أخبار لبنان.... عون يرجئ الاستشارات أسبوعاً «لمعالجة الوضع المسيحي»...تأجيل الاستشارات النيابية: الحريري على خطى مصطفى أديب؟... أوّل خلاف «كبير» بين عون وحزب الله... "الصعوبات" تؤجّل الاستشارات... وبري يرفض"ولو ليوم واحد" وترقّب لخطوة الحريري....موقف للحريري اليوم وباسيل مصر على منعه من العودة إلى السراي.. وصندوق النقد يبحث عن شريك لوقف الإنهيار...لغز التأجيل: شروط التكليف.. وصلاحيات المفاوضات والتعديل!....

تاريخ الإضافة الخميس 15 تشرين الأول 2020 - 4:11 ص    عدد الزيارات 2272    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنانيون يشتكون من تضييق المصارف.. وجدل حول تحديد سقف السحوبات بالليرة....

الحرة / خاص – دبي.... مصارف تقوم بتحديد سقف السحب لمليوني ليرة فقط شهريا....

لم يكن ينقص المواطن اللبناني الفقير سوى حرمانه من سحب الأموال من حسابه البنكي بالعملة المحلية، بعد قرارات سابقة بمنع سحب أكثر من ألفي دولار شهريا. ناشطون لبنانيون تداولوا على موقع تويتر معلومات حول قيام عدة مصارف بتحديد سقف السحب لمليوني ليرة فقط شهريا، وهذا المبلغ يعادل اليوم في السوق السوداء نحو 200 دولار أميركي. مغردون اشتكوا من احتمالية عدم قدرتهم على سحب الرواتب، وتحدث بعضهم عن أن هذه الخطوة ربما مقصودة لإجبار الناس على صرف الدولارات التي يحتفظون بها، حيث أصبح الدولار شحيحا في السوق، وهناك طلب متزايد عليه، لأن عمليات الاستيراد من الخارج جميعها تتم بالدولار وليس بالليرة. وفي هذا السياق قال المحلل والخبير الاقتصادي باسل الخطيب خلال لقاء مع موقع قناة "الحرة" إن هناك مصارف بدأت بالفعل في تخفيض السحوبات بالليرة اللبنانية، مثل ما حصل سابقا عندما خفضت المصارف سحوبات الدولار. وأضاف أن ما يحصل اليوم هو وجود "كوتا" لكل بنك من قبل مصرف لبنان، بمعنى أن البنك الكبير يحصل على كوتا أعلى من البنك الصغير فيما يتعلق بسقف السحوبات. وأكد الخطيب أن هناك طلبا موجها للمصارف بعدم إعطاء الكثير من السيولة بالعملة اللبنانية، والاتجاه نحو البطاقات، وإذا أراد بنك ما إعطاء سيولة أكثر مما هو مسموح له، يصبح مضطرا للسحب من ودائعه بالليرة طويلة الأجل في مصرف لبنان. وأوضح الخطيب أن مصرف لبنان يدفع فوائد للبنوك على الودائع بالليرة طويلة الأجل، وعندما تنقص هذه الودائع، تنقص معها الفوائد التي يدفعها مصرف لبنان. وأشار إلى أن هذا القرار يحد من تداول الأوراق النقدية، ويجبر الناس على استخدام بطاقات الخصم المباشر "ديبت كارد" للدفع والشراء، وبالتالي ذلك يخفف من عمليات صرف الأوراق النقدية في السوق السوداء. وحسب الخطيب، نفى المصرف المركزي الطلب من البنوك تحديد سقف السحوبات، و"لكن هو بهذه الطريقة يحاول التغطية على نفسه"، على حد تعبير الخطيب، "وبالتأكيد يوجد تعميم داخلي بين المصرف المركزي والبنوك بخصوص ذلك". وتقول الصحافية المتخصصة في الاقتصاد محاسن مرسل لـ"موقع الحرة" إن مصرف لبنان المركزي حدد سقف السحوبات من ودائع البنوك لديه، ولم يطلب من البنوك تحديد سقف السحوبات للمودعين. وأكدت أن لبنان يعاني من وجود كتلة كبيرة في النقد بالليرة اللبنانية، وهذا الأمر أدى إلى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية وإلى مزيد من التضخم، وقد غرق المواطن اللبناني في دوامة، خاصة مع قيام المصارف بـ"لبننة" الودائع وحجب الدولار. وأوضحت مرسل أن هذه الخطوة قد يكون من شأنها التخفيف من حجم الكتلة النقدية حتى لا تكبر أكثر، وهذه الكتلة تساوي نحو 24 ألف مليار ليرة تقريبا، وهذا حجم كبير جدا. وأشارت أيضا إلى الهدف نفسه الذي تحدث عنه الخطيب، وهو الحد من توجه الناس نحو السوق السوداء لشراء الدولار، الأمر الذي أدى إلى رفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية. وأضافت أن الاقتصاد اللبناني بعد أزمة المصارف تحول إلى اقتصاد نقدي، وخفت كثيرا المعاملات المصرفية، لأن الناس فقدوا الثقة بالمصارف، ونادرا جدا ما يقومون بإيداع أموال في حساباتهم، خوفا من عدم القدرة على سحبها لاحقا. وقالت إن هناك الكثير من الناس خزنوا الأموال النقدية في بيوتهم، وهذه الخطوة من شأنها أن تدفعهم لصرف هذه الأموال، وفي المقابل يتضرر التجار كثيرا جراء تحديد سقف السحوبات، لأنهم يشترون الدولار من السوق السوداء كي يتمكنوا من الاستيراد والدفع للتجار والشركات الأجنبية. وحذرت مرسل من أن تحديد سقف السحوبات سيؤدي إلى تراجع عمليات الاستيراد، ويزيد من الانكماش، وبالتالي تدهور الوضع الاقتصادي بشكل عام نحو الأسوأ في لبنان.

لبنان: إضراب تحذيري للاتحاد العمالي العام رفضاً للوضع الاقتصادي

بيروت: «الشرق الأوسط».... تحت عنوان «يوم الغضب والرفض التحذيري» لبَّت قطاعات ونقابات لبنانية عدة يوم أمس دعوة الاتحاد العمالي العام للإضراب، رفضاً للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، ولقرار «المصرف المركزي» المتوقَّع برفع الدعم عن المواد الاستهلاكية. وشملت التحركات مختلف المناطق اللبنانية، وكانت المحطات الأبرز أمام المرافق الرئيسية، أبرزها مطار رفيق الحريري ومصرف لبنان ومرفأ بيروت، إضافة إلى مصالح المياه والكهرباء وغيرها. وفي كلمة له، شدد رئيس الاتحاد بشارة الأسمر على رفض رفع الدعم بأي شكل من الأشكال، متسائلاً عن مصير الأموال الاحتياطية في مصرف لبنان وأموال المودِعين: «وماذا عن مصير السارقين والناهبين وأصحاب الثروات من خلال المناقصات غير الشرعية». ودعا إلى «إجراء محاكمة جماعية في لبنان لجميع المسؤولين، من دون استثناء؛ فمن تثبت براءته فهو بريء، ومن تثبتت إدانته فليذهب إلى السجن، ومن الضرورة أن يقوم القضاء العادل بمحاسبة الجميع». وانتقد «ما تقوم به الصروح الطبية الكبيرة في لبنان من خلال رفع الدولار الطبي إلى 3900 ليرة، ما سيؤدي إلى عجز الضمان والمواطن على دفع فارق الفاتورة الاستشفائية»، مؤكداً: «لن ندفع هذا الفارق وصولاً إلى اجتياح المرضى لتلك الصروح واجتياح الشعب اللبناني لصروح السياسيين»، محذّراً من وقوع الفوضى في حال رفع الدعم. ورفض الأسمر أن ينسب التحرك لأي جهة سياسية، مؤكداً أنه تحرّك تحذيري جامع، وعنوانه إيقاف النهب والسرقة في البلد، وإلا وقف الحوار والاحتكام إلى الشارع. ودعا الأسمر المسؤولين إلى أن يبادروا لتأليف «حكومة قادرة على معالجة هذا الواقع الاقتصادي الصعب، ولن يكون أي مسؤول في منأى حتى في بيته. اللبنانيون كلهم أصبحوا فقراء، والفقر يستدعي الثورة، ونحن نحذر ونقول: عندنا مافيا تهريب دواء، مافيا تهريب مازوت وبنزين». وسأل: «مَن المسؤول عن مافيات التهريب، الفقراء والعمال؟ نتطلع فنرى أن مافيات المال اللبناني تنهب، وبالأمس شاهدنا سياسة الدعم للسلة الغذائية التي نهبت من قبل بعض التجار. مسلسل النهب مستمر، والشعب لن يسكت، وسيأتي يوم يجتاح هذا الشعب هذه المافيات والمسؤولين وهناك الحساب الكبير». ومن أمام مصرف لبنان، قال رئيس اتحاد النقل علي محسن إن رفع الدعم عن المحروقات والمواد الأساسية هو بمثابة حرب على كل مواطن لبناني، والاعتصام اليوم هو صرخة أوّلية سيليها إضرابات واعتصامات وصولاً إلى عصيان مدني. إنه يوم غضب في وجه السلطة ومافيات الاحتكار. ونفذ موظفو «مستشفى رفيق الحريري» بدورهم وقفة تضامنية في حرم المستشفى، تأييداً لمواقف الاتحاد العمالي العام. وأعرب المعتصمون عن قلقهم «تجاه رفع الدعم، الذي يشكل ضرراً مباشراً على الموظف الذي يتقاضى جزءاً من راتبه، كما يلحق رفع الدعم الضرر على المستلزمات الطبية ومواد التعقيم وغيرها». وأشار الموظفون إلى أنهم يواجهون وباء «كورونا»، الذي يعرِّضُهم للخطر «في الوقت الذي لا نستطيع أن نعالج فيه أولادنا في المستشفى بسبب الخلاف القائم مع الضمان»، مؤكدين: «حياتنا وعملنا في خطر، وأي إقرار لموضوع رفع الدعم، سيكون المتضرر الأول موظف مستشفى الحريري الحكومي». ومنذ صباح أمس بدأت التحركات في المناطق، وقطع سائقو السيارات العمومية والحافلات الصغيرة الطرقات. وأفادت الوكالة الوطنية بقطع الطريق الدولي في الشمال بين طرابلس وبيروت، عند نقطة القلمون، من قِبَل السائقين العموميين، وقطع السير بالاتجاهين والطريق البحرية. وأفادت غرفة التحكم المروري بتجمع لـ«الفانات» على مستديرة السفارة الكويتية، عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي الطريق الدولي باتجاه البقاع، قطع السير على مستديرة عاليه بالاتجاهين ليعاد فتحها بعد وقت وعلى طريق عام شتورا أمام مبنى الجمارك. وفي الجنوب تجمّع سائقو السيارات العمومية والحافلات عند ساحة النجمة في مدينة صيدا، فيما تحرّكت النقابات والاتحادات العمالية كافة في صور من مصلحة المياه والكهرباء والسائقين العمومين، كما أقفل الضمان الاجتماعي في المدينة، فيما أضرب موظفو شركة «أوجيرو» تمهيداً للمشاركة في الاعتصام الرئيسي أمام المصرف المركزي فرع صور حيث نفذت الاتحادات العمالية والنقابات اعتصاماً تحذيرياً.

