لبنان...أميركا: قلقون من تولي حزب الله الإرهابي حقائب وزارية..«الحكومة اللبنانية» أمام تحديات «حزب الله» والأزمة الاقتصادية...جنبلاط: الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه و"التقدمي" سيستمر ولو لوحده في الدفاع..حسابات الربح والخسارة...«تطويع أرقام» لـ «الإيهام» بانتصارات....اللواء...الحكومة تفتح الشهيِّة الإقتصادية للدول .. وبومبيو يتطلَّع إلى زيارة بيروت...وزراء باسيل وضعوا استقالاتهم في عهدته وجنبلاط في المعارضة.. والبنك الدولي لإصلاح الكهرباء فوراً...

تاريخ الإضافة السبت 2 شباط 2019 - 4:11 ص    عدد الزيارات 2548    التعليقات 0    القسم محلية

        


تحذير أميركي لحزب الله من استغلال وزارة الصحة اللبنانية..

سكاي نيوز عربية – أبوظبي.. حذر مسؤول أميركي رفيع المستوى ميليشيات حزب الله اللبناني، من استغلال توليه وزارة الصحة في الحكومة اللبنانية الجديدة، لتحويل الأموال إلى المؤسسات الإرهابية التابعة له. وجاءت تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب، مارشال بيلينغسليا، بعد يوم من تشكيل حكومة لبنانية جديدة، الخميس. ويمتلك حزب الله 3 حقائب في مجلس الوزراء اللبناني الجديد، بما في ذلك وزارة الصحة. وتحدث بيلينغسليا إلى الصحفيين المحليين في السفارة الأميركية في بيروت، قائلا: "إذا رأينا أن حزب الله يستغل الوزارات لنقل الأموال وجداول أعمال إرهابية أخرى، عندها ستكون هناك مشاكل كبيرة، حسب ما نقلت صحيفة "ديلي ستار" الناطقة بالإنجليزية. ورفض المتحدث توضيح ما ستفعله وزارة الخزانة الأميركية في هذه الحالة. يذكر أن تشكيل الحكومة كسر مأزقا استمر 9 أشهر، وعمّق المشكلات الاقتصادية في لبنان. وقد ضمت الحكومة اللبنانية الجديدة 30 وزيرا يمثلون مختلف القوى السياسية الكبرى في البلاد، بينهم 4 نساء، في سابقة هي الأولى من نوعها.

أميركا: قلقون من تولي حزب الله الإرهابي حقائب وزارية

المصدر: العربية.نت... أعربت واشنطن، الجمعة، عن قلقها من تولي منظمة حزب_الله الإرهابية حقائب وزارية في الحكومة_اللبنانية. وطالبت واشنطن الحكومة اللبنانية بعدم تقديم أي دعم لحزب الله، مؤكدة في السياق ذاته الاستمرار بدعم الأجهزة الأمنية اللبنانية لتحقيق استقرار البلاد. كما دعت واشنطن الحكومة اللبنانية للعمل بما يتفق والقرارات الدولية الخاصة بلبنان. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى قد حذر في وقت سابق حزب الله اللبناني من استغلال تولي وزارة الصحة، لتحويل الأموال إلى المؤسسات التابعة لميليشياته المسلحة. وجاءت تصريحات مارشال بيلينغسليا، مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب، في الوقت الذي اتفقت فيه فصائل سياسية لبنانية أمس الخميس على تشكيل حكومة جديدة. وكسر التطور مأزقاً استمر 9 أشهر والذي عمق المشكلات الاقتصادية في لبنان. ويمتلك حزب الله 3 حقائب في مجلس الوزراء اللبناني الجديد، بما في ذلك وزارة الصحة.

البنك الأوروبي يطمئن لبنان.. تعهد المليار دولار مستمر

سكاي نيوز عربية – أبوظبي.. أكد البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، الجمعة، تعهدا بإنفاق 1.1 مليار يورو على مدار السنوات الست المقبلة في لبنان، بعيد ولادة حكومة جديدة في البلاد بعد مشاورات استمرت شهورا. وقالت رئيسة عمليات البنك في لبنان، غريتشين بيري "في المؤتمر الاقتصادي للتنمية من خلال الإصلاحات ومع الشركات (سيدر)... توقعنا أنشطة بقيمة 1.1 مليار يورو (1.26 مليار دولار) على مدار ست سنوات لخطة إنفاق استثماري لمشاريع في البنية التحتية وقطاعات أخرى"، وفق "رويترز". وتشير المسؤولة المالية في حديثها إلى المؤتمر الاستثماري الذي عقد في باريس في أبريل العام الماضي. وأضافت بيري "يظل هذا هدفنا. نرى فرصا كثيرة في قطاع الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة واستثمارات في الاقتصاد غير الملوث للبيئة والأنشطة الزراعية والتصنيع والخدمات والمناطق الصناعية والمشاريع المحلية والبنية التحتية". وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، الخميس، تشكيل حكومة جديدة، برئاسة سعد الحريري، لتنتهي بذلك 9 أشهر من المشاورات والخلافات الشاقة. وقال الحريري إن حكومته ملتزمة بالإصلاحات وتحمل المسؤوليات، مشيرا إلى تحديات كبيرة تنتظر حكومته، ومن بينها الأوضاع الاقتصادية.

