أخبار لبنان.... البابا للحفاظ على لبنان.. الإنقسام يهدّد «المـــــبادرة».. ومخاوف دولية....صدى بكركي يتردّد في الفاتيكان وباسيل "يتذاكى" على البابا!... خشية من خنق «التدويل» في مهده...الأزمة السياسية تقلّص التباينات بين قوى لبنانية يجمعها الانتماء الطائفي....«الوطني الحر» في بكركي لاحتواء مقترح تدويل الأزمة اللبنانية.... موفد ماكرون في بيروت نهاية الأسبوع... والتوافق الفرنسي - السعودي مفقود....واشنطن تشدد على أهمية محاسبة قتلة لقمان سليم....تهافت لبناني على تخزين الأدوية.... مخاوف من «رفع دعم مقنّع» مع الزيادة التدريجية لأسعار الخبز والمحروقات....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 شباط 2021 - 4:42 ص    عدد الزيارات 1603    التعليقات 0    القسم محلية

        


البابا للحفاظ على لبنان.. الإنقسام يهدّد «المـــــبادرة».. ومخاوف دولية....

الجمهورية.... في موازاة المحاولات الفرنسية لفتح نوافذ في الجدار الحكومي المقفل توصل الى تشكيل حكومة المبادرة الفرنسية، يبدو أنّ ثمة إرادة داخلية لتفشيل هذا المسعى وسدّ كل مسارب الفرج، وإبقاء البلد في قبضة التعطيل، مع ما يترتب على ذلك من تفاقم خطير للأزمات التي تضرب كل مفاصله. في هذه الأجواء، تمنّى البابا فرنسيس «أن يشهد لبنان التزامًا سياسيًا وطنيًا ودوليًا، يساهم في تعزيز الاستقرار، في بلد يواجه خطر فقدان هويته الوطنية والإنغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية». وبحسب ما نقل موقع «فاتيكان نيوز»، فإنّ البابا شدّد في كلمة له أمام السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي على «ضرورة أن تحافظ بلاد الأرز على هويتها الفريدة، من أجل ضمان شرق أوسط تعدّدي متسامح ومتنوع، يقدّم فيه الحضور المسيحي إسهامه ولا يقتصر على كونه أقلية وحسب». وأكّد البابا فرنسيس، «أنّ إضعاف المكوّن المسيحي في لبنان يهدّد بالقضاء على التوازن الداخلي»، لافتاً أيضاً إلى أهمية معالجة المشاكل المرتبطة بحضور النازحين السوريين والفلسطينيين، كما حذّر من مغبة انهيار البلاد اقتصادياً. ودعا الزعماء السياسيين والدينيين إلى «وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات، والعمل بطريقة شفافة وتحمّل نتائج أفعالهم».

توترات مفتعلة

وإذا كان الفرنسيون قد اخذوا على عاتقهم محاولة افادة لبنان من الفرصة الإنقاذية التي أتاحوها للبنانيين عبر المبادرة الفرنسية، واعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا ستبقى الى جانب لبنان ولن تتخلّى عن شعبه، فإنّهم يُقابَلون من الداخل اللبناني بما قد يقطع عليهم حماستهم في التصدّي للملف اللبناني، عبر افتعال توترات سياسية في كل الاتجاهات، وقطع ما تبقّى من شعرات واصلة في العلاقات المهتزّة اصلاً، بين القوى السياسية، وهو الامر الذي يجعل من امكانية توفير مساحات مشتركة حول الملف الحكومي، تُبنى عليها حكومة توافقية ولمهمة إنقاذية، ضرباً من المستحيل. المشهد الداخلي، وبما يعتريه من توترات، يشي بأنّ تأليف الحكومة خارج سياق الاولويات لدى بعض المعنيين بهذا الملف. ولعلّ ما يخشى منه المواكبون لهذا الملف وتعقيداته، وما استجد، ويستجد حوله من تسخين يبدو متعمّداً، لكل الجبهات السياسية، وإخضاعها للغة السجال العنيف وصبّ الزيت على نار الخلافات القائمة على كل العناوين والتفاصيل وكذلك المعايير، ان تصطدم المساعي الفرنسية بفشل جديد، يعيد الامور في البلد الى ما دون نقطة الصفر التي يقف عليها حالياً، ما ينذر بسيناريوهات كارثية لن يملك احد القدرة على احتواء تداعياتها.

فرز سياسي

وسط هذا الجو، وعلى ما تقدّر مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، فإنّ المسعى الفرنسي مهدّد، كونه يتواكب مع واقع لبناني منقسم على ذاته، بين من يريد للمبادرة الفرنسية أن تسلك طريقها الى النفاذ، وبين من يريد أن يقطع عليها الطريق، وحتى ولو كانت قوة الدفع الفرنسية في اتجاه انجاح المبادرة أقوى هذه المرة مما كانت عليه، مع اعلانها آخر آب الماضي، فإنّ نقطة ضعفها او فضلها، تتجلّى في أنّها قد لا تجد من يتلقفها، في بلد يبدو الإنقسام فيه اقوى من كل الوساطات والمبادرات، وبات مفروزاً سياسياً بالكامل بين جبهات متصادمة، بدءاً بالصدام العميق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ومن خلفها الاشتباك العنيف بين «لتيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل»، وكذلك بالعلاقة التي صعدت الى ذروة التأزم بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومن خلفها الاشتباك السياسي الناري بين «التيار» وحركة «أمل»، إضافة الى العلاقات الصدامية للتيار مع «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» وتيار «المردة»، وصولاً الى العلاقة التي بدأت تشهد اهتزازاً وتفسّخاً ملحوظاً بين «التيار الوطني الحر» و»حزب الله». ومن هنا، وبحسب المصادر، قد يستحيل على أي جهد او مسعى خارجي لتأليف الحكومة، أن يتمكن من عبور هذا الجو المقفل، خصوصاً أنّه ما زال آيلاً لأن يتفاقم أكثر، مع استمرار التراشق على اكثر من جبهة، وإصرار بعض الجهات الداخلية على توسيع مروحة الاشتباكات مع كل الاطراف. وهو امر يعني في هذه الحالة، أنّ تأليف الحكومة معلّق على خط التوتر العالي، ما ينذر بترحيله أشهراً إلى الامام، وهذا معناه بقاء البلد في حالة دوران في حلقة الازمات وتداعياتها الخطيرة.

الى الشارع

وتبعاً لهذا المشهد الملبّد بالغيوم السياسية الداكنة، بدأ الحديث يتصاعد في اوساط سياسية وحراكية، عن مرحلة صعبة سيُقبل عليها البلد في الآتي من الايام، والكلمة فيها ستكون للشارع، بتحركات نوعية وصادمة في وجه الطبقة الحاكمة التي تسدّ كل منافذ الحلول، وتمعن في الإصرار على نهجها الذي أضرم نار الأزمة. ولعلّ ما اشار اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حول هذا الموضوع، يعكس نبض الفئات الشعبية التي فاض بها، ولم تعد قادرة على السكوت على الجريمة التي يرتكبها الحكّام بحق لبنان واللبنانيين. وكشفت مصادر حراكية لـ»الجمهورية»، عن مشاورات ولقاءات تجري على اكثر من مستوى حراكي، تبحث في التحضير لحراك نوعي في وجه الفاسدين والمرتكبين، وقالت: «هذه المرة سيكون الغضب عارماً، واللبنانيون سينزلون الى الشارع لمحاسبة حكاّم السلطة، ولن يقبلوا ان يدفعوا ثمن سياساتهم بإفلاس اللبنانيين وافقارهم وقهرهم».