صندوق النقد: مستعدون لمساعدة لبنان.. ونحتاج شريكا في الحكومة

الراي.... قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، اليوم الأربعاء، إن الصندوق «على أتم استعداد» للعمل مع لبنان من أجل حل مشاكله المالية وإعادة هيكلة ديونه، لكنه بحاجة إلى شريك داخل الحكومة. وأبلغت «سي.إن.إن» خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدولي أن الانقسامات التي يعاني منها لبنان تكبل البلد وتحول دون إحراز تقدم على صعيد خطة اقتصادية جديدة. وقالت جورجيفا «يد واحدة لا تصفق.. نحن جاهزون وعلى أتم استعداد لمساعدة لبنان؛ نحتاج شريكا».

على وقع تَصدُّع الجبهة الداخلية و«بيان الفجر» التحذيري من الثنائي الشيعي لعون... وواشنطن تتحدث عن «محادثات مثمرة»

انطلاق قطار مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل

الراي...بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار .... - ترجيح تكليف الحريري تشكيل الحكومة اليوم أما التأليف ففي ... حقل أفخاخ

لم يكن عابِراً أن تطغى تشظياتُ الصراعِ اللبناني - اللبناني حول طبيعة الوفد الذي كُلِّف خوضَ مفاوضاتِ الترسيم البحري مع إسرائيل، على تاريخية هذا الحَدَث الذي انطلق أمس، والذي يصعبُ نَزْعُ «التفسيرات» السياسية عنه في ضوء «تأثيراتِه» التي تتداخل مع حال عداءٍ بين بيروت وتل أبيب يشقّ مسارُ إنهاء النزاع البحري طريقَه على ضفافها، عابراً في الوقت نفسه «حقول النار» الإقليمية و«خارقاً» جبهة المواجهة الكبرى على خط واشنطن، «الوسيط المسهّل» لملف الترسيم، وطهران الجالسة عن بُعد على طاولة التفاوض الذي أعطى «حزب الله» الضوءَ الأخضر لإقلاعه على متن اتفاق إطار أعلنه رئيس البرلمان نبيه بري. وفيما كانت عدساتُ الإعلام العالمي شاخصةً على الجولة الأولى من مفاوضات الترسيم وجغرافيتها وشكْلها والصورة غير الرسمية التي بقيَ التقاطُها سراً، ومن باب «توثيق» الحَدَث الذي تستضيفه الأمم المتحدة (في أحد المراكز التابعة لمقرّ «اليونيفيل» في الناقورة) وينعقد تحت عَلَمها، كانت بيروت منهمكةً بتداعيات دخولها هذا المسار المزروع بالأفخاخ التي تُخْفي وراءها «عيْناً» اسرائيلية على ثروةٍ كامنة تحت البحار المتنازَع عليها في بقعةٍ من المنطقة الاقتصادية الخالصة تابعة لـ «بلاد الأرز»، بـ «خاصرةٍ رخوةٍ» شكّلها انفجار الخلاف الداخلي حول هوية الوفد المُفاوِض الذي بدا محاصَراً من «أجندة العدو» وضرورات التصدي لها وفي الوقت نفسه من الكباش اللبناني - اللبناني الذي تَجاوَزَ هذه المَرة كل الحدود. وأبعدُ من «الإنذار» الذي انطوى عليه «بيان الفجر» الذي أصدرتْه قيادتا «حزب الله» وحركة «أمل» (يترأسها بري) وتوجّهتا فيه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بلغةٍ غير مألوفة طالبتاه فيها بـ «المبادرة فوراً» لإعادة تشكيل الوفد المفاوض وسحب الشخصيتين المدنيتين منه (عضو ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي)، فإن «انتفاضة» الثنائي الشيعي التي لم يستجِب لها عون، تشي بأن تكون بمثابة «فتيلٍ» سيتفاعل على امتداد جولات المفاوضات المديدة (جولتها الثانية في 26 الجاري) المحكومة بسرعتيْن متباينتيْن لبنانياً: واحدةٌ لفريق عون تستعجل اتفاقاً، يحرّر البقعةَ المتنازَع عليها (نحو 862 كيلومتراً مربعاً) وربما مساحة أكبر ويسمح بإطلاق التنقيب فيها، وفق حسابات يتشابك فيها وهج العقوبات الأميركية مع الرغبة في توسيع الشبكة الدولية حول الاستحقاق الرئاسي المقبل. والسرعة الثانية لـ «حزب الله» الذي أَمْسَك طوال العقد الماضي و«حصْراً» عبر بري بالإمرة في هذا الملف الذي لا يمكن تَصَوُّر أن يفرّط بتوظيفه وفق مقتضيات «الشدّ والتراخي» على الجبهة الإيرانية - الأميركية، أي وفق المنظور الاستراتيجي الذي يحكم مقاربته للقضايا الكبرى. ومَن يدقق في مضمون «البيان القيادي» الذي صدر بعد فشل اتصالات الكواليس في جعْل عون يتراجع عن إدراج شباط ومسيحي في الوفد، يُلاحِظ أن الثنائي الشيعي استخدم لغة تشكيكية «صريحة» برئيس الجمهورية انطلقت من أن «ضمّ الوفد اللبناني لشخصيات مدنية مُخالِفٌ لاتفاق الاطار الذي أعلنه الرئيس بري»، قبل أن يشير إلى «ان موقف (حزب الله) و(امل)، وانطلاقاً من التزامهما الثوابت الوطنية ورفْضهما الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيلته لوفده المفاوض، فإنهما يعلنان رفضهما الصريح لِما حصل لأنه يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العُليا ويُشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوّة لبلدنا وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي ويُمثّل تسليماً بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على أي شكلٍ من أشكال التطبيع». وعلى وقع هذا الشرخ اللبناني، انطلق قطارُ التفاوض الذي حضره وفد أميركي (من 7 أعضاء) تقدّمه مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر والسفير الأميركي السابق الذي سيكلّف متابعة الملف جون دورشر، ووفد أممي (من 3 أشخاص) على رأسه المنسّق الخاص في لبنان يان كوبيتش، وقائد «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول، والوفد اللبناني الذي ضمّ كلاً من العميد الركن بسام ياسين (رئيساً) وعضوية العقيد الركن البحري مازن بصبوص وشباط ومسيحي، فيما تألف الوفد الاسرائيلي من 5 مدنيين وعسكرييْن برئاسة المدير العام لوزارة الطاقة أودي أديري، وكان بين أعضائه رؤوفين عيزر والمستشار السياسي لرئيس الوزراء ألون بار، ورئيس القسم السياسي في الخارجية العميد أورين سيتر. وإذ جرت مفاوضات الترسيم في خيمةٍ أنشئت خصيصاً لهذا الاجتماع مقابل مقر القيادة الرئيسية لـ «اليونيفيل» وتحديداً في القاعة التابعة للكتيبة الإيطالية، جلست الوفود حول طاولة مربّعة وكان الوفدان اللبناني والإسرائيلي متقابلان وعلى جانبيهما الوفدان الأميركي والأممي ولم يتبادلا أي أحاديث مباشرة، واختار الوفد اللبناني التحدث بالعربية مع ترجمة فورية الى الانكليزية. وأثارت الصورة التذكارية بلبلةً في جلسة الافتتاح، حيث حاول الجانبان الأميركي والإسرائيلي التقاط صورة رسمية وهو ما رفضه الجانب اللبناني. وفي حين أشارت تقارير إلى أن صورة أُخذت من دون الوفد اللبناني، لفتت معلومات أخرى إلى أن صورة فوتوغرافية التُقطت للمجتمعين حول الطاولة المربّعة. وفي مضمون الجلسة التفاوضية، فقد جاءت تمهيدية بروتوكولية وتخللتها كلمات لكل من شينكر الذي أكد أهمية بدء المفاوضات ونجاحها ودور بلاده كمسهّل للتفاوض من دون التدخل في التفاصيل، ومن كوبيتش الذي شدد على وضع امكانات الأمم المتحدة لإنجاح هذا المسار، ومن رئيس الوفد الاسرائيلي الذي لفت إلى أن مهمته محصورة بموضوع الترسيم البحري، ومن العميد ياسين الذي ذكّر بإطار التفاوض، موضحاً انه «انطلاقاّ من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة، ونحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام 1949، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام 1923 وتحديداً بشأن ما نصت عليه حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً»، مشدداً على «أن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، وكذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمان بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة». وفيما أعلنت إسرائيل بعد الاجتماع أنها ستواصل المحادثات الحدودية مع لبنان «لإعطاء فرصة للعملية»، لفتت الخارجية الأميركية في بيان مشترك مع مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان أنه «خلال الاجتماع الأول بين ممثلين لحكومات لبنان واسرائيل والولايات المتحدة جرتْ محادثات مثمرة وأعاد المجتمعون تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر». وفي موازاة هذا العنوان الذي سيطبع المشهدَ اللبناني لفترةٍ طويلة، لم يسترح ملف تأليف الحكومة الجديدة الذي يضرب موعداً اليوم مع محطة مفصلية هي الاستشارات النيابية المُلزمة التي دعا اليها عون لتكليف رئيسٍ بدت كل المعطيات تشير إلى أنه سيكون زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، ما لم تطرأ مفاجأة في الدقائق الخمس الأخيرة. وأمكن في ضوء خلاصات مشاورات ما قبل التكليف التي قام بها الحريري استخلاصُ أن مرحلة التأليف وتالياً طبيعة الحكومة وتوازناتها ستكون مصابةً بالشظايا المتطايرة أولاً من خلاف فريق عون - «حزب الله» حول ملف الترسيم الذي سيصبّ في نهاياته عند السلطة التنفيذية، وثانياً من عصْف العلاقة المتفجرة بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي لن تسمّي كتلتُه زعيمَ «المستقبل» والذي لا يُعرف بعد الهجوم الناري الذي شنّه على الحريري (أول من أمس) وحدّد من خلاله شروطه لحكومة اختصاصيين «تبدأ من رئيسها» أو لـ «خلطةٍ» من الاختصاصيين والسياسيين «بلا تذاكٍ»، إذا كان في وارد تسهيل التشكيل. وفي رأي أوساطٍ سياسية أن الحريري، المرجّح تكليفه بنحو 70 صوتاً والذي اختار هذه المرة عدم التوقف عند عدم تسميته من الفريقيْن المسيحييْن الأكثر تمثيلاً (التيار الحر والقوات اللبنانية) منطلقاً من أن ميثاقيته ترتكز على قوّته التمثيلية سنياً وأيضاً من حصوله على أصوات نواب مسيحيين، سيجد نفسه سريعاً أمام اختبار ما إذا كان الإفراج عن تكليفه بوصْفه يمتطي المبادرة الفرنسية هو لمجرّد كسب الوقت على أن يتم تفخيخ مسار التأليف الذي يصطدم أصلاً حتى الساعة بمدى إمكان تدوير زوايا إصرار الحريري على حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين ولا تسميهم القوى السياسية (وفق منطوق المبادرة الفرنسية) مقابل تَمَسُّك الثنائي الشيعي بتسمية وزرائه ما سيستجرّ مواقف مماثلة لسائر الكتل. ولن يكون من السهل على الحريري إدارة مرحلة التأليف على وقع رسالة غضب لافتة وُجهت أمس من الجسم النقابي الذي نزل الى الشارع في «ربْط نزاع» مبكر مع أي إجراءات إصلاحية تطاول الفئات الشعبية يتعيّن على الحكومة المقبلة القيام بها، والأهمّ في ظل توقعات بتجديد انتفاضة 17 اكتوبر 2019 نفسها بعد غدٍ مستفيدة من مفارقة أن يعود زعيم «المستقبل» وربما سائر الأحزاب، ولو بصيغ مموّهة، إلى الحكم في ذكرى عام على استقالته على وهج الثورة.