«الحكومة اللبنانية» أمام تحديات «حزب الله» والأزمة الاقتصادية

بيروت - «الحياة» .. تواجه الحكومة اللبنانية الجديدة، التي تشكلت أول من أمس (الخميس) تحديات صعبة، تتمثل في استيعاب التوترات الناتجة عن الدور الإقليمي لحزب الله، والعمل على وضع إصلاحات جدية تواجه الأزمة الاقتصادية في البلاد. ويتمتع حزب الله بثقل وازن على الساحة السياسية في لبنان، يستقيه من دعم إيراني كبير أتاح له التزود بقوة عسكرية ضخمة استخدمها لتقديم دعم ميداني كبير للنظام في سورية. وحزب الله هو التنظيم الوحيد في لبنان الذي لم يسلم سلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). ومشاركته في الحكومة لها دلالات كبيرة، فالحزب يتعرض لعقوبات مالية من الإدارة الأميركية التي تعتبره تنظيماً «إرهابياً»، في حين أن التوتر بينه وبين إسرائيل يبقى شديداً، والمخاوف تبقى قائمة من تكرار حرب 2006 بين الطرفين. ونال حزب الله وزارة الصحة التي أصر على تسلمها، مع العلم أن على هذه الوزارة أن تنسق مع منظمات دولية ومانحين أجانب. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامة: «قد يكون من الصعب على الدول المانحة عدم التعاطي مع حزب الله»، معتبراً أن الحزب يسعى لكي يصبح «لاعباً مرئياً على الساحة السياسية من الصعب تجنبه». أما المحلل السياسي كريم بيطار فاعتبر أن تمسك حزب الله بوزارة الصحة يعود «لكونها إحدى الوزارات الخدماتية الأساسية، التي تتيح توزيع الخدمات وكسب ود الناخبين». وأعربت واشنطن أمس عن قلقها من تولي منظمة حزب الله الإرهابية حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية. وطالبت واشنطن الحكومة اللبنانية بعدم تقديم أي دعم لحزب الله، مؤكدة في السياق ذاته الاستمرار بدعم الأجهزة الأمنية اللبنانية لتحقيق استقرار البلاد. ودعت الحكومة اللبنانية للعمل بما يتفق والقرارات الدولية الخاصة بلبنان. وحذّر مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسليا، في وقت سابق، حزب الله اللبناني من استغلال تولي وزارة الصحة، لتحويل الأموال إلى المؤسسات التابعة لميليشياته المسلحة. ويتمتع حزب الله مع حليفه التيار الوطني الحر الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون، بأكثر من ثلث عدد الوزراء، ما يتيح لهما عرقلة أي قرار لا يرغبان به داخل الحكومة. وحصل حزب الله على ثلاثة وزراء، في حين حصل التيار الوطني الحر مع وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية على 11 وزيراً. ونال تيار المستقبل برئاسة الحريري خمسة مقاعد، في حين نال حزب القوات المسيحي المناهض لحزب الله أربعة وزراء. وبسبب التنوع الطائفي الدقيق، تتخذ القرارات المصيرية داخل الحكومة في أغلب الأحيان بالتوافق بعد تجاذبات طويلة. وعلى الحكومة الجديدة القيام سريعاً بإصلاحات ضرورية لإنهاض اقتصاد على شفير الانهيار، عانى كثيراً من التداعيات الاقتصادية للحرب في سورية وتدفق أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري الى هذا البلد. وتصل نسبة الدين العام في لبنان الى 141 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهي من أعلى النسب في العالم. وفي كانون الثاني (يناير) خفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف لبنان، مشيرة الى «المخاوف من ارتفاع كبير في الدين». ومن المتوقع أن تشمل الإصلاحات خفضاً في النفقات العامة وإعادة تأهيل قطاع الكهرباء، وهما بندان وردا في الأولويات خلال المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان، الذي انعقد في نيسان (أبريل) الماضي بمبادرة من فرنسا. بالمقابل وعد المجتمع الدولي بتقديم 11.5 بليون دولار على شكل قروض وهبات. وقد وزعت هذه المبالغ على مشاريع معينة للبنى التحتية لا بد للحكومة من إقرارها الآن.

جنبلاط: الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه و"التقدمي" سيستمر ولو لوحده في الدفاع

بيروت - "الحياة" ... بدا الحزب "التقدمي الاشتراكي" غير راض عما رافق الولادة الحكومية. فقد غرّد رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر"، قائلاً: "سيستمر الحزب الاشتراكي ولو لوحده كما يبدو في الدفاع عن الملك العام ويرفض هذه الخصخصة المتوحشة. ونعلم جيداً ان الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه بكل هدوء آخذين في الاعتبار المعادلة الاقليمية. وإذا كنت بالامس قد استبعدت تشكيل الوزارة فمرده انني لم أعلم بخفايا باريس ٢. هفوة ودرس مرير".

ارسلان: الأنتينات... صدأت

ورد النائب طلال أرسلان عبر تويتر" قائلا: "يا حرام قد ما اشتغلت الأنتينات... حافت مع السنين وصدأت حتى وصلت إلى عدم التقاط التطورات بين أوقات الصبح والمساء. وكما يقول مشايخنا الأجلاء أوتاد الأرض وأطهارها النيّة سابقة العمل. من يضمر شراً سيلقى شراً ومن يضمر خيراً سيلقى خيرا". اضاف "كفى مكابرة فلنتق الله ونتفرّغ للبحث في حقوق الطائفة الضائعة، وكيف يمكننا استعادتها وتعزيز دورها الذي فقدناه نتيجة هذه الأنتينات التي لا نعرف مكان صنعها، وكل ما نعرفه أن تقنيتها بدائية جدا". وزاد: "وقل لمن شبهنا بالأمس بخناجر مطلوب كسرها... بأننا سيوف أصيلة والذي يحاول حتى التفكير بكسرنا ستنكسر رقبته".

الريّس: الخيانة ليست وجهة نظر

وباعنف من موقف جنبلاط جاء الرد من مفوّض الاعلام في "الاشتراكي" رامي الريّس عبر "تويتر" قائلاً: "الخيانة ليست وجهة نظر، شأنها شأن العمالة والاستزلام، أعمال لا يقوم بها سوى الوصوليين والجاحدين وصغار النفوس!"

