لبنان..."الجمهورية": الحكومة: أموال "سيدر" أولاً.. والمنطقة ترصد نتائج الإنسحاب الأميركي..برلين تسعى لاعتقال اللواء جميل حسن في لبنان.....لبنان في ظلال «هنْدسةٍ» تحيّد الخلافات وهل يزور بومبيو بيروت الشهر المقبل؟....اللواء....تخبُّط في أولويات الإنطلاق: سيدر أو الفساد أم النازحين؟... دار الفتوى تجدِّد رفضها القاطع للزواج المدني.. وانتفاضة في بيروت إحتجاجاً على «العقاب الكهربائي»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 شباط 2019 - 4:36 ص    عدد الزيارات 2431    التعليقات 0    القسم محلية

        


"الجمهورية": الحكومة: أموال "سيدر" أولاً.. والمنطقة ترصد نتائج الإنسحاب الأميركي..

أدارت الحكومة محركاتها رسمياً، ونزلت الى ساحة العمل التنفيذي لسلّة الوعود التي اطلقتها قبل نيلها ثقة المجلس النيابي. واذا كان يوم العمل الأول للحكومة امس، قد عكس من حيث الشكل، حماسة واستعجالاً لدى رئيس الحكومة سعد الحريري، في مقاربة الملفات التي ألزمت حكومته نفسها بالتصدّي لها والشروع في ايجاد العلاجات المطلوبة للمستعصي منها، وكذلك حماسة في تحقيق إنجاز سريع، يُلغي الصورة التشكيكية بالعمل الحكومي. ولعلّ الهدف الاساس للحكومة في بداية عهدها، هو قطف ثمار سريعة من مؤتمر «سيدر»، التي تعلّق آمالاً كبرى على تقديماته للبنان، تعتبرها الحكومة العلاج الشافي من الأزمات الاقتصادية الخانقة. على انّ الصورة الداخلية، تواكبت مع صورة اقليمية تؤشر الى بروز وقائع جديدة، وربما تحوّلات على مستوى المنطقة، وخصوصاً في الميدان السوري، مع الاعلان الاميركي عن بدء سحب القوات الاميركية من سوريا. هذا الاعلان جاء على لسان قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جوزف فوتيل الذي قال: «إن القوات الأميركية تنفّذ أمر الرئيس الأميركى دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا». وأشار فوتيل، إلى «أنّ النقاش ليس حول بقاء القوات الأميركية بل بشأن ما يمكن أن يقوم به التحالف الدولي».

وقائع جديدة

الى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»: انّ أهمية هذا الانسحاب لا تكمن في كونه يأتي إنفاذاً لما تعهّد به الرئيس الاميركي خلال حملته الانتخابية في السباق إلى البيت الأبيض عام 2016، بل في النتائج التي قد تترتب عليه، والتي من شأنها ان ترسم خريطة جديدة في المنطقة، يصعب رسمها منذ الآن أو تحديد نطاقها. ولكن في مطلق الأحوال المنطقة مُقبلة على تطورات ووقائع جديدة. وترسم المصادر صورة ضبابية عمّا سيؤول اليه حال المنطقة، بدءًا من ايران وصولا الى لبنان ومروراً بسوريا وكذلك العراق. وتوقعت في هذا السياق مزيداً من التصعيد الاميركي في اتجاه ايران وكذلك في اتجاه «حزب الله»، عبر جرعات متتالية من العقوبات، والتي يبدو انّ بعضها بات على وشك الاعلان من قِبل الادارة الاميركية، وقالت: «التصعيد ضد ايران مؤكّد، ذلك انّ ايران نقطة أساسية في البرنامج الانتخابي الذي اوصل ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يجعله يعمد إلى تصوير الصراع مع ايران كما لو أنه صراع أممي، وهو ما عبّر عنه وزير خارجيته مايك بومبيو، حين أشار إلى وجود إيراني - بجانب «حزب الله» في فنزويلا لدعم نيكولاس مادورو»!

إقلاع متعثّر

داخلياً، لم يمر إقلاع الحكومة الى مدار العمل، بالهدوء الذي كان منتظراً، بل بمجرّد اقلاعها تعثّرت بالحجر السوري. إذ لفتت الوسط السياسي زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا، واثيرت تساؤلات حول مغزاها في هذا الوقت، وتوقيتها بالتزامن مع اول يوم عمل رسمي للحكومة بعد نيلها الثقة. واذا كان الوزير الغريب قد برّر انّ الزيارة منسّقة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، فإنّ الحكومة اللبنانية تبرأت منها وأدرجتها في الاطار الخاص. وقالت مصادر وزارية لـ «الجمهورية»، انّ معظم المسؤولين لم يكونوا على علم بالزيارة، وانّه تمّ ترتيبها من قِبل الأجهزة الحزبية. فمجلس الوزراء لم يعقد اي جلسة بعد للبت بمثل هذه الزيارات الرسمية التي يقوم بها الوزراء بعد نيلها الثقة. ولفتت المصادر، الى انّ الوزير الغريب لم يطّلع بعد على الخطط الموضوعة في الوزارة ولا البرامج المقرّرة قبل القيام بهذه الزيارة، لمعرفة السياسة التي يجب ان يطبّقها. وهو بدوره لم يناقش هذا الملف مع احد بعد. ولذلك ستكون لهذه الزيارة ردات فعل غير حميدة في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل. وراحت مصادر بيت الوسط أبعد من ذلك، وقالت لـ «الجمهورية»، إنّ رئيس الحكومة ليس على علم بهذه الزيارة، وانّ الوزير الغريب لم يطلب الإذن للقيام بها ولم يجتمع مجلس الوزراء للبت بها. لذلك، فهو كما لم يوافق من قبل على زيارة اي من الوزراء المعنيين الى دمشق، فهو لذلك ليس موافقاً على هذه الزيارة تحديداً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها سوى زيارة خاصة لا ُتلزم الحكومة اللبنانية.