قلق على لبنان

الى ذلك، «علمت الجمهورية» أنّ الملف الحكومي، ومنذ اعلان الرئيس ماكرون عزمه على التحرّك تجاه لبنان، يخضع لمشاورات ديبلوماسية عربية واوروبية انطلاقاً من دعم المبادرة الفرنسية، مع التأكيد المتجدّد على القادة اللبنانيين بتلقف الفرصة التي تتيحها هذه المرة، وخصوصاً انّها تنطلق من رغبة فرنسية شديدة لتطبيقها، وبدعم اميركي أكيد لها، وتناغم عربي جدّي هذه المرة معها. وقالت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ الأجواء الديبلوماسية العربية والغربية ترسم علامات غير مشجعة حيال تعاطي بعض المعنيين بملف تأليف الحكومة، مع الجهد الخارجي، وتحديداً الفرنسي، لبلورة حلول للأزمة في لبنان. حيث لم يقدّم هؤلاء ما يؤكّد تجاوبهم حتى الآن، ونرى ذلك في مقاربتهم للملف الحكومي على قاعدة الشروط المتبادلة لتثبيت مواقع ومصالح، ومعايير لا ترقى الى حاجة لبنان الى الخروج من واقعه الصعب وتأليف حكومة سريعاً تباشر في مهمة الإنقاذ. وكل ذلك يعزز القلق على لبنان وانحدار وضعه الى صعوبات اكبر. وبناءً على هذه الاجواء، كشفت المصادر الموثوقة، أنّ فرنسا لم تلمس بعد اشارات لبنانية متناغمة مع مسعى ماكرون، فيما مصر تدفع بكل ثقلها لئلا يدفع الشعب اللبناني ثمن الأزمة، والإمارات وغيرها من دول الخليج ترغب في المساعدة، انما الشرط الاساس لكل ذلك هو ان يبدي المسؤولون في لبنان دليلاً حسياً على انّهم يريدون فعلاً وبصدق، ان يساعدوا هذا البلد.

تحرّك قطري

وفي سياق متصل، أعلنت السفارة القطرية في بيروت، انّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، سيزور لبنان اليوم، حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ووصفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية الزيارة، بأنّ لها نكهة خاصة في هذه المرحلة بالذات، فهي تأتي بعد انقطاع لفترة طويلة، تزامناً مع الغياب الديبلوماسي الخليجي عن لبنان، والذي قطعته زيارات وضعت تحت عناوين انسانية وطبية، بعد انفجار المرفأ في 4 آب الماضي. وعلمت «القبس» من مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن، سيحمل خلال زيارته المقررة إلى بيروت اليوم الثلثاء مبادرة لجمع الأطراف اللبنانية على طاولة حوار في الدوحة. وأشارت المصادر إلى أن الجانب القطري لن يعلن عن مبادرته إلا بعد موافقة كل الأطراف اللبنانية على المشاركة في الحوار، مشيرة إلى تلقّي الجانب القطري موافقة مبدئية من غالبية القوى السياسية اللبنانية، لا سيما «حزب الله» وفريق الرئيس ميشال عون. ولم تستبعد المصادر أن يتم الحديث عن تقديم دعم مالي إلى لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية حادة وأزمة مالية وإقتصادية زادت حدتها بفعل تداعيات وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت.

ولقاءات للسفير السعودي

تزامناً وزيارة المسؤول القطري، كشفت مصادر ديبلوماسية، انّ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي عاد اليها قبل ايام قليلة، قد بدأ سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية مع نظرائه العرب والخليجيين، في اطار حملة ديبلوماسية واسعة لم يكشف عن اهدافها خارج اطارها الاستشاري والاستطلاعي، وهي ستشمل في الساعات المقبلة كلاً من السفيرتين الفرنسية والاميركية في بيروت.

لا مساعدات

هذه الأجواء تتواكب مع اجواء مماثلة نقلها اعضاء في الهيئات الاقتصادية، عن مسؤول كبير في مؤسسة مالية دولية، الذي جاء بـ»كلام كبير» ضدّ بعض المسؤولين، مستنكراً كيف انّ السياسيين في لبنان يحاولون ان يخدعوا المجتمع الدولي، ويهربون من الاستجابة لمتطلبات إنقاذ لبنان بإمعانهم على شراء الوقت، ما يعزز القناعة لدى كل المجتمع الدولي، بأنّ غاية هؤلاء الحكام ليس تأليف حكومة تباشر عملية طويلة وشاقة في الاصلاحات وتنهي منطق المحاصصة وتحقيق المكاسب الذي ادّى الى تفاقم الازمة في لبنان». واكّد المسؤول عينه «انّ مشكلة لبنان اليوم، ليست في ازمته الصعبة فقط، بل في لامبالاة المسؤولين فيه، مع علمهم أنّهم بلامبالاتهم، يدفعون المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية الى أن يكون أكثر تصميماً على حجب المساعدات عن لبنان. وقال: «هناك توجّه لدى المجتمع الدولي في زيادة المساعدات الانسانية للشعب اللبناني، وهذا الامر يشكّل اولوية، ولكن لا مساعدات اقتصادية ومالية للدولة اللبنانية طالما ظلّ المسؤولون يرفضون ويتهرّبون من اجراء اصلاحات». وبحسب المصادر، فإنّه عندما قيل للمسؤول المذكور بأنّ تعاطف المجتمع الدولي يعكس قراراً بعدم السماح بانهيار لبنان، سارع المسؤول الى القول: .. ولكن مع الأسف، القادة اللبنانيون يعملون على ذلك. فالدولة اللبنانية في حالة تآكل، واللبنانيون وضعهم صعب جداً، وقلقون على مستقبلهم، وهناك هروب متواصل من تشكيل حكومة، وهذا معناه الهروب من الاصلاحات المطلوبة لحماية مصالحهم ومكتسباتهم وشراكتهم في الفساد، وبالتأكيد فإنّ استمرار الوضع على ما هو عليه، وبقاء السياسيين يتصرفون على هذا النحو الذي يغلّبون فيه مصلحتهم على مصلحة لبنان، سيجعلان وضع لبنان ميؤوساً منه بالكامل، وستحلّ فيه مصاعب لا تُحتمل».