«سايف ذي تشيلدرن» تحذّر من ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين من لبنان

بيروت - أ ف ب - حذّرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الطفولة) غير الحكومية، أمس، من أنّ مئات المهاجرين غير الشرعيين ركبوا البحر في الأشهر الأخيرة في محاولة للوصول إلى قبرص انطلاقاً من لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة دفعت بـ650 ألف طفل إضافي إلى وهدة الفقر. وذكرت في تقرير، أنّها أحصت بين يوليو وسبتمبر، 21 رحلة بحرية لمهاجرين غير شرعيين من لبنان إلى قبرص، مقابل 17 رحلة فقط سجّلت طيلة العام 2019. ووفقاً للمنظمة البريطانية، فإنّه خلال سبتمبر «أعيد 230 شخصاً كانوا على متن خمسة قوارب إلى لبنان بعد محاولتهم عبور البحر إلى قبرص». ولفت التقرير، الذي استند إلى شهادات عدد من الناجين، إلى أنّ هذه الرحلات الخطرة التي غالباً ما تكون على متن قوارب بدائية تفتقر إلى أدنى مقوّمات السلامة أو الصمود، أودت بحياة العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال. وقال فتى من بين هؤلاء الناجين، إنّه خلال رحلة الموت التي نجا منها «بدأنا نعدّ الأيام التي تفصلنا عن موتنا، في وقت كنّا نشرب فيه مياه البحر». وأعربت «سايف ذي تشيلدرن» عن أسفها لأنّ «أطفالاً رأوا والدتهم تفارق الحياة، بينما اضطر آباء إلى ربط جثامين أطفالهم بأطراف القارب كي لا يفقدوها في البحر». ونقل التقرير عن فتى سوري يبلغ من العمر 12 عاماً أنّه شاهد والدته وهي تموت في اليوم الثامن والأخير من رحلة عبورهم الفاشلة. وقال: «أبحرنا لنحو 20 ساعة قبل أن ينفد منّا الوقود. بعدها قالوا لنا إنّنا تهنا». وأسفت المنظّمة لأنّ ارتفاع الأسعار وانهيار العملة الوطنية ونقص المنتجات الأساسية عوامل «دمّرت سبل عيش» السكّان في لبنان. ووفقاً للتقرير فإنّ «650 ألف طفل لبناني إضافي سقطوا في براثن الفقر في الأشهر الستّة الماضية». وناشدت الحكومة إعطاء الأولوية للأسر الضعيفة، والسلطات القبرصية منح اللجوء والحماية للمهاجرين.

عون يرجئ الاستشارات أسبوعاً «لمعالجة الوضع المسيحي»