أمثال وليد جنبلاط لا ينتظرون الشكر

أما موقع "الأنباء" التابع للحزب "التقدمي" فعلق قائلا: "كان يمكن للحكومة أن لا تبصر النور بالأمس، بعدما أمعن البعض بإجهاض نتائج الانتخابات وتفصيل كتل نيابية على قياس مصالحه ومعادلات لتشكيل الحكومة لا تشبه إلا عقد مطلقيها. إلا أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بادر من القصر الجمهوري بكامل إرادته إلى التسوية من أجل البلد وإنقاذ ما تبقى فيه من كيان وسيادة واستقرار". واضاف: "إن بعض المتناسين يظنون أن التاريخ يشبههم ولا يسجل لرجال الدولة مواقفهم ومبادراتهم. فهؤلاء الرجال لا ينتظرون الشكر طبعاً ولا الإشادة، إنما يبادرون للتسوية لأنهم يدركون أن الأوطان تحتاج إلى تضحية أبنائها، فلا المقاعد تعنيهم، ولا الحقائب، حتى تلك التي نالت حصة الأسد من مؤتمر "سيدر" وسواه". وتابع: "أمام العراضات التي بدأت تخرج إلى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لا بد من التذكير بأن جنبلاط هو أول من سهّل تشكيل الحكومة ومن بعده القوات اللبنانية، قبل أن يتم اختراع عقد جديدة تارة باسم اللقاء التشاوري وتارة باسم الثلث المعطل وتارة باسم البيئة الملغومة بالبلايين. وأما أسوأ ما في المشهد اللبناني، أن هؤلاء المعطلين أنفسهم خرجوا بانتصار الفاتحين وبأنهم أصحاب الفضل على اللبنانيين بتشكيل الحكومة، بعد أشهر من تعطيل البلد لتحصيل حصصهم ومصالحهم، في وقت كانوا يستكثرون حقيبة عادية على هذا الفريق أو ذاك". وزاد: "أما المبتهجون ومطلقو النار والمفرقعات احتفالاً بوزير، فربما نسوا أنه ما آلت إليهم لو لم يكن في السياسة اللبنانية كبير اسمه وليد جنبلاط، يضحّي من حصته ومن حقه الذي أوكله إليه الناس في الانتخابات، وذلك من أجل البلد وسلامته واستقراره. وأمثال وليد جنبلاط لا ينتظرون الشكر من أحد، فالبلد سينصفه والمستقبل القريب كفيل بالبوح بما يحاك وما حيك لهذا البلد".

الحكومة الجديدة في لبنان.. الى العمَل في «حقلٍ من الجمر»