«امل» و»التيار»

من جهة ثانية، يشهد الخلاف بين حركة «أمل» و»التيار الوطني الحر» تصاعداً في وتيرته، حيث أكّد المكتب السياسي لحركة «أمل» انّ «امام اصرار البعض على تجاوز روح ونص الدستور وخلق اعراف وقواعد جديدة في ادوار المؤسسات ورئاساتها على متابعة مبادرة الرئيس نبيه بري الانقاذية، التي تشكّل بآلياتها ومندرجاتها المخرج العملي للوصول الى انجاز تأليف الحكومة العتيدة للقيام بالإصلاحات المالية والادارية والاقتصادية، التي لم يعد هناك متسع من الوقت لإنجازها قبل الانهيار الشامل». ودعا «مدّعي الإصلاح وشعارات التغيير الى مراجعة مواقفهم، والالتفات إلى مكامن الخلل الاساسي في تطبيق القوانين التي أنجزها المجلس النيابي، الذي ما تأخّر عن القيام بدوره التشريعي في إقرار القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد والتدقيق الجنائي في كل ادارات ومؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الطاقة». وتابع: «المطلوب ان يتعظ المعنيون وان يعودوا الى رشدهم الوطني، وينتبهوا بأنّ كثيرين من المخلصين الذين يقدّمون مبادرات مؤسسة على مصلحة الوطن، يفترض ان يلاقوا تجاوباً ومدّ يد في مقابل اليد الممدودة، والتوقف عن (النكد السياسي) المبني على توهمات غير دقيقة، ولا يمكن ان تنتج الّا المزيد من التعقيد للأزمة بكل وجوهها، في لحظة لا تحتمل المزيد من هدر الوقت والفرص، واضاعة المبادرات في متاهات النقاشات العقيمة التي لم تعد تعني المواطنين، لا بـ»الحصص» ولا بـ»الارقام»، بقدر ما يعنيهم قيام الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها. وعلى المعنيين ان ينتبهوا الى انّ كثيراً من دول العالم ترغب بمساعدة لبنان، ولكن على اللبنانيين اولاً ان يبدأوا بمساعدة انفسهم، بالخروج من شرنقة المصالح الضيّقة والانفتاح نحو حلول ناجعة لإنقاذ الوطن». وكان وفد من التيار قد زار بكركي امس، والتقى البطريرك الراعي. وقال الوزير السابق منصور بطيش، إنّ البحث مع البطريرك كان «في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات صدقية عالية ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية». مشيراً إلى انّ «الحلول يجب أن تأتي من الداخل، والعيش المشترك يتطلب أن نتعاون للوصول الى هذه الحلول»، وقال: «رئيس الجمهورية حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية، وعلى الرّئيس المكلّف أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون».

«التيار» و «الحزب»

الى ذلك، الصفعة السياسية التي وجّهها «التيار الوطني الحر» في اتجاه «حزب الله» بإعلانه «أنّ تفاهم مار مخايل بينهما لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون. وان تطويره باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه، اذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمّر لأي مقاومة أو نضال». ما زالت في دائرة التفاعل السلبي لدى «حزب الله». وفيما لوحظ انّ الحزب لم يرد على بيان التيار، اكّدت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ «موقف التيار كان له أثر شديد السلبية في اوساط الحزب، حيث طُرحت تساؤلات عن الغاية التي يريدها التيار من إثارة هذا الامر في هذا الوقت بالذات. ولمن يوجّه رسالته، هل الى الداخل او الى الخارج».

نجم

من جهة ثانية، بحثت وزيرة العدل في حكومة تصريف الاعمال ماري كلود نجم أمس، مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا في قضايا ثنائية، وفي التحقيق في مقتل الناشط السياسي لقمان سليم وأهمية محاسبة مرتكبي الجريمة، وغيرها من القضايا العالقة من دون تأخير أو استثناء، بحسب ما أفادت سفارة الولايات المتحدة في لبنان. وكانت نجم قد إستقبلت أيضاً السفيرة الفرنسية في ​لبنان​ ​آن غريو.

الحريري في باريس... وزيارة الموفد الفرنسي لم تتحدّد بعد...

صدى بكركي يتردّد في الفاتيكان وباسيل "يتذاكى" على البابا!...

نداء الوطن...في كل كلمة من كلام البابا فرنسيس عن لبنان أمس، ثمة ما يستحضر إلى الأذهان نداءات البطريرك الماروني بشارة الراعي المتكررة لإنقاذ البلد، حتى بدت تعابيره بمثابة تطويب بابوي لصوت بكركي وصداه السيادي الذي بدأ يتردد في دوائر الفاتيكان ولاقى انعكاساته الواضحة في الفقرة اللبنانية من خطاب البابا أمام أعضاء السلك الديبلوماسي، تشخيصاً لبيت الداء والدواء في المعضلة اللبنانية. لكن وعلى الرغم من أنّ النداء البابوي تبنى بشكل جلي هواجس بكركي ونداءاتها الوطنية التي لم تلقَ آذاناً صاغية لدى "التيار الوطني الحر" ولم تتقاطع مع أهواء "التيار" وأجندته السياسية، لم يتوان رئيسه جبران باسيل عن محاولة حرف كلام البابا عن مراميه و"التذاكي" عليه، حسبما لاحظت أوساط مسيحية معنية، عبر محاولة حصر مفاعيل الخطاب البابوي، على أهميته، في خانة ضيقة تقتصر على الإضاءة على الشق المتعلق بملف النزوح، مقابل التعمية على كل الرسائل المهمة الأخرى التي اختزنها كلام البابا. وفي هذا الإطار، طرحت الأوساط جملة تساؤلات وضعت الإجابات عليها في عهدة "التيار الوطني"، وقالت: "حين يحذر البابا اللبنانيين عموماً والمسيحيين بشكل أخصّ من "خطر فقدان الهوية الوطنية والانغماس داخل التجاذبات والتوترات الإقليمية"، ألا يجد رئيس "التيار" نفسه معنياً بهذا الكلام وهو المنغمس في لعبة التجاذبات والتوترات ضمن إطار أجندة إقليمية واضحة المعالم والأهداف في لبنان والمنطقة؟ وعندما يشدد على وجوب إخراج الحضور المسيحي في بلاد الأرز من التقوقع في حيّز "الأقلية" إلى رحاب "شرق أوسط تعددي متنوع"، ألا يصيب هذا الكلام مقتلاً في النهج العوني القائم منذ نشأته على دفع المسيحيين إلى التخندق ضمن "حلف للأقليات" في المنطقة؟. أما إزاء مقتضيات الخروج من الأزمة اللبنانية الاقتصادية والمقاربة البابوية "طبق الأصل" لمقاربة بكركي في هذا المجال، من خلال مناشدته "الزعماء إلى وضع مصالحهم الخاصة جانباً والالتزام في تحقيق العدالة وتطبيق الإصلاحات"، فهل هناك من هو معني بهذه الرسالة أكثر ممن هم مستغرقون علناً في التعطيل وأجهضوا مبادرة بكركي مراراً وتكراراً لغايات متصلة بتحصيل مكاسب سلطوية وحصد الكراسي الوزارية؟". وعلى ذلك، لا يزال كباش الحصص مستحكماً بولادة "حكومة المهمة" الإصلاحية، ولا يزال المقربون من دوائر القصر الجمهوري يؤكدون أن "أي حكومة لن تبصر النور ما لم تراع معايير الشراكة الدستورية التي يطالب بها الرئيس ميشال عون"، بينما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية بحثاً عن مظلة عربية ودولية لتشكيلته المرتقبة، وأكدت مصادر "نداء الوطن" ليلاً أنه وصل إلى باريس، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في حين رُصدت رسالة لافتة للانتباه وجهها "حزب الله" أمس من بين سطور مقدمة نشرة "المنار" المسائية إلى الحريري، اختزنت تحذيراً صريحاً من أنه في حال لم يبدِ "مرونة قبل غيره" في مقاربة المسار الحكومي بعد عودته إلى بيروت، فإنّ "السلبية ستستمر والحال الحكومية لن تتغير لا في 14 شباط ولا حتى في 14 آذار". وفي الغضون، ترددت أمس أنباء إعلامية عن اتجاه مبعوث الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل لزيارة بيروت نهاية الأسبوع لاستعراض مستجدات المواقف مع المسؤولين اللبنانيين حيال مسألة تشكيل الحكومة، غير أنّ مصادر فرنسية رفيعة شددت لـ"نداء الوطن" على أنّ ما يتم تداوله في الإعلام اللبناني حول زيارة دوريل "غير صحيح" وأنّ لا موعد محدداً للزيارة بعد. واليوم، يصل نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى لبنان حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في قصر بعبدا إثر لقائه رئيس الجمهورية قرابة الثانية عشرة ظهراً، على أن يلتقي بعدها كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وإذ أكدت مصادر رسمية أنّ الدوائر اللبنانية لم تتبلغ بالغاية من زيارة المسؤول القطري، أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأنّ الزيارة ذات طابع تضامني مع لبنان وسيتخللها على الأرجح الإعلان عن "مكرمة" قطرية تقع في خانة المساعدات الإنسانية، مع إبداء استعداد الدوحة للعب أي دور توفيقي بين الأفرقاء اللبنانيين.

