لبنان.....الجمهورية....«كباش» بين الحريري وباسيل.. وترامب: لحكومة تستجيب للّبنانيين... بعد كلمة عون المحتجون يردون بقطع الطرق....اللواء....عقد التكليف والتأليف في لقاء اليرزة.. وبكركي تنتقد إدارة باسيل!.. عون يراهن على تهنئة ترامب بالإستقلال .. وبري يتراجع عن مقاطعة إحتفال الجيش....الأخبار ... من دون الحريري وشرط الالتزام بـ«خطة إصلاحية شاملة»: قبول غربي بحكومة تكنو سياسية؟....نداء الوطن...عون يحذّر المتظاهرين من "حرب مدمّرة": العبرة لمَن اعتبر.. .تأييد فرنسي ـ أميركي ـ بريطاني لحكومة تكنوقراط ..إصرار جنبلاط وجعجع على عدم المشاركة يفقد الحكومة صفتها الجامعة...

تاريخ الإضافة الجمعة 22 تشرين الثاني 2019 - 5:13 ص    عدد الزيارات 2294    التعليقات 0    القسم محلية

        


الجمهورية....«كباش» بين الحريري وباسيل.. وترامب: لحكومة تستجيب للّبنانيين..

تحلّ ذكرى الاستقلال الـ 76 كئيبة هذه السنة لما ينتاب البلاد من أجواء سياسية مشحونة بفعل أزمة اقتصادية ومالية تتفاقم يومياً، ويزيد من تفاقمها عجز المعنيين عن تأليف حكومة جديدة تتصدى لهذه الازمة لم يلح في الافق بعد أي مؤشر الى اتفاق عليها تكليفاً وتأليفاً، على رغم حديث البعض عن اختراق قريب للأفق المسدود. وكان اللافت امس برقية التهنئة بالاستقلال التي تلقاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي أكد فيها استعداد بلاده «للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين بناء بلد مستقر مزدهر مستقل وآمن». وقال: «يشاطرني الشعب الأميركي بتوجيه أفضل التمنيات لكم بمناسبة عيد الاستقلال». وأضاف أنّ «علاقات الصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأميركي هي علاقات قوية». لم يسجل على جبهة الاستحقاق الحكومي أمس أي تطور بارز، وجاء إلغاء الاستقبال الرئاسي التقليدي في القصر الجمهوري لمناسبة عيد الاستقلال الذي يجمع عادة الرؤساء الثلاثة، ليستبعد لقاء كان يجمعهم على هامش تقبّلهم التهاني بالاستقلال ويبحثون خلاله في مخارج للوضع السائد. وكانت سرت أمس تسريبات تحدثت عن مبادرة ما تشكّل «مفاجأة سارة» يمكن ان تؤدي الى اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا بعد الاحتفال بالاستقلال، لكنّ مصادر واسعة الإطلاع قالت لـ»الجمهورية» انّ القصر الجمهوري لا علم لديه بمبادرة من هذا النوع، لكن رغم ذلك فإن رئيس الجمهورية جاهز لأي مبادرة. وعلمت «الجمهورية» انّ الاتصالات ستستأنف ابتداء من اليوم بعد حال من الجمود والمراوحة سادت خلال الساعات الماضية، وقالت مصادر معنية لـ»الجمهورية» انّ «المواقف لا تزال على حالها من دون ان تحيد قيد أنملة وتحوّلت عناداً وكباش تحدٍ، خصوصاً بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل». وكشفت هذه المصادر انّ التشكيلة الوزارية، التي تتضمن ثلثين من الاختصاصيين وثلثاً من سياسيين يعيّنون وزراء دولة، لا تزال الاكثر توافقاً على رغم بعض التصريحات الرافضة لها، إلّا انّ العقبة الاساسية فيها يعكسها السؤال: من سيحدد وزراء الحكومة؟ ومن يسمّيهم ومن يمنع «الفيتو» على أي اسم؟ فباسيل لن يتنازل عن انه رئيس اكبر تكتل نيابي، وهناك من يفرض عليه ان يكون أو لا يكون، أن يسمّي وأن لا يسمّي. امّا الحريري فيعتبر انّ باسيل اصبح عبئاً عليه وهو لا يريد مواجهة الشارع بحكومة «نَفَسها باسيلي» لسببين: الاول، انّ قراءة الحراك الشعبي في الساحات شكّلت يقيناً لديه بأنّ باسيل أصبح مرفوضاً. والثاني، انّ تجربته مع باسيل في إدارة الحكومة لم تكن ناجحة وهذا لا يعني بالنسبة الى الحريري انّ التسوية الرئاسية سقطت، وهو كرّر هذا الأمر امام أكثر من شخصية التقته في الآونة الاخيرة. امّا «حزب الله» فهو، حسب المصادر، يقف حتى الساعة موقف المتفرّج والمنتظر، ويعتبر انّ الوقت ولو كان ضاغطاً، كفيل بإحداث تغييرات او تنازلات. ورداً على سؤال عن موعد استشارات التكليف تجيب المصادر نفسها: «اذا سألتموني اليوم فأقول انها أبعد من السماء، أمّا غداً فيخلق الله ما لا تعلمون».

رسالة الاستقلال

الى ذلك لم تحمل رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ 76 للاستقلال مساء أمس أي مؤشرات الى معالجة قريبة للاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، كما للأزمة السياسية والاقتصادية والمالية، إذ طغى عليها طابع التوصيف والوعد بحلول، الّا انّ ذلك لم يحل دون حصول ردود فعل في الشارع على هذه الرسالة بقطع طرق في بيروت والمناطق، ولكن بوتيرة أقل مما حصل إثر المقابلة الرئاسية الاخيرة. وأكد عون أنّ «لبنان ينتظر حكومة جديدة تعقد عليها الآمال، كان من المفترض ان تكون قد ولدت وباشرت عملها»، كاشفاً أنّ «التناقضات التي تتحكّم بالسياسة اللبنانية فرضت التأني لتلافي الأخطر»، مشدداً على «وجوب التوَصّل الى حكومة تلبّي ما أمكن من طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم، تكون على مقدار كبير من الفعالية والانتاجية والانتظام، لأنّ التحديات التي تنتظرها ضخمة، والاستحقاقات داهمة». ودعا اللبنانيين الى «المساعدة في معركة محاربة الفساد»، واصفاً إيّاها «بالمعركة القاسية، لا بل من أقسى المعارك»، مشيراً الى «ان لا أحد غير اللبنانيين قادر على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة، وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين». واعتبر «انّ التحركات الشعبية كسرت بعض المحرّمات السابقة وأسقطت، إلى حد ما، المحميّات، ودفعت بالقضاء الى التحرك»، وناشَد المتظاهرين مجدداً «للاطلاع عن كثب على المطالب الفعلية لهم وسبل تنفيذها، لأنّ الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحل الأزمات». وحيّا عون العسكريين، معتبراً «انّ أصعب المهمات التي قد تواجه عسكرياً هي المهمات الداخلية، إذ عليهم حماية حرية المواطن الذي يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر والاعتصام، وأيضاً حرية التنقل للمواطن الذي يريد الذهاب الى عمله أو منزله»، مشيراً إلى «انّ نجاح العسكريين في هذه المهمة هو ميزان ثقة المواطنين بهم».