حسابات الربح والخسارة...«تطويع أرقام» لـ «الإيهام» بانتصارات

بيروت - «الراي.. تنفّست بيروت الصعداء مع صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة ليل أمس بعد مخاضٍ صعب كان دَخَلَ شهرَه التاسع في ظلّ تَدافُعٍ خشن بين أطراف الداخل على تعزيز حصصهم في السلطة ومحاولاتهم لتطويع توازناتها لأهداف متناقضة، وتأثيراتٍ إقليمية ضاغطة جعلتْ من هذا الملف اللبناني ورقةً لمساوماتٍ تتصل بالصراع الكبير في المنطقة وعليها. ورغم أن رئيس الحكومة سعد الحريري اختار لحكومته الثالثة شعار «إلى العمل»، فإن الآمال بدت حذرة حيال ما يمكن أن تحقّقه هذه الحكومة الإئتلافية - المتوقَّع أن تعمر لأربع سنوات أي نهاية ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون - وذلك نظراً إلى تركيبتها غير المتجانسة والتي تنطوي على صراعات قاسية بين أطرافها كانت أدّت إلى تأخير ولادتها لـ 253 يوماً. ويبدأ المشوار الشائك للحكومة، التي تواجه حقول ألغام لا يُستهان بها، بالتقاط صورتَها التذكارية (غداً السبت) التي يطبعها إنجازٌ غير مسبوق بتولي أربع نساء حقائب في التشكيلة الثلاثينية، بينها وزارة الداخلية التي «تحتلها» سيدة للمرة الأولى في لبنان والعالم العربي، هي وزيرة المال السابقة ريا الحسن. وفي محاولة «تعويضٍ» للوقت المهدور تنعقد الحكومة الجديدة السبت لتشكيل اللجنة الوزارية لصوغ البيان الوزاري الذي في ضوئه ستمْثُل أمام البرلمان في مهلة أقصاها شهر طلباً لنيل الثقة المحسومة سلفاً بعدما جاءت الحكومة أشبه بـ «ميني برلمان» لتمثيلها جمع الكتل بإستثناء حزب الكتائب (كتلة من 3 وزراء) و«القومي الاجتماعي». وانهمكتْ بيروت غداة الإعلان عن أسماء الوزراء الـ 30 (بينهم 16 وزيراً للمرة الأولى)، في رصْد مسألتين على جانب من الأهمية: الأولى الخلاصة التي انتهى إليها الصراع على التوازنات داخل الحكومة وإجراء «جدول مقارَنةٍ» بالربح والخسارة للقوى الرئيسية التي أدارت اللعبة، والثانية ردود الفعل الإقليمية - الدولية على الولادة الشائكة للحكومة اللبنانية وبـ «فائض» من النفوذ لـ «حزب الله»، الذي غالباً ما كان يكتفي بمشاركةٍ «رمزية» في الحكومات السابقة. وعلى الطريقةِ اللبنانيةِ المعهودةِ أوحتْ «جرْدة» الربح والخسارة بأن الجميع رابحون وما من خاسرين، في دلالةٍ إلى أن أطراف الصراع اقتيدوا إلى التسوية في لحظة صدور «الضوء الأخضر» الإيراني الذي بدا مرتبطاً بمقتضيات ملاقاة مؤتمر وارسو في 13 و 14 الجاري والذي دعيت اليه 70 دولة وتريده واشنطن لاستكمال استراتيجية «إعادة إيران الى داخل إيران، وتوجيه رسالة حُسن نية»بأقلّ تكلفة«و»من جيب الآخَرين«الى الأوروبيين الذين يتّجهون الى تشكيل آلية تسمح لإيران بالتبادل التجاري مع الشركات الأوروبية رغم العقوبات التي فرضت مرة أخرى على طهران بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي كان وُقّع في 2015. ومن خلف»الخيوط الخفية«التي أَسقطتْ»الفيتوات المتبادلة«أمام ولادة الحكومة التي»استحقّت«لقب»الوصيف«كثاني أطول مدة يستغرقها تأليفها بعد حكومة الرئيس تمام سلام (2014 وتطلّب تشكيلها عشرة أشهر و9 أيام، لم يكن صعباً استخلاصُ أن»حزب الله«خَرَجَ من هذا الاستحقاق بالمكاسب الأكبر على صعيد تكريس المزيد من الأعراف التي تَحَوَّلَ معها»شريكاً«في استيلاد الحكومة وبشروطه و»اللعب في ساحات الآخرين«(مكوّنات سياسية وطائفية)، وهو ما شكّل العنوان الأكثر»نفوراً«في سياقه إصرارُه على استخدام»ورقة«توزير النواب السنّة الستة الموالين له (اللقاء التشاوري) لإصابة»عصفوريْن بحجر واحد«: الأوّل منْع فريق رئيس الجمهورية من الحصول على»ثلث معطّل صالح للاستخدام«وذلك عبر فرْض تسويةٍ جعلت ممثّل»مجموعة الستة«(حسن عبد الرحيم مراد)»وديعةً«في حصة عون على قاعدة»الغموض البنّاء«وبما يكمل عدد الـ 11 لفريق رئيس الجمهورية ولكن على طريقة»الرصاص بلا ذخيرة«، بحيث أن مراد سيحضر اجتماعات التكتل المحسوب على رئيس الجمهورية (لبنان القوي) ويكون»حسابياً«في حصته ولكن يصوّت وفق»مشورة اللقاء التشاوري«. والثاني كسْر احتكار تمثيل الرئيس الحريري للطائفة السنية وهو الهدف الذي»خطّط«له الحزب منذ أن خاض المكوّن الشيعي ما أسماه رئيس البرلمان نبيه بري»الجهاد الأكبر«لإقرار قانون انتخاب على قاعدة النسبية التي لم تأكل واقعياً إلا من»صحن«الحريري بما يشكّله، بامتداده الإقليمي، من عنصر توازنٍ في الواقع اللبناني. ولم يكن عادياً حرص فريق عون بعيد صدور مراسيم تشكيل الحكومة ليل الخميس على تعمُّد تأكيد ان مجموع حصة رئيس الجمهورية وحصة»التيار الوطني الحر«(حزب عون) هو»11 وزيراً وأكثر«وليس 10 أي ان مراد هو في عدادها. وبعدما سادت الضبابية حيال مغازي هذا الإعلان وإذا كان يوحي ان ما قيل عن تفاهمات تحت الطاولة بين مراد ورئيس»التيار الحر«الوزير جبران باسيل يعني أن»الثلث المعطّل«بات فعلياً في»جيْب«فريق عون، كان بارزاً حرص»اللقاء التشاوري«على عقد اجتماع اليوم بحضور مراد الذي أعلن إن»التشاوري أصبح 6 نواب ووزير، واليوم هناك اجتماع للقاء بكامل أعضائه بالإضافة الى عثمان مجذوب وطه ناجي«، موضحاً أنه سيحضر اجتماعات اللقاء التشاوري و»لبنان القوي«وسيصوّت مع»التشاوري«، وسيعمل على التوفيق بين الأخير و»لبنان القوي«. وفي موازاة ذلك، وفيما كانت الأسواق المالية الخارجية تتفاعل إيجاباً مع ولادة الحكومة (ارتفعت سندات لبنان الدولارية استحقاق 2037 بواقع 4.3 سنت وسندات استحقاق 2025 بواقع 3 سنت بعيد صدور المراسيم)، وفي ظلّ رصْدٍ لكيفية ترجمة الوعد السعودي خصوصاً بدعم لبنان بعد تشكيل الحكومة، لم يُخْفِ رئيسها ما تواجهه من تحدياتٍ وصولاً الى قوله في أعقاب تشكيل الحكومة الثالثة التي يترأسها منذ 2009:»أدرك جيداً ان وجودي في الحكومة مع الوزراء مهمة غير سهلة، ويقال لي ان البعض «يرغب في رمي الجمر بين يديك، أما أنا فأقول: ليس لديّ ولدى الوزراء أي خيار، وعلينا مع فخامة الرئيس والمجلس النيابي ان نتحمل هذه المسؤولية، ونمنع انتقال الجمر الى بيوت اللبنانيين. أعتمد على تعاون الجميع»، ومؤكداً «المهم اعتباراً من اليوم، هو كيفية عمل الحكومة، وكيفية التعاون والتضامن داخل مجلس الوزراء كي نكون خلية عمل متجانسة»، ومشدداً على «اننا أمام تحديات اقتصادية ومالية واجتماعية وادارية وخدماتية، إضافة الى التحديات المعروفة عن الأوضاع في المنطقة والتهديدات الإسرائيلية على الحدود (...) لدى الحكومة جدول أعمال لا يحتمل التأخير والتردد أو التشاطر على الناس. انتهى زمن العلاج بالمسكّنات، ولم يعد لأحد القدرة على ان يدفن رأسه في الرمل، فالأمور واضحة كالشمس، وكل المشاكل وأسباب الهدر والفساد والخلل الإداري معروفة، وكل اللبنانيين يعيشون القلق على الوضع الاقتصادي». وفيما كانت مصادر الحريري تعبّر اليوم عن «ارتياحه لتشكيل الحكومة»، مشيرة الى أنه يكثف اجتماعاته مع فريق عمله واتصالاته لانطلاقةٍ مُنْتِجة للحكومة، اعتبر الرئيس عون أن «تشكيل الحكومة الجديدة هو تجديد للثقة بالوطن بعد اختلالها أخيراً وانعكاس هذا الاختلال تخفيضا لتصنيف لبنان في الأسواق الدولية»، مشيرا الى أن «هذا التأليف أنعش الأسواق المالية ولا سيما أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية ورفعها الى أعلى مرتبة منذ يوليو 2018، وسنواصل العمل على إعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لأن ما مررنا به خلال أزمة التشكيل قد يكون أعطانا درساً مهماً بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع».