«القوات»

ويبرز في هذا السياق موقف «القوات اللبنانية»، التي اكّدت مصادرها لـ«الجمهورية»، اننا وقبل ان تلتئم الحكومة، شاهدنا خرقين فاضحين لسياسة النأي بالنفس، الاول قام به الوزير الياس بوصعب عبر موقفه من المنطقة الآمنة. إذ اننا غير معنيين كلبنانيين باتخاذ موقف مع او ضد في الموضوع السوري، علماً انّ سوريا تخضع لنفوذ عربي واقليمي ودولي، وبشار الاسد جزء من كل هذا النفوذ القائم، وهو لا يسيطر على كل سوريا، والتعامل معه وكأنه دولة قائمة بذاتها يشكّل خرقاً كبيراً لسياسة النأي بالنفس المعتمدة في لبنان. امّا في ما خصّ الخرق الثاني، تقول المصادر، «كنا نفضّل الّا يزور الوزير الغريب سوريا، لانّ زيارة من هذا النوع في هذا التوقيت وقبل ان تلتئم الحكومة، التي هي المسؤولة عن ملف النازحين الحيوي الاساسي، وليس وزيراً بعينه». واعتبرت المصادر انّ «ما يحصل هو اصرار على التفرّد، وعلى استباق اجتماع الحكومة، وعلى وضع الجميع امام الامر الواقع، ونحن نرفض ان يضع اي طرف سياسي الحكومة امام امر واقع، كما نرفض عدم الالتزام بسياسة النأي النفس واستجلاب واستجرار مشاكل على لبنان هو في غنى عنها». وسألت المصادر، «ما هي خلفية الإصرار على إثارة ملفات خلافية واشكاليات من هذا النوع، وكأن هناك طرفاً يريد فتح مشاكل عنوة واثارة مواضيع انقسامية وخلافية بين اللبنانيين؟ وهذا امر مرفوض رفضاً مطلقاً». ودعت الى «استبعاد الملفات الخلافية، لكي تتمكن الحكومة من التركيز على الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشي، الذي يحتاج الى معالجة فورية بدلاً من التلّهي بعناوين وشعارات فضفاضة لا قيمة لها، بل الهدف منها تسجيل مواقف للمواقف واثارة المشاكل والانقسامات الداخلية. هذا امر مرفوض وسنتصدّى له في مجلس الوزراء وسنثير في الجلسة هذين الخرقين، هذا اذا لم يحصل خرق ثالث ورابع». وفي السياق، قالت مصادر قيادية في 14 آذار لـ«الجمهورية»: «لن نقبل بأن تكون انطلاقة الحكومة على هذه القاعدة، والتوجّه الى سوريا في توقيت ملتبس». واعتبرت انّ المطلوب هو التركيز على الاولويات بعيداً من السياسات التي تؤدي الى تعميق الازمات والمشاكل.

«سيدر» في السراي

وكانت الانطلاقة الحكومية قد استُهلت من السراي الحكومي، عبر اجتماع تشاوري موسّع ترأسه الرئيس الحريري بمشاركة ممثلين عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية، التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر «سيدر». وجرى تدارس الخطوات المستقبلية، وتحديد وجهة الاموال الموعودة من هذا المؤتمر. وبحسب مصادر المجتمعين، انّ الاجواء مشجعة، وثمة ارتياح واضح لهذه الانطلاقة، التي ستكون لها تتمتها في القريب العاجل، في سياق خطوات متسارعة ستسلكها الحكومة في المرحلة المقبلة، وصولاً الى وضع ما هو مرصود من اموال من «سيدر» على طريق الوصول الى لبنان.

مجلس الوزراء

الى ذلك، يتجّه مجلس الوزراء الى عقد اولى جلساته في القصر الجمهوري في بعبدا الخميس المقبل. وقالت مصادر وزارية لـ «الجمهورية» انّ الجلسة ستشهد تعيين القاضي محمود مكية اميناً عاماً لمجلس الوزراء. كما سيتم تشكيل الوفد اللبناني الى القمة الأورو- متوسطية المقرر عقدها في شرم الشيخ بين 23 و24 شباط الجاري، بعدما يبلّغ رئيس الجمهورية قراره بعدم المشاركة شخصياً فيها. على ان يرأس الوفد اللبناني الى القمة رئيس الحكومة سعد الحريري. واشارت المصادر، الى انّ المجلس سيحدد جدول عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، بدءًا من التصدّي لموضوع الموازنة، التي اكّد وزير المالية علي حسن خليل لـ«الجمهورية» انه سيقوم في هذه الفترة باتصالات مكثفة مع القوى السياسية حول الموازنة، تمهيداً لوضع التصور النهائي لها، علماً انّ الموازنة ستوضع او هي موضوعة اصلاً على نار حامية، ويُفترض ان يتناولها مجلس الوزراء في جلسات متتالية، يصار في نتيجتها الى احالتها الى المجلس النيابي خلال فترة لا تتجاوز النصف الثاني من الشهر المقبل. واكّد خليل، انّ ارقام الموازنة ستكون مدروسة، وبالتأكيد لن تكون فيها اي ضرائب او رسوم او اعباء على المواطن اللبناني، والهدف الاساس التي نتوخاه هو تخفيض العجز والانتقال بالبلد الى مرحلة النمو، والشرط الاساس هو تنفيذ ما تمّ التأكيد عليه في مداخلات النواب لناحية المكافحة الجدية للفساد.

بري: الى العمل

في هذا الوقت، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه تأكيده انّ الحكومة بعد نيلها الثقة، يُفترض ان تذهب الى العمل الذي التزمت به، وتترجم الثقة التي نالتها. واكّد بري انّ كل الملفات المطروحة على بساط الازمة لها اولوية، فكيفما بدأت الحكومة عملها يكون الامر جيداً، المهم ان يبدأ العمل. وسُئل بري :هل ثمة جدية في مكافحة الفساد؟ فأجاب: «الجميع اكّدوا انّ الفساد عدوهم، وليكن معلوماً انّ الفساد لا دين له، ولا طائفة، بل هو ضد الدين، وضد البلد كله، المطلوب ان تحاسب الفاسد اياً كان هذا الفاسد، فمجرد محاسبته تردع الآخرين». ولفت بري الى انّ «إحدى اهم الاشارات الايجابية حول جدية العمل الحكومي، تكمن في المسارعة في تطبيق القوانين. اذا تمّ تطبيقها لن اقول يؤدي الى الغاء 100% من الفساد ولا 90 %، بل يقضي على القسم الاكبر من هذا الفساد، ويردع كل من تسوّل له نفسه الاقدام على هذا الفعل».

برلين تسعى لاعتقال اللواء جميل حسن في لبنان..