تفسير الرسالة

وفي قراءتها لشكل الرسالة الرئاسية ومضمونها، قالت مصادر وزارية قريبة منه لـ»الجمهورية» ان رئيس الجمهورية أكد في اكثر من لفتة شرعية المطالب الشعبية التي اطلقتها الانتفاضة، وجدّد الوعد بتنفيذها. ولفتت الى انه «خاطَب الشابات والشبّان من موقع الأبوة مع الأبناء، وجَدّد الدعوة الى عدم القيام بما يثير الحقد بين اللبنانيين في مرحلة لاحقة». ولفتت المصادر الى انّ عون لم يتناول بأي إشارة الدعوة الى الإستشارات النيابية الملزمة، بعدما لفت الى حجم المداخلات الجارية على هذا المستوى والتي تعوق التوصّل الى تصور نهائي، وتأثيراتها السلبية التي يسعى الى حلحلتها. ولذلك، لم يتوصّل الى تحديد موعد لهذه الإستشارات حتى اليوم في انتظار فتح الطريق المؤدية اليها. ورداً على الملاحظة التي برزت للمرة الأولى في رسائله السابقة منذ بدء الانتفاضة الى التدخلات الديبلوماسية الخارجية، قالت المصادر انها «ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها رئيس الجمهورية الموقف اللبناني السيادي الرافض كل تدخل من اي جهة كان، ولم يقصد طرفاً من دون آخر». وعن ردات الفعل على الخطاب، لاحظت المصادر انها «لم تكن حادة»، وانّ الرئيس كرر التأكيد أنه ينتظر تسمية من يحاوره من هذا الحراك والسعي الى تمثيله في الحكومة العتيدة.

«بيت الوسط» لم يعلّق

من جهتها حرصت مصادر «بيت الوسط» على عدم التعليق على مضمون رسالة عون، ولفتت عبر «الجمهورية» الى انّ الحريري «قال كلمته النهائية في اكثر من مناسبة، ولعل أوضحها كان في حديثه امام اعضاء كتلة «المستقبل» من انه ليس في وارد ان يقبل بتكليفه بتشكيل الحكومة ويؤلفها آخرون ليديروها لاحقاً. ولفتت الى انّ الصيغة التي يمكن القبول بها قد وصفها بدقة متناهية ولا يرى سبيلاً لتكليفه سوى بهذه المهمة حصراً، فهي التي تتوافق وما يرضي الشارع المنتفض وما يمكن ان يشكّل مدخلاً الى تعزيز الثقة الدولية بلبنان ومؤسساته، والتي نحتاجها لتكمل الثقة الداخلية وتلاقيها. وما عدا ذلك فنحن نتجه الى ما هو أصعب واكثر تعقيداً، وتحديداً على المستويات النقدية والإقتصادية». وانتهت المصادر الى ما يمكن اعتباره تعليقاً غير مباشر على الرسالة الرئاسية، حيث أكدت «الحاجة الى ما يعطي الأمل للناس بوجود من يسعى الى الحل والثقة بالمستقبل لمَحو آثار التحدي السابقة التي عزّزها خطاب مستفز».

بري لتصليب الوحدة

وفي مناسبة الاستقلال، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين قائلاً: «كما صنع اللبنانيون قبل ستة وسبعين عاماً استقلالهم بالوحدة. اللبنانيون اليوم، كل اللبنانيين، مدعوون إلى حماية الاستقلال، لا بل لصنعه مجدداً بتصليب وحدتهم وعدم الوقوع في فخ الفتن، فهي أشد من القتل». وفي هذه الأجواء حسمت الترتيبات النهائية التي تمهّد للعرض العسكري الرمزي الذي سيقام عند التاسعة من صباح اليوم في وزارة الدفاع بمناسبة العيد الـ 76 للاستقلال في اليرزة، بحضور رسمي كامل يتقدمهم رئيس الجمهورية ورئيسا المجلس النيابي والحكومة.

منع تهريب الأموال

على المستوى المالي، لا تزال الاجراءات الاستثنائية التي تتخذها المصارف لجهة سقوف السحب النقدي ومنع التحاويل الى الخارج موضع متابعة بهدف تنظيمها وقَوننتها لئلّا تبقى الثغرات قائمة، ويمكن أن تؤدي إمّا الى تهريب مزيد من الرساميل، أو رفع دعاوى قضائية على المصارف. وفي هذا السياق، علمت «الجمهورية» انّ النائب ميشال ضاهر أنجز اقتراح قانون معجل مكرر بمادة وحيدة، سيقدمه الى مجلس النواب للمناقشة والاقرار، يهدف الى قوننة الضوابط على حركة الرساميل (Capitals control). ويتضمّن الاقتراح، الاجازة لمصرف لبنان اتخاذ الإجراءات كافة التي يعتبرها لازمة لحماية وتثبيت الاستقرار النقدي والمصرفي ومصالح المودعين، بما في ذلك وضع الأولويات والقيود على حركة التحويلات المالية عبر الحدود، وذلك لآجال محددة. وفي الاسباب الموجبة التي يتضمنها الاقتراح، «انّ المصارف لجأت الى تقييد عمليات السحب والتحاويل ووقف العمل بالتسهيلات المصرفية الممنوحة سابقاً الى عملائها، بالاضافة الى وضع قيود أخرى انعكست سلباً على عدد من القطاعات الانتاجية في لبنان. إنّ مواجهة هذه الأزمة تستوجب من مصرف لبنان اتخاذ تدابير وإجراءات سريعة للحؤول دون تفاقم هذه الأزمة، غير انّ الاحكام الواردة في قانون النقد والتسليف وإنشاء المصرف المركزي لم تمنح مصرف لبنان الادوات اللازمة للتصرّف بمرونة في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، ولم تُجز له بشكل واضح وصريح صلاحية وضع الأولويات والقيود على حركة التحويلات المالية عبر الحدود». وقال ضاهر لـ»الجمهورية» انّ الاقتراح يهدف الى تنظيم العمليات المصرفيّة بحيث يتم منع التحاويل الى حسابات مصرفية في الخارج، في حين سيتم السماح بالتحاويل المتعلقة بملفات حياتية ضرورية مثل دفع أقساط جامعات، أو مساعدات عائلية لطلاب يتابعون دراساتهم في الخارج، أو لزوم استيراد مواد أولية ضرورية للصناعة، او مواد استهلاكية حيوية لا تستطيع الصناعة المحلية تأمينها للمستهلك...

لبنان.. بعد كلمة عون المحتجون يردون بقطع الطرق..

