أخبار لبنان.... فريق العهد لعبث دستوري آخر: تشريع مهام حكومة تصريف الأعمال!....الفوضى الشاملة.... الحريري يلتقي لافروف غداً ؟.... الشارع يتدحرج... وموقف "مهم" لقائد الجيش اليوم....الراعي: المشكلة في لبنان هي «عصيان النظام»... الراعي: خيرٌ أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب....تزايد الاحتجاجات في لبنان... و«التيار» يتحدث عن رسائل من الضاحية....

تاريخ الإضافة الإثنين 8 آذار 2021 - 5:01 ص    عدد الزيارات 1708    التعليقات 0    القسم محلية

        


فريق العهد لعبث دستوري آخر: تشريع مهام حكومة تصريف الأعمال!....

استياء فرنسي من باسيل وحزب الله.. وقطوع السبت موضع متابعة بانتظار اليوم....

اللواء.....المرحلة الثالثة، أو ما قبل الأخيرة من اجراء التخفيف التدريجي لقيود الاغلاق (وفقاً للبيانات الرسمية) تنطلق اليوم 8 آذار، وتشمل دوائر في وزارة التربية، التي علقت التدريس، وربما الخدمات ومصلحة تسجيل السيّارات، وعدد من المهن الحرة، من بينها صالونات الحلاقة وسواها، في وقت تنهمك فيه الدوائر الرسمية المعنية، بتأليف الحكومة، باصدار بيانات «الإرشاد والتوجيه» في ما خص المصادر والزوار، والاوساط، أو تنظيم الحملات السياسية، وحتى الشخصية، التي تستهدف الرئيس المكلف سعد الحريري، والذي اتهمه التيار الوطني الحر بأنه يتمادى «بالاستهتار بمصير النّاس والبلاد، ويحمّله مسؤولية تعميق الازمة»، غامزاً من قناة جولاته الخارجية. ولم يقف الأمر، عند حدّ تعميق الهوة بين بعبدا وفريقها وبيت الوسط، غمز التيار العوني من قناة حاكم مصرف لبنان، ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال، في محاولة لإحداث شرخ بين الوزارة والمصرف، وربما يكون وراء الأزمة ما وراءها، لجهة الغمز من قناة رئيس المجلس النيابي، وهو الجهة التي سمت وزير المالية!...... وغداً، يعود الرئيس المكلف من دولة الإمارات إلى بيروت وان تأخر فإلى بعد غد الأربعاء. على ان اللافت، في هذه الأجواء، تراجع الحركة العلنية، أو الملموسة، لرؤية مسار يسمح بتوقعات حول انفراجات، مع العلم ان صرخة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، حول الاعتكاف، إذا كان هو المخرج الملائم للحث على تأليف الحكومة، أو إعادة وصل ما انقطع بين بعبدا وبيت الوسط، في وقت تمضي الأسعار إلى الارتفاع الخيالي، وكأنها باتت أشبه ببورصة، تتغير بين اللحظة واللحظة أو الدقيقة والدقيقة، تبعاً لارتفاع سعر صرف الدولار، في السوق السوداء، والتي اقتربت من 12.000 ليرة لكل دولار.. ويرتقب ان تفرض حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة نفسها على التجاذبات والخلافات السياسية المتواصلة حول عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعدما بلغ التدهور المالي وتراجع سعر العملة الوطنية مستوى متدنيا لم يبلغه بتاريخ لبنان من قبل. وبينما لوحظ تمدد الاحتجاجات الى مناطق لم تبلغها من قبل، جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، سجلت يوم السبت الماضي حركة استنفار واسعة للتيار الوطني الحر بموجب تعميم تبلغه عناصره،وفيه دعوة للاستعداد لمواجهة حركة الاحتجاجات، وكان مقررا تنظيم تجمع واسع للتيار في جونية والانطلاق منه لمواجهة التحركات الشعبية، لتحقيق هدفين اساسيين، الاول اثبات القوة الشعبية الواسعة للتيار واجهاض التحركات الاحتجاجية الداعية لاسقاط رئيس الجمهورية ومحاولة الالتفاف على الهالة والتاييد الشعبي الواسع للبطريرك الماروني بشارة الراعي واستنزاف دعوته لحياد لبنان ومبادرته لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة اللبنانية. الا انه تم صرف النظر عن هذا التجمع لاحقا بعدما تخلف كثيرون من مناصري التيار عن التجاوب مع هذه الدعوة لعدم قناعتهم بجدواها من جهة، والخشية من حصول صدامات غير محمودة مع المتظاهرين، يكون مسرحها الشارع المسيحي المحتقن والمستاء من سياسات العهد والتيار العوني. وفي حين روجت مصادر قريبة من رئيس التيار العوني اتهامه لمؤيدي الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط الوقوف وراء تحريك الشارع في مناطق نفوذهم لممارسة اقوى الضغوط على رئيس الجمهورية ميشال عون للتنازل في الخلاف الحاصل حول عملية تشكيل الحكومة الجديدة، الا ان تعدد التحركات الشعبية وتنوعها وشمولها لشرائح واسعة وغير حزبية، يتعارض مع هذه الادعاءات ويؤكد على ان حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد الغلاء والانهيار المالي والاقتصادي، كما ضد الطاقم السياسي كله. وإزاء ما يجري، قالت مصادر قريبة من دوائر القرار الرئاسي في باريس، ان هناك استياء واسعاً من أداء الطبقة السياسية. وقالت المصادر ان النائب جبران باسيل يعطل الحكومة، وان جهات لبنانية تتناوب على تعطيل الحكومة بما فيها حزب الله. وعلى الصعيد الروسي، أبلغ مساعد وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف النائب أمل أبو زيد تمسك بلاده بدعم تكليف الرئيس المكلف، وبحكومة مهمة، وفقاً للمبادرة الأوروبية. وتحدثت المصادر عن حوافز، تتمثل بتوفير أموال لدعم الاقتصاد اللبناني لمنع الانهيار.. إذا ما تشكّلت الحكومة في وقت سريع..

الشارع: ضرب على غير هدى

وعليه، بقي الشارع، يضرب على غير هدى، قطع عشوائي بالاطارات المشتعلة، هنا وهناك، الأمر الذي يؤدي إلى صدامات أهلية، أو حتى الهجوم على المحلات وتكسيرها، إذا ما تعذر الحصول على سلعة أو سلع مدعومة أو غير مدعومة.

والسؤال: ما حقيقة ما يجري؟

1- العونيون يعتبرون ان الهدف منه الضغط لمنع التدقيق الجنائي!

2- المناوئون لحزب الله، يعتبرون ان الهدف منه إضعاف دعوة بكركي للحياد، أو تفعيل الدعوة لمؤتمر دولي يرسم خارطة إنقاذ للبلد..

3- تيّار المستقبل يعتبره تحركاً مشروعاً للمطالبة بحكومة مهمة، تحاكي المبادرة الفرنسية، الطريق الوحيد للانقاذ، وإدخال دولارات جديدة إلى البلد، بعد برنامج الإصلاح..

4- الثنائي الشيعي، يرى ان الأمر لم يفلت من يده، لكنه ليس قادراً بعد على لجم قاعدته الشعبية، على الرغم مما يقدم من مساعدات واعانات، عبر المساعدات المباشرة، أو بطاقات التموين، بأسعار دون الأسعار المعتمدة في الأسواق غير الخاضعة للرقابة أو الضوابط.