أغلبية سنّية أيدت الحريري... و«القوات» و«التيار» رفضا تسميته

بيروت: «الشرق الأوسط».... قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة اليوم إلى يوم الخميس المقبل 22 الشهر الحالي، على أن تكون مواعيد الكتل بالتوقيت نفسه، وذكرت رئاسة الجمهورية أن التأجيل تم بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها. وعلمت «الشرق الأوسط» أن عون اتصل بالرئيسين نبيه بري وسعد الحريري قبل إعلان القرار، مبررا ذلك بضرورة معالجة الوضع المسيحي في ضوء رفض «القوات» و«التيار الوطني الحر» تسمية الحريري. غير أن بري والحريري أبلغاه رفضهما التأجيل، وقالت مصادر بري إنه يرفض التأجيل ولو ليوم واحد. وكانت الاتصالات خلال اليومين الماضيين أفضت إلى «جو إيجابي» لمصلحة تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، إذ حصل على شبه إجماع سني كما وافق على تأييده المسيحيون المستقلون وتيار «المردة» وكتلة «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وحركة «أمل»، غير أنه لم يحصل على دعم «التيار الوطني الحر» أو «القوات اللبنانية». وكان «حزب الله» من المطالبين بتأجيل الاستشارات، فيما قالت مصادر مطلعة إن الرئيس ميشال عون لم يكن بوارد التأجيل. وتحدثت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب الله» أخذ على عون أنه حدد موعد الاستشارات دون العودة له، وهو سعى لتأجيلها بعد الخلاف مع عون على خلفية الوفد المفاوض، ودخل رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب على الخط وتردد أن ذلك بإيعاز من الحزب، في وقت لم يسأل دياب عن صلاحياته يوم تراجع عن موقفه بخصوص معمل سلعاتا كما تراجع عن موقفه من التعيينات. وعلى ضفة «الحزب التقدمي الاشتراكي»، أفضت الجهود التي بذلت أمس إلى تبريد الأجواء بين الحريري ورئيس الحزب وليد جنبلاط بعد التشنج الذي تلا المقابلة التلفزيونية للأخير، حيث حصل اتصال بين النائب وائل أبو فاعور ومستشار الحريري غطاس خوري، أعقبه اتصال مطول بين أبو فاعور والحريري ساهم في تنقية الأجواء بين الطرفين. وبعد اجتماع «كتلة اللقاء الديمقراطي»، بادر الحريري إلى الاتصال بوليد جنبلاط، وأثمر الاتصال أجواء إيجابية. وقالت مصادر «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري لم يضع شروطاً على تكليفه، وهو مرشح طبيعي، داعية إلى انتظار الإعلان عن موقفه ليُبنى على الشيء مقتضاه. وأوضحت أن الحريري دعا إلى التعاون بين الجميع «لنقل البلد من التأزم إلى الانفراج»، قائلة إن «المفروض تضافر كل الجهود وتشابك الأيدي للاستفادة من الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد باعتماد المبادرة الفرنسية»، مشيرة إلى أن «الجميع يقول إنه مع المبادرة لكن المطلوب خطوات عملية»، مؤكدة أن المبادرة «هي الإطار للبيان الوزاري». وتشير المباحثات التي سبقت الاستشارات النيابية أن الحكومة ستأتي في مرحلة انتقالية لتنفذ الخطوات الإصلاحية لإنقاذ البلاد من التدهور خلال ستة أشهر، وتتجنب الخوض في المواضيع السياسية وتأجيلها مثل البحث في الاستراتيجية الدفاعية والسلاح وغيرها من المواضيع الخلافية. لذلك، يطلب الحريري من الجميع تسهيلات متبادلة لتنفيذ هذه الخطوات، بحسب ما تقول مصادر «المستقبل»، مشددة على أن الحريري «لم يتخذ قراره بعد بانتظار الاجتماع واتخاذ موقف واضح» من فرضية تكليفه رئاسة الحكومة.

تأجيل الاستشارات النيابية: الحريري على خطى مصطفى أديب؟

الاخبار....أُرجِئت الإستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة لأسبوع كامِل، بعدما كانَ من المُقرر إجراؤها اليوم، وسطَ حظوظ بدَت شبه محسومة لصالح سعد الحريري. وجاءت «الأسباب الموجبة» للتأجيل إلى الخميس المُقبل، في بيان مقتضب صدر عن القصر الجمهوري مساء أمس قال انه حصل «بناء على طلب بعض الكتل النيابية ولبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها». وبحسب المعلومات، فإن التأجيل أتى بسبب إصرار الحريري على الفوز بورقة تكليفه رئيساً للحكومة، وعدم تقديم أي ضمانات للكتل التي تريد تسميته، مكرراً في ذلك تجربة السفير مصطفى أديب. وفيما أشيع امس ان فرصة الأسبوع التي وفّرها التأجيل سببها تصميم النائب جبران باسيل على أن يسبق التكليف لقاء أو اتصال بينه وبين الحريري للتفاوض حول تشكيل الحكومة، أكّد باسيل أن التأجيل لن يغيّر موقف تكتله، ما يعني التمسك برفض تسمية الحريري. وبدا عشية الإستشارات أن معظم الكتل النيابية، باستثناء حزب «القوات» و«التيار الوطني الحر»، أبدَت ميلاً لتسمية الحريري الذي كفلَ في جيبه معاودة تكليفه بما لا يقلّ عن ستين صوتاً نيابياً. فإلى جانب كتلة «المستقبل»، أعلن رئيس حزب «المردة» سليمان فرنجية تأييد الحريري، كما كانت أصوات حركة أمل والطاشناق وكتلة «الوسط المستقل» ستصبّ لصالحه، وسطَ معلومات تحدّثت عن اتجاه «اللقاء التشاوري» الى تسميته أيضاً، فيما بقي موقف حزب الله غير معلن. ولم يُخفِ رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، استياءه من التأجيل، إذ نقلت عنه قناة «ان بي ان» بأنه «ضد التأجيل ولو ليوم واحد». فيما لفتت مصادر في فريق 8 آذار الى أن حزب الله لا يمانع التاجيل، وربما يطلبه، لجهة عدم رضاه عن اداء الحريري الذي يكرر التجربة نفسها التي خاضها بالسفير مصطفى أديب، إذ لا يزال يرفض تقديم أي وعود او ضمانات بشأن تأليف الحكومة، مستنداً إلى زخم دولي، وخاصة فرنسي يدعمه. وتبيّن ان الوفد النيابي الذي أرسله الحريري للقاء الكتل النيابية، برئاسة عمته النائبة بهية الحريري، لم يخض جدياً في أي مشاورات، بل اكتفى بسؤال الكتل التي يلتقيها عما إذا كانت لا تزال تؤيد المبادرة الفرنسية. وقبيل صدور بيان إرجاء الإستشارات سُجّلت إتصالات مكثفة، قامَ بجزء منها بحسب المعلومات الرئيس بري لتأكيد إجراء الإستشارات، فيما أعلنت مفوضية الإعلام في الحزب الإشتراكي، في بيان، أن رئيس الحزب وليد جنبلاط تلقى اتصالاً من الحريري. وبحسب المعلومات كانَ «اتصالاً إيجابياً» أفضى الى قرار جنبلاط بتعديل موقفه نحو تسمية الحريري. كما تلقى جنبلاط، بحسب البيان، اتصالاً من «مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها».

يكرّر الحريري التجربة التي خاضها بأديب، رافضاً تقديم أي ضمانات بشأن تأليف الحكومة

من جهة أخرى، واصلت كتلة «المستقبل» برئاسة النائبة بهية الحريري جولتها على الكتل النيابية، وزارت مقر تكتل «لبنان القوي»، حيث التقت أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، فيما تغيّب باسيل عن اللقاء. ثم زار الوفد «اللقاء التشاوري»، كما التقى وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة». أما تكتل «الجمهورية القوية» فعقد اجتماعاً مطولاً تحدث بعده رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، معلناً: «إننا لن نسمي لا الحريري ولا سواه، في استشارات الغد، لأن المواصفات لتشكيل حكومة إنقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية». من جهة أخرى، التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. وخلال اللقاء، عبّر شينكر عن «اهتمام خاص بطرح البطريرك الراعي حول حياد لبنان الناشط» واستمع منه إلى عرض مفصّل حوله. كما تطرّق إلى موضوع الحكومة الجديدة، مشدّداً على أنّ «ما يهمّ الولايات المتحدة هو تشكيل حكومة فاعلة شفّافة، تقدّم الخدمات الأساسية للشعب اللبناني، بغضّ النظر عن اسم رئيسها».

مفاوضات غير مباشرة... بلا صورة: أوّل خلاف «كبير» بين عون وحزب الله

الاخبار...ميسم رزق ... إصرار رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على ضمّ مدنيّين إلى الوفد اللبناني المفاوض في الناقورة، أصاب علاقته بحزب الله. هو أوّل خلاف حول قضيّة «استراتيجيّة» بينهما، منذ عام 2006. خلاف لن يضرب التحالف، لكنه شكّل محطّة مفصليّة في العلاقة بينهما.....ذاتَ يوم، قبلَ أربعة عشرَ عاماً، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن «للجنرال دَيناً في رقابنا» سيُحفَظ إلى يوم القيامة. كانَ ذلك بعد عدوان تموز، حينَ وقفَ العالم كلّه ضدّ المقاومة، وقالَ عون «إنه زمن الحرب وسنقاتل». كثيراً ما أثار دعم الحزب لحليفه استغراب الأصدقاء والخصوم على حدّ سواء. كانَ رضى الجنرال فوق كل اعتبار، وأحياناً كثيرة على حساب رضى الأقربين. إنه الوفاء «لتفاهم» أرادته حارة حريك متيناً، رغمَ كل المفترقات الداخلية، والتي هي بالنسبة إلى الحزب تحتمِل الاختلاف. لكن يبدو صعباً على حزب الله أن يتفهّم «خلافاً» في موضوع استراتيجي كالعداء لإسرائيل. والأصعب منه أن يتقبّل ذلك، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. لم تتغيّر علاقة الوئام التي جمعت عون ــــ نصر الله طوال السنوات الماضية. في عزّ الاختلافات أو الأزمات بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ لم تتزعزع العلاقة. دائماً ما كانت تنمو بينهما بذور حوار، حتى عندما كان يختار الوزير جبران باسيل التمايز في ملفات تكتيكية، كانت دفة السفينة سرعان ما تعود الى برّها، لأجل الجنرال أيضاً. حين ذهب الحزب الى سوريا، لم يطلب موقفاً داعماً. أيّده عون سرّاً، ثم جهاراً بالحديث عن «الحرب الاستباقية». ولعون حرية العلاقة مع سوريا التي لم يزرها رئيساً، رغم وعده بذلك، كما إيران أيضاً. وبالنسبة إلى الموقف من حرب اليمن، كلّها أمور لم تكُن لتجعل العلاقة بين الطرفين سيئة، ولم يكُن تخندق كل منهما في معسكره الخاص كافياً لهدم أركان «مار مخايل». لكن الأزمة هذه المرة مختلفة. هناك، بالنسبة إلى حزب الله قضايا لا يسري عليها قانون المراعاة، ولا الاختباء وراء الأصابع. قضايا لا تحتاج إلى من يُفسّر مدى أهميتها بالنسبة إلى المقاومة. لذا عزّ على حارة حريك أن يُصرّ رئيس الجمهورية على موقفه بشأن تركيبة الوفد المفاوض. فموضوع المفاوضات غير المباشرة بالنسبة إلى حزب الله، هو حدث مترابط استراتيجياً وزمنياً مع ما يحصل في المنطقة. لذا كان الحذر واجباً إلى أقصى حد، من أجل أن لا يُستغلّ أميركياً وإسرائيلياً. فالقضية على صلة وثيقة بعمل المقاومة التي تحفر بالإبرة لتثبيت المعادلات، وقد كلّفها ذلك دماءً وشهداء، وهي قضية تمسّ بذات المقاومة التي تتعرّض اليوم لأعتى أنواع الحصار والضغط والابتزاز. كان موقف ميشال عون مفاجئاً، رغم أنّ باسيل آخذ منذ فترة بتوسيع هامش تمايزه في ملفات عديدة: «المُبعدون إلى إسرائيل»، قانون العفو، الخطاب الأيديولوجي، الترويج لانسحاب حزب الله من سوريا. وترك باسيل لنواب في تكتّله هامشاً أكبر إلى حدّ تخيير بعضهم الحزبَ بين المقاومة والجوع، كما فعل النائب زياد أسود. لكنّ أحداً لم يتوقّع أن يصرّ عون على عدم حصر الوفد المفاوض بضباط الجيش اللبناني، بعدما أغرق العدوّ وفده بأعضاء سياسيين وحكوميين من أجل إعطاء المفاوضات طابعاً سياسياً، كما لم يكُن يتوقّع أحد أن يخرج أمس أسود نفسه ويسأل «ما المشكلة في التفاوض المباشر مع إسرائيل»؟ طبعاً ليس لباسيل سلطة على جميع نواب تكتّله.