المصدر: دبي - العربية.نت... بعد كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية مساء الخميس في الذكرى الـ76 للاستقلال، رد المحتجون بقطع مسلكي أوتوستراد البداوي بين طرابلس وعكار شمال البلاد، إضافة إلى قطع طريق القبة في طرابلس أمام الريجي، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. وقطع المحتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بطرابلس في بلدة مرياطة، بعدما أشعلوا إطارات السيارات المستعملة وسط الطريق. كما تجمعت الحشود بساحة خيمة الاعتصام في مدينة حلبا حاملين الأعلام اللبنانية. ونفذ المتظاهرون اعتصاماً في ساحة العبدة بمحافظة عكار، مؤكدين "الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق المطالب وتشكيل حكومة تحقق طموح الحراك وإجراء انتخابات مبكرة". وفي العاصمة، أفادت مراسلة "العربية" بإعادة فتح طرق رئيسية في بيروت بعد قطعها من قبل المتظاهرين. وإلى الجنوب، نفذ حراك ساحة العلم في مدينة صور اعتصاماً شارك فيه العشرات من المحتجين حاملين الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات تدعو إلى "إعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة تكون على قدر طموح الشعب اللبناني المنتفض". كما أكدوا استمرار الحراك حتى تحقيق المطالب التي ينادي بها المتظاهرون. وشهدت ساحة إيليا في صيدا تجمعاً لعدد من المحتجين، حيث تم قطع جزئي للسير. وفي البقاع، قطع المحتجون طرقات مكسة، وقب الياس، وتعلبايا، وسعدنايل، والمرج، بالإطارات المشتعلة. وفي الشوف، قامت مجموعة من المحتجين في بلدة الناعمة - حارة الناعمة، بقطع مسربي الأوتوستراد الساحلي عند الناعمة.

"من أقسى المعارك"

وقال عون إن "لبنان ينتظر حكومة جديدة تعقد عليها الآمال كان من المفترض أن تكون قد ولدت وباشرت عملها"، كاشفاً أن "التناقضات التي تتحكم بالسياسة اللبنانية فرضت التأني لتلافي الأخطر". كما شدد على "وجوب التوصل إلى حكومة تلبي ما أمكن من طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم، تكون على قدر كبير من الفعالية والإنتاجية والانتظام، لأن التحديات التي تنتظرها ضخمة، والاستحقاقات داهمة". إلى ذلك دعا اللبنانيين إلى "المساعدة في معركة محاربة الفساد"، واصفاً إياها "بالمعركة القاسية، لا بل من أقسى المعارك"، مشيراً إلى أن "لا أحد غير اللبنانيين قادر على الضغط من أجل تنفيذ القوانين الموجودة، وتشريع ما يلزم من أجل استعادة الأموال المنهوبة وملاحقة الفاسدين". ولفت في الوقت عينه إلى أن "تسليط الضوء على مكامن الفساد عبر الإعلام وفي الساحات، صحي ومساعد، وكذلك تقديم المعلومات والوثائق المتوافرة إلى القضاء. ولكن، أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي إلى مدع، ومدع عام، وقاض، وسجان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد".

اللواء....عقد التكليف والتأليف في لقاء اليرزة.. وبكركي تنتقد إدارة باسيل!.. عون يراهن على تهنئة ترامب بالإستقلال .. وبري يتراجع عن مقاطعة إحتفال الجيش...

الذكرى الـ76 لاعلان استقلال دولة لبنان في (22 ت2) 1943، تمر هذا العام، وسط تحولات بالغة المعاني والاشارات، بحثاً عن حماية البلد، الذي ما فتىء ينتقل من أزمة إلى أزمة، في فترات ومراحل معروفة، قد تكون «الانتفاضة الشعبية» الراهنة أخطرها، لجهة ما يمكن ان يسفر عنه هذا الحراك، الذي أمضى 34 يوماً ولا يزال في الشوارع والساحات، لإخراج الطبقة السياسية من المشهد، والتأسيس لإعادة بناء المؤسسات بدءاً من حكومة لا تمثل فيها الطبقة السياسية، وتقتصر على وزراء اخصائيين، لمعالجة الفشل الاقتصادي والمالي، وتلبية مصالح المواطنين، والحد من الفساد وتداعياته الخطيرة على حياة البلاد والعباد. والأبرز على هامش احتفال قيادة الجيش في عيد الاستقلال في اليرزة، مشاركة الرؤساء الثلاثة. وتوقع مصدر مطلع عقد لقاء بينهم للبحث في تسمية مرشّح لرئاسة الحكومة، على ان تتحدد مواعيد الاستشارات بعد ذلك على الفور. وتخوف المصدر من حصول تداعيات خطيرة لا سيما الأزمة الحكومية، التي قد تضطر الحراك الشعبي إلى تصعيد تحركاته. وعلمت «اللواء» ان اتصالات حثيثة جرت مع الرئيس نبيه برّي، الذي دعا لجنتي المال والادارة للاجتماع الأربعاء والشروع في درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالسرية المصرفية واستعادة الاموال المنهوبة، لثنيه عن قراره بعدم المشاركة في احتفال اليرزة، احتجاجاً على ما حدث في الجلسة النيابية، حيث كان تلقى تأكيداً من قيادة الجيش ان الطريق الآمن إلى المجلس سيكون مضموناً، وبحماية وحدات عسكرية لبنانية، لكن الوضع على الأرض صار خلاف ذلك. وفي السياق علمت «اللواء» ان عتاباً حاداً وقع بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والنائب إبراهيم كنعان أمين سر «تكتل لبنان القوي» خلال زيارته الأخيرة إلى بكركي، إذ بادر البطريرك إلى سؤال كنعان «لماذا تبخر الكلام الذي نقله إليه الوزير جبران باسيل من ان تأليف الحكومة سينتهي خلال أيام معدودة؟». وقد انقضت الأيام المشار إليها، في حين ان الأزمة عادت إلى بدايتها، مستغرباً طريقة إدارة هذا الملف، والتعاطي مع النّاس ومشكلاتهم، لا سيما النّاس الموجودين في الشارع. ورد كنعان بالقول ان فريقه لم يكن يتوقع اعتذار النائب السابق محمّد الصفدي. على ان المثير للاهتمام هو ما ذهب إليه الرئيس ميشال عون في رسالة الاستقلال من تبرير لتأخير تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية شخصية تعمل لتأليف حكومة جديدة. فبعد 25 يوماً على تقديم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته (29 ت1 الماضي)، جاء في الرسالة: إن التناقضات التي تتحكم بالسياسة اللبنانية فرضت التأني لتلافي الأخطر، وايضاً للتوصل إلى حكومة تُلبّي ما امكن من طموحاتكم وتطلعاتكم، تكون على قدر كبير من الفعالية والانتاجية»، مؤكداً ان «التحديات التي تنتظرها ضخمة والاستحقاقات داهمة». غير انه اعتبر في الوقت ذاته «أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي إلى مدّعٍ، ومدّعٍ عام، وقاضٍ، وسجّان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد». ويحيي لبنان اليوم ذكرى الاستقلال، فيما يغيب العرض العسكري التقليدي عن وسط بيروت، كما جرت العادة، ويُستعاض عنه بعرض في وزارة الدفاع يحضره الرؤساء الثلاثة. وألغى عون الاستقبال الرسمي الذي يقام بروتوكولياً في القصر الرئاسي فور انتهاء العرض العسكري. وخاطب الرئيس عون القضاة بالقول: المطلوب منكم اليوم ان تلتزموا قسمكم فتقوموا بواجبكم «بأمانة» وان تكونوا القاي. وبالنسبة للعسكريين دعاهم إلى حماية حرية المواطن الذي يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر وأن تحموا أيضاً حرية التنقل. وناشد الشباب إلى عدم الاسترسال في خطاب الكراهية والتحريض، لأن الهدم سهل، ولكن البناء شاق، ولا تهدموا أسس مجتمعنا الذي يقوم على احترام الآخر، وعلى حرية المعتقد والرأي والتعبير.. وعلى «تويتر» قال الرئيس عون انه تلقى برقية من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لمناسبة عيد الاستقلال، أكّد فيها انه على استعداد للعمل مع حكومة جديدة تستجيب لحاجات اللبنانين.