ووفقاً لمصادر سياسية، فإن كل هذه التحليلات، تقفز عن الأسباب الحقيقية لحراك الشارع، والمتمثلة بالانهيارات المالية، والارتفاعات المخيفة في الأسعار، وغير المسبوقة في الأزمات الداخلية لأي بلد. وفي السياق، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى أن تلويح الرئيس دياب بالاعتكاف ليس له إلا التفسير القائل أن الرئيس دياب ليس في وارد تحميل حكومته أو حتى هو شخصيا مسؤولية أي توجه أو إجراء في ملفات كبرى يفترض أن يؤول بتها إلى الحكومة الجديدة . وأوضحت المصادر أن تصريف الأعمال يتم لكن ليس بالشكل الكبير والتكليف الحاصل يجب أن ينتهي إلى تأليف حكومة جديدة معربة عن اعتقادها أنه حتى قيام جلسات لحكومة تصريف الأعمال لن يحصل فهذه الحكومة لن تحل مكان الحكومة التي لا بد من أن تشكل لإدارة أزمات معيشة كبرى.  ورأت المصادر ان هناك عتبا في مكان ما يسجل على حكومة تصريف الاعمال وحتى في اداء الوزراء الذين ليس هناك من عوائق تحول دون انجازهم المهمات المطلوبة. ولاحظت أنه مهما تأخر التأليف فإن لا قرار بأن يتبدل التوجه في ما خص وظائف حكومة تصريف الأعمال المتعارف عليها دستوريا لا بل إتمام هذا التصريف ضمن الحدود لا أكثر ولا أقل.

عبث دستوري جديد

واقترحت وزيرة المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غادة شريم، التي التقت الرئيس دياب، إرسال اقتراح قانون لتوسيع صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، وتحديد ما يتعين عليها القيام به من عدمه، لتتمكن من القيام بدورها، راهنة ذلك بموافقة الرئيس دياب ومن دون معرفة رأي الكتل النيابية الأخرى، حيث لاحظ النائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبد الله ان لا ضرورة لذلك.. وكان النائب السابق وليد جنبلاط، جدّد أمس انه «في غياب حكومة جديدة، لا بدّ من تفعيل حكومة تصريف الاعمال».

بخاري في معراب

في سياق دبلوماسي متصل، واصل سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري زياراته للقيادات اللبنانية، فالتقى في معراب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء أمس الأوّل، على مأدبة عشاء، تركز البحث خلاله في كيفية الخروج من الأزمة، وارتباطها بما يجري في الشرق الأوسط. إلى ذلك، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية معلومات عما وصفته بأنه «خطط حكومية سرية « لإجراء تخفيضات كبيرة في المساعدات الخارجية لكثير من دول العالم، بما فيها سوريا ولبنان والصومال والسودان سيبدأ تنفيذها في غضون أسابيع. وتم الكشف عن خطط التخفيضات التي تصل إلى نسبة 88 في المئة في «لبنان الذي لا يزال يترنح جراء انفجار ميناء بيروت العام الماضي» بحسب معلومات حصل عليها موقع الاستقصاء «أوبن ديموكراسي».وفي ظل معلومات دبلوماسية عن وجود مؤشرات عن تخلٍ أوروبي تدريجي عن مساعدة لبنان في ضوء التعثر الحاصل على صعيد تأليف الحكومة.

قطوع السبت

ومهما يكن من أمر، فإن جهات عدّة دخلت إلى المسرح، تارة عن طريق الشائعات، كمثل الدعوة للذهاب إلى بعبدا، عبر شبان كانوا يتجولون في الشوارع، قيل انهم انطلقوا من محلة المشرفية، وتبين ان لا حقيقة لهذا الأمر.. وليلاً تواترت معلومات عن ان هناك توجهاً لتصعيد ملحوظ في الشارع اعتباراً من صباح اليوم حيث ترددت معلومات امنية عن دعوات عبر مواقع التواصل لقطع الطرقات في كل لبنان، وسط مخاوف مما يمكن ان يؤدي اليه قطع اوصال البلد، لا سيما الخط الساحل الجنوبي والشمالي، من توتر امني. وإزاء جنون سعر صرف الدولار واستمراره مرتفعاً، بعد أن تخطى منذ أيام عتبة الـ10 آلاف لليرة اللبنانية، ليصل صباح أمس الى 10700. وعلى وقع هذا القفزة الجنونية للدولار، نزل المحتجون، ظهراً، الى الشارع لاستكمال احتجاجهم على الوضع المعيشي المتردي والإقتصادي المتأزم. وقد تخللت الإنتفاضة الشعبية قطع الطرقات المؤدية الى ساحة الشهداء بالإطارات المشتعلة، وطريق الناعمة باتجاه بيروت، وقطع جزئي لاوتوستراد الجية مفرق برجا بالاتجاهين، وقطع السير على تقاطع بشارة الخوري، فضلاً عن جسر الرينغ. وفي البقاع، قطعت طرق مفرق قب الياس، سعدنايل، تعلبايا، مستديرة زحلة ، ساحة شتورا، مفرق المرج. وفي الشمال: المحمرة، مستديرة العبدة، وادي الجاموس، ضهر العين، شكا الغربي. وفي صيدا، قام عدد من الشبان بإشعال الاطارات المطاطية عند دوار ايليا في صيدا، وذلك استكمالا لاحتجاجات الامس بسبب تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار. -وفي في قضاء راشيا، قطع عدد من المحتجين الطريق الرئيسية في بلدة الرفيد، ونددوا باستمرار المماطلة في تشكيل الحكومة، ودعوا الى «لجم الانهيار ومعاقبة المحتكرين والمهربين، الذين يتلاعبون بسعر الصرف من صرافين وتجار وسياسيين».

395588 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي، عن تسجيل 2377 إصابة جديدة بفايروس كورونا و33 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 395588 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

باسيل يضغط لتحويل سفارة واشنطن إلى "مكتب دفاع" عنه.... الشارع يتدحرج... وموقف "مهم" لقائد الجيش اليوم