حكومة لبنان الجديدة تواجه أول عقبة.. والبنك الدولي يتدخل

سكاي نيوز عربية – أبوظبي.. قال البنك الدولي ومسؤولون بالأمم المتحدة، الجمعة، إنه يجب على الحكومة اللبنانية الجديدة أن تعطي أولوية لإصلاح قطاع الكهرباء، بعد أن قضت أشهرا في خلافات بشأن تشكيل مجلس الوزراء، وأن تسعى إلى معالجة الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي وما تتحمله الدولة من تكاليف ضخمة. وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت، الخميس، عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، برئاسة سعد الحريري، لتنهي 9 أشهر من المشاورات والخلافات الشاقة. وجاء تشكيل الحكومة اللبنانية، وفق ما أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل من القصر الرئاسي، من 30 وزيرا يمثلون مختلف القوى السياسية الكبرى في البلاد، بينهم 4 نساء في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد خلافات سياسية على تقاسم الحصص ووسط خشية من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد. وقال المدير الإقليمي المعني بلبنان والعراق وسوريا والأردن وإيران في البنك الدولي، ساروج كومار جا، إن الكهرباء "هي المجال الذي نريد التحرك فيه سريعا جدا" مع جلب البنك لتمويل بشروط ميسرة للمساعدة في الإصلاحات. وتستخدم محطات الكهرباء اللبنانية وقودا ثقيلا مرتفع التكلفة، وليس بمقدور مرفق كهرباء لبنان المملوك للدولة أن يوفر الكهرباء على مدار الــ24 ساعة، وهو ما يدفع المستهلكين للاعتماد على مولدات خاصة مكلفة. وفي نوفمبر، اضطر البرلمان إلى الموافقة على إنفاق إضافي في الميزانية يزيد عن 400 مليون دولار على الوقود لتفادي انقطاعات الكهرباء، وهو ما يزيد الدين اللبناني المتنامي. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، قد قال في وقت سابق إن البلاد بحاجة إلى "إصلاحات جريئة". من جانبه، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان، فيليب لازاريني، إنه يجب على حكومة الحريري أن تعطي أولوية للإصلاحات التي وعد بها لبنان في مؤتمر باريس العام الماضي، حين قدم المانحون تعهدات بالدعم. وأضاف: "إحراز تقدم في مكافحة الفساد وإصلاح قطاع الكهرباء سيكونان ضروريان لاستعادة الثقة وإعادة تنشيط الاقتصاد وتعزيز النمو والاستقرار والتوظيف في الأجل الطويل". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال الخميس، إن فرنسا"سترافق لبنان على مسار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية"، خصوصا من خلال تنفيذ برنامج الاستثمار الذي جرى الاتفاق عليه في مؤتمر باريس. وقال جا إن مشكلات القطاع أبعدت المستثمرين وتسببت في "ضغط مالي هائل على الحكومة" التي تضخ مبالغ كبيرة في دعم الكهرباء التي توفرها الدولة. وتابع: "سأوصي بقوة بأن يمنحوا أولوية للاهتمام بقطاع الطاقة"، قائلا إنه يعتقد أن هناك تفاهما في هذا الشأن داخل الائتلاف الحكومي الجديد". ويريد جا أن يمضي لبنان قدما في خطة تحويل مرفق كهرباء لبنان إلى شركة، وأن يخفض الدعم الحكومي للكهرباء، وهو ما يوفر شبكة أمان للمستهلكين الأكثر فقرا. وتحتاج الحكومة أيضا إلى ضمان قدرتها على اجتذاب المستثمرين لعملية التحول من الوقود الثقيل إلى الغاز الأرخص سعرا، والعمل على نقله وتوزيعه. ويأمل لبنان في تطوير احتياطياته الخاصة من الغاز ويقوم بعمليات استكشاف بحرية، لكنه يرغب في غضون ذلك في استخدام الغاز الطبيعي المسال المستورد لتغذية محطات جديدة للكهرباء وطرح عطاء بشأن منشآت استيراد مؤقتة. وفي مؤتمر باريس الاستثماري، طرحت حكومة الحريري السابقة مشروعين مستقلين للكهرباء، تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما ما يتراوح بين 500 إلى 600 ميغاوات ويحتاجان إلى استثمار نحو 600 مليون دولار.