الراي...برلين - ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن برلين طلبت من السلطات اللبنانية تسليم أحد كبار قادة المخابرات السورية، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية. وأوردت المجلة الأحد، أنه بعد أيام من اعتقال عنصرين من المخابرات السورية متهمين بتنفيذ آلاف عمليات القتل والتعذيب الممنهج، اتبعت برلين خطوة هي الأولى من نوعها في الإطار الديبلوماسي، وقدمت إلى لبنان طلب تسليم اللواء جميل حسن، مدير إدارة المخابرات الجوية السورية، وذلك بعد حصول المحققين على معلومات تفيد بأن الأخير ينوي السفر إلى لبنان لتلقي العلاج. وتتهم النيابة العامة الاتحادية، حسن بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقد أصدرت بالفعل مذكرة توقيف دولية بحقه الصيف الماضي. إضافة إلى ذلك، هناك معلومات تفيد بأن مكتب المدعي الفيديرالي في كارلسروه يحقق اﻵن ضد نحو 20 من المسؤولين السوريين السابقين. وذكرت الصحيفة أنه من خلال طلبها من لبنان تسليم حسن، تسعى برلين إلى تضييق نطاق تحركات الرجل المطلوب من جهة، وممارسة الضغط على لبنان، الذي يسافر إليه بشكل متكرر مسؤولو الحكومة السورية، من جهة أخرى. ومع ذلك، تعتبر المجلة أن الآمال لدى ألمانيا في أن تقوم السلطات اللبنانية باعتقال حسن وتسليمه تبقى منخفضة، حيث يلعب «حزب الله»، دورا محوريا في هيكلية السلطة اللبنانية حسب المجلة.

لبنان في ظلال «هنْدسةٍ» تحيّد الخلافات وهل يزور بومبيو بيروت الشهر المقبل؟

الكاتب:بيروت - «الراي» ... رسمتْ انطلاقةُ حكومة «الى العمل» معالمَ المرحلة المقبلة التي يُقْبِل عليها لبنان والتي يحكمها قرارٌ بوضْع البلاد على سكة النهوض وإخراجها من «دائرة الخطر» الاقتصادي - المالي «على حمّالةِ» مؤتمر «سيدر 1»، من خلف «حقل الألغام» السياسي ذات الصلة بتوترات المنطقة التي ترتبط بها بيروت عبر «فتائل» عدة بدا واضحاً أن ثمة منحى لمنْع تحويل أي منها صاعق تفجير للوضع الداخلي بل القفز فوقها وفق سياسة «إشاحة النظر» التي «تختبئ» تارةً وراء عنوان «النأي بالنفس» لمخاطبة المجتمعيْن العربي والدولي بلغةٍ لا تمتّ الى «أفعال حزب الله» ونشاطاته في أكثر من ساحة، وطوراً وراء زياراتٍ لوزراء الى سورية لا تحظى بغطاء من مجلس الوزراء ولا تتم بتكليف منه بمقدار ما «توسم» بأنها سياسية لا رسمية. ووفق هذه «الهنْدسة» للمرحلة الجديدة في بيروت، تميّز أمس بتطوريْن:

* الأوّل ترؤس رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماعا تشاورياً موسَّعاً شارك فيه ممثلون للصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت مساعدة لبنان في مؤتمر «سيدر»، والذي خُصص لبحث الخطوات المستقبلية ووضْع «خريطة طريق» تتناول المشاريع التي يرغب لبنان في أن تتجه إليها أموال الدول المانحة (قروض ميسرة ومساعدات بأكثر من 11 مليار دولار) لتنمية قطاعاتٍ تعتبرها بيروت الأكثر حاجة وقدرةً على تشكيل «قاطرة» اقتصادية. وجاء انطلاق «قطار سيدر» عملياً بالتوازي مع «إقلاع» عمل الحكومة التي يرجّح ان تعقد أول اجتماع لها (بعد نيلها ثقة البرلمان) يوم الخميس وفي رأس أولوياتها إنجاز مشرع موازنة 2019 متضمّناً إشاراتٍ ملموسة الى الإصلاحات التي التزم لبنان بمباشرتها تمهيداً للاستفادة من مخصصاتِ «سيدر»، ليعكس حرْص بيروت على الاستفادة من «مظلّة الدعم» الدولي والعربي التي يوفّرها هذا المؤتمر والتي يُنتظر ان تَبْرُزَ رسائل إضافية تؤكد عليها مع الحركة الديبلوماسية المرتقبة في اتجاه بيروت والتي كانت انطلقتْ مع زيارة الموفد الملكي السعودي نزار العلولا والتي تزامنتْ تقريباً مع المحطة اللبنانية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وظهّرتْ أن الرياض ليست في وارد ترْك «بلاد الأرز» للعبة التوازنات واختلالاتها الراهنة. وفي هذا السياق، نقلتْ «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر ديبلوماسية ترجيحها ان يزور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بيروت في مارس المقبل (من ضمن الجولة التي ستحمله الى الكويت) «بما يشكّل رسالة الى مَن يعنيهم الامر، بأن الساحة اللبنانية غير متروكة، ولا يمكن أن تكون في الخندق الآخر (الإيراني)»، في حين تستعدّ بيروت لتستقبل في 25 و26 الجاري الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية فيديريكا موغيريني لتهنئة الحكومة وبحث سبل دعمها في مختلف المجالات وتفعيل آليات تنفيذ «سيدر» الذي لن يغيب عن اللقاءات التي سيعقدها الحريري على هامش ترؤسه وفد لبنان إلى مؤتمر القمة الأورومتوسطية في مصر في 24 الجاري.

* أما التطور الثاني الذي طبع يوم أمس، فكان زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لدمشق تلبية لما قال إنه دعوة تلقّاها من وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف. وفي حين أثارتْ هذه الزيارة علامات استفهام حول تداعياتها على العمل الحكومي في ظل الخلافاتِ حول التطبيع وحتى التمايزات حيال عودة النازحين «الآمنة» أو «الطوعية»، فإن أوساطاً سياسية رأتْ ان نقْل ملف النازحين من القنوات الأمنية (كان يتولاه تنسيقياً اللواء عباس ابراهيم) الى السياسية لن يترك ارتداداتٍ سلبية داخلياً، وسط انطباعٍ بأن زيارة الغريب «المغطاة» من الرئيس ميشال عون هي في سياقٍ متفاهَم عليه ضمناً بعدم تأمين أيّ غطاءٍ من مجلس الوزراء لمثْل هذه الزيارات «غير الرسمية» تفادياً لنقْل التباينات إلى طاولته، ومتوقّفة في الإطار نفسه عند غياب ردود فعلٍ وازنة على ما أبداه وزير الدفاع الياس بو صعب أمام مؤتمر ميونيخ للأمن من تحفُّظ على وجود منطقة آمنة بين سورية ‏وتركيا واعتباره ان أي وجود عسكري تركي على الأراضي السورية من دون موافقة دمشق احتلالاً، وهو الموقف الذي اعتبره البعض في بيروت خرقاً لمبدأ النأي ‏بالنفس.