لا خرق حكومياً

على صعيد الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة اكدت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا لـ«اللواء» ان اي خرق جدي لم يسجل وان الإتصالات على الرغم من قيامها الا أنها لم تؤد الى نتائج ملموسة. واشارت الى انه من المبكر الخوض في تكهنات عن تسمية الحكومة المقبلة واوضحت ان الرئيس عون حدد مواصفات الحكومة انما لم يطرأ اي شيء جديد. ونفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» اي تداول حول حكومة اللون الواحد ولا حتى الكلام عن حكومة عسكرية ناجمة عن حالة طوارئ. واكدت المصادر ان الاتصالات في هذا الملف لم تنقطع لكن الوضع على حاله ويعول على التواصل الثلاثي بين رئيس الجمهوريه ورئيس مجلس النواب ورئيس حكومة تصريف الأعمال في الاحتفال الرمزي للاستقلال في وزارة الدفاع. وكانت محطة OTV الناطقة بلسان التيار الوطني الحر ذكرت في نشرتها المسائية ان الرئيس الحريري تسلم مجموعة أسماء مقترحة لرئاسة الحكومة المقبلة، وأن الأفرقاء الآخرين ينتظرون جواباً منه، يتأكد يوماً بعد يوم وفق الأوساط السياسية عينها، ان إدارة رئيس الجمهورية لهذا الملف تقترب من تحقيق أهدافها في ضمان حصول التكليف وربطه حكماً بحصول التأليف في فترة زمنية مقبولة لتفادي الدخول في المجهول بسبب طبيعة الدستور اللبناني الذي لا يضع لرئيس الحكومة المكلّف مهلة ملزمة لتشكيل الحكومة. الى ذلك علم ان السفير الفرنسي الذي زار الرئيس عون امس نقل اليه اجواء الاجتماع الثلاثي بين شينكر وفارنو والمندوبة البريطانية ستيفاني كاك حيث حل الوضع اللبناني قسما من مداولاتهم. ولفتت مصادر ديبلوماسية لصحيفة «اللواء» الى انه جرى تقييم للوضع بعد زيارة فارنو كما للسبل الفضلي لمعالجته وكان اصرار على مساعدة لبنان لتأمين استقراره وسيادته واستقلاله والتركيز على اهمية المؤسسات الدستورية وعملها بإنتظام وتشكيل حكومة جديدة اولوياتها تحقيق الاصلاحات التي وردت في ورقة الحكومة المستقيلة والمشار اليها في مؤتمر سيدر . وعلم انه تم البحث في الاجتماع بعلاقة لبنان مع كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا كما ما يتميز هذا البلد من خصوصية يجب العمل للمحافظة عليها.

استئناف المساعدات

على صعيد مساعدات الأميركية للجيش أكّد مسؤول في الخارجية الأميركية ان استئناف التمويل العسكري الخارجي الأميركي المخصص للجيش اللبناني مرتبط بمكتب الموازنة والادارة في البيت الأبيض. وقال: «نريد دعم المؤسسات في لبنان التي تحمي أمن الحدود وتمثل كياناً حقيقياً يتمتع بالمصداقية لمحاربة الارهاب». واعتبر ان «الجيش اللبناني أثبت نفسه في هذا المضمار ونحن دافعنا عن دعم هذه المؤسسة الأكثر قدرة ومصداقية في لبنان حتى اليوم لمواجهة نشاطات حزب الله الإرهابية ونشاطات إرهابية اخرىمثل التهريب غير المشروع والتسهيل غير الشرعي للإرهاب».

قطع طرقات

وليلاً، اقدم متظاهرون إلى قطع الطريق على تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ في بيروت. كما اقدم متظاهرون على قطع الطرقات في مناطق البقاع الأوسط. كما اقدم محتجون على قطع الطريق في الناعمة بالاطارات المشتعلة بالاتجاهين مع توقف السير. وقد حضرت آليات الجيش اللبناني إلى المنطقة وعملت على تحويل السير إلى الطرقات الفرعية. وفي الضنية قطع محتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس في بلدة مرياطة، بالقرب من فرع بنك البحر المتوسط في البلدة، بعدما اشعلوا اطارات السيّارات المستعملة وسط الطريق. واضطر العابرون على الطريق إلى سلوك طرقات فرعية للوصول إلى بيوتهم. وفي السياق، وصل شبان غاضبون في باصين إلى القصر الجمهوري.

الجراح يهاجم المدعي المالي

قضائياً، أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح انه «كان على المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم أن يحافظ على سرية الدعوى لكنه سربها إلى الإعلام بشكل مغلوط، قائلا إنه ادعى على وزراء الاتصالات السابقين، وهو أخذ مكان مدعي عام التمييز ووزير العدل والمجلس النيابي». وأضاف: «لا يمكنه الادعاء بل يمكنه تحويل الدعوى إلى المدعي العام التمييزي الذي يحيلها على وزير العدل ثم إلى مجلس النواب الذي يبت في المسألة. هو قاض ويعرف أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. هو اساسا لم يدعِ، عندما كنت وزير اتصالات زرت القاضي ابراهيم وحضر نجله جلسة الاستماع، فكيف سمح بذلك وبحكم أي قانون؟ ونضع هذا الأمر برسم التفتيش القضائي». وتوجه الى القاضي ابراهيم قائلا: «من الآن فصاعدا سنتخاطب بالقضاء والتفتيش القضائي، ونحن تحت سقف القانون ومسؤولون عن كل الأعمال التي قمنا بها أثناء تولي وزارتي الاتصالات والإعلام».

إحراق كتب التاريخ والتربية

وفي خطوة، لم تلق ارتياحاً تربوياً، لا سيما في أوساط الجسم التعليمي، اقدم أهالي بعض التلامذة على حرق كتب التاريخ والتربية امام وزارة التربية. ونفّذ عدد من الطلاب تظاهرة طلابية امام وزارة التربية، للمطالبة بتحديث المناهج المدرسية وتطوير المدارس الرسمية، وأحرق طلاب مجموعة من كتب مادة التاريخ والجغرافيا والتربية للصفوف الابتدائية والمتوسطة. وتحدّثت إحدى الطالبات بإسم زملائها فقالت: «إنّ مناهج كتب التاريخ والجغرافيا والتربية المعتمدة في المدارس، لا شيء يطبّق منها في لبنان، وان المناهج في الصفوف الابتدائية والمتوسطة تعلّم الطلاب الحس بالوطنية، بينما لا نشاهدها على ارض الواقع».