اللواء...الحكومة تفتح الشهيِّة الإقتصادية للدول .. وبومبيو يتطلَّع إلى زيارة بيروت

وزراء باسيل وضعوا استقالاتهم في عهدته وجنبلاط في المعارضة.. والبنك الدولي لإصلاح الكهرباء فوراً

بدءاً من اليوم، تدخل الحكومة الجديدة، بعد الصورة التذكارية، وتشكيل لجنة صياغة للبيان الوزاري، في أولى جلساتها التي تعقدها في قصر بعبدا، في مرحلة الرصد، وربما المحاسبة، وحتى المشاغبة.. عكس تأليف الحكومة ارتياحاً، وفي الوقت نفسه، عكس انكشاحاً في المواقف، وراح الوزراء يبحثون عن يوم جديد، فيما توارى المستوزرون، وراء خشبة المسرح، ايذاناً بانتهاء مرحلة القنص والترقب، وقراءة الخط.. ومهما يكن، صار بالإمكان، توقع إقرار سريع للبيان الوزاري، من باب الصيغة الراهنة، وبات من المتوقع تشريع الانفاق، بانتظار إقرار الموازنة في المجلس النيابي، لتصبح نافذة، ثم توقع إقرار التعيينات في المجلس العسكري، الذي بدأ أول شغور فيه اليوم، فضلاً عن إعادة تشكيل مجلس الجامعة، الذي يعمل، خلافاً لما هو منتظر، في وقت تواجه فيه الجامعة جملة استحقاقات، تتطلب قراراً جريئاً، بإعادة ترشيح عمداء، بعدما مضى على المرشحين ما لا يقل عن بضعة أشهر. وبانتظار إكمال المجلس الدستوري دورة طعونه الحالية، يتعين إعادة تسمية وانتخاب أعضاء جدد في المجلس، ليتسنى له القيام بدوره. كل ذلك، في لعبة استثمار «سيدر» وأمواله المرصودة (11 مليار) دولار، والتي تشترط «إدارة شفافة»، وقوانين محترمة. في اللحظة هذه، ومع عودة الفكرة، استبق البنك الدولي، البيان الوزاري، والتحرك بإتجاه «سيدر» وأعلن في موقف له انه يتعين على الحكومة الجديدة ان تعطي الأولوية لإصلاح قطاع الكهرباء، بعد ان قضت أشهراً في خلافات بشأن تشكيل مجلس الوزراء.. وان تسعى إلى معالجة الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي وما تتحمله الدولة من تكاليف ضخمة. وقال فيليب لازاريني المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان إنه يجب على حكومة الحريري أن تعطي أولوية للإصلاحات التي وعد بها لبنان في مؤتمر باريس العام الماضي حين قدم المانحون تعهدات بالدعم. وأضاف قائلا «إحراز تقدم في مكافحة الفساد وإصلاح قطاع الكهرباء سيكونان ضروريان لاستعادة الثقة وإعادة تنشيط الاقتصاد وتعزيز النمو والاستقرار والتوظيف في الأجل الطويل». وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس إن فرنسا «سترافق لبنان على مسار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية» وخصوصا من خلال تنفيذ برنامج الاستثمار الذي جرى الاتفاق عليه في مؤتمر باريس. وقال ساروج كومار جا المدير الإقليمي المعني بلبنان والعراق وسوريا والأردن وإيران في البنك الدولي إن الكهرباء «هي المجال الذي نريد التحرك فيه سريعا جدا» مع جلب البنك لتمويل بشروط ميسرة للمساعدة في الإصلاحات. على ان الأبرز، ما كشفه نائب الناطق بلسان الخارجية الأميركية. وقال جا إن مشكلات القطاع أبعدت المستثمرين وتسببت في «ضغط مالي هائل على الحكومة» التي تضخ مبالغ كبيرة في دعم الكهرباء التي توفرها الدولة. وأضاف «سأوصي بقوة بأن يمنحوا أولوية للاهتمام بقطاع الطاقة»، قائلا إنه يعتقد أن هناك تفاهما في هذا الشأن داخل الائتلاف الحكومي الجديد. لكن جيسون توفي كبير محللي الأسواق الناشئة لدى كابيتال ماركتس ومقرها لندن قال إنه متشكك في أن الحكومة الجديدة قد توافق على إصلاحات كبيرة لإطلاق الدعم المتعهد به. وأضاف قائلا «من غير الواضح ما إذا كان بمقدورهم فعليا الاتفاق على هذه الإجراءات، لذا سيظل هناك بعض الدعم المقيد». ويريد جا أن يمضي لبنان قدما في خطة تحويل مرفق كهرباء لبنان إلى شركة وأن يخفض الدعم الحكومي للكهرباء، وهو ما يوفر شبكة أمان للمستهلكين الأكثر فقرا. وتحتاج الحكومة أيضا إلى ضمان قدرتها على اجتذاب المستثمرين لعملية التحول من الوقود الثقيل إلى الغاز الأرخص سعرا، والعمل على نقله وتوزيعه وهي مهمة مرهقة.