لبنان: خشية من خنق «التدويل» في مهده....شيا تطالب بكشف قتلة سليم... و«كورونا» يخطف جان عبيد....

كتب الخبر الجريدة – بيروت.... جاءت مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أمس الأول، بـ"حضانة دولية" للبنان، في سياق الحركة غير المنقطعة التي ينشط فيها الصرح منذ أسابيع، لكسر المراوحة الداخلية، التي تراوحت بين حمله "تحييد لبنان" وحياده الناشط، من جهة، ودعوته رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري، إلى التلاقي للاتفاق حكوميا، من جهة ثانية. واعتبرت مصادر سياسية متابعة، أمس، أن "الراعي من خلال خطوته يثبت أن كل المبادرات الجارية لتشكيل حكومة والخروج من الأزمة لا يبدو أنها قابلة للوصول إلى حل، ولا تقديم أي جديد"، مشيرة إلى أنه أراد لفت نظر العالم إلى الملف اللبناني، بعد فشل كل الوساطات والمساعي المحلية والدولية، والتي عمل هو شخصيا على حل جزء منها. وتساءلت: "هل انطلقت فكرة تدويل الأزمة اللبنانية من الصرح البطريركي، ومن المفترض أن تواكبها دوائر القرار الغربية، من الفاتيكان الى باريس؟ أم يموت الطرح في مهده إذا لم تتأمن الحضانة الدولية تماما، كما حصل مع فكرة الحياد وهاجمه رافضو الطرح؟"، مرجحة "ألا يهدأ الراعي أو يستسلم إذا استمر التخبط"، وأضافت أنه "يجب انتظار خطوته التالية، خاصة أنه يطرح الأفكار والمخارج بالتدرج تصاعديا". ولاقت دعوة الراعي استنكار بعض القوى السياسية، حيث غرد رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، عبر "تويتر"، "إلى الملوحين بالفصل السابع نقول الرئيس عون لا يهمه الفصل السابع عشر، الظاهر من يتحدث عن السابع لا يعرف الرجل جيدا، إنه يلتذ عندما تقوى المعركة، لذا مطلبكم هو عز الطلب بالنسبة له، المطلوب رواق وحكومة تراعي التوازنات ما حدا قادر يكسر حدا وأصلاً ما حدا بدو". إلى ذلك، لا تزال قضية اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم تتفاعل على المستويين المحلي والدولي، حيث بحثت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع وزيرة العدل ماري كلود نجم، أمس، القضية، وشددت على كشف المتورطين في قتله دون أي تأخير وضرورة محاسبتهم. واكدت عائلة سليم، في بيان، أمس، تعاونها الكامل مع السلطات اللبنانية، قضاء وشرطة، وذلك منذ الساعات الأولى التي تلت اختفاء لقمان، وتعوّل على القضاء اللبناني وعلى القيمين على التحقيق لكشف المجرمين الذين قرروا وخططوا ونفذوا وغطوا عملية الاغتيال، وبأسرع وقت ممكن، صونا للعدالة واحقاقا للحق واثباتا لكون لبنان لم يصبح بعد بلدا خارج عن سلطة القانون ولا تسود فيه إلا شريعة الغاب. من ناحية أخرى، توفي الوزير السابق والنائب جان عبيد عن عمر ناهز 82 عاما، بعد مضاعفات إصابته بفيروس كورونا قبل شهر، وعرف عبيد، ذو الباع الطويل في العمل السياسي بلبنان، والذي شهد محطات مفصلية في تاريخ البلاد، بدبلوماسيته الرصينة ومواقفه الهادئة والجامعة وميوله العروبية. وغالبا ما طرح اسمه كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية في المحطات المفصلية، وسط الانقسامات السياسية الكبرى التي نأى بنفسه عنها، ونجح طوال مسيرته السياسية في الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة مع قوى محلية وإقليمية متخاصمة. وشكل على مدى عقود مرجعا لسياسيين وصحافيين يزورونه دوريا بعيدا عن الأضواء، للاطلاع على قراءته السياسية ورؤيته للأحداث والأزمات المتلاحقة التي شهدها لبنان ولتطورات المنطقة. وكان مقلا في إطلالاته الإعلامية.