الأخبار ... من دون الحريري وشرط الالتزام بـ«خطة إصلاحية شاملة»: قبول غربي بحكومة تكنو سياسية؟

فرنسا ستشهد اتّصالات من أجل احتمال دعوة أصدقاء لبنان إلى اجتماع عاجل في باريس

أمام صمود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله، بدأ التصور الغربي تجاه لبنان يتبدّل. تصوّر يتّجه نحو القبول بتأليف حكومة تكنو ــــ سياسية، يترافق مع اتصالات بهدف توفير دعم يمنع الانهيار المالي ...

بعد الرؤية التي قدّمها السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان عن انتفاضة لبنان أمام اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والإرهاب الدولي، تزايدت مؤشرات انتقال الصراع على الجبهة الإقليمية والدولية الى الساحة الداخلية، وسطَ ارتفاع منسوب القلق من مدى قدرة البلاد على الصمود بعدما أصبحت في قلب المواجهة. فكلام فيلتمان هدف الى وضع لبنان على لائحة الأهداف الأميركية، وذلك في سياق محاولة إرساء قواعِد جديدة من ضمن استراتيجية ضرب المقاومة وحلفائها. غير أن تطورات خارجية من شأنها، ربما، أن تُحدِث في الأيام المُقبلة ثغرة، ولا سيما في الملف الحكومي. لم تجِد السلطة حتى الآن أي مخرج لاحتواء الانتفاضة التي اندلعت في 17 تشرين الماضي، ولم تفلح في بلوغ تفاهم حول حكومة «يٌباركها» الرئيس المُستقيل سعد الحريري. المُشاورات بين الأخير، وبين فريق 8 آذار (حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ) متوقفة. إلا أن المُشاورات بين المكونات الثلاثة مستمرة نظراً الى إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تأليف حكومة بأسرع وقت. تقول مصادر هذا الفريق إن «الرئيس عون مستاء جداً من تعامل الرئيس سعد الحريري وعدم جديّته، ولذا يفضّل البدء بالبحث عن أسماء بديلة»، وهو ما اعتبرته المصادر «أمراً منطقياً ومحقاً». لكن هذه المشاورات لا تزال محكومة بفكرة «شكل الحكومة». أي أن السؤال اليوم ليسَ «من هو رئيس الحكومة، وإنما شكل الحكومة الجديدة. فهل هي حكومة أكثرية أم حكومة توافق»؟ أمام إصرار الحريري على عدم تشكيل حكومة إلا وفقَ شروطه، صار اسمه مستبعداً من التداول بعدما كان فريق 8 آذار يتمسّك به، لكن البحث عن أسماء بديلة لا يزال في إطار مقربين منه أو من الأسماء التي يُمكن أن تحظى بقبول منه. ويبدو أن تطورات خارجية قد تعيد قلب المشهد الداخلي، إذ ذكرت مصادر مطلعة أن المشاورات الأميركية ــــ الفرنسية ــــ البريطانية بشأن لبنان، التي انطلقت في باريس الثلاثاء الماضي، انتهت الى تصوّر لمجموعة من الخطوات تتراوح بين زيادة الضغوط السياسية والاقتصادية، والترغيب بدعم في حال التزام الأطراف في لبنان بـ«خطة إصلاحية شاملة». وقالت المصادر إن «الجانب الغربي يتّجه الى تولي الملف بدلاً من تركه لإدارة السعودية والإمارات وبعض القوى اللبنانية»، وذلك انطلاقاً من كون أن «الرئيس عون وحزب الله رفضا تقديم أيّ تنازل بما خصّ تشكيل الحكومة الجديدة، وبعثا بإشارات الى استعدادهما لتشكيل حكومة فريق واحد إن تطلب الأمر». وبحسب المصادر، فإن «المشاورات الغربية قد ينتج منها مبادرة»، ولا سيما أن «فرنسا ستشهد اليوم اتصالات خاصة من أجل احتمال دعوة أصدقاء لبنان الى اجتماع عاجل في باريس قبل نهاية هذا الشهر، في سبيل توفير فرصة تقديم دعم جدي للبنان لمنع الانهيار المالي الذي بدأ يلوح في الأفق». أما بشان التركيبة الحكومية، فقد كشفت المصادر أن المشاورات الغربية، والتي شملت الرئيس الحريري في بيروت، انتهت الى تعديل في التصوّر الغربي، والموافقة على حكومة تكنو ــــ سياسية، مع تعديل مركزي يقول بأن حصة الوزراء السياسيين لن تتجاوز ربع أعضاء الحكومة، وأن اختصاصيين لديهم خبرات أكيدة في إدارة مرافق وشركات، سوف يتولون الحقائب الخدماتية من دون أن يقع أحد تحت ضغط الإتيان بكوادر أكاديمية». ولفتت المصادر الى أن «الأميركيين دفعوا نحو تجميد نشاط رئيس الجامعة الأميركية فضلو خوري الذي أجرى سلسلة واسعة من الاتصالات في لبنان وخارجه لأجل تعيين حكومة معظم أفرادها من أساتذة جامعيين وأكاديميين عملوا على عقود استشارية مع شركات حكومية وخاصة». وأكدت المصادر أن «الرئيس الحريري أبلغ من يهمّه الأمر في لبنان وفي العواصم الغربية أنه لا يريد أن يكون رئيساً للحكومة في هذه الفترة، وبالتالي فإن المحادثات الجارية الآن مع الرئيس عون ومع حزب الله تتركز على سبل اختيار شخصية غير سياسية لتولي منصب رئيس الحكومة بموافقة الحريري، الذي قال إن تياره سيكون ضمن الحكومة».

عون وحزب الله بعثا بإشارات إلى استعدادهما لتشكيل حكومة فريق واحد

وعن وجود تضارب في الآراء داخل الأوساط الغربية حيال كيفية التعامل مع الأزمة اللبنانية، لفتت مصادر عربية مقيمة في باريس الى أن «وزارة الخارجية الأميركية لا تُظهر اهتماماً كبيراً بأيّ قرار من شأنه التسبّب بانهيار كبير في لبنان»، بعكس آراء بعض مراكز القوى في الكونغرس وبعض الأجهزة التي تدعو الى رفع مستوى الضغوط. ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين أميركيين أن «وزارة الخزانة الأميركية أعدّت لائحة بأسماء شخصيات قريبة من التيار الوطني الحر لوضعها على لائحة العقوبات»، مع الإشارة هنا الى أن «واشنطن كانت قد منعت رئيس جمعية المصارف سليم صفير من دخول واشنطن، ولم تسمح له بالمشاركة في اجتماعات مالية دولية، قبل أن تعود وتمنحه تأشيرة دخول أخيراً، وكل ذلك على خلفية أنه عقد صفقة سياسية مع الوزير جبران باسيل».