موديز: التحدي الكبير

وقالت امس وكالة موديز للتصنيف الائتماني إن الحكومة اللبنانية الجديدة ستواجه «تحديا كبيرا» في ما يتعلق بخفض مستويات الدين. وقالت إليسا باريزي كابون المحللة لدى موديز في مذكرة «نتوقع أن تطبق الحكومة اللبنانية الجديدة بعض إجراءات التصحيح المالي بهدف إطلاق حزمة استثمارية قيمتها 11 مليار دولار أجلها خمس سنوات تعهد بها مانحون دوليون خلال المؤتمر الاقتصادي للتنمية من خلال الإصلاحات ومع الشركات (سيدر) الذي عُقد في باريس خلال نيسان أبريل 2018». وأضافت «لكن، في ظل الضعف الشديد للنمو، فإن التصحيح المالي سيظل تحديا كبيرا للحكومة». وقالت «طالما ظل نمو الودائع ضعيفا، ربما بسبب استمرار الضبابية بشأن قدرة الحكومة على تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، فإن الوضع المالي والمركز الخارجي للبنان سيظل من بين الأضعف في الدول التي نصنفها». وتصنف موديز لبنان عند (Caa1)، وهو بمثابة تحذير من أن البلاد لديها مخاطر كبيرة فيما يخص الديون. ووصفت واشنطن تأليف الحكومة، بالمناسبة التاريخية» مرحبة ومهنئة، معربة عن التطلع إلى التعاون مع الحكومة الجديدة. وجاء في تصريح نائب الناطق باسم الخارجية الأميركية روبرت بلادينو، وزعته السفارة الأميركية في بيروت ان وزير الخارجية مايك بومبيو يتطلع إلى زيارة لبنان. ومع ذلك، أضاف الناطق الأميركي فإننا نشعر بالقلق لكون حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية، سوف يستمر في تولي مناصب وزارية وقد أجيز له بتسمية وزير الصحة العامة. إننا ندعو الحكومة الجديدة الى ضمان ان لا توفر موارد هذه الوزارات وخدماتها دعما لحزب الله». وبعد دعوة الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن رقم 1559 و1701 قال الناطق «إننا نأمل أن تعمل جميع الأطراف في الحكومة الجديدة على الحفاظ على التزامات لبنان الدولية، وسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية، بما في ذلك تلك الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1701. وفي هذا السياق، نحن نرحب بالبيانات الأخيرة للقادة اللبنانيين الذين أكدوا التزام قرار مجلس الأمن رقم 1701، ونثمِّن جهودهم الأخيرة لتجنب تصعيد التوترات على طول الخط الأزرق. نحن نأمل أن تقوم حكومة لبنان الجديدة بتدابير عاجلة لتنفيذ إجراءات جادة وضرورية من اجل تحسين الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان». وفيما لم يشر بيان قصر الاليزيه إلى الزيارة المقررة للرئيس ماكرون إلى لبنان، خلال الشهر الحالي، أعلنت سفارة إيطاليا في لبنان ان رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي يعتزم زيارة بيروت في الأسبوع المقبل للقاء الرؤساء الثلاثة، في لحظة وصفها البيان «بالمهمة للغاية بالنسبة إلى مستقبل لبنان»، معتبرا تشكيل الحكومة «تطوراً ايجابياً طال انتظاره سيساهم في تعزيز استقرار لبنان ووحدته. وكان ماكرون أصدر بياناً أكّد فيه الالتزام بسيادة واستقرار لبنان في وقت وصلت فيه رسائل دولية تتخوف من تداعيات إطالة أمد التأليف، مع التحذير من تفاقم الوضع إلى درجة خسارة أي منفذ للمساعدة، كان طبيعي الترحيب الدولي والعربي بتشكيل الحكومة، في وقت انتعشت فيه أسواق السندات المالية بـ «اليوروبوند» والتي سجلت ارتفاعاً بنسبة 2 في المائة في اليوم الثاني بعدما ارتفعت أمس الأوّل بنسبة 5 في المائة، بالتزامن مع معلومات عممتها محطة L.B.C بأن هناك توجهاً لدى دولتين خليجيتين لوضع وديعتين في مصرف لبنان، واحدة بقيمة مليار دولار والثانية أقل من ذلك بقليل، مما يُساعد في تعزيز الوضع الاقتصادي المتأزم.