كان موقِف عون مفاجئاً رغمَ أن باسيل آخذ منذ فترة بتوسيع هامش تمايزه في ملفات عديدة

لطالما كان الحزب متحفّظاً على التفاوض مع العدو، وفي الوقت نفسه كان يؤكّد أن ترسيم الحدود هو وظيفة الدولة، إلا أن قرار ضم أعضاء مدنيين إلى الوفد اللبناني ليس تفصيلاً بسيطاً يُمكن تجاهله. مع ذلك بقي حزب الله وحركة أمل حتى ساعات متأخرة قبل جلسة التفاوض الأولى في الناقورة يتحدثان إلى عون مباشرة أو عبر باسيل وينصحانه بعدم الوقوع في هذا الخطأ للحفاظ على الطابع التقني للمفاوضات، لكن عون أبى ذلك. لذا كان بيان الفجر. لا شكّ أن هذه الخطوة بالنسبة الى حزب الله خطأ، ولا شكّ أنها تركت أثراً لدى قيادة المقاومة. وإن كانت حارة حريك لا تزال تؤكّد أن هذا القرار لن يُحدث شرخاً، وأن «هناك ثقة بعون وبحرصه على السيادة والموارد الاقتصادية»، لكن ما لا يُمكن إغفاله أن ما حصل هو أول خلاف على ملف «استراتيجي» بين الطرفين. بات جلياً أن العهد والتيار يريدان إبراز صورة جديدة لهما، مع ميلها الى التمايز أكثر فأكثر عن حزب الله وتحقيق ما يريان فيه مصلحة لهما. لكن لن يُعلن حزب الله أيّ «فُكاك» مع حليفه. وهو ليس في وارد استسهال ضرب التحالف، ولا هو هاوي خلافات داخلية تكلّف البلاد مزيداً من الأزمات.

مفاوضات بلا صورة

وانعقدت أمس الجلسة الافتتاحية للمفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل»، وأحيطت بالتكتّم الشديد، واختتمت بعد نحو ساعة على انطلاقها، في مقرّ لقوة الأمم المتحدة «اليونيفيل» في الناقورة. المفاوضات جرت بحضور مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، الذي عمل على تسيير الجلسة الافتتاحية، فيما اضطلع سفير بلاده السابق لدى الجزائر، جون ديروشيه، بدور الوسيط بالمفاوضات. وقد شهدت الناقورة تدابير أمنيّة مشدّدة اتّخذها الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل» عبر تسيير دوريات على مدار الساعة. رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيار بسام ياسين ألقى كلمة خلال الجولة الأولى، فقال «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية، وانطلاقاً من مصلحة وطننا العليا نتطلع إلى أن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكّننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة». وتابع «نحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام 1949 الموثّقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام 1923 وتحديداً بشأن ما نصّت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً». وأضاف ياسين «في المقابل، نتطلع إلى قيام الأطراف الأخرى بما يتوجّب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإنّ تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم، يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها». وبعد الجلسة، استقبل رئيس الجمهورية الوفد، واطّلع من ياسين على وقائع الاجتماع. يُذكر أن الاجتماع الثاني سيعقد في 26 تشرين الأول الجاري. وبخلاف الرغبة الأميركية، لم يحصل شينكر على صورة تجمعه بالوفدين اللبناني والإسرائيلي، إلى جانب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، يان كوبيتش، وباقي أعضاء الوفدين الدولي والأميركي. إذ رفض رئيس الجمهورية، والجيش اللبناني، التقاط صورة تجمع الوفدين يقفان حول شينكر وباقي أعضاء الوفدين. وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده ستسعى إلى التوصل إلى اتفاق بين لبنان و«إسرائيل»، مرحّباً بانطلاق المفاوضات.

الطاولة "المربّعة": جلسة أولى تعارفية والترسيم "شرحاً يطول"... التكليف: تأجيل "ببصمة" باسيل!

نداء الوطن...على طريق "جهنم" يقود العهد القوي اللبنانيين بقوة دفع حارقة لن تبقي أخضر ولا يابساً على بساط الجمهورية. بلاد أضحت تسير بغير هدى، لا مال ولا ماء ولا كهرباء ولا دواء وحبل السلع المقطوعة على الجرار. ذهنية "شمشونية" هدّامة تحكم الناس وتتحكم بمصائرهم، وها هي أعمدة الهيكل آخذة بالتداعي فوق رؤوس الجميع من دون بصيص أمل بوقف الانهيار. كوابيس يقظة يعايشها اللبنانيون على مدار الساعة، اجتماعياً واقتصادياً وحياتياً، وضمير السلطة غائب مستغرق في غيبوبته ولا رجاء باستفاقته في المدى المنظور. هذا ما دلّت عليه "التجارب السريرية" الفرنسية التي أثبتت فقدان الإدراك والأهلية والحسّ بالمسؤولية لدى الطبقة الحاكمة لحظة إجهاضها مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون رغم ما تشكله من خشبة خلاص أخيرة للبنانيين... من محاصرة "الثنائي الشيعي" الرئيس المكلف الاختصاصي مصطفى أديب وتهشيله من البلاد، إلى إرجاء قصر بعبدا الاستشارات النيابية الملزمة دون مبرر ومسوغ دستوري سوى كونه تأجيلاً أتى مدموغاً "ببصمة" رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لاعتبارات شخصية وغايات تحاصصية في القالب الحكومي. فبينما كل الأنظار كانت متجهة إلى الاستشارات الملزمة اليوم في القصر الجمهوري، وحددت مختلف الكتل النيابية موقفها منها تكليفاً وتأليفاً، عادت الأنظار ليلاً على أعقابها مع إعلان تأجيل موعد الاستشارات أسبوعاً إضافياً، لتتوالى التعليقات والتحليلات الدالة بالإصبع على باسيل باعتباره من يقف خلف قرار بعبدا "لتصفية حسابات عالقة مع سعد الحريري" حسبما نقلت مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ رئيس "التيار الوطني" على ما يبدو "استشعر أنّ تكليف الحريري أصبح أمراً واقعاً بأكثرية مضمونة، واستفزه إعلان نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عن "22 صوتاً مسيحياً" مؤيداً لهذا التكليف، فضغط باتجاه إرجاء الاستشارات بالتشاور مع رئيس الجمهورية، الذي لم يرُق له كذلك أنّ الحريري لم يستجب دعوته إلى عقد لقاء مع باسيل قبل التكليف للاتفاق معه على التأليف، واكتفى بإرسال وفد "المستقبل" إلى ميرنا الشالوحي، فبادر إلى اتخاذ قرار التأجيل في محاولة للدفع باتجاه عقد مثل هذا اللقاء قبل الخميس المقبل". وبينما لم يُخف رئيس مجلس النواب نبيه بري استياءه علناً من قرار عون مؤكداً رفض إرجاء الاستشارات النيابية "ولو ليوم واحد"، توقفت المصادر في المقابل عند معطيات تفيد بأنّ "حزب الله" لم يكن بعيداً عن أجواء التأجيل، لا سيما في ضوء ما نُقل عن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا خلال الساعات الأخيرة لناحية تأكيده خلال محادثة مع أحد السياسيين على كون "الأمور لم تنضج بعد ومسألة التكليف لا تزال مرهونة بتلقي ضمانات مسبقة حول تسمية الوزراء الشيعة ونوعية الحقائب التي سيتولونها في الحكومة". تزامناً، وبينما الداخل يغلي على فوهة بركان الانهيار، كانت الأجواء الحدودية جنوباً تحل "برداً وسلاماً" على طاولة المفاوضات "المربّعة" التي جمعت الوفدين اللبناني والإسرائيلي بوساطة أميركية ورعاية أممية في مقر الناقورة. وبدت الجلسة التفاوضية الأولى "تعارفية ألقى فيها كل فريق استهلالية مكتوبة لنظرته إلى مسار المفاوضات"، فخلصت إلى "إبداء النية والجهوزية للتوصل إلى خواتيم إيجابية لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل". ولفتت مصادر مطلعة على مجريات عملية التفاوض إلى أنّ "البحث الجدي سيبدأ عملياً من جلسة 26 تشرين المقبلة بعدما استطلع كل طرف نوايا الطرف الآخر بشكل مبدئي (خلال اجتماع أمس) لتبدأ المفاوضات برحلة شاقة لن تخلو من المفاجآت على طاولة المباحثات"، مشددةً على أنّ "عملية الترسيم شرحها يطول بين دولتين صديقتين وعادةً ما تستغرق مجرياتها سنوات قبل التوصل إلى اتفاق، فكيف الحال بين دولتين معاديتين لبعضهما البعض؟". وإثر انتهاء الجلسة التفاوضية الأولى في مقر "اليونيفل" في الناقورة، أكدت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو ترحيبها ببدء المحادثات بين لبنان وإسرائيل "بهدف ترسيم الحدود البحرية" مبديةً "الالتزام بإنجاحها". وكذلك شدد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر الذي يجول على المسؤولين اللبنانيين اليوم على "أهمية بدء المفاوضات ونجاحها" مجددًا جهوزية واشنطن لتقديم المساعدة "كمسهّل للتفاوض من دون التدخل في التفاصيل".