الأزمة السياسية تقلّص التباينات بين قوى لبنانية يجمعها الانتماء الطائفي

الفرزلي لـ«الشرق الأوسط»: تقاطع ببعض الملفات وليس اتفاقاً بالمطلق

بيروت: نذير رضا.... قلّصت الأزمة السياسية اللبنانية التباينات الحادة بين الأحزاب والقوى التي تنتمي إلى طائفة واحدة، ودفعت باتجاه اصطفافات مذهبية تلتقي فيها القوى المختلفة على ملفات محددة، وذلك في ظل استحقاقات ودعوات لتطوير النظام وتثبيت أعراف بالنص الدستوري. وبعدما شهدت البلاد انقساماً سياسياً عمودياً يقوم على تحالف أحزاب وقوى من مختلف الطوائف على خيارات استراتيجية، جمعت الأزمة الأخيرة بعض التيارات التي كانت متعارضة تقليدياً، على عناوين سياسية مرتبطة بحماية المواقع والصلاحيات، وينظر إليها البعض على أنها جزء من التكوين السياسي اللبناني. ويؤكد نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن الاصطفافات الطائفية هي جزء من طبيعة المجتمع اللبناني، لكنه يقلل من فرضية أنها تلغي الفوارق السياسية بين المكونات التي تنتمي إلى الطائفة الواحدة، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس اصطفافاً كاملاً ضمن البيئة المسيحية»، بالنظر إلى أنه «يقوم على تقاطع ببعض الملفات، وليس اتفاقاً بالمطلق، كذلك الأمر عند السنة والشيعة». ويشير إلى أن «الممارسة عندما تتجاوز الحدود، تنتج عنها ردة فعل توحي بأنها طائفية، لكن عملياً لا يمكن اعتبارها اصطفافات طائفية». وتلتقي القوى المسيحية، وتحديداً «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الآن، على ثلاثة ملفات أساسية هي: رفض قانون للانتخابات يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة وفق نظام الاقتراع النسبي خارج القيد الطائفي، ورفض قانون العفو العام بالصيغة المقترحة، وملف التدقيق الجنائي في حسابات المصرف المركزي. وفي المقابل، تقلصت حدّة التباين السياسي بين «تيار المستقبل» ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب منذ رفض دياب للادعاء عليه في ملف انفجار مرفأ بيروت، منعاً لاستهداف الموقع السني. وعلى الضفة الشيعية، يؤيد «حزب الله» موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ويدعم مبادرته الحكومية، رغم أن «التيار الوطني الحر» يعدّ من أبرز حلفاء الحزب، ويتباين الطرفان أخيراً على الكثير من الملفات التي دفعتهما للتحضير لتطوير ورقة التفاهم بينهما. ويوضح الفرزلي أن قانون انتخاب لبنان دائرة واحدة «يعارضه المسيحيون وآخرون وأنا واحد منهم» ومردّ الاعتراض إلى المسألة العددية، لافتاً إلى أن الرئيس بري طرحه لتحريك الركود، ويفتح مجالاً لتعديل القانون المقترح لجهة الدوائر الانتخابية وهو خاضع للنقاش للتوصل إلى توافق من قبل الجميع. أما عن نقاش قانون الانتخاب الحالي، فلا يرى إلغاء للفوارق بين المسيحيين، إذ «يرى القوات أن إجراء الانتخابات استناداً للقانون القائم وفي ظل التغيرات في الرأي العام والظروف، يمكن أن يحصد نواباً إضافيين»، أما «التيار الوطني الحر» فإنه «يدفع باتجاه تغيير بقانون الانتخاب القائم، لكنه يربط التعديل بالاتفاق على صفقة مضمون القانون وتفاصيله». وينسحب الاختلاف لدى القوى المسيحية على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، إذ يشير الفرزلي إلى ثلاثة آراء لدى القوى المسيحية، أولها لا يريد الحريري بالمطلق لرئاسة الحكومة كيلا يشكل رافعة للعهد، والثاني يسمي من يمثل الحريري ويسميه الأخير، والثالث وهو «تكتل النواب المستقلين» الذين يمثلون ثلث النواب المسيحيين أعطوا الثقة للحريري وطالبوا بترؤسه للحكومة. ويشرح الفرزلي مدافعاً عن هذا الخيار بالقول: «كما عون يمثل تمثيلاً وازناً لدى المسيحيين ويترأس الجمهورية، وكما بري يمثل التمثيل الوازن لدى الشيعة ويترأس البرلمان، كذلك الحريري هو الأكثر تمثيلاً في طائفته يجب أن يترأس الرئاسة الثالثة»، مشدداً على أن هذه المسألة «متعلقة بالعيش المشترك والواقع الطائفي، ولا مفر منها، إذ لا يمكن النظر للمسألة من منظار أبيض وأسود»، معرباً عن اعتقاده بأنه «لا استقرار للنظام ولا حل دون أن تكون الرئاسات ممثلة تمثيلاً مقبولاً في طوائفها»، مؤكداً أن المدخل لصناعة الوفاق في لبنان «هو التوازن». وتصاعدت الاصطفافات أخيراً على خلفية السجالات التي أخذت طابعاً قانونياً مرتبطاً بصلاحيات الرئاستين الأولى (الجمهورية) والثالثة (الحكومة)، بالتزامن مع دعوات لتطوير النظام، في حين يرى البعض أن هناك مساعي لتثبيت الأعراف التي تتمتع بقوة النص لجهة ممارستها، بنص دستوري. ويرى الفرزلي أن تطوير النظام، «كلمة مطاطة»، إذ «لا يمكن أن يتحول النظام إلى علماني في ظل عوائق مرتبطة بقوانين الأحوال الشخصية وغيرها»، أما إذا كان المقصود بنظام مدني، فإنه يشير إلى أن الدستور اللبناني هو أول قانون مدني في الشرق، ويعتمد لبنان نظاماً تشاركياً، يدافع عنه الفرزلي وقوى سياسية كثيرة. ولا ينفي نائب رئيس مجلس النواب أن كل دستور تظهر فيه ثغرات لدى تطبيقه. وإذ يشدد على أن دستور «الطائف» يجب أن يبقى الأساس للنظام اللبناني، لا يعارض دراسة الثغرات وإيضاح المواد الإشكالية، وتكريس الأعراف بالنصوص إذا كانت تشكل عقبة أمام تنفيذها. ويقول: «أنا مع اتفاق الطائف، وسأدافع عنه دفاعاً كاملاً، لكن لا أعارض تطويره وتصحيح الثغرات التي ظهرت بتنفيذه»، معلناً تأييده اللامركزية الإدارية التي أدرجت ضمن وثيقة الوفاق الوطني في الطائف.

«الوطني الحر» في بكركي لاحتواء مقترح تدويل الأزمة اللبنانية.... نتائج الزيارة تحدد لقاء الراعي مع باسيل

بيروت: «الشرق الأوسط».... تحرك «التيار الوطني الحر» على خط بكركي غداة طرح البطريرك الماروني بشارة الراعي «تدويل القضية اللبنانية»، إذ زار وفد من «التيار» البطريرك الراعي، وهي زيارة «لم تكن مقررة مسبقاً»، بل جاءت في ضوء الموقف الجديد للراعي، حسب ما يؤكده مصدر نيابي في «التيار». ويقول المصدر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن هدف الزيارة هو الاطلاع على وجهة نظر الراعي من قرب في موضوع تشكيل الحكومة، وحديثه عن مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة، ووضعه في أجواء موقف «التيار» من الموضوعين، مضيفاً أنه «في حال كان هناك تقارب في الآراء، يرجح أن يكون هناك لقاء آخر مع الراعي، يحضره هذه المرة رئيس (التيار الوطني الحر)، جبران باسيل». وكان باسيل قد غاب عن اللقاء أمس، إذ ضم الوفد الذي استقبله الراعي كلاً من مستشار رئيس «التيار» أنطوان قسطنطين، والنائب جورج عطالله، والوزير السابق منصور بطيش، ونائبة رئيس «التيار» مي خريش. وقال بطيش بعد لقاء الراعي إنه تم البحث في ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ ذات مصداقية عالية، ووفق مندرجات المبادرة الفرنسية، وإنه «تم التركيز على التدقيق الجنائي واستكماله في مختلف المؤسسات التابعة للدولة»، مشيراً إلى أن «الحلول يجب أن تأتي من الداخل، وأن العيش المشترك يتطلب التعاون للوصول إلى هذه الحلول». ولفت بطيش إلى أن «رئيس الجمهورية ميشال عون حريص على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وفق القواعد الوطنية، وعلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أن يقصد بعبدا ويتشاور مع عون». وكان الراعي قد قال، أول من أمس، إن «وضع لبنان المنهار يستوجب أن تطرح قضيته في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد، وتعالج حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات، وتسد الثغرات الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام، وتلافياً لتعطيل آلة الحكم عدة أشهر عند كل استحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة». وفي الإطار، أكد المصدر أن «التيار الوطني الحر» لا يرى «حتى اللحظة، حاجة إلى تدويل الأزمة، إذ يمكن أن تُحل الأمور، وتُشكل الحكومة، إذا تنازل الرئيس المكلف قليلاً»، مضيفاً أن «الحريري يسير بمعايير معينة مع الأطراف كافة، وعندما يصل الأمر إلى الوزراء المسيحيين يعتمد معايير أخرى». وشدد المصدر على أنه «وفق الدستور والأصول المعمول بها منذ سنوات، على الرئيس المكلف أن يستمر بلقاءاته مع رئيس الجمهورية، ولكن يبدو أن الحريري يعتبر أن في الموضوع انتقاصاً من كبريائه، في وقت عليه أن يتواصل مع رئيس الجمهورية الذي لا يستدعي عادة الرئيس المكلف». ومن جهة أخرى، يرى مصدر نيابي في «تيار المستقبل» أن الحريري قام بما على الرئيس المكلف أن يقوم به وفق الدستور، فقدم لرئيس الجمهورية التشكيلة الحكومية التي تضمنت 4 وزراء من اللائحة المقدمة من عون نفسه، مع إمكانية التعديل. وأضاف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الحريري «ينتظر رد عون، فإذا كان لديه أي استفسارات أو أمور ليناقشها في هذا الصدد، فليخبر الرئيس المكلف، وعندها يتم اللقاء». وفي حين يستغرب المصدر استمرار النهج نفسه من قبل معطلي تشكيل الحكومة، يقول: «إذا كانوا لا يريدون الحريري، فليسقطوه عبر عدم إعطاء الحكومة الثقة، فلبنان لم يعد يملك ترف الوقت، وإذا كان لدى رئيس الجمهورية أي ملاحظات، فليتواصل مع رئيس الحكومة المكلف لمناقشتها».