سعر قياسي للدولار

في هذا الوقت، سجّل سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي في «السوق الموازية» رقماً قياسياً، أمس، إذ تجاوز عتبة الـ 2000 ليرة لكل دولار عند بعض الصرافين. وسبق لسعر الصرف أن وصل إلى هذا الحد، عندما كانت المصارف مقفلة، ولم يكن مصرف لبنان يضخّ دولارات في السوق. لكنها المرة الأولى التي يبيع فيها صرافون في بيروت الدولار بأكثر من ألفَي ليرة، رغم أن أبواب المصارف مفتوحة، وإن كانت قد وضعت قيوداً على السحب والتحويل. وتجدر الإشارة إلى أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سبق أن أعلن غير مرة أنه غير معني بالسعر الذي يصل إليه الدولار في السوق الموازية (لدى الصرافين)، وأنه يهتمّ حصراً بالسعر الرسمي الذي تلتزم به المصارف.

نداء الوطن...عون يحذّر المتظاهرين من "حرب مدمّرة": العبرة لمَن اعتبر.. ... لكم استقلالكم ولنا استقلالنا...

"استقلالان" يتنازعان المشهد اللبناني اليوم، واحد عسكري تحتفل به السلطة وآخر مدني يحتفل به الشعب الثائر على هذه السلطة وفساد رموزها. الاستقلال الأول سينحصر ضمن نطاق وزارة الدفاع في اليرزة بعدما آثرت السلطة إلغاء الاستعراض العسكري التقليدي في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت خشية الالتحام المباشر مع غضب الناس، والاستقلال الثاني لا تحدّه جدران ولا ينحصر ضمن ثكنات ولا أسلاك شائكة إنما أفقه مفتوح على امتداد ساحات الوطن من أقصاه إلى أقصاه حيث سيشهد لبنان عرضاً استقلالياً هو الأول من نوعه من أفواج مواطنيه الطامحين الى انتشال بلدهم من بين براثن منظومة المحاصصة والتحاصص التي نهبت مقدراته وجففت منابع خزينته. إنها الثورة تقول اليوم بأعلى الحناجر وبقرقعة الطناجر لأهل الحكم: لكم استقلالكم ولنا استقلالنا. وبينما الثوار يتحضرون لـ"المارش" المدني تحت رايات ويافطات مختلف قطاعات الشعب المنتفض ليتلاقوا في ساحة الشهداء مع "فوج" المغتربين القادمين في تظاهرة حاشدة تحت شعار "عا هدير الطيارة راجعين" من المطار إلى ساحة الشهداء، لا يزال أرباب السلطة على كراسيهم لا يحركون ساكناً إزاء مطالب الناس خارج إطار المراوحة واستنزاف الوقت في البحث عن سبل الالتفاف على الحلول المطلوبة شعبياً وأولها تشكيل حكومة اختصاصيين منزهة من الطبقة السياسية. حتى من راهن بالأمس على أن تفتح رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة الاستقلال باب الفرج و"الإفراج" عن الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة العتيدة، سرعان ما خاب رهانه بعدما لم تتضمن كلمة عون أي "حرف" موصول بالملف الحكومي إنما طغت عليها صبغة تقليدية في مقاربة مشهد التأزم الوطني، مع رسالتين بارزتين موجّهتين للجيش والشعب. رئيس الجمهورية وضع العسكريين أمام مهمة تحقيق التوازن بين كفتي "ميزان الثقة" التي يجب أن يحافظوا عليه عبر تأمين حرية تنقل المواطنين الراغبين بالذهاب إلى أعمالهم وبيوتهم، مقابل تأمين حرية المواطن الذي يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر والاعتصام. أما للمتظاهرين فتحذير صريح من مغبة المضي قدماً نحو "حرب داخلية مدمرة" قياساً على تلك التي شهدها أهلهم إبان الحرب الأهلية ليختم عون رسالته على وقع هذا التحذير بعبارة: "العبرة لمن اعتبر". وفي الملف الحكومي، تواترت أنباء ومعلومات عن مروحة أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة جاري العمل على التشاور بشأنها مع الرئيس سعد الحريري بغية تزكيته أحدها قبل الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة، وفي هذا الإطار تردد ليلاً على شريط هذه الأسماء المرشحة لخلافة الحريري إسم اللواء مروان الزين الذي كان قد شغل سابقاً منصب سفير لبنان في الرياض وموقع المدير العام لقوى الأمن الداخلي، وقيل إن حظوطه بدت مرتفعة خلال الساعات الأخيرة وفق مؤشر بورصة المشاورات المفتوحة بين بعبدا وعين التينة والضاحية من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية. وكانت سلسلة مواقف دولية داعية إلى تسريع عجلة "التكليف والتأليف" قد بلغت المسؤولين بالأمس، وفي مقدّمها موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شدد في برقيته إلى عون على وجوب تشكيل "حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين ببناء بلد مستقر مزدهر مستقل وآمن"، في وقت نشرت السفارة الأميركية في بيروت صورةً للعلم اللبناني، عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، مرفقة بتعليق باللغتين العربية والانكليزية: "مع الشعب اللبناني اليوم وغداً". وكذلك أملت فرنسا بشدة "تشكيل حكومة جديدة فعالة وذات مصداقية في أقرب وقت ممكن لاتخاذ إجرءات جوهرية وضرورية لانعاش البلد ولتلبية التطلعات التي عبَّرَ عنها اللبنانيون". كما أوضح المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش أنه "دعا القيادة اللبنانية الى تكليف رئيس مجلس وزراء بصورة عاجلة والبدء بعملية الاستشارات النيابية الملزمة والإسراع إلى أقصى حد في عملية تشكيل حكومة جديدة من شخصيات معروفة بكفاءتها ونزاهتها وتحظى بثقة الناس". أما على المقلب الدولي الآخر، فيبدو أنّ موسكو أعادت حساباتها تجاه الملف اللبناني بعدما ظهرت في الآونة الاخيرة في مظهر المعادي للثورة الشعبية اللبنانية، بحيث حرصت مصادر دبلوماسية روسية على نفي الكلام الذي تردد عن اتفاق بين موسكو وطهران على إجهاض الثورة في لبنان، مؤكدةً أنه "كلام عارٍ من الصحة". وكشفت لـ"نداء الوطن" أنّ "موضوع لبنان والمأزق السياسي الذي يمر فيه سيكون على طاولة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وعلى طاولة مسؤولين آخرين في الكرملين لاتخاذ الموقف المناسب إزاء هذا الموضوع"، موضحةً رداً على سؤال أنّ "موسكو لم تتخذ أي موقف رسمي تجاه الأزمة اللبنانية بعد إنما ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فرنسا عن عدم واقعية حكومة التكنوقراط في لبنان كان في إطار مناقشة الأفكار التي تُطرح ولم يجسد بذلك موقفاً روسياً رسمياً". وإذ قللت من أهمية ما يُحكى عن أنّ الإدارة الروسية تنظر إلى الثورة اللبنانية باعتبارها مؤامرة تقف وراءها واشنطن، أكدت المصادر أنّ "موسكو ترحب بعودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة فهو صديق لها، لكنها في الوقت عينه لا تتدخل بشكل الحكومة الجديدة بل هي تساعد فقط لبنان عبر التواصل بين أطرافه المتخاصمين الذين يبقى لهم وحدهم القرار في تحديد شكل الحكومة ورئيسها والأولويات التي تضعها أمامها".

