرقات...رؤساء الحكومات يتهمون عون بالتعدي على النص الدستوري...الحريري أمام فرصة الحل أو المواجهة....عون: لا مساومة على الثلث والدا خلية...ماكرون يبحث والبابا وضع لبنان: "إستخدام الطائفية لأهداف سياسية"... مداولات عون ـ جنبلاط على طاولة محادثات الحريري في بعبدا اليوم...عمل الجمعيات الخيرية اللبنانية يتضاعف...مؤسسة باسم لقمان سليم تعنى بـ«الاغتيال السياسي»....

تاريخ الإضافة الإثنين 22 آذار 2021 - 5:18 ص    عدد الزيارات 2181    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان في مرمى «اثنين الاختبارات»....

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |.... - الراعي لـ «عرب الاعتدال»: لا تربطوا مساعدة الشعب بالرئاسة والحكومة والسلاح غير الشرعي....

هو اثنين «الاختبارات المتبادَلة»، بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ومن خلفه «حزب الله»، وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، اللذين يلتقيان اليوم، على وقع أسئلة كبرى حول مجمل مآل عملية تشكيل الحكومة ومعها الواقع اللبناني الذي وُضع ابتداء من الخميس في «فوهة» جولةٍ أكثر خشونة من «عضّ الأصابع». فالأنظار تشخص اليوم على اللقاء 18 بين عون والحريري الذي يصادف مع دخول تكليف زعيم «المستقبل» شهره السادس، وسط تَرَقُّب لكيفية تكييف الأخير إدارتَه مسار التأليف مع المتغيّرات المفصلية التي حملتْها الأيام الأربعة الأخيرة، وهل سيكون قادراً على إحداث توازُنٍ ولو سلبي مع ما بدا أنه عملية «إطباقٍ» ممنهجة من تحالف عون - «حزب الله»، على «البروفايل» الذي يعمل عليه منذ أكتوبر على قاعدة «حكومة الـ 18» وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين. وعشية اللقاء المنتظر لم يَبْدُ أن الحريري في وارد التراجع، أقله حتى الساعة، أمام ما جرى التعاطي معه على أنه «هجوم منسَّق» مزدوج شنّه عون (ليل الأربعاء) و«حزب الله» عبر خطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله (ليل الخميس)، وفق «بنك أهداف» يُفْضي بالحدّ الأدنى لتزويد تشكيلة الاختصاصيين غير الحزبيين بـ «أدواتِ تحكُّمٍ» سياسية فاعلة، وبالحدّ الأقصى إلى «ابتلاع» هذه الصيغة لمصلحة حكومة «كاملة الدسم» سياسياً، وكلا الحدّين كمَن «يتجرّع السمّ» في ظلّ دفتر الشروط الدولي الذي حدّد مواصفات الحكومة «القابلة للتسويق» خارجياً كمدخلٍ لرفْد لبنان بالدعم المالي قبل حصول «الارتطام المميت». ولم يعُد خافياً أن عون سيستقبل الحريري اليوم متقدِّماً عليه بنقاط ثمينة أعقبتْ «إمرار» الرئيس المكلف «الكلام العاصِف» لرئيس الجمهورية الذي «استدعاه» الى القصر الخميس، مخيّراً إياه بين حكومةٍ وفق شروطي أو اعتذِر، قبل أن يرفد «حزب الله» عون بقوة «دفْع رباعي» على قاعدة أن حَبْل التأليف أوّله حكومة اختصاصيين «لن يحميها الحزب من الشارع» وآخِره حكومة سياسية أو تفعيل حكومة تصريف الأعمال أو تعديل الدستور لناحية تقييد الرئيس المكلف بمهلة للتأليف. وإذا كان الحريري لم يُظْهِر تَراجُعاً، فإنّ الأكيد وفق أوساط سياسية أن رئيس الجمهورية بات في موقع تفاوضي أقوى، مستفيداً من «الإسناد» المتعدد الجبهة الذي مَنَحه إياه «حزب الله»، ناهيك عن «الاختراق» الذي نجح عون بتحقيقه لطوق العزلة من حوله عبر زيارة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط له السبت، داعياً إلى تسوية بمعزل عن الأرقام. وفي موازاة تَرَقُّب ما سيحمله الحريري إلى بعبدا والذي لا يُتوقَّع أن يكون خارج «صحن الـ 18»، فإن زعيمَ «المستقبل» الذي لاقاه رؤساء الحكومة السابقون بموقفٍ «أسفوا فيه لمخاطبة رئيس الجمهورية الرئيس المكلف عبر بيان متلفز»، منتقدين ما اعتبروه «تعدياً وتشويهاً لروح ونص النصوص الدستورية» وداعين لتشكيل حكومة «بعيداً من التهويل والترهيب ومحاولات السيطرة والتحكم»، سيختبر بدوره إلى أي مدى سيذهب عون في تلقُّف تصعيد نصرالله، وإن لم يكن ممكناً الجزمُ إذا كانت الحكومة السياسية التي وضعها نصرالله على الطاولة صارت «الطبَق الرئيسي» في بعبدا أو أنها ما زالت ورقة ضغط. وبأي حالٍ وبعدما كانت تسريباتٌ عن قريبين من فريق عون أوحتْ بأن الأزمة الحكومية سترتقي إلى أزمة حُكْمٍ ما لم يحمل الحريري صيغةً جديدة، فإن الأوساط تخشى أن تدخل البلاد - في ضوء تقاطُع كل المعطيات عند عدم إمكان توقُّع انفراج حكومي قريباً - في مرحلةٍ أقسى من «الإنهاكِ» تطبعها الاضطرابات التي تتعدد فتائلها في ظل الانهيار المالي - الاقتصادي والاحتجاجات على وقع ارتفاع سعر الدولار والغلاء «المتوحّش»، ولا سيما بعد التهديدات التي وجّهها نصرالله لقاطعي الطرق والجيش والأجهزة الأمنية والقوى السياسية بحال تجدّد قفل الطرق. ولم يكن عابراً أمس، الردّ الضمني من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مواقف نصرالله وتصويبه غير المباشر أيضاً على رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، بدعوته عون والحريري للخروج بـ «حكومة إنقاذ تضم اختصاصيين مستقلين ووطنيين»، مؤكداً «ننتظرها حكومة مبادئ وطنية لا مساومات سياسية وترضيات على حساب الفاعلية، ونأمل من الرئيسين أن يقيما حائطاً فاصلاً بين مصلحة لبنان ومصالح الجماعة السياسية ومصالح الدول، كفى اقتراحات جديدة وشروط تعجيزية غايتها العرقلة والمماطلة». وأضاف «ان تأليف حكومة للبنان فقط لا يستغرق أكثر من 24 ساعة. لكن إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة وستؤدي إلى الفوضى». كما توجّه الى «الدول العربية والغربية الصديقة، كي يساعدوا مادياً وإنسانياً الشعب اللبناني الذي هو ضحية الطبقة السياسية الحاكمة. فليس الشعب اللبناني خصمكم، بل صديقكم. لقد قدّم لبنان الكثير للعربِ وللعالم، فلا يجوز أنْ تجافوه وتقاطعوه وتقاصوه وتربطوا مساعدة الشعب - وأقول الشعب تحديداً - بمصيرِ الحكومةِ أو الرئاسةِ أو السلاحِ غير الشرعي أو أيِ قضيةٍ أخرى. ماذا يستفيد كل أصدقاءِ لبنان وكل العرب وبخاصةٍ عرب الاعتدال والانفتاح، وعرب حوارِ الأديان والحضارات من سقوط لبنان»؟...

لبنان: لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري محكوم بالفشل... إلا إذا....

الراعي يدعو الرئيسين لقلب الطاولة والدولار يواصل التراجع..... • «حزب الله» يشكّل وحدة لفتح الطرقات

كتب الخبر... الجريدة – بيروت..... تتّجه الأنظار اليوم إلى لقاء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري. وإذا كانت كل المعطيات تشير إلى أن الطريق لتشكيل حكومة ليس معبداً بعد، فلا يستبعد مراقبون حصول معجزة في اللحظة الأخيرة تفتح باب التأليف. كل المؤشرات تدلّ أن اللقاء المرتقب اليوم بين رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سيفشل في تشكيل حكومة جديدة، لكن لا يعني ذلك أنه من المستحيل أن تطرأ معجزة ما في اللحظات الأخيرة قبل اللقاء، ترتكز على أمرين: أولاً استمرار تراجع سعر الدولار بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة أمام الليرة وهو بثّ بعض الارتباح في الشارع، ثانياً، تلويح فرنسا مجدداً بسيف العقوبات وإشارة رئيسها إيمانويل ماكرون إلى أسلوب جديد ستنتهجه باريس في الملف اللبناني في الأسابيع المقبلة. ولكن منذ اجتماع الخميس الماضي الذي اتفق خلاله الرئيسان على تزخيم مساعي تشكيل حكومة من 18 وزيراً، برز معطى جديد تمثل في دعم الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تشكيل حكومة سياسية على عكس الحريري الذي يسعى لحكومة اختصاصيين وهو ما تدعو له المبادرة الفرنسية ويؤيده المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا.