نداء الوطن....عناصر الانفجار الاجتماعي اكتملت، وكل المؤشرات تنذر بأنّ كرة الشارع باتت تتدحرج نحو منزلقات تصعب السيطرة عليها في ظلّ تعاظم الغضب الشعبي وانهيار الأوضاع المعيشية، وتحت وطأة اتجاه أفرقاء السلطة نحو الإيغال في حراك الشارع لتفخيخ المطالب الاجتماعية وإشعال فتائل تفجيرية على الأرضية المطلبية للحراك. وفي هذا السياق، أثارت بعض التحركات الميدانية خلال الأيام القليلة الماضية "ارتياباً مشروعاً" بوجود أصابع حزبية تعمل على تحريك شارعها لإيصال رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، بما يشمل الخصوم والحلفاء على حد سواء، ما دفع أوساطاً معنية إلى التحذير من أنّ البلد دخل فعلياً في مرحلة دقيقة على المستوى الأمني جراء "تداخل الشوارع ودخول بصمات حزبية وطائفية على خطها". وفي وقت يتوقّع أن يرتفع منسوب الإحتجاجات الميدانية اليوم، لا يزال الجيش عند موقفه الرافض لحصول أي اصطدام بين وحداته وبين الشعب الغاضب، مع تأكيده عدم السماح بالفتنة والإصطدام الداخلي، ليبقي على تدخله ساعة تدعو الحاجة إلى ذلك، من منطلق حماية المتظاهرين السلميين والأملاك العامة والخاصة وليس من منطلقات تجعل منه أداة قمعية للناس. وإذ تستنفر قيادة الجيش جهوزية المؤسسة العسكرية من أجل متابعة هذه المرحلة التي تعتبرها "حساسة جداً" ولا بد من اجتيازها "بحكمة كبيرة"، علمت "نداء الوطن" أنّ قائد الجيش العماد جوزف عون سيعقد اليوم إجتماعاً مع القيادة والضباط يتناول أموراً خاصة بوضع الجيش في هذه المرحلة الدقيقة، على أن يكون له موقف "مهم" أمام المجتمعين، إنطلاقاً من كل الأحداث التي تجري والتحديات التي تزداد نتيجة الأوضاع الإقتصادية والأمنية المستجدة. وبينما منسوب غليان الشارع يواصل ارتفاعه على وقع ارتفاع سعر صرف الدولار، والفيديوات تتوالى لتوثيق واقع الذل الذي يكابده اللبنانيون لكي يظفر أحدهم بكيس حليب مدعوم أو عبوة زيت مدعومة لعائلته، لا يبدي الفريق الحاكم حتى الساعة أية "عوارض" تشي بشعوره بوخزة ضمير أو نوبة مسؤولية إزاء ما بلغه البلد وأبناؤه من أحوال متردية، بل على العكس من ذلك لا تنفك المعلومات والمعطيات المتوافرة تؤكد أنّ أركان الطبقة الحاكمة مستمرون في تفعيل أجنداتهم السياسية والشخصية على حساب تحقيق أي مصلحة عامة، من شأنها أن تساهم في رفع البلاء والعوز عن كاهل المواطنين. في هذا السياق، ورغم أنّ المسؤولين في كل من باريس وموسكو أصبحوا يؤشرون بالإسم إلى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل باعتباره الطرف المعرقل لتشكيل "حكومة المهمة" الإنقاذية للبنان، يبدو باسيل في المقابل غير آبه إلا بالاستمرار في خوض غمار معركة "كسر العظم" مع الرئيس المكلف سعد الحريري على المستوى الحكومي، ومحاولة مقايضة أي حلحلة في موقفه الداخلي بمسألة رفع العقوبات عنه على المستوى الدولي. ولتحقيق هذه الغاية، كشفت مصادر ديبلوماسية عن ضغوط كبيرة يمارسها باسيل في سبيل تحويل السفارة اللبنانية في واشنطن إلى "مكتب دفاع" عنه في مقابل العقوبات المفروضة عليه، وذلك من خلال إصراره على إيفاد مدير مكتبه السابق هادي هاشم إلى الولايات المتحدة لتولي شؤون السفارة هناك، بعد بلوغ السفير غابي عيسى سنّ التقاعد خلال أسبوعين، على أن يتولى هاشم شخصياً مهمة تسخير قنوات سفارة واشنطن لمحاولة إعادة ترتيب علاقات باسيل مع الإدارة الأميركية الجديدة. غير أنّ المصادر لفتت إلى أنّ دفع باسيل باتجاه إقدام وزير الخارجية شربل وهبة على إيفاد هادي هاشم إلى واشنطن، سبّب "بلبلة" في صفوف الطاقم الديبلوماسي اللبناني العامل هناك، لا سيما وأنّ العرف يقول بأنّ من يستلم منصب القائم بالأعمال حتى تعيين الحكومة الجديدة سفيراً خلفاً لعيسى، هو الديبلوماسي وائل هاشم (وهو ابن عم هادي هاشم)، باعتباره أعلى رتبة وأكثر أقدمية من مدير مكتب باسيل السابق، فضلاً عن وجود ديبلوماسيين آخرين ضمن طاقم السفارة في واشنطن أعلى رتبة منه أيضاً كالديبلوماسي بشير طوق. وختمت المصادر بالقول: "يبقى أن تتجه الأنظار لحل هذه الإشكالية إلى كل من وزير الخارجية وإلى الأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي، لتحديد المعايير التي ستعتمدها الوزارة إزاء القرار المتخذ بهذا الشأن، فهل يأتي على قاعدة احترام أصول العمل الديبلوماسي والتراتبية والأقدمية داخل السلك، أم وفق ما تمليه مصلحة باسيل على وزارة الخارجية؟"....

احتجاجات وقطع طرقات لحماية سلامة وداعميه: أحزاب السلطة تخطف الشارع

الاخبار.....القوى السياسية المشاركة في السلطة لا تزال تبادر. وكما نفّست الغضب الشعبي بعد انفجار 4 آب بـ«إقالة الحكومة»، سارعت فور تخطّي سعر الدولار عتبة العشرة آلاف ليرة إلى خطف أي ردّ فعل شعبي، والسعي لتوجيه بوصلة الاحتجاج إلى الجهة الخطأ. صار ميشال عون هو العنوان، لا رياض سلامة وحُماتُه. وبذلك، لم يعد هؤلاء يكتفون بخنق الناس في قوتهم ولقمة عيشهم، بل بدأوا معركة مضادة للتأكيد أن لا بديل منهم ولا من سياساتهم الممعنة في ضرب أي أمل بالتغيير، حتى لو كان هذا التغيير محدوداً أو رمزياً. مجدداً رُفع حائط الحماية لرياض سلامة، وأعلنت أحزاب السلطة خطف الشارع!...... نقطة التحوّل كانت وصول سعر الدولار إلى عشرة آلاف ليرة. صحيح أن الرقم ليس هو الدافع بحد ذاته، لكن وصوله إلى هذا المستوى كسر حاجزاً نفسياً، ينبئ بمرحلة جديدة، لا أحد يمكن أن يتوقع نتائجها. الانهيار الشامل واقع. ويوم الغضب الذي دعي إليه اليوم سيكون الاختبار الأكثر جدية منذ استقالة الحكومة. بحسب الدعوات إلى التظاهر والاحتجاج، فإن مداخل بيروت وكل الطرقات الحيوية ستقطع منذ الصباح الباكر. ما يُسمى «مجموعات الثورة» في قلب كل التحركات، وعلى رأس الداعين، لكنها لن تكون وحدها. في نهاية الأسبوع كان واضحاً أن ثمة من قرر الاستعانة بالشارع لتصفية حسابات سياسية. «القوات» و»الكتائب» توليا المهمة على طريق الشمال، وبتنسيق واضح، وكان لافتاً تأكيد ناشطين انتشار السلاح في السيارات، علماً بأنه تم توقيف أحد المتظاهرين لحمله السلاح. مجموعات محسوبة على بهاء الحريري والجماعة الإسلامية والمستقبل يتولّون الدفة على طريق الجنوب وفي البقاع، فيما برز مساءً أول ظهور واضح لمناصري الحزب الاشتراكي على طريق البقاع، في صوفر وبحمدون، حيث اعتدوا على فانات كانت تمر في المنطقة. وبحسب المعلومات، فقد سارع مسؤولو الحزب الاشتراكي إلى تطويق الإشكال والتواصل مع حزب الله وحركة أمل لمنع تطور الأمور.