  • الزواج المدني» في لبنان... يُحْدِث طلاقاً»!

مرة جديدة يعود ملف «الزواج المدني» في لبنان إلى دائرة الضوء من بوابة سجالية - اشتباكية يتشابك فيها الديني بالسياسي و«المدني». وخرج هذا العنوان «من العتمة» مع تصريحٍ لوزيرة الداخلية ريّا الحسن، أعلنت فيه أنها «شخصياً تحبذ ان يكون هناك إطار لزواج مدني»، موضحة أنها «ستسعى لفتح الباب لحوار جدي ‏وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني». ولم يتأخّر كلام الحسن في ان يتحوّل مادةً خلافية «انفجرت» معها مواقع التواصل بـ«طوفان» مواقف انقسمت بين مرحّب ورافض بشدّة وانخرط فيها سياسيون وإعلاميون وفنانون ومثقّفون ورجال دين، وصولاً الى خروج دار الفتوى ببيان «حاسم» عن مكتبها الإعلامي أكد «الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان ومعارضته لأنه يخالف أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء جملة وتفصيلاً من ألفه الى يائه ويخالف أيضا أحكام الدستور اللبناني (...)».

اللواء....تخبُّط في أولويات الإنطلاق: سيدر أو الفساد أم النازحين؟... دار الفتوى تجدِّد رفضها القاطع للزواج المدني.. وانتفاضة في بيروت إحتجاجاً على «العقاب الكهربائي»..

هزّ الانقطاع المتكرر للكهرباء عن العاصمة بيروت والضواحي «الثقة» التي نالتها الحكومة، بصرف النظر عن تبريرات مؤسسة كهرباء لبنان، مع العلم ان سلفة الخزينة لشراء الفيول وقع عليها قبل نهاية الأسبوع الماضي.. وترتب على هذا الوضع الكهربائي غير المبرر، إقدام شبان غاضبون ليل أمس على إشعال اطارات وقطع الطريق احتجاجاً في محيط المدينة الرياضية، ثم ما لبثت القوى الأمنية ان أعادت فتح الطريق، بالتزامن مع إعلان عودة التغذية الكهربائية للعاصمة بدءاً من بعد غد الخميس. وتزامنت «انتفاضة الكهرباء» مع وضع الخطط التمهيدية لتحريك ملفات مؤتمر «سيدر» ومن بينها ملف الكهرباء، الذي يحتاج إلى خارطة طريق واضحة، مع العلم ان الرئيس سعد الحريري ترأس أمس في السراي الكبير اجتماعاً تشاورياً لممثلي الصناديق العربية والأوروبية والدولية والمؤسسات المالية التي التزمت بمساعدة لبنان في مؤتمر «سيدر». وبدا التخبط منذ اليوم الأول لانطلاق الحكومة، ففي الوقت الذي كان اجتماع المؤسسات المانحة منعقداً في السراي الكبير، وفقاً للالتزام الذي ما يزال قائماً، وفقاً لما أدلى به المدير الإقليمي للبنك الدولي في دول المشرق ساروج كومار جا للعمل مع الحكومة تطبيق المشاريع ذات الأولوية في مختلف القطاعات، كان وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين في سوريا يبحث في آليات العودة، وكانت دوائر قصر بعبدا، الذي احتفل بالميلاد الـ84 للرئيس ميشال عون، يستعد لاطلاق آلية مكافحة الفساد، بعد نفير حزب الله في المهرجانات وساحة النجمة. وتعقد جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس عند الساعة 11.30 في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها تعيين القاضي محمود مكية أميناً عاماً لمجلس الوزراء خلفاً للأمين العام السابق فؤاد فليفل، إلى جانب بت عدد من المواضيع التي كانت مدرجة على آخر مجلس وزراء، ويوزع اليوم جدول الأعمال. ويغادر الرئيس الحريري إلى بروكسيل في 13 آذار المقبل، لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر الدول المانحة بشأن النازحين السوريين. وتوقع مصدر مقرّب من وزارة شؤون النازحين السوريين ان يزور الوزير صالح الغريب السراي الكبير، قبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء. على ان الأبرز محلياً تجديد دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية رفض الزواج المدني، معبراً عنه بموقف المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان والمجلس الشرعي ومجلس المفتين، المعروف منذ سنوات، هذا الزواج المخالف للدستور وللشرائع السماوية.

من يضع العصي في دواليب الحكومة؟

وفيما انصرف الرئيس الحريري إلى وضع قطار العمل الحكومي على السكة، انطلاقاً من محطة تنفيذ مقررات «سيدر»، مطمئناً إلى الأجواء التوافقية التي اثمرت ولادة هذه الحكومة، برز في المقابل أكثر من ملف خلافي متفجر، اوحت ظروف اثارته، ان طريق الحكومة غير آمن مائة في المائة، وان ثمة من يحاول ان يغرقها في بحر الخلافات، أو أقله وضع العصي في دواليبها لفرملة انطلاقتها، حتى قبل ان يجف حبر البيان الوزاري الذي نالت ثقة المجلس النيابي على أساسه. ولعل أوّل هذه الملفات، كان ملف النازحين السوريين، حيث باغت وزير شؤونهم صالح الغريب الجميع بزيارة مفاجئة، وربما ملتبسة إلى دمشق، تحت عنوان التنسيق مع السلطات السورية لتسريع عودة هؤلاء النازحين، بالتزامن مع الموقف الذي أعلنه وزير الدفاع إلياس بو صعب امام مؤتمر ميونخ للأمن، بالنسبة إلى رفض المنطقة الآمنة في شمال سوريا، والذي اعتبرته أوساط «القوات اللبنانية» بأنه خطأ من شأنه توريط لبنان في صراعات المنطقة، فضلاً عن كونه خروجاً عن مبدأ النأي بالنفس. واللافت ان هذا الطرح، جاء بعد أقل من 48 ساعة على إعادة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، نبش دفاتر الماضي، وتحديداً ما يتصل بفتح ملف الـ11 مليار دولار التي انفقتها الحكومات السابقة، على الرغم من وضعه على الرف من جانب حليفه «التيار الوطني الحر» الذي كان يرفع عنوان «الابراء المستحيل» شعاراً حتى لحظة ابرام التسوية الرئاسية مع تيّار «المستقبل»، ما يطرح السؤال عن هدف الحزب من نبش قضية استوفت حقها من الشرح، وهل انه يتطلع إلى ربط نزاع مع الرئيس فؤاد السنيورة وتيار «المستقبل»، أم انه يمتحن موقف التيار الحر بعد اقفاله الملف اثر العلاقة الوثيقة التي تربطه «بالمستقبل» وبعض التوتر الذي يشوب علاقة الحزب بالتيار؟