تأييد فرنسي ـ أميركي ـ بريطاني لحكومة تكنوقراط وعون اطّلع على أجواء الاجتماع الثلاثي في باريس

باريس: ميشال أبو نجم - بيروت: «الشرق الأوسط»... أطلع سفير فرنسا برونو فوشيه رئيس الجمهورية ميشال عون على «أجواء الاجتماع الثلاثي الفرنسي - الأميركي - البريطاني، الذي عُقد أول من أمس في باريس وتناول في جانب منه الوضع في لبنان، حيث أكد المجتمعون استمرار دعم بلدانهم استقرار لبنان وسيادته واستقلاله ووجوب عودة المؤسسات الدستورية إلى العمل». وتم التطرق خلال اللقاء إلى زيارة مدير دائرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، السفير كريستوف فارنو، الذي زار بيروت قبل أسبوعين، وعاد إلى باريس بقناعة تقضي بأهمية إجراء الإصلاحات الضرورية على مختلف الأصعدة، بحسب بيان رئاسة الجمهورية. وتواصل باريس مساعيها من أجل إيجاد حل للأزمة في لبنان، وتعمل على «حشد» شركائها والمجتمع الدولي من أجل تحقيق هذا الهدف، بحسب ما أكدت مصادر فرنسية رفيعة المستوى في باريس، أمس. وكان أول الغيث الاجتماع الذي حصل في الخارجية الفرنسية، أول من أمس، وضم إلى مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كريستوف فارنو، دبلوماسيين أميركيين وبريطانيين رفيعي المستوى. وأشارت المصادر الفرنسية أن «لا خلافات تذكر» بين الجهات المذكورة بشأن «الحلول» المطلوبة للوضع في لبنان. أما الشق الآخر من محصلة المهمة، التي قام بها فارنو في بيروت، والتي نالت توافقاً ثلاثياً، فتقوم على تزكية قيام حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تكون مهمتها اتخاذ القرارات الملحة والتجاوب مع مطالب الشارع اللبناني والتسريع في إجراء الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي. وفي رأي باريس، من الأفضل ألا يكون الاختصاصيون منتمين إلى أحزاب، وأن يتمتعوا بدعم واسع، يمكنهم من السير بالإصلاحات الضرورية. ومن «الأفكار» التي تدرسها باريس، الدعوة إلى عقد مؤتمر للدول الداعمة للبنان، ولم يتخذ أي قرار حتى الآن بشأن المستوى الذي سيكون عليه هذا الاجتماع، وهل يكون رئاسياً أم وزارياً أم على مستوى الموظفين. والغرض من ذلك إعادة الثقة بالوضع اللبناني. فيما تُكرر باريس أن الجهات المانحة والمقرضة لن تقدم المساعدة للبنان، وهي مغمضة العينين، وستشترط إجراء الإصلاحات الاقتصادية قبل الموافقة على التمويل الدولي. رغم ذلك، لا تريد باريس أن تعطي انطباعاً بأنها تلعب دور الوصي على لبنان واللبنانيين. من هنا، تأكيد مصادرها أن مهمة فارنو في بيروت كانت «استطلاعية»، وأنها لتوفير الدعم للبنان، ومطالبة المسؤولين اللبنانيين بتحمل مسؤولياتهم إزاء الوضع «الخطير» الذي يمر به البلد. وكل ذلك انطلاقاً من الحرص على المصلحة اللبنانية وعلى سيادة لبنان، من دون أي رغبة في التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. لكن الجديد فيما جاءت به المصادر الفرنسية يتناول الموقف الأميركي حيث كانت باريس تعتبر أن ثمة «بوناً شاسعاً» بين ما تسعى إليه من أجل لبنان وبين تيار في الإدارة الأميركية يريد توظيف الأزمة اللبنانية في المواجهة مع إيران. والحال أن الموقف الذي نقله مسؤول أميركي كبير إلى باريس يذهب في اتجاه التيار الأميركي «المعتدل» بعيداً عن مجموعة «الصقور» الموجودة في البيت الأبيض أو في وزارة الخارجية. كذلك فإن اعتبار باريس أن الحكومة الفضلى هي حكومة اختصاصيين يمكن تفسيره على أنه تبنٍ لموقف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي يطالب بحكومة تكنوقراط «صافية». في أي حال، أتاحت زيارة فارنو لبيروت فرصة لفرنسا للانطلاق في اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية، ومنها طهران، والأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وترى فرنسا أن الحلول يجب أن تكون ثمرة تفاهم اللبنانيين، مذكرة بأنه يتعين على السلطات اللبنانية عدم اللجوء إلى قمع المتظاهرين أو التوتير الأمني، لأن الحراك «شعبي» وسلمي. وتنبه إلى أنه كلما تأخرت الاستجابة لما يطلبه المتظاهرون، كلما ستكون الكلفة أكبر.