من خلال الشارع، يبدو أن المطلوب هو الضغط على عون لإلغاء التدقيق الجنائي

الجديد في التحركات كان نزول مناصرين لحركة أمل إلى الشارع في الضاحية وعند مداخلها وفي الجنوب، فيما كانت المسيرات الدراجة تجوب الطرقات، في ظل شائعات عن توجهها إلى بعبدا. تلك الشائعات التي نفيت سريعاً، لم تنف واقع أن «أمل»، بالتعاون مع كل معارضي عون، قد قررت توجيه الغضب نحو رئاسة الجمهورية، التي تمكنت من «فضح» سعد الحريري والتأكيد أن التنازلات لن تؤدي إلى تأليف الحكومة. فأولوية الرئيس المكلّف ليست لبنانية، بل كيفية تطويع الظرف اللبناني لنيل الرضا السعودي، المتعذر منذ اللقاء الذي عقد بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في تشرين الأول 2018، في مؤتمر الاستثمار، والذي استغله ابن سلمان، حينها، لينفي عنه تهمة خطف الحريري (كان ذلك بعد أيام من مقتل جمال خاشقجي). لكن زيادة الضغط على عون ليست هي وحدها سبب تحركات أحزاب السلطة، التي كادت تستفرد بالشارع، لولا تحرك عدد من مجموعات الانتفاضة في وسط بيروت وباتجاه المصرف المركزي. صارت الأجندة واضحة. المطلوب خطف أي تحرك محقّ، إن كان في وجه من يدير السياسة النقدية أو في وجه من يحميه من السياسيين، وحرفه عن وجهته وتفويت أي فرصة لخلق حالة شعبية لتحسين شروط المعركة مع الطبقة الحاكمة. المطلوب مجدداً إعادة تحصين رياض سلامة وحماية مشروعه لتحميل الناس مسؤولية الخسائر التي تكبدّها الاقتصاد والنقد لا المسؤولين الفعليين عن هذه الخسائر، من خلال الاستمرار في قضم قدرتهم الشرائية. وهذا الهدف لا يبالي بالسقف الذي يمكن أن يصل إليه الدولار، ولا يبالي بأضراره على الأغلبية الساحقة من السكان. ومن خلال الشارع أيضاً، يبدو أن المطلوب الضغط على ميشال عون (وفي أماكن محددة على حزب الله بالنيابة عن عون)، لإلغاء التدقيق الجنائي، بعد أن تقدّم الموضوع، ربطاً بالمراسلات التي تجري مع شركة «ألفاريز»، وربطاً بفشل مساعي تطيير التدقيق من خلال اللعب على عامل «التوازي» في التدقيق بين مصرف لبنان والإدارات الأخرى. العين اليوم ستكون على الجيش اللبناني. المجموعات الداعية إلى التظاهر تسعى لاختبار ردّ فعله. هل يستمر في سياسة عدم التدخل التي اعتمدها في الأيام الماضية، تاركاً الناس تنفّس عن غضبها، والقوى السياسية تتحّكم في لعبة قطع الطرقات؟..... وسط كل ما يجري، بدا الرئيس حسان دياب الحلقة الأضعف. لم يجد في يده سوى ورقة التهديد بالاعتكاف، ليحذّر السلطة من خطورة أفعالها ومن الأيام الصعبة الآتية!

الحريري يلتقي لافروف غداً ؟

الاخبار....عاد سعد الحريري مجدداً إلى الإمارات. مساعيه للبحث عن خرم إبره يوصله إلى السعودية لا تزال متعثرة. لكنه مع ذلك، لم يفقد الأمل. وهو صار أكثر صراحة في كل ما يفعل. تأليف الحكومة ليس أولويته، بل نيل الرضا السعودي. بعد ذلك، يفترض أن تصبح الحكومة تحصيل حاصل. وإلى أن يأتي ذلك الوقت، يسعى إلى استثمار علاقاته الدولية للإيحاء بأنه يعمل. وبعد أن فشل في الحصول على موعد لزيارة موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحدّثت مصادر قريبة من الرئيس المكلّف عن تمكّنه من ترتيب لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الإمارات. اللقاء سيُعقد يوم غد الثلاثاء على هامش زيارة يقوم بها لافروف إلى الخليج وتستمر ثلاثة أيام. تجدر الإشارة إلى أنه سبق للروس أن تحدثوا في الملف اللبناني مع أطراف عديدين، لكنهم كانوا واضحين في التأكيد أنهم لا يحملون مبادرة، بل دعوة إلى الإسراع في تأليف الحكومة وحلّ الأزمات. كما عُلم أن لافروف كان تطرق إلى الملف اللبناني في حديثه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وسمع منه كلاماً واضحاً عن أن «إيران لا تتدخل والموضوع عند حزب الله».

الفوضى الشاملة

الاخبار.. ابراهيم الأمين .... محزن حال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. محزن أن يهدّد الناس بالاعتكاف، بينما حكومته معطّلة تماماً اليوم. وهو شخصياً لا يقوم إلا ببعض الأمور الإدارية العادية. بينما لا تحصل اجتماعات ولا متابعات ولا تنسيق جدي ولا ما يحزنون. وفوق ذلك، يلوّح دياب بالاعتكاف ظنّاً منه أنّ في ذلك ما يحثّ اللاعبين الكبار على التقدم خطوات إلى الأمام نحو مشروع تسوية ــــ هدنة سياسية تساعد على وقف النزف. محزن أكثر، حال «أبناء الثورة» الذين باتوا يتامى بأسرع ممّا عرفه التاريخ. من بقي منهم هم الذين كانوا يعتقدون أصلاً بأن البلاد سهلة الإدارة وبأن المعطيات والوقائع قابلة للتبدّل كأننا أمام برنامج تعديل للصور. والمحزن في هؤلاء أن فشلهم في تحقيق مجدهم، دفعهم الى سلوك العاجز، فصاروا أسرى شعار التغيير الشامل. والحلول عندهم اليوم، تراوح بين الدعوة الى وصاية خارجية يلعبون فيها دور البطل، وبين انقلاب يقوده الجيش باتجاه حكومة طوارئ تجمع بين العسكريين ومدنيي المنظمات غير الحكومية. محزن أيضاً، حال الطبقة السياسية التي لم تملّ من المحاولة. تريد أن تستمر في العمل حتى ولو أعلنت وفاتها. وعجزها يشبه وجوه أقطابها، من الذين لا يعرفون التقاعد أو الخروج الآمن. يذكّرون الناس دوماً بأنهم لا يغادرون إلا بالقوة. والمحزن معهم استعدادهم لتكرار كل أفعالهم السابقة على توقف الرصاص، والعودة الى سياسات الإدارات الذاتية التي تحتمل التنسيق بين زعماء عصابات. مثل الذي فعلوه منذ عام 1983 حتى عام 1990، ثم اتخذوا شكلاً جديداً له حتى اليوم. ومشكلة هؤلاء أنهم فعلاً لا يخرجون من دون أن يأتي من يقتلعهم. ومحزن أكثر من الطبقة السياسية، أركان عملياتهم المالية والاقتصادية، الذين بنوا مجدهم خلال 25 سنة على استثمار المال العام والخاص، وعلى بناء نموذج ربحي لا يحترم القوانين ولا حتى «الأعراف» المتّبعة عالمياً. ثبّتوا نظام استهلاك قائماً على مبدأ الاستدانة، حتى أنهك الناس بالقروض من جهة، ثم بالعجز عن مواصلة النموذج عندما توقفت سبل الاستدانة. وهذه الطبقة، تحتل كل مواقع النفوذ الموازية للسلطة السياسية، في شركات مالية وتجارية واقتصادية وسياحية وخدماتية، وتنشط في كل أعمال السمسرة الموازية، التي تستغل النفوذ السياسي لأجل فرض مشاريع وهمية تنهب مال الدولة، وتنهك القطاع العام بأثقال جعلته كهلاً عاجزاً عن الحراك.