الغريب في دمشق؟

وإذا كانت أوساط معراب، رأت في إعادة السيّد نصر الله ملف المليارات إلى الواجهة اتجاهاً نحو إعادة تسعير الخلاف الداخلي، ودليلاً على سوء نية، فإن أوساطاً وزارية لم تخف لـ«اللواء» بأن توقيت زيارة الوزير الغريب إلى دمشق، خاطئ في الشكل والمضمون، لأنها تمت دون استشارة رئاسة الحكومة والحصول على موافقتها، فضلاً عن انه لم يضع مجلس الوزراء في صورة الزيارة قبل حصولها، حتى تأخذ شكلها الرسمي، وبالتالي فإن الزيارة تركت أكثر من علامة استفهام ولا يمكن تفسيرها الا انها بمثابة تشويش على الأجواء التوافقية السائدة ضمن الحكومة، من دون ان تستبعد ان تكون مادة سجالية في جلسة الحكومة المقررة الخميس المقبل، لأن قسماً كبيراً من الوزراء غير راضٍ عن هذه الزيارة وسيكون له موقف منها، علماً ان مصادر مقربة من الرئيس الحريري أبلغت المتصلين بها ان زيارة الغريب غير موافق عليها من الحكومة، وبالتالي فإنها تعتبر زيارة خاصة. الا ان مصادر الوزير الغريب قالت لـ«اللواء» ان الزيارة تمت بناءً لخطة الوزير في مقاربة ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وان الرئيس الحريري كان في جو حصول هذه الزيارة، مشيرة إلى انه تمّ الاتفاق بين الوزيرين السوري واللبناني على آلية جدية لتسريع العودة، وانه سيكون هناك تعاون كبير من الجانب السوري لتحقيق العودة، عبر تسهيل إجراءات عودتهم. ولوحظ ان المكتب الإعلامي للغريب، هو الذي وثق الزيارة، باعتبارها جاءت تلبية لدعوة رسمية من وزير الادارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، وركز اللقاء على سبل تسهيل اجراءات عودة النازحين بأمان، وأكد الغريب أن «الجانب السوري كان متجاوبا جدا ومرحبا بعودة جميع النازحين»، مضيفا أن «الجانب اللبناني مستعد للعمل مع كافة المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية». ومن جهته، أشار مخلوف الى أن «سوريا تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الاجراءات اللوجستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين».

«سيدر» في السراي

وسط هذه الأجواء، ترأس الرئيس الحريري في السراي، اجتماعاً تشاورياً موسعاً، وصف بالتحضيري والاول لتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»، شارك فيه ممثلون عن الصناديق العربية والأوروبية والدولية المانحة، إضافة إلى وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب البنك الدولي لدول المشرق ساروج كومارجا ورئيس مجلس الإنماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، وتركز النقاش فيه على وجهة الأموال الموعودة، وكانت أبرز العناوين الاعمار والإصلاح. وأعلن كومارجا بعد الاجتماع باسم البنك الدولي ان التعهدات المالية التي التزم بها في باريس العام الماضي لا تزال قائمة، وانه يتطلع للعمل مع الحكومة اللبنانية للمساعدة في تطبيق المشاريع ذات الأولوية في مختلف القطاعات، في حين لفت مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية نديم المنلا الى «اننا اتفقنا على عملية الاسراع في اقرار وتنفيذ المشاريع»، مشيرا الى ان «المؤسسات أكدت التزامها بما وعدت به من مساعدات، وأبدت استعدادها لمساعدات اضافية اذا طبق لبنان اصلاحات»، موضحا ان «المساعدات ليست مشروطة انما لبنان تعهّد في باريس بتنفيذ اصلاحات». واذ افاد ان الاجتماع «كان جيدا جدا»، قال إن «وزير المال أكد حرص الدولة اللبنانية على انجاز الموازنة سريعا». واشار ردا على سؤال الى ان «القانون اللبناني يسمح لعمالة سورية في 3 قطاعات وبالتالي اعتقد انه سيكون هناك عمالة سورية بمجال البنى التحتية وهذا ليس بأمر غريب أو مستحدث». وكشف الاتفاق على عدّة خطوات للإسراع في تنفيذ المشاريع، بحيث لا تتجاوز الفترة ما بين تحديد المشروع والبدء بالصرف عليه ما بين 12 إلى 15 شهراً، مشدداً على ان المطلوب حل نهائي لمشكلة الكهرباء وليس حلاً مؤقتاً، مشيراً إلى ان مدير البنك الدولي في المنطقة أكّد دعم البنك للبنان في قطاع الكهرباء والبنى التحتية والاستعداد للمساهمة فيهما.

مجلس الوزراء

إلى ذلك، استبعدت مصادر وزارية عبر «اللواء» ان يبدأ مجلس الوزرء قريبا بمناقشة مشروع الموازنة بسبب اتاحة المجال امام الوزراء الجدد الذين لم يسبق لهم ان تسلموا موازنة ودرسوها ان يطلعوا على ما ورد فيها وما المطلوب منهم لجهة اجراء اي تخفيض في وزاراتهم. ولفتت المصادر الى ان ما من قرار محسوم في ما خص عقد اكثر من جلسة حكومية في الاسبوع بإنتظار ان تنطلق في اجتماعاتها، علماً ان جدول أعمال جلسة الخميس لمجلس الوزراء يفترض ان يوزع اليوم الثلاثاء أي قبل 48 ساعة من موعد الجلسة. وعلى صعيد آخر، أوضحت مصادر مطلعة، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي احتفل أمس، بعيد ميلاده الرابع والثمانين، مع أفراد عائلته بعيداً من الإعلام، لم يُقرّر في الأساس المشاركة في قمّة شرم الشيخ، حتى يقال انه عدل عنها رداً على عدم مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمّة بيروت الاقتصادية، اما قمّة تونس العربية المقرّر عقدها في أواخر آذار المقبل، فإن المصادر تحدثت عن احتمال مشاركة الرئيس عون فيها. وعلمت «اللواء» ان مؤتمر القضاء الذي يعقد في قصر بعبدا اوائل الشهر المقبل سيكون من ضمن سلسلة مؤتمرات.