الحجّار

وفي مؤشر إلى عدم وجود استعداد عند الحريري لتكرار تجربة رئاسة حكومة وحدة وطنية أو حكومة بنكهة سياسية يملك فيها خصومه مجتمعين أو طرفاً منهم بعينه الثلث المعطل، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار، أن الرئيس المكلّف «متمسك بحكومة ‏اختصاصيين وبرفض الثلث المعطّل، تجنباً للعودة إلى التجارب الفاشلة السابقة وحرصاً على ‏مواصفات المبادرة الفرنسية». ‏ وبينما نقلت أوساط «بيت الوسط» امتعاض الحريري من زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط للرئيس عون ودعوته من هناك إلى تسوية داخلية تواكب المتغيرات الإقليمية خصوصاً الحراك الأميركي الايجابي تجاه التفاوض مع ايران، اكتفى الحجار بالقول إن الزعيم الدرزي تحرك باتجاه القصر الرئاسي انطلاقاً من هواجس خاصة به وأكد أن النقاش مستمرّ بين جنبلاط والحريري يومياً.

علوش

بدوره، أكد مستشار الحريري​، النائب السابق ​مصطفى علوش​، أن الرئيس المكلف «لن يطرح إلا ​حكومة تكنوقراط​ لأن ​الحكومة السياسية​ ستفتح شهية كافة السياسيين»، معتبراً أن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله​ مساء الخميس شجّع ​رئيس الجمهورية​ على «مزيد من التعنُّت». وفي رد على إشارة نصرالله إلى أن الحريري سيكون السياسي الوحيد في حال شكل حكومة اختصاصيين، قال علوش: «لو سقطت كافة القيادات السياسية في البلاد فمن حق الثوريين أن يتسلموا كل شيء في ​لبنان​، لكن ليس من المنطق اليوم ان يقال ان رئيس الحكومة يجب ألايكون سياسياً فهنالك توازنات يجب احترامها».

الراعي

وفي عظة ألقاها خلال ترؤسه قداس الأحد في ​بكركي، أمس، حضّ ​البطريرك الماروني بشارة الراعي​، أمس، عون والحريري على قلب الطاولة على المعرقلين، وقال: «إننا نشجّع المساعي على خط ​تأليف الحكومة​ ونأمل أن يسفر اللقاء المرتقب بين ​الرئيسين عون​ والحريري​ عن نتيجة، فتؤلف بعد طول انتظار حكومة إنقاذ تضم اختصاصيين ومستقلين، حكومــــــــــة مبــــــــــــادئ وطــــنـــــــــيــــــــــــــة لا مساومات سياسية وترضيات ونأمل من الرئيسين أن يخيبا أمل المراهنين على فشلهما فيقلبا الطاولة على جميع المعرقلين ويقيما حائطاً فاصلاً بين مصلحة لبنان ومصالح الجماعة السياسية ومصالح الدول». وقال: «كفى شروطاً تعجيزية غايتها العرقلة والمماطلة، فتأليف الحكومة لا يستغرق أكثر من 24 ساعة». ودعا الراعي «الدول العربية​ والغربية الصديقة كي يساعدوا مادياً وإنسانياً للشعب اللبناني الذي هو ضحية الطبقة السياسية الحاكمة». وتوجّه إلى هذه الدول قائلاً: «ليس الشعب خصمكم بل صديقكم، ولبنان قدّم الكثير للعرب وللعالم فلا يجوز أن تقاصصوه وتقاطعوه وتربطوا ​مساعدة​ الشعب بمصير ​الحكومة​ أو الرئاسة أو ​السلاح​ غير الشرعي أو أي قضية أخرى».

فرنسا

إلى ذلك، سلطت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية على خطط فرنسا، التي لم تثمر مبادرتها الدبلوماسية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، لزيادة الضغط في لبنان، بما في ذلك من خلال العقوبات. وأشارت إلى إعلان الرئيس ماكرون، الخميس الماضي أنه سيدفع من أجل تبني نهج وأسلوب جديد في الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بلبنان، لافتة الى أن الملف السوري يعتبر أحد مكونات الأزمة في لبنان سواء من حيث العبء الاقتصادي الذي يشكله اللاجئون السوريون أو استمرار تدخل حزب الله في سورية والمعروف انتماؤه الاستراتيجي إلى إيران. وقلّلت الصحيفة الفرنسية المحافظة من أهمية زيارة وفد من «حزب الله» للمرة الأولى منذ عام 2011 إلى موسكو كذلك من التقارير التي تشير إلى مبادرة روسية خاصة بلبنان ورأت أن «روسيا مهتمة بلبنان بقدر ارتباط استقراره بسورية لا أكثر».

مواجهة مع الجيش؟

من ناحية اخرى، حذّر تقرير نشرته وكالة «المركزية» للأنباء، من خطورة ما تضمنه خطاب نصرالله الأخير من دعوات إلى قيادة الجيش فيما يخص تعاطيها مع «قطاع الطرق»، في إشارة إلى اللبنانيين الذين يتظاهرون احتجاجاً على الأوضاع المعيشية. ونقلت «المركزية» عن مصادر تنبيهها من مواجهة محتملة بين الحزب مع الجيش والقوى الأمنية، في حال تجاوزت الاحتجاجات حدوداً معينة وشعر الحزب بوطأة قطع الطريق الدولية إلى الجنوب والبقاع باعتبارها «طرقاً حيوية للمقاومة». ولفتت المصادر إلى أن هذا الكلام يحيي مخاوف حقيقية من إمكان تدخّل وحدات خاصة من «حزب الله «على الأرض لاعادة فتح طرق معينة ومنع إقفالها، خصوصاً أن الحزب شكّل أخيراً مجموعة من المقاتلين لهذه المهمة قيل إنها حملت اسماً يوحي بالمهمة لمجرد تسميتها « قوة نصرة الجنوب».

احتجاجات

في سياق الاحتجاجات، انطلقت تظاهرة من أمام منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، حيت تجمع المتظاهرون المحتجون على الأوضاع الراهنة، ومن ثم انطلقوا إلى أمام مبنى «تلفزيون لبنان»، حيث تم استقدام تعزيزات أمنية. وبينما أحيت، أمس، عائلة الناشط السياسي لقمان سليم ذكرى مرور 40 يوماً على اغتياله في الضاحية الجنوبية وسط حشود من الأقارب والشخصيات، نظمت 100 من الأمهات مسيرة أمس الأول، في بيروت تعبيراً عن سخطهن وغضبهن من الطبقة السياسية الحاكمة.

الحريري إلى اللقاء 18: هل تخلت بعبدا وحلفاؤها عن المبادرة الفرنسية؟

رؤساء الحكومات يتهمون عون بالتعدي على النص الدستوري.. وتوجه خطير للإتحاد الأوروبي اليوم