كل ما نرجوه اليوم هو بعض الهدوء الذي يمنع الناس من الانجرار صوب نمط جديد من الفوضى المتنقّلة

إزاء كل ذلك، هل بيننا من يستغرب كيف أن كل صاحب مصلحة من خارج لبنان، يجد ضالّته هنا؟ النظام الاستعماري العالمي بقيادة أميركا وأوروبا، لا يجد أصلاً غضاضة في التدخل. فكيف وهو يرى هؤلاء يترجّونه أن يفعل ذلك؟ هل شعرت أميركا وفرنسا وبريطانيا يوماً بأن اللبنانيين لا يرغبون في تدخّلهم؟ لا، لم يحصل ذلك، ولا يبدو أننا أمام متغيّر يعفينا من مهازل الإعلام الدعائي للأميركيين في لبنان (كنموذج السفيرة المؤدلجة دوروثي شيا التي لا نعرف من أقنعها بهذه الأفلام الدعائية التي تبث أنها مدفوعة الأجر على شاشات لبنان... هل يصدق الأميركيون أنهم يكسبون جمهوراً، أم أن جلّ ما في الأمر هو غسيل أموال تموّل بها محطات الثورة المجيدة؟). وسط هذا المناخ الموبوء، ليس من حق أحد ادّعاء المعرفة الكاملة بمجريات الأمور في بلادنا أو من حولنا. كل ما نرجوه اليوم، هو بعض الهدوء الذي يمنع الناس من الانجرار صوب نمط جديد من الفوضى المتنقلة، التي لن يكون بمقدور أيّ قوّة سياسية أو عسكرية ضبطها على الإطلاق، بل تحتاج الى توافقات أوسع وأكثر عمقاً. وربما يضطرّ اللبنانيون إلى أن يشهدوا جولات جديدة من النزاعات قبل أن يستفيق من بينهم من يقدر على أخذ البلاد نحو تسوية أكثر صلابة، تقوم على بناء نظام جديد يقطع كل صلة بالماضي. اليوم، يعود الجميع الى الشارع. الكل غاضب، والكل يشعر بالضغط. الفقراء من الناس الذين لا يقدرون على الصمت أكثر، ليسوا في موقع قيادة حراك نحو حل أفضل. سيتحوّلون الى وقود لمعارك تقودها القوى نفسها والطبقة النافذة نفسها، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، وسيتعارك الفقراء في ما بينهم دفاعاً عن حقوق طائفة أو أقلية أو زعيم أو منطقة. وسيترافق ذلك مع شلل أكبر في إدارات الدولة كافة، ويصعب معها ضبط العلاقات اليومية بين الفرد والدولة ــــ المجتمع، وسنجد أركان المنظمات غير الحكومية يتربّعون على مواقع النفوذ ويحتلّون المنابر وهم يدعون إلى تغيير لن ينتج أكثر من إدخالهم في منظومة الحكم لا أكثر، أو تشريع أعمالهم خارج أي رقابة سياسية أو دستورية أو مالية... ها هو لبنان، يقترب من اختبار الفوضى الشاملة. لكن، نصيحة لمن انتفخت رؤوسهم بألّا يستعجلوا الذهاب نحو خيارات لن تعيش لأيام، في بلد يحكمه الانقسام الشديد. لا يوجد في لبنان، على الإطلاق، أي مؤسسة أو جهة أو قوة تحظى بإجماع يمنحها حق التفكير بأنها قادرة على إدارة البلاد والعباد بغير ما تقول الوقائع الصلبة!

الراعي: المشكلة في لبنان هي «عصيان النظام»... وعودة للمسؤولين: احذروا ثورة الجياع...

بيروت: «الشرق الأوسط»... دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي السياسيين إلى التصالح مع الشعب اللبناني، معتبراً أن المشكلة في لبنان ليست أزمة نظام، إنما «عصيان النظام»، فيما حذّر متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، الحكام من ثورة جياع. وقال الراعي في عظة الأحد: «ليس اللبنانيون في أزمة نظام، بل في أزمة انتماء إلى جوهر الفكرة اللبنانية. لو وقعت الأزمات بسبب تطبيق الدستور لقلنا إنها أزمة نظام، لكنها وقعت بسبب عصيان النظام، وصولاً إلى امتلاك الدولة والعبث بالوطن والمواطنين». وأضاف: «إن ما يجري على صعيد تأليف الحكومة لأكبر دليل على ذلك، ولا علاقة له بالمواد الدستورية؛ خصوصاً المادتين 53 و64 المتعلقتين بطريقة التكليف والتشكيل والتوقيع، بل العلاقة بهوية لبنان الواحد والموحد والحيادي والديمقراطي والميثاقي وذي السيادة في الداخل وتجاه الخارج، وبالثقة المتبادلة التي هي روح الميثاق الوطني والتعاون في الحكم والإدارة». وسأل: «وإلا لم هذا التأخير المتعمد في تأليف الحكومة؟ لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة تودي بالبلاد والشعب والكيان»، وأكد: «لأن الجماعة السياسية والسلطة عاجزة عن معالجة أزماتنا الداخلية المؤدية إلى الموت، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان نهيئه نحن اللبنانيين كاشفين عللنا المتأتية من عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني بكامل نصها وبروحها، ومن مخالفات الدستور بخلق أعراف وعادات، سببها ثغرات فيه بحاجة إلى نقاش، ومن ميثاق العيش المشترك الذي هو أساس الثقة الوطنية وشرعية السلطة، كما تنص مقدمة الدستور». وتوجه الراعي إلى المسؤولين بالقول: «تصالحوا أيها المسؤولون مع السياسة، ومع الشعب الذي بددتم ماله وآماله ورميتموه في حالة الفقر والجوع والبطالة. وهي حالة لا دين لها ولا طائفة ولا حزب ولا منطقة، ولم يعد له سوى الشارع. فنزل يطالب بحقوقه، التي تستحق أن يدافع عنها، وأن توضع في رأس معايير تأليف الحكومة». وسأل: «كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار الواحد يتجاوز 10 آلاف ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد هبط الحد الأدنى للأجور إلى 70 دولاراً؟ كيف لا يثور هذا الشعب وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراء خبزه والمواد الغذائية والدواء، وتأمين التعليم والطبابة؟!». وشدّد: «كنا نتطلع إلى أن يصبح اللبنانيون متساوين في البحبوحة، فإذا بالسلطة الفاشلة تساوي بينهم في الفقر. كيف تعيش مؤسسات تتعثر وتقفل، وكيف يعيش موظفون يسرحون، ورواتب تدفع محسومة أو لا تدفع. وبعد، هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ من وراءه؟! فخير أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب! لكننا باقون، والشعب أقوى من المعتدين على الوطن، مهما عظمت وسائلهم!». الموقف نفسه عبّر عنه المطران إلياس عودة، وقال في عظته: «ليت المسؤولين يصغون إلى صوت الناس عوض الإصغاء إلى مستشاريهم والمحيطين بهم والمطبلين لهم. ليت المسؤولين ينزلون من أبراجهم، ويخالطون الشعب ويسمعون أنينه. ليت المسؤولين يتنازلون، كل من جهته، عن تعنته وشروطه، ليتهم يتنادون ويتلاقون ولا يتفارقون قبل التوصل إلى حل يرضي ضمائرهم أولاً وشعبهم ثانياً». وأضاف: «اليوم، بعد سنة ونصف السنة من الغضب الشعبي، يتمنى الشعب لو أن الأوضاع السياسية والمعيشية ما زالت كما كانت يومها، لأن الوضع تفاقم، والليرة فقدت قيمتها، والسياسيون كفروا الناس بالسياسة، وانفجار بيروت أفقد الشعب ما تبقى من أمل، والغلاء الذي يلتهم ما تبقى من أموال، والتلاعب بسعر الدولار الذي لم يبق للعملة الوطنية قيمة، والركود والبطالة والعزلة التي نعيش فيها... حتى أصبحت الحياة في هذا البلد كمن يكتوي بنار جهنم». وخاطب المسؤولين: «أسألكم باسم الشعب المتألم؛ كيف تنامون والمواطنون يماتون كل يوم؟ احذروا ثورة الجياع التي بدأت بوادرها تلوح. احذروا ثورة شعب لم يبق له ما يخسره، بعد أن سلبتموه حتى كرامة العيش. إن كنتم تعملون من أجل حقوق المواطنين، فلماذا أهلكتم المواطن، وأثقلتم كاهله بألاعيبكم السياسية والاقتصادية والمالية حتى خسرتموه أمواله وممتلكاته والأمل بغد أفضل؟ عن أي حقوق تتحدثون في بلد لا يستطيع المواطن فيه، المسيحي كما المسلم، أن يشتري ربطة خبز يسد بها جوع أطفاله؟».