انتفاضة الكهرباء

حياتياً، سجلت مساء أمس ما يشبه الانتفاضة الشعبية، احتجاجاً على استمرار قطع التيار الكهربائي عن العاصمة والضواحي، لمدة تزيد عن 12 ساعة يومياً، إذ عمد عدد من الشبان إلى قطع الطريق الدولية بالاطارات المشتعلة عند المدينة الرياضية على المسلكين الشرقي والغربي، وفي محيط السفارة الكويتية، ثم اعادوا فتحها بالاتجاهين بعد تدخل القوى الأمنية وفوج إطفاء بيروت الذي عمل افراده على إخماد نيران الاطرات المشتعلة. وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية، في وقت أعلنت فيه مؤسسة كهرباء لبنان انه «من المتوقع ان تعود التغذية الكهربائية إلى طبيعتها في جميع المناطق اللبنانية بدءاً من مساء الخميس المقبل، وأوضحت انها ارسلت الكتب الخاصة بفتح الاعتمادات المستندية لبواخر الفيول اويل والغاز اويل بتاريخ 23/1/2019، أي قبل وصول هذه البواخر إلى لبنان، وفق الآلية المتفق عليها من قبل الوزارات المعنية منذ ما يزيد عن العشرة سنوات». إشارة إلى ان بواخر الفيول باشرت أمس تفريغ حمولتها لمعملي الذوق والجية، والتي تكفي حاجة هذين المعملين حتى منتصف آذار المقبل. في حين نفى وزير المال ان يكون احتجز اعتمادات المؤسسة، مؤكداً انه صرف نحو 75 مليون دولار لهذا الغرض.

كهرباء لبنان: التغذية تعود تدريجيا الى طبيعتها بدءا من هذا اليوم

اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه وبعد توقيع الاعتمادات المستندية العائدة لبواخر الفيول أويل يوم الجمعة الفائت، والتي بدأت بتفريغ حمولتها عصر الاحد، سيصار الى رفع الإنتاج من معملي الذوق والجية إضافة الى معملي المحركات العكسية والباخرتين المنتجتين للطاقة تدريجيا بدءا من مساء اليوم الاثنين الواقع فيه 18/2/2019. واشارت الى أنه بعد توقيع الاعتمادات الخاصة بمادة الغاز اويل لزوم معملي دير عمار والزهراني، سيصار الى رفع إنتاج هذين المعملين تدريجيا بدءا من يوم الأربعاء المقبل الواقع فيه 20/2/2019. ولفتت الى أنه من المتوقع أن تعود التغذية الكهربائية الى طبيعتها في جميع المناطق اللبنانية بدءا من مساء الخميس المقبل الواقع فيه 21/2/2019. وفي هذا السياق، أوضحت مؤسسة كهرباء لبنان أنها أرسلت الكتب الخاصة بفتح الاعتمادات المستندية لبواخر الفيول اويل والغاز اويل بتاريخ 23/1/2019 أي قبل وصول هذه البواخر الى لبنان، وذلك وفق الآلية المتفق عليها من قبل الوزارات المعنية منذ ما يزيد عن العشر سنوات.

باسيل يشكو «مفوضية اللاجئين» إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية

بيروت: «الشرق الأوسط»... قالت مصادر لبنانية مواكبة لتأمين عودة النازحين السوريين لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وبخطوة منفردة بعث برسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والإدارة المركزية لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومقرها في جنيف، يطلب فيها أخذ العلم بضرورة تطبيق ما صدر عن القمة الاقتصادية العربية التي عُقدت أخيراً في بيروت بخصوص الإسراع بعودة النازحين إلى المناطق الآمنة في سوريا، وأولها تلك الواقعة في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان. وكشفت المصادر أن باسيل شكا في رسائله هذه من مفوضية اللاجئين بذريعة أنها «تقوم بالتحريض لمنع عودة النازحين إلى بلداتهم وقراهم». وطلب منهم التدخُّل لتغيير سلوكهم والتعاون لعودتهم. وتؤكد المصادر نفسها أن المفوضية تتواصل حالياً مع روسيا التي كانت أطلقت مبادرة لتأمين عودة النازحين على أن تكون الأولوية للذين لجأوا إلى لبنان لأنه لم يعد في مقدوره أن يتحمّل الأعباء المالية والاقتصادية المترتبة على استضافتهم. وتكشف أن المفاوضات بين الطرفين قطعت شوطاً على طريق توفير الضمانات الأمنية لعودتهم، وتقول إن روسيا تتحرك في هذا المجال لدى النظام في سوريا تمهيداً لإصدار عفو عام عن المطلوبين وإيجاد تسوية لأولئك الذين تخلّفوا عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الإجبارية. وتضيف أن الروس ومفوضية اللاجئين يتواصلون مع السلطات المعنية في ألمانيا وفرنسا للحصول منهما على مساعدات مالية لتسهيل عودة النازحين وتحقيق اندماجهم في بلداتهم وقراهم وتأهيل البيوت لتكون صالحة للسكن على ألا يكون هناك رابط بين مساهمتها في هذا النطاق وبين إعادة إعمار سوريا والحل السياسي لإنهاء الحرب فيها. لذلك فإن رسائل باسيل لم تلقَ أي تجاوب وهو يحاول - كما تقول المصادر - كعادته إقحام نفسه في حرق المراحل، وإن وزراء معنيين بالملف فوجئوا بهذا التصرف، معتبرين أنها مزايدات شعبية اعتادوا عليها بموضوع النازحين. وسيكون موضوع النازحين على جدول أعمال مؤتمر بروكسل للنازحين في 12 و13 مارس (آذار)، ويترأس الحريري الوفد اللبناني إلى المؤتمر الدولي.

"مشاهد مقززة" من داخل مطار بيروت... صور بعدسة "نائب"

بيروت - "الحياة" ... نشر عضو كتلة "لبنان القوي"، النائب فريد البستاني عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر"، صوراً التقطت من مطار رفيق الحريري الدولي، معلقاً عليها بـ: "مشاهد مقززة في قاعة المسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي نضعها بتصرف المعنيين ونسأل أبهذه الصور المخجلة نستقبل السياح؟. عملية النظافة لا تطلب اعتمادات جديدة بل مجرد مراقبة المقصرين وملاحقتهم ليقوموا بأبسط واجباتهم".