"الصعوبات" تؤجّل الاستشارات... وبري يرفض"ولو ليوم واحد" وترقّب لخطوة الحريري

نداء الوطن....كل الانظار كانت شاخصة الى قصر بعبدا بعدما كاد الرئيس الحريري سيحمل مُجدّداً لقب "الرئيس المكلّف" وضمانه اصوات كتل كل من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، و"اللقاء التشاوري"، فيما حسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقفه بتأكيده انه لن يسمّي الحريري بالرغم من صداقته معه، او أي شخصية لرئاسة الحكومة. كذلك رشح ان تكتّل "لبنان القوي" لن يسمّيه ايضا. لكن رئيس الجمهورية ميشال عون شاء مساء أمس، تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة اليوم الى الخميس المقبل بالتوقيت نفسه، "بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها"، كما ذكر بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية. بيان الرئاسة الاولى بالتأجيل لم تستسغه الرئاسة الثانية فسارع المكتب الإعلامي في عين التينة الى الإعلان ان الرئيس نبيه بري ضد تأجيل الاستشارات النيابية و"لو ليوم واحد". كذلك، قوبل قرار التأجيل بموجة مواقف منددة ابرزها لرئيس "المردة" سليمان فرنجية الذي اعتبر أن التأجيل "حرام" في ظل الظروف التي يعيشها اللبنانيون، مؤكدا لـ"مستقبل ويب": "الأسبوع المقبل لناظره قريب". وقال النائب طوني فرنجية إن "البلد منهار والشعب بطّل يحمل تأجيل. حرام". اما النائب المستقيل نديم الجميل فتوقف عند تأجيل عون الاستشارات بناء "لطلب بعض الكتل" وقال: "بالأملية وبكل شفافية، فليسمِّ الرئيس الكتل المعنية، احتراماً لمبدأ الشفافية واحتراماً للمواطن، ولحقّه بمعرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين". ورأى رئيس "لقاء سيدة الجبل" فارس سعيد انه "غير مهمّ من هي القوى التي اطاحت بالاستشارات النيابية، المهمّ اننا نسلك طريق"جهنّم"، ودعا الى "شدّ الأحزمة". واكتفى مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس بالقول: "ما في شي مستعجل... تيريز"!

مشاورات الحريري

وبعد خطوة التأجيل، يترقّب الجميع خطوة الحريري الذي انهى مشاوراته مع الكتل النيابية عبر لقاءات اجراها وفد كتلة "المستقبل" الذي انتدبه لهذه الغاية، واتصل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فيما نفى مكتبه الاعلامي خبر "لقائه المطول" ليل امس الاول مع المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل. وكان وفد "المستقبل" برئاسة النائبة بهية الحريري استكمل امس جولته بزيارة "التيار الوطني الحرّ" الذي غاب رئيسه النائب جبران باسيل عن اللقاء، وكتلة "الوفاء للمقاومة" و"اللقاء التشاوري". وقالت الحريري بعد لقائها وفد "التيار" برئاسة امين سر تكتل "لبنان القوي" النائب ابراهيم كنعان وحضور النائبين جورج عطا الله وسيزار ابي خليل والوزير السابق منصور بطيش:"لمسنا في نقاشنا ان "الوطني الحر" يطمح الى ابعد من ورقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهناك فرصة وهذه الفرصة ضمن التفاهم الوطني على برنامج يفترض ان يؤدي الى الخروج من الازمة". اما كنعان فأكد أن الحوار والتواصل بمعزل عن العلاقات السياسية اساسيان خصوصاً في المرحلة الاستثنائية الراهنة، وأكد أنّ "الانقاذ مطلوب و"التكتل" و"التيار" يعتبران الاصلاحات اساسية"، متمنياً ان تكون كذلك لكل الكتل. ورأى أنّ "اذا خسرنا الوطن لا تفيدنا السلطة والمطلوب الالتقاء على إنقاذ الوطن". وتمنى" تطوير التعاون على المستوى الوطني بيننا فالهدف يجب ان يكون مصلحة لبنان".

"الوفاء للمقاومة"

وبعد اللقاء بين وفد "المستقبل" ووفد "الوفاء للمقاومة" في حارة حريك الذي ضمّ رئيس الكتلة محمد رعد والنائبين علي فياض وابراهيم الموسوي، اكدت الحريري ان "اللقاء كان جيّداً والحزب أكّد الموافقة الكاملة على 90 في المئة مما جاء في لقاء قصر الصنوبر والمبادرة الفرنسية". وأضافت: "الأهم اليوم هو الاتفاق على البرنامج الحكومي وليس تشكيل الحكومة لأننا يمكننا أن نشكّل حكومة اليوم ولكن من دون برنامج إصلاحي ما النفع؟". أما رعد فقد أعاد التذكير بمواقف "حزب الله" مؤكداً أهمية الحوار بين الأطراف ومشدداً على أهمية المصارحة. وأوضحت المصادر أن العشرة في المئة التي يرفضها "حزب الله" تتعلق بالانتخابات النيابية المبكرة، واعتبرت أن الامور بحاجة إلى مزيدٍ من التواصل. والتقى وفد المستقبل عدداً من أعضاء اللقاء التشاوري، وقال النائب فيصل كرامي بعد اللقاء: "نحن إيجابيون ومنفتحون على كل ما يمكن انقاذ البلد من الذي تم الوصول اليه".

جنبلاط ودوريل

وعلى الجبهة الاشتراكية، وضع جنبلاط كتلة "اللقاء الديمقراطي" في اجتماعها مساء امس في أجواء اتصال الحريري به، وكذلك في أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط، باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الإقتصادي في لبنان.

لغز التأجيل: شروط التكليف.. وصلاحيات المفاوضات والتعديل!

موقف للحريري اليوم وباسيل مصر على منعه من العودة إلى السراي.. وصندوق النقد يبحث عن شريك لوقف الإنهيار

اللواء.....مهما يكن من أمر الحيثيات التي استند إليها الرئيس ميشال عون لاتخاذ قرار، غير مُنسّق، مع الرئيس نبيه برّي في تأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة اليوم، لمدة أسبوع أي الخميس في 22 ت1 الجاري، بالتوقيت نفسه، والمواعيد المحددة للكتل، فإن مسارعة رئيس المجلس لرفض القرار، حتى «ولو كان ليوم واحد»، يكشف عن أزمة، قد يكون الرئيسان عون وبري طرفين فيها، أو ان وراء الأكمة ما ورائها، بالعودة إلى تبرير التأجيل الرئاسي بأنه جاء «بناءً على طلب بعض الكتل النيابية»، وبذريعة «بروز صعوبات تستوجب العمل على حلها». وعلمت «اللواء» ان موقفاً سيصدر عن الرئيس سعد الحريري، الذي فوجئ، كما الرئيس برّي، بالتوجه إلى التأجيل. وبالعودة إلى الوقائع التي سبقت القرار، فإن بلبلة عصفت بموقف تكتل لبنان القوي، بين معلومات تحدثت عن لقاء وفد المستقبل مع وفد التيار الوطني الحر في ميرنا شالوحي من ان التكتل سيسمي الحريري، ولكن مساءً، انقلب المناخ، وتحدثت معلومات أخرى ان لا تسمية، في وقت حمل فيه النائب طلال أرسلان من «تكتل لبنان القوي» على الرئيس الحريري متسائلاً عمّا إذا كان الرئيس ايمانويل ماكرون طلب إليه «فحص دم الكتل» لمعرفة موقفها من المبادرة الفرنسية..