موفد ماكرون في بيروت نهاية الأسبوع... والتوافق الفرنسي - السعودي مفقود: الفرنسيون «سلّتهم فاضية»!...

الاخبار....ميسم رزق ... لم تنجَح باريس في التوافق مع السعودية، على غرار توافقها مع الإمارات....

يصِل الموفَد الفرنسي باتريك دوريل إلى بيروت نهاية الأسبوع. ثمة من يعوّل على هذه الزيارة باعتبار أن نتائجها ستكون حتماً إيجابية. حتّى الآن كل المعلومات تتقاطع حول أن الفرنسيين لا يحمِلون حلولاً جدية، فالعثرات الخارجية لا تقّل عن تعقيدات الداخل لم يكُن ينقُص صورة الغموض الكبير الذي يكتنِف المساعي الدولية «لأجل لبنان» سوى تضاعُف المؤشرات الداخلية السلبية لدحض التعويل على حراك فرنسي، زُعِم أنه سيؤدي الى ولادة حكومية قريبة جداً، وذلك من خلال مؤشرات عديدة:

الأول، أن رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي كانَت القوى السياسية تنتظِر أخباراً عن جولته خارِج البلاد، بدأ يتبيّن لها أنه خالي الوفاض. بعدَ مصر والإمارات، لن يتوجّه الحريري إلى باريس كما كانَ متوقعاً. وبحسب أكثر من مصدر، سيتوجّه الرئيس المكلف من أبو ظبي الى تركيا في غضون يومين، وزيارته هذه تتعلّق بملفات «مالية - شخصية» تتّصل بأعماله هناك. وهذا الأمر يعني أن ليس في جعبة الفرنسيين ما هو جديد لنقاشِه مع الحريري.

الثاني، هو الاتصالات التي أجراها الفرنسيون في الأيام الماضية مع القوى السياسية، تحديداً المعنية بملف تأليف الحكومة. من بعبدا الى عين التينة مروراً بحارة حريك. في حديثهم، لم يقدّم الفرنسيون أي فكرة، ولم يَظهر في كلامهم أن في جعبتهم ما يستطيعون من خلاله الضغط على اللبنانيين لتقديم التنازلات. بل على العكس، حاولوا استطلاع الأجواء بشأن إذا ما كانَ هناك ما يُمِكن القيام به!

والثالث، استمرار التعارك الداخلي، الذي تُوّجَ أخيراً بالهجوم المتبادل بينَ رئيسيّ الجمهورية ومجلس النواب عبرَ الإعلام. وإن كانَت خلفية هذا التعارك، ظاهرياً، هو ما صرّح به النائب أنور الخليل حول «الفصل السابع»، لكن يبقى الأصل في حزازات النفوس بين الرئيسين.

آخر المعلومات، بحسب ما أكدته مصادر لـ«الأخبار»، أن مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، سيحطّ في بيروت نهاية هذا الأسبوع. ثمة مَن يتعامَل في لبنان مع توقيت العودة الفرنسية، على أنها وثيقة الصلة بمناخ إقليمي مستجدّ أسّست له نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة، وأن هذا المناخ يتجّه بالمشهد اللبناني نحو مرحلة هدنة عبر تأليف حكومة ظرفية بـ«التراضي». غيرَ أن مسار الأمور في الخارج ليسَ أقلّ تعقيداً من الداخل، وتُعيقه أكثر من عثرة.

- بعدَ أن رأت باريس في تغيير الإدارة الأميركية فرصة للتعويض عن إخفاقها في الملف اللبناني، توجّهت الى واشنطن لتعويم مبادرتها من جديد. الواقع أن الأميركيين ليسوا إيجابيين في ما يتعلّق بالملف اللبناني، بعكس ما يحاول البعض التسويق. الأميركيون أولوياتهم في مكان آخر، ولبنان على آخر جدول أعمالهم، لذا فإن وضع الملف بأيدي الفرنسيين ليسَ تفويضاً مطلقاً، لكن ترك الأمر لهم للبحث عن حلول «إما أن يرفضها الأميركيون أو يقبلون بها في ما بعد».

- لم تنجَح باريس حتى الآن في استنساخ توافق فرنسي - سعودي، على غرار التوافق الفرنسي – الإماراتي. الإماراتيون كانوا أكثر انفتاحاً في ما يتعلّق بالأزمة اللبنانية، بينما الرياض لا تزال عند موقفها الرافض لأي تسوية مع إيران وحزب الله، وبالتالي لن يكون بمقدور الإمارات القيام بأي دور فعّال مستقلّ عن السعودية، كما لن يكون لدى الرئيس المكلف القدرة على تجاهل الفيتو السعودي لأي تسوية، حتى ولو كانَ الفرنسيون عرّابيها.

حاول الفرنسيون استطلاع الأجواء بشأن إذا ما كانَ هناك ما يُمِكن القيام به

- لا رأي واحداً داخل الإدارة الفرنسية بشأن الأزمة اللبنانية؛ ففيما يميل مدير وكالة الاستخبارات الخارجية برنارد إيمييه الى الحريري، بطبيعة الحال نظراً إلى كونه صديقاً قديماً لجماعة «ثورة الأرز»، يفضّل رجال الإليزيه تدوير الزوايا «على الطريقة اللبنانية».

وأخيراً والأهم، طغيان السقوف الداخلية على ما عداها. فلا أحد من الأطراف المتصارعين يجِد نفسه مضطراً الى التراجع. الحريري - في جولته خارج البلاد - سمِع كلاماً من قبيل أن الرعاية الإقليمية التي يبحث عنها هي مشروطة بعدم تنازله وبعدم العودة عن اللاءات التي سبقَ أن وضعها، بينما خلاصة كل حديث مع رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل مفادها «ما دامَ الحريري هو الرئيس المكلف، وما دام كل فريق يشترط حصته وأسماء الوزراء، فيحق لرئيس الجمهورية أن يطالب بحصة وازنة، وان يسمّي وزراءه».