"كلام الأسد يرمي مسؤولية النازحين على الدول المضيفة" وبوصعب "للتحاور معه"

الحريري لن يدخل في سجال على زيارة الغريب دمشق لئلا يحجب اهتمامه بإطلاق مشاريع النهوض

بيروت - "الحياة" ... لم تمض 3 أيام على نيل الحكومة اللبنانية الثقة، واستباقا للجلسة الرسمية الاولى لمجلس الوزراء الخميس المقبل، توجه وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى دمشق صباح أمس، تلبية لدعوة رسمية من وزير الادارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، "للبحث في ملف النازحين السوريين في لبنان"، كما أعلن المكتب الاعلامي للوزير الغريب. وأثارت الزيارة تساؤلات في الأوساط السياسية حول ما إذا كان الأمر تم بالتنسيق مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي عارض في السابق زيارات قام بها وزراء من قوى 8 آذار الحليفة لدمشق. إلا أن مصادر معنية بموقف الحريري أبلغت "الحياة" أن الزيارة "إعلامية لن تضيف شيئا إلى معالجات ملف النازحين وإلى ما كان يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لإعادة بعضهم". كما جاءت زيارة الغريب غداة مواقف أعلنها وزير الدفاع في الحكومة الياس بو صعب في مؤتمر ميونيخ للأمن، انتقد فيها سعي تركيا إلى إقامة منطقة آمنة على حدودها متبنيا موقف الحكومة السورية في هذا الشأن . وأبرز المعترضين على الخطوتين كان حزب "القوات اللبنانية" الذي قالت الأمينة العامة فيه شانتال سركيس أن وزراءه سيطرحون الموضوع في جلسة الحكومة الخميس من باب الاعتراض على خرق النأي بالنفس. وكان اجتماع الوزير الغريب في دمشق مع الوزير مخلوف تمحور حول سبل تسهيل اجراءات عودة النازحين بأمان. وأكد الغريب أن "الجانب السوري كان متجاوبا جدا ومرحبا بعودة جميع النازحين"، وأن "الجانب اللبناني مستعد للعمل مع كل المعنيين لتأمين العودة بما يضمن مصلحة الدولة اللبنانية". من جهته، أشار مخلوف الى أن "سورية تعمل على ترميم البنى التحتية وشبكات المياه، وتأمين الإجراءات اللوجستية كافة لتأمين عودة كريمة للنازحين". وعاد الغريب فقال لمحطة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" إن "هناك تنسيق مع رئيس الحكومة ومع رئيس الجمهورية و"مش جايين بالسر". وقال بو صعب لتلفزيون "الميادين": "شئنا أم أبينا الرئيس الأسد هو رئيس سورية ولا خيار إلا التحاور معه ونحن على اتصال مع سورية ولكل وزير الحرية بزيارتها".

لا موفقة حكومية

ونسبت وسائل إعلامية لمقربين من الحريري قولهم إن زيارة الغريب لدمشق "خاصة من دون موافقة الحكومة". وفي تعليق على زيارة الغريب سألت المصادر المعنية بموقف الحريري إزاء هذه الخطوة: "هل سينتج شيء عن هذه الزيارة؟ هل سيعود النازحون"؟... وقالت ل"الحياة" إن رئيس النظام السوري بشار الأسد يتحدث عن إعادة اللاجئين خارج سورية، الذين تسبب الإرهاب بتهجيرهم، فماذا عن الذين تسبب هو بنزوحهم؟... ولفتت المصادر إلى أن الأسد قال في خطابه الأحد أنه "لا يجب الاعتقاد بأن الحرب قد انتهت"، معتبرا أن سورية "تخوض 4 أنواع من الحروب وهي العسكرية والاقتصادية والمعلوماتية وضد الفساد، عبر مواقع التواصل والفاسدين"، في مقابل دعوته اللاجئين إلى العودة. وهو اتهم "بعض الدول بمنع اللاجئين من العودة ويساهم في مأساتهم، وقال إن من تمسك وعرقل ملف عودة اللاجئين السوريين من أجل الصفقات والفساد". وتحدثت المصادر عن "تناقضات في كلام الأسد، فهو تحدث عن عودة النازحين وقال أن الحرب لم تنته. فكيف ينوي إعادتهم في ظل استمرار الحروب"؟... ورأت المصادر أن "الأسد يرمي بذلك المسؤولية على الدول التي تحتضن النازحين، أي دول الجوار، والدول الأوروبية التي تستضيفهم، من دون أن يستثني أي من هذه الدول، وذلك من أجل التهرب من مسؤولية إعادتهم. وبكلامه هذا يشمل لبنان في وقت لا تتوقف الحكومة عن التأكيد على ضرورة عودتهم وتسهيل العملية، والقوى كافة تسعى إلى ذلك". وتابعت: "لماذا لا يعيدون الالاف من النازحين الذين صوتوا لبشار الأسد في السفارة السورية في لبنان إلى مناطقهم في سورية"؟

الأسد وإثبات الوجود

وأوضحت المصادر المعنية بموقف الحريري ردا على سؤال ل"الحياة" أن وزير الإدارة المحلية السوري قال إن حكومته تعد العدة لعودة النازحين وتهيئ البنى التحتية، ما يعني أن الأمر مرهون بمسار طويل، ووفقا للمبادرة الروسية التي كان لبنان رحب بها، ولذلك فإن زيارة الوزير الغريب لها طابع إعلامي سياسي ودعوته تمت لهدف سياسي، من أجل الترويج للنظام بأنه يأخذ المبادرة ويتحرك مقابل الإهمال الكامل الذي يعانيه من قبل حلفائه في البحث بمصير سورية وأوضاعها الأمنية والسياسية، بدليل قمة سوتشي الأسبوع الماضي التي تناولت وضع إدلب وتشكيل اللجنة الدستورية والحل السياسي". ورأت المصادر إياها أن الأسد افتعل مناسبة ليلقي خطابا غداة سوتشي من أجل الإيحاء بأنه موجود ويتحرك، وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظرا إلى التوافق بين الجانب التركي وبين الروس والإيرانيين على دور الأول في شمال سورية، من دون الأخذ برأي النظام. والأسد محرج لأن حليفيه يتوصلان ل لاتفاقات من هذا النوع، ويستخدم العلاقة مع بعض الجهات اللبنانية كمنبر لإثبات وجوده أيضا. وردا على سؤال ل"الحياة" حول ما إذا كان الغريب أبلغ الحريري بزيارته إلى دمشق قالت المصادر إن "عقل وذهن رئيس الحكومة في مكان آخر هو الشغل على الملفات التي طرحتها الحكومة، ولن ينزلق لإغراقها بسجالات لا تقدم ولا تؤخر في مسار معالجة المشاكل التي التزمت الحكومة إيجاد الحلول لها في برنامجها".