البيان الوزاري

وقبل ان يتوجه إلى صيدا لرعاية حفل تكريم عمته النائب بهية الحريري لمناسبة منحها الميدالية الدولية للتميز في القيادة، عكف الرئيس الحريري مع فريق عمله ومستشاريه وعدد من وزرائه في «بيت الوسط» على درس الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة، والتحضير لجلسة مجلس الوزراء الأولى التي تعقد ظهر اليوم في قصر بعبدا والمخصصة لتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري بعد التقاط الصورة التذكارية، في حضور الرئيس نبيه برّي الذي كانت له أمس مواقف مهمة، من أبرزها غض النظر عن الجلسة التشريعية التي كان يعتزم الدعوة إليها، بعدما تبين انها لم تعد ثمة حاجة إليها بعد تشكيل الحكومة، موضحاً بأنها كانت «نوعاً من الضغط الإيجابي لتسريع التأليف». وبحسب معلومات «اللواء» فإن الرئيس الحريري سينتقل بعد انتهاء جلسة بعبدا إلى مكتبه في السراي الحكومي، حيث سيقام له استقبال رسمي، ويستهل نشاطه بترؤس أول اجتماع للجنة صياغة البيان الوزاري، والتي يفترض ان تضم عدداً من الوزراء ممثلي القوى السياسية المشاركة في الحكومة، وحيث من المقرر ان تنكب اللجنة خلال جلسات متعاقبة لإنجاز مشروع البيان الذي سيرفع إلى مجلس الوزراء لاقراره قبل احالته إلى المجلس النيابي لمناقشته ونيل الحكومة الثقة على أساسه. وفي هذا السياق، توقع الرئيس برّي ان لا تأخذ صياغة البيان أكثر من أسبوع، وانه سيدعو على الفور إلى عقد جلسة الثقة. ولم يخف الرئيس برّي امام زواره في عين التينة فرحته بتأليف الحكومة، لافتاً إلى ان الوزارة الجديدة تضم أسماء تتمتع بالثقة والسمعة الجديد، مشددا على انه لا يوجد في الحكومة ثلث معطّل، ولا أحد يملك 11 وزيراً، في ما يشبه الرد على ما أعلنه رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، مؤكداً ان العقبات التي اخرت ولادة الحكومة كانت داخلية، ولم يتغيّر فيه شيء منذ المشاورات الأولى للتكليف، كاشفاً في هذا المجال، انه أبلغ مساعد وزير الخزانة الأميركية الذي زاره قبل يومين بأننا امام تأليف حكومة، لكن المسؤول الأميركي شكك في قدرة لبنان على ذلك. علماً ان المثير للريبة والاهتمام في وقت واحد ما وصفته O.T.V بـ«مبادرة التيار الوطني الحر إلى الإعلان بأن استقالات وزارية موضوعة في عهدة قيادته التي في حال حدوث تقصير، معلنين في الوقت عينه العزم على تحقيق النقلة النوعية الموعودة في وزاراتهم، ومن ضمن مجلس الوزراء إذا صفت نيات الآخرين، في وقت قصير. ويتقاطع مع هذا الموقف على نحو مغاير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي لا يُبدي ارتياحاً كافياً لوضعية التأليف، وتموضع الوزراء والذي انتقد ابتعاده بتأليف الحكومة عازياً ذلك إلى «انني لم اعلم بخفايا باريس 2» رافضاً أي «خصخصة متوحشة». إلى ذلك، توقعت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» ان يتم التوافق بشكل سريع على البيان الوزاري من قِبل لجنة الصياغة، خصوصاً وان الخطوط العريضة للبيان مرسومة، وستكون من فحوى بيان حكومة «استعادة الثقة»، لا سيما بالنسبة إلى المقاومة والعلاقة مع سوريا، مشيرة إلى ان البيان سيتضمن فقرات جديدة تتعلق بالتزام لبنان القيام بالاصلاحات الاقتصادية المرتبطة بتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» وتنفيذ الخطة التي وضعتها شركة «ماكينزي» الأميركية لتعزيز النمو الاقتصادي. ولفتت إلى انه في موضوع إصلاحات «سيدر»، ثمة نقطة قد تفتح نقاشا، خاصة وان «حزب الله» يرفض أية إصلاحات تأتي على شكل املاءات من الخارج، وكذلك الأمر بالنسبة إلى موضوع النازحين السوريين، حيث الانقسام لم يحسم بعد، بالنسبة إلى مبدأ العودة الآمنة أو العودة الطوعية. ناهيك عن مسألة العلاقة مع سوريا، لكن أوساط «المستقبل» أكدت ان هذا الموضوع مرتبط بقرارات الجامعة العربية التي يلتزم بها لبنان. وبالنسبة إلى الحكومة ككل، اعتبرت مصادر «المستقبل» الحكومة بأنها أفضل ما يُمكن في هذه المرحلة التي رافقها الكثير من العقد، مشددة على انها «حكومة الوفاق الوطني» التي كان يطمح إليها الرئيس الحريري منذ اليوم الأوّل لتكليفه، وهي حكومة «لا غالب ولا مغلوب» ولا يملك أحد فيها الثلث المعطل، مشيرة إلى انه من غير الصحيح ان حصة رئيس الجمهورية مع «التيار الحر» هي 11 وزيراً، معتبرة بانها حكومة الثلاث عشرات، لافتة إلى ان ممثّل «اللقاء التشاوري» للنواب السُنة المستقلين الوزير حسن عبد الرحيم مراد هو أقرب للفريق الشيعي وتحديداً لـ «حزب الله» من فريق عون- باسيل، وان الصيغة التي أسفرت عن وجود مراد واضحة المعالم والتفاصيل، خصوصاً وانه أعلن انه صوته سيكون للاتجاه الذي يريده الحزب.

اللقاء التشاوري

يذكر ان «اللقاء التشاوري» اجتمع أمس في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي، في حضور أعضائه بالإضافة إلى الوزير الجديد مراد الذي أعلن، وفق ما جاء في البيان الذي اذاعه النائب فيصل كرامي انه «ممثل حصري للقاء في الحكومة ويحضر اجتماعاته ويصوت بناء على قرار أعضائه، ويلتزم بالتوجهات السياسية للقاء في كل الملفات المطروحة، سواء في السياسة العامة أو على طاولة مجلس الوزراء. ولفت كرامي إلى انه «باعتبار ان الوزير مراد هو من الحصة السنَّية وبناء على المبادلة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، يكون من المنطقي ان يتعاون مراد مع الرئيس عون ويشارك في اجتماعات تكتل «لبنان القوي» على ان يبقى مراد ممثلاً للقاء التشاوري». وهذا يعني في نظر مصادر نيابية ان يضع مراد رجلاً في البور ورجلاً في الفلاحة، في صيغة ملتبسة، كانت قد اطاحت بتسمية جواد عدرة ممثلا للقاء، قبل نحو شهرين، وهو أمر سيفتح الباب واسعا امام سيل من التساؤلات عن تموضع هذا الوزير، بعدما قالها الوزير باسيل عن ان لديه 11 وزيراً.

 



السابق

مصر وإفريقيا..مصر إلى مزيد من التعاون مع اللجنة الاقتصادية لأفريقيا لخدمة القارة....الأورام تلتهم أجساد الليبيين بعد انهيار منظومة الصحة...الشرطة تفرق بقنابل الغاز احتجاجات جديدة في أم درمان...اتهامات متبادلة في جنوب السودان بخرق اتفاق السلام......غديري المرشح للرئاسية الجزائرية: عازم على إحداث «معجزة» في الانتخابات..تونس: مسيرة مليونية غاضبة تندّد باستفحال أزمة التعليم...مفاجأة إثيوبية.. تأخر تنفيذ سد النهضة رفع التكلفة 60%...

التالي

أخبار وتقارير...خبير أميركي: لمَ لا تُعتبر تركيا شريكا موثوقا لأميركا؟.....واشنطن تنفذ تهديدها..وتعلق الالتزام بمعاهدة الصواريخ النووية....مشروع فرنسي - أممي لمواجهة تمويل الإرهاب...ترامب: حان وقت العودة من سورية وأفغانستان..«طالبان» ترى «جدّية» أميركية وتُعدّ «نظاماً إسلامياً» لأفغانستان...قاضٍ بريطاني يطالب بإدراج كيانات قطرية في قضية «بنك باركليز»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,163,520

عدد الزوار: 6,758,220

المتواجدون الآن: 117