لبنان: دياب يرمي كرة النار في حضن عون...

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير.... رفع تلويح رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة حسان دياب بالاعتكاف من منسوب الفراغ في السلطة التنفيذية، وزاد من الأعباء الملقاة على عاتق القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش، فيما الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تعود مجدداً لإثبات وجودها في الشارع، وإنما هذه المرة بشكل يومي، مع أن تلويح دياب، كما يقول رئيس حكومة سابق لـ«الشرق الأوسط»، يشكّل سابقة للمرة الأولى في تاريخ الحكومات. وإن كان يهدف من خلالها إلى الضغط على المعنيين لتشكيل الحكومة وإخراجها من التأزم الذي يحاصرها، وصولاً إلى رمي المسؤولية في هذا الخصوص على عاتق رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، في ضوء ما يتردد بأنه يدير شؤون البلد بحكومة ظل اتخذت من القصر الجمهوري في بعبدا مقراً لها، من دون العودة إليه، وفق رئيس الحكومة السابق. ويلفت رئيس الحكومة السابق - الذي فضّل عدم ذكر اسمه - إلى أنه لم يسبق لرئيس حكومة مستقيلة أن لوّح بالاعتكاف، ويعزو السبب إلى أن مجرّد التلويح بمثل هذه الخطوة يسبق تحضير الأجواء للاستقالة، ما لم يتجاوب معه رئيس الجمهورية لتفعيل العمل الحكومي وإخراجه من الجمود القاتل. ويؤكد أن دياب ماضٍ في اعتكافه، ولا يتردد إلى مكتبه في «السراي» إلا نادراً، وكان صارح عدداً من الوزراء برغبته في الاعتكاف لكنه لم يلق منهم التجاوب المطلوب، لاعتقادهم أنه من غير الجائز تخلّيهم عن مسؤولياتهم في تصريف الأعمال، ويقول إنه أراد أن يوفّر لنفسه الحماية عندما لوّح، وفي العلن هذه المرة، بالاعتكاف من جهة، وتوخى في المقابل تمرير رسالة إلى الداخل ومنه إلى الخارج مفادها بأنه يضغط لتسريع تشكيل الحكومة لدرء الأخطار التي تهدد البلد مع عودة الانتفاضة إلى الشارع. ويرى رئيس الحكومة السابق أن عون هو المستهدَف الأول من تلويح دياب بالاعتكاف في ظل انقطاع التواصل بينهما الذي أتاح لرئيس الجمهورية التصرف وكأنّه الآمر الناهي، ولا يتشاور معه إلا نادراً، ما يعني أنه مرتاح لوضعه بصرف النظر عن تردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية مع الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، وبالتالي فهو يعقد الاجتماعات بالتعاون مع فريقه السياسي الذي بات يشكّل حكومة ظل يعاونها فريق آخر من كبار المستشارين هم بمثابة «غرفة أوضاع»، ويصدر الفرمانات ويعطي التوجيهات حتى إنه لم يبادر منذ فترة إلى دعوة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد، كما جرت العادة سابقاً. ويُعتبر رئيس الحكومة السابق، ومن وجهة نظر دياب، أن تلويحه بالاعتكاف يوفّر له الحماية السياسية في شارعه، بعد أن أدّى الادعاء عليه في ملف تفجير مرفأ بيروت إلى فتح قنوات التواصل مع رؤساء الحكومات السابقين، بعد أشهر على القطيعة السياسية الناجمة عن ترؤسه لحكومة من لون سياسي واحد ويستبعد في الوقت ذاته أن يرمي بتلويحه هذا في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري. ويُعتقد أن دياب رمى بكرة النار في حضن عون لأنه لا يريد، كما يقول أحد الوزراء لـ«الشرق الأوسط»، أن يتحوّل إلى شاهد زور، فيما بات البلد مهدّداً في أي لحظة بانفجار اجتماعي وليس هناك من يتحرك لتفاديه. وعليه، فإن الدولة بكل إداراتها تقترب من الزوال، ولم يعد من حضور لها إلا من خلال القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش، في مقابل تصاعد تبادل الحملات بين عون وتياره السياسي، وتيار «المستقبل»، في الوقت الذي هدأت فيه الأحوال بين الأخير و«حزب الله» على خلفية السجال الذي خلّفه قول نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بأن الحريري ينتظر أن يرضى عليه الخارج ليشكل الحكومة، وتردد بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتدخّله أعاد الهدوء بينهما إلى ما كان عليه قبل أن يدلو الشيخ قاسم بدلوه الذي استدعى رداً من المكتب الإعلامي للحريري. وبالعودة إلى دور الجيش والقوى الأمنية الأخرى مع عودة الانتفاضة الشعبية إلى الشارع، أكد مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش يشكل رأس حربة لملء الفراغ بغياب الدولة وتخلّيها عن مسؤولياتها، وهو يتولى بالتعاون مع هذه القوى، وتحديداً قوى الأمن الداخلي، الحفاظ على الأمن والاستقرار رغم اتساع المساحة الجغرافية لحركات الاحتجاج التي تغطي جميع المناطق اللبنانية. ولفت المصدر الأمني إلى أن الجيش بتوجيهات قيادته ينطلق في الحفاظ على الأمن والاستقرار، من معادلة يحرص على تطبيقها ولا يفرّط فيها، وتقوم على حرية التعبير عن الرأي والتجمُّع احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية التي بلغت ذروتها في مقابل حماية الأملاك العامة والخاصة ومنع التعرّض لها وفتح الطرقات، وأكد أن الجيش برغم حجم المعاناة التي يشكو منها السواد الأعظم من اللبنانيين يشكّل صمّام الأمان لقطع الطريق على إقحام البلد في الفوضى، وأن تحرّكهم هو في وجه السلطة السياسية التي يُفترض فيها الاستجابة للحد الأدنى من مطالبهم. ورأى أن الجيش الذي يحافظ على الاستقرار بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى هو كسائر اللبنانيين يشكو من تردّي الأوضاع، لكنه يعضّ على الجرح ويحاول استيعاب الحركات الاحتجاجية من دون الصدام مع المحتجين، وهو يستخدم «القوة الناعمة» لضبط التحرّكات في الشارع، وينأى بنفسه عن الإفراط في استخدام القوة إلا في حال حصول صدامات تؤشر إلى أبعاد طائفية ومذهبية أو العودة إلى خطوط التماس التي كانت قائمة طوال اندلاع الحرب الأهلية. وبكلام آخر، فإن الجيش سيتصدّى لكل محاولة يراد منها حرف الاحتجاجات الشعبية عن مسارها باتجاه حصول صدامات بين هذا الشارع أو ذاك، وهو يمارس أقصى درجات ضبط النفس لإعادة فتح الطرقات وعدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء التي تدفع باتجاه إحداث فتن متنقّلة، وبالتالي يتقيّد بالمعادلة التي رسمها لنفسه بإشراف قيادته لئلا يتحول إلى طرف في النزاع، ويبقى على المعنيين التعاطي بجدية مع المحتجين بدءاً بتشكيل حكومة مهمة.