إصرار جنبلاط وجعجع على عدم المشاركة يفقد الحكومة صفتها الجامعة

الوقوف على رأي الحريري ضروري لقطع الطريق على شخصية استفزازية

الشرق الاوسط.....بيروت: محمد شقير... يقول مصدر وزاري يواكب عن كثب الاتصالات الجارية لإخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من التأزّم السياسي الذي يدخل أسبوعه الرابع بأنه من غير الجائز اتهام رئيس الجمهورية ميشال عون بمخالفة الدستور على خلفية عدم دعوته الكتل النيابية للمشاركة في الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليف الحكومة العتيدة، ويعزو السبب إلى خلوّ الدستور من أي نص يُلزمه القيام بهذه الاستشارات فور استقالة رئيس الحكومة. لكن عدم توجيه التهمة لرئيس الجمهورية بمخالفة الدستور لا يعفيه من مسؤوليته حيال التأخّر في دعوة الكتل النيابية لإنجاز الاستشارات، خصوصا أن البلد يمر في أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة تستدعي منه الإسراع في إعادة الانتظام إلى مؤسسة مجلس الوزراء للقيام بدوره في توفير الحلول لهذه الأزمة العاتية التي بلغت ذروتها فور استقالة الحكومة. ويرى المصدر الوزاري أن من حق رئيس الجمهورية أن يبدي وجهة نظره لجهة تحديد رؤيته للتركيبة الوزارية، وذلك أسوة بالأطراف السياسية الأخرى التي كانت أدلت بدلوها في هذا الخصوص، ويعتبر أن ما صدر عنه لا يُلزم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة. ويضيف أن الرئيس الحريري كان أول من أبدى وجهة نظره واقترح تشكيل الحكومة من اختصاصيين لفترة زمنية انتقالية لعلها تتمكن من إحداث صدمة سياسية تحاكي من خلالها «الحراك الشعبي»، وتتوجّه إلى المجتمع الدولي لطلب مساعدة لبنان للنهوض من أزمته المالية والاقتصادية من جهة وتشكّل رافعة سياسية لإعادة تعويم مقررات مؤتمر «سيدر» التي يراد منها التأسيس لإنقاذ البلد من هذه الأزمة. إلا أن وجهة نظر الحريري هذه قوبلت باعتراض من «الثنائي الشيعي» الذي يتشكّل من حركة «أمل» و«حزب الله» تناغماً مع موقف مماثل لرئيس الجمهورية وتلاقياً حول تشكيل حكومة مختلطة من سياسيين وتكنوقراط مطعّمة بممثلين عن «الحراك الشعبي». وفي هذا السياق، يسأل المصدر الوزاري إذا كان البديل لوجهة نظر الحريري يتراوح بين تشكيل حكومة تكنوسياسية وأخرى من لون واحد في حال تعذّر التوافق على حكومة مطعّمة. ويقول إن الاتصالات لم تنقطع وأن قنوات الاتصال التي تؤمن استمراريتها ما زالت قائمة وإن كانت تجري في معظمها من خلال وسطاء يتنقلون بعيداً عن الأضواء بين الرؤساء الثلاثة، ويؤكد أن الحريري ليس من الذين يقفلون الأبواب في وجه المشاورات الجارية لأن التواصل، خصوصاً في ظل التأزم السياسي والاقتصادي، أكثر من ضرورة لعله يدفع باتجاه التوافق على مخرج للتغلُّب عليه حتى لو ارتأى ألا يكون على رأس الحكومة لما يتمتع به من ثقل ميثاقي وعلاقات دولية وإقليمية يعمل لتوظيفها لإنقاذ البلد. ويلفت المصدر الوزاري إلى أن الخيار البديل في حال تعذُّر تشكيل حكومة من اختصاصيين يكون في حكومة تكنوسياسية، وهذا ما يفتح الباب أمام السؤال عن إمكانية توفير الغطاء السياسي لمثل هذا النوع من الحكومات والذي لن يتأمّن إلا بتوسيع المشاركة فيها بما يسمح بأن تكون جامعة لئلا تولد معطوبة وتتحوّل إلى حكومة من لون واحد. ويرى أن الوقوف على رأي الرئيس الحريري في تسمية الرئيس المكلف لقطع الطريق على تكليف شخصية استفزازية بات ضرورياً، وهذا باعتراف معظم الأطراف المعنية بولادتها وقد لا يكون كافياً في حال إصرار رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على قراره بعدم المشاركة فيها والأمر نفسه ينسحب على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ويعتبر أن صمود جنبلاط وجعجع على موقفهما من شأنه أن يُفقد هذه الحكومة صفتها الجامعة ويقدّمها للرأي العام على أنها من لون واحد، خصوصا أن دعم الحريري لتسمية الرئيس المكلف بالتوافق مع القوى السياسية الرئيسية لا يؤمن لها الميثاقية في غياب حليفيه عنها، إضافة إلى أن دعمه لا يعني بالضرورة أن يتمثّل فيها تيار «المستقبل» انسجاماً مع قناعته بأن تتشكل من اختصاصيين، فكيف سيكون موقفه في ضوء القرار النهائي لجنبلاط وجعجع برفضهما أي حضور لهما في هذه الحكومة. وبكلام آخر، فإن حكومة من هذا النوع سيتم التعاطي معها على أنها من لون واحد لأن المشاركة فيها - بحسب المصدر الوزاري - ستقتصر على أحادية مسيحية محصورة بحصة رئيس الجمهورية و«التيار الوطني الحر» في ظل غياب «القوات» و«حزب الكتائب» عنها، وأيضاً على أحادية درزية يمثلها النائب طلال أرسلان في مقابل حضور مميز لـ«الثنائي الشيعي». ناهيك من أن حضور «المستقبل» فيها لن يكون محسوماً لشعوره بأنه سيكون وحيداً في مواجهة الآخرين، وبالتالي ستولد مثل هذه الحكومة وهي ناقصة التمثيل وتفتقد إلى الميثاقية. ويبقى السؤال، إذا كانت هذه الحكومة هي الوجه الآخر لحكومة اللون الواحد، فهل يوافق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أن يتمثل فيها وهو لا يزال يتمسك بتسمية الحريري لتشكيل الحكومة ويقف ضد أي تشكيلة وزارية يشتم منها بأنها تمثل فريق دون الآخر؟

كما أن «حزب الله» لا يحبّذ تشكيل حكومة من «لون واحد» وهذا ما كان كرره المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل في لقاءاته مع الحريري، مؤكداً في نفس الوقت أن الوضع في البلد لا يحتمل تشكيل حكومة مواجهة. وعليه كيف سيتصرف الرئيس بري في حال توزّعت مروحة الضغوط بين الداخل والخارج لتأليف حكومة أمر واقع؟ وهل سيصمد «حزب الله» على موقفه الذي كان أبلغه للحريري؟ وأين يقف رئيس الجمهورية باعتبار أن حكومة من هذا القبيل ستقحم البلد في مواجهة سياسية؟ إضافة إلى أنه يفتتح النصف الثاني من ولايته الرئاسية بحكومة تكون أشبه بمجلس إدارة يتولى إدارة الأزمة، فيما يبقى السؤال عن أي «حراك شعبي» يتمثل فيها؟



السابق

أخبار وتقارير......فيديو يرصد فشل الصواريخ السورية في التصدي للضربة الإسرائيلية....قواعد اشتباك جديدة في سوريا: المعابر الحدودية مقابل المستوطنات....الجمهورية....رسالة الكونغرس الى غوتيريس: أوقفوا «حزب الله»......دبلوماسي غربي: حزب الله ليس مفتاح كل شيء في لبنان....مخاوف من أزمة سياسية مفتوحة مع انقطاع قنوات التواصل....واشنطن: «داعش» قادر على الوصول إلى ملايين الدولارات....تقرير: بومبيو يبحث عن «خروج آمن» من إدارة ترمب..نيودلهي تنشر خريطة لكشمير تبيّن الجزء الباكستاني من الإقليم داخل الحدود الهندية...جونسون يفرض «بريكست» على أجندة الانتخابات البريطانية....

التالي

العراق... صدامات متقطعة وعمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات الأمنية في بغداد... تظاهرات مرتقبة اليوم وتوافد إلى ساحة التحرير...توافد المحتجين إلى وسط بغداد.. ومقتل 7 متظاهرين..السلطات العراقية تضيّق على التظاهرات من بوابة الطلبة...العبادي يدين القمع ويدعو لانتخابات مبكرة... والحكيم يحذر من إفشال وثيقته السياسية..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,046,415

عدد الزوار: 6,749,569

المتواجدون الآن: 102