"رايحين جايين"

وتابعت المصادر: "الحريري في مناخ آخر ومن الآن فصاعدا سترون تركيزا على إطلاق ورشة العمل في البلد في شكل تراكمي. وليس ضروريا أن يتحدث الوزير الغريب مع الحريري في موضوع زيارته. جاءته الدعوة من دمشق وهم (حلفاءها) رايحين جايين والحريري لن يدخل في جدل يغطي على المواضيع الجوهرية التي بذهنه. والاجتماع الذي عقد صباحا (أمس) في السرايا مع الصناديق والمصارف والمؤسسات المانحة حول تمويل مشاريع "سيدر" أهم بكثير من زيارة الغريب إلى العاصمة السورية بالنسبة إليه .وهناك كل يوم اجتماع مهم في هذا الإطار منها ما يتناول بالاتفاق مع نقابتي المهندسين والمقاولين لتوحيد دفاتر الشروط ولوضع إطار تستند إليه دائرة المناقصات تعزيزا للشفافية في تلزيم المشاريع المقبلة". وأشارت المصادر إلى أن مجلس الوزراء المنعقد الخميس المقبل سيكون تأسيسيا لورشة العمل التي تنتظر العمل الحكومي للخروج من الأزمة الاقتصادية، وهذا ما يركز عليه الحريري الذي سيحضر آخر الأسبوع القمة العربية الأوروبية حيث ستكون له لقاءات لها أبعاد اقتصادية وسياسية. وختمت المصادر قائلة: لن يدخل الحريري بجدل يحجب الشغل الذي يقوم به. وإذا كان ملف الكهرباء هو أولوية الأولويات فإن اجتماع الأمس لصناديق والمصارف أسفر عن غعلان البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي للتعمير والتنمية، عن تمويل القطاع الخاص الذي سيشارك في النهوض بقطاع الكهرباء في إطار الشراكة بينه وبين القطاع العام.

البخاري يناقش مع السفير البابوي المستجدات والتعايش الإسلامي المسيحي

بيروت - "الحياة....زار سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، عميد السلك الديبلوماسي في لبنان السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتيري، في مقر السفارة في حريصا، وتخلل اللقاء، نقاش وحوار حول الأوضاع العامة والمستجدات الراهنة محلياً ودولياً والتّعايش الإسلامي المسيحي.

الشامسي زار بطريركية الأرمن الأرثوذكس ووزع هدايا على الاطفال داخل الميتم

بيروت - "الحياة... زار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان الدكتور حمد بن سعيد الشامسي مقر بطريركية الأرمن الأرثوذكس في انطلياس حيث كان في استقباله كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا البطريرك آرام الأول كيشيشيان ومطران الأرمن في الإمارات ميسروب سركيسيان، وذلك ضمن مبادرات "عام التسامح" الذي تحييه دولة الامارات. وقام السفير الشامسي برفقة المطران سركيسيان بجولة في أرجاء البطريركية، فزار النصب التذكاري ثم انتقل الى متحف كيليكيا الذي يحتضن ذاكرة الشعب الأرمني ويروي محطات في مسيرتهم. ويحتوي المتحف على العديد من المقتنيات الدينية الثمينة التي تجسد تاريخ الكنيسة الارمنية. ووزع الشامسي الهدايا على الاطفال في ميتم عش العصافير.

كيشيشيان: التسامح في الامارات حقيقة واقعية

وبعدها اقام البطريرك كيشيشيان مأدبة غداء على شرف سفير الإمارات وألقى كلمة ترحيبية اعرب فيها عن سعادته "بوجود سفير الامارات بيننا في هذا الصرح البطريركي للأرمن الأرثوذكس والكل يعلم لدينا جالية أرمنية في الامارات تعيش بسلام وطمأنينة ولديها كل مقومات الراحة". وتابع: "التسامح في الامارات ليس مجرد كلام او شعار يُرفع بل هو حقيقة واقعية خاصة ان الجميع يعيشون مع بعضهم بعضا، وهذا دليل واضح على التفاهم والمحبة وتعزيز قيم التسامح". أضاف: "جاليتنا بهذه الروحية تلعب دوراً في اعادة تموضع نفسها والمشاركة في جميع الانشطة الداعية للتطور ونشر السلام والتلاقي بين جميع الشعوب"، موجهاً تحية شكر وتقدير وامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ولجميع الشخصيات والقادة الذين يتشاركون جميعاً في نشر هذه الرسالة العظيمة". وامل "ان يحمي الله هذا البلد الجميل دولة الامارات العربية المتحدة".

السفير الشامسي

أما السفير الشامسي فقد شكر البطريرك كيشيشيان على حسن الاستقبال، وعدد الخطوات المهمة التي قامت بها دولة الامارات من اجل تحقيق التسامح وتحويله الى واقع ملموس وصولاً إلى اعلان عام 2019 عاماً للتسامح.



السابق

مصر وإفريقيا...تفاصل لحظة تنفيذ تفجير حي الجمالية بوسط القاهرة......خبراء: مصر معرّضة لعمليات إرهابية تزامنًا مع التعديلات الدستورية ...وفد كنائس أميركا يشيد بالتماسك المجتمعي في مصر...الغنوشي يلمح للاستغناء عن رئيس حكومة تونس..واشنطن تقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي لفرض حلول على السودان...حفتر يعلن استئناف الرحلات الجوية في الجنوب الليبي..بوتفليقة يستبق حملة «الرئاسيات» بالترويج لـ«إنجازات» حكمه ....ابن كيران يهاجم «اللوبي الفرنسي» في المغرب..."إيلاف المغرب" تجول في الصحف المغربية الصادرة الثلاثاء...

التالي

أخبار وتقارير...تقرير أميركي: أردوغان وراء تراجع القوات الجوية التركية...معهد واشنطن ومجلس العلاقات الأميركية العربية يستضيفان أمين رابطة العالم الإسلامي..القمة العربية ـ الأوروبية الأولى....بروكسل تخشى انتقال «العدوى الإيطالية» إلى إسبانيا.....الرئيس الأميركي لتخيير الجيش الفنزويلي بين إرساء الديمقراطية أو «فقدان كل شيء»..مظاهرة حاشدة اليوم في باريس لإدانة معاداة السامية.. ..انشقاق نواب عن حزب العمال البريطاني ..بولندا تجهض قمة «فيشغراد» في تل أبيب...خطوات أوروبية لتحسين دعم أمن منطقة الساحل الأفريقي..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,118,431

عدد الزوار: 6,754,224

المتواجدون الآن: 113