اللواء......الرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا اليوم للقاء الرئيس ميشال عون في لقاء يحمل الرقم 18، وسط شبه إجماع على أن المراوحة ستكون خلاصة ما يحمله الحريري وما ينتظره عون، وسط تحذير دولي، من انزلاق الوضع إلى الخطر الشديد، في ضوء مناقشات مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي حول القرار 1701، وما يمكن أن يصدر اليوم عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بعد إدراج التأزم اللبناني على جدول الأعمال، لجهة حث اللبنانيين على تأليف الحكومة، وفقاً للمطالبات الدولية، أو تحميل المعرقلين بالاسم المسؤولية، في ظل استياء فرنسي لا يخفى من المماطلة والعرقلة لمبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون. وتوقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة مراوحة أزمة التشكيل في مكانها، برغم المواقف والحملات التي تشن من هنا وهناك والتلطي وراء مطالب وشروط مستحدثة، تزيد من حدة الأزمة القائمة بدلاً من تليين المواقف والتخلي عن المطالب التعجيزية المطروحة. واستبعدت المصادر حدوث أي تقدم إيجابي ملموس في اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اليوم في ظل الأجواء السياسية الملبدة ومطالبة البعض بتشكيل حكومة مختلطة من سياسيين واختصاصيين خلافاً لمرتكزات المبادرة الفرنسية، وقالت: برغم كل محاولات التهويل، فإن الرئيس المكلف لا يزال متمسكاً بتشكيل «حكومة مهمّة» من الاختصاصيين وخالية من الحزبيين استناداً إلى المبادرة الفرنسية، لأن أي حكومة مستنسخة عن الحكومات السابقة شكلاً ومضموناً ومغايرة لمضمون المبادرة الفرنسية، ستكون شبيهة بحكومة حسان دياب المستقيلة ولن تقنع أحداً أو تستطيع القيام بالمهمات المنوطة بها داخلياً، ولن تحوز على تأييد فرنسا والمجتمع الدولي، وسيكون مصيرها الفشل. ولذلك يستبعد أن ينجر الرئيس المكلف لما يخالف المبادرة الفرنسية ويصر على تشكيل حكومة المهمة التي على أساسها تمت تسميته من الأغلبية النيابية، وهو لن يتراجع عن تشكيل حكومة المهمة المطلوبة، مدعوماً بتأييد شعبي بالداخل ودول عربية وإقليمية ودولية. واعتبرت المصادر أن من يريد تجاوز المبادرة الفرنسية والانقلاب على مضمونها، عليه أن يجاهر بمواقفه علناً ولا يتلطى بمطلب من هنا أو هناك ولا يريد أن يُجاهر بذلك علناً. وفي السياق، لفتت مصادر سياسية مطلعة إلى أن اللقاء بين الرئيسين عون والحريري لا يزال قائماً اليوم، وأن المعطى الجديد في الملف الحكومي هو موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي حرّر عقدة الـ١٨ والتمثيل الدرزي حين قال أن لا مشكلة في أي صيغة، وأن المهم هو الوصول إلى تسوية. وأوضحت أن رئيس الجمهورية طلب من رئيس الحكومة المكلف الإتيان بلائحة كاملة من الحقائب والأسماء لأنه في اللقاء الأخير بينهما سأله الرئيس عون عن أسماء ممثلي «حزب الله»، وأجاب الحريري أنه لم يسألهم. وقال عون إنه لا يمكن أن يُصار إلى تعيين وزراء من دون السؤال ما إذا كانوا يحظون بموافقتهم، وبالتالي فإن موقف جنبلاط هو تطوّر جديد، وموضوع اللائحة الكاملة المتكاملة التي طلبها رئيس الجمهورية بالأسماء والحقائب. كذلك توقفت المصادر عند الضغط الخارجي حيال الإسراع في تأليف الحكومة. ولفتت إلى أنه ليس معروفاً ما سيكون رد الحريري حول فكرة الـ١٨ وزيراً، مذكرة أن رئيس الجمهورية يفضل أن تكون عشرينية، وتبقى مسألة حقيبتي الداخلية والعدل اللتين لا تزالان عالقتين، ويفترض أن تكون هناك أجوبة حولهما. ورأت أنه إذا كان الجو إيجابياً والأجوبة إيجابية يمكن القول عندها إن الملف انطلق، أما إذا بقي الحريري على موقفه فسيظل يراوح مكانه. وأكدت أن الكرة في ملعب رئيس الحكومة المكلف في الأجوبة التي يقدمها لرئيس الجمهورية. وفي سياق متصل، اعتبرت المصادر أن جنبلاط سهّل الملف الحكومي، وأبدى كل تجاوب مع تفضيله التسوية، لكن المصادر استدركت أن المهم أن تكون عناصر التسوية قائمة. عشية أسبوع الاستحقاقات: في مواجهة جائحة كورونا، بعد دخول البلاد المرحلة الرابعة والأخيرة من تخفيف إجراءات التعبئة العامة، بدءاً من اليوم، مع إعادة فتح المطاعم والمقاهي، وفي مواجهة أزمة تأليف الحكومة، في ضوء متغيرين اثنين: إعلان النائب السابق وليد جنبلاط إسقاط مطالبه بالاقتصار على أن يكون التمثيل الدرزي حصراً بكتلته، والدعوة الى عقد لقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والجنوح نحو بعبدا، إرساء للتسوية، أو «التموضع» خارج خيارات الرئيس المكلف، قابله المتغير الثاني، المتعلق ببيان رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، والذي انتقد بوضوح «البيان المتلفز» لرئيس الجمهورية، الخارج عن أصول «التواصل الطبيعي» مع الرئيس المكلف، مطالباً بفك الحظر على تأليف الحكومة العتيدة من خلال العودة «الى التقيد بالقواعد والمرتكزات التي نادى وطالب بها اللبنانيون، ولا سيما الشباب منذ انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول 2019، وكذلك عبر التفجير المريب للمرفأ، والتي صاغ معالمها الرئيس ماكرون في مبادرته الداعية لتأليف حكومة إنقاذ ذات مهمة محددة من اختصاصيين مستقلين غير حزبيين من اجل وقف الانهيارات التي تعصف بلبنان». وإذ نوّه رؤساء الحكومات، وفي هذا جرعة دعم كبيرة للرئيس المكلف «بروح المسؤولية العالية التي يتمتع بها»، وامتناعه عن الانجرار الى شجارات ونزاعات إعلامية، اعتبر الرؤساء أن ممارسة رئيس الجمهورية تشير الى تعدٍّ وتشويه لروح ونص ومقاصد النصوص الدستورية التي يجب أن يلتزم بها الجميع وفي مقدمتهم فخامة الرئيس. ومن هنا أيضاً تمسك الرئيس المكلف بالأسس الدستورية السليمة في تشكيل الحكومة ورفض القبول بأي تجاوز او افتراء أو تعدٍّ. وفي قراءة مغايرة لقراءة بعبدا للفقرة 4 من المادة 53، التي تتحدث عن صلاحيات رئيس الجمهورية، ذكّر رؤساء الحكومات بأن في النص: «يصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة»، ولم تنص على عبارة تشكيل بل إصدار. فمهمة التشكيل انيطت حسب الفقرة الثانية من المادة 64 برئيس الحكومة المكلف استناداً إلى الثقة التي منحته إياها الأكثرية النيابية بناء على الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية بناء على الماد 53 من جهة أولى، ومن جهة ثانية على مسؤولية الحكومة أمام مجلس النواب، هذا خصوصاً أن الحكومة التي تتشكل، عليها أن تتقدم من مجلس النواب ببرنامج عملها عبر بيانها الوزاري لكي تنال على أساسه الثقة. فرئيس الحكومة هو المسؤول أمام مجلس النواب الذي يمنحه وحكومته الثقة أو يحجبها عنه، ومجلس النواب هو الذي يحاسب الحكومة ورئيسها، فإذا سقطت سقطا معاً. وفي السياق، الذي يقضي بتشكيل «حكومة ثقة» تعبر بالبلد من «الانهيار إلى بداية الاستقرار» انتقد رؤساء الحكومات ما اسموه «التهويل والترهيب ومحاولات السيطرة والتحكم من اي طرف كان، وبعيداً عن محاولات الالتفاف على الدستور او تعديله، ولا سيما في ظروف كالتي يمر بها لبنان في الوقت الحاضر، والتي تستدعي التفتيش عن دوائنا وليس التسبب بداء إضافي. وتعتقد مصادر متابعة أن هذه الفقرة تتضمن انتقاداً ضمنياً، ورفضاً لما أعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مواقفه الأخيرة الخميس الماضي. وعشية لقاء الـ18 الاثنين، استقبل الرئيس الحريري في بيت الوسط، كلاً من المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الحاج حسين الخليل، وجرى البحث في موضوع الحكومة، من زاوية تكنو-سياسية. وكذلك التقى النائبين وائل ابو فاعور والنائب السابق غازي العريضي موفدين من النائب جنبلاط لإطلاعه على ما دار في اجتماع بعبدا، كما زار أبو فاعور والعريضي عين التينة.

فهمي وتفعيل الحكومة

وقال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، أن الوضع الأمني قد تلاشى، وما قلته جرس انذار، والأمن لصيق بالسياسة، مشدداً على انكشاف لبنان من الناحية الأمنية، وأن نسبة القتل زادت 50% من أجل 50 ألف ليرة لبنانية. ورأى أن الانقاذ يكون بتشكيل حكومة، معتبراً ان تفلت الشارع، هو الخطر. ورفض قطع الطرقات لأنها لا تساعد القاطعين ولا المواطنين. ورفض أن يكون السيد حسن نصر الله قد هدد القوى الأمنية. وأكد فهمي وجود أجهزة أمنية خارجية ومخططين للاشتباكات الداخلية، لا سيما ما حصل بين عين الرمانة والشياح في (ت1) 2019، وفي السنة التالية. ونقلت شبكة «سي.ان.ان» صورة متشائمة عن الوزير فهمي بقوله إن «هناك احتمالاً متزايداً بحدوث خروقات امنية مثل التفجيرات ومحاولات الاغتيال» في البلاد. وأعلن فهمي عن أخذ مبادرة وتفعيل الحكومة، لإنقاذ البلد. معتبراً أن على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب جمع الوزراء، وعقد جلسة لمجلس الوزراء للتوقيع على موازنة العام 2021. وفي ما خص منع ملاحقة اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي، قال فهمي: لماذا تحريك القضية بعد سنتين، «وأنا هنا مش عم كش دبان. بدي أعرف شو الأسباب. بهيك وضع بدو يستدعي مدير عام قوى الأمن الداخلي؟». وكشف أنه سافر إلى الدوحة لطلب مساعدات لقوى الأمن الداخلي للتباحث مع رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية القطري. وقال: «وعدوني خير، وطالبت بـ100 ألف لقاح للمساجين والقوى الأمنية، وتشمل قوى الأمن الداخلي، والأمن العام وأمن الدولة، من نوع «فايزر» من خلال وزارة الصحة اللبنانية، واليوم يلتقي وزير الصحة حمد حسن لهذه الغاية». وكشف عن جهوزية في 31 أيار وأول أحد من حزيران لإجراء الانتخابات، لكنه تحدث عن عائق صحي ولوجستي ومالي يحتاج لتأمين المبلغ المتعلق بإجرائها بوجه إجراء الانتخابات النيابية. وطوق الانفتاح الحاصل بين جنبلاط وإرسلان اشكالاً وقع في قرية ديرقبول، بعد اتصال أجراه رئيس الحزب الديمقراطي برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، قضى بتسليم مطلق النار على الشاب مكرم ناصر الدين، إلى الأجهزة الامنية.

الاستحقاق النقدي

وفي الاستحقاق النقدي، تتجه الأنظار إلى اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان لتحديد تفاصيل الآلية الجديدة، الخاصة بضبط سعر صرف الدولار، التي اعلن عنها في القصر الجمهوري، واستبقتها المصارف بتبني سعر منصة نقابة الصرافين بالعملة اللبنانية.