وسادت ليلاً أجواء ان لا استشارات ولا تكليف اليوم..

مصادر قريبة من بعبدا، قالت لـ«اللواء» ان الواضح ان تأجيل الأستشارات اتى بفعل طلب عدد من الكتل النيابية المزيد من التشاور ما يتيح للرئيس الحريري ان يزيد من رصيده كي لا يكلف بأكثرية ضئيلة. وافادت المصادر ان رئاسة الجمهورية لم تكن ترغب في تأجيل الأستشارات الى الخميس المقبل لأن هم الرئيس عون التكليف ثم التأليف لأن وضع البلد لا يحتمل اي تأجيل للحل. واوضحت ان المهلة الجديدة مناسبة للمزيد من التشاور والبحث مشيرة الى ان هناك سببا حاسما دفع عون الى التأجيل وان من حق الحريري المرشح الأقوى في طائفته الأتيان الى رئاسة الحكومة بأصوات مريحة وذكرت بما كان قد شدد عليه عون لجهة اهمية التشاور قبل التكليف. وكان اللافت، استباق محطة الـO.T.V الناطقة بلسان التيار الوطني الحر قرار التأجيل، بالاشارة إلى انه «وارد في كل لحظة، لأن مصير التكليف غير محسوم بعد»، الأمر الذي يعني ان قرار تكليف الحريري لم يكن ناضجاً بعد عند فريق بعبدا، والنواب الذين ينضوون أو يدورون في فلك التيار العوني. ما هي الصعوبات التي طلبت الكتل التأجيل، وتجاوب القصر معها، حسب المصادر المطلعة من النقاط العالقة لتشكيل الحكومة التي لم يتم الاتفاق حولها، وعمر الحكومة المحددة بـ6 أشهر. وهذان الطلبان أو الشرطان للتيار الوطني الحر، الذي صدمت اوساطه بالتجاهل شبه التام لا سيما من فريق رئيس المجلس وكتلة المستقبل، في ما خص رغبة النائب جبران باسيل بتعديل دستوري، طرحه في كلمته أمس الأوّل لمناسبة ذكرى 13 ت1، لناحية تحديد مهلة شهر للتكليف ومهلة شهر للتأليف، بتعديل دستوري، مفاجئ وبتوقيت وبهدف لا صلة له بالمبادرة الفرنسية ولا بحكومة المهمة التي ستتشكل على أساسها. ومن الطلبات الشروط أيضاً، رغبة بعبدا بالسير بتوزيع الوزارات السيادية الأربع على الطوائف الأصغر، منعاً لما تصفه بالاستئثار، أو الحؤول دون حصر وزارة المالية مع الطائفة الشيعية، حتى ولو كانت لمرة واحدة، وهو ما أشار إليه باسيل بالفريق اللبناني الذي يسعى إلى تكريس اعراف مرفوضة. بالمقابل، وصفت مصادر سياسية قرار الرئيس عون بتأجيل موعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة بانه يمثل ذروة الاداء غير المريح، بل السيء للرئاسة الاولى وتجاوز مصلحة البلاد العليا والاستهتار بالدستور وتوظيف صلاحيات الرئيس لمصلحة صهره النائب جبران باسيل وتوجهاته الشخصية. وتساءلت هل كان يقدم عون على تأجيل الاستشارات لو ان كتلا او تيارات اخرى ارتأت ذلك وحبذا لو اخذ حيزا بسيطا من هذه المبررات الممجوجة في تشكيل الحكومة المستقيلة التي افتقدت الىأدنى مقومات التمثيل لمرجعياتها السياسية والطائفية. واذ اعتبرت ان هذا التصرف الشاذ على هذا النحو في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة التي يتطلع فيها اللبنانيون بلهفة لتشكيل حكومة جديدة تنتشل لبنان من مخاطر الانهيار المحدقة من كل الاتجاهات، يمعن عون بتوظيف صلاحياته الدستورية لاعاقة وتعطيل انتظام آلالية الدستورية لتسمية رئيس جديد للحكومة للمصلحة الشخصية والحسابات الضيقة،لان مسار الاستشارات المرتقبة، لا يؤشر بانها تصب في المصلحة الشخصية لصهره جبران باسيل وتياره، بل باتجاه مصلحة لبنان العليا ولو كانت على ايدي خصومه السياسيين. باختصار شديد عون اجل الاستشارات بايعاز معلوم من باسيل لقطع الطريق على تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة الذي بات يحظى بموافقة ملحوظة من الاكثرية بهذا الاتجاه وسعيا لاعادة خلط الأوراق من جديد، لعل في مثل هذه العبثية الدستورية الممجوجة تتحقق اهداف رئيس التيار العوني بابعاده نهائيا عن تولي هذه المسؤولية من جديد ولو كان على حساب عملية انقاذ لبنان من الكارثة. وقال مصدر واسع الاطلاع لـ«اللواء» ان باسيل يتصرف بطريقة شخصية «كيدية» لجهة ان الرئيس الحريري لم يتصل به، على صعيد اللقاءات كما حصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وهو الأمر، حسب المصدر، الذي يطالب الرئيس عون بحصوله أيضاً. ولم يعرف، مسار التطورات بعد قرار التأجيل، وبأي وجهة ستسير المفاوضات، لئلا ينسف موعد الخميس المقبل، في ظل تفاقم المآزق الداخلي، مع العجز عن حل اللغز الحقيقي لقرار التأجيل، الذي سارع الرئيس برّي لرفضه، ولو كان ليوم واحد.. وعلق السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ على قرار التأجيل بهاشتاغ «استشارات» مرفقة بوجه تعبيري متجهم. على ان باسيل المعني مباشرة بالتأجيل، غرد ليلاً: «لكل من يتفلسف ويتكهن ويراهن: مع احترامنا لقرار رئيس الجمهورية بتأجيل الاستشارات النيابية، فإن هذا لن يغيّر في موقفنا». واستغرب النائب طوني فرنجية التأجيل، وقال: «البلد منهار والشعب بطل يحمل تأجيل حرام». وغرد هادي أبو الحسن عضو كتلة اللقاء الديمقراطي: «ظنوا اننا سنقاطع وحاولوا الاختباء وراء موقفنا ليسقطوا تسمية الحريري ونسوا بأننا نضع مصلحة البلد قبل مصلحتنا». وتخوفت أوساط مراقبة من ان يكون وراء الأكمة ما وراءها، لجهة تضارب الصلاحيات في ما يتعلق بإطلاق المفاوضات، والتباين بين الرئيس عون وفريقه و«الثنائي الشيعي» في ما خص الوفد الذي شكله الرئيس لجهة ابعاد المدنيين عنه، واقتصر على المفاوضين العسكريين، وتمسك بعبدا بصلاحية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية، فضلاً عن نقزة الرئيس برّي من فكرة التعديل الدستوري بهذا التوقيت.

شنكر في بكركي

ولوحظ امس انه بعد عودة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شنكر من الناقورة، زار بعبدا والتقى بحضور السفيرة الأميركية اليزابيث شيا البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي، واستمع منه إلى شرح مفصل عن مشروع الحياد، والحكومة المزمع تأليفها.. وحول الحكومة، قال شنكر ان بلاده تأمل ان تكون الحكومة حيادية شفافة وفاعلة تؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين بغض النظر عن اسم رئيس الحكومة، مشيراً إلى ان بلاده ستستمر بتقديم المساعدات والدعم للدولة اللبنانية..