واشنطن تشدد على أهمية محاسبة قتلة لقمان سليم.... عائلته تنفي مطالبتها بتحقيق دولي

بيروت: «الشرق الأوسط».... شددت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا على «أهمية محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال الناشط لقمان سليم من دون تأخير»، وسط نفي عائلته بالمطالبة بتحقيق دولي، وإصرارها على «تحقيق فعال ومهني يرقى إلى مستوى دولي». وبحثت وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم مع شيا أثناء لقائهما أمس (الاثنين)، في قضايا ثنائية، وفي التحقيق في مقتل سليم وأهمية محاسبة مرتكبي الجريمة وغيرها من القضايا العالقة من دون تأخير أو استثناء، بحسب ما أفادت سفارة الولايات المتحدة في بيان. هذا المطلب، شددت عليه عائلة سليم، التي أكدت تعاونها الكامل مع السلطات الأمنية والقضائية لكشف المجرمين، رداً على تناقل بعض الوسائل والمنصات خبراً «غير دقيق» مفاده بأن عائلته ترفض التعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية انطلاقاً من رغبتها في اللجوء إلى تحقيق دولي بموضوع الاغتيال. وأكدت العائلة في بيان «تعاونها الكامل مع السلطات اللبنانية، قضاء وشرطة، وذلك منذ الساعات الأولى التي تلت اختفاء لقمان، وهي تعول على القضاء اللبناني وعلى القيمين على التحقيق لكشف المجرمين الذين قرروا وخططوا ونفذوا وغطوا عملية الاغتيال، وبأسرع وقت ممكن، صونا للعدالة وإحقاقا للحق وإثباتا لكون لبنان لم يصبح بعد بلدا خارجا عن سلطة القانون ولا تسود فيه إلا شريعة الغاب». وأوضحت أن القول بتحقيق دولي «يعني المطالبة بتحقيق يرقى بفاعليته وبمهنيته إلى مستوى التحقيقات الدولية، لما يمثل اغتيال لقمان سليم من طعنٍ بمقدسات لبنان، العلم والفكر والحرية في التعبير والجرأة في المواقف». وقالت العائلة: «لقمان الذي لم يرغب يوماً في الحصول على أي جنسية غير جنسيته اللبنانية، وقد حملها بفخر واعتزاز، وناضل من أجل قيام دولة يعتز فيها المواطن بالانتماء إليها. وكل ما يخالف ذلك من أخبار توحي بشكل مباشر أو غير مباشر بأن عائلة لقمان سليم لا تتعاون مع التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية اللبنانية، لا أساس له من الصحة». وأكدت العائلة أن لقمان لا يحمل إلا الجنسية اللبنانية، خلافاً لمعلومات جرى تداولها عن أنه يحمل الجنسية الألمانية، وهو التباس أثير لدى زيارة السفير الألماني إلى منزله، علماً بأن زوجته تحمل الجنسية الألمانية بينما لقمان لا يحمل إلا الجنسية اللبنانية.

تهافت لبناني على تخزين الأدوية.... «رحلة البحث» عن دواء

الراي.... من صيدلية إلى أخرى، يجول عباس بحثاً عن الأسبيرين، بينما تحاول نادين عبثاً إيجاد حليب لطفلتها. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يسأل كثر عن سبل تأمين أدوية «كوفيد - 19» في لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية. ويقول عباس سليمان (37 عاماً) فور خروجه مسرعاً من إحدى أكبر الصيدليات في بيروت لـ«فرانس برس»، «سألت عن دواءين... ولم أجدهما»، موضحاً أنه ما من حل أمامه سوى اللجوء الى السوق السوداء على أمل العثور عليهما. ويضيف ساخراً «حتى شامبو الاستحمام لم أجده. البلد يتجه الى النهاية». وخلال الأسابيع الأخيرة ومع ارتفاع عداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ظهرت طوابير انتظار طويلة أمام الصيدليات. وانتعشت منذ نهاية العام، سوق سوداء وصل فيها سعر بعض الأدوية إلى معدلات خيالية. وأدى ذلك، وفق ما يشرح عاملون في القطاع الصحي، إلى أزمة غير مسبوقة باتت معها أدوية تستخدم في علاج «كورونا» غير متوافرة إلا بكميات قليلة، حتى في المستشفيات. وانقطعت كذلك أجهزة الأكسجين التي تستخدم في المنازل بسبب تهافت الناس على تخزينها، ما حرم مرضى من الاستفادة منها. وانتشرت في الأسواق وفق نقابة مستوردي المستلزمات الطبية أجهزة مزيفة مجهولة المصدر بمبالغ خيالية. وفي كل مرة تستضيف محطة تلفزيونية طبيباً أو تنتشر تقارير عن إمكانية استخدام دواء ما في علاج «كوفيد - 19»، يتهافت الناس على شرائه حتى لو لم يكونوا مصابين، وهو ما حدث أخيراً مع دواء «ايفرمكتين»، المضاد للطفيليات. وزعمت تقارير أن الدواء، الذي لم يكن لبنان يستورده أساساً، أنه علاج محتمل للفيروس، رغم تأكيد أعلى المراجع الطبية العالمية عدم وجود أدلة كافية للترويج له كعلاج. وأدى التهافت، وفق ما يوضح نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة لـ «فرانس برس»، «الى بروز سوق سوداء لم يتمكن أحد من لجمها» بعدما تمكنت جهات غير رسمية من استقدامه من الخارج. ويوضح أن سعر بيعه في السوق السوداء وصل إلى 300 ألف ليرة، أي ما يعادل 35 دولاراً، وفق سعر الصرف غير الرسمي، فيما تباع العلبة حالياً، بعدما استورده أحد الوكلاء إثر نيله موافقة وزارة الصحة بنحو ثمانية آلاف ليرة. وسلّمت شركتان، إحداهما محلية، تنتجان نوعين من الأسبيرين، «الأسواق أكثر من 500 ألف علبة خلال يناير، فيما حجم الطلب الطبيعي خلال عام 2020 كان مئتي ألف. ورغم ذلك، فالدواء ليس متوافراً حالياً». وازدهر التهريب بشكل رئيسي، وفق جبارة، جراء محافظة الأدوية على سعرها المدعوم، وهو ما جعل الدعم يذهب لغير مستحقيه. في صيدلية في كورنيش المزرعة في بيروت، يستمع أحد الموظفين إلى طلبات الزبائن ويحمل بعضهم وصفات طبية. ويكرر بين الحين والآخر عبارة «الدواء غير موجود» أو «مقطوع». ويوضح الصيدلاني مازن البساط، وهو مالك الصيدلية، أسباباً عدة خلف ازدياد الطلب خصوصاً على الأدوية والمستلزمات المتعلّقة بالفيروس، أبرزها أن «خوف الناس من انقطاع الدواء يدفعهم للتخزين في منازلهم لشهر وربما ستة أشهر، كل حسب قدرته». يضاف ذلك إلى «شح في الدواء وتوقف الوكلاء عن تسليم الصيدليات الكميات التي تطلبها». بعد جولة على عدد من الصيدليات في بيروت وضواحيها، لم تعثر نادين (36 عاماً) على حليب لطفلته. وتقول «باتوا يتاجرون بحليب الأطفال... يمكن استبدال المسكن بدواء آخر.. لكنّ الحليب أمر أساسي يحتاجه الطفل ولا بديل عنه».