«التايتنيك» اللبنانية تنزلق سريعاً... بلا ربان الشارع على غليانه والدولار على انفلاته

الراي.... | بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار |

- الراعي: خيرٌ أن ينفجر الشعب ويبقى الوطن من أن ينفجر الوطن ولا يبقى الشعب

عبارةٌ بالغة الدلالات أطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس، وثبّت معها «مباركتَه» استعادة الشارع حركته الاحتجاجية على وقع انفلاتِ سعر صرف الدولار وتعميق الكارثة المعيشية التي تتدحْرج في أوْضح مؤشرٍ إلى أن لبنان في قلْب الانهيار الكبير. واستوقف أوساطاً سياسية مضيّ بكركي في دعم الحِراك الشعبي الذي استظلّ بعض المنخرطين في جولته المتجددة التي انطلقت الأسبوع الماضي ما كان الراعي أعلنه في ندائه في 27 فبراير الماضي حين توجّه إلى شباب لبنان «لا تسكتوا» في سياق تعداده مختلف جوانب الأزمة اللبنانية وبينها «الانقلاب على الدولة والنظام» والسلاح غير الشرعي، وصولاً إلى قوله في عظة الأحد «الشعب لم يعد له سوى الشارع»، سائلاً «كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار يتجاوز 10000 ليرة بين ليلة وضحاها؟ كيف لا يثور وقد هبط الحد الأدنى للأجور إلى 70 دولاراً»؟ قبل أن ينتقد بحدّة «السلطة الفاشلة» إذ «كنا نتطلع إلى أن يصبح اللبنانيون متساوين في البحبوحة، فإذا بها تساوي بينهم في الفقر». ولم يتوانَ الراعي عن تقديم مقاربة جديدة لأزمة تأليف الحكومة «التي لا علاقة لها بالمواد الدستورية، خصوصاً المادتين 53 و64 المتعلقتين بطريقة التكليف والتشكيل والتوقيع، بل العلاقة بهوية لبنان الواحد والموحد والحيادي والديموقراطي والميثاقي وذي السيادة في الداخل وتجاه الخارج»، مؤكداً «لأن الجماعة السياسية والسلطة عاجزة عن معالجة أزماتنا الداخلية المؤدية إلى الموت، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان نهيئه نحن اللبنانيين كاشفين عللنا المتأتية من عدم تطبيق وثيقة الوفاق الوطني بكامل نصها وبروحها، ومن مخالفات الدستور بخلق أعراف وعادات سببها ثغر فيه بحاجة إلى نقاش». ولاحظتْ هذه الأوساط أن مواقف الراعي جاءت على وقع ارتسام محاولاتٍ باتت أكثر «وضوحاً» لركوب أطراف داخلية موجة الاعتراض الشعبي على انفلات سعر صرف الدولار وتشظياته الاجتماعية بهدف تحقيق «أجندات» سياسية تراوح قراءاتها بين حدّ ضيّق داخلي يرتبط بـ «الحساسيات المتراكمة» بين أركان السلطة، وحدّ أوسع متصل بالبُعد الإقليمي للواقع اللبناني من باب السعي لفرْض حكومة بشروطٍ تمنع استدراج «شراكة» دولية بإدارة مرحلة الإنقاذ في لبنان تكون على حسابِ النفوذ الإيراني الأوسع في «بلاد الأرز». ومن هنا توقفت الأوساط نفسها عند مشهديةٍ أطلت برأسها ليل السبت - الأحد مع تسجيل تحركات وقطع طرق وحرق إطارات في الضاحية الجنوبية لبيروت (معقل «حزب الله») وعلى تخومها مع تسجيل أعمال شغب، وسط تَداوُل أشرطة فيديو لشبان يهتفون «يلا يلا ع بعبدا (القصر الجمهوري)، وآخر لعشرات الدراجات النارية أشيع أنها توجّهت إلى القصر الرئاسي وأن لواء الحرس الجمهوري وُضع في جهوزية كاملة تحسُّباً لاقترابها من تخوم (بعبدا)». وقد خطف هذا الحِراك الأضواء من الاحتجاجات الأكبر التي كانت تجري في مناطق واسعة من بيروت والشمال والجنوب والبقاع والجبل حيث قُطعت غالبية الطرق الرئيسية، لتُسجّل بعض الإشكالات وأبرزها في منطقة الشويفات (جنوب بيروت) حيث سقط 7 جرحى بعدما اجتاحت سيارة المتظاهرين وقامت بدهسهم. وفي حين قلّلت بعض الأوساط القريبة من فريق 8 مارس مما شهدته بعض مناطق الضاحية، معتبرةً أنها تعبير عن إنهاك الناس من الواقع المعيشي وأنها حركة عفوية غير منظّمة مذكّرة بأن «حزب الله» سبق أن أوعز الى مناصريه ومحازبيه بعدم النزول الى الشارع، حاولت دوائر أخرى ربْط ما جرى بالمناخ المحتدم بين رئيس البرلمان نبيه بري وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون حول الملف الحكومي، مشيرة إلى أن مَن كانوا على الأرض هم من مؤيدي حركة «أمل». أما في الأوساط المعارضة لـ«حزب الله» فسادت قراءة حمّلت دخول الضاحية على الخط وبسقفٍ - ولو كان حجمه محدوداً - موجّه ضد عون أبعاداً ترتبط بمحاولة تحسين وضعية رئيس الجمهورية مسيحياً عبر تظهيره مستهدَفاً من بيئات طائفية أخرى وتالياً فرْملة دعم البطريرك الماروني لحِراك الشارع ودفْعه لتوفير غطاءِ حمايةٍ لـ «المارونيّ الأول»، وفي الوقت نفسه توجيه رسالة إلى بكركي حول الأكلاف التي قد تترتب على خروج المسيحيين الى رحاب التدويل عوض «الحماية» التي يوفّرها الحزب. وأياً تكن الخلفيات وراء اتساع مشاركة «شوارع» عدة في الانتفاضة المتجددة التي «أسمعت صوتها» بقطع الطرق في غالبية المناطق أمس، فإن «هدير» غضب الشارع والذي لا يبدو أنه يتجه الى التراجع في الأيام المقبلة، وسط استمرار سعر صرف الدولار بالتقلب بين هامشيْ 10 آلاف و11 ألف ليرة في السوق السوداء، يعزّز الخشية مما يبدو أنه «استقالة» غالبية أركان السلطة من آخِر محاولاتِ تخفيف سرعة الانزلاق نحو «الارتطام الكبير». وهذا ما استشفّته أوساط عدة من تلويح رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب بالاعتكاف حتى عن تصريف الأعمال، وغيرها من مظاهر خلو دفّة القيادة في «التايتنيك» اللبنانية من أي ربان، ما أوحى بأن الانهيارَ صار خارج أي قدرة داخلية على السيطرة عليه أو محاولة إبطائه بانتظار انقشاع الرؤية في الملفات الإقليمية وأبرزها النووي الإيراني، وسط سؤال كبير عن كيفية التوفيق بين ضرورة استيلاد حكومة بشروط المجتمع الدولي تكون قادرة على إعادة وصل ما انقطع مع دول الخليج باعتبار ذلك المدخل لأي رافعة خارجية لا مفرّ منها لمسار إنقاذ لبنان، وبين حسابات إيران التي تقارب الواقع اللبناني من زاوية «قوسِ نفوذها» في المنطقة والذي يصعب التكهن إذا كان سيدخل ضمن أي تسوية حول النووي.