المشاورات مع الكتل

وكان وفد كتلة المستقبل أنهى لقاءاته مع الكتل السياسية التي شاركت في اللقاء مع الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر. وزار وفد الكتلة الذي ضم السيدة بهية الحريري هادي حبيش وسمير الجسر، مقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، وإلتقي وفدا من تكتل لبنان القوي ضم أمين سر تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان إلى جانب النائبين جورج عطاالله وسيزار أبي خليل، في حضور الوزير السابق منصور بطيش، وكتلة الوفاء للمقاومة في مقرها في حارة حريك. وكتلة «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين» في منزل رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي. وعلمت «اللواء» ان وفد المستقبل لم يتطرق في لقاءاته مع الكتل الى موضوع تكليف الرئيس سعد الحريري ولا تأليف الحكومة، بل تركز على موضوع الاصلاحات الواردة في المبادرة الفرنسية وموقف الكتل منها، وكانت مواقفها ايجابية بالمطلق، لكن حصل نقاش في بعض تفاصيل ورقة الاصلاحات لا سيما موضوعي الخصخصة وإصلاح قطاع الكهرباء، حيث اكد بعض اعضاء اللقاء التشاوري انهم لن يسلموا بالخصخصة كيفما كان، فيما ركز وفد كتلة لبنان القوي على موضوع قطاع الكهرباء، وان ما طرحه عند توليه وزارة الطاقة وما تضمنته ورقة التكتل الاصلاحية كان ابعد بكثير مما طرحته ورقة الاصلاحات الفرنسية. كما تطرق البحث الى مؤتمر سيدر ومشاريعه التي تضمنت اصلاحات تبناها التكتل من وقتها وزاد عليه. وكما اشارت «اللواء» في عددها أمس، فقد كشف النقاب عن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط الذي وضع نواب اللقاء الديمقراطي في أجواء ما دار فيه. وعلم ان النواب سيشاركون اليوم في الاستشارات الملزمة والاتجاه الأكبر هو لتسمية الرئيس الحريري. وحسب بيان صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن جنبلاط وضع كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها مساء أمس بأجواء اتصال الحريري، وفي أجواء الاتصالات المتواصلة بينه وبين مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون شمال افريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل، بهدف إنجاح المبادرة الفرنسية وتنفيذ الإصلاحات التي تضمنتها والهادفة إلى معالجة الوضع الاقتصادي في لبنان. اما بالنسبة للتكليف والتأليف، يجتمع اللقاء التشاوري في العاشرة صباح اليوم لتقرير الموقف، وسط معلومات مفادها ان اللقاء «لن يعترف بالحريري قبل ان يعترف الحريري بوجود اللقاء وتمثيله النيابي والشعبي». كما علمت «اللواء» ان كتلة لبنان القوي لن تسمي الحريري ايضاً وقرارها عدم تسمية أحد. فيما غرّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «‏ليس لدينا علم بأن المبادرة الفرنسية صنفت الرئيس الحريري في صفوف الاختصاصيين... كفى استهتاراً بعقول الناس ولا أحد أكبر من لبنان واللبنانيين مهما بلغت ثروته في غضون ذلك، أكد رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع أن «تكتل الجمهورية القوية» لن يسمي الحريري في الاستشارات (اليوم) على الرغم من الصداقة»، مضيفاً: أن «التكتل لن يسمي أي شخصية لرئاسة الحكومة في الاستشارات، لان المطلوب حكومة اختصاصيين مستقلين بكل معنى الكلمة». وكتب رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «لا تكليف للحريري غداً (اليوم). وبإنتظار الموعد الجديد، أحب أن أذكر أخونا سعد بأن هناك طائفة مؤسسة للكيان هي الطائفة الدرزية، لذا نستغرب هذا التجاهل الكامل لنواب الطائفة. وعليه أن يعرف أن من يقيس الدروز بعددهم يدفع الثمن في لحظة ما».

مفاوضات الناقورة

بدات امس جولة المفاوضات الاولى بين لبنان والكيان الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية وتثبيت الحدودالبرية، وتمت المفاوضات بوساطة وتسهيل من قبل الفريق الأميركي، بقيادة مساعد وزير الخارجية ديفيد شنكر والسفير جون ديروشر، واستضافها منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيتش. وترأس الوفد اللبناني نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد بسام ياسين. وترأس الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري. وجلست الوفود في خيمة كبيرة في باحة مقر اليونيفيل، وجلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي. واعتمدت اللغة الانكليزية في الاجتماع وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الانكليزية. لكنه رفض طلبا اميركيا – اسرائيلياً بالمشاركة في الصورة التذكارية للاجتماع. لكنه شارك في التقاط صورة مع الوفدين الدولي والاميركي بعد مغادرة الوفد الاسرائيلي للمقر الدولي. وركّزت المفاوضات وفق المعلومات على العناوين التي وردت في بيان بعبدا حول الترسيم البحري وفق خط بوليه- كومنب والدراسة التي اعدتها قيادة الجيش. وحسب بيان صادرعن الادارة الاميركية ومكتب كوبيش، خلال هذا الاجتماع الأولي، أجرى الممثلون محادثات مثمرة، وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر». والقيت خلال الاجتماع اربع كلمات للوفود الاربعة الذين بلغ عددهم جميعاً 20 شخصاً، وقال العميد ياسين في كلمته خلال المفاوضات: انطلاقاّ من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة. ونحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام ١٩٤٩ الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه - نيوكومب عام ١٩٢٣ وتحديداً بشأن ما نصت عليه هذه الاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة براً. في المقابل، فإننا نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها». وبعدالاجتماع إلتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الوفد التقني المكلّف التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الاول من المفاوضات غير المباشرة، وتم عرض المواقف التي صدرت من الاطراف المشاركين في الاجتماع. وذكر قصر بعبدا ان الاجتماع الثاني سيعقد في الناقورة يوم الاثنين 26 تشرين الاول الجاري. لكن الاعتراض على شكل الوفد اللبناني استمر امس، مع صدور بيان مشترك لقيادتي حزب الله وحركة أمل قالا فيه: «ان اتفاق الإطار الذي اعلنه الرئيس نبيه بري حول مفاوضات ترسيم الحدود اكد في مقدمته على الانطلاق من تفاهم نيسان ١٩٩٦ والقرار 1701 والذي على اساسهما تُعقد اجتماعات دورية بين ضباط عسكريين حصراً. وبالتالي فان تشكيل الوفد اللبناني بالصيغة التي وردت، وضمّه لشخصيات مدنية مخالفٌ لاتفاق الاطار ومضمون تفاهم نيسان. اضاف البيان: «لذلك ان موقف حزب الله وحركة امل، وانطلاقاً من التزامهما الثوابت الوطنية ورفضهما الانجرار الى ما يريده العدو الصهيوني من خلال تشكيلته لوفده المفاوض والذي يضم بأغلبه شخصيات ذات طابع سياسي واقتصادي فإنهما يعلنان رفضهما الصريح لما حصل لانه يخرج عن قاعدة التفاهم الذي قام عليه إتفاق الاطار وهو ما يضرّ بموقف لبنان ومصلحته العُليا ويُشكّل تجاوزاً لكل عناصر القوّة لبلدنا وضربة قوية لدوره ومقاومته وموقعه العربي ويُمثّل تسليماً بالمنطق الإسرائيلي الذي يرغب بالحصول على اي شكلٍ من اشكال التطبيع». وطالب الطرفان «بالمبادرة فوراً بالعودة عن هذا القرار وإعادة تشكيل الوفد بما ينسجم مع اتفاق الإطار».

الصندوق يحذر

مالياً، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا الأربعاء إنّ لبنان يشهد وضعاً اقتصادياً «كارثيا» بسبب عدم توافر «الإرادة السياسية»، مشيرة إلى أنّ مؤسستها لا تزال جاهزة لتقديم المساعدة. وقالت في محادثة أجرتها على هامش اجتماعات صندوق النقد الخريفية مع الناشطة في مجال الأعمال الخيرية مليندا غيتس، «نحن على استعداد تام لمساعدة لبنان». ولكنّها أضافت «نحتاج إلى شريك» مستعد «حقاً للالتزام مع صندوق النقد الدولي». وأشارت إلى ضرورة «إجراء تدقيق في حسابات المؤسسات المالية، بما في ذلك (حسابات) مصرف لبنان». وتابعت أنّه ينبغي أيضاً صوغ برنامج اقتصادي «ذي مصداقية لدى المستثمرين ودائني لبنان»، موضحة أنّ ذلك شرط لإعادة هيكلة الدين اللبناني. وقالت إنّ الأمر ممكن لكن يدا واحدة لا تصفق «نحن لم نبلغ بعد مرحلة التشمير عن سواعدنا والعمل لمساعدة لبنان». ورأت جورجييفا أنّ «التشرذم» السياسي يغرق لبنان ويمنعه من الخروج من الأزمة. كما أعربت عن قلقها إزاء ازدياد أعداد الشبان اللبنانيين الساعين للهجرة. وتساءلت «إذا غادر الشبان، الأذكياء، من سيخرج لبنان» من الأزمة؟». ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشاً اقتصادياً في لبنان بنسبة 25$ هذا العام. وكان لبنان طلب منتصف أيار إجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على دعم مالي، ولكن المسار يراوح مكانه.



السابق

أخبار وتقارير.... بعد انتهاء الأولى... جولة ثانية من المفاوضات بين لبنان وإسرائيل في 28 أكتوبر...«ديبكا»: محادثات «تحت الطاولة» تجري بهدوء بين واشنطن وطهران... الرحلات بين الإمارات وإسرائيل مؤجلة حتى يناير...تركيا تدعو إلى «محادثات رباعية» تضم موسكو حول نزاع «قره باغ»...موسكو تنشّط اتصالاتها الدبلوماسية والعسكرية لمحاصرة التدهور في قره باغ...تركيا تشهر ورقة اللاجئين لمواجهة الضغوط شرق المتوسط....ضربات أميركية ضد «طالبان» وسط اندلاع معارك في جنوب أفغانستان... 62 مليون إصابة بـ«كورونا» في «شرق المتوسط»..

التالي

أخبار سوريا..... الجيش الإسرائيلي يكشف قيامه بعملية سرية في الجولان.... اغتيال قيادي معارض بارز في درعا خلال توجهه إلى دمشق.... روسيا للضغط على تركيا شمال سوريا بسبب قلقها من «مرتزقة قره باغ»....قتلى وجرحى في إدلب بأول قصف روسي من 3 أسابيع.. الأسد يزور ريف حمص بعد «160 حريقاً في الساحل السوري»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,167,291

عدد الزوار: 6,758,482

المتواجدون الآن: 127