مخاوف من «رفع دعم مقنّع» مع الزيادة التدريجية لأسعار الخبز والمحروقات

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم.... في وقت يعاني اللبنانيون من الفوضى في زيادة أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية على مختلف أنواعها نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار وجشع التجار، تأتي الزيادة المتدرجة بقرارات رسمية على بعض الأنواع المدعومة لتزيد خوفهم على لقمة عيشهم ومن فرض قرار رفع الدعم بشكل مقنّع. ومنذ أسابيع، يستفيق اللبنانيون كل أربعاء على زيادة في أسعار المحروقات، ويأتي ذلك بعدما كانت وزارة الاقتصاد قد أعلنت مطلع الأسبوع الماضي عن رفع سعر ربطة الخبز 250 ليرة لبنانية بعد أسابيع على زيادة المبلغ نفسه ليصبح ثمنها 2500 ليرة (1.66 دولار على سعر الصرف الرسمي 15015)، وذلك بناء على ارتفاع سعر طن الطحين، وعلى دراسة علمية لمؤشر سعر ربطة الخبز، وارتفاع سعر صرف الدولار، بحسب وزارة الاقتصاد. وهذا الأمر يرى فيه خبراء اقتصاديون أنه تمهيد لرفع الدعم أو رفع دعم مقنّع للمواد الاستهلاكية فيما تنفي مصادر رسمية معنية بخطة ترشيد الدعم هذا الأمر نفياً قاطعاً، مؤكدة أن الأمر مرتبط بارتفاع أسعار المواد الأولية عالمياً، ولن يكون هناك أي قرار بترشيد الدعم قبل تأمين معايير محددة. ويقول الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «منذ نحو شهر يرتفع سعر البنزين أسبوعياً نحو 500 ليرة في وقت لا يسجّل هذا الارتفاع في الأسواق العالمية للمحروقات». وفيما يتعلّق برفع سعر ربطة الخبز، يسأل أبو سليمان: «لماذا يتم رفعها فيما يفترض أن الطحين مدعوم وهذا الدعم لا يكلف خزينة الدولة أكثر من 150 مليون دولار من أصل نحو 5 مليارات دولار، وبالتالي المبلغ لا يفترض أن يؤثر على الدولة بينما الـ500 ليرة التي أضيفت إلى سعر الربطة من شأنها أن تشكل فرقاً كبيراً بالنسبة إلى مصروف العائلة الشهري؟». من هنا، يعتبر أبو سليمان أن ما يحصل هو رفع دعم مقنع على غرار ما يحصل مع أموال المودعين في المصارف ضمن سياسة الـ«هيركات»، وذلك عبر سياسة ممنهجة لتحميل الأعباء الاقتصادية والمالية للمواطنين والمودعين في وقت ينشغل الشعب اللبناني بتأمين لقمة عيشه والخوف على صحته في ظل جائحة كورونا». في المقابل، ترفض مصادر رسمية معنية بخطة ترشيد الدعم، الحديث عن رفع دعم عن المواد الاستهلاكية، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط»: «زيادة الأسعار ليست مقدمة لرفع الدعم ولا تحايل شكلاً ومضموناً كما يقول البعض، بل هو مرتبط بارتفاع السعر العالمي للفيول والقمح وبعدما تم استخدام كل مساعدات الطحين التي قدمت إلى لبنان». وتشدد المصادر على أن خطة ترشيد الدعم لن تطبق خلال وقت قريب ولن يتخذ القرار بشأنها قبل توفير ثلاثة معايير، وهي: عدم المس بلقمة عيش المواطن، وتقديم الدعم لمستحقيه، والتوفير على خزينة الدولة على ألا ينعكس هذا الأمر على سعر صرف الدولار في السوق، مضيفة: «إذا توفرت هذه الشروط عندها يتخذ القرار مع تأمين البطاقة التموينية التي يعمل عليها لتقدم إلى مستحقيها والتي ستشمل وفق التقديرات الأولية ما لا يقل عن 600 ألف عائلة، عبر مبلغ يتراوح بين 600 ألف ليرة (75 دولاراً وفق سعر صرف السوق السوداء أكثر من 8 آلاف ليرة) ومليون و500 ألف ليرة (نحو 200 دولار) بحسب عدد أفراد العائلة. من جهتها، تقول مصادر وزارة الاقتصاد لـ«الشرق الأوسط» إن قرار رفع سعر ربطة الخبز جاء بعدما ارتفع سعر القمح عالمياً من 200 إلى 320 دولاراً، وبالتالي فإن انخفاضه، إذا حصل، سيؤدي كذلك إلى اتخاذ قرار بتخفيض سعر ربطة الخبز، وذلك وفقاً لدراسات يتم الاعتماد عليها بشكل دوري. وفي هذا الإطار ومع رفع الأصوات المحذرة من أن يشمل رفع الأسعار كل المواد المدعومة، كان وزير الاقتصاد راوول نعمة قد ردّ على حسابه على «تويتر»، محذراً من الشائعات وقال: «يتم تداول خبر عن رفع الدعم عن جميع المواد الغذائية وبذلك سوف نشهد ارتفاعاً كبيراً بسعر المواد الغذائية». يهمنا التوضيح أن هذا الخبر عار كلياً عن الصحة وهدفه المس بالأمن الاجتماعي في البلد. كما سنتابع الأمر قضائياً لمعرفة هوية مطلقي الشائعات واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم. وهذا الأمر كان قد تطرق إليه أيضاً، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر قائلاً في بيان: «المنظومة المتحدة بين أهل السلطة والمال تتواطأ لرفع سعر ربطة الخبز وصفيحة المازوت كمقدمة واضحة لرفع الدعم تدريجياً وجعله أمراً واقعاً ومن دون أي خطة اقتصادية تعيد للعملة الوطنية قيمتها الحقيقية وقدرتها الشرائية أو استعادة الأموال المنهوبة أو المهربة أو التأمين على أموال المودعين في ظل حكومة تصريف أعمال عاجزة ومكبلة دستورياً وصحياً بجائحة كورونا، وطروحات بيع الأملاك العامة والذهب وتعويم الدولار وغيرها».



السابق

أخبار وتقارير... القناة 12 الإسرائيلية تكشف عن دور لنساء الموساد في إبرام اتفاق التطبيع مع دول خليجية!....عميلة في الموساد الإسرائيلي تكشف تفاصيل مثيرة عن مهمة قامت بها في مصر!.. الهند.. قتلى ومفقودون وعالقون بعد انهيار كتلة جليدية في الهيمالايا....اختبارات كورونا «المزورة».. أزمة تؤرق مطارات العالم...انفجارات في أنحاء مختلفة من أفغانستان... وسقوط ضحايا..

التالي

أخبار سوريا... الأغلبية تعاني لسدّ احتياجاتها اليومية: هكذا يتغوّل الفقر في سوريا... «البنتاغون»: حماية النفط لم تعد هدفا لقواتنا في سورية... كمين لـ«داعش» يقتل 26 من قوات النظام في البادية...البنتاغون: روسيا تتحدى الولايات المتحدة من خلال سوريا...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,098,725

عدد الزوار: 6,752,602

المتواجدون الآن: 100