المسيرة النسائية

ولمناسبة عيد الأم، الذي صادف امس، وتنديداً بالأوضاع المعيشية نظمت سيدات لبنانيات مسيرة احتجاجية كبيرة، جابت عددا من الشوارع الرئيسية في العاصمة بيروت حملت شعار «ارحلوا» في مواجهة الطبقة السياسية الممسكة بزمام السلطة، وذلك بمناسبة حلول «عيد الأم». ولبت أعداد كبيرة من السيدات، ومعظمهن من الأمهات، الدعوات للتجمع عصر السبت في ساحة الرئيس بشاره الخوري بالعاصمة اللبنانية، ثم انطلقن في مسيرة احتجاجية رددن خلالها الهتافات المناهضة للسلطة السياسية والقوى والتيارات والأحزاب، حيث اعتبرن أن السلطات اللبنانية تتحمل المسئولية عن التردي الكبير في الأوضاع المعيشية التي انعكست على جميع الأسر اللبنانية. وقالت السيدات إن الأوضاع القاسية الحالية في لبنان دفعت أولادهن إلى الهجرة إلى خارج البلاد، كما أن الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي الذي انعكس على القطاع المصرفي، تسبب في عدم تمكن الأسر اللبنانية من توفير أقل المبالغ المالية بالدولار الأمريكي لأبنائهن الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد لسداد نفقات التعليم والسكن والمعيشة، بعدما جرى تجميد الحسابات المصرفية بالدولار. ورفعت السيدات أعلام لبنان ولافتات احتجاجية مدون عليها عبارات (ارحلوا – أجمل هدية في عيد الأم أن ترحلوا عنا – سرقتم حلم أولادنا – سرقتم أموالنا وأموال أولادنا – دمعة كل أم برقبتكم) وغيرها من الشعارات الاحتجاجية. وفي الشأن المعيشي، وفي ظل استمرار فقدان المواد الغذاية المدعومة، بات مشهد الاشكالات بين المواطنين على كيس حليب أو سكر أو غالون زيت في السوبرماركات واقعاً مألوفاً يتكرر يومياً بين المناطق، وجديده امس في شتورا في حين لا يبدو حال محطات الوقود افضل، إذ تقع إشكالات على افضلية تعبئة الوقود في بعض المحطات كما حصل في محلة العبدة عكار، ما ادى إلى تضارب تبعه إطلاق رصاص أصاب صاحب المحطة. وكذلك ما حصل في سوبرماركت فهد في منطقة فرن الشباك.

439543 إصابة

وعشية بدء الجولة الرابعة، سجلت وزارة الصحة العامة إصابة 2968 إصابة جديدة بفايروس كورونا و42 حالة وفاة، في الـ24 ساعة الماضية ليرتفع العدد التراكمي إلى 439543 إصابة بالفايروس، مثبتة مخبرياً، بدءا من 21 شباط 2020. وفي ما خص اللقاحات، أعلنت وزارة الصحة العامة وصول الشحنة السادسة من لقاح فايزر إلى لبنان عصر السبت، وتحتوي على 53820 لقاحا. وبذلك يكون لبنان تسلم حتى الآن 224640 لقاحا من فايزر. بدوره، أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن أن «الوزارة توصلت إلى عقد جديد مع شركة فايزر يضمن الحصول على سبعمئة وخمسين ألف (750000) جرعة لقاح إضافية في شهري أيار وحزيران، حيث سيبلغ المجموع تسعمئة وعشرة آلاف (910000) جرعة ما سيتيح إنهاء تلقيح الفئات الأكثر عرضة للخطر من فيروس كورونا. ويتوقع أن ينخفض حينها معدل الوفيات ونسبة إشغال أسرة العناية الفائقة». ولفت إلى أن «وزير الصحة العراقي حسن التميمي سيزور لبنان لمدة ثلاثة أيام الأسبوع المقبل حيث يصل الأربعاء على متن طائرة محملة بمساعدات طبية، على أن تتناول المحادثات تبادل الخدمات الطبية والأكاديمية والشروع بتطبيق اتفاقية النفط الأسود».

الحريري أمام فرصة الحل أو المواجهة

الاخبار....المشهد السياسي .... يعود الرئيس سعد الحريري إلى قصر بعبدا مجدداً، من دون أي آمال بإمكان إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية المستمرة. لا تزال الأمور على حالها. بالنسبة للحريري سبق أن قدم التشكيلة وهو ينتظر ملاحظات رئيس الجمهورية عليها. هو يبدي استعداده لمناقشة الاسماء والحقائب لكنه لن يتراجع عن رفض حصول أي طرف على الثلث المعطل. حتى الآن لا تظهر أي بوادر لحل الأزمة المستعصية، والتفاهم لا يبدو ممكناً من تدخل قوى دولية نافذة .....

المعيار الأساس لخروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا اليوم هو أن يحمل الرئيس المكلف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون تصوراً حكومياً كاملاً، يتضمن توزيع الحقائب مع موافقة الأطراف السياسية عليها. دون ذلك، لا حكومة اليوم، ويعني أن الحريري «لم يقرأ كلام رئيس الجمهورية الأخير ولا كلام السيد حسن نصر الله ولا مواقف النائب السابق وليد جنبلاط»، وفق مصادر معنية بملف التأليف. بعد يومين من دعوة نصر الله إلى تأليف حكومة تكنو ــــ سياسية، ظل الصمت حليف الرئيس المكلّف. وحتى عندما سئلت مصادر مقربة من الحريري، اكتفت بالتأكيد أنه مصرّ على تأليف حكومة من اختصاصيين غير حزبيين مدعومين من الكتل النيابية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. لكن «الصمت الإعلامي» لم يكن هو نفسه في مناقشات أجراها مباشرة وبالواسطة مع الثنائي الشيعي. ومع تيقّن الحريري أن الاقتراح يعبّر عن اقتناع لدى حزب الله من دون أن يعني أي تراجع عن الاتفاق معه، صبّ عتبه على حليفه «المتردّد» وليد جنبلاط، الذي صدمه بزيارته للقصر الجمهوري، ودعوته الحريري الى التحاور مع جبران باسيل، وتراجعه عن دعم حكومة الـ ١٨ وزيراً. وحتى عندما شرح النائب وائل أبو فاعور للحريري خلفية الزيارة وأبعادها، مؤكداً أن جنبلاط لا ينقلب على التحالف معه، لكنه يرى الأفق مسدوداً ويخاف على السلم الأهلي ويفضّل التسوية، فإن الحريري لم يقتنع. وفسّر موقف جنبلاط بأنه «وقوع تحت الضغط». وزاد أمام من يهمّهم الأمر: «أنا أريد الحكومة، وأريد اتفاقاً مع رئيس الجمهورية، لكنني لا أريد حكومة تنفجر في جلستها الأولى، ولا أثق بجبران باسيل ولا أرى موجباً لحكومة سياسية تجعل الخارج رافضاً لأي تعاون معنا في معالجة الأزمة الاقتصادية». إلى ذلك، لا يزال الحريري يتجنب الحديث عن التفاصيل الحكومية، وتحديداً حول توزيع الحقائب الرئيسية، ولا سيما حقيبتي العدل والداخلية. وهو يرفض أن يكون لعون أو باسيل تأثير عليهما. وهو إذ يبدي استعداده للتفاهم على أسماء وسطية، يرفض، في المقابل، أن يمنح رئيس الجمهورية، ومن خلفه باسيل، الثلث المعطل الذي يمكّنه من شلّ الحكومة في لحظة، فكيف إذا انضمّ حزب الله إليهما؟

الحريري عاتب على جنبلاط لدعوته إلى الحوار مع باسيل وتراجعه عن حكومة الـ 18

مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة المكلف، أشارت إلى أنه سيزور بعبدا للاستماع إلى ملاحظات رئيس الجمهورية على التشكيلة التي سبق أن سلّمها له في كانون الأول الماضي، مبدياً استعداده لمناقشة أي اسم أو حقيبة. المصادر كانت قد قللت من أهمية اللقاء ربطاً بالأجواء التي سادت خلال الأيام الماضية، والتي «تؤكد على ما سمعه الحريري من رئيس الجمهورية أنه يريد ستة وزراء من دون الطاشناق». هذا يعني بالنسبة إلى الحريري أن رئيس الجمهورية مصرّ على الحصول على الثلث الضامن في الحكومة المقبلة، وهو ما تؤكد المصادر أنه «خط أحمر» بالنسبة إلى الرئيس المكلّف. على صدى هذه المناخات، لا يبدو التفاهم ممكناً من دون تدخلات من قوى نافذة. وليس واضحاً ما إذا كان الفرنسيون سيدعمون تفاهم «اللحظة الأخيرة» بين عون والحريري، ويعرضون ضمانتهم للحريري إزاء موقفَي الولايات المتحدة والسعودية، وإن كان الحريري نفسه يعلم أن باريس لا تمون على واشنطن ولا على الرياض. بل هو يسمع مناخات مختلفة من الجانب الأوروبي توحي بإجواء غير إيجابية تجاه لبنان إذا لم يلتزم قيام حكومة خارج نفوذ القوى الكبيرة، ولا سيما عون وحزب الله. إلا أن الرئيس المكلف يرفض، في الوقت نفسه، «المزايدات» من «صقور» يريدون منه الدخول في مواجهة انتحارية. وهو إلى الآن، يرفض فكرة الاعتذار أو الاستقالة من المجلس النيابي، لكنه كان شديد الوضوح في رسالة بعث بها إلى الرئيس حسان دياب بواسطة مستشار الأخير خضر طالب، ومفادها أنه لا يمكنه توسيع دائرة تصريف الأعمال وفق المنطق الذي يدعو إليه عون وحزب الله. وهذا ما يمهّد للاعتقاد السائد بأن الحريري أمام ساعات حاسمة، يقرر فيها إما عقد تسوية تقود إلى حل سريع أو إلى مواجهة لا يعرف أحد كيف ستكون البلاد معها.

منصّة سلامة

إلى ذلك، عاودت اللجنة الحكومية المعنيّة بملف الدعم اجتماعاتها للوصول إلى قرار حاسم في مسألة ترشيد الدعم. والأمر نفسه يتوقّع أن يناقش اليوم في اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان، الذي يلتئم خارج الموعد الأسبوعي، إلى جانب مسألة المنصة التي أعلن حاكم مصرف لبنان أنه سينشئها لتنظيم عمليات الصرافة. بالرغم من أنه ينظر إلى هذه الخطوة إيجابياً، إلا أن تأخيرها لأكثر من سنة سمح بأن يدفع الناس أثماناً باهظة لمكابرة رياض سلامة وإصراره على عدم تنظيم قطاع الصيرفة. وبحسب مصادر مقرّبة من حاكم مصرف لبنان، فإن التحضيرات لإصدار القرار المتعلق بالمنصة ستنطلق هذا الأسبوع، زاعمة أن آلية العمل في المنصة الجديدة ستعطي دولاراً لكل من لديه مبرر للحصول عليه. وهو ما يسمح عملياً لكل التجار والمستوردين بالاستعانة بالمنصة، بعدما كانت منصة الـ ٣٩٠٠ ليرة محصورة بمستوردي المواد المدعومة. ورغم أن المنصة الجديدة ستستقطب نسبة كبيرة من الساعين إلى شراء الدولارات، إلا أن حصرها بالنظام المصرفي وبمن له حاجة فعلية إلى الدولار سيعني حكماً استمرار السوق السوداء لتلبية الطلب الإضافي على الدولار، وإن يتوقع أن يكون محدوداً وبأسعار لا تزيد كثيراً على سعر المنصة.

عون: لا مساومة على الثلث والدا خلية

الاخبار...نقولا ناصيف .... عون: لا أحد يفرض على رئيس الدولة التنازل عن المعايير الدستورية لتأليف حكومة متوازنة ...

في اجتماعهما المقرر اليوم، يُفترض أن يحمل الرئيس المكلف إلى رئيس الجمهورية مسوّدة متكاملة بحكومته، فضلاً عن الخطوط العريضة لمهمتها. سوى ذلك، إذا تبادلا إدارة الظهر وتمسّك كل منهما بشروطه كحالهما الآن، فسيمرّ وقت طويل قبل الاجتماع التالي.... في لقائهما الأخير، السابع عشر، الخميس الفائت (18 آذار)، ختم رئيس الجمهورية ميشال عون الحديث بالقول: «آمل أن ننتهي في المرة المقبلة». اقترح الرئيس المكلف سعد الحريري الموعد التالي بعد يومين، السبت، إلا أن عون مدّده الى الاثنين. ما لم تكن أمامهما اليوم، في الاجتماع الثامن عشر، المسوّدة المتكاملة، وزراء وحقائب وتوزيعها على المذاهب، بما يفصح عن الكتل والقوى التي اختارت بنفسها مرشحيها، كي يناقشاها ويتّفقا نهائياً عليها، لن تساوي زيارة الحريري قصر بعبدا أكثر من فنجان قهوة. ما يبدو واضحاً في موقف عون ويقوله، قبل دخول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على خط سجال الرئيسين وبعده، أنه قدّم التنازلات القصوى لإنقاذ تأليف الحكومة، لكن من ضمن التزامه صلاحياته الدستورية: تخلّى عن تمثيل أكبر كتلة نيابية في البرلمان وأكبر كتلة مسيحية فيه هي كتلة التيار الوطني الحر، قَبِلَ بـ 18 وزيراً بعدما كان قد طالب برفع عدد الوزراء الى 20، لا يزال يتمسك بستة وزراء مسيحيين زائداً إليهم وزيراً أرمنياً. ما يقوله الرئيس: «الوضع الحاضر يجبرني على أن أسمّي أنا الوزراء المسيحيين لأن كتلهم الكبرى ــــ خلافاً لسائر الطوائف والكتل ــــ غائبة او مغيّبة عن الحكومة». وهو قال للرئيس المكلف سابقاً: «أنا أسمّي المسيحيين مثلما تسمّي أنت السنّة، والشيعة يسمّون وزراءهم، والدروز كذلك».

هنا يقوم أكثر من خلاف أساسي بين الرجلين:

1 - يتصرّف عون على أن الوزير الأرمني الوحيد في حكومة الـ 18 (والمقصود وزير حزب الطاشناق) مستقل. فالطاشناق سمّى الحريري رئيساً مكلفاً، فيما أحجمت كتلة التيار الوطني الحر عن تسميته. في المقابل، يعدّ الحريري الوزير الأرمني جزءاً لا يتجزأ من الكتلة تلك. الوزير المسيحي السابع، في حساب الرئيس المكلف، هو وزير الثلث + 1، فيما عند عون هو وزير حزب الطاشناق الذي يتخذ مواقفه وقراراته انسجاماً مع خياراته، ولم يكن دائماً في صلب اتجاهات كتلة النائب جبران باسيل، وإن كان حليفاً انتخابياً له. يُغضب عون أن الحريري يريد إعطاءه ستة مقاعد من ضمنها الوزير الأرمني، على أن يحتفظ بحقه هو في توزيع المقاعد المسيحية الثلاثة المتبقية: واحد له، واثنان يختار أحدهما النائب السابق سليمان فرنجية والآخر الحزب السوري القومي الاجتماعي، إضافة الى استئثاره بتسمية الوزراء السنّة الأربعة. ذلك يعني حصول الحريري على الثلث + 1 قبل حاجته الى التعويل على وزيرَي رئيس البرلمان نبيه برّي ووزير النائب السابق وليد جنبلاط.

2 - لدى رئيس الجمهورية ملف من الأوراق والقصاصات تحوي خيارات مختلفة لتوزيع الحقائب، سلّمه إياها الرئيس المكلف، كل منها تلغي سابقتها. في معظم الأوراق هذه، خانات بيض للحصة المفترض أنها لرئيس الجمهورية، بينما الأخرى ملأها الحريري بأسماء وزراء محتملين، من بينها أربعة أسماء شيعية: يوسف خليل وجهاد مرتضى على أنهما اختيار برّي، ومايا كنعان وإبراهيم شحرور على أن حزب الله سمّاهما. كلما سأل عون عن الأخيرين، أجابه الحريري بأن حزب الله طلبهما، وهو متفاهم معه. وعندما يراجع رئيس الجمهورية بعد المقابلة الحزب عن صحة تسميته الاسمين، يأتيه الجواب بالنفي. كذبتان لا واحدة: أولى لا علم لحزب الله بالاسمين، وثانية ليس هو مَن اختارهما ولم يسلّمه أي اسم. في المقابل، يقول الحريري إن برّي زوّده باسمَي مرشحَيه.

3 - يختلف الرئيسان على نحو جوهري على حقيبتَي الداخلية والعدل. كلاهما يريدهما لنفسه، والآخر يرفض. أما مقاربة الحقائب الأخرى فتبدو قليلة الأهمية.

في 16 تشرين الثاني 2020 حضر الحريري الى قصر بعبدا حاملاً الى عون حصة من ثلاث حقائب فقط، هي: الدفاع والداخلية والمهجرين، فرفضها الرئيس واعتبرها ناقصة. في 9 كانون الأول 2020 حمل إليه مجدداً لائحة مختلفة، فيها حقائب الدفاع والتربية والتعليم والشباب والرياضة ولا ذكر فيها للداخلية، فرفضها أيضاً. من بعد اللائحة تلك، قبل الوصول الى آخر اللوائح في 23 كانون الأول، صيغة جمعت حقائب الدفاع والطاقة والتربية والتعليم والبيئة والصناعة والثقافة. رفضها الرئيس أيضاً لخلوّها من حقيبتَي الداخلية والعدل. في 23 كانون الأول، تسلّم عون لائحة جديدة فيها الداخلية والطاقة والعدل والاتصالات والشؤون الاجتماعية والصناعة. لكن سرعان ما تخلّى عنها الرئيس المكلف وعاد الى المطالبة لنفسه بحقيبتَي الداخلية والعدل، بعدما كان رئيس الجمهورية قد اقترح عليه ثلاثة أسماء لحقيبة الداخلية: ضابطان متقاعدان هما: موريس سليم وجان فريحة، ومدني هو الأستاذ الجامعي عادل يمّين. غداة هذا الاجتماع، حضر الحريري الى قصر بعبدا حاملاً معه ملفاً، فيه صور ليمّين مع رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، ليقول إن مرشحه ليس اختصاصياً بل حزبي مكتوم. عندما يُسأل رئيس الجمهورية عن كل هذا المآل من المسوّدات المقترحة المتراكمة فوق طاولة مكتبه، لا جواب قاطعاً عنده سوى تأكيده أن لا مساومة على حقيبة الداخلية، ولن يتنازل عن التمسك بها. لا يوصد الباب على مناقشة تتصل بحقيبة العدل، منفتح على التخلّي عن حقيبة الاتصالات. وهي حقائب حملها إليه الحريري بنفسه في مسوّدة 23 كانون الأول. بيد أن عون يضيف: «لا أحد يفرض على رئيس الدولة التنازل عن المعايير الدستورية الحتمية لتأليف حكومة متوازنة. بحسب الدستور، أنا مؤتمن على بناء السلطة الإجرائية. أُجري الاستشارات النيابية الملزمة، أسمّي الرئيس المكلف، أشارك في التأليف من خلال مراجعتي الصيغة الحكومية المقترحة عليّ، أصدر مراسيمها، أقبل استقالة رئيس الحكومة وأوقّع إقالة الوزير».

عون: عندما تكون الداخلية والعدل والمدعي العام التمييزي لرئيس الحكومة فذلك يعني سيطرته على الأمن والقضاء

يكمن امتعاض عون في أن الحريري يمنع عن الكتلة المسيحيّة الكبرى في مجلس النواب ما يتبرّع به للكتلة الشيعية الكبرى والوحيدة المتمثلة في الثنائي الشيعي، إذ يمنحها ما تصرّ عليه وهي حقيبة المال، ويطلق يديها في اختيار وزرائها، وكذلك يفعل مع النائبين السابقين جنبلاط وفرنجية في تسميتهما وزيريهما. هذه المرة، بحسب ما يقول الرئيس، «ستكون حقيبة الداخلية عندنا. عندما تكون حقيبتا الداخلية والعدل عند رئيس الحكومة، أضف إليهما المدعي العام التمييزي، فذلك يعني وضع الأمن والقضاء في عهدته. يكبس على الزر ساعة يشاء ويُطفئه ساعة يشاء». ما يقوله رئيس الجمهورية الآن، وأعاده على الرئيس المكلف مراراً، إن تأليف الحكومة «ليس شغلتي. اذهب الى رؤساء الكتل واحكِ معهم، ثم ائتِ إليّ بمسوّدة. أراجعها، أدقّق فيها، أناقشها وزيراً وزيراً ثم أوقّع أو لا». سوى ذلك، لا تبصر أيّ حكومة النور. مع أن البعض يشيّع أن اجتماع اليوم قد يكون فرصة أخيرة، بيد أن الصواب أن ليس في لبنان فرصة أخيرة. بل دائمة مفتوحة على الأزمات والتسويات.

ماكرون يبحث والبابا وضع لبنان: "إستخدام الطائفية لأهداف سياسية"... "مـوقعة" بعبدا اليوم: بكركي "لقلب الطاولة" على الإنقلابيين..

نداء الوطن....لم يعد سراً أنّ طهران قررت إضرام النيران على مختلف الساحات الخاضعة لسطوتها، فوضعت المنطقة برمتها على صفيح ساخن بغية إنضاج "طبخة" مفاوضاتها مع إدارة جو بايدن... وفي لبنان، أتى انقلاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على صيغة الحكومة الاختصاصية ليقطع الشك باليقين، ويؤكد "شبهة" العرقلة الخارجية للتأليف ضمن أجندة تصعيد إيرانية هادفة إلى شبك الملفات والساحات بـ"صاعق" واحد، تملك طهران وحدها قرار تفجيره أو تفكيكه، ربطاً بمجريات "حرب الاستنزاف" التي تخوضها مع واشنطن والغرب، عبر منصاتها العسكرية الممتدة من دمشق إلى صنعاء وصولاً إلى بيروت. ولأنّ "رشقات الابتهاج" التي أطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عقب إطلالة نصرالله، أكدت المؤكد بأنّ العهد العوني وتياره باتا يتعلقان بـ"قشة" المحور الإيراني لإعادة تعويم نزعتهما السلطوية، تشخص الأبصار اليوم إلى "موقعة" قصر بعبدا لرصد مفاعيل جرعة الدعم التعطيلي التي أعاد من خلالها "حزب الله"، تزخيم "جهاز الممانعة" الحكومية في عروق باسيل، مقابل محاولة البطريرك الماروني بشارة الراعي "تطعيم" اللقاء الثامن عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بـ"لقاح" السيادة الوطنية، محملاً بهذا المعنى، كلاً من عون والحريري، مسؤولية "قلب الطاولة" على الانقلابيين والمعرقلين لغايات "إقليمية" وطموحات "رئاسية". ففي سياق واضح لا لُبس فيه، ردّ الراعي في عظة الأحد أمس على نصرالله من دون أن يسميه، بقوله: "كفى إقتراحات جديدة وشروطاً تعجيزية غايتها العرقلة والمماطلة"، مبدياً تمسكه بوجوب تشكيل "حكومة إنقاذ تضم اختصاصيين مستقلين" في إشارة إلى رفض طرح الحكومة السياسية، لأنّ المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، تشكيل "حكومة مبادئ وطنية لا مساومات سياسية وترضيات" تستطيع أن تشكل جدار فصل "بين مصلحة لبنان وبين مصالح الجماعة السياسية ومصالح الدول"، مع تحذيره في المقابل من أنّ "تأليف حكومة للبنان واللبنانيين فقط لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة، لكن إذا كان البعض يريد تحميل الحكومة العتيدة صراعات المنطقة ولعبة الأمم والسباق إلى رئاسة الجمهورية وتغيير النظام والسيطرة على السلطة والبلاد، فإنها ستزيد الشرخ بين الشعب والسلطة، وستؤدي إلى فوضى لا ترحم أحداً بدءاً بمفتعليها". وبانتظار ما سيخرج به لقاء بعبدا المرتقب، لم تُخفِ مصادر مواكبة للملف الحكومي تشاؤمها بقدرة اللقاء على إحداث خرق إيجابي في جدار الأزمة الحكومية، لا سيما وأنّ رئيس الجمهورية "أعد العدّة" اللازمة لتطويق الرئيس المكلف قبيل اجتماعه به، متسلحاً بكلام نصرالله معطوفاً على "تكويعة" رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط باتجاه طريق "التسوية" التي قادته نهاية الأسبوع إلى قصر بعبدا. لكن، ورغم أنّ المستجدات هذه ساهمت في إحكام الحصار على الحريري، تؤكد المصادر أنه "لا يبدي أي نية بالتراجع عن الصيغة الاختصاصية لحكومته، وسيذهب إلى لقاء بعبدا (اليوم) على أساس استكمال النقاش مع عون من النقطة التي انتهى عندها البحث بينهما في اللقاء الأخير، من دون أي أحكام أو توقعات مسبقة، على أن يبني على الشيء مقتضاه بالاستناد إلى ما سيسمعه من رئيس الجمهورية". وبينما تترقب باريس والمجتمع الدولي ما سيخلص إليه لقاء بعبدا اليوم، لتحديد خريطة الطريق الفرنسية والأوروبية الجديدة تجاه الملف الحكومي اللبناني، نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس مساء أمس، عن مصدر في قصر الإليزيه، أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً بالبابا فرنسيس، مهنئاً إياه على زيارته التاريخية إلى العراق، باعتبارها مثّلت "منعطفاً حقيقياً في المنطقة لناحية أهميتها وتأثيرها"، كاشفاً أنّ ماكرون والبابا "تبادلا الرأي إزاء القلق الناتج عن الأزمات التي تزعزع استقرار مناطق عدة، من الساحل في أفريقيا، وصولاً إلى التباحث في أوضاع لبنان والدول التي تستخدم الدبلوماسية الطائفية لأهداف سياسية"....

مداولات عون ـ جنبلاط على طاولة محادثات الحريري في بعبدا اليوم

مصادر أكدت أنه ليس ضغطاً مضاداً في وجه المبادرة الفرنسية... ولا خلطاً للأوراق

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... أحدثَ لقاء رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، مع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، بناءً على رغبته، صدمة سياسية غير مسبوقة، ويمكن أن تحضُر المداولات التي جرت بينهما حول أزمة تأليف الحكومة على طاولة الاجتماع المقرر اليوم (الاثنين)، بين الأخير وبين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في محاولة قد تكون حاسمة لإخراج ملف التأليف من التأزُّم الذي يحاصرها، إلا إذا كانت لعون حسابات أخرى معطوفة على دعوة الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله لتشكيل حكومة تكنوسياسية، مع أنها أحدثت نقزة في الوسط السياسي الذي رأى أنها تهدف للالتفاف على المبادرة الفرنسية. فلقاء بعبدا بين عون وجنبلاط لا يمكن تصنيفه -كما تقول مصادر في «التقدمي» لـ«الشرق الأوسط»- في خانة إعادة خلط الأوراق باتجاه فتح صفحة جديدة بين بعبدا والمختارة على حساب تحالف جنبلاط مع الحريري واستمرار التشاور معه. وقالت المصادر في «التقدمي» إن جنبلاط لبّى دعوة عون للقائه في بعبدا من موقع الاختلاف في وجهات النظر بينهما حول تشكيل الحكومة، وهذا ما تبلغه الحريري من موفد جنبلاط النائب وائل أبو فاعور الذي التقى ومعه الوزير السابق غازي العريضي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لوضعه في أجواء اللقاء الذي فوجئ به كالآخرين. ولفتت المصادر نفسها إلى أن جنبلاط حمل معه إلى بعبدا وجهة نظره متفهماً موقف الحريري. وقالت إنه مع تسهيل مهمة الرئيس المكلف داعياً عون للتفاهم معه. وأكدت أنه شدد على تفاهم الرئيسين لتجاوز العقبات، لأن الجوع يدقّ أبواب اللبنانيين ويُتخوّف من انفجار أمني واجتماعي. ونفت أن يكون جنبلاط في عداد مَن ينظّم ضغطاً مضاداً في وجه الضغط الفرنسي. وفي المقابل، تقول مصادر في تيار «المستقبل» إن الحريري وإن كان فوجئ بلقاء بعبدا، فإن التيار يتفهم مخاوف جنبلاط لأنها جامعة للبنانيين الذين يحق لهم المطالبة بإخراج البلد من النفق المظلم الذي هو فيه. وبالتالي فهي لا تنظر إلى اللقاء بأن جنبلاط يحضّر للانقلاب على المبادرة الفرنسية أو تطويق الحريري الذي يعود له القرار النهائي في عملية تأليف الحكومة. وتؤكد أن لا مجال للدخول في سجال مع جنبلاط. وتقول إن «المستقبل» قرر الإحجام عن الرد أو التعليق حرصاً منه على علاقته بـ«التقدّمي» ولن يوفّر ذريعة لمن يحاول الإيقاع بينهما. وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية مواكبة إن جنبلاط جدّد بعد لقائه عون تمسّكه بالمبادرة الفرنسية، وهو أراد أن يوجّه من بعبدا رسالة إلى باريس عنوانها أنه لن يفرّط فيها، وأنه يضغط لوضعها موضع التنفيذ، وبالتالي فهو يعلّق أهمية على توافق عون - الحريري ولا يمانع في زيادة عدد أعضاء الحكومة شرط التقيُّد بالإطار العام للمبادرة، وتؤكد أن جنبلاط يُبدي قلقه الشديد حيال تعثّر تشكيل الحكومة، وأن همّه الحفاظ على البيت الدرزي وعدم تعريضه للأخطار الأمنية، وهذا ما يعكس تشدّده ضد قطع الطرقات سواء على طريق الساحل المؤدي إلى الجنوب أو الآخر الذي يربط بيروت بالبقاع عبر الطريق الدولية. وتؤكد المصادر أن بري لا يزال على موقفه الداعم للحريري، وأن بعض ما طرحه نصر الله لا يشبهه سياسياً، لكنه يحرص على عدم تعريض البيت الشيعي لأي اهتزاز يمس بالوضع الأمني، وترى أن لدى «حزب الله» مشروعه السياسي بخلاف «التقدّمي» الذي يبقى مشروعه الوحيد محصوراً في عدم جرّ البلد إلى المجهول والاستجابة لمطالب اللبنانيين من معيشية واجتماعية. وترى أن عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وحدهما مَن يقفان إلى جانب نصر الله لأنه بطروحاته يتيح لرئيس الظل، أي باسيل، الخروج من الحصار السياسي بعد أن أقحم نفسه و«العهد القوي» في اشتباكات لم توفّر أحداً من الذين اختلف معهم، وتؤكد أن لدى نصر الله مشروعاً سياسياً يتجاوز الساحة اللبنانية، خصوصاً أنه يربط الحل الداخلي بالصراع الدائر في المنطقة. وبكلام آخر، لا ترى المصادر من مبرّر لنصر الله للتقدّم بصيغ مركّبة للخروج من أزمة تأليف الحكومة، وتسأل: لماذا رهن موافقته على تشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين ومن 18 وزيراً ولا ثلث ضامناً لأي طرف بتوافق عون والحريري؟...... وتقول إنه نعى سلفاً موافقته على تشكيل حكومة مهمة قبل أن تولد، وهو يسعى لتعديلها بزيادة عددها وبتطعيمها بوزراء سياسيين مراعاةً منه لعون وباسيل اللذين يتصرفان كأن «حزب الله» وضع نفسه في خدمتهما، فيما هو يتلطى بهما لتأخير تشكيل الحكومة لدواعٍ إقليمية وتحديداً إيرانية. وتكشف المصادر أن طهران بدأت تتعاطى مع الملف اللبناني على أنه بات ورقة متقدّمة إقليمياً على أوراقها الأخرى، خصوصاً في العراق وسوريا، وهذا ما يدفعها إلى التشدُّد بغية الاحتفاظ بها ما دامت مفاوضاتها مع واشنطن ما زالت تتعثّر، ويتحكّم بمصيرها حالياً تبادل الرسائل الدبلوماسية الساخنة التي تشارك فيها أوروبا. لذلك، فإن «حزب الله» وحده من يتعاطى مع الملف الحكومي من زاوية إقليمية وبحسابات إيرانية لا لبس فيها، وهذا ما يفتح الباب أمام السؤال عمّا إذا كان لقاء بعبدا اليوم سيكون على غرار سوابقه، أم أنه يمهد الطريق لتشكيل الحكومة، وإن كانت حظوظ تشكيلها ما زالت متدنّية إلا إذا حضر الضغط الأوروبي غير المسبوق على طاولة اللقاء الثامن عشر بين الرئيسين، خصوصاً أن الحريري باقٍ على موقفه ولن يتراجع، وأي رهان على تبدُّل موقفه في غير محله.

مؤسسة باسم لقمان سليم تعنى بـ«الاغتيال السياسي»

في ذكرى «الأربعين» لاغتيال الناشط المعارض لـ«حزب الله»

الشرق الاوسط...بيروت: إيناس شري... بوجه تبدو ابتسامته واضحة من خلف الكمامة السوداء، تستقبل رشا الأمير؛ شقيقةُ الباحث والناشط الراحل لقمان سليم، زوّارها... «هؤلاء أحباب لقمان»، تُردد، وهي تتنقل في حديقة المنزل لتتأكد من أن كل شيء فيها يشبه شقيقها في الذكرى الأربعين لرحيله. وعثرت القوى الأمنية اللبنانية على جثمان الناشط السياسي والباحث والناشر لقمان سليم مصاباً بست رصاصات في رأسه وصدره في 4 فبراير (شباط) الماضي على طريق الجنوب. وكان سليم من أشد المعارضين لـ«حزب الله»، وينتقد أداءه السياسي والعسكري بشكل متكرر في الإعلام. «يصادف اليوم 21 مارس (آذار) بداية فصل الربيع ويوم الأم، مناسبة لتجدد الحياة واستمرارها تماماً كما سيستمر إرث لقمان»؛ تقول الأمير، وتشير بيدها إلى الورود البيضاء والملونة حول ضريح شقيقها الذي يتوسط الحديقة، ومن ثم تردد عبارته: «القتلة في عجلة من أمرهم... من إخفاء الجثة... لا تتعبوا أنفسكم: كل عام يلون دم أدونيس النهر»، في إشارة إلى الأسطورة اللبنانية القديمة بعنوان: «أدونيس وعشتروت». وأرجأت العائلة إحياء ذكرى أربعين لقمان سليم إلى يوم عيد الأم، رغم أن الذكرى كانت قبل 10 أيام، بحضور الأقارب والأصدقاء. وبعد قراءة آيات من القرآن والإنجيل، تلا عباس بيضون وهاني حطب قصائد من ترجمة الراحل، كما تلت ماريز عاد قصائد كُتِبَت على نيته، وأنشدت ميسا جلاد وآية ليل أغنيتين للمناسبة. وتلا الفنان رفعت طربيه نصاً عن لقمان كتبه رئيس تحرير «الشرق الأوسط» غسان شربل. لا تريد الأمير، كما العائلة، أن تتحدث عن أي شيء «يعكر صفو المناسبة». لا عن سير التحقيق بعملية اغتيال شقيقها ولا عن قتلته. تقول: «كل ما يجب قوله قلناه، واليوم نجتمع لنؤكد أن لقمان باق بأعماله وفكره». ثمّ تشير بيدها إلى سلّة موضوعة على الطاولة وداخلها نسخ من بيان كتبه لقمان في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2019 حين تعرّض منزله الواقع في ضاحية بيروت الجنوبية لاعتداء سبقته حملة تخوين كبيرة إثر مشاركته في ندوة تطرّقت إلى موضوع مفهوم الحياد في لبنان. وكانت الخيمة التي عقدت فيها الندوة في وسط بيروت، إلى جانب خيام المتظاهرين حين كان حراك السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) في أوجه، تعرّضت لهجوم وحاول البعض إحراقها بحجّة أنها تروّج للتطبيع مع إسرائيل. وجاء في البيان الذي نشره سليم حينها: «قصيرة من طويلة، واستدراكاً على أي محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة، لي أو لزوجتي أو لمنزلي أو لدارة العائلة أو لأي من أفراد العائلة، أو القاطنين في الدارة، فإنني أحمل قوى الأمر الواقع المسؤولية التامة عما جرى وعما قد يجري»، وختم بيانه بعبارة: «اللهم قد بلغت». تعدّ الأمير أنّ هذا البيان بمثابة شاهد على قتلة لقمان وصك إدانة واضح يختصر كل ما يمكن أن تقوله، فوضعته في ذكرى أربعين شقيقها جنباً إلى جنب مع عبارات أحبّها أو كتبها، ومنها ما يقول: «في مشهد لبنان وناسه يبدو أن اللبنانيين - اللبنانيات يحتاجون إلى ميتات كثيرة لينتبهوا... موت واحد لا يكفي...». ولمّا أرادت عائلة سليم أن تكون ذكرى أربعين فقيدها انطلاقة جديدة نحو مستقبل أفضل يشبه ما يتمناه لقمان، أعلنت زوجته مونيكا بورغمان عن إنشاء «مؤسسة لقمان سليم» التي ستهتم بالدرجة الأولى بالتفكير والبحث في قضية الاغتيال السياسي في لبنان، فضلاً عن نشر أدب وفكر لقمان، وستبدأ العمل في لبنان على أمل التوسع لاحقاً. وستقوم المؤسسة بدعم المهتمين أو الصحافيين أو أي شخص يريد أن يبحث في أي اغتيال سياسي وقع في لبنان ويتطرّق إليه من خلال الكتابة أو الرسم أو المسرح أو أي طريقة يراها مناسبة، كما ستقدّم منحاً لهذا الهدف، فضلاً عن إمكانية إطلاق مهرجان باسم المؤسسة لاحقاً، كما تؤكد الأمير. وأشارت إلى أن «هناك 112 شخصاً اغتيلوا في لبنان من دون التوصل إلى نتائج في التحقيقات». وشددت على «إكمال مسيرة لقمان الأديب صاحب القلم الراقي. فنحن ليست لدينا أسلحة؛ بل أفكار لبناء البلد»، لافتة إلى أن الهدف من هذه المؤسسة هو «إعلاء صوت الفكر على صوت القمع، والتأكيد على أنه لا يمكن قتل الفكر بقتل حامله».

عمل الجمعيات الخيرية اللبنانية يتضاعف في ظل تفاقم الأزمة.... الطعام والدواء أبرز ما يطلبه المحتاجون

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح..... مع بلوغ الفقر في لبنان مستويات قياسية نتيجة تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية، تضاعف عمل الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الخيرية التي تسعى للتخفيف من وطأة هذه الأزمات. وشكّل انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) الماضي نقطة تحول في مسار معظم هذه الجمعيات، وبخاصة أن نصف العاصمة بيروت تقريباً تضرر بشكل أو بآخر، ما حتّم المسارعة لإغاثة المتضررين الذين فقد قسم كبير منهم منازله وأعماله. وتقدر «الدولية للمعلومات»، وهي شركة دراسات وأبحاث وإحصاءات علمية، نسبة الفقر بين اللبنانيين حالياً بـ55 في المائة أي بنحو 2.3 مليون لبناني، منهم 1.1 مليون باتوا تحت خط الفقر، أي دخل الفرد يقل عن 8 آلاف ليرة يومياً (أقل من دولار واحد وفق سعر السوق السوداء). ويشير الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «كلما ارتفعت نسبة البطالة التي وصلت اليوم إلى 35 في المائة وتراجعت القدرة الشرائية التي وصل تراجعها إلى نسبة 90 في المائة، ارتفعت نسبة الفقر». وتقول المتطوعة في حملة «دفى» ماغي ننجيان إن الحملة التي انطلقت عام 2013 كانت سنوية تهدف لمساعدة المحتاجين بالملابس الشتوية ولعب الأطفال والإلكترونيات والمواد الغذائية وغيرها، لكن ومنذ عام 2019 ومع استفحال الأزمات بات عملها يومياً. وتشير ننجيان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه خلال الأشهر الماضية كان يتم توزيع 250 حصة غذائية في الأسبوع، «لكن اليوم بتنا نوزع هذا العدد بشكل يومي، علماً بأن الحصة تتضمن المواد الغذائية الأساسية من زيت وطحين وأرز وغيرها من الأصناف». وتضيف: «نحن نوزع المساعدات على كل الناس وعلى كل المناطق، بحيث بتنا نضيف شهرياً ما بين 1000 و1200 اسم جديد لمحتاجين، مع العلم أننا نتفادى الالتزام مع عائلة واحدة، فلا نعطيها حصة كل شهر إلا في حالات استثنائية جداً، كي نتمكن من إغاثة كل العوائل المحتاجة». وتوزع «دفى» أيضاً الأدوية وحليب الأطفال والملابس والألعاب على من يطلبها. وتتحدث ننجيان عن تجارب مريرة جداً يعايشها المتطوعون منذ أشهر بحيث تأتي الأمهات طلباً لحليب لأطفالهن، «فبعضهن ورغم حاجتهن للمواد الغذائية أيضاً، يفضلن أن يحصلن على مزيد من عبوات الحليب باعتبار أنهن قادرات على النوم جائعات بخلاف الأطفال، على حد تعبير عدد كبير منهن». وتقول ننجيان: «للأسف لم نعد نحصل كالسابق على كثير من المساعدات لتوزيعها على المحتاجين باعتبار أن الوضع صعب على الجميع، خاصة في ظل احتجاز المصارف أموال المودعين، كما أن الكثير من الأفراد الذين كانوا يندرجون في الطبقة الوسطى ويقدمون لنا بعض المساعدات باتوا مؤخراً من الفقراء وهم من يطلبون منا المساعدة، وهذا الأمر مؤسف للغاية»، لافتة إلى أن الاعتماد الأساسي اليوم على المغتربين اللبنانيين. وتشير «س. خ» (48 عاماً) التي طرقت أبواب إحدى الجمعيات مؤخراً طلبا للمساعدة، إلى أنها لم تفكر بيوم من الأيام أنها قد تستجدي مواد غذائية لإطعام ولديها، قائلة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عامين كنا نعيش حياة أخرى، لكن ومع فقدان زوجي وابني عملهما بتنا نعتمد حصراً على المدخول البسيط الذي يؤمنه ابني الآخر كي ندفع أقساط القروض المتوجبة علينا... لولا المساعدات التي يقدمها الخيرون في الجمعيات لكان وضعنا أصعب بكثير في دولة تطلب منا تنفيذ كل واجباتنا من دون أن تعطينا أياً من حقوقنا وبخاصة بالعيش بكرامة». ومن الجمعيات التي تأسست مؤخراً، أي منذ نحو عام ونصف العام، جمعية Lebanon of tomorrow التي تعمل كما «دفى» على أكثر من جبهة. ويقول رئيس الجمعية طارق كرم إنه ومع اندلاع الأزمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، كانوا يوزعون بشكل أساسي بطاقات تساعد على تأمين المواد الغذائية للمحتاجين في مختلف المناطق، «بحيث كنا قد اعتمدنا 17 سفيراً لنا في مختلف البلدات والمدن والقرى على أن يكون كل واحد منهم مسؤولاً عن مساعدة 15 عائلة، لكن بعد تفشي «كورونا» وانفجار المرفأ وتفاقم الأزمتين المالية والاقتصادية، وسّعنا عملنا كثيراً بحيث نقدم المساعدات لمرضى «كورونا» ونؤمن لهم أجهزة الأكسيجين كما أننا عملنا على إغاثة المتضررين من الانفجار وأمنا الزجاج لنحو 1850 منزلاً حرصا منا على ألا تبقى أي عائلة في بيت مشلّع في فصل الشتاء». ويشير كرم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجمعية تهتم أيضاً بموضوع تأمين التعليم ومستلزمات التعليم أونلاين للتلامذة المحتاجين كما الأدوية لأكثر من 300 شخص يعانون من أمراض مزمنة»، مؤكداً أن عدد المحتاجين بلغ 200 مرة ما كان عليه قبل عام ونصف العام، بحيث يمكن الحديث عن 10 في المائة من اللبنانيين الذين يستفيدون من الوضع الراهن بحيث إن لديهم مداخيل بالدولار الأميركي، و5 في المائة من المواطنين يضعون أموالهم في منازلهم، وبالتالي لم تضع المصارف يدها عليها، و30 في المائة لا يزالون يعتبرون من الطبقة المتوسطة، إضافة لـ55 في المائة من اللبنانيين باتوا فقراء ويحتاجون للمساعدة.



السابق

أخبار وتقارير... فنادق لبنان أطفأتْ.. نجماتها الأزماتُ تركتْها لـ «الموت البطيء»...سجال أميركي ـ صيني في الأمم المتحدة حول العنصرية...أوستن يؤكد التزام واشنطن «شراكة دفاعية شاملة» مع الهند...السفير الروسي يغادر واشنطن إلى موسكو للتشاور بشأن مستقبل العلاقات...بايدن يكشف «منحى صدامياً» مع روسيا والصين في أيامه الـ60 الأولى... حاملة طائرات أميركية تصل اليونان.. والسفير الأميركي يوضح مهمتها...بعد تركيا.. الأسلحة الروسية تهدد العلاقات بين الولايات المتحدة وحليف آخر....

التالي

أخبار سوريا... إيران في حلب... تعزيزات لـ«النجباء» ومكتب تجنيد لـ«كتائب الإمام علي»...طائرات روسية تقصف مناطق بشمال غرب سورية... أسعد بن طارق والمقداد يستعرضان العلاقات العُمانية - السورية...أنقرة تطلب من موسكو وقف غاراتها بمنطقة خفض التصعيد بسوريا... تركيا تضع قواتها في حالة تأهب...قصف لقوات النظام يدمر مستشفى... مقتل 7 مدنيين وإصابة 14 من القطاع الطبي...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,177,482

عدد الزوار: 6,759,120

المتواجدون الآن: 127