تزايد الاحتجاجات في لبنان... و«التيار» يتحدث عن رسائل من الضاحية

«حزب الله» وحركة «أمل» ينفيان علاقتهما بالتحركات في المنطقة ليلاً

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم..... تكرّر مشهد الاحتجاجات الشعبية في عدد من المناطق اللبنانية، حيث سُجّل إقفال طرق وإحراق إطارات، أمس، فيما كان للتحركات اللافتة التي شهدتها منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً، وقعها السياسي، لا سيما مع دعوات لعدد من الشبان للذهاب إلى بعبدا (مقر قصر رئاسة الجمهورية)، وهو ما رأى فيه «التيار الوطني الحر» رسالة سياسية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون من حركة «أمل»، التي نفت كما «حزب الله» أي علاقة بما حصل. وسُجلت تحركات على دراجات نارية لشبان عند مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت - الأحد، وقام عدد من المحتجين عند دوار الكفاءات ببعض عمليات التخريب. كما أظهرت بعض الفيديوهات دعوات من قبلهم للذهاب إلى القصر الرئاسي الذي شهدت الطريق المؤدية إليه بعض التجمعات المحدودة. هذه التحركات رأى فيها البعض «رسالة سياسية» من قبل رئيس البرلمان رئيس «أمل» نبيه بري، ومن خلفه «حزب الله»، إلى رئاسة الجمهورية، ليعود بعدها الطرفان (الحزب والحركة) ويصدرا بياناً مشتركاً ينفيان علاقتهما بالتحركات. وقالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أوركسترا ممتدة من الشمال إلى البقاع وبيروت تجمع بعض الأطراف لمهاجمة الرئيس ميشال عون وشتمه، فيما يظهر أن هناك كلمة سر واضحة معطاة للهجوم عليه». وعن تحرك الضاحية، أوضحت: «في هذه المنطقة معروف من هي الجهات التي تتحرك، هناك فريقان هما (حركة أمل) و(حزب الله)، الأخير لا يقوم بهذا الأمر، وليس في هذا الوارد، بينما أسلوب الدراجات النارية معروف من هم أربابه، لذا يبدو هناك رسالة لبعبدا من قبل المنزعجين من مواقف الرئيس عون، لا سيما لجهة التدقيق الجنائي ومقاربته لملف الحكومة، لكن كل ذلك لن يغير أي شيء في الواقع أكثر من بعض التوتر وقطع طرق». في المقابل، تنفي مصادر مقربة من «حركة أمل» لـ«الشرق الأوسط» نفياً قاطعاً علاقة الأخيرة بالتحركات التي شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت مساء السبت، لافتة إلى أن «أي تحرك أو احتفال تقف خلفه الحركة تعلن عنه وتتبع الخطوات القانونية للقيام به للحصول على الإذن من مركز المحافظة المسؤولة عن المنطقة التي ينظم فيها». وجددت التأكيد على ما سبق لبري قبل أشهر تأكيده، إذ دعا الحركيين إلى «ترك الشارع لمن اتخذ هذا الخيار للتعبير عن رأيه، لقناعته بأنه لا أحد يمكنه ضبط تداعيات هذا القرار». وكان «حزب الله» و«حركة أمل» أصدرا بياناً مشتركاً ليل الأحد، عن «تداول بعض الناشطين على شبكات التواصل أن مناصرين لأحزاب في الضاحية الجنوبية قاموا بقطع الطرقات وأعمال تخريب في بعض مناطق الضاحية، لا سيما عند دوار الكفاءات»، مضيفاً أنه «يهم الحركة والحزب نفي أي علاقة لأنصارهما بأعمال الشغب، ويطالبان الأجهزة الأمنية والقضائية بملاحقة ومقاضاة كلّ مَن تعرض للأملاك العامة والخاصة». وبدأت التحركات، أمس، منذ ساعات الظهر، في مختلف المناطق، إذ عمد المحتجون إلى إقفال الطرقات، لا سيما منها الرئيسية، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار متخطياً العشرة آلاف ليرة. وعمد عدد من المحتجين إلى قطع الطرق المؤدية إلى ساحة الشهداء، وسط مدينة بيروت، بالإطارات المشتعلة، وهو ما حصل أيضاً على طريق عام الشويفات عند مفرق ما يعرف بـ«أوتوستراد التيرو» المؤدي إلى الضاحية الجنوبية، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام». وعلى طريق الجنوب أيضاً، قام عدد من الشبان بقطع الأوتوستراد الساحلي عند بلدة الجية والناعمة. وفي صيدا، عاصمة الجنوب، قام عدد من المحتجين بإشعال الإطارات المطاطية عند دوار إيليا رفضاً لتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار. وفي بعلبك، نفذ ناشطو حراك المدينة وقفة احتجاجية في ساحة الشاعر خليل مطران مقابل قلعة بعلبك الأثرية، تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والنقدية، اختتمت بمسيرة رفع خلالها شعار «القرار للشعب». وردد المشاركون هتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين. ولم يختلف الوضع في الشمال، حيث تكرر المشهد في عدد من المناطق، فعمد محتجون إلى قطع الطريق الدولية العبدة - العبودية بالإطارات المشتعلة عند مفترق قرية قعبربن في منطقة سهل عكار، مطالبين بمحاكمة ومعاقبة كل المسؤولين الذين أفقروا الشعب وجوعوه، بحسب الوكالة. وفي الضنية (شمال لبنان)، قطع محتجون أوتوستراد المنية الدولي في الاتجاهين عند نقطة بلدة بحنين، بوضع شاحنات وحجارة وإطارات سيارات في وسطه، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار سعر صرف الليرة، واضطر عابرو الأوتوستراد بين طرابلس والمنية وعكار وبالعكس، إلى سلوك طرق بديلة للوصول إلى أشغالهم. والأمر نفسه تكرر عند الطريق الدولية الرئيسية في الاتجاهين عند جسر نهر البارد في بلدة المحمرة - عكار، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية، كما قطع عدد من الشبان طريق عام حلبا - القبيات.

 

 



السابق

أخبار وتقارير... «التحالف» يفشل محاولات الحوثيين استهداف المدنيين في السعودية بـ12 «مسيرة» وباليستيين...التحالف: تدمير 10 مسيرات حوثية مفخخة...قراصنة صينيون يخترقون 30 ألف مؤسسة أميركية... الولايات المتحدة تعتبر أن لديها {مصادر قوة} لا يمكن للصين أن تضاهيها...«طالبان» تعلن عقد لقاء مع المبعوث الأميركي إلى أفغانستان...شرطة مكافحة الشغب الروسية تطلق حملة تجنيد.. بريطانيا تدرس تقليص مساعداتها لدول تشهد نزاعات.. موجة من الاغتيالات السياسية في المكسيك قبل الانتخابات...السلطات الفرنسية تضيف الشمال إلى المناطق المغلقة... كييف تطلب مساعدة الغرب مع تجدد القتال ضد الموالين لموسكو......

التالي

أخبار سوريا.... مقتل 18 شخصاً في انفجار ألغام من مخلفات الحرب بوسط سوريا... 67 استهدافاً لسوريات على خلفية عملهن في الشأن العام.. فقد العلويون ثقتهم ببشار... نائبة لؤي حسين سابقا تطالب الأسد بالتنازل عن الحكم.. وعلويون يائسون أنطقهم الجوع!... درعا: استهداف ضابط رفيع في ميليشيا أسد بعبوة ناسفة..سوريا تبدأ التلقيح بالمتوافر: ليس لدينا ترف الاختيار...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,082,481

عدد الزوار: 6,751,981

المتواجدون الآن: 106