أخبار لبنان..... كلمة عون اليوم: ميثاقية الدستور أم مغامرة الشغور؟... وجنبلاط يترحم على أنور خوجا....عون يوجِّه رسالة "خارجة عن المألوف"... دعم روسي للحكومة و"معراب" متأكّدة من فشل الـ"التريو"... موقف عالي السقف لعون اليوم: هل يُسحَب الغطاء عن الحريري؟...تطبيع الأزمات: الكل يلعب في الوقت الضائع... هذا سرّ استعجال واشنطن وضغط باريس.....جعجع يرفض المشاركة مع «الثلاثي الحاكم» في تسمية الحريري...

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 تشرين الأول 2020 - 3:29 ص    عدد الزيارات 2347    التعليقات 0    القسم محلية

        


كلمة عون اليوم: ميثاقية الدستور أم مغامرة الشغور؟.... المجلس يملأ فراغ المستقيلين بلا حكومة.. وجنبلاط يترحم على أنور خوجا....

اللواء.....كادت «الرسالة» التي سيوجهها ظهر اليوم (الساعة 12) الرئيس ميشال عون، ويتناول فيها الأوضاع الراهنة، ان تعيد خلط الأوراق عشية الموعد المحدد والمرجأ، للاستشارات النيابية الملزمة، عند التاسعة من صباح غد الخميس.. فتوقيت الرسالة، لا مناسبة له، سوى ارتباطه على نحو مباشر، بواحد من أبرز واخطر الاستحقاقات، قبل أسبوع ويزيد على توديع العهد عامه الرابع، بدءاً من ليل 31/10/2020 و1/11/2020، وسط انهيارات في كل شيء، لا تبدو انها مفهومة قط، إلى حدّ ان النائب السابق وليد جنبلاط، لاحظ في «تغريدة» له ان «العهد يتجه إلى قمع شتى اشكال التعبير، الذي لم يحدث حتى أيام أنور خوجا، وعائلته في ألبانيا (حاكم ألبانيا في العهد الشيوعي). وعلى الرغم من التكتم الذي يحيط بالمضمون، الا ان الأوساط القريبة من بعبدا، تتحدث عن تقديم رواية، غير مختصرة، لرؤية الرئيس، وفريقه لتطور الوضع، والاحتمالات المتاحة امام الخيارات، وتداعياتها. وقال مصدر مقرّب ان الكلمة ستوضح بعض الأمور، وترسيم التوجهات في بعض الأمور المصيرية. وتوقعت مصادر متابعة ان يتناول رئيس الجمهورية ميشال عون في الكلمة المفاجئه اليوم ثلاثة مواضيع رئيسية، الاول موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وماتخلله من مواقف وحملات على تشكيلة الوفد المفاوض والاعتراضات الحادة على ضم موظفين مدنيين الى صفوفه بايعاز من الرئاسة الاولى ومن دون التنسيق والتشاور مع الحكومة والاطراف السياسيين ولاسيما الثنائي الشيعي وما تبع ذلك من ردود سلبية منهما، في حين ذهب بعض الاعلاميين المقربين للحزب الى دعوة رئيس الجمهورية للاستقالة على خلفية ماحصل بخصوص الترسيم وهو مااعتبره البعض رسالة سلبية موجهة من الحزب إلى عون وفريقه السياسي بشكل عام، وقد بدت ملامحها بالظهور في موضوع التحضيرات الجاريةلاجراء الاستشارات الملزمة لتسمية رئيس جديد الحكومة مع بروز ملامح رسم مسافة بين الحليفين السابقين حول هذا الموضوع خلافا على ماكان يحصل سابقا في مثل هذه المواضيع، مايزيد من تموضع كل منهما في مكان مختلف عن الاخر.اما الموضوع الثاني المرتقب ان يتناوله رئيس الجمهورية هو القرار غير المبررالذي اتخذه لتاجيل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لمدة اسبوع بالرغم من الحاجة الملحة لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة. ويتوقع ان يدافع عن قراره استنادا الى صلاحياته الدستورية، وبتبريرات وحجج واهية جديدة مع محاولته إعطاء إشارات ايجابية حول تسهيل واتمام الاستشارات باتجاه تسمية رئيس جديد للحكومة، مع تشديده بشكل غير مباشر، بان ماحصل لاعلاقة له من قريب اوبعيد بصهره النائب جبران باسيل خلافا للواقع. أما الموضوع الثالث فهو موجه للخارج وتحديدا فرنسا، لجهة التأكيد على الالتزام بتنفيذ المبادرة الفرنسية استنادا للدستور اللبناني وإعطاء انطباعات مريحة لباقي الدول وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية والآخرين بالقيام بما يلزم لتشكيل حكومة جديدة تتولى القيام بالإجراءات اللازمة لحل الازمة المالية الصعبة التي يواجهها لبنان.

ولم تستبعد مصادر متابعة، ان تتوزع الاحتمالات في ما خص الاستشارات ومصيرها غداً بين:

1- التمسك بالموعد، والدعوة إلى التوافق قبل فوات الأوان.

2- الدعوة إلى لقاء لرؤساء الكتل، للتفاهم على وضعية الحكومة، إذا حسم من سيشكلها (الرئيس الحريري).

3- أو الأخذ باقتراح النائب هاغوب بقرادونيان مجدداً، لجهة تأجيل تقني ليومين أو ثلاثة لا أكثر.

وفي السياق، أوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الثابت في المشهد الحكومي يتصل بتكليف الرئيس سعد الحريري في يوم الاستشارات على أن الساعات المقبلة فرصة لجميع الكتل النيابية لحسم أمرها مع العلم ان بعضها كان واضحا في تحديد رغبته في التسمية. وأفادت المصادر أن لا معطيات جديدة تتصل بمرحلة ما بعد التكليف كما أن لا مشهد معدا سلفا للتأليف ما يطرح السؤال عن استخدام بعض الأفرقاء لأوراقهم التفاوضية وكيفية تلبية الرئيس المكلف لمطالب الكتل ولاسيما تلك التي سمته. ولاحظت الأوساط المراقبة ان فريق الحكم (التيار الوطني الحر) يُركّز في حملته السياسية والإعلامية على نقطتين:

1- ان 22 نائباً مسيحياً، لا يوفرون، ما يسمى «بالميثاقية» فهؤلاء، تم استيلادهم من رحم كتل وتحالفات لطوائف ومذاهب غير مسيحية، ومَنْ لم يكن في «كتلة لبنان القوي» (العونية) فهو غير ميثاقي..

2- ان الحكومة التي يزمع الرئيس الحريري تأليفها، لا يعول عليها، لإنقاذ لبنان، للأسباب المعلومة، لدى التيار الوطني الحر..

وسجل رصد «اللواء» للحركة السياسية في الـ24 ساعة الماضية، ان الوساطات الخارجية المرتقبة لا سيما الفرنسية تأخرت، لتحريك الملف الحكومي، بعد تعذر انتقال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من اميركا الى فرنسا، نتيجة اصابته بعوارض فيروس كورونا ما الزمه البقاء في بوسطن بضعة ايام، وهي الزيارة التي يتم التعويل عليها لمعرفة الموقف الفرنسي من الجمود الحاصل ومن إمكانية التدخل مجدداً بشكل علني، عداعن اصابة السفيرة الفرنسية الجديدة في بيروت آن غيون بكورونا مع طاقم من السفارة يبلغ نحو 14 شخصا، ما حال دون تحركها باتجاه القيادات اللبنانية. ولاحقاً اعلنت السفارة الفرنسية عبر تويتر: «انه سجلت عدة اصابات بفيروس كورونا في صفوف موظفي السفارة الفرنسية في بيروت، في اطار حملة فحوصات. وسرعان ما اتخذت الاجراءات اللازمة تحت اشراف الاطباء الاخصائيين حفاظا على سلامة جميع موظفي السفارة. ان السفيرة بصحة جيدة، ويعتبر الاطباء انها قد تعافت وستخضع في الايام المقبلة لفحص جديد. وتتابع في هذه الاثناء عملها من قصر الصنوبر مع احترام كامل ارشادات الاطباء». وعلى خطٍ خارجي موازٍ، اعلنت وزارة الخارجية الروسية امس في بيان، أن «الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل (امس)، الممثل الخاص للرئيس سعد الحريري جورج شعبان، وتناول البحث قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية». وشدد الجانب الروسي على «التزام موسكو وتأكيدها سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه». كما أكد خصوصاً على ضرورة الإسراع في تأليف حكومة قادرة بما يشكل المنطلق المهم لحل القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان». وفي حين استمر تكتمّ الرئيس الحريري ولم يصدر عن اوساطه اي جو اومعلومات، إلاّ ان مصادر نيابية في تيار المستقبل قالت لـ«اللواء»: ان الامور ماشية، والمتوقع ان تجري الاستشارات يوم الخميس ويحصل الحريري على اكثر من سبعين صوتاً. وعن المشاكل المرتقبة في تأليف الحكومة ؟ قالت المصادر: نعتقد ان الامور ستكون مُيسّرة ايضاً، لكننا لن نستبق الامور، والرئيس الحريري يسير خطوة خطوة ومرحلة تلو مرحلة. «لنخلص من التكليف منحكي بالتأليف». وعلى رغم الموقف المبدئي للقصر الجمهوري بأن الاستشارات النيابية الملزمة لا زالت في موعدها غدا الخميس، فإن اي شيء لم يصدر ليوحي بتأجيلها. لكن أعلنت رئاسة الجمهورية مساء امس، أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوجه عند الساعة الثانية عشرة من ظهر الاربعاء (اليوم) رسالة الى اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة. وفي المواقف، أوضح الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان أن «الهدف من طلبه تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة يومين أو ثلاثة، لتأمين حصول الرئيس المكلف على دعم أكبر من النواب»، مؤكدا أن «أي تغيير في المواقف لم يحصل في الأيام الماضية». بينما اعلن اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، إثر اجتماعه الدوري في دارة الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد امس، عدم تسمية الرئيس سعد الحريري، وقال في بيان له: ها نحن أمام المرحلة الاولى من ولادة حكومة المبادرة الاميركية - الفرنسية، وهي مرحلة تسمية الرئيس المكلف بتشكيل هذه الحكومة، والمفارقة ان عناوين الصراع والتجاذب بين القوى السياسية لا تمتّ بصلة الى بنود الورقة الفرنسية الإصلاحية، التي يزعم واضعوها أنها تشكّل وصفة الإنقاذ على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. واضافت اللقاء: نحن نتساءل بكثيرٍ من الأسف والدهشة، هل يجوز حقاً ان نختصر أزماتنا الكبرى بالنقاش الأجوف حول الميثاقية في التكليف او التأليف؟ وليس حول برنامج الحكومة الاصلاحي والانقاذي المطلوب تنفيذه. وقال: إن اللقاء التشاوري يرى في كل ما يحصل إهداراً للوقت ولفرص الانقاذ، وان كانت الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكد اننا ذاهبون إلى جدال عقيم يفاقم من إهدار الوقت والفرص. وعليه لن يكون اللقاء التشاوري شريكاً في هذا العبث السياسي، ولن نتوجه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس الا حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية الذي يشكل اساس لكل اصلاح مرتجى.

جلسة بلا حكومة!

نيابياً، جدد المجلس النيابي مطبخه التشريعي، وإنتخب في جلسة عقدها في قصر الاونيسكو واستغرقت 55 دقيقة، برئاسة الرئيس نبيه بري وغياب كامل لحكومة تصريف الاعمال، أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان بدل النواب المستقيلين، حيث حل أكرم شهيّب في رئاسة البيئة مكان مروان حماده رئيساً، نقولا الصحناوي مكان نديم الجميّل في لجنة التكنولوجيا رئيساً، فريد البستاني مكان نعمة فرام في لجنة الصناعة رئيساً. كما ملأ المجلس الشغور في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وتم تعيين علي درويش مكان النائب المستقيل الياس حنكش، كما عاد النائب علي عمار عن استقالته من المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. وكان يفترض ان تناقش الهيئة العامة سلة قوانين ومشاريع منها العفو العام بعد ان أقسم الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء اليمين ورفع الرئيس بري الجلسة وتحويلها الى جلسة تشرعية، الا ان خروج نواب تكتل الجمهورية القوية من الجلسة افُقدها النصاب، وهو ما اغضب الرئيس بري الذي اعرب عن استيائه مما حصل بالقول: أهكذا يتم التشريع؟ الموجود على جدول الاعمال اقتراحات قوانين مقدمة من النواب وليس من الحكومة، شو هالشغل هذه ليست طريقة في المعارضة. وعندما سأل «من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة»؟ أُجيب بأنها «القوات»، فقال «ساخراً بدن انتخابات نيابية مبكرة ! أهلا». وفي سياق الجلسة كان للرئيس بري كلام قال فيه:لم اسمع ببلد في العالم «مدولرة» عملته كما في لبنان، وفي موضوع ترميم مبنى مجلس النواب انا مصر أن تُقدم عروض التخمين والصيانة والترميم بالليرة اللبنانية. وأضاف: «بدّن يفوتروا بالدولار ونحنا ما رح نقبل»! وقد اتسمت اجواء الجلسة بالهدوء وسط اجراءات امنية ووقائية من «كورونا». رسمياً، استقبل الرئيس عون قبل ظهر أمس في قصر بعبدا، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيتش وعرض معه مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والالية التي اعتمدت وفقا لاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه. وشرح السيد كوبيتش للرئيس عون دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عقدت في مقر «اليونيفيل» في الناقورة، والقواعد التي استند اليها المشاركون، موضحا ان اللغة العربية اعتمدت الى جانب اللغة الإنكليزية. ولفت السيد كوبيتش الى ان المشاركين في الاجتماع الأول اظهروا قدرا كبيرا من المسؤولية والحرفية.

خيبة أمل

ولاقى موقف المجلس النيابي خيبة لدى أهالي الموقوفين في السجون، بعد تهريب النصاب وسقوط إقرار اقتراح قانون العفو العام. وتحركت تظاهرة نسائية احتجاجية باتجاه عين التينة للمطالبة بإقرار القانون. وطالبت جمعية لجان الأهالي رئيس لجنة الطوارئ العميد فارس فارس باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إنقاذ ابنائنا المصابين بالكورونا في سجن البترون. بعد تواصلنا مع زوجة السجين حسين نايف المولى وبعد إثبات اصابته بالفيروس هذا ما أدى إلى تدهور وضعه الصحي لأنه يُعاني من أمراض مزمنة.

حرية التعبير

على صعيد حرية التعبير، والضجة التي رافقت اعتقال أحد الناشطين اطلق سراح الناشط غبريال الضاهر، بعدما أوقفته مدعية عام جبل لبنان القاضية غادة عون لتدوينه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي Facebook: «الرئيس عون أوصلنا الى جهنم». وكان مكتب جرائم المعلوماتية قد استدعى الضاهر إلى جلسة تحقيق في العاشرة من صباح أمس، وهو ما حصل بالفعل، وامتدت الجلسة لمدة ساعة من الزمن، أوقفت على إثرها القاضية عون الضاهر، فسارع وكلاء الدفاع عنه إلى تقديم كشوفات طبية تؤكد أنّه يتحضّر لإجراء عملية جراحية، ولا سنه (66 عاماً) ولا وضعه الصحي يسمحان بتوقيفه. وعلى الأثر تجمهر عدد كبير من الناشطين في الشفروليه، أمام مكتب جرائم المعلوماتية، لاسيما أنّها المرّة الأولى التي يتم فيها توقيف أشخاص أو ناشطين عبّروا فيها عن آرائهم بشخصيات سياسية، مندّدين بأي نوع من الاستدعاءات على خلفية التعبير عن الرأي عبر وسائل التواصل. صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1392 أصابة جديدة بالفايروس، مما رفع العدد الإجمالي إلى 64336 حالة. كما سجلت 5 حالات وفاة ليرتفع عدد حالات الوفاة إلى 531 حالة.

دعم روسي للحكومة و"معراب" متأكّدة من فشل الـ"التريو"... عون يوجِّه رسالة "خارجة عن المألوف" و"8 آذار" تُشجّع "التكليف" الهزيل...

نداء الوطن.... "لا تأجيل للاستشارات"، هي الاجابة الوحيدة التي يسرّبها مستشارو "العهد القوي" إلى وسائل الإعلام، فما هو مسلّم به دستورياً بات يحتاج إلى توقعات يحسمها رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم في رسالة يوجهها إلى اللبنانيين، مقدماً كشف حساب عما يشاهده المواطن في رحلة لبنان إلى "جهنم"، بعدما حدّد وجهته في الرسالة التلفزيونية السابقة. فوفق مصادر بعبدا ستكون رسالة عون "مهمة، خارجة عن المألوف وفوق السقف المعروف، يخاطب بها النواب والوزراء ويضع كل طرف أمام مسؤولياته، ويوضح فيها مجموعة من النقاط الملتبسة". إذاً، تقف البلاد على عتبة التكليف قبل الدخول في غياهب التأليف وعراقيله، من دون أي حسابات وطنية تمعن النظر في الحال التي وصل إليها اللبنانيون. وصمت الأسبوع في "بيت الوسط" يوازيه سكون في "حارة حريك"، إذ لم يصدر أي موقف من "حزب الله" بشأن الاستشارات او هوية الرئيس المكلف وسط أجواء "8 آذارية" تشجع على تكليف الحريري بعدد هزيل من الأصوات لإحراجه. أما الخرق الوحيد في عدد المكلفين فظهر في بيان لـ"اللقاء التشاوري" الذي أعلن عدم تسميته الحريري، بعدما كان الظن أن أصوات نوابه ستصب في مصلحة الرئيس المرشح، لا سيما بعد زيارة وفد كتلة "المستقبل". وتوضح مصادر "اللقاء" لـ"نداء الوطن" أن "قرار عدم التسمية اتخذ منذ البداية ولكن لم يتم اعلانه في حينه". وبعد اسقاطها بدعة "الميثاقية في التكليف"، بقيت "معراب" ثابتة على موقفها بعدم تسمية الحريري، من دون أن تقطع شعرة التواصل بين الطرفين، وسط مساع لإعادة مدّ جسور الحوار بين الطرفين بعد التكليف. وأكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح عبر "فايسبوك" أن "قرارنا بالحقيقة ليس قراراً بعدم تسمية الحريري بقدر ما هو قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله، التيار الوطني الحر وحركة أمل". ولفت إلى أن "ما دفعنا لعدم تسمية الرئيس الحريري هو عدم إيماننا في أي لحظة بإمكان الوصول إلى أي مكان مع هذا الثلاثي الحاكم، وفي هذا الإطار أعطي مثلا بسيطاً جداً إذ كان موعد الاستشارات في بعبدا الخميس 15 تشرين الأول فتأجل فجأة إلى 22 تشرين الأول، رغبةً من رئيس الجمهورية بأن يتفاوض سعد الحريري مع النائب جبران باسيل قبل التكليف للاتفاق على إعطاء الأخير ما يريده خلال التأليف". وعلى الخط الدولي، وبعد الضغط الفرنسي والاتصال الأميركي، لقاء روسي داعم لتشكيل حكومة برئاسة الحريري، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، استقبل الممثل الخاص للرئيس الحريري جورج شعبان. وشدد الجانب الروسي على "ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على حلّ الأزمات التي يعانيها المجتمع اللبناني". وفي غضون ذلك، يبدو أن رحلة العهد إلى "جهنم" لا تخلو من قمع للحريات واستدعاءات واعتقالات لناشطين وصحافيين، فالتصويب على قبطان الرحلة ممنوع، ما دفع رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى اطلاق صفارة الانذار بتغريدة يقول فيها: "يبدو ان العهد او المقربين منه يتجهون الى قمع للتعبير لم نشهد مثيلاً له حتى في ايام أنور خوجا وعائلته في ألبانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وشتى اشكال التعدي على الحريات".

موقف عالي السقف لعون اليوم: هل يُسحَب الغطاء عن الحريري؟

الاخبار...المشهد السياسي .... «الاستشارات ستُجرى في موعدها». عبارة قطعت الطريق على التكهّنات التي أثارها إعلان مكتب رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ميشال عون سيتوجّه بكلمة الى اللبنانيين اليوم. لن يُعلن عون عن أيّ تأجيل، لكنه سيطلق موقفاً عالي السقف وسيسمّي الأمور بأسمائها، ما قد يفتح معركة سياسية جديدة في البلاد..... ما الذي سيقوله اليوم الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري؟ هل يؤكّد إجراء الاستشارات النيابية في موعدها، بمعزل عن «ملاحظاتِه الميثاقية» على تكليف الرئيس سعد الحريري من دون أصوات أكبر كتلتَين مسيحيتَين؟ أم يعمد إلى إعلان تأجيلها مع التبريرات ذاتِها التي سبق أن أدرجها في خانة الأسباب الموجبة باعتبارها الحجة الوحيدة التي تفرمِل اندفاعة الحريري وتُجبِره على الاعتراف بالتوازنات الداخلية؟ هذه الأسئلة طغت أمس بعد إعلان الرئاسة عن رسالة سيوجّهها عون الى اللبنانيين، «يتناول فيها الأوضاع الراهنة». وفيما تكتمّت مصادر بعبدا عن سبب هذا القرار ومضمون الكلمة، الا أن المعلومات تقاطعت حول أن عون سيطلق موقفاً عالي السقف ومفاجئاً، من كل الأحداث التي داهمت الساحة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، بدءاً من ملف ترسيم الحدود، وصولاً إلى التطورات المرتبطة بالملف الحكومي. وتدافعت هذه الأسئلة بعد ظهر أمس إثر صدور بيان لـ«اللقاء التشاوري» حسم فيه عدم تسمية «المرشح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضيّ في السياسات المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية»، علماً بأنه كانَ يتجه سابقاً لتسمية الحريري، ما فتَح بابَ التكهّنات حول ما إذا كانَ هناك من تطورات جديدة سحبت الغطاء عن الحريري. وأضيف إلى البيان مقدّمة النشرة المسائية لقناة «أو تي في» التي فتحت النار في أكثر من اتجاه. لا شكّ أن كلمة عون ستكون بالغة الأهمية، ويفترض أن يتحدّد في ضوئها المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، ومعه مجمل الأزمة اللبنانية، رُغم أن الترجيحات بقيت لمصلحة حصول تكليف للحريري يوم الخميس، علماً بأن معظم القوى السياسية، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تتمنّى تأجيلها. وقد استندت مصادِر سياسية في تأكيد ذلك، إلى مؤشر وحيد، وهو أن الأسباب الموجبة التي استخدمت للتأجيل الأسبوع الماضي والتي ارتكزت على حجة «غياب الميثاقية المسيحية» للتكليف لا أساس دستورياً لها، إضافة إلى سحب «القوات» هذه الذريعة، فاصلة بين مفهوم الميثاقية وعدم تسمية الحريري، في موازاة انتقاد الكنيسة المارونية علناً تأخير الاستشارات كما عملية التأليف و«اللعب بالميثاق». وعليه لن يكون بمقدور عون سوى ترك المجال أمام اللعبة الدستورية لتأخذ مجراها، على أن ينتقل الاشتباك إلى مسار التأليف، في ظل تضارب حسابات القوى الأساسية، حيث ستكون عملية التشكيل شائكة ومعقدة فلا يُفرج عنها قبلَ اتضاح صورة السباق الرئاسي في البيت الأبيض. وبينما كانَ من المفترض أن تبدأ الاتصالات ليل الاثنين الماضي، كما أشار الرئيس بّري، قالت مصادر مطّلعة إنه «لم يحصل أي تواصل يُذكر»، لكن الأجواء في الساعات الماضية «كانت كلها تؤكّد حصول الاستشارات في موعدها، وأن الحريري ضمن التكليف في جيبه، قبلَ أن يتفاجأ الجميع بالإعلان عن الرسالة التي سيوجّهها عون». وأكدت أوساط فريق 8 آذار أن «الثنائي حزب الله وحركة أمل سمع من الإعلام عن موعد كلمة عون، ولم يتبلّغا أي موقف مسبق، وهما لا يعلمان خلفية الرسالة التي سيطلقها رئيس الجمهورية ولا مضمونها». وأكدت المصادر أن «أحداً لم يتحدث إليهما في أمر تأجيل الاستشارات لا من قريب ولا من بعيد وهما ينتظران ما سيقوله عون».

معظم القوى السياسية باتت تتمنّى تأجيل الاستشارات لعدم وجود اتفاق

وقالت المصادر إن «حزب الله لا يتدخل في مسألة الاستشارات ولا موعدها»، وإنه «لا يزال يفضل التفاهم مع الحريري، علماً بأن الحزب لم يتوصل الى أي اتفاق معه، وهو لا يزال يتحفظ على طلب الحريري مساعدته في موضوع صندوق النقد الدولي، ويرفض أن يتركه طليق اليدين». أما الغالبية «فترى في التأجيل فرصة لكسب الوقت لأن عدم الاتفاق على جوهر الورقة الفرنسية سينعكس نزاعاً في مرحلة التأليف، فلماذا يعطى الحريري ورقة التكليف قبل الانتخابات الأميركية التي ستحصل بعد أسبوعين»؟.... في سياق آخر، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً أشارت فيه إلى أن الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف التقى أمس الممثل الخاص لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، جورج شعبان. وتناول البحث، خلال اللقاء، قضايا الساعة في لبنان، في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية والاقتصادية - الاجتماعية. وذكر بيان الخارجية الروسية أن «الجانب الروسي شدد على التزام موسكو وتشديدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وبشكل خاص على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكل المنطلق المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني، والضمانة للتطور اللاحق في لبنان».

عون يأمل في اتفاق يحفظ حقوق لبنان البحرية...

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم (الثلاثاء)، عن أمله في الوصول إلى اتفاق يحفظ حقوق لبنان السيادية من خلال المفاوضات التقنية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأكد عون، خلال استقباله المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، اليوم، أهمية إنجاح المفاوضات التقنية المقرر أن تُستأنف الأسبوع المقبل. وشكر عون كوبيتش «على الدور الذي قامت به الأمم المتحدة في رعاية واستضافة المفاوضات في مقر قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية كوسيط مسهل للتفاوض». وشرح كوبيتش «دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عُقدت في مقر (يونيفيل) بالناقورة، والقواعد التي استند إليها المشاركون»، موضحاً أن «اللغة العربية اعتُمدت إلى جانب اللغة الإنجليزية». وأعلن أن «المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية». واستعرض الرئيس عون مع كوبيتش «مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتُمدت وفقاً لاتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه»، حسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية. وانطلقت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بوساطة من الولايات المتحدة، ورعاية الأمم المتحدة. وسيُعقد الاجتماع الثاني في الناقورة، يوم الاثنين المقبل. وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قد أعلن في بداية الشهر الحالي عن اتفاق إطاري للتفاوض على ترسيم الحدود جنوب لبنان برعاية الأمم المتحدة وتحت رايتها، وبوساطة مسهّلة من الولايات المتحدة الأميركية. ويواجه لبنان نزاعاً حول ترسيم منطقته الاقتصادية الخالصة مع إسرائيل. وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها نحو 860 كيلومتراً مربعاً.

لبنان: التيار الوطني الحر ينتقم في «التأليف»... هل يخضع الحريري لشروط الكتل أم يراهن على ضغوط دولية تلين المواقف؟

كتب الخبر الجريدة – بيروت.... اذا لم يطرأ طارئ، تبقى الاستشارات النيابية الملزمة قائمة في موعدها الجديد بعد غد في القصر الجمهوري. وإذا لم تحصل مفاجآت فإن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يفترض أن يخرج من بعبدا رئيساً مكلّفاً تشكيل الحكومة، وعليه تكون عملية ولادة مجلس الوزراء المنتظر، انتهت في شقّها الأول، لينطلق فوراً شقّها الثاني المتمثل في مسار تأليفها. ويبدو أن الجولة الثانية من المواجهة التي سيخوضها زعيم "المستقبل" لتشكيل حكومته ستكون أصعب من جولة التكليف، خصوصاً أنه سيكون عليه التوفيق بين ما تتضمنه المبادرة الفرنسية وخصوصاً لجهة حديثها عن وزراء اختصاصيين وبين "الشهية" المفتوحة للكتل التي تصر على تسمية وزرائها. ويبدو أن قرار "التيار الوطني الحر" الذي "بلع موس" إجراء الاستشارات دون أي لقاء سابق بين رئيسه النائب جبران باسيل والرئيس الحريري سينتقم لنفسه خلال عملية التأليف مما قد ينعكس على عملية تشكيل الحكومة ككل. وأشارت مصادر مقربة من "التيار الوطني الحر"، أمس، إلى أن "وجود شخصية سياسية على رأس الحكومة يعطي الحق للقوى السياسية كلّها باختيار من يمثلها في الحكومة"، مشددة على أن "فريق رئيس الجمهورية والتيار لن يقبلا أن يتم تجاوزهما في عملية تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة". ولفتت إلى أن "بعبدا ستستخدم الفيتو أي الورقة الثمينة التي تملكها وتتمثل في عدم توقيعها على أي تركيبة يضعها الحريري لا ترضي عون وباسيل". وإزاء هذه المعطيات تتجه الأنظار إلى موقف الحريري بعد التكليف فهل يقرر التراجع عن ترشحه أم يصر على التكليف مراهناً على ضغوط دولية قد تتكثف في المرحلة المقبلة تلين شروط الفريق الحاكم؟...... وهل يمكن أن يكون في صدد الخضوع لما يريده هؤلاء، فيكون أشبه بحسان دياب جديد، يرأس حكومة اختصاصيين في الشكل، مسيسين في الباطن، غير متفقة على برنامج إصلاحي واحد موحد. في موازاة ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، استعداده والمجلس النيابي "القيام بكل ما يلزم من الناحية التشريعية لإنصاف شهداء المرفأ وذويهم وسائر المتضررين"، مشدداً على "ضرورة المسارعة في تأمين الاحتضان الفوري للذين خسروا منازلهم قبل حلول فصل الشتاء". وجدد الرئيس بري خلال استقباله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وفد لجنة عوائل قتلى انفجار مرفأ بيروت، التأكيد أن "جرح المرفأ هو جرح وطني جامع وعابر لكل الطوائف، والتئامه لا يمكن أن يتم إلا من خلال مقاربته مقاربة وطنية إنسانية وإبعاده عن التجاذب والانقسام السياسيين وبإنجاز التحقيق العدلي والاقتصاص من جميع المتورطين بهذه الفاجعة الوطنية في أي موقع كانوا". ولجهة معالجة جرحى الانفجار، أجرى رئيس المجلس الاتصالات اللازمة مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن والجهات الصحية الضامنة لإعفاء الجرحى من أي اعباء مالية خلال فترة العلاج.

"لولا الحشيش ما رأيت منزلا واحدا".. تبعات الاقتصاد اللبناني المتدهور على قرية صغيرة

الحرة / ترجمات – واشنطن.... مزارعو القرية يدخنون القنب بدلا من بيعه بسبب الأزمة.... في قرية اليمونة اللبنانية، تعرضت زراعة القنب وتجارة الحشيش لانتكاسة كبيرة جراء الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد. واضطر "مختار" القرية، جمال الشريف، للمرة الأولى، منذ نحو 20 عاما، إلى التوقف عن زراعة القنب، والاتجاه لزراعة التفاح. صحيفة نيويورك تايمز، قالت في تقرير لها عن القرية، الواقعة في قاعدة جبل بسهل البقاع، إن المزارعين اللبنانيين تأثروا بشدة بتراجع العملة المحلية التي فقدت نحو 80 في المئة من قيمتها أمام الدولار، منذ الخريف الماضي. وارتفعت فاتورة شراء الوقود والأسمدة المستوردة اللازمة لزراعة القنب، والتي أصبحت "تلتهم الأرباح" بحسب أحد ملاك الأراضي، في حين انحدرت قيمة الأموال بالعملة المحلية التي يحصل عليها المزارعون من بيع الحشيش. وفي ظل هذا الوضع، حدثت انتكاسة لزراعة القنب وإنتاج الحشيش (الذي يستخرج منه) في اليمونة ولبنان عموما، الذي يعتبر ثالث أكبر مورد للحشيش في العالم، بعد المغرب وأفغانستان، وفقا للأمم المتحدة. وبينما ألقت الأزمة المالية في لبنان بظلالها السلبية على السوق المحلية في لبنان، أدت الحرب الأهلية في سوريا إلى تعقيد طرق التهريب، ما جعل من الصعب على الوسطاء الوصول إلى الأسواق الخارجية. هذا الأمر انعكس على القرية الصغيرة الخلابة التي تقع في جيب مهمل من لبنان والتي أخرجتها تجارة الحشيش من براثن الفقر، ووفرت لأهلها منذ سنوات عائدات أكبر من أي محصول شرعي، ومكنتهم من بناء المنازل وشراء المعدات والإنفاق على تعليم أبنائهم. أحد ملاك الأراضي في القرية قال للصحيفة: " لولا (تجارة) الحشيش هنا، ما رأيت منزلا واحدا في القرية". ويشير التقرير إلى أن الفيلات العديدة المكونة من طابقين وثلاثة طوابق، وسيارات الدفع الرباعي باهظة الثمن في القرية، تشهد على ما جناه أهلها من تجارة الحشيش. لكن بسبب الأزمة الحالية، التي أدت إلى تراجع أسعار الحشيش بشدة، أصبح "لا يستحق الإنتاج". مختار القرية، قال في تصريحات للصحيفة إن العديد من المزارعين عزفوا عن زراعة القنب وأصبحت زراعته مجرد "هواية". ويقول التقرير إن الأزمة الاقتصادية في لبنان "تهدد" في الوقت الحالي بفعل ما لم تفعله سنوات من الغارات والجهود الحكومية لمكافحة المخدرات. الجدير بالذكر أن الحكومة اللبنانية أصدرت، في فبراير الماضي، قانونا يقنن زراعة القنب للأغراض الطبية، لكنه لم ينفذ حتى الآن، ما يعني أن زراعة هذا المحصول في اليمونة غير قانوني. ولفتت الصحيفة إلى اللاجئين السوريين في القرية، وعددهم حوالي 1200 الذين دفعتهم ظروف البحث عن عمل والهروب من جحيم الحرب الأهلية إلى العمل في زراعة القنب. طلال الشريف، رئيس مجلس القرية قال للصحيفة إن المزارعين يسألونه: "لماذا يجب أن أزرع القنب إذا كنت سأخسر؟ ولهذا السبب أصبحوا يدخنونه بأنفسهم لنسيان همومهم".

تطبيع الأزمات: الكل يلعب في الوقت الضائع

الاخبار...هيام القصيفي .... قد يكون وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، ذكّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والسلطة السياسية، في اتصاله الهاتفي لتقديم بلاده مساعدة لإعمار ما تهدم في بيروت، بأن انفجاراً هائلاً وقع في المرفأ في الرابع من آب الماضي، وحصد مئات الضحابا والمصابين وهدم مئات المؤسسات وآلاف المنازل على أبواب الشتاء. ففيما لا تزال وسائل إعلام غربية تحرص على الاستمرار في نشر تحقيقات لتظهير المآسي الناجمة عن الانفجار، أغلقت السلطة ملفه بكل دم بارد، تماماً كما طوت مرحلة انتفاضة اللبنانيين عليها، الذين ظهروا في الذكرى الاولى لانتفاضتهم كأنهم استسلموا لقدرهم من انهيار اقتصادي واجتماعي، وعادت لتتعامل مع تأليف الحكومة وفق سيناريو دائم قائم على تقاسم الحصص، في موازاة تخبط القوى السياسية إزاء حساسية المرحلة. فعشية الاستشارات النيابية، تتصرف القوى السياسية كأنها غير مدركة تماماً ماذا يجري إقليمياً ودولياً من محاولات ترتيب لقاءات وتفاهمات وحوارات على مستوى رفيع، والى أين قد تذهب اتجاهات المنطقة التي تنعكس حكماً على لبنان. لذلك، فإن أقصى ما يمكن أن تقوم به لا يعدو كونه لعباً في الوقت الضائع في انتظار بلورة هذه الاتجاهات. والخطورة أن هذه القوى تظهر متواطئة الى الحد الأقصى على تطبيع الوضع الراهن، والقفز بسرعة فائقة فوق الجرائم والانفجارات والانهيار المالي، من دون أي معالجة جدية، أو الأخذ في الاعتبار انتقال اللبنانيين من كارثة الى أخرى. وهذا التواطؤ يجعلها تتصرف على قاعدة أن الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني طبيعي، لأن الهدف أولاً وآخراً تمرير السنة ما قبل الأخيرة من عمر العهد، بإرساء قواعد ثابتة تسهم في الاستعداد لعام الانتخابات الثلاثية، أي الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، في سنة واحدة. وهذه الاستحقاقات مفصلية بكل ما يمكن أن تحمله من رهانات مسبقة بدأت القوى السياسية تستعد لها. والعادة جرت أن تُرسم قواعد كل واحد من هذه الاستحقاقات مسبقاً، فكيف الحال إذا اجتمعت كلها، والمرحلة الراهنة تحمل كل هذه الحساسيات المرجّحة للتطور وفق المعايير الحالية. لذا، يحاول الجميع الانضواء تحت سقف التأقلم مع المتغيرات الظرفية، فلا تتخطى رهاناتهم أكثر من تحصين وضعيتهم في تحصيل مقاعد وزارية وازنة، وتمرير صفقات داخلية تسهم في تمويل بيوت المال الكثيرة، علماً بأن الانهيار المالي لا يبدو مزعجاً لبعض هذه القوى التي تستفيد من انهيار العملة اللبنانية، لتجميع قواعد شعبية جديدة. وهناك محاولات جدية من قيادات حزبية لشراء مفاتيح أساسية في مناطق شعبية بأسعار زهيدة بالليرة اللبنانية، مستغلة حالات الفقر المتزايدة. هذا التطبيع الداخلي ينعكس على المشهد الحكومي، فيذهب الرئيس سعد الحريري الى التكليف، عارفاً سلفاً النتائج، وهو مدرك تماماً أنه لن يكون من السهل أن يؤلف حكومة، من دون رضى التيار الوطني الحر، حتى لو لم يسمّه الأخير، لأن أي حصة وزارية لرئيس الجمهورية تعني حكماً حصة التيار الوطني الحر الذي لن يرضى رئيسه، متمترساً خلف رئيس الجمهورية، ومع اعتكاف القوات اللبنانية، بأقل من تسمية جميع الوزراء المسيحيين. عدا ذلك، لا يمكن أن يقبل عون بحكومة يسمي فيها الحريري الحصة المسيحية، وإلا يكون نسف كل ما قامت عليه أدبياته حول صلاحيات رئيس الجمهورية ولازمات التيار بتحصين الحصص المسيحية. ويمارس التيار اللعبة نفسها منذ عام 2005، برفع الصوت والاعتكاف والتلويح بالميثاقية، فتارة يربح وتارة يتراجع كما حصل مع قانون الانتخاب الاخير، لكنه في الحالتين كان يجد متّكأً له عند حزب الله الذي يغضّ الطرف عن دفعه الوضع الى حدّ المواجهة، وكان محصّناً أكثر من بيئته الأساسية وقاعدته التي تشهد تذبذباً وتراجعاً لحضوره في الشارع المسيحي.

الأزمة المالية لا تبدو مزعجة لبعض القوى التي تستفيد من انهيار الليرة، لتجميع قواعد شعبية جديدة

لكن الحزب لا يرى اليوم فائدة من مواجهة التيار للحريري، ولا يرى فائدة لهذا التصعيد المجاني فيما يقدم الحريري تنازلات غير مشروطة للثنائي. فلماذا سيغامر الحزب في دعم تصعيد التيار الوطني، في مرحلة يحتاج فيها الى تهدئة المناخ المحلي، انتظاراً لتطورات آتية حكماً؟ فالحزب اليوم القوة الوحيدة التي تظهر في نهاية المطاف كأنها تقف على حافة الانتظار لتسوية إقليمية ودولية. ليس فقط من باب ترسيم الحدود الجنوبية، بل أيضاً في توقعات أن ترسو التفاهمات الدولية على ثوابت جديدة. ومع أن الحزب يمارس أيضاً الأسلوب المعتاد ذاته في تأخير قطف ثمار أي ترتيبات إقليمية الى اللحظات الأخيرة، كما المفاوضات الحكومية المحلية، فهو هذه المرة يتشارك مع القوى الأخرى في التغاضي عن تأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية والدفع نحو معالجتها في العمق، لأن القضية لا تتعلق بصندوق النقد وشروطه ورفضها أو قبولها؛ فعودة الحريري وإدارة السلطة لكارثتي الانهيار المالي والمرفأ، دليل على أن أسلوب الحكم لن يتغيّر، وكذلك الأمر مقاربة الحلول الاقتصادية القائمة على مزيد من إفقار اللبنانيين. وهنا سيكون الحزب شريكاً كاملاً كالآخرين، وستنتفي حجة التذرع بأن السياسات المالية رسمت بعيداً عنه.

هذا سرّ استعجال واشنطن وضغط باريس.... مسارُ تشكيلِ الحكومة اللبنانية في مرمى «ندوب» مرحلة التكليف

الراي....بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار .... ... عيْناً على استشاراتِ التكليف التي ما زال موعدُها «صامداً» غداً، وعيْناً أخرى على قطارِ التأليف الذي سينطلق فور تسمية زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ترؤسَ حكومةِ مَهمةٍ مزدوجة، لملمةُ حُطامِ الواقع المالي - الاقتصادي واحتواء فواجعه الاجتماعية، وإخراج العاصمة اللبنانية من تحت ركام تفجير 4 أغسطس الهيروشيمي في المرفأ. هكذا كانت بيروت، عشية الخميس الذي يشي بأنه سيشهد حصول الاستشارات النيابية المُلْزمة للتكليف على عكْس مصير موعدها الأول الذي «طار» في ربع الساعة الأخير بقرارٍ من الرئيس ميشال عون الذي اعتبر أن تسمية الحريري ستكون مشوبة بعيب غياب الميثاقية المسيحية ووجود «عمى» حيال «ألف باء» مرحلة التأليف. ورغم إبقاء أوساطٍ سياسية على بعض الحَذَر حيال الجزم القاطع بأن الاستشارات لن تُرجأ مجدداً وسط اكتفاءِ أجواء قريبة من القصر الجمهوري بتأكيد أنها قائمة في موعدها «ما لم يحصل ما ليس بالحسبان»، فإن مصادر أخرى كانت تُعايِنُ الساعات الفاصلة عن يوم غد من باب ما قد تَحْمله أو لا من اتصالاتٍ من شأنها أن تنعكس على ما بعد التسميةِ المحسومة للحريري إما تخفيفاً من «الأوزان الثقيلة» المحمولة من مرحلة التكليف و«ندوبها» خصوصاً على صعيد العلاقة المقطوعة بين زعيم «المستقبل» وزعيم «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، أو تكريساً لجعْل التشكيل ساحةَ «انتقامٍ» أو بالحدّ الأدنى «ردّ الاعتبار» لصهر الرئيس اللبناني بتقاطُعٍ مع حساباتِ «حزب الله» في تقييد الحريري وهوامش تأثيره في المساريْن السياسي والاقتصادي. وفي موازاة تَرَقُّب كشْف «حزب الله» ورقته المتعلقة بالتكليف غداً والتي يُبْقيها مستورةً وإن تحت سقف أنه سيؤمّن النصاب الكافي لتسميةٍ «منزوعة الألغام» والإشكاليات، إلى جانب المدى الذي سيبلغه تكتّل باسيل في «استفزاز» الحريري عبر «حركةٍ مُجرَّبة» وسبق أن «خرّبت» تكليف الرئيس رفيق الحريري قبل 22 عاماً (تجيير أصواته لرئيس الجمهورية)، فإن المصادر لاحظتْ ضغطاً تَصاعُدياً أميركياً - فرنسياً باتجاه الإفراج عن الاستشارات غداً عبّر عنه بالتوازي تطوران:

* اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعون وسط مفارقةِ أن وحدَه البيان الذي صدر عن واشنطن كشف أنه تطرّق إلى الملف الحكومي حيث أكد بومبيو ضرورة «تشكيل حكومة تكون ملتزمة وقادرة على ‏تطبيق الإصلاحات التي يمكن أن تؤدي إلى فرص اقتصادية وحكْم أفضل ووضْعِ حدٍّ ‏للفساد المستشري».

* والثاني انتقاد الخارجية الفرنسية التأخير «بتشكيل حكومة ذات مهمات محدّدة قادرة على تنفيذ ‏الإصلاحات رغم الالتزامات التي أكدتها القوى اللبنانية كافة التي ‏تقع عليها وحدها المسؤولية عن هذه العرقلة المطوّلة»، مكررة «على المسؤولين ان يتخذوا خيار النهوض بدَل الشلل والفوضى».

وإذ كان الحضّ الأميركي على الإسراع بالتشكيل يُربط برغبة واشنطن بوجود حكومة «مكتملة المواصفات» تُلاقي مفاوضات الترسيم البحري مع اسرائيل، وتَجاهُل القصر الجمهوري الشقّ الحكومي من اتصال بومبيو بعدم رغبة عون في إظهار أن الاستشارات - 2 بموعدها لن تكون نتيجة ضغطِ واشنطن، فإن الدخولَ الفرنسي على الخط على طريقة «الإنذار الأخير» بدا بدوره تعبيراً عن حاجة باريس إلى الحكومة - أمس قبل اليوم - لتَلقُّف مؤتمر مساعدة لبنان الذي تعقده الشهر المقبل، كما لإنقاذ مبادرتها. وعلى وقع هذا المناخ، لم يكن عابراً التظْهيرُ الأوضح للخلفيات الدولية - الإقليمية لدفْعِ عجلة تكليف الحريري الذي صار «الحصانَ» المانِع للسقوط المدوّي للمسعى الفرنسي وتالياً لانهيار الجسر الأخير لإفلات البلاد من المصير الجهنّمي. وجاء هذا التظهير على لسان رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معرض تفسيره خلفيات امتناع حزبه عن تسمية حليفه الحريري، اذ أعلن أن الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر أوضح خلال لقاءاته في بيروت «أن من الأفضل وجود حكومةٍ، واليوم الاسم المطروح هو الحريري ولذا من الأفضل السير به كي يتم تشكيلها، فيما الموقف السعودي معروف وهم يمتنعون عن إعطاء رأيٍ بأي مسألة لبنانيّة، فإذا تم تكليف الحريري وتمكّن من تشكيل حكومةٍ بالشكل المطلوب وتنفيذ إصلاحاتٍ سيحاولون المساعدة قدر الإمكان، ولكن إذا لم يتم تكليفه فهذه ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لهم». وإذا كانت هذه المعطيات تعزّز وفق الأوساط نفسها الترجيحات بعقد الاستشارات غداً ولو على طريقة «تَجَرُّع السم» تفادياً لأثمان باهظة سيتحمّلها الفريق الذي سـ«يتجرأ» على التأجيل مجدداً، فإنّ سباقاً محموماً يُنذر بأن ينطلق بين محرّكات دولية سيزداد ضغطُها لانتزاع تأليفٍ سريع لا يبدّد مفاعيلَ تسمية الحريري بحاضنةٍ خارجية، وبين الأفخاخ الداخلية الموروثة من مرحلة التكليف و«مَعاركها» الصامتة وبمكبرات الصوت. وإذ شكّل الكشفُ عن زيارة قام بها الحريري لرئيس البرلمان نبيه بري مساء الاثنين، معطى سيُضاف بالتأكيد إلى عملية «تصفية الحسابات» بين زعيم «المستقبل» وفريق عون (ما لم يدخل في الدقائق الخمس الأخيرة في أي تأجيلٍ جديد للاستشارات) الذي يأخذ على الحريري أنه لم «يعُد» إلى رئيس الجمهورية عقب جولته «الاستكشافية» عشية خميس التكليف الأسبوع الماضي ولا فَتَحَ الخط مع باسيل، فإن الأوساط ترى أن التأليف سيكون محكوماً بحسابات متضاربة بين الأطراف الرئيسية وليس أقلّها نظرة «حزب الله» الى توازنات الحكومة وبيانها الوزاري وبرنامجها الإصلاحي، وتَعاطي باسيل معها على أنها ستكون المعيار لاختبار «خسارته كل شيء» أو لا، باعتبار أن عودة الحريري من خارج أي تَفاهُماتٍ معه هي نكسةٌ في ذاتها ناهيك عن أن أي فشل في «تعويض» ذلك متكئاً على أن «حزب الله» لن يتخلى عنه مرتين، ستجعله يسلّم باكراً «نقاط استحكامٍ» سياسية أساسية في استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة.

مسؤولون أميركيون في العزْل بعد إعلان إصابة اللواء إبراهيم

| بيروت - «الراي» |.... أرجأ المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم زيارته لباريس وعودته إلى بيروت، من الولايات المتحدة، بعدما تأكّدت إصابته بفيروس كورونا المستجد. وإذ أعلنت المديرية العامة للأمن العام، أن إبراهيم أجرى فحص «كوفيد - 19» (إيجابي) قبيل مغادرته العاصمة الأميركية «وهو في حالة صحية جيدة»، أوردت مجلة «بوليتيكو» أنّ وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل وعدداً من المسؤولين عزلوا أنفسهم بعد إعلان إصابة إبراهيم الذي كان التقى أيضاً مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي اي) جينا هاسبل ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين. في موازاة ذلك، أوردت قناة «أو تي في»، أنّ السفيرة الفرنسية الجديدة في بيروت آن غريو مصابة بـ«كورونا»، بالإضافة إلى مستشارتها الأولى ونحو 15 شخصاً في السفارة.

الأمم المتحدة تشيد بعمل وفدي لبنان وإسرائيل في مفاوضات ترسيم الحدود

بيروت: «الشرق الأوسط».... أشاد المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، يان كوبيتش، بالعمل الذي قام به الوفدان اللبناني والإسرائيلي في الاجتماع الأول من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في الأسبوع الماضي، وقال إنهم «أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية». وجاءت تصريحات كوبيتش خلال لقائه أمس الرئيس اللبناني ميشال عون. وكانت جولات التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية انطلقت يوم الأربعاء الماضي في مبنى الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة اللبنانية الحدودية في جنوب البلاد. وتُعقد الجولة الثانية يوم الاثنين المقبل في الموقع نفسه، وتتطرق إلى تفاصيل الخلافات التقنية بين الطرفين التي تبلغ 2290 كيلومتراً مربعاً بحرياً بين الخط الذي يطالب به لبنان، والخط الحدودي الذي تطالب به إسرائيل. وعرض الرئيس ميشال عون، أمس، مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتمدت وفقاً لاتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه. وشرح كوبيتش للرئيس عون دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات التي عقدت بمقر «يونيفيل» في الناقورة، والقواعد التي استند إليها المشاركون، موضحاً أن اللغة العربية اعتمدت إلى جانب اللغة الإنجليزية. ولفت كوبيتش إلى أن المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدراً كبيراً من المسؤولية والحرفية. وشكر عون كوبيتش على الدور الذي قامت به الأمم المتحدة في رعاية واستضافة المفاوضات بمقر «يونيفيل» بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية كوسيط مسهل للتفاوض، معرباً عن أمله في الوصول إلى اتفاق يحفظ الحقوق السيادية للبنان من خلال أهمية إنجاح المفاوضات التقنية التي ستستأنف الأسبوع المقبل. ولاحقاً، بحث كوبيتش مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في ملف ترسيم الحدود البحرية.

جعجع يرفض المشاركة مع «الثلاثي الحاكم» في تسمية الحريري.... «الوطني الحر» لا يتوقع تشكيل الحكومة بسهولة

بيروت: «الشرق الأوسط».... برر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عدم تسميته للرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، في الاستشارات البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة المكلف غداً، إلى «قرارنا بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم»، وهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» و«حركة أمل»، وذلك بعد جدل أثير حول امتناع حزب «القوات» عن تسمية الحريري، واتخاذه موقفاً شبيهاً بموقف «التيار الوطني الحر» الذي حسم موقفه بعدم تسمية أحد. ويشارك 120 نائباً يوم غد الخميس في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، ويدفع «تيار المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«حركة أمل» باتجاه تسمية الحريري، إلى جانب كتل نيابية أخرى مثل «المردة» و«الوسط المستقل» ونواب مسيحيين مستقلين، وهو ما يفترض أن يعطى الحريري أغلبية في التسمية التي تحتاج إلى نصف أعداد النواب زائداً واحداً، تؤهله لتكليفه بتشكيل الحكومة. وإثر موقف «القوات» المعلن بعدم تسمية الحريري، تحدث خصوم «القوات» عن خمس فرضيات تدفع جعجع لاتخاذ هذا القرار، وهو ما نفاه في تصريح مصور له عبر صفحته الشخصية في «فيسبوك»، حيث نفى فرضية امتناع حزبه عن تسمية الحريري، لأنه اتّخذ قراراً بعدم تسليف الأخير أي قرار سياسي من دون الحصول على وعد منه فيما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، كما نفى فرضية طلب الأميركيين من «القوات» عدم تسمية الحريري، موضحاً أن «مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، زار لبنان الأسبوع المنصرم، والجميع يدرك ما قاله للقيادات السياسية كافة، فكان منطقه واضحاً جداً، ويقوم على أن الأفضل أن تكون هناك حكومة بدلاً من أن نبقى من دونها، واليوم الاسم المطروح هو سعد الحريري لذا من الأفضل السير به كي يتم تشكيلها»..... كما نفى جعجع فرضية «إلغاء سعد الحريري» و«تيار المستقبل»، أو أنه يتخذ هذه المواقف لأسباب شعوبية، أو أن يكون الموقف من باب النكاية السياسية، مشدداً على أن «ما دفعنا لعدم تسمية الرئيس الحريري هو عدم إيماننا بأن من الممكن أن نصل إلى أي مكان مع هذا الثلاثي الحاكم». وأكد جعجع أن «السبب الحقيقي يعود إلى أن قرارنا بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم»، مشدداً على أن «المعروف أن أي حكومة ستقوم اليوم يجب أن يكون جوهر وجودها هو الإصلاحات، ثم الإصلاحات، ثم الإصلاحات، وبالتالي فأي إصلاحات ستجرى في ظل وجود من سميناهم آنفاً في الحكومة؟ حكومة الرئيس حسان دياب كانت لهم بأكملها واستمرت لمدة 6 أشهر، فأين أقرت فيها الإصلاحات المطلوبة؟». واعتبر جعجع أن تأجيل الاستشارات النيابية في الأسبوع الماضي مردّه إلى «أن رئيس الجمهورية يريد أن يتفاوض سعد الحريري مع النائب جبران باسيل قبل التكليف من أجل الاتفاق على إعطاء الأخير ما يريده خلال التأليف»، مضيفاً: «عندما يصرح الثنائي الشيعي، بشكل علني، وعلى مسمع الجميع، أن شروطه لدخول الحكومة هو حصوله على وزارة المال قبل كل شيء، ومن ثم تسمية الوزراء الشيعة، والبحث في حقائبهم، والاطلاع على البيان الوزاري، فماذا تبقى من الحكومة في هذه الحال؟». وجدد جعجع التأكيد على أننا «لن نسمي الرئيس الحريري لأسباب لها علاقة بالخطوات التي نحن قادمون عليها، ولكن إذا اتخذ الحريري المخاطرة والرهان، وهو لديه القرار الحر في ذلك، فنحن لا نرى ولا نريد تجرع السم أو الانتحار مجدداً من أجل مسألة نحن شبه أكيدين، لا بل أكيدين، أنها لن تودي إلى أي مكان». وقال جعجع «إن الحكومة التي كان من المفترض أن تكون مطروحة هي حكومة مستقلين حقيقيين»، موضحاً في هذا الإطار أننا «لسنا مع نظرية المستقلين بالمطلق، فنحن حزب سياسي في نهاية المطاف، لكن انطلاقاً من تحكم الثلاثي بالسلطة في الوقت الراهن، لا يمكن أن نقول لهم اخرجوا أنتم من السلطة، وسنشكل حكومة نشترك فيها نحن، هذا الطرح ليس منطقياً ولا قابلاً للتنفيذ. لذا رأينا أن الحل الوحيد هو ألا نشارك جميعاً، ونعمل على الإتيان بمستقلين، لأنه من الأفضل إبعادهم اليوم عن السلطة من أجل أن يكون لدينا أي إمكان للتقدم بضع خطوات إلى الأمام». وعن الحل، قال جعجع «إنه من جزئين. فإذا كانت هناك إمكانية لحكومة مستقلين فعليين، ففعاليتها ستكون أكثر بكثير من حكومة سياسيين»، وجدد الدعوة إلى «إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لأنها هي التي ستمكننا من إزاحة الطغمة الحاكمة اليوم، والإتيان بجيل جديد من السياسيين إلى سدة الحكم، وبالتالي تصبح هناك إمكانية لتشكيل حكومات فعلية، وخوض إصلاحات للوصول إلى النتيجة المطلوبة». من جهة أخرى، أكد عضو كتلة «التيار الوطني الحر» إدغار طرابلسي، أن «الكتلة لن تسمي أحداً في الاستشارات النيابية الملزمة الخميس»، متوقعاً ألا تكون عملية التشكيل سهلة. في هذا الوقت، طالبت عضو كتلة «المستقبل» رولا الطبش، الأطراف السياسيين، بـ«التحلي بأعلى درجات الوعي، والإصغاء إلى صوت الناس التي تطالب بالإنقاذ الفوري، لأن الوضع لم يعد يحتمل أي لحظة تأخير». وقالت: «نعوّل على المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع، وذلك لتلقف هذه الفرصة الذهبية، أي المبادرة الفرنسية، التي تشكل إشارة تأكيد على أن المجتمع الدولي ما زال مستعداً لمساعدة لبنان، شرط أن يقوم مسؤولوه بمساعدة بلدهم أولاً».

الأدوية المتوافرة في لبنان تكفي 3 أشهر

بيروت: «الشرق الأوسط».... دعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، إلى «ترشيد توزيع الأدوية» التي لا تزال متوافرة في لبنان وتكفي كميتها لثلاثة أشهر، بهدف تأمين حاجات الناس، في ظل انقطاع أدوية كثيرة من الصيدليات، وتهافُت المواطنين على تخزينها، وهو ما أدى إلى أزمة على هذا الصعيد. وتحركت القوى الأمنية خلال الأسبوع الفائت لملاحقة مهربي الأدوية من لبنان، وتم ضبط مهربين كانوا يحملون كميات منها إلى الخارج عبر مطار بيروت، كما تفقّد الوزير حسن صيدليات في جبل لبنان والبقاع اشترت أدوية بكميات كبيرة وباعتها لأشخاص يُشبته في أنهم يهربونها إلى الخارج. ويعد الدواء واحداً من عدة سلع أساسية مستوردة يدعم مصرف لبنان استيرادها، حيث يوفر الدولار لها وتصل إلى المستهلك بأسعار متدنية مقارنةً بأسعار الدولار المرتفعة. وتزايد الإقبال عليها بموازاة المعلومات التي تحدثت عن إمكانية رفع الدعم عن السلع بسبب تراجع احتياطيات المصرف المركزي من العملة الصعبة. وتابع وزير الصحة ملف الدواء في اجتماع في وزارة الصحة هو الثاني من نوعه، ضم النقباء المعنيين بالملف للبحث في سبل وضع حد لأزمة فقدان أصناف من الأدوية، وذلك في ضوء ما كشفته الجولات الميدانية التي قام بها الوزير في الأيام الأخيرة وشملت مستودعات أدوية وعدداً من الصيدليات. وأوضح حسن أن «الاجتماع يهدف إلى متابعة الجهود التي تم بذلها في الأسبوع المنصرم سواء لناحية حث المستودعات والوكلاء على توزيع الأدوية أو لناحية ترشيد الرقابة على بعض المستوردين والمستودعات، وذلك في سبيل تحقيق الهدف وهو ضمان تأمين الدواء المدعوم من مصرف لبنان للمرضى المقيمين على الأراضي اللبنانية». ونوّه حسن بالجهات الرقابية والأمنية «التي توقِف من يعملون على تهريب أدوية للاتجار بها ويحرمون المواطن منها، علماً بأنهم يغشون من سيبيعونه الدواء لأن النقل يتم في ظروف لا تراعي الأصول»، لافتاً إلى أن «السياسة الحالية ترتكز على تأمين الدواء للمريض من خلال المحافظة على عدالة التوزيع على أن تواصل وزارة الصحة تتبع كل دواء مفقود من السوق بطريقة عكسية، بحيث يتم تحديد الخلل وسبب فقدانه». وأعلن حسن أن «كمية الأدوية الموجودة في المستودعات تكفي لمدة تتراوح ما بين شهرين وثلاثة»، داعياً إلى «ترشيد توزيع هذه الكميات بشكل يؤمّن حاجات الناس حتى نهاية السنة، على أن يبدأ العمل على تأمين كمية إضافية تكفي لثلاثة أشهر جديدة بالمال الذي لا يزال متوفراً في مصرف لبنان، في موازاة استمرار وزارة الصحة العامة في التدقيق والرقابة». وأكد «وجود مشكلة ناتجة عن تأخير المعاملات في مصرف لبنان وما نصت عليه تعاميم صادرة عن المصرف لناحية تأمين دفع الأموال نقداً»، متمنياً على حاكم مصرف لبنان أن «تتم مناقشة كل ما له علاقة بالقطاع الصحي والاستشفائي والدوائي والمستلزمات مع وزارة الصحة لأنها المرجعية ومظلة الدفاع عن مصلحة المواطن الصحية، وذلك قبل تعميم أي إجراء يترك تأثيراً سلبياً مباشراً على تقديم الخدمات الطبية والصحية والاستشفائية».

اعتقال ناشط انتقد عون يثير جدلاً سياسياً

بيروت: «الشرق الأوسط».... أثار توقيف القاضية غادة عون، للناشط غابي الضاهر، بسبب تعرضه لرئيس الجمهورية ميشال عون، جدلاً سياسياً واستنكاراً شعبياً. وكان مكتب جرائم المعلوماتية قد استدعى الضاهر الذي كتب على صفحته على «فيسبوك» أنّ الرئيس عون «أوصلنا إلى جهنّم»، إلى جلسة تحقيق أمس، ليتم توقيفه بعدها. وأدان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، اعتقال الضاهر وشتى «أشكال التعدي على الحريات»، معتبرا «أنّه وعلى ما يبدو اتجاه العهد أو المقربين منه إلى قمع شتى أشكال التعبير». ورأى جنبلاط في تغريدة له على «تويتر» أنّ هذا القمع «لم يحدث حتى في أيام أنور خوجة وعائلته في ألبانيا»، فردّ عليه الوزير السابق غسان عطا الله معتبراً أنّه من الجميل أن يحاضر جنبلاط بحرية الرأي والتعبير، مضيفاً في تغريدة له على «تويتر»: «فاقد الشيء لا يعطيه». ورداً على رد عطا الله على جنبلاط علق عضو «اللقاء الديمقراطي» (يضم نواب الحزب الاشتراكي) النائب بلال عبد الله، في تغريدة عبر «تويتر» قائلاً: «أحد وزراء الصدفة يرى أنه كلما تنطح على الكبار وفي الشوف خاصة، عزز شعبيته ورصيده». وأضاف عبد الله: «لن ننزل لهذا المستوى، فالناس -كل الناس- تنتظر الحلول والإنقاذ وطمأنتها على مستقبلها، المرحلة بحاجة لتضافر الجهود والتعاون، وليس لنبش الأحقاد وزرع الفتن!». كانت مفوضية الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» قد قالت إنّه «مرة جديدة تتفوّق على نفسها السلطة الحاكمة في تقديم الصورة المظلمة لأدائها في قمع حرية التعبير والرأي وملاحقة الناشطين والصحافيين»، مستغربة في بيان لها أن يكون هذا «العهد القوي غير قادر على تحمّل رأي آخر في ظل أسوأ أوضاع يمكن أن يعيشها المواطن اللبناني». واحتجاجاً على توقيف الضاهر، اعتصم عدد من المواطنين أمام مكتب جرائم المعلوماتيّة، حيث كانت كلمة بِاسم محامي الدفاع عن الضاهر اعتبرت أنّ إشارة القاضية عون «لا ترقى إلى إشارة قضائية فهي مجرد إشارة سياسية»، وأنّ اعتقال الضاهر يؤكد أن «بعض القضاء هو قضاء وقدر لا يحمي العدل والعدالة التي هي أساس الملك». واستغرب المحامون كيف أن «انتقاد رئيسٍ للجمهورية جريمة من وجهة نظر القاضية عون، علماً بأن الضاهر قام بحذف ما كان قد كتبه والذي اعتبرته القاضية جريمة بحق الرئاسة، مع الإشارة إلى أنّ الضاهر يبلغ من العمر 66 سنة ويعاني من أوضاع صحية لم تكترث لها القاضية عون». يُشار إلى أنّ الرئيس عون كان قد استعمل عبارة «ذاهبون إلى جهنّم» في رد على صحافية سألته عن وجهة لبنان في حال عدم تشكيل حكومة.



السابق

أخبار وتقارير..... الشرطة الفرنسية تدهم جمعيات إسلامية....ماكرون يهدّد الإسلاميين ... «لن ينعموا بالطمأنينة في بلادنا»...تعاملوا مع إيران.. عقوبات أميركية على كيانات وأفراد من الصين...هل يقوّض انتخاب مؤيد لإردوغان في شمال قبرص جهود إعادة توحيد الجزيرة؟.. أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات جديدة.... "هجمات سرية".. كيف يمكن إنقاذ مسلمي الأويغور من قمع الصين؟...واشنطن تتهم ستة من الاستخبارات العسكرية الروسية بشن هجمات إلكترونية.. أوروبا تشدد القيود مع تجاوز إصابات «كورونا» 40 مليوناً حول العالم....

التالي

أخبار سوريا..... قصف إسرائيلي على جنوب سورية....قصف صاروخي استهدف مقار الميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا... وساطات متناقضة مع دمشق حول «ملف الرهائن» الأميركيين..سوريون في طوابير الخبز والبنزين: لماذا لا تدعمنا روسيا وإيران؟...دمشق: رفضنا صفقة مع دونالد ترامب وطالبناه بالانسحاب....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,061,021

عدد الزوار: 6,750,709

المتواجدون